أوكرانيا تعلن حاجتها لمزيد من السلاح لمواجهة {خطط روسيا}

أوروبا مستعدة لحرب طويلة وفرض مزيد من العقوبات على موسكو

TT

أوكرانيا تعلن حاجتها لمزيد من السلاح لمواجهة {خطط روسيا}

قال الجيش الأوكراني إنه يستعد لهجوم محتمل من قوات المشاة الروسية من بيلاروسيا، حليفة موسكو في الحرب الأوكرانية، في اتجاه العاصمة كييف. ولا يعتبر خبراء عسكريون الوحدات الروسية في بيلاروسيا قوية بما يكفي لشن مثل هذا الهجوم، لكنها ستعرقل القوات الأوكرانية التي يتم إلهاؤها عن قطاعات أخرى من الجبهة. وذكر ليوتينانت جنرال أوليسكي بافليك، المسؤول عن الدفاع عن كييف، أنه تم إعداد أو تعزيز أوضاع دفاعية شمالي البلاد لهذا الغرض. وأضاف أنه من أجل منع التقدم السريع لدبابات الوحدات الروسية، تم عمل حقول ألغام أكبر على جميع النقاط التي يمكن عبور الدبابات منها، وإذا لم تتمكن القوات من عبور هذه الحواجز فسيكون تدمير المدفعية الأوكرانية لتمركزات القوات أمراً أسهل. وتغلبت القوات الأوكرانية على تقدم للقوات الروسية جاء من بيلاروسيا باتجاه كييف سابقاً في بداية حرب روسيا في فبراير (شباط) 2022، وتم تدمير قطاع من طابور يمتد لكيلومترات من الدبابات والمركبات الروسية في الغابات الكثيفة شمال كييف، وتم إجباره على التراجع.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده بحاجة شديدة لمزيد من إمدادات الأسلحة الحديثة من الغرب؛ لأن روسيا تحشد قواتها من أجل مزيد من التصعيد. وقال في خطاب بالفيديو: «العالم الحر لديه كل ما هو ضروري لوقف العدوان الروسي وإلحاق هزيمة تاريخية بالدولة الإرهابية». وقال مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك إن أوكرانيا ستكون قادرة على الانتصار في الحرب هذا العام إذا زادت القوى الغربية من إمدادات الأسلحة؛ خصوصاً منظومات صواريخ بعيدة المدى. وأوضح في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن «الصواريخ التي يزيد مداها عن 100 كيلومتر فقط هي التي ستتيح لنا تسريع عملية تحرير الأراضي»، مضيفاً أن هذا السيناريو سينهي الحرب بحلول الخريف على أبعد تقدير.
وأعلن الرئيس البولندي أندريه دودا، الأربعاء، أن وارسو مستعدّة لإرسال عدد من الدبابات من طراز «ليوبارد» التي تطالب بها كييف من الدول الغربية التي تمتلكها؛ خصوصاً ألمانيا البلد المصنع للدبابات. وخلال زيارة لمدينة لفيف بغرب أوكرانيا، قال دودا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأوكراني والليتواني: «ستُرسَل مجموعة من دبابات ليوبارد (14 مدرّعة) في إطار تحالف يجري تأسيسه». وأضاف: «كما تعلمون، هناك عدد من الشروط الرسمية يجب الوفاء بها (...) ولكن الأهم من كلّ ذلك، نريد أن يكون هذا تحالفاً دولياً»، مشيراً إلى أنه يعتمد على دول أخرى للمساهمة في عمليات التسليم. ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالخطوة، قائلاً إنه كان يتوقع «قراراً مشتركاً» تشارك فيه دول أخرى مستعدّة لإرسال دبابات «ليوبارد». وقال زيلينسكي: «دولة واحدة فقط لا يمكنها أن تساعدنا». وأضاف، دون أن يسمّي أي دولة: «أعتقد أنه سيكون هناك اليوم (الأربعاء) قراراً إيجابياً من دولة أخرى لتزويدنا بدبابات حديثة غربية».

وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الذي تترأس دولته الاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، إن الاتحاد مستعد لحرب طويلة في أوكرانيا، وسيدعم كييف في مواجهة العدوان الروسي مهما طال الأمر. وأضاف بيلستروم في مؤتمر صحافي: «رغم محاولات روسيا المستمرة لتفريقنا، الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي وعبر المحيط الأطلسي قوية. الاتحاد الأوروبي مستعد لحرب طويلة وسيواصل مساندة أوكرانيا بالدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والإنساني مهما طال الأمر». وتابع قائلاً إن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل على فرض مزيد من العقوبات على موسكو بسبب غزو أوكرانيا، بعدما أقر التكتل المكون من 27 دولة تسع حزم من العقوبات منذ بدء الغزو في فبراير 2022. وقال بيلستروم: «العقوبات هي أفضل أداة لدى الاتحاد الأوروبي لمساعدة أوكرانيا على الانتصار في هذه الحرب، وهو الغاية النهائية مما نفعله». وقال مسؤولون إن العقوبات الجديدة قد تشمل تجميد مزيد من الأصول وحظر السفر لشخصيات روسية مشاركة في الحرب، وفرض مزيد من القيود على بيع سلع الاتحاد الأوروبي التي يمكن استخدامها في أغراض عسكرية إلى روسيا.
وقال بيلستروم: «الاتحاد الأوروبي مستعد لمواصلة تعزيز العقوبات، لضمان التنفيذ الفعال والمحكم للعقوبات، وأيضاً لمنع روسيا من التحايل عليها».
وأعلنت كييف أنّ قصفاً روسياً استهدف، مساء الثلاثاء، خاركيف بعيد ساعات من زيارة مفاجئة قامت بها إلى المدينة الواقعة في شمال شرقي البلاد وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، برفقة نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا الذي حضّ برلين على تزويد بلاده بمدرّعات ثقيلة. وقال حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينوغوبوف في رسالة على تطبيق «تليغرام»، مخاطباً سكّان المدينة: «ابقوا في الملاجئ! المحتلّون يقصفون مرة جديدة». وسمع مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية أصوات العديد من الانفجارات في المدينة التي نادراً ما كان قصف القوات الروسية يستهدفها في الآونة الأخيرة. وخلال زيارة الوزيرة الألمانية للمدينة قال كوليبا: «كلّما تأخّر مثل هذا القرار، زاد عدد الضحايا، وقُتل المزيد من المدنيين». وتعذّر في الحال تحديد ما إذا كان القصف تسبب بإصابات بشرية أو أضرار مادية. ولأسباب أمنية لم يتم الإعلان عن زيارة بيربوك إلا عندما كانت في قطار العودة. وتعرّضت خاركيف للقصف مرّات عدّة عند بداية النزاع، لكنّ القوات الأوكرانية تمكّنت من الدفاع عن المدينة. وابتعدت جبهة القتال منذ ذلك الحين بنحو 130 كيلومتراً عن المدينة.
وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الثلاثاء، أنّ بلاده ستشتري من الولايات المتّحدة منظومة دفاع جوي من طراز «ناسامز» لتقديمها هبة لأوكرانيا. ووفقاً لأوتاوا فهذه أول منظومة من هذا النوع تقدّمها كندا لأوكرانيا، في هبة تناهز قيمتها 406 ملايين دولار كندي (282 مليون يورو). وأدلى ترودو بإعلانه هذا في أعقاب لقاء ثنائي جمعه بالرئيس الأميركي جو بايدن في مكسيكو. وترمي هذه المنظومة الدفاعية للتصدّي للقصف الروسي الكثيف الذي يستهدف البنى التحتية الحيوية في أوكرانيا. وقالت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند، بعد مكالمة مع نظيرها الأوكراني، إنّ حماية البنى التحتية الأوكرانية «هي الأولوية الأولى. لهذا السبب تشتري كندا منظومة صواريخ أرض - جو متطوّرة من الولايات المتحدة للتبرّع بها لأوكرانيا».
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهذه الهبة. وقال في تغريدة على «تويتر»: «شكراً لمساعدتنا في حماية سمائنا. إنّ منظومة (ناسامز) التي اشترتها كندا من أجلنا ستكون درعاً قويّة لمدننا ومواطنينا». وتضاف هذه المنظومة الصاروخية إلى مدرّعات ومدافع هاوتزر وملابس شتوية وذخائر سبق لكندا أن قدمّتها لأوكرانيا لمساعدتها في التصدّي للغزو الروسي. وحتّى اليوم قدمت دول عديدة أخرى لأوكرانيا أنظمة مضادّة للطائرات، في مقدّمها الولايات المتحدة والنرويج وإسبانيا وألمانيا وفرنسا.
واعتبر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف أن قرار وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتدريب الجيش الأوكراني على تشغيل أنظمة الدفاع الصاروخي «باتريوت» «يؤكد تورط الولايات المتحدة في الصراع في أوكرانيا». وأضاف أنتونوف للصحافيين أثناء تعليقه على الدورة التدريبية المقبلة في الولايات المتحدة للجنود الأوكرانيين لتشغيل أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت: «قرار الإدارة العسكرية الأميركية بتنظيم دورة تدريبية في فورت سيل في أوكلاهوما هو تأكيد آخر لمشاركة واشنطن الفعلية في الصراع الأوكراني، إلى جانب المجرمين النازيين من كييف»، بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء.
وفي وقت سابق، قال (البنتاغون) إن تدريب القوات الأوكرانية على نظام صواريخ باتريوت سيبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر، وإن واشنطن تدرس إحضار الأوكرانيين إلى الولايات المتحدة للتدريب على منظومات باتريوت، بالإضافة إلى التفكير في التدريب في الخارج، أو المزج بين الإثنين.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إسقاط الجنسية عن 4 أعضاء موالين لروسيا في البرلمان، يشتبه في أنهم يقيمون الآن في روسيا وحصلوا على الجنسية هناك. وقال زيلينسكي في خطاب الفيديو اليومي: «إذا اختار نواب الشعب خدمة غير شعب أوكرانيا، ولكن القتلة الذين جاءوا إلى أوكرانيا، فإن أفعالنا ستكون متناسبة». وأضاف الرئيس الأوكراني أنه تم اتخاذ إجراء «بناء على المواد التي أعدها جهاز الأمن الأوكراني ودائرة الهجرة الحكومية في أوكرانيا، ووفقاً للدستور». والأفراد الأربعة هم: أندري ليونيدوفيتش ديركاش وتاراس رومانوفيتش كوزاك ورينات رافيليوفيتش كوزمين وفيكتور فولوديميروفيتش ميدفيدتشوك.


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.