صالح يدعو لوقف فوري للحرب بعد هزيمة قواته في عدن

المقاومة الجنوبية تأسر القيادي الحوثي ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻘﻮﻟﺔ «ﺳﻮﻑ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎﻥ»

المقاومة الجنوبية ترفع العلم السعودي على إحدى مركباتها ابتهاجا بالانتصار على الحوثيين وطردهم من المدينة الساحلية جنوب اليمن.. وفي الإطار الرئيس السابق علي عبد الله صالح (غيتي)
المقاومة الجنوبية ترفع العلم السعودي على إحدى مركباتها ابتهاجا بالانتصار على الحوثيين وطردهم من المدينة الساحلية جنوب اليمن.. وفي الإطار الرئيس السابق علي عبد الله صالح (غيتي)
TT

صالح يدعو لوقف فوري للحرب بعد هزيمة قواته في عدن

المقاومة الجنوبية ترفع العلم السعودي على إحدى مركباتها ابتهاجا بالانتصار على الحوثيين وطردهم من المدينة الساحلية جنوب اليمن.. وفي الإطار الرئيس السابق علي عبد الله صالح (غيتي)
المقاومة الجنوبية ترفع العلم السعودي على إحدى مركباتها ابتهاجا بالانتصار على الحوثيين وطردهم من المدينة الساحلية جنوب اليمن.. وفي الإطار الرئيس السابق علي عبد الله صالح (غيتي)

في أغرب خطاب له، دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى وقف فوري للحرب في اليمن، وذلك بعد ساعات فقط من خسارة وحدات عسكرية موالية له وميليشيات تابعة لجماعة الحوثي لمعركة عسكرية في مواجهة المقاومة الجنوبية بمدينة عدن.
وجاءت دعوة صالح ضمن بيان مطول نشره على صفحته بـ«فيسبوك»، مساء أول من أمس (الخميس)، وقال إن بلاده أشد ما تكون اليوم إلى المزيد من التماسك والتعاون والتكامل في جبهة وطنية عريضة تكون أهلاً لمواجهة كل التحديات والتغلب على كل الأسباب والعوامل التي أدت إلى الأوضاع المأساوية والكارثية التي تمر بها البلاد.
وأشار إلى ضرورة التصدي لكل محاولات توسيع هوة الاختلافات والصراعات والحروب المقيتة بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما يتوجب على المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي والإخوة في أنصار الله (بحد تعبيره) أن يكونوا أشد يقظة.
وكان حزب العدالة والديمقراطية قد اعتبر أن الانتصار الذي تحقق في عدن يمثل فرصة لعودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة المسالمة والمقاومة في آن واحد، داعيا كل القوى الوطنية والمكونات السياسية إلى العمل على ذلك بعيدا عن الخلافات والاختلافات الحزبية والسياسية، والتركيز على إعادة البناء والاستقرار.
ودعا رئيس الحزب محمد عمر زين السقاف إلى الالتفات أولا إلى تطبيع الحياة في المدينة وتأمين احتياجات ساكنيها وإعادة الخدمات إلى أحيائها وإعادة النازحين إلى منازلهم، بعد أشهر من الحرب العدائية المدمرة التي انتهجتها ميليشيا جماعة الحوثي والرئيس المخلوع صالح.
وأشاد السقاف بالمقاومة في عدن لصمودها الأسطوري منذ بدء اجتياح المدينة من قبل ميليشيات صالح والحوثي، وهو الأمر الذي لولاه لما تحقق الانتصار بإخراج الميليشيات من عدن بمعية الوحدات العسكرية والدعم الذي توفر لها.
وأعرب عن تقديره لمجهودات الأطباء والممرضين والمسعفين في المستشفيات بعدن الذين قدموا خدمات جليلة خلال أيام الحرب، وكذلك هيئات الإغاثة والخدمات العامة، التي عملت في ظروف صعبة، ووفروا قدر ما يستطيعون من خدمات للمواطنين رغم شحة الإمكانيات.
وقال السقاف إن الانتصار العسكري يجب أن يلحقه الحراك السياسي اللازم والحكيم لإدارة شؤون المحافظة، بعيدا عن إخفاقات وخطايا الماضي القريب والبعيد، والنظر إلى ما تحقق في عدن في إطاره الشامل في معالجة قضية الجنوب، الذي كان مسرحا للحرب والعبث من أطراف سياسية كثيرة.
ودعا إلى وحدة الصف الجنوبي في هذا الظرف المتغير، مشيرا إلى أن الجنوب من كل محافظاته ومديرياته قدم التضحيات خلال مراحل نضاله السلمي، وخلال دخول المقاومة المسلحة في معترك النضال أخيرا، ومنوها بضرورة انتهاج خطاب سياسي وإعلامي يراعي ظروف المرحلة والعوامل المختلفة التي أسهمت في الوصول إليها في الداخل والخارج.واعتبر السقاف أن المرحلة ما بعد تحرير عدن لا تقل أهمية عن مرحلة التحرير نفسها، بل إن مهامها أكثر تعقيدا وتتطلب جهدا مخلصا من الجميع، سياسيا واقتصاديا وإداريا وأمنيا، بعيدا عن الأطراف السياسية التي فشلت في حكم البلاد خلال العقود الماضية وحتى الآن، والتي أوصلتنا إلى هذا الوضع المزري، الذي نعيشه حاليا.
وترحم السقاف على أرواح الشهداء من رجال المقاومة والمدنيين، داعيا المولى لشفاء الجرحى، ومهنئا في الوقت ذاته الجميع بعيد الفطر المبارك.
وعلى الصعيد الميداني، قتل 5 مدنيين وأصيب 7 آخرين، أمس (الجمعة) أول أيام عيد الفطر برصاص مسلحين من جماعة الحوثي تمركزوا بسلسلة الجبال الواقعة بمدخل كريتر، وأطلقوا النار عشوائيا على سيارات المواطنين العائدين إلى كريتر، وذلك بعد ساعات فقط من دخول المقاومة وقوات الجيش المدينة جنوب عدن.
وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحي الحوثي تمركزوا بهذه الجبال بعد أن فروا من وسط المدينة مساء أول من أمس (الخميس)، وأطلقوا النار على عدد من السيارات المدنية الداخلية إلى كريتر. وتسبب إطلاق النار بإصابة أسرة كانت على متن سيارة ومواطنين كانوا على متن حافلة «هايس». وقتل في إطلاق النار شخصان كانا على متن السيارة «هيلوكس»، و3 ممن كانوا على متن السيارة «هايس». وبحسب المصادر، فقد احتجز الحوثيون بعض الجرحى واتخذوهم دروعًا بشرية.
وأصيب الشيخ عبد الله الحوتري القيادي في حزب الرابطة بعدن برصاص قناص حوثي بخور مكسر يوم أمس.
وقال مصدر في المقاومة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن الحوتري أصيب بعيار ناري أطلقه قناص من الحوثيين بالقرب من فندق «ميركيور» الكائن بمدخل مدينة كريتر نهاية ساحل خور مكسر، قبل أن يقوم مسلحو الحوثي باختطافه.
كما أصيب الإعلامي ردفان الدبيس بعيار ناري في الرأس أطلقه قناص حوثي خلال تغطية إعلامية بالقرب من جولة حجيف بالمعلا.
وقال الناطق باسم قيادة مجلس المقاومة بعدن علي الأحمدي لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة شرعت بعملية تطهير للجيوب المتبقية في كريتر والمعلا والتواهي.وأضاف أن عملية التطهير لبقايا جيوب ميليشيات الحوثي وصالح تجري تحت إشراف ومتابعة ميدانية مباشرة من قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف المحرمي، وأركان المنطقة العميد ناصر بارويس، وقائد القطاع العميد عبد الله الصبيحي، وتنسيق مباشر مع قيادة المقاومة ممثلة برئيس مجلس المقاومة في عدن نائف البكري.
وأشار إلى أن آليات المقاومة والجيش المشكّل من أبناء عدن ومناطق الجنوب انطلقت بعد تمهيد مدفعي بالدبابات.
وأكد أن رجال المقاومة وقبيل ليلة الفطر أول من أمس (الخميس)، كانوا قد سيطروا سيطرة شبه كاملة على مدينتي المعلا والتواهي.
ونوه بالمقاومة المسنودة من الجيش عززت جبهات غازي علوان بمنطقة العريش شرق مدينة خور مكسر وكذا منطقة بئر أحمد شمال عدن.وكانت ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ قد شهدت ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ الـ48 ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺔ، ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﻋﻠﻰ أﺛﺮﻫﺎ ميليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﺔ ﻟﻬﺎ، ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻞ.
وﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪﻥ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭﺻﺎﻟﺢ، ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺩﺍﺭﺕ ﺭﺣﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﻭﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺩﺣﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻭﺗﻜﺒﻴﺪﻫﺎ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺍﻟﻌﺘﺎﺩ. وﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻭﺃﺳﺮ ﺍﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، منهم ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺣﺴﻴﻦ ﻗﻨﺎﻑ، ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻘﻮﻟﺔ: «ﺳﻮﻑ ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎﻥ»، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ، واعترف ﻗﻨﺎﻑ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﺄﻥ «ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ» ﻗﺪ ﺧﺪﻋﺘﻪ. وﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﻧﻪ ﺗﻢ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ القيادي الحوثي ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺿﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﻳﺘﺮ.
وكان طيران التحالف العربي قد أغار أمس وأول من أمس ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﺭﻳﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻮﺍﺀ 33 ﻣﺪﺭﻉ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﻤﺮﻳﺲ بمحافظة الضالع جنوب اليمن.
وأكد ﺷﻬﻮﺩ عيان لـ«الشرق الأوسط» أﻥ 10 ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ ﺷﺎﻫﺪﻭﻫﺎ ﺗﺤﺘﺮﻕ ﻛﺎﻧﺖ الميليشيات ﻗﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻨﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ إﻟﻰ ﺟﺬﺭ ﺟﺒﻞ لإخفائها ﻣﻦ ﻃﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺳﺘﻬﺪﻑ صاروخ آﺧﺮ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺮ مما تسبب في وجود قتلى وجرحى.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ميليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻗﺪ ﺟﺪدت أمس الجمعة ﻗﺼﻔﻬﺎ ﻟﻠﻘﺮﻯ ﺷﺮﻕ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺳﻨﺎﺡ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ أﻧﻮﺍﻉ ﺍلأﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺗﻀﺮﺭ ﻋﻠﻰ أﺛﺮﻫﺎ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺩﻭﻥ أﻥ ﺗﺴﺠﻞ ﻭﻗﻮﻉ إﺻﺎﺑﺎﺕ، ﻓﻴﻤﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺑﻴﻦ الميليشيات ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﺠﻮﻑ ﺑﻠﻜﻤﺔ ﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒﺔ ﻭﻟﻜﻤﺔ ﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﻭﺧﻮﺑﺮ ﺷﻤﺎﻝ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ.
وكان رجال المقاومة الجنوبية قد نفذوا عملية نوعية في أحد الشاليهات بساحل كورنيش أبين شرق مدينة خور مكسر، حيث تمكنوا من إطلاق سراح 17 أسيرًا كانت تستخدمهم الميليشيات الحوثية وقوات صالح دروعا بشرية.
وجاءت العملية بعد تمشيط أحد الشاليهات في كورنيش أبين، حيث تم العثور على عدد من عناصر الحوثي يختبئون داخل الشاليه ويحتجزون 17 أسير.
واندلعت مواجهات مسلحة بين المقاومة وعناصر الميليشيات قرابة لساعة انتهت لاحقا باقتحام الشاليهات بعد مقتل عناصر جماعة الحوثي خلال الاشتباك.
وقال الأسرى إنهم ظلوا محتجزين لشهور داخل الشاليهات، وإنهم كانوا يتلقون معاملة غير أخلاقية من قبل الحوثيين، وتم قطع كل وسائل العيش عنهم، من غذاء لأسابيع إلى جانب الاعتداء بالضرب على بعض الأسرى.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».