تسلم البرازيلي كاسيميرو لاعب خط وسط مانشستر يونايتد الكرة في وسط الملعب ومررها إلى الأمام باتجاه ماركوس راشفورد، الذي كان في موقف تسلل واضح تماماً، وواصل الأخير الركض للأمام للحاق بالكرة، لكن شيئاً ما في رأسه، وربما صراخ زميله البرتغالي برونو فرنانديز، حذره من أنه قد يكون متسللاً، لذلك ابتعد عن الكرة وتركها لفرنانديز الذي وضع الكرة في شباك مانشستر سيتي... فهل يُحتسب هدفاً أم يُلغى بداعي التسلل؟
صحيح أن راشفورد لم يلمس الكرة، لكن ألم يتدخل في اللعبة؟ ألم يمنع وجوده المدافع الأول من العودة ومحاولة تشتيت الكرة؟ وما الذي تعنيه كلمة «التدخل» في اللعبة بالضبط؟ ورغم كل هذا، فإن كل ما رأيناه على ملعب «أولد ترافورد» كان عبارة عن محادثة قصيرة بين الحكم المساعد دارين كان، وحكم المباراة ستيوارت أتويل، دون أن يستعين حكم اللقاء بتقنية الفار أو أن يذهب حتى إلى الشاشة الموجودة بجوار خط التماس لرؤية اللعبة مرة أخرى. لقد اقتصر الأمر على هذا الحوار السريع بين هذين الرجلين، أو ربما استمعا لنصيحة من حكم الفيديو عبر الاتصال المباشر، لكن كانت تبدو عليهما علامات القلق ويتحدثان سوياً وهما يضعان أيديهما على فميهما!.
كان من الممكن أن نتقبل هذا في عام 1971 عندما قرر الحكم راي تينكلر ومساعده بيل تروب أن لاعب وست بروميتش ألبيون، كولين سوغيت، لم يتدخل في اللعبة واحتسبا هدفاً لصالح وست بروميتش ألبيون قضى تماماً على أحلام وفرص ليدز يونايتد في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (وكان آرسنال هو المستفيد غير المباشر في ذلك الوقت، كما هو الحال الآن)، لكن كيف يحدث هذا الأمر الآن وكيف يتخذ أتويل قراراً باحتساب الهدف دون العودة إلى تقنية الفار؟.
قد تكون هذه اللحظة حاسمة في السباق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وفي تاريخ مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي ككل. بموجب الصيغة الحالية للقانون، قد يكون هذا هو القرار الصحيح، لكن قانون التسلل الجديد غير حاسم ويؤدي إلى حالة من الفوضى. إن كل شيء يتعلق بتمركز مدافع مانشستر سيتي مانويل أكانجي واتخاذه للقرار المناسب كان يتوقف على ما سيقوم به راشفورد. قد يسهل الحُكم على ما إذا كان اللاعب في حالة تسلل أم لا من خلال تفسير كلمة «التدخل» على أنها تعني لمس اللاعب للكرة، لكن هذا قد لا يكون صحيحاً، نظراً لأن راشفورد كان في مطاردة مع الكرة رغم أنه لم يلمسها.
وبعد أربع دقائق من هدف التعادل هذا سجل مانشستر يونايتد هدفاً ثانياً عن طريقة كرة ملعوبة خلف خط دفاع سيتي الذي يعاني في الآونة الأخيرة، وجاءت هذه النتيجة لتقلص الفارق بين فريقي مدينة مانشستر إلى نقطة وحيدة. ورغم أن يونايتد قد فاز بصعوبة في هذه المباراة، فإنها ولأول مرة منذ عقد من الزمان على الأقل تعطي انطباعاً حقيقياً بأن الفريق يسير في مسار تصاعدي، خلافاً لما كان عليه الأمر في آخر ثلاث مباريات لديربي الفريقين.
لكن ماذا عن مانشستر سيتي؟ من المؤكد أن هذه الخسارة تعكس مدى التراجع الواضح في أداء الفريق، الذي لم يحقق الفوز سوى تسع مرات في آخر 14 مباراة. صحيح أن هذه النتائج قد تكون جيدة لأي فريق آخر، لكن بالنسبة لما حققه سيتي في السنوات الماضية فإنها تعد تراجعاً، خاصة أن هذا اللقاء سبقه عرض سيء للغاية وخسارة أمام ساوثهامبتون في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وتعادل مع إيفرتون 1 - 1. لقد فقد مانشستر سيتي سبع نقاط في آخر خمس مباريات بالدوري، لتختفي الهالة المحيطة بالفريق الذي كان ينظر إليه على أنه لا يقهر ولا يمكن إيقافه، على الأقل بشكل مؤقت. وسيؤدي ذلك، مرة أخرى، إلى إثارة العديد من الأسئلة حول تأثير المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، الذي لم يلمس الكرة سوى 19 مرة فقط خلال المباراة، رغم عدم التشكيك في قدراته التهديفية بعدما أحرز 21 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز بالفعل هذا الموسم.
يتميز هالاند بأنه يلعب بطريقة مباشرة على المرمى، وهو ما يعني أنه بحاجة إلى تمرير الكرة إليه بسرعة، للاستفادة من انطلاقاته القوية والسريعة، مما يعني تغيير خطط المدير الفني جوسيب غوارديولا لأسلوب لعب الفريق من أجله. لقد صرح المدير الفني الإسباني من قبل بأن الأمر يتطلب 15 تمريرة لفريقه لكي يكون قادراً على شن الهجوم والشعور بالأمان من أنه لن يتعرض لهجمات مرتدة سريعة.
ومع ذلك، فإن هدفي مانشستر يونايتد (بغض النظر عما يثار عن جدل حول الهدف الأول) جاء من هذا النوع من التمريرات خلف المدافعين الأربعة، وهي نفس نقطة الضعف التي يعاني منها مانشستر سيتي، في مباريات دوري أبطال أوروبا. من الواضح للجميع أن مانشستر يونايتد قد تطور كثيراً تحت قيادة المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ، لكن الشيء المؤكد أيضاً هو أن قانون التسلل قد تغير ليبدو سخيفاً للغاية في بعض الأحيان.
هدف يونايتد في مرمى سيتي يكشف عيوب «قانون التسلل»
الانتصار في «ديربي» مانشستر يؤكد أن سياسة تن هاغ تسير في الاتجاه الصحيح
هدف يونايتد في مرمى سيتي يكشف عيوب «قانون التسلل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة