واصل فريق آرسنال انطلاقته المميزة في الدوري الإنجليزي، وعزز صدارته لجدول الترتيب بفوزه على مضيفه توتنهام خلال المباراة التي جمعتهما في الجولة العشرين من المسابقة، والتي شهدت أيضا مانشستر يونايتد يقلب تأخره بهدف أمام ضيفه مانشستر سيتي إلى فوز 2 - 1. وشهدت أيضا هذه الجولة فوز تشيلسي على كريستال بالاس، ونيوكاسل على فولهام، وبرايتون على ليفربول، وساوثهامبتون على إيفرتون، ونوتينغهام فورست على ليستر سيتي، وولفرهامبتون على وستهام، وبرينتفورد على بورنموث. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على 10 نقاط تستحق تسليط الضوء عليها في هذه الجولة:
1- آرسنال يفتقر إلى المزيد
من الخيارات الهجومية
عندما يقدم آرسنال نفس المستويات الاستثنائية التي قدمها خلال الشوط الأول للمباراة التي فاز فيها على توتنهام بهدفين دون رد، فإنه يجعلك تتساءل عن المكان الذي كان سيلعب به ميخايلو مودريك في حال نجاح النادي في ضمه، خاصة وأن آرسنال يمتلك بالفعل أفضل وأقوى جناحين في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وهما بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي. فهل كان الأمر يستحق إهدار الميزانية المخصصة لتدعيم صفوف الفريق خلال العام المقبل، وكسر هياكل الأجور من أجل التعاقد مع لاعب لا يضمن مكانه في التشكيلة الأساسية؟ وبدلا من ذلك، فضل اللاعب الأوكراني التوقيع على عقد مُغر وطويل الأجل مع نادي تشيلسي. لكن إصابة غابرييل خيسوس، والتي ستبعده عن الملاعب لفترة أطول مما كان متوقعا، جعلت المدير الفني للمدفعجية، ميكيل أرتيتا، يغير تفكيره ويسعى للتعاقد مع لاعب قادر على تعويض المهاجم البرازيلي. صحيح أن إيدي نكيتياه يواصل التألق في خط هجوم آرسنال، وكان نشيطا للغاية أمام توتنهام، لكن الفريق يفتقر إلى المزيد من الخيارات الهجومية، ومن الواضح أن آرسنال يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز؛ لأنه يمتلك أفضل تشكيلة أساسية في البطولة، لكنه قد يعاني كثيراً في حال غياب أي من هذه العناصر الأساسية؛ نظرا لعدم توافر بدلاء على نفس المستوى.
هزائم وستهام المتكررة أثرت على علاقة المدرب مويز بلاعبيه (أ.ف.ب)
2- غارناتشو ومستقبل
مشرق مع مانشستر يونايتد
دفع مانشستر سيتي 100 مليون جنيه إسترليني للتعاقد من جاك غريليش الذي شارك كبديل وأحرز الهدف الأول في مباراة الديربي أمام مانشستر يونايتد، في حين لم يدفع مانشستر يونايتد سوى 420 ألف جنيه إسترليني فقط لضم الجناح الأيسر الشاب أليخاندرو غارناتشو من أتلتيكو مدريد. لم يكن اللاعب الأرجنتيني الصغير في السن يشعر بأي رهبة أو خوف عندما شارك كبديل، على الرغم من أنه يلعب أمام كايل ووكر صاحب الخبرات الدولية الكبيرة. وعلى الرغم من أن غارناتشو خسر بعض المواجهات الثنائية أمام ووكر بعد مشاركته في اللقاء مباشرة، فإنه لم يكن يستسلم أبدا، وكان يعود للقتال مرة أخرى من أجل استخلاص الكرة. ويتميز غارناتشو بالإصرار والعزيمة والوعي الخططي والتكتيكي، وهو الأمر الذي ساعده على الوجود في المكان المناسب وصناعة هدف الفوز الذي أحرزه ماركوس راشفورد. ومن الواضح أن سلوك غارناتشو يتحسن بعدما كانت هناك بعض المخاوف في هذا الشأن في وقت سابق من هذا الموسم. وسيكون الهدف التالي للنجم الأرجنتيني الشاب هو أن يتمكن من حجز مكان في التشكيلة الأساسية للشياطين الحمر في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز.
سان ماكسيمين يقدم أداءً استثنائياً مع نيوكاسل منذ عودته من الإصابة (رويترز)
3- إيفرتون في دائرة مفرغة
من البؤس
قال مالك نادي ساوثهامبتون، دراغان سولاك، لأحد أفراد الجهاز الفني بالنادي بعد مرور المدير الفني لإيفرتون، فرنك لامبارد، وعلى وجهه علامات الاكتئاب في نفق ملعب «غوديسون بارك»: «إنها رياضة قاسية!». لقد كان يوما قاسيا أيضا على إيفرتون ومديره الفني ومجلس إدارته، بعد خسارة الفريق أمام ساوثهامبتون بهدفين مقابل هدف وحيد، لتزداد معاناة الفريق. ذهب سولاك إلى النفق لتهنئة كل لاعب من لاعبي ساوثهامبتون شخصيا بعد تحقيق أول فوز في الدوري تحت قيادة ناثان جونز، كما تحدث بشكل مطول مع المدير الفني، وقائد الفريق الرائع جيمس وارد براوز. وفي المقابل، غاب مسؤولو إيفرتون عن المشهد تماما، بعدما نصحهم مستشاروهم الأمنيون بالابتعاد، وبالتالي لم يروا الاحتجاجات الجماهيرية ضد سوء إدارتهم للنادي. وتم تأجيل خروج لاعبي إيفرتون من الملعب بعد المباراة، بناءً على نصيحة أمنية أيضا، وتعرض بعضهم لاعتداءات وهم يقودون سياراتهم في نهاية المطاف. لقد كانت الأجواء سلبية تماما مثل الأداء السلبي للفريق أمام ساوثهامبتون، ولا يزال لامبارد ينتظر التدعيمات والصفقات الجديدة التي يحتاجها إيفرتون منذ بيع ريتشارليسون إلى توتنهام في يوليو (تموز) الماضي، لكن شبح الهبوط يقترب بشدة!
4- إلى متى سيستمر ديفيد مويز
في قيادة وستهام؟
من المؤكد أن الإنجازات السابقة لأي مدير فني تبقيه على رأس القيادة الفنية للفريق لبعض الوقت حتى في حال تراجع النتائج والمستويات، لكن إلى أي مدى يستمر ذلك؟ ومن المؤكد أيضا أن المدير الفني لوستهام، ديفيد مويز، تخطى هذه المرحلة بالفعل بعد تراجع نتائج الفريق بشكل كبير للغاية، حيث لم يحصل الفريق إلا على نقطة واحدة فقط من آخر 21 نقطة متاحة، ليحتل المركز الثامن عشر في جدول الترتيب، ولا يبتعد عن المركز الأخير إلا بفارق الأهداف فقط. لقد احتل وستهام المركزين السادس والسابع في الموسمين الماضيين، لكن الأمر اختلف تماما الآن، ويبدو وكأنه قد مر وقت طويل للغاية على تلك الفترة. وينطبق الأمر نفسه على بريندان رودجرز في ليستر سيتي، الذي تراجعت نتائجه بشدة بعد نجاحه في الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي وإنهاء الموسم الماضي في المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الثاني على التوالي. وقال مويز: «يسعى الكثير من الناس إلى الحصول على وظائف في هذا الدوري. أنا لست سخيفا، وخضت عددا كافيا من المباريات لكي أفهم ما يحدث».
كلوب وروبرتسون ومرارة الهزيمة أمام برايتون (رويترز)
5- برايتون يصل إلى آفاق جديدة
كثيرا ما ينظر الناس إلى جملة «فلسفة النادي» بشيء من الدهشة والسخرية، لكن يتعين على هؤلاء أن ينظروا فقط إلى نادي برايتون وما يحققه الآن لكي يدركوا أن هذه الجملة تعني شيئا ما في حقيقة الأمر. كان من الممكن أن يؤدي رحيل المدير الفني السابق غراهام بوتر إلى تدمير الفريق، لكن وجود قواعد وقيم ثابتة داخل النادي جعل عملية التعاقد مع المدير الفني الجديد تسير بكل سلاسة ووضوح. لقد جاء المدير الفني الإيطالي روبرتو دي زيربي وحقق نجاحا هائلا، وقاد فريقه لسحق ليفربول بثلاثية نظيفة يوم السبت الماضي. ووفقا لسولي مارش، الذي سجل هدفين في مرمى «الريدز»، كان هذا أفضل أداء لبرايتون منذ صعوده إلى الدوري الإنجليزي الممتاز منذ ما يقرب من ست سنوات. ويجب التعامل مع تصريحات مارش على محمل الجدية تماما؛ لأنه كان في النادي خلال تلك الفترة. كما كشف مارش عن الطريقة الفريدة التي يتبعها المدير الفني الإيطالي في التواصل مع لاعبيه، قائلا: «إنه يرسل نصوصا لبعض اللاعبين في الواحدة صباحا مصحوبة بمقاطع فيديو توضح لهم ما يتعين عليهم القيام به بشكل أفضل. لم أتلق رسالة كهذه حتى الآن، ولا أريد أن يوقظني أحد - لن تكون زوجتي سعيدة بذلك!».
جماهير إيفرتون الغاضبة تطالب برحيل مسؤولي النادي (رويترز)
6- بينوا بادياشيل وظهور جيد
مع تشيلسي
بدا بينوا بادياشيل متوترا بعض الشيء في أول ظهور له مع تشيلسي، فقط قُطعت الكرة أكثر من مرة من مدافع موناكو السابق، الذي انتقل إلى «ستامفورد بريدج» مقابل 33.8 مليون جنيه إسترليني، كما بدت عليه علامات القلق والتوتر عندما مر منه لاعب كريستال بالاس، ويلفريد زاها. ومع ذلك، تطور مستوى بادياشيل، الذي شارك كبديل للمدافع السنغالي كاليدو كوليبالي، بمرور الوقت خلال اللقاء. ونال إشادة وتصفيقا من الجماهير عندما تفوق على زاها في أحد التدخلات، وشكل شراكة دفاعية قوية مع المدافع البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا عندما كان كريستال بالاس يحاول جاهدا العودة في النتيجة بعد تأخره بهدف دون رد. وقال المدير الفني للبلوز، غراهام بوتر: «أعتقد أن بينوا كان جيدا. كانت مباراة جيدة بالنسبة له، ويمكنك أن ترى القدرات التي يتحلى بها، فهو يمرر الكرة بشكل جيد، وعندما تطلب الأمر منه إخراج الكرة بالرأس فعل ذلك. من الواضح أنه لا يزال يتأقلم مع الدوري الإنجليزي الممتاز، وسوف يستغرق ذلك بعض الوقت، وهو لاعب صغير في السن، لذلك أعتقد أنه سيتحسن ويقدم مستويات أفضل».
7- حان الوقت لكي
تنضج جماهير ليدز
ربما كان الجناح الإيطالي ويلفريد غنونتو، البالغ من العمر 19 عاما، هو اللاعب الوحيد الجيد في صفوف ليدز يونايتد في المباراة التي خسرها الفريق أمام أستون فيلا بهدفين مقابل هدف وحيد يوم الجمعة. وبعد نهاية المباراة، قال المدير الفني لليدز يونايتد، جيسي مارش، إن غنونتو، الذي يصل طوله إلى 1.72 م، يلعب «وكأن طوله سبع أقدام»، لكن لسوء الحظ كان يتعين على المدير الفني لليدز يونايتد أن يجيب أيضا على أسئلة تتعلق بالأغنية المسيئة التي رددها الجمهور عن غنونتو طوال المباراة. وقالت مجموعة «كيك إت أوت» المناهضة للتمييز والعنصرية إن الهتاف، الذي ظلت جماهير ليدز يونايتد تردده طوال المباراة التي خسرها ليدز أمام أستون فيلا بهدفين مقابل هدف وحيد، هو امتداد للقوالب النمطية العنصرية الضارة والمسيئة. وأشار مارش إلى أن اللاعب قد سئم من هذه الهتافات، قائلا: «ويلفريد شاب جيد، ولن يخرج ويقول إن هذه الهتافات لا تعجبه. لكنني في الحقيقة أرى أنه يعتقد أن الوقت قد حان لعدم ترديد هذه الهتافات مرة أخرى».
8 برينتفورد تفوق
على منافسين أقوى وأكثر ثراء
هل يتمكن برينتفورد من إنهاء الموسم الحالي ضمن أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في المسابقات الأوروبية؟ في الحقيقة، لم يعد هذا الأمر مستبعدا، في ظل النتائج الرائعة التي يحققها الفريق، الذي امتد سجله الخالي من الهزيمة إلى سبع مباريات الآن، والذي فاز على مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول هذا الموسم. ويعد برينتفورد، بقيادة المدير الفني توماس فرنك، واحدا من عدة فرق متوسطة المستوى في الدوري الإنجليزي الممتاز التي تُحرج الفرق الأكبر والأكثر ثراء هذا الموسم. ففي الوقت الذي تراجع فيه مستوى ليفربول وتشيلسي بشكل هائل، وفي ظل فشل الناديين في إبرام صفقات جيدة، وتراجع إيفرتون ووستهام ومعاناتهما من الهزيمة تلو الأخرى، فإن برينتفورد - إلى جانب فولهام وبرايتون اللذين يحتلان المركزين السادس والسابع - يُظهر كيف يمكن لفريق متوسط المستوى أن يستغل إمكانياته بالشكل الأمثل ويحقق نتائج تفوق كل التوقعات. من المؤكد أن الحظ وقف إلى جانب الفريق، خاصة فيما يتعلق بركلة الجزاء التي حصل عليها أمام بورنموث التي أحرز منها هدف التقدم في المباراة التي انتهت بالفوز بهدفين دون رد، لكن الحقيقة أن برينتفورد يستحق تماما كل ما حققه، سواء في هذه المباراة، أو على مدار الموسم ككل، حيث لعب الفريق بشجاعة كبيرة وحماس منقطع النظير.
9- الثنائي العائد يمنح
قوة هائلة لنيوكاسل
من المؤكد أن المباراة التي فاز فيها نيوكاسل يونايتد على فولهام بهدف دون رد ستظل خالدة في الذاكرة لفترة طويلة بسبب ركلة الجزاء الغريبة التي أحرز منها ألكسندر ميتروفيتش هدفا، لكن حكم اللقاء لم يحتسبه لأن المهاجم الصربي لمس الكرة مرتين، حيث سددها بالقدم اليمنى لكن الكرة اصطدمت بقدمه اليسرى إثر انزلاقه لحظة تسديد الكرة. وعلاوة على ذلك، انتقد المدير الفني لفولهام، ماركو سيلفا، حكم اللقاء لأنه لم يحتسب ركلة الجزاء إلا بعد تدخل حكم الفيديو المساعد. لكن ربما كان الشيء الأبرز هو عودة ثنائي نيوكاسل ألكسندر إيزاك وآلان سانت ماكسيمين إلى كامل لياقتهما البدنية والذهنية. وكانت هذه هي أول مباراة يلعبها المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، المنضم لنيوكاسل مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث شارك كبديل وتمكن من إحراز هدف الفوز في الدقيقة 89. كما سجل سان ماكسيمين أداء استثنائيا في الشوط الثاني عندما شارك كبديل، وهو ما يشير إلى أنه قد عاد أخيرا إلى تقديم أفضل مستوياته.
10- رودجرز بحاجة
لوجوه جديدة في ليستر
يعرف المدير الفني لليستر سيتي، بريندان رودجرز، أنه يتعين عليه القيام بنفس الشيء الذي قام به عندما ساعد الفريق على استعادة توازنه بعد البداية الكارثية للموسم، عندما حصد نقطة واحدة فقط من سبع مباريات. وقبل فترة التوقف نتيجة انطلاق كأس العالم في قطر، حقق الفريق ستة انتصارات في جميع المسابقات لم تتخللها إلا الخسارة بصعوبة أمام مانشستر سيتي، لكنه خسر أربع مرات متتالية في الدوري الممتاز بعد ذلك. ويبدو أن المدير الفني لليستر سيتي، الذي يفتقد خدمات تسعة لاعبين من لاعبي الفريق الأول بسبب الإصابة في ظل عدم إبرام أية تعاقدات جديدة هذا الشهر، يؤمن بأن تدعيم صفوف الفريق هو الطريقة الوحيدة للابتعاد عن المراكز المؤدية للهبوط لدوري الدرجة الأولى. وقال رودجرز: «مجلس إدارة النادي والأشخاص الذين يعملون وراء الكواليس يحاولون التعاقد مع اللاعبين الذين نعتقد أنهم قادرون على مساعدتنا على التحسن، وأنا أشعر دائما بهذا الدعم». ويسعى ليستر سيتي للتعاقد مع جناح فيورنتينا، نيكو غونزاليس، والظهير الأيسر لنادي إف سي كوبنهاغن، فيكتور كريستيانسن، لكن إذا تمكن رودجرز من إعادة ليستر سيتي إلى المسار الصحيح مرة أخرى في ظل هذه الظروف الصعبة، فقد يكون هذا أكبر إنجاز في مسيرته التدريبية حتى الآن.