انتهاكات الحوثيين ونهجهم يؤججان غضب 6 محافظات يمنية

وسط تصاعد الانفلات الأمني وأعمال النهب وغياب العدالة

طفلة يمنية تساعد في جلب الماء لأسرتها بعد عودتها من المدرسة في ضواحي صنعاء (إ.ب.أ)
طفلة يمنية تساعد في جلب الماء لأسرتها بعد عودتها من المدرسة في ضواحي صنعاء (إ.ب.أ)
TT

انتهاكات الحوثيين ونهجهم يؤججان غضب 6 محافظات يمنية

طفلة يمنية تساعد في جلب الماء لأسرتها بعد عودتها من المدرسة في ضواحي صنعاء (إ.ب.أ)
طفلة يمنية تساعد في جلب الماء لأسرتها بعد عودتها من المدرسة في ضواحي صنعاء (إ.ب.أ)

بينما تواصل الميليشيات الحوثية في صنعاء وبقية مناطق سيطرتها ارتكاب الانتهاكات، وتوسيع أعمال السطو والنهب، بالتوازي مع تصاعد الانفلات الأمني، وغياب حصول الضحايا على العدالة، شهدت 6 محافظات يمنية خلال الأيام الماضية حالة من الغضب والوقفات الاحتجاجية المنددة بفساد قادة الميليشيات.
وفي هذا السياق، تم تنظيم كثير من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي شارك فيها السكان من مختلف الشرائح، في صنعاء العاصمة وريفها، ومحافظات: الجوف، والبيضاء، وريمة، وإب.
وتنوعت أسباب الغضب الشعبي، إما على خلفية ارتكاب عناصر حوثيين جرائم قتل عمد، وقيامهم بأعمال دهم واقتحام للمنازل واختطاف وقمع وتنكيل بحق مواطنين وتجار ووجهاء قبائل، وإما على خلفية المطالبة بتنفيذ أحكام قضائية، وفتح تحقيق في جرائم نهب وسرقة.
وتمثلت آخر تلك الفعاليات الاحتجاجية في تنظيم عدد من التجار في مدينة الحزم بمحافظة الجوف إضراباً شاملاً عن العمل، احتجاجاً على مقتل زميل لهم يدعى مؤيد فيصل الصمدي، برصاص مسلحين يعتقد انتماؤهم للميليشيات الحوثية، في المدينة الواقعة شمال شرقي صنعاء.
وجاء إضراب التجار بالتزامن مع تنظيم عشرات المواطنين في المدينة ذاتها اعتصاماً مفتوحاً بمركزها؛ حيث شرعوا في نصب عدد من الخيام للمطالبة بإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
وكان مسلحون حوثيون قد اقتحموا محلاً تجارياً وسط مدينة الحزم في الجوف، وأطلقوا الرصاص الحي على مالكه مؤيد الصمدي وأردوه قتيلاً، ثم قاموا بنهب مبالغ مالية من المحل ولاذوا بالفرار؛ حيث اتهم السكان مشرفين وقادة في الجماعة بضلوعهم في الجريمة.
في سياق متصل، يواصل مئات من أبناء منطقة «الرياشية العليا» بمحافظة البيضاء اعتصاماً مفتوحاً في ميدان السبعين في صنعاء، لمطالبة الميليشيات بالإفراج عن شيخ قبلي وضبط أحد القتلة.
مصادر مطلعة في صنعاء ذكرت لـ«الشرق الأوسط»، أن مئات من الوجاهات الاجتماعية ومواطنين ينتمون إلى تلك القبائل في البيضاء يواصلون الاعتصام، مع احتمالية التصعيد من قبلهم حتى تنفيذ جميع مطالبهم.
ويطالب المشاركون سلطات الانقلاب في صنعاء بسرعة الإفراج عن الشيخ صادق العبيي، أحد أبرز وجهاء قبائل الرياشية، وإلقاء القبض على قتلة أحد أبنائهم، المجني عليه سام السلم الذي لقي حتفه مؤخراً برصاص مسلحين حوثيين، بمدينة رداع في المحافظة ذاتها.
واتهم المعتصمون القيادي الحوثي عبد الله إدريس المعين من قبل الميليشيات محافظاً للبيضاء، بمواصلة التستر على الجناة والضغط على أسرة المجني عليه وعلى وجهاء القبائل، لقبول التحكيم الذي وصفوه بـ«غير العادل».
وتزامن الاعتصام مع توافد قبائل أخرى في البيضاء إلى العاصمة، لتنفيذ احتجاجات منددة بمقتل الشيخ القبلي عبد الله الحميدي الذي قتل قرب منزله وسط العاصمة، على يد المشرف الحوثي محمد الزبيري، وسط اتهامات بتزعم الأخير عصابة مسلحة تمارس عمليات السطو والنهب المنظم بحق ممتلكات وأراضي المواطنين، تحت غطاء ودعم قيادات بارزة في الجماعة.
جاء ذلك في وقت دعا فيه رجال قبائل في محافظة ريف صنعاء للاحتشاد إلى ميدان السبعين في صنعاء، للضغط على سلطات الانقلاب ومطالبتها بالكشف عن تفاصيل جريمة اقتحام مسلحين حوثيين قبل أيام منزل أحد وجهاء مديرية سنحان، يدعى صالح غالب الرهمي، وقتله داخل منزله، ونهب وسرقة ما بداخل المنزل.
إضافة إلى ذلك، نظم عشرات من وجهاء وأبناء قبائل محافظة ريمة، منتصف الأسبوع الماضي، وقفة احتجاجية أمام محكمة جنوب شرقي الأمانة بحي شميلة في صنعاء، للمطالبة بإعدام متهمين بقتل أحد أبنائهم.
وأوضحت مصادر خاصة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن المحتجين طالبوا المحكمة الحوثية بعدم المماطلة وإضاعة دماء اليمنيين، ودعوها إلى التسريع في جلسات محاكمة المتهمين بجرائم القتل العمد التي كان من ضمن ضحاياها أحد أبنائهم، ويدعى صلاح الشرعبي الذي عثر وقتها على جثته بعد قتله مرمية في أحد شوارع العاصمة.
أما محافظة إب (190 كيلومتراً جنوب صنعاء) فشهدت قيام عشرات المعلمين والمعلمات بتنظيم وقفة احتجاجية في عديد من مدارس المحافظة، تنديداً بسرقة الميليشيات الانقلابية حوافزهم المالية التي تقدمها منظمة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة.
وردد المشاركون في تلك الوقفة شعارات عدة، منددة بحرمانهم من قبل الميليشيات من الحصول على مستحقاتهم المالية التي تصرف لهم بين كل فينة وأخرى، كحافز نقدي من قبل المنظمة.
وفي تعليق له، دعا وزير الإعلام في الحكومة اليمنية الشرعية، معمر الإرياني، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) لفتح تحقيق في حادثة نهب ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران مستحقات عشرات المدرسات في محافظة إب، والتي تقدمها المنظمة ضمن مشروع «الحوافز النقدية لدعم المعلمين والعاملين في المدارس».
وقال الإرياني إن ميليشيا الحوثي لم تكتف بفرض قوائم بالمستفيدين من المشروع خارج كشوفات موظفي الدولة في قطاع التعليم بحجة «المدرسين الفاعلين»؛ بل عمدت إلى نهب حوافز مئات منهم، في الوقت الذي تواصل فيه نهب مرتباتهم منذ 8 أعوام.
ووصف الوزير اليمني الحوثيين بأنهم «عصابة إجرامية تتعمد بكافة السبل إذلال اليمنيين وتجويعهم وإفقارهم، مخلفة تراجعاً كبيراً في مستوى التعليم، وارتفاع نسب التسرب من المدارس، وأكبر مأساة إنسانية في العالم»، وفق تعبيره.
ودعا الإرياني المنظمة الأممية إلى التحقيق في الحادثة، ومراجعة الآلية الحالية لصرف الحوافز، والتي مكنت ميليشيا الحوثي من تمرير آلاف من عناصرها ضمن كشوفات المستفيدين من المشروع الذي يهدف أساساً لتحسين الأوضاع المعيشية للمعلمين والمعلمات، والحيلولة دون انهيار العملية التعليمية في مناطق سيطرة الميليشيا.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.