والاس: الجيش البريطاني «تخلف عن نظرائه» و«يحتاج إلى استثمارات»

الجيش البريطاني «في حاجة ماسة إلى إعادة الرسملة» (رويترز)
الجيش البريطاني «في حاجة ماسة إلى إعادة الرسملة» (رويترز)
TT

والاس: الجيش البريطاني «تخلف عن نظرائه» و«يحتاج إلى استثمارات»

الجيش البريطاني «في حاجة ماسة إلى إعادة الرسملة» (رويترز)
الجيش البريطاني «في حاجة ماسة إلى إعادة الرسملة» (رويترز)

قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن الجيش البريطاني «تخلف عن نظرائه» وإنه «بحاجة إلى المزيد من الاستثمارات».
يأتي ذلك بعد أن كشفت شبكة «سكاي نيوز» أمس أن جنرالاً أميركياً قال لوالاس بشكل خاص إن القوات المسلحة البريطانية لم تعد تعتبر قوة قتالية عالية المستوى.
وكشفت مصادر دفاعية أن الجنرال الأميركي قال إن هذا التراجع في القدرة القتالية الحربية يحتاج إلى حل بشكل أسرع مما كان مخططا له في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقالت المصادر إن ذلك يجب أن يشمل زيادة ميزانية الدفاع بما لا يقل عن 3 مليارات جنيه إسترليني (3.6 ملايين دولار) سنوياً ووقف خطة لتقليص حجم الجيش أكثر.
وأشار التحذير أيضاً إلى أن القوات المسلحة «غير قادرة على حماية المملكة المتحدة وحلفائنا لعقد من الزمان».
وافق والاس على الحاجة إلى «إعادة رسملة عاجلة»، لكنه قال إن الحكومة تستثمر بالفعل 34 مليار جنيه إسترليني (نحو 42 مليار دولار) في خطة خاصة بمعدات الجيش من الآن وحتى عام 2033.
وقال لـ«سكاي نيوز»: «لا توجد عصا سحرية، ولا توجد مصانع حيث تضغط فقط على الأزرار وتحصل الأمور... هناك دولتان فقط على وجه الأرض يمكنهما الحفاظ على خطوط إنتاج ثابتة تقريباً - الصين والولايات المتحدة. بالطبع يمكننا السعي للشراء من الخارج، ولكن بعد ذلك لن تكون هناك صناعة دفاعية وطيران في المملكة المتحدة ونحن لن نكون قادرين بالضرورة على إعطاء قواتنا المعدات الدقيقة التي يريدونها، لذلك علينا دائماً تحقيق هذا التوازن».
قال والاس أيضاً إن البلدان في جميع أنحاء أوروبا تواجه «تحديات» في سلاسل التوريد الخاصة بها، مضيفاً: «هذا هو المكان الذي تتجه إليه هذه الأموال الجديدة ولهذا السبب من المهم إرسال إشارة إلى الصناعة لنقول إننا نستثمر - هذا ما نهدف إليه».
متحدثا في مجلس العموم في وقت سابق، قال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي إن رئيس الوزراء ريشي سوناك والمستشار جيريمي هانت يتفهمان أن الجيش «في حاجة ماسة إلى إعادة الرسملة» و«هناك ميزانية قادمة».

وقال داونينغ ستريت إن رئيس الوزراء ما زال يعتقد أن الجيش البريطاني «قوة قتالية عالية المستوى» رغم تحذير الجنرال الأميركي. وردا على سؤال حول التعليقات الخاصة بالجنرال الأميركي أمس (الاثنين)، أجاب المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء بـ«نعم» حول ما إذا كان ريشي سوناك يعتقد أن الجيش البريطاني قوة قتالية عالية المستوى.
وقال إن الحكومة «تضمن لقواتنا المسلحة المعدات والقدرات التي تحتاجها لمواجهة تهديدات الغد من خلال خطة ممولة بالكامل بقيمة 242 مليار جنيه إسترليني لمدة 10 سنوات».
كما اختلف الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، اللورد روبرتسون، مع وجهة نظر الجنرال الأميركي. وقال: «الحقيقة هي أن القوات المسلحة البريطانية ربما تكون ضعيفة في الآونة الأخيرة لكنها لا تزال قوة قتالية هائلة - وأعتقد أن بلادنا يمكن أن تفخر بها».

كما سألت «سكاي نيوز» البنتاغون عن الترتيب الذي تضع فيه الجيش البريطاني وما إذا كان قد أصبح أضعف من أن يؤدي دوره كعضو في الناتو.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال باتريك رايدر: «المملكة المتحدة حليف قادر وملتزم بشكل استثنائي في حلف شمال الأطلسي وتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا. يواصل التحالف الدفاعي والأمني الذي لا مثيل له بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تعزيز الاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم».
https://twitter.com/DefenceHQ/status/1619649875095822336?s=20&t=-odEEd1k5vIdEZUzdo7LTg
وفي وقت سابق، قال رئيس لجنة الدفاع بحزب المحافظين توبياس إلوود إن الناس يجب أن يكونوا «قلقين للغاية» بشأن القدرات الحالية للقوات المسلحة. ودعا الحكومة إلى التراجع عن «التخفيضات الكبيرة» للجيش لأن معداته «عفا عليها الزمن».
وقال إلوود إنه كانت هناك «استثمارات ضخمة» في البحرية الملكية والقوات الجوية الملكية في السنوات الأخيرة، لكنه أضاف «الجيش في حالة يرثى لها». وتابع: «جيشنا ببساطة صغير جداً، لقد انخفض العدد بنحو عشرة آلاف جندي».
وأعلنت القوى الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا عن خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا العام الماضي.
ولم يقدم سوناك بعد أي تعهد جدي لتوسيع إنفاقات دفاعه، وبدلاً من ذلك يسعى إلى «تحديث» مراجعة السياسة الدفاعية التي من المقرر نشرها في 7 مارس (آذار) قبل ميزانية الربيع التي ستشير إلى ما إذا كانت هناك أي أموال جديدة للجيش.
في عام 2020، زاد بوريس جونسون، بصفته رئيساً للوزراء، الإنفاق الدفاعي بمقدار 16 مليار جنيه إسترليني - وهو أكبر ارتفاع منذ الحرب الباردة، لكنه لم يكن كافياً لسد الفجوات.
قاوم سوناك حتى الآن الدعوات لاتباع سلفه، ليز تراس، لرفع الإنفاق الدفاعي إلى 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، بعد أن كان يزيد قليلاً عن 2 في المائة بالوقت الحالي.


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

ترمب يتخلص من مشكلاته القانونية قبل تنصيبه

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يتخلص من مشكلاته القانونية قبل تنصيبه

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

بعد فوزه في انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيتخلّص من مشكلاته القانونية بعد طلب الادعاء إسقاط الدعوى المتعلقة بمحاولة قلب نتائج انتخابات 2020 استناداً إلى سياسة وزارة العدل التي تمنع محاكمة رئيس يشغل المنصب.

ووافقت القاضية تانيا تشوتكان على طلب المدّعي الخاص جاك سميث ردّ هذه الدعوى لأنّ سياسة وزارة العدل تنصّ على عدم ملاحقة رئيس يمارس مهام منصبه، وهو ما سيكون عليه ترمب بعد أن يؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير (كانون الثاني).

ووافقت القاضية على ذلك مع حفظ إمكان إعادة إحياء هذه الدعوى بمجرد أن يغادر ترمب منصبه بعد 4 سنوات.

وأوضح سميث أنه بعد مشاورات، خلصت وزارة العدل إلى أن سياستها منذ «فضيحة ووترغيت» عام 1973 المتمثلة في عدم محاكمة رئيس في منصبه «تنطبق على هذا الوضع غير المسبوق»، مضيفاً أن هذا الاستنتاج «لا يعتمد على مدى خطورة الجرائم المحدّدة أو قوة قضية الادعاء أو أسس الملاحقة».

وقالت القاضية إنّ «الحصانة الممنوحة لرئيس يمارس مهام منصبه هي حصانة مؤقّتة، وتنتهي عند مغادرته منصبه».

من جهتها، كتبت المدعية السابقة باربرا مكويد على «إكس»: «بالطبع، ربما لا تكون هناك شهية للملاحقة القضائية في عام 2029، لكنّ ذلك يبقي هذا الاحتمال مفتوحاً».

والقضية الأخرى في فلوريدا ستواجه المصير نفسه؛ فقد أعلن سميث أنه، للسبب عينه، لن يلاحق ترمب بتهمة الاحتفاظ بوثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض عام 2021.

وكان سميث قد استأنف قرار القاضية الفيدرالية إيلين كانون في فلوريدا بإلغاء الإجراءات في يوليو (تموز) على أساس أن تعيين المدعي الخاص في القضية غير دستوري.

حصانة

هكذا، تخلص ترمب من متاعبه القانونية، خصوصاً بعد الحكم التاريخي للمحكمة العليا الذي أُقِرَّ في الأول من يوليو بأن «طبيعة السلطة الرئاسية تمنح الرئيس السابق حصانة مطلقة من الملاحقة الجنائية عن الأفعال الرسمية التي يتخذها بوصفه رئيساً».

لذلك، اضطُرَّ سميث لتقديم لائحة اتهام منقحة في نهاية أغسطس (آب) لإثبات الطبيعة الخاصة للوقائع التي يتّهم ترمب بارتكابها، والتي، وفق قوله، لا تغطيها الحصانة الجنائية.

وضمنت المحكمة العليا بحكم الأمر الواقع عدم محاكمة ترمب في هذه القضية قبل انتخابات 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما كان يريده.

وبمجرد دخوله البيت الأبيض، يستطيع دونالد ترمب التخلص من الدعويين أو حتى تجنّب إعادتهما إلى القضاء من خلال إصدار عفو عن نفسه.

لكن رغم ذلك، ربما تكون في انتظاره عقبة أخيرة في نيويورك قبل تنصيبه رسمياً في 20 نوفمبر عند النطق بالحكم عليه في المحاكمة الوحيدة من محاكماته الجنائية الأربع التي لم يتمكن محاموه من تأجيلها إلى ما بعد عام 2024.

وأدين ترمب بارتكاب 34 تهمة جنائية في مايو (أيار) بعدما خلصت هيئة محلفين إلى أنه قام بالتلاعب بشكل احتيالي بسجلات تجارية للتغطية على دفع مبالغ لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز مقابل صمتها عن علاقة جنسية مفترضة حتى لا تضر بحملته في انتخابات عام 2016.

لكن القاضي خوان ميرتشن الذي أرجأ النطق بالحكم مرات عدة، سمح لمحامي ترمب بتقديم استئناف لإلغاء الإجراءات بحلول الثاني من ديسمبر (كانون الأول).

كذلك يواجه ترمب في جورجيا تهمة الابتزاز على خلفية جهوده لقلب نتائج انتخابات 2020 في الولاية الجنوبية، لكن من المرجح تجميد هذه القضية خلال ولايته.