أي دور ينتظر إريتريا بعد الانسحاب العسكري من «تيغراي»؟

واشنطن اعتبرته «تقدماً كبيراً»... وناشطون شككوا في جديته

صورة تداولها ناشطون إثيوبيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لجنود إريتريين ينسحبون من إقليم تيغراي
صورة تداولها ناشطون إثيوبيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لجنود إريتريين ينسحبون من إقليم تيغراي
TT

أي دور ينتظر إريتريا بعد الانسحاب العسكري من «تيغراي»؟

صورة تداولها ناشطون إثيوبيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لجنود إريتريين ينسحبون من إقليم تيغراي
صورة تداولها ناشطون إثيوبيون عبر منصات التواصل الاجتماعي لجنود إريتريين ينسحبون من إقليم تيغراي

أثار انسحاب قوات إريترية من مدن بإقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، ردود فعل متباينة؛ فبينما رحبت الولايات المتحدة بهذا الانسحاب، واعتبره وزير خارجيتها أنتوني بلينكن «تقدماً كبيراً»، شكك ناشطون إثيوبيون في جدية انسحاب تلك القوات من جميع مواقعها في الإقليم الذي شهد صراعاً دامياً على مدى عامين، مؤكدين أن الانسحاب «اقتصر فقط على مدن عدة»، وأن «قوات أخرى ستحلّ مكان القوات التي انسحبت خلال اليومين الماضيين».

وذكرت تقارير لوكالة «رويترز» ووكالة الأنباء الفرنسية، نقلاً عن إفادات من مصادر محلية، أن عدداً كبيراً من الجنود الإريتريين غادر منذ يوم (الجمعة) بلدتَين في إقليم «تيغراي» في شمال إثيوبيا، حيث كانوا يدعمون الجيش الإثيوبي منذ عامين في حربه ضد متمرّدي تيغراي.

وبحسب شهادات سكان محليين، غادرت قوات منذ ظهر (الجمعة) بلدتَي شيري وعدوة إلى جهة مجهولة، في حين كان جنود لا يزالون موجودين في البلدتين على مدى اليومين الماضيين، وفق إفادات من ناشطين إثيوبيين.

وانتقد ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، رفع جنود إريتريين لافتات على العربات التي تقلهم خارج مدن «تيغراي» كُتب عليها عبارة: «انتهت اللعبة»، وعدوا ذلك «نوعاً من الاستهانة» بضحايا الصراع الذي أودى بحياة الآلاف، وتسبب في تشريد ما يزيد على مليوني شخص، في حين أشار ناشطون آخرون إلى أن «قوات إريترية جديدة وصلت إلى تيغراي لتحل محل القوات القديمة». وأفادوا بأن «قوات إريترية جديدة شوهدت تحفر خنادق في بلدتي شاير وأكسوم».

من جانب آخر، رحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بانسحاب القوات الإريترية من شمال إثيوبيا. واعتبر في اتصال هاتفي، مساء السبت، مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، هذا الانسحاب «تقدماً كبيراً». وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان، أن بلينكن عبّر في الاتصال الهاتفي عن «ترحيبه بهذا التطور»، مشيراً إلى أنه «أساسي لضمان سلام دائم في شمال إثيوبيا». وحثَّ الحكومة الإثيوبية على «السماح بدخول مراقبي حقوق الإنسان الدوليين».

وجدد بلينكن التزام الولايات المتحدة بدعم عملية السلام في إثيوبيا، لكنه أثار أيضاً مخاوف بشأن عدم الاستقرار في إقليم أورومو، وهي منطقة أخرى في هذا البلد يتصاعد فيها صراع آخر.

وأشار إبراهم إدريس، الباحث في الشؤون الأفريقية، إلى أن انسحاب القوات الإريترية من إقليم تيغراي «يفتح صفحة جديدة» في العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى أن حالة الصراع التي هيمنت على العقود الثلاثة الماضية، «أثرت سلباً على برامج التنمية الشاملة في إريتريا منذ استقلالها عام 1991».

وأوضح إدريس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الوقت بات سانحاً لتفعيل اتفاق الشراكة بين إريتريا وإثيوبيا الموقّع عام 2018، وهو الاتفاق الذي فتح المجال أمام «تطبيع» العلاقات بين البلدين بعد عقود من التوتر والصراع.

وأشار الباحث في الشؤون الأفريقية، إلى أن التطورات الراهنة «تنبئ بإمكانية تصفير النزاعات الحدودية والسياسية»، وتُحتّم على قيادتي أسمرة وأديس أبابا، السعي إلى إطلاق كل ما كان مؤجلاً من برامج سياسية واقتصادية واجتماعية لتعزيز التعاون بين البلدين، خاصة أن التوتر بين إريتريا و«جبهة تحرير تيغراي»، «كان أحد عوامل النزاع وتعطيل برامج التعاون المشترك».

في المقابل، شكك الدكتور رامي زهدي، الباحث في الشؤون الأفريقية، في واقع انسحاب القوات الإريترية من إقليم تيغراي وحجم هذا الانسحاب، لافتاً إلى أن انسحاب بعض تلك القوات قد يكون ظاهراً على الأرض، إلا أنه «لا يعدو أن يكون انسحاباً تكتيكياً».

وأوضح زهدي لـ«الشرق الأوسط»، أن حجم ما قدمته القوات الإريترية من دعم للحكومة الفيدرالية خلال الصراع في تيغراي، وحجم العداء التاريخي الذي يجمع بين القيادة الإريترية وبين «جبهة تحرير شعب تيغراي»، «يجعل من الصعوبة بمكان التسليم بأن إريتريا ستقبل بانسحاب كامل وتام من هذه المنطقة الاستراتيجية بالنسبة لها».

وحول الدور المتوقع المرتقب لإريتريا في أعقاب هذا «الانسحاب التكتيكي»، أفاد زهدي بأن هناك «تطابقاً كاملاً» في المواقف والرؤى بين القيادتين في أسمرة وأديس أبابا، وهذا ما يعزز فرضية أن «إريتريا ستكون لها أدوار مستقبلية في دعم نظام الحكم الحالي في إثيوبيا؛ لأن انهياره يعني عودة الصراع مع إريتريا، وبالتالي فلن يتنازل كل طرف عن علاقته بالطرف الآخر».

وأضاف الباحث في الشؤون الأفريقية، أن استمرار أي دور سواء عسكري أو سياسي لإريتريا، «سيمثل تهديداً لاتفاق السلام في إثيوبيا»، بالنظر إلى التكوين العِرقي في البلاد، وعدم ترحيب قطاعات معتبرة من الشعب الإثيوبي بالوجود الإريتري لأسباب عِرقية وتاريخية.

وبدأت المعارك في تيغراي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 عندما أرسل آبي أحمد الجيش الفيدرالي لتوقيف مسؤولي المنطقة، بعدما اتهمهم بشن هجمات على قواعد عسكرية فيدرالية. وقاتلت القوات الإريترية إلى جانب القوات الحكومية الإثيوبية ضد «جبهة تحرير شعب تيغراي».

واتهمت تقارير حقوقية القوات المتصارعة من الجانبين بارتكاب انتهاكات بحق مدنيين، ودعت قوى دولية في مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الحكومة الإثيوبية إلى فتح تحقيقات في تلك الانتهاكات، و«إقرار آلية واضحة للعدالة الانتقالية».

ووقّعت الحكومة الفيدرالية في 2 نوفمبر الماضي بمدينة بريتوريا، بوساطة أفريقية، اتفاقاً مع «جبهة تحرير شعب تيغراي»، لوقف إطلاق النار بين الجانبين. ورغم أن القوات الإريترية لم تكن طرفاً في اتفاق السلام، فإنها اضطرت للانسحاب بموجب شروط ذلك الاتفاق.

وتَعتبِر إريتريا «جبهة تحرير شعب تيغراي»، عدواً لها. وخاضت إريتريا وإثيوبيا حرباً حدودية بين عامي 1998 و2000، عندما كانت «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» مسيطرة على الحكومة الاتحادية.
=======


مقالات ذات صلة

رئيس المجلس العسكري في تشاد يفوز بالانتخابات الرئاسية

أفريقيا محمد إدريس ديبي إتنو خلال التجمع الأخير لحملته الانتخابية في نجامينا (ا.ف.ب)

رئيس المجلس العسكري في تشاد يفوز بالانتخابات الرئاسية

فاز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وفقا لنتائج رسمية أولية.

شمال افريقيا مبنى مقر الأمم المتحدة مع شعار المنظمة في حي مانهاتن بمدينة نيويورك (رويترز)

الصومال يدعو إلى إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة

طلب الصومال من الأمم المتحدة إنهاء بعثتها السياسية الموجودة في البلاد منذ أكثر من عقد عندما تنتهي مهمتها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أفريقيا خلال معالجة طفل داخل الجناح في مستشفى هاغاديرا الرئيسي في مخيم هاغاديرا للاجئين في داداب بالقرب من الحدود الكينية الصومالية في مقاطعة غاريسا كينيا 17 يناير 2023 (رويترز)

عشرات الإصابات بالكوليرا في كينيا بعد أسابيع من الفيضانات

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها، اليوم (الأربعاء)، بعد الإبلاغ عن عشرات حالات الإصابة بالكوليرا في كينيا، بعد أسابيع من الأمطار الغزيرة والفيضانات.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
أفريقيا جنود ماليون يستقلون شاحنة صغيرة تحمل مدفعاً رشاشاً في 13 نوفمبر 2018 في غاو بعد هجوم انتحاري بسيارة مفخخة خلال الليل أدى إلى مقتل 3 أشخاص (أ.ف.ب)

مالي تصعد على الحدود... وموريتانيون يشكون من معاملة «غير إنسانية»

يكافح محمد محمود، لنسيان «الآلام» التي تعرض لها على يد الجيش المالي وعناصر من مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية، حتى تمنى الموت بعدما ظن أنه لن يعود إلى أسرته.

«الشرق الأوسط» (تمبكتو - نواكشوط )
شمال افريقيا الدمار الذي لحق بـ«كروكوس سيتي هول» في موسكو بسبب هجوم «داعش» (إ.ب.أ)

ما دلالة عودة «داعش» للتهديد باستهداف ملاعب أوروبية؟

وفق مراقبين فإن هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها «داعش» الإرهابي نيته استهداف أحداث رياضية.

وليد عبد الرحمن (القاهرة)

بايدن: ما يحدث في غزة «مفجع» وأزمة إنسانية لا بد من وقفها

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب التخرج في كلية مورهاوس اليوم الأحد في أتلانتا بولاية جورجيا (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب التخرج في كلية مورهاوس اليوم الأحد في أتلانتا بولاية جورجيا (أ.ب)
TT

بايدن: ما يحدث في غزة «مفجع» وأزمة إنسانية لا بد من وقفها

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب التخرج في كلية مورهاوس اليوم الأحد في أتلانتا بولاية جورجيا (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي خطاب التخرج في كلية مورهاوس اليوم الأحد في أتلانتا بولاية جورجيا (أ.ب)

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن ما يحدث في غزة أمر مفجع وأزمة إنسانية لا بد من وقفها، كما طالب بإطلاق سراح الرهائن وعودتهم إلى ديارهم.

وفي خطاب ألقاه بكلية مورهاوس بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا، صباح الأحد، قال بايدن: «سنعمل على مدار الساعة، لكننا نحتاج إلى جهد دولي للحصول على مزيد من المساعدة لإعادة بناء غزة، وأنا أعمل على مدار الساعة من أجل وقف إطلاق النار، وبناء سلام دائم، لأن السؤال الآن: ماذا بعد؟ ماذا بعد (حماس)؟ ماذا سيحدث في غزة؟ وما هي حقوق الشعب الفلسطيني؟».

وشدّد بايدن على حلّ الدولتين، وقال: «أعمل على التأكد من مسار لحلّ الدولتين، وهو الحلّ الوحيد لواحدة من أصعب المشاكل وأكثرها تعقيداً في العالم».

وشدّد الرئيس الأميركي، الذي يواجه غضب واحتجاجات متزايدة في الجامعات الأميركية، أنه يشعر بالغضب والإحباط لدى شباب الجامعات، وقال: «أعلم أن هناك غضباً وإحباطاً لدى كثير منكم، بما في ذلك عائلتي، لكن القيادة تتعلق بتحدي الغضب والإحباط والبحث عن حل».

طالب من خريجي كلية مورهاوس في أتلانتا هذا العام يحمل العلم الفلسطيني مديراً ظهره للرئيس الأميركي جو بايدن أثناء إلقائه خطاب التخرج الأحد (أ.ف.ب)

وقام عدد من طلبة كلية مورهاوس برفع العلم الفلسطيني، بينما كان بايدن يتحدث، كما قام البعض الآخر بإدارة ظهورهم للرئيس أثناء إلقائه خطاب التخرج.

تأتي كلمة بايدن بينما كان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يعقد اجتماعاته مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وتساحي هانغبي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، وكبار المسؤولين الحكوميين في تل أبيب، حيث تستهدف نقاشات سوليفان الحصول على رؤية واضحة لخطط نتنياهو، فيما يتعلق بعمليات اجتياح رفح، وفرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات لاستعادة الرهائن لدى «حماس»، وما يتعلق بخطط اليوم التالي بعد انتهاء العمليات العسكرية، وإنهاء الحرب.

ووصفت مصادر أميركية زيارة سوليفان ونقاشاته مع نتنياهو ووزراء حكومته بأنها الفرصة الأخيرة لاختبار مدى استجابة نتنياهو لمطالب الإدارة الأميركية، ما قد يعني النظر في خيار حكومة إسرائيلية بديلة.

مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان (أ.ف.ب)

وتتزامن زيارة الوفد الأميركي مع الانتقادات الداخلية التي أحدثت زلزالاً في حكومة الحرب الإسرائيلية، وتزايد الاحتجاجات الغاضبة في شوارع تل أبيب على فشل حكومة نتنياهو في استعادة الرهائن المحتجزين لدى «حماس»، مع المطالبة باستقالة رئيس الوزراء، والدعوة لإجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة، وهو المطلب الذي دعا إليه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، مارس (آذار) الماضي، مشيراً إلى أن إجراء انتخابات جديدة هو السبيل الوحيدة للسماح بعملية صنع قرار صحية حول مستقبل إسرائيل.

مشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج عن محتجزين إسرائيليين بقطاع غزة أمام فرع السفارة الأميركية بتل أبيب في أبريل الماضي (أ.ف.ب)

وشدّد روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، على أن الولايات المتحدة لديها مصلحة قوية في أن تكون هناك خطة لليوم التالي، تقترحها على إسرائيل وتوافق عليها إسرائيل والعواصم العربية والمنظمات الدولية الرئيسية. وأضاف: «هذا يتطلب قيادة وإبداعاً ورؤية دبلوماسية هادئة لأن الفشل في تحقيق ذلك يخاطر بإدخال سكان غزة والجنود الإسرائيليين في حرب لا نهاية لها وغير ضرورية».

رفح واليوم التالي

على مدى أسابيع، لم تستمع حكومة نتنياهو لمطالب إدارة بايدن بتقديم خطة ذات مصداقية لإجلاء المدنيين من مدينة رفح، مع القلق الأميركي من عدم وجود مساحات لمناطق آمنة يلجأ إليها الفلسطينيون مع الوضع الإنساني المتدهور وضعف وصول المساعدات الإنسانية، رغم تعهد نتنياهو بتسهيل وصول المساعدات عبر المعابر.

وتتسع الفجوة بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي حول خطط اليوم التالي، حيث ترى الإدارة الأميركية أن السلطة الفلسطينية هي جزء من الحل، في حين ترفض حكومة نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية، وترفض كل عنصر فلسطيني. وقد وضعت الإدارة الأميركية رؤية تستهدف إعادة الرهائن وهزيمة «حماس» في غزة وتقليص نفوذها، وإنهاء العمليات العسكرية، وإعادة الهدوء إلى الجبهة الشمالية مع «حزب الله» اللبناني وإشراك القوى العربية والأممية في إرساء فترة انتقالية مؤقتة لحكم غزة، وتنفيذ خطط لإعادة الإعمار.

محتجون في تل أبيب السبت يطالبون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باالعمل على لإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة «حماس» ( ا.ب)

وتبدو كل الأهداف الأميركية بعيدة عن التحقيق، مع عودة «حماس» إلى مناطق في شمال قطاع غزة وعدة مناطق استولت عليها القوات الإسرائيلية. ولا يبدو أن هناك تفاؤلاً باستئناف مفاوضات إطلاق سراح الرهائن مقابل هدنة لوقف إطلاق النار، بعد زيارة مستشار الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى الدوحة، الأربعاء الماضي، الذي انضم إلى رحلة الوفد الأميركي مع سوليفان وهاموس هوكشتاين إلى إسرائيل، دون آفاق لفرص استئناف المفاوضات.

وقال جدعون رهط، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية لشبكة «إن بي سي» الأميركية، إن «العسكريين في إسرائيل يدركون أنه في ظل عدم وجود خطة، فإن الحرب ستستمر وتستغرق سنوات في حرب استنزاف تدفع فيها إسرائيل ثمناً باهظاً».

وتخشي واشنطن أن تستغل إيران هذا الإحباط والخلاف الداخلي بين وزراء حكومة الحرب الإسرائيلية، وتقوم بزيادة التوترات والهجمات من وكلائها في المنطقة.

ويواجه بايدن ضغوطاً متزايدة مع تصريحاته السابقة التي وضعت خطاً أحمر حول اجتياح رفح والتلويح بقطع الإمدادات العسكرية لإسرائيل، ثم الصمت ومحاولات مسؤولي البيت الأبيض الدفاع عن الخطط الإسرائيلية في رفح بأنها عملية محدودة وجراحية، والدفاع عن العلاقات الحتمية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتركيز الأضواء على الرصيف العائم، وزيادة شحنات المساعدات الإنسانية للفلسطينيين من خلاله.

خيارات واشنطن

في الأثناء، أجرت الولايات المتحدة مباحثات مع عدد من الدول العربية لمناقشة فكرة تشكيل قوة متعددة الجنسيات تقوم بمهام الحكم في غزة، فور انتهاء الحرب، لكن المحادثات لم تصل إلى خطة نهائية مكتملة.

ويقول مسؤول أميركي كبير إن الدول العربية لديها مطالب وتخوفات، وتطالب الإدارة الأميركية بالتعامل معها، منها مطلب رئيسي في اعتراف إسرائيلي بحلّ الدولتين، والتزام أميركي بالتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية. وأشار المسؤول إلى أن بعض الدول أبدت موافقة مبدئية على المشاركة بقوات في حكم غزة، واشترطت أن تشارك قوات أميركية وأممية في هذه القوات المتعددة الجنسيات.

وأشار المتحدث الصحافي للبنتاغون، باتريك رايدر، بشكل واضح، إلى أن الولايات المتحدة لن تضع قوات أميركية على الأرض في غزة، سواء للمشاركة في هذه القوات أو في حماية الرصيف الذي بناه الجيش لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ما يعني وجود عقبة رئيسية في تشكيل القوة متعددة الجنسيات.

فلسطينيون ينقلون عبوات الدقيق فوق ظهر عربة تحمل مساعدات إلى قطاع غزة في مارس الماضي (أ.ف.ب)

ومع بداية تشغيل الرصيف العائم، الذي أنشأه الجيش الأميركي، تصرّ الإدارة الأميركية على وضع خطة واضحة المعالم لليوم التالى في غزة، لتكون مرجعية موثوقاً بها لخطط توصيل المساعدات الإنسانية، وتهتم بالحصول على إيضاحات من الجانب الإسرائيلي بشرح معنى ومعايير الانتصار على «حماس» التي يتمسك بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في إصراره على اجتياح رفح.


أميركا تستكمل سحب قواتها من النيجر بحلول 15 سبتمبر

صورة عامة للعاصمة نيامي (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة نيامي (أرشيفية - رويترز)
TT

أميركا تستكمل سحب قواتها من النيجر بحلول 15 سبتمبر

صورة عامة للعاصمة نيامي (أرشيفية - رويترز)
صورة عامة للعاصمة نيامي (أرشيفية - رويترز)

قالت النيجر والولايات المتحدة في بيان مشترك إنهما توصلتا إلى اتفاق بشأن انسحاب القوات الأميركية من الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وهي عملية بدأت بالفعل، وستنتهي بحلول 15 سبتمبر (أيلول) المقبل، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز».

وطلب المجلس العسكري الحاكم في النيجر، الشهر الماضي، من الولايات المتحدة سحب جنودها وعددهم نحو 1000. وحتى وقوع انقلاب العام الماضي كانت النيجر شريكاً رئيسياً في حرب واشنطن على المتمردين في منطقة الساحل الأفريقي.

وجرى التوصل إلى الاتفاق بين وزارة الدفاع في النيجر ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعد اجتماعات على مدى 5 أيام. ويضمن الاتفاق حماية القوات الأميركية حتى انسحابها، ويحدد إجراءات لتسهيل دخول وخروج الأفراد الأميركيين خلال عملية الانسحاب.

وجاء في البيان المشترك أن «وزارة دفاع النيجر ووزارة الدفاع الأميركية تعتزان بالتضحيات المشتركة لقوات النيجر والولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، وترحبان بالجهود المشتركة المبذولة في بناء القوات المسلحة في النيجر».

وأضاف: «انسحاب القوات الأميركية من النيجر لا يؤثر بأية حال من الأحوال في مواصلة العلاقات بين الولايات المتحدة والنيجر في مجال التنمية. كما أن البلدين ملتزمان بحوار دبلوماسي مستمر لتحديد مستقبل علاقاتهما الثنائية».

وجاء قرار النيجر بطلب سحب القوات الأميركية بعد اجتماع في نيامي في منتصف مارس (آذار) عندما أثار مسؤولون أميركيون كبار مخاوف إزاء مسائل منها الوصول المتوقع لقوات روسية، وظهور تقارير عن سعي إيران للحصول على مواد خام في البلاد منها اليورانيوم.

ومنذ ذلك الحين، يوجد عسكريون روس في قاعدة جوية بالنيجر تستضيف قوات أميركية.


بايدن يزور جامعة مارتن لوثر كينغ وتظاهرات متوقَّعة تأييداً للفلسطينيين

الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في أتلانتا (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في أتلانتا (أ.ب)
TT

بايدن يزور جامعة مارتن لوثر كينغ وتظاهرات متوقَّعة تأييداً للفلسطينيين

الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في أتلانتا (أ.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن أمس في أتلانتا (أ.ب)

يحلّ الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الأحد) في الجامعة التي درس فيها مارتن لوثر كينغ، رمز النضال من أجل الحقوق المدنية، ساعياً إلى جذب أصوات الناخبين السود، رغم أنّه قد يواجه تظاهرات تأييداً للفلسطينيين، ورفضاً للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.

وسيمثّل خطابه في كلية «مورهاوس» في أتلانتا بولاية جورجيا (جنوب شرق) المواجهة الأكثر مباشرة بين الرئيس والطلاب منذ موجة التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي عمّت الجامعات الأميركية خلال الأسابيع الماضية، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان طلاب «مورهاوس» -وهي جامعة يرتادها الأميركيون السود تاريخياً- قد دعوا إدارتهم إلى إلغاء خطاب الرئيس الديمقراطي، على خلفية دعمه الواسع لإسرائيل منذ اندلاع الحرب ضد «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول)، والذي بات عرضة لانتقادات واسعة في خضم عام انتخابي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيار، الجمعة، إنّ بايدن «سيحترم التظاهرات السلمية»، مضيفة أنّ «الأمر متروك لـ(مورهاوس) لتقرّر كيفية التعامل مع هذا الأمر والمضي قدماً».

وأضافت: «أعتقد بأنّه سيكون خطاباً مؤثراً... سيكون على قدر الحدث».

والتقى مسؤول في البيت الأبيض مؤخراً مع طلاب ومسؤولين في الجامعة، لتخفيف حدّة التوترات قبل زيارة الرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاماً، حسب قناة «إن بي سي» الأميركية.

من خلال حضوره إلى «مورهاوس»، يريد بايدن الساعي إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض، وأن يكرّم بطل حركة الحقوق المدنية الذي درس في الجامعة، غير أنّ المتظاهرين يؤكدون أنّ مارتن لوثر كينغ كان معارضاً للحرب؛ خصوصاً حرب فيتنام في الستينات.

والتزم بايدن الصمت بدايةً حيال التظاهرات ضدّ الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، قبل أن يعلن أنّ «النظام يجب أن يسود» في حرم الجامعات؛ حيث تدخّلت الشرطة مراراً لفضَ الاعتصامات وتوقيف محتجين.

استطلاعات مثيرة للقلق

وتعكس هذه المعارضة القوية الصعوبات التي يواجهها المرشّح الديمقراطي في الحصول على دعم الناخبين السود والشباب في الولايات المتحدة، وهما المجموعتان اللتان ساعدتاه على هزيمة دونالد ترمب في عام 2020.

وستكون المجموعتان حاسمتين مجدداً في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، في سياق مساعي الديمقراطيين لمنع خصمهم الجمهوري من العودة إلى البيت الأبيض.

ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع مركز «سيينا»، من المرجّح أن ينال ترمب 20 في المائة من أصوات السود في انتخابات الخامس من نوفمبر، أي نحو ضعف الأصوات التي حصل عليها في عام 2020. وسيكون هذا رقماً قياسياً لمرشح جمهوري، ما يعكس نفور هذه الفئة الناخبة من الخصم الديمقراطي.

وفي مسعاه لتفادي حصول ذلك، انتقد بايدن في خطاب ألقاه بالمتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الأفريقية، في واشنطن، الجمعة: «تطرّف» منافسه وأنصاره الذين «يهاجمون التنوّع والمساواة والشمول في جميع أنحاء البلاد».

كذلك، التقى الخميس في البيت الأبيض شخصيات وعائلات المدّعين في القضية المسمّاة «براون ضدّ مجلس التعليم في توبيكا» والتي أدّت إلى صدور حكم تاريخي من قبل المحكمة العليا في الولايات المتحدة عام 1954، يحظر الفصل العنصري في المدارس، وهو قانون شكّل نقطة تحوّل في حركة الحقوق المدنية بالولايات المتحدة.

ومن المقرّر أن يواصل الرئيس الأميركي حملته الانتخابية الأحد في ديترويت (شمال شرقي البلاد)؛ حيث سيلقي كلمة أمام جمعية الحقوق المدنية الرئيسية في البلاد «إن إيه إيه سي بي» (NAACP).


حول الرئاسة وحيازة الأسلحة... تراشق كلامي بين ترمب وبايدن

جو بايدن ودونالد ترمب (رويترز)
جو بايدن ودونالد ترمب (رويترز)
TT

حول الرئاسة وحيازة الأسلحة... تراشق كلامي بين ترمب وبايدن

جو بايدن ودونالد ترمب (رويترز)
جو بايدن ودونالد ترمب (رويترز)

شنّ دونالد ترمب هجوماً جديداً بكلمات عدوانية على جو بايدن، خلال إلقائه، أمس (السبت)، خطاباً أمام المؤتمر السنوي للرابطة الوطنيّة للبنادق، سعياً لحشد التأييد لحملته الرئاسيّة، بينما حذّر الرئيس الحالي في ولاية جورجيا المتأرجحة والحاسمة من أنّ منافسه الجمهوري «المضطرب» يشكّل تهديداً للديمقراطيّة الأميركيّة.

وعُلّقت لمدّة أسبوع جلسات محاكمة ترمب أمام محكمة في نيويورك في قضيّة جنائيّة، وقد اغتنم هذه الفرصة لإلقاء خطاب السبت أمام الرابطة الوطنيّة للبنادق (إن آر إيه) في مدينة دالاس بولاية تكساس، حسبما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي خطابه الذي ألقاه أمام آلاف من أعضاء الرابطة، قال ترمب إنّ بايدن «هو أسوأ رئيس في تاريخ بلدنا»، واصفاً الديمقراطي بأنّه رجل «مليء بالهراء». وأضاف: «أنت مطرود، اخرج من هنا جو!»، مثيراً ضحك الحاضرين، ومحذّراً إياهم من أنّ بايدن يريد حرمانهم من أسلحتهم الناريّة.

وقال ترمب للحشد إنّ بايدن «محتال»، واصفاً إيّاه بأنّه «تهديد للديمقراطيّة».

من جهته، وصل بايدن أمس إلى جورجيا التي تُعدّ من الولايات المتأرجحة التي فاز فيها خلال انتخابات 2020. وهو سيسعى فيها إلى حشد تأييد الأميركيين السود، ومن المقرّر أن يُلقي خطاباً في كلّية «مورهاوس» الجامعيّة المعروفة تاريخياً بأنها مؤسّسة للسود.

وردّ بايدن السبت على تصريحات ترمب، قائلاً: «خصمي ليس خاسراً جيداً؛ لكنّه خاسر»، مضيفاً أمام عدد من أنصاره: «إنّ ديمقراطيّتنا على المحكّ حقاً».

وتابع بايدن: «إنّه ليس مهووساً بالخسارة في عام 2020 فحسب. من الواضح أنّه مضطرب»، مضيفاً أنّ شيئاً ما قد «حدث» لترمب بعد تلك الانتخابات.

وأردف: «ترمب لا يترشّح لقيادة أميركا. إنه يترشّح للانتقام. لا يمكننا أن نسمح لهذا الرجل بأن يصبح رئيساً. مستقبل أطفالنا على المحكّ... علينا أن نفوز بهذا السباق، ليس من أجلي بل من أجل أميركا».

وتتمتّع الرابطة الوطنيّة للبنادق بنفوذ سياسي كبير في الولايات المتحدة؛ لكنّ محكمة مدنيّة في نيويورك دانت، الجمعة، بتهمة سوء الإدارة والفساد، رئيسها السابق واين لابيير الذي استقال في يناير (كانون الثاني).

وقبل 3 أيّام من محاكمته في يناير، أعلن هذا الزعيم البالغ 74 عاماً استقالته من منصب رئيس الرابطة، بعد 3 عقود على ترؤّسه المنظّمة التي تضمّ 5 ملايين عضو، ولها تأثير قوي جداً على أعضاء في الكونغرس وعلى السياسة الأميركيّة.

والجمعة، قال ترمب خلال مأدبة عشاء لجمع التبرّعات في مينيسوتا، إنّ مناصري حقّ حمل الأسلحة يجب أن يصوّتوا للجمهوريين؛ لأنّ الديمقراطيين «يريدون سحب أسلحتهم، وسيحرمونهم منها».

وأضاف: «لهذا السبب سألقي خطاباً أمام الرابطة الوطنية للبنادق، للقول: عليكم أن تصوّتوا».

وكان ترمب قد احتجّ مجدداً، الجمعة، على محاكمته، قائلاً: «يا لها من احتيال! هذه العمليّة برمّتها». وأضاف: «أنا هنا منذ نحو 4 أسابيع، وما زال أمامنا طريق طويل لنجتازه»، واصفاً خصمه بأنّه «إنسان فظيع» و«رهيب» وغير ذلك من التوصيفات البذيئة.

وكان بايدن قد دعا مراراً إلى إعادة فرض حظر طويل الأمد على الأسلحة الهجوميّة، إضافة إلى قيود أخرى.

كذلك، أعاد ترمب، الجمعة، في مينيسوتا، التشديد على نظريّته التي لم تُثبَت أبداً، ومفادها أنّ الانتخابات الرئاسيّة لعام 2020 التي فاز بها منافسه بايدن، كانت مزوّرة.

وقال ترمب إنّه مقتنع بأنّه فاز بالتصويت؛ خصوصاً في ولاية مينيسوتا، في عامي 2016 و2020، في حين أنّ المرشّحة الديمقراطيّة هيلاري كلينتون ومن ثمّ بايدن هما من فازا فيها.

من جهتها، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس، في بيان، السبت: «سنواصل أنا والرئيس بايدن مواجهة لوبي السلاح للحفاظ على سلامة الأميركيين، بينما يواصل دونالد ترمب التضحية بسلامة أطفالنا ومجتمعاتنا، لتلبية مصالحه الخاصّة».

وتُظهر استطلاعات الرأي أن اللوائح الخاصة بحيازة الأسلحة قضية مثيرة للخلاف في الولايات المتحدة، على الرغم من أن أغلبية كبيرة من الأميركيين تدعم وضع بعض القيود على الأقل. وفي استطلاع أجرته «رويترز/ إبسوس» في مارس (آذار)، قال 53 في المائة ممن جرى استطلاع آرائهم، إنه يجب على الحكومة أن تنظم حيازة الأسلحة، في حين عارض ذلك 38 في المائة. ومن بين الجمهوريين، قال 35 في المائة فقط إنه ينبغي تدخل الحكومة.

وفي الشهر الماضي، أطلق البيت الأبيض حملة ضدّ مبيعات الأسلحة الناريّة، في معارض الأسلحة وعلى الإنترنت التي تتهرّب من عمليّات التحقّق من وجود مخالفات فيدراليّة للراغبين في الشراء. وقد سارعت ولايات عدّة يقودها جمهوريّون إلى رفع دعاوى قضائيّة ضدّ الإجراء الرئاسي.

ويُحاكم ترمب في نيويورك بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً، يُفترض أنّها استُخدمت لإخفاء مبلغ مالي دُفع للتستّر على فضيحة جنسيّة، خلال حملته للانتخابات الرئاسيّة لعام 2016 التي فاز فيها على منافسته الديمقراطيّة هيلاري كلينتون.

ويواجه ترمب في إطار هذه المحاكمة خطر صدور إدانة جنائيّة، هي الأولى بحقّ رئيس أميركي سابق، كما يواجه نظرياً عقوبة السجن، ما من شأنه أن يهدّد حملته.


خطاب لترمب أمام «الرابطة الوطنية للبنادق» سعياً لحشد التأييد

ترمب يلقي كلمة خلال تجمع للرابطة الوطنية للبنادق في إنديانابوليس في أبريل (نيسان) 2023 (أ.ب)
ترمب يلقي كلمة خلال تجمع للرابطة الوطنية للبنادق في إنديانابوليس في أبريل (نيسان) 2023 (أ.ب)
TT

خطاب لترمب أمام «الرابطة الوطنية للبنادق» سعياً لحشد التأييد

ترمب يلقي كلمة خلال تجمع للرابطة الوطنية للبنادق في إنديانابوليس في أبريل (نيسان) 2023 (أ.ب)
ترمب يلقي كلمة خلال تجمع للرابطة الوطنية للبنادق في إنديانابوليس في أبريل (نيسان) 2023 (أ.ب)

يلقي دونالد ترمب، السبت، خطاباً أمام المؤتمر السنوي للرابطة الوطنية للبنادق، سعياً لحشد التأييد لحملته الرئاسية، غداة توجيهه انتقادات لاذعة لمحاكمته ولخصمه الرئيس جو بايدن.

وعلّقت لمدة أسبوع جلسات محاكمة ترمب أمام محكمة في نيويورك في قضية جنائية، وهو يغتنم هذه الفرصة لإلقاء خطاب السبت أمام الرابطة الوطنية للبنادق (إن آر إيه) في مدينة دالاس في ولاية تكساس، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتتمتّع الرابطة بنفوذ سياسي كبير في الولايات المتحدة. لكن محكمة مدنية في نيويورك أدانت، الجمعة، بتهمة سوء الإدارة والفساد رئيس الرابطة السابق واين لابيير الذي استقال في يناير (كانون الثاني).

وقبل ثلاثة أيام من محاكمته في يناير، أعلن هذا الزعيم البالغ (74 عاماً) استقالته من منصب رئيس الرابطة بعد ثلاثة عقود على ترؤسه المنظمة التي تضم خمسة ملايين عضو ولها تأثير قوي جداً على أعضاء في الكونغرس وعلى السياسة الأميركية.

ملصق يصور ترمب وهو يمسك ببندقية آلية خلال المؤتمر السنوي للرابطة الوطنية للبنادق (رويترز)

والجمعة، قال ترمب، خلال مأدبة عشاء لجمع التبرعات في مينيسوتا، إن مناصري حق حمل الأسلحة يجب أن يصوتوا للجمهوريين لأن «الديموقراطيين يريدون سحب أسلحتهم، وسيحرمونهم منها». وأضاف: «لهذا السبب سألقي خطاباً أمام الرابطة الوطنية للبنادق للقول: عليكم أن تصوتوا».

وكان ترمب قد احتج مجدداً، الجمعة، على محاكمته قائلاً: «يا لها من احتيال... هذه العملية برمّتها». وأضاف: «أنا هنا منذ قرابة أربعة أسابيع، وما زالت أمامنا طريق طويلة لنجتازها».

ووصف خصمه بأنه «إنسان فظيع» و«رهيب» وغير ذلك من التوصيفات البذيئة.

وكان بايدن قد دعا مراراً إلى إعادة فرض حظر طويل الأمد على الأسلحة الهجومية، إضافة إلى قيود أخرى.

والسبت، وصل بايدن إلى جورجيا التي تعد من الولايات المتأرجحة والتي فاز فيها في انتخابات 2020. وسيسعى فيها، السبت، إلى حشد تأييد الأميركيين من أصل أفريقي، ومن المقرر أن يلقي خطاباً في كلية مورهاوس الجامعية المعروفة تاريخياً بأنها مؤسسة للأميركيين من أصل أفريقي.

وفي الشهر الماضي، أطلق البيت الأبيض حملة ضد مبيعات الأسلحة النارية في معارض الأسلحة وعلى الإنترنت التي تتهرب من عمليات التحقق من وجود مخالفات فيدرالية للراغبين بالشراء، وقد سارعت ولايات عدة يقودها جمهوريون إلى إقامة دعاوى قضائية ضد الإجراء الرئاسي.

يُحاكم ترمب في نيويورك بتهمة تزوير 34 مستنداً محاسبياً يُفترض أنّها استُخدمت لإخفاء مبلغ مالي دُفع للتستّر على فضيحة جنسية خلال حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2016 التي فاز فيها على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويواجه ترمب في إطار هذه المحاكمة خطر صدور إدانة جنائية هي الأولى بحقّ رئيس أميركي سابق، كما يواجه نظرياً عقوبة السجن، ما من شأنه أن يهدد حملته.


«لا لبايدن... لا لترمب»... كيف انخفضت شعبية الرئيس الأميركي حتى في أوساط معارضي منافسه؟

جو بايدن ودونالد ترمب في صورة مركبة (أ.ب)
جو بايدن ودونالد ترمب في صورة مركبة (أ.ب)
TT

«لا لبايدن... لا لترمب»... كيف انخفضت شعبية الرئيس الأميركي حتى في أوساط معارضي منافسه؟

جو بايدن ودونالد ترمب في صورة مركبة (أ.ب)
جو بايدن ودونالد ترمب في صورة مركبة (أ.ب)

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، السبت، الضوء على انخفاض شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن في نتائج استطلاعات الرأي قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقالت إن نتائج الاستطلاعات أظهرت أن حتى الرافضين لعودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض كانوا أقل من المعارضين لإعادة انتخاب بايدن، وهو عكس ما حدث في انتخابات 2020.

ففي عام 2020، كانت نسبة المعارضين الذين قالوا إنهم لن يصوتوا أبداً لترمب تتفوق على رافضي بايدن بأرقام مضاعفة، ولكن انقلب هذا الآن، وأحدث استطلاع يظهر ذلك هو استطلاع «نيويورك تايمز» وكلية سيينا، الذي أجري يوم الاثنين في ست ولايات متأرجحة رئيسية، وهي: أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا وبنسلفانيا وويسكونسن.

وفي تلك الولايات، قال 46 في المائة من الناخبين المسجلين إنه لا توجد فرصة للتصويت لصالح ترمب، بينما قال 52 في المائة الشيء نفسه بالنسبة لبايدن، وهذه هي أكبر فجوة حتى الآن.

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

وكما لوحظ، فإن استطلاعات الرأي عن رئاسة ترمب كانت أفضل مما كانت عليه في أي وقت تقريباً عندما كان في منصبه بالفعل، وهو الأمر الذي وصفه منتقدوه بأنه «فقدان ذاكرة لما حدث في رئاسة ترمب».

وقالت «واشنطن بوست» إن كل ما يحتاج بايدن إلى فعله هو حشد الحلفاء غير المتحمسين له - وخاصة الناخبين الشباب والسود واللاتينيين- ضد دونالد ترمب، فقد ثبت أن شعبية الرئيس السابق منخفضة ولم يحصل على نسبة 47 في المائة، سواء في انتخابات 2016 أو 2020. وقد أظهر بايدن أنه قادر على الفوز بأغلبية تلك الأصوات.

وذكرت أن انخفاض شعبية بايدن يشير إلى أن أمامه عملاً أكثر من مجرد حشد الأصوات ضد عدو مشترك.


قبل المناظرة الرئاسية الأولى... ترمب يطالب بإجراء اختبار فحص منشطات لبايدن

صورة تجمع ترمب وبايدن (رويترز)
صورة تجمع ترمب وبايدن (رويترز)
TT

قبل المناظرة الرئاسية الأولى... ترمب يطالب بإجراء اختبار فحص منشطات لبايدن

صورة تجمع ترمب وبايدن (رويترز)
صورة تجمع ترمب وبايدن (رويترز)

لم يكد «حبر الاتفاق» على إجراء مناظرتين رئاسيتين بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن، ومنافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب يجف، حتى اندلعت خلافات حول شروط المواجهة الأهم في حملة انتخابية محتدمة بين المرشحين. وطالب ترمب، الجمعة، بإجراء اختبار منشطات للرئيس الحالي قبل المناظرتين، بينما أثارت معايير المشاركة في المناظرتين حفيظة الحملة الديمقراطية.

ترمب عند إلقائه كلمة خلال فعالية انتخابية في مينيسوتا الجمعة (أ.ف.ب)

وأعلنت شبكة «سي إن إن»، التي ستنظم المناظرة الأولى في 27 يونيو (حزيران) بأتلانتا، عن الشروط التي توافقت إلى حد كبير مع المطالب التي أعلنها بايدن، على رأسها عدم وجود جمهور، لكن المحطة وضعت معايير تسمح للمرشحين الآخرين بالتأهل. وقالت الشبكة إن جميع المرشحين المشاركين يجب عليهم تلبية عتبة الاقتراع، والحصول على حق الوصول إلى صناديق الاقتراع في «عدد كافٍ من بطاقات الاقتراع في الولايات، للوصول إلى عتبة 270 صوتاً انتخابياً للفوز بالرئاسة»، بحلول 20 يونيو. وفي حال تطبيق هذا المعيار، ربما يؤدي إلى مشاركة المرشحين المستقلين إلى جانب كل من ترمب وبايدن.

استبعاد كينيدي

وسرعان ما أعلن مستشارو بايدن أنهم لم يوافقوا على أي شروط يمكن أن تشمل روبرت كينيدي جونيور، لكن المحطة أكدت لاحقاً أنها أبلغت حملتي ترمب وبايدن بأن كينيدي لن يكون على المنصة، ما عُدّ تجاوزاً للمعايير التي وضعتها.

روبرت كينيدي جونيور ونيكول شاناهان بعد إعلانها نائبة له في أوكلاند بكاليفورنيا 26 مارس (أ.ب)

وفي وقت لاحق، أعلنت حملة كينيدي أنها تسعى إلى الحصول على تواقيع تضمن حصوله على نسبة قبول 15 في المائة في الولايات، تؤهله للمشاركة، كما تدرس إقامة دعوى قضائية على «سي إن إن» بسبب حرمان كينيدي من هذا الحق.

وبينما سعت حملتا بايدن وترمب إلى تصوير الاتفاق على أنه نجاح لكل منهما، بعدما تمكنا من استبعاد إشراك اللجنة الوطنية الرسمية التي تشرف على المناظرات الرئاسية، منذ أول مناظرة متلفزة عام 1960، من خلال الاكتفاء بمناظرتين بدلاً من 3، وتغيير مواعيدها، أعلن ترمب، يوم الجمعة، عبر منصته «تروث سوشيال»، أنه وافق على المشاركة في مناظرة ثالثة، عرضت استضافتها، شبكة «إن بي سي نيوز»، بالشراكة مع شبكة «تيليموندو» الناطقة بالإسبانية.

إحراج بايدن

ورغم جهود «إن بي سي نيوز»، استبعدت حملة بايدن المشاركة في المناظرة الثالثة، مشيرة إلى رسالته، الأربعاء، حين أعلن استعداده للمشاركة في مناظرتين فقط.

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة في واشنطن الجمعة (أ.ف.ب)

وبدا أن إعلان ترمب يهدف إلى تحقيق هدفين: إزعاج بايدن وإظهاره بأنه غير مستعد للمواجهة، والتأثير في علاقته مع الناخبين من أصول لاتينية، إذا رفض المشاركة في مناظرة تستضيفها شبكة ناطقة بالإسبانية.

بيد أن ترمب لم يكتف بمحاولة «إزعاج» بايدن، بل شن هجوماً عليه وعلى محطة «سي إن إن»، ليلة الجمعة، بشأن المناظرة المقبلة، خلال خطاب ألقاه في ولاية مينيسوتا، مدّعياً أن الرئيس «ليس لائقاً بدنياً» بما يكفي لمناظرته، منتقداً أحد نجوم المحطة التلفزيونية وهو جايك تابر، الذي سيدير المناظرة مع دانا باش.

اختبار منشطات

خلال خطاب استمر 90 دقيقة في مينيسوتا، التي لم يفز بها مرشح رئاسي جمهوري منذ عام 1972، قال ترمب إن بايدن يجب أن يخضع لاختبار المنشطات مسبقاً، وتابع: «إذا نجح في المناظرة، فسيقولون إنه كان أفضل أداء في التاريخ».

دانا باش وجايك تابر استضافا مناظرة جمهورية في 10 يناير بأيوا (أ.ب)

وانتقد ترمب مذيع «سي إن إن»، قائلاً: «هل تتذكرون ذلك الأحمق، (من سي إن إن)، (الكاذب تابر)؟ كان لا ينبغي أن أجري مناظرة معهم، سيكونون أكثر صرامة قليلاً». وكثيراً ما كانت علاقة ترمب متوترة مع «سي إن إن»، ودائماً ما يتهمها بالتحيز ضده، إلا أن ذلك لم يمنعه من إجراء لقاء مفتوح مع القناة، العام الماضي.

ولم يكن طلب ترمب إجراء فحص منشطات لبايدن الأول من نوعه؛ إذ سبق أن طرحه قبل مناظرته الأولى عام 2020. كما أنه في عام 2016، استخدم ادعاءات مماثلة ضد منافسته آنذاك هيلاري كلينتون. وقبل شهرين، أشار ترمب أيضاً إلى أن بايدن استخدم أدوية منشطة خلال خطابه عن حالة الاتحاد. وقال في مقابلة: «أعتقد أن شيئاً ما يحدث هناك، لأنني شاهدت خطابه عن حالة الاتحاد. كان نشيطاً في البداية، لكن في نهاية خطابه بدأ يتلاشى بسرعة».


أمه «تدور في فلكه» ووالده اختار اسمه... ماذا نعرف عن بارون أصغر أبناء ترمب؟

بارون ترمب يشارك في حفل تخرجه بأكاديمية أوكسبريدج في بالم بيتش (إ.ب.أ)
بارون ترمب يشارك في حفل تخرجه بأكاديمية أوكسبريدج في بالم بيتش (إ.ب.أ)
TT

أمه «تدور في فلكه» ووالده اختار اسمه... ماذا نعرف عن بارون أصغر أبناء ترمب؟

بارون ترمب يشارك في حفل تخرجه بأكاديمية أوكسبريدج في بالم بيتش (إ.ب.أ)
بارون ترمب يشارك في حفل تخرجه بأكاديمية أوكسبريدج في بالم بيتش (إ.ب.أ)

انتشرت صور على وسائل الإعلام الأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وزوجته ميلانيا معاً أمس (الجمعة)، في حفل تخرج ابنهما بارون من المدرسة الثانوية في فلوريدا.

وبارون هو واحد من 116 من طلاب السنة الدراسية الأخيرة في أكاديمية أوكسبريدج في ويست بالم بيتش الذين حصلوا على شهاداتهم يوم الجمعة، وفقاً لصحيفة «بالم بيتش بوست».

ترمب يلوّح بيده لابنه أثناء تخرجه (أ.ف.ب)

تظهر الصور حضور ترمب وميلانيا لمشاهدة بارون وهو يسير عبر المسرح.

وذكرت صحيفة «بالم بيتش بوست» أن الشاب البالغ من العمر 18 عاماً يدرس في أكاديمية أوكسبريدج منذ أن غادر ترمب البيت الأبيض عام 2021.

بارون ترمب يشارك في حفل تخرجه بأكاديمية أوكسبريدج في بالم بيتش (أ.ف.ب)

كان ترمب يضغط منذ أسابيع لحضور حفل تخرج ابنه في المدرسة الثانوية. ووافق القاضي الذي يرأس محاكمته الجنائية في مانهاتن، القاضي خوان ميرشان، في نهاية المطاف على طلب ترمب حضور حفل تخرج بارون.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترمب (يسار) يحضران حفل تخرج ابنه بارون ترمب في أكاديمية أوكسبريدج في بالم بيتش (أ.ف.ب)

وبحسب «فوكس نيوز»، تصف أكاديمية أوكسبريدج نفسها بأنها «مدرسة إعدادية جامعية رائدة ومستقلة ومختلطة تقع في حرم جامعي جميل مساحته 54 فداناً في ويست بالم بيتش بفلوريدا».

وغالباً ما عاش بارون، الابن الأصغر لدونالد ترمب، خارج دائرة الأضواء، إلا أن المشهد تبدل منذ نحو الشهر بعد رفضه تمثيل فلوريدا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري لعام 2024.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترمب (يسار) يحضران حفل تخرج ابنه بارون ترمب في أكاديمية أوكسبريدج في بالم بيتش (أ.ف.ب)

فماذا نعرف عن بارون؟

بعد وقت قصير من زواج الرئيس السابق بزوجته ميلانيا ترمب في عام 2005، علم الزوجان أنهما ينتظران طفلاً. وُلد بارون في 20 مارس (آذار) 2006، ليصبح الطفل الخامس لدونالد والأول لميلانيا، بحسب مجلة «بيبول».

وقضى بارون طفولته في شقة السقيفة الفخمة الخاصة بعائلته في مدينة نيويورك أثناء التحاقه بمدارس خاصة مرموقة في الجانب الغربي العلوي من مانهاتن.

وعندما تم انتخاب دونالد ترمب رئيساً وبدأ فترة ولايته في يناير (كانون الثاني) 2017، بقي بارون وميلانيا في مانهاتن حتى يتمكن من إنهاء العام الدراسي. وفي ذلك الصيف، التحق بمدرسة سانت أندرو الأسقفية في ماريلاند، وانتقل رسمياً إلى البيت الأبيض مع بقية أفراد العائلة.

في حين أن أكبر أبناء ترمب سناً: إيفانكا ودونالد ترمب جونيور وإريك وتيفاني، لعبوا دوراً عملياً أكبر في رئاسة والدهم، كانت خصوصية بارون تحت حراسة مشددة.

وبحسب ما قال مصدر لمجلة «بيبول»، فإن «بارون كان دائماً الأولوية الأولى في حياة ميلانيا».

وأضاف: «لقد وضعته دائماً في المرتبة الأولى. إنها أم جيدة».

يبدو أن دونالد يضع ابنه في المقام الأول عندما يتعلق الأمر بقضاياه القانونية. وعندما بدأت محاكمته الجنائية بشأن أموال الصمت في أبريل (نيسان) 2024، طلب محاميه من القاضي خوان ميرشان تأجيل المحكمة لتخرج بارون بالمدرسة الثانوية في مايو (أيار). وفي 30 أبريل، وافق القاضي على الطلب، وسمح لدونالد بتفويت موعد المحكمة للوجود هناك.

أيام نشأته الأولى

تفاجأ دونالد عندما اكتشف أن ميلانيا كانت تنتظر مولودها في عام 2005، اكتشف دونالد وميلانيا أنهما ينتظران طفلهما الأول معاً بعد نحو ستة أشهر من زفافهما. أثناء النظر إلى اللحظة التي أخبرت فيها دونالد أنها حامل، اعترفت ميلانيا بأن زوجها كان مندهشاً بعض الشيء من الأخبار، بحسب المجلة.

وفي 20 مارس 2006، أنجبت ميلانيا بارون، وكان وزن الطفل الصغير 8 أرطال. واختار دونالد عدم الوجود في غرفة الولادة، موضحاً أنه يعتقد أنه سيكون «أسهل» بالنسبة لميلانيا إذا لم يكن هناك. قالت ميلانيا لاحقاً إن المخاض الذي استغرق ثماني ساعات كان في الواقع «سهلاً جداً جداً».

دونالد ترمب اختار اسمه

وكان دونالد هو من اختار اسم بارون؛ لأنه كان يحبه دائماً، ولكن لم تتح له الفرصة لاستخدامه لأبنائه الآخرين.

وقال في برنامج أوبرا وينفري: «إنه اسم أحببته دائماً، ولكن لم يكن لديّ الشجاعة لاستخدامه قَطّ. لقد أعطيت الفكرة لميلانيا فقالت لقد كنت أدعوه بارون بينما كان في بطني ولا يمكنك تغييره».

دونالد وبارون ترمب (أ.ف.ب)

التحق بارون بالمدرسة في نيويورك وماريلاند وفلوريدا

أثناء نشأته، التحق بارون بالعديد من المدارس المرموقة. وأثناء إقامته في مدينة نيويورك، التحق بمدرسة كولومبيا النحوية والإعدادية في الجانب الغربي العلوي من مانهاتن. بعد أن بدأ دونالد فترته الرئاسية في يناير (كانون الثاني) 2017، بقي بارون في مدينة نيويورك، وأنهى العام الدراسي.

خلال السنة الأخيرة لبارون في مدرسة كولومبيا النحوية والإعدادية، أخذ فصله الخامس بأكمله في رحلة إلى واشنطن.

انضمت مجموعة من نحو 80 طالباً إلى بارون (مع المعلمين وعملاء الخدمة السرية) في رحلة إلى البيت الأبيض، حيث التقوا بوالد بارون. كما قامت المجموعة بجولة في عاصمة البلاد وأمضت ليلتها في أحد الفنادق قبل العودة إلى الوطن.

وفي مايو 2017، أُعلن أن بارون سيلتحق بمدرسة سانت أندرو الأسقفية في بوتوماك بولاية ماريلاند.

وتكلف الرسوم الدراسية في جامعة سانت أندرو عائلة ترمب نحو 40 ألف دولار سنوياً. كان تسجيل بارون بمثابة خروج عن القاعدة التي حددتها عائلات الرؤساء السابقين - بمن في ذلك عائلة أوباما وبوش وكلينتون - التي أرسلت أطفالها إلى «Sidwell Friends»، وهي مدرسة خاصة تابعة لشركة «كويكر» تقع في العاصمة وبيثيسدا بولاية ماريلاند.

وبعد انتهاء فترة ولاية دونالد الرئاسية في عام 2021، تم الكشف عن أن بارون سيلتحق بأكاديمية أوكسبريدج في بالم بيتش بفلوريدا، حيث سيتخرج مع دفعة عام 2024.

بارون، الذي بلغ 18 عاماً في مارس 2024، لم يقرر بعد المكان الذي سيلتحق فيه بالجامعة. ووفقاً لمصدر للمجلة، فمن المرجح أن تتبعه ميلانيا أينما ذهب إلى المدرسة.

كان بارون متوتراً بشأن الانتقال إلى البيت الأبيض

عندما تم انتخاب دونالد ترمب رئيساً لأول مرة، قال إن بارون كان متردداً بشأن ترك حياته في مدينة نيويورك، والانتقال إلى البيت الأبيض. وأوضح أن الطفل البالغ من العمر 9 سنوات آنذاك أحب نيويورك ومدرسته، وكانت هذه الخطوة بمثابة «تغيير كامل للحياة».

وقال ترمب آنذاك: «لديه مدرسة جيدة جداً في نيويورك حيث لديه الكثير من الأصدقاء. لكني كنت أقول له إننا إذا انتقلنا فإنني سأساعد الناس، والأطفال مثله، وهذا جعله سعيداً. إنه صبي صغير يبلغ من العمر 9 سنوات، وهو قوي وذكي وقد فهم ذلك».

بارون ترمب أصغر أبناء الرئيس الأميركي السابق (أ.ف.ب)

يتحدث اللغتين الإنجليزية والسلوفينية

بارون يمكنه التحدث باللغتين الإنجليزية والسلوفينية، وهي لغة أمه الأصلية. وعندما كان طفلاً صغيراً، تقول ميلانيا إن بارون كان يتصل بجدته في كثير من الأحيان ويتحدث معها باللغة السلوفينية حصرياً.

بينما كانت ميلانيا من مؤيدي تحدث بارون بعدة لغات، فقد أشارت إلى أنها وزوجها يتفقان على أن اللغة التي يجب أن يستخدمها بارون في الأماكن العامة هي الإنجليزية.

وقالت لـ«بيبول»: «رأيي هو أنه من الأفضل أن تتحدث المزيد من اللغات، لكن عندما تأتي إلى أميركا، فإنك تتحدث الإنجليزية».

تعرض للتنمر

وفي عام 2018، تعرض بارون للتنمر من خلال مقطع فيديو يقول إنه يعاني من التوحد.

ودافعت عنه حينها تشيلسي كلينتون ابنة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وجينا بوش ابنة الرئيس السابق جورج بوش.

وطالبت تشيلسي بالتغريد في عدة مناسبات، الآخرين بمنح بارون الفرصة ليكبر من دون الكثير من الانتقادات.

أيضاً كتبت تشيلسي رداً على مقال سلبي عن بارون: «لقد حان الوقت لوسائل الإعلام والجميع أن يتركوا بارون ترمب يتمتع بالطفولة الخاصة التي يستحقها».

جينا أيضاً دافعت عن بارون وقالت في تغريدة: «الحقيقة هي أنه من الواضح أن بارون ترمب لم يطلب من والده الترشح للرئاسة. لم يكن قراره».

ميلانيا تحمل بارون عندما كان طفلاً صغيراً (إكس)

ميلانيا تدور في فلك بارون

طوال مسيرة ميلانيا المهنية كعارضة أزياء، كان من المعروف أنها تحافظ على خصوصيتها. حتى خلال فترة عملها كسيدة أولى، كانت تقضي وقتاً في المقام الأول مع عائلتها بدلاً من الأصدقاء.

والآن بعد أن أصبح دونالد ترمب خارج منصبه، أخبرت مصادر مجلة «بيبول» أن ميلانيا لا تزال تتمتع بخصوصية كبيرة وتراقب بارون عن كثب.

وقال مصدر آخر للمجلة: «أصدقاء ميلانيا هم أفراد عائلتها، العديد من أعضاء نادي مارالاغو وغيرهم يعرفون ميلانيا ويرونها. لكنهم ليسوا أصدقاء. إنهم لا يجتمعون ويثرثرون أو يتواصلون اجتماعياً. لقد أحاطت نفسها دائماً بالعائلة، فهي أم شغوفة ببارون وتحميه بشدة».

وأضاف المصدر أن والدَي ميلانيا، اللذين يعيشان في منزل عائلة ترمب في مارالاغو، «قريبان أيضاً من بارون وكان لهما دور فعال في تربيته».

ووفق المجلة، فإن بارون خجول ومتحفظ، وكانت ميلانيا أماً جيدة له طوال هذه السنوات، فميلانيا تدور حول بارون وعائلتها. لقد كانت دائماً مهتمة بالأسرة، وبالإضافة إلى بعض الأعمال الخيرية التي قامت بها، فإن الاهتمام بقضايا الأسرة هو أولويتها.

رفض تمثيل فلوريدا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري

تم اختيار بارون لتمثيل فلوريدا كمندوب في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو (تموز) 2024 المقبل، ومع ذلك فقد رفض بسبب التزامات سابقة.

وتصدر بارون عيون العامة وعناوين الأخبار العالمية منذ نحو أسبوع، عندما بدا أنه سيكون أحدث عضو في عائلة ترمب يدخل الساحة السياسية، لكنّ بياناً صادراً عن مكتب والدته ميلانيا، سرعان ما وضع حداً لمخطط المؤتمر.

وقال البيان: «بينما يتشرف بارون باختياره مندوباً من جانب الحزب الجمهوري في فلوريدا، فإنه يرفض بأسف المشاركة بسبب التزامات سابقة».


«لطيف بالنسبة لهما»... واشنطن تسخر من المعانقة بين الرئيسين الصيني والروسي

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة الأخير لبكين (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة الأخير لبكين (أ.ف.ب)
TT

«لطيف بالنسبة لهما»... واشنطن تسخر من المعانقة بين الرئيسين الصيني والروسي

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة الأخير لبكين (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة الأخير لبكين (أ.ف.ب)

سخر البيت الأبيض من معانقة الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة الدولة التي قام بها الأخير هذا الأسبوع، مشيرا إلى أنه لم يلحظ تقدماً ملموساً في العلاقات بين الطرفين.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين الجمعة ردّاً على سؤال بشأن دلالة الصورة التي جمعت الرئيسين «تبادل العناق؟ حسناً، هذا لطيف بالنسبة لهما». وتابع «أنا لست مؤهلاً للحديث عن العاطفة الجسدية الشخصية بطريقة أو بأخرى. أعتقد أنني سأترك الأمر لهذين السيدين للحديث عن سبب اعتقادهما أن معانقة أحدهما للآخر هي أمر جيد»، حسبما أوردت وكالة «الصحافة الفرنسية».

ووصل بوتين الخميس إلى بكين في زيارة دولة استمرت يومين، هي الثانية له إلى العملاق الآسيوي منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأتت في ظل تعزيز البلدين علاقاتهما الاقتصادية والتجارية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع 2022.

الرئيس الصيني شي جينبينغ يعانق نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة الأخير لبكين (رويترز)

وحذّرت واشنطن بكين من مغبة توفير دعم عسكري لموسكو، لكنها تؤكد في الوقت عينه أنها لم ترَ بعد دليلاً على حصول ذلك. إلا أن الولايات المتحدة تعتبر أن الدعم الاقتصادي الصيني يتيح لروسيا تعزيز إنتاجها العسكري، خصوصاً الصواريخ، والمسيّرات، والدبابات.

وتمثّل الصين شريان حياة أساسياً لروسيا في ظل العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ غزوها لكييف.

واعتبر كيربي أن الزيارة الأخيرة لبوتين لم تحمل مؤشرات على حصوله على دعم إضافي كبير. وأوضح «لم نرَ أي أمر مفاجئ بالنسبة لنا من هذا الاجتماع». واستدرك «لكنني لن أقول إننا غير قلقين من هذه العلاقة، وإلى أين تمضي»، مؤكداً أن واشنطن «تراقب» هذا الأمر.

وأشاد الرئيسان الروسي والصيني بالعلاقات المتنامية بين بلديهما لما تشكّله من عامل «استقرار» و«سلام» في العالم. وأكد الرئيس الروسي أن «العلاقات بين روسيا والصين ليست انتهازية، وليست موجهة ضد أي أحد». وقال «يشكّل تعاوننا عامل استقرار على الساحة الدولية»، مضيفاً «معاً، ندعم مبادئ العدالة ونظاماً ديمقراطياً عالمياً يعكس الوقائع المتعددة القطب، ويكون مبنياً على القانون الدولي».

بدوره أكد الرئيس الصيني لضيفه أن العلاقة بين بكين وموسكو «مواتية للسلام». وقال شي إن «العلاقات بين الصين وروسيا لا تصب في مصلحة البلدين الكبرى فحسب، بل هي مواتية للسلام أيضاً»، مؤكداً استعداده لتعزيزها.


3 أطباء أميركيين اختاروا البقاء في غزة... و17 غادروا

الدكتور عمار غانم، متخصص في وحدة العناية المركزة من ديترويت ومتطوع مع الجمعية الطبية السورية الأميركية في أحد آخر المستشفيات العاملة في غزة، (الثاني من اليمين)، يقف في خان يونس، غزة، مع طبيب فلسطيني واثنين من الأميركيين الآخرين الأطباء المتطوعون في المستشفى الأوروبي العام حيث يتواجدون منذ أوائل شهر مايو. وقد حوصرت مجموعة من 35 طبيباً أجنبياً في مهمة تطوعية للمساعدة في المستشفى (أ.ب)
الدكتور عمار غانم، متخصص في وحدة العناية المركزة من ديترويت ومتطوع مع الجمعية الطبية السورية الأميركية في أحد آخر المستشفيات العاملة في غزة، (الثاني من اليمين)، يقف في خان يونس، غزة، مع طبيب فلسطيني واثنين من الأميركيين الآخرين الأطباء المتطوعون في المستشفى الأوروبي العام حيث يتواجدون منذ أوائل شهر مايو. وقد حوصرت مجموعة من 35 طبيباً أجنبياً في مهمة تطوعية للمساعدة في المستشفى (أ.ب)
TT

3 أطباء أميركيين اختاروا البقاء في غزة... و17 غادروا

الدكتور عمار غانم، متخصص في وحدة العناية المركزة من ديترويت ومتطوع مع الجمعية الطبية السورية الأميركية في أحد آخر المستشفيات العاملة في غزة، (الثاني من اليمين)، يقف في خان يونس، غزة، مع طبيب فلسطيني واثنين من الأميركيين الآخرين الأطباء المتطوعون في المستشفى الأوروبي العام حيث يتواجدون منذ أوائل شهر مايو. وقد حوصرت مجموعة من 35 طبيباً أجنبياً في مهمة تطوعية للمساعدة في المستشفى (أ.ب)
الدكتور عمار غانم، متخصص في وحدة العناية المركزة من ديترويت ومتطوع مع الجمعية الطبية السورية الأميركية في أحد آخر المستشفيات العاملة في غزة، (الثاني من اليمين)، يقف في خان يونس، غزة، مع طبيب فلسطيني واثنين من الأميركيين الآخرين الأطباء المتطوعون في المستشفى الأوروبي العام حيث يتواجدون منذ أوائل شهر مايو. وقد حوصرت مجموعة من 35 طبيباً أجنبياً في مهمة تطوعية للمساعدة في المستشفى (أ.ب)

قال البيت الأبيض أمس الجمعة إن مجموعة من الأميركيين العاملين في المجال الطبي غادروا قطاع غزة بعد أن حوصروا في المستشفى الذي كانوا يقدمون فيه خدماتهم.

وكانت تقارير قد أفادت الأسبوع الماضي بعدم قدرة الأطباء الأميركيين على مغادرة غزة بعد أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي. ومن بين هؤلاء 10 من أعضاء الجمعية الطبية الفلسطينية الأميركية ومقرها الولايات المتحدة، والذين كانوا يعتزمون المغادرة بعد مهمة استمرت أسبوعين في المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس القريبة من رفح في جنوب قطاع غزة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحافيين إن 17 من الأطباء الأميركيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية خرجوا يوم الجمعة من غزة من أصل 20.

فلسطينيون يتلقون الرعاية الطبية في المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس القريبة من رفح في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وقال مصدر مطلع لوكالة «رويترز» للأنباء إن ثلاثة من الأطباء الأميركيين اختاروا عدم مغادرة غزة، مضيفاً أن الأطباء الذين بقوا يدركون أن السفارة الأميركية قد لا تكون قادرة على تسهيل مغادرتهم كما فعلت أمس الجمعة.

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة «رويترز» للأنباء إن بعض الأطباء الذين تقطعت بهم السبل شقوا طريقهم بمساعدة السفارة الأميركية في القدس.

وذكرت الجمعية الطبية الفلسطينية الأميركية وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة أن فريقها المكون من 19 متخصصا في الرعاية الصحية بينهم عشرة من الأميركيين كان قد مُنع من الخروج من غزة بعد مهمته التي استمرت أسبوعين.

وقالت الجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء إن لديها المزيد من الأطباء الذين ينتظرون دخول غزة ليحلوا محل الذين يحاولون المغادرة.

وسيطرت إسرائيل على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر وأغلقته في السابع من مايو (أيار) مما أدى إلى تعطيل طريق حيوي للأشخاص والمساعدات من وإلى القطاع الذي لحق به الدمار.