«نزاهة العراق» تلاحق وزيراً سابقاً و3 محافظين بتهم الاستحواذ على عقارات

الشرطة العراقية تقف بالقرب من البنك المركزي (د.ب.أ)
الشرطة العراقية تقف بالقرب من البنك المركزي (د.ب.أ)
TT

«نزاهة العراق» تلاحق وزيراً سابقاً و3 محافظين بتهم الاستحواذ على عقارات

الشرطة العراقية تقف بالقرب من البنك المركزي (د.ب.أ)
الشرطة العراقية تقف بالقرب من البنك المركزي (د.ب.أ)

أعلنت هيئة النزاهة في العراق، في بيان، أمس، عن استدعاء وزير الداخلية السابق «ع.غ»، على خلفية ارتكابه مخالفات على حساب الدولة. وذكر البيان أن هيئة النزاهة «قرَّرت استقدام وزير الداخليَّة السابق، على خلفيَّة عرض وتقديم كشفٍ مُشتركٍ غير دقيقٍ وغير مُطابقٍ للحقيقة وعرضه على مجلس الوزراء بجلسة طارئة، لاستحصال قرارٍ باستثنائه من إجراءات بيع وإيجار أموال الدولة، بهدف الاستحواذ على قطعة أرضٍ تبلغ مساحتها (2880) متراً لمنفعته الشخصيَّة على حساب مصلحة الدولة». وأوضح البيان أن الكشف المُعدَّ من قبل دوائر التسجيل العقاري بيَّن عدم صحَّة ما ورد بالكشف المرافق طياً (طلب الوزير إلى وزير الماليَّـة). وأضاف البيان أن «محكمة جنايات مُكافحة الفساد المركزيَّة أصدرت أمر الاستقدام بحقِّ الوزير السابق، فضلاً عن 3 متهمين آخرين، هم أعضاء لجنة الكشف».
وفي السياق ذاته، أعلنت هيئة النزاهة عن استقدام 3 محافظين أسبقين لبابل، وعضو مجلس محافظة سابق، نظراً لارتكابهم عمداً مخالفات في واجباتهم الوظيفية. وذكر بيان النزاهة أن «محكمة تحقيق الحلَّة المُختصَّة بالنظر في قضايا النزاهة قرَّرت استقدام محافظينِ أسبقينِ وعضو مجلس مُحافظة سابقٍ، لقيامهم بتخصيص قطع أراضٍ تجاريَّة، خلافاً لقرار مجلس الوزراء، ما شكَّل ضرراً في المال العام». وأضاف البيان أن ذلك جاء «رغم وجود مطالعة مُقدَّمة من قبل مسؤول تنظيم المدن في مُديريَّة بلديَّة الحلة المُتضمّنة إيقاف إجراءات تخصيص وتسجيل قطع الأراضي». وأشار البيان إلى أن المحكمة أصدرت أمراً باستقدام محافظ بابل الأسبق لمُقصريَّته في موضوع إبرام بروتوكول بين المحافظة وإحدى شركات الاستثمار العقاري، مُبيّنة أن التعاقد كان لإنشاء كرفان داخل مدينة بابل الأثرية في العام 2011، مُشيرة إلى أنَّه بعد إنجازه تمَّ رفضه من قبل اللجنة الفنيَّة في ديوان المحافظة؛ لمخالفته المواصفات وقانون بيع وإيجار أموال الدولة بإعفاء الشركة من تسديد بدل الإيجار.
إلى ذلك، عبّر نائب سابق في البرلمان العراقي عن استغرابه من صدور قرار استدعاء بحق وزير الداخلية السابق بسبب مسألة تعد جزئية بالقياس إلى عمليات السرقات الكبرى في البلاد. وقال النائب السابق، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في الوقت الذي لا تعني عملية الاستقدام اتهاماً مباشراً لمن تصدر بحقه مذكرة استقدام، لكن استقدام شخصية عسكرية كبيرة قاتلت الإرهاب ولها بصمة واضحة في تاريخ المؤسسة العسكرية العراقية أمر يبدو مستغرباً، في وقت يطلق سراح السراق الكبار، ومنهم نور زهير»، مبيناً أن «الوزير السابق عندما كان وزيراً للداخلية هو الذي اعتقل نور زهير وأنزله من الطائرة وأودعه السجن». أما النائب المستقل في البرلمان العراقي برهان المعموري، فقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى من جميع الجهات الرقابية أن تتعامل مع حالات الفساد بعين واحدة، وأن تكون الوقاية قبل وقوع الخطأ». وأضاف المعموري أنّ «من الأولى محاسبة أصحاب المناصب الحالية، ممن عليهم ملفات فساد أثناء فترة توليهم المسؤولية، وليس عندما يخرج من المنصب لأن ذلك يثير علامة استفهام». وأوضح: «نتمنى ألا تتأثر هيئة النزاهة بالضغوط السياسية، خصوصاً الملفات الكبيرة التي أهدرت فيها المليارات». وشدد على أن «الأولى في قضية الوزير السابق أن يتم استدعاؤه عندما كان يشغل منصب وزير الداخلية، في حال وجود بعض الإشكالات عليه».
من جانبه، قال الخبير القانوني أمير الدعمي لـ«الشرق الأوسط» إن «إطلاق سراح أي متهم بالكفالة أو الإفراج هي سلطة تقديرية للقضاء، بحسب الأدلة المتوفرة. وأعتقد أن إطلاق سراح المتهمين بسرقة الأمانات الضريبة تم بصفقة حكومية، وهو ما صرح به رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي بغية استرجاع باقي المبالغ المسروقة». وأضاف الدعمي: «بخصوص استدعاء وزير سابق ومحافظين سابقين، فإن لكل دعوى أدلتها الخاصة، وقد تحتاج إلى إجابات لاستفهامات القضاء، وهذا لا يعني أن الاستدعاء هو إدانة، بقدر ما يكون استفهاماً عن قضية معينة». يُذكر أن الحكومة العراقية قد شدّدت من إجراءات مكافحة الفساد، كونه محوراً من برنامجها الحكومي، مثل كشف الهدر في المال العام في دوائر الدولة، بالإضافة إلى مكافحة تهريب العملة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

غارة إسرائيلية تقتل 15 فلسطينيا مكلفين بتأمين شاحنات مساعدات في غزة

آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

غارة إسرائيلية تقتل 15 فلسطينيا مكلفين بتأمين شاحنات مساعدات في غزة

آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
آثار الدمار جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

قال مسعفون في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة من الفلسطينيين المكلفين بتأمين شاحنات مساعدات في رفح مما أسفر عن مقتل 15 على الأقل.

وذكر مسعفون أن ما لا يقل عن 30 شخصا أصيبوا وأن العديد منهم في حالة حرجة وأن عدد القتلى مرشح للارتفاع. وأوضح المسعفون وسكان أن الغارة وقعت في المنطقة الغربية من مدينة رفح بجنوب القطاع. وتكررت حوادث تعرض شاحنات المساعدات لعمليات خطف من جانب عصابات مسلحة بعد وقت قصير من دخولها القطاع، مما دفع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إلى تشكيل قوة مهام لمواجهتهم. ووفقا لمصادر من حماس ومسعفين فقد قتلت القوات التي تقودها حماس أكثر من عشرين عنصرا من العصابات في الأشهر الماضية.

وتقول حماس إن الضربات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 700 من الأفراد المكلفين بتأمين شاحنات المساعدات التي تدخل غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.