عميل ألماني ينقل أسراراً إلى روسيا... ويؤثر على تعاون استخبارات بلاده مع أجهزة غربية

في واحدة من أكثر فضائح العملاء المزدوجين إثارة منذ عقود

مقر خدمة المخابرات الفيدرالية الألمانية (BND) ببرلين (رويترز)
مقر خدمة المخابرات الفيدرالية الألمانية (BND) ببرلين (رويترز)
TT

عميل ألماني ينقل أسراراً إلى روسيا... ويؤثر على تعاون استخبارات بلاده مع أجهزة غربية

مقر خدمة المخابرات الفيدرالية الألمانية (BND) ببرلين (رويترز)
مقر خدمة المخابرات الفيدرالية الألمانية (BND) ببرلين (رويترز)

تعتقد ألمانيا أن رئيس قسم داخل جناح استخبارات الإشارات في دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، الذي تم القبض عليه بتهمة الخيانة العظمى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كارستن إل، كان مسؤولاً عن نقل معلومات شديدة الحساسية، بعضها تقارير من المخابرات البريطانية، عن ساحة المعركة بين أوكرانيا والروس، حسبما أفادت صحيفة «التلغراف» البريطانية.
وورد أن رؤساء التجسس البريطانيين غاضبون من هذه القضية، التي تنطوي على شخصية بارزة داخل دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (BND).
وقال الخبير البارز في جهاز التجسس الألماني، إريك شميدت إينبوم: «إن القضية سيكون لها على الأرجح تداعيات عميقة على التعاون المستقبلي بين دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية ووكالات التجسس الغربية الأخرى».
وأضاف إينبوم، مؤلف العديد من الكتب عن دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، أن «البريطانيين غاضبون للغاية ويفكرون الآن فيما إذا كانوا سيستمرون في تزويد الاستخبارات الألمانية بمعلوماتهم التي هي أكثر حساسية».
وبحسب ما ورد، كُشِف خداع كارستن إل، بعد أن تلقت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية بلاغاً من وكالة استخبارات أجنبية، بعثور الأخيرة على مستند من دائرة الاستخبارات الألمانية خلال عملية مسح للبيانات الروسية.
ومع استمرار التحقيق، فرضت السلطات الألمانية حظراً صارماً على أي نشر لمعلومات يمكن أن تنبه الروس إلى أنشطة تجسس ألمانية أخرى.
ولا تزال التفاصيل الرئيسية للقضية، مثل المدة التي تمكن فيها كارستن من تقديم أسرار للروس، غير معروفة. كما لا تزال دوافعه غير واضحة.
وتشير الشائعات التي تدور في برلين، إلى أنه كان من الممكن أن يكون ضحية «كومبرومات» من قبل جواسيس روس، وهو فخ تجسس كلاسيكي تُستَخدَم فيه تفاصيل خفية عن الحياة الخاصة للجاسوس لابتزازه.
إحدى الزوايا التي يمكن أن يكون لها تداعيات أعمق، هي تقرير عن العثور على كتيّب سياسي من حزب البديل اليميني المتطرف «من أجل ألمانيا» (AfD) في خزانة تابعة لكارستن في ملعب لكرة القدم تدرب فيه في مسقط رأسه في بافاريا؛ إذ طالب حزب «البديل من أجل ألمانيا»، بأن تظل ألمانيا محايدة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ودعت ألمانيا إلى وقف جميع عمليات تسليم الأسلحة إلى كييف، وفتح خط أنابيب «نورد ستريم 2».


مقالات ذات صلة

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

العالم ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

عشية بدء المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة رسمية إلى أفريقيا، هي الثانية له منذ تسلمه مهامه، أعلنت الحكومة الألمانية رسمياً إنهاء مهمة الجيش الألماني في مالي بعد 11 عاماً من انتشاره في الدولة الأفريقية ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الألمانية شددت على أنها ستبقى «فاعلة» في أفريقيا، وملتزمة بدعم الأمن في القارة، وهي الرسالة التي يحملها شولتس معه إلى إثيوبيا وكينيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

منذ إعلانها استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، العام الماضي، كثفت برلين نشاطها في القارة غرباً وجنوباً، فيما تتجه البوصلة الآن شرقاً، عبر جولة على المستوى الأعلى رسمياً، حين يبدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، جولة إلى منطقة القرن الأفريقي تضم دولتي إثيوبيا وكينيا. وتعد جولة المستشار الألماني الثانية له في القارة الأفريقية، منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية في إفادة صحافية، إن شولتس سيلتقي في إثيوبيا رئيس الوزراء آبي أحمد والزعيم المؤقت لإقليم تيغراي غيتاتشو رضا؛ لمناقشة التقدم المحرز في ضمان السلام بعد حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات

العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الرياضة مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

لا يرغب هانز يواخيم فاتسكه، المدير الإداري لنادي بوروسيا دورتموند، في تأجيج النقاش حول عدم حصول فريقه على ركلة جزاء محتملة خلال تعادله 1 - 1 مع مضيفه بوخوم أول من أمس الجمعة في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. وصرح فاتسكه لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد: «نتقبل الأمر.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.