الجمهور يحتفي ببارنبويم بعد تخليه عن منصبه في أوبرا برلين

صورة أرشيفية لبارنبيوم خلال قيادته للأوركسترا (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية لبارنبيوم خلال قيادته للأوركسترا (إ.ب.أ)
TT

الجمهور يحتفي ببارنبويم بعد تخليه عن منصبه في أوبرا برلين

صورة أرشيفية لبارنبيوم خلال قيادته للأوركسترا (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية لبارنبيوم خلال قيادته للأوركسترا (إ.ب.أ)

استقبل جمهور أوبرا برلين المدير الموسيقي العام لدار الأوبرا، دانيال بارنبويم، بحفاوة بعد ساعات من إعلانه تخليه عن منصبه بسبب مرضه.
وقدم بارنبويم أمس الجمعة حفلاً مع أوركسترا برلين الفيلهارمونية، حيث قدم مقطوعات لروبرت شومان ويوهانس برامز، كما عزف على البيانو ثنائي مع عازف منفرد.
وتم بيع تذاكر الحفل بالكامل، وشكر الجمهور الأوركسترا والعازف المنفرد والقائد، وحيوا الجميع بالتصفيق المستمر.
وكان بارنبويم (80 عاماً) قد أعلن أمس في بيان: «للأسف تدهورت حالتي الصحية بشكل كبير خلال العام الماضي. لم يعد بإمكاني تقديم الأداء المطلوب الذي يليق بمنصب مدير الموسيقى العام... لذلك أطلب أن تتفهموا أنني سأتخلى عن هذه الوظيفة في 31 يناير (كانون الثاني) 2023».
وطلب بارنبويم من وزير الثقافة المحلي لولاية برلين، كلاوس ليدرر، إنهاء عقده في الموعد المذكور.
وكان بارنبويم، الأرجنتيني المولد، والذي يحمل أيضاً الجنسيات الإسرائيلية والفلسطينية والإسبانية، توقف عن العمل عدة مرات مؤخراً.
وعاد بارنبويم إلى منصة قيادة الأوركسترا في نهاية العام الماضي. وقدم «السيمفونية رقم 9» للودفيج فإن بيتهوفن يوم السبت الماضي في برلين طبقاً لتقرير وكالة الأنباء الألمانية.
وأعلن بارنبويم في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أنه يتعين عليه الآن التركيز قدر الإمكان على سلامته البدنية، وقال في بيان: «صحتي تدهورت في الأشهر الأخيرة وتم تشخيصي بمرض عصبي خطير».
وفي فبراير (شباط) الماضي، خضع بارنبويم لعملية جراحية في عموده الفقري. واضطرت دار الأوبرا إلى إلغاء حفل بيانو كان مخططاً له في عيد ميلاده لأوركسترا برلين، حيث كان من المقرر أن يعزف بارنبويم.


مقالات ذات صلة

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

يوميات الشرق «إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

«إسماعيلية رايح جاي» يشعل «الغيرة الفنية» بين محمد فؤاد وهنيدي

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد فؤاد في برنامج «العرافة» الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة، اهتمام الجمهور المصري، خلال الساعات الماضية، وتصدرت التصريحات محرك البحث «غوغل» بسبب رده على زميله الفنان محمد هنيدي الذي قدم رفقته منذ أكثر من 25 عاماً فيلم «إسماعيلية رايح جاي». كشف فؤاد خلال الحلقة أنه كان يكتب إفيهات محمد هنيدي لكي يضحك المشاهدين، قائلاً: «أنا كنت بكتب الإفيهات الخاصة بمحمد هنيدي بإيدي عشان يضحّك الناس، أنا مش بغير من حد، ولا يوجد ما أغير منه، واللي يغير من صحابه عنده نقص، والموضوع كرهني في (إسماعيلية رايح جاي) لأنه خلق حالة من الكراهية». واستكمل فؤاد هجومه قائلاً: «كنت أوقظه من النوم

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق «أوبرا الجيزة» تنضمّ  إلى الروافد الثقافية المصرية

«أوبرا الجيزة» تنضمّ إلى الروافد الثقافية المصرية

بعد مرور نحو 30 عاماً على بدء التفكير في تأسيسها، تقترب أوبرا الجيزة بمدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة) من الانضمام إلى روافد الثقافة والفن المصري، إذ إنه من المقرر افتتاحها خلال العام الحالي. وعلى غرار أوبرا الإسكندرية ودمنهور، ستتبع أوبرا الجيزة دار الأوبرا المصرية، التي تفقد رئيسها الدكتور خالد داغر سير الأعمال الإنشائية في مسرح الأوبرا بالجيزة، للوقوف على آخر المستجدات الخاصة بالتنفيذ؛ حيث انتُهي من أعمال المبنى الفني العملاق، الذي يضم قاعات تدريب مركز تنمية المواهب، ويستوعب مئات الدارسين من أبناء مدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد والمناطق والأحياء المجاورة، بالإضافة إلى الجناح الإداري وأماكن

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا «الأوبرا المصرية» تشهد انتعاشة فنية في رمضان

«الأوبرا المصرية» تشهد انتعاشة فنية في رمضان

تشهد دار الأوبرا المصرية انتعاشة فنية خلال شهر رمضان، عبر برنامج فني حافل بعدد من الفعاليات، في إطار حرصها على نشر الفنون بصورها كافة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق فرح الديباني

فرح الديباني: الغناء في نهائي المونديال لم يكن بخيالي

قالت الميزو سوبرانو المصرية فرح الديباني، إن «الغناء في نهائي بطولة كأس العالم بقطر لم يكن بخيالها». وعبرت عن فخرها كمصرية بالمشاركة في الغناء بنهائي المونديال.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق حفل افتتاح المهرجان (المركز الإعلامي للأوبرا)

أصوات لبنانية تشدو لأول مرة في «الموسيقى العربية» بالقاهرة

بتكريم اسم الموسيقار الراحل المصري على إسماعيل، و16 من أعلام الموسيقى المصرية والعربية، افتتحت فعاليات الدورة 31 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية في القاهرة، وسط حضور عدد كبير من الوزراء المصريين وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية. جاءت فقرات حفل الافتتاح بسيطة؛ استعداداً لاستقبال كل نجوم الغناء في الوطن العربي على مدار الأيام المقبلة، حيث سيقام أكثر من 30 حفلاً غنائياً في 3 محافظات هي القاهرة والإسكندرية والبحيرة، على مسارح «النافورة، ومعهد الموسيقى العربية، والجمهورية بالقاهرة، وأوبرا سيد درويش بالإسكندرية، وأوبرا دمنهور بالبحيرة». الدورة الحادية و

محمود الرفاعي (القاهرة)

لماذا يفجر الحديث «السلبي» عن الرموز الثقافية في مصر «لعنات الغاضبين»؟

يوسف زيدان والإعلامي عمرو عبد الحميد (حساب زيدان على فيسبوك)
يوسف زيدان والإعلامي عمرو عبد الحميد (حساب زيدان على فيسبوك)
TT

لماذا يفجر الحديث «السلبي» عن الرموز الثقافية في مصر «لعنات الغاضبين»؟

يوسف زيدان والإعلامي عمرو عبد الحميد (حساب زيدان على فيسبوك)
يوسف زيدان والإعلامي عمرو عبد الحميد (حساب زيدان على فيسبوك)

رغم توضيحات الأديب المصري يوسف زيدان والباحث السوري فراس السواح بشأن اتهامهما بـ«الإساءة» إلى عميد «الأدب العربي» طه حسين، فإن الهجوم عليهما لا يزال متواصلاً من قبل مثقفين وكتاب مصريين.

وتعود أسباب الأزمة إلى الجلسة الافتتاحية من منتدى «تكوين الفكر العربي» التي عُقدت السبت في المتحف المصري الكبير تحت عنوان «خمسون عاماً على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟»، حين طرح زيدان سؤالاً على السواح قائلاً: «فراس السواح أهم؛ أم طه حسين؟ ليرد الأخير: (أنا وأنت أهم من طه حسين)».

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، نفى د. فراس السواح أن «تكون هناك أي شبهة إساءة لطه حسين»، مؤكداً أنه جاء إلى مصر للاحتفاء بـ«عميد الأدب العربي» وليس بـ«الأدب المصري» فقط.

وشدّد على أنه لا يمكن أن يسيء إليه فهو يحترمه مفكراً ثائراً، صنع الكثير لأمته، وصاحب منجز عميق في الثقافة العربية، مؤكداً أن «الواقعة برمّتها مزاح»، إذ لم يكن يعرف هل يوسف زيدان يتكلم بجدية أم يمزح، لكنه قرّر أن يجاريه في هذا المزاح المفترض.

ورأى السواح أن «ما حدث كان مزاحاً سخيفاً في كل الأحوال»، مضيفاً: «فوجئت بهذا الكم الغاضب من ردود الأفعال التي لم أكن أتخيلها على الإطلاق».

جلسة عن طه حسين (حساب زيدان على فيسبوك)

في حين ردّ الأديب المصري يوسف زيدان على موجة الهجوم عليه قائلاً عبر حسابه على «فيسبوك»: «شيءٌ عجيب فعلاً، في افتتاح مؤتمر مؤسسة (تكوين للثقافة العربية)، وفي غمرة نقاشنا حول أهمية طه حسين وأهمية التواصل مع أفكاره المستنيرة، جرى بيني وبين الباحث الكبير فراس السواح محادثة مازحة، سألته خلالها: هل أنت أهم أم طه حسين؟ فأجابني ممازحاً: أنا وأنت أهم منه. وأكملنا الحوار بعد ذلك بشكل جاد»، مضيفاً أنه «فوجئ بنشر مقطع فيديو مُجتزأ من جلسة المؤتمر، حيث انهالت عليهما لعناتُ الغاضبين، وهجومهم من دون أي جهد للتأكُّد من المزاح المقتطع من سياقه»، وفق تعبيره.

وأوضح في حديث تلفزيوني أن «هناك نوعاً من التربّص وتصيّد الأخطاء والرغبة في الصيد في المياه العكرة على نحو يعكس نوعاً من سوء النية». حسب وصفه.

وفي خضمّ موجة الهجوم على زيدان والسواح، دافع كتّاب عنهما، ورأوا أن ما حدث لا يعدو كونه مزحة لا تستحق كل هذه الضجة، ومن بينهم الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت التي حضرت الواقعة، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمر كله عبارة عن ضجة مفتعلة لأنه قائم على مداعبة»، مشيرة إلى أن بعض المثقفين المهاجمين هم من أصدقائها مثل «د. خالد منتصر الذي وضّحتُ له أبعاد الواقعة، لكنه لم يتقبل رأيي وأصبح على غير وفاق معي». وأشارت إلى أنها «تعذُر من أساء الفهم».

في المقابل، هاجم مثقفون كلاً من زيدان والسواح مؤكدين عدم اقتناعهم بمبرراتهما، إذ قال د. خالد منتصر: «يوسف زيدان مقتنع تماماً بأنه أفضل من طه حسين، والسؤال المفخخ قيل بمنتهى الجدية».

طه حسين (أرشيفية)

واتفق مع رأي هذا الفريق، الدكتور سيد ضيف الله، أستاذ النقد الأدبي في أكاديمية الفنون، حين قال لـ«الشرق الأوسط»: «ليس من المقبول أن يتم التعامل مع مشروع مركزي مثل مشروع طه حسين بروح تهكميّة وبقدر من السطحية والمزاح والخفة». وأضاف: «طه حسين ليس فوق النقد بشرط أن نبذل جهداً وافياً يوازي ما بذله هو في بناء مشروعه الفكري».

وحسب الموقع الرسمي لمؤسسة «تكوين الفكر العربي»، فإنها «تعمل على تطوير خطاب التسامح وفتح آفاق الحوار والتحفيز على المراجعة النّقدية وطرح الأسئلة في المسلّمات الفكرية وإعادة النظر في الثغرات التي حالت دون المشروع النهضوي الذي انطلق منذ قرنين».

من جهته، رأى الكاتب أحمد الخميسي أنه «سواء كان الكلام في هذه الواقعة هزلاً أم جاداً فإنه لا يثير سوى الغثيان، إذ لا يمكن التّعرض لشخصيات بقامة طه حسين في حديث من هذا النوع أياً كان هدفه، فطه حسين قامة فكرية وثقافية بل ووطنية نادرة المثال، سواء بمعاركه التي خاضها من أجل مجّانية التعليم في مصر، أو في معركة تجديد الفكر بكتابه (في الشعر الجاهلي) الذي أحدث ثورة في منهج النظر إلى تاريخ الأدب».

وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الجدل الذي فجرته الواقعة طبيعي جداً، ليس لأنه حديث سلبي فقط عن (عميد الأدب العربي)، بل لأنه يتضمّن تضخيماً للذات وعقداً لمقارنات لا يمكن عقدها بين كُتّاب عابرين وقامة ثقافية ضخمة»، وفق وصفه.

ويعد طه حسين أحد أبرز أعلام الثقافة العربية في القرن العشرين، إذ تنوعت مؤلفاته ما بين الدراسات الفكرية والنقدية والسيرة الذاتية، وترك للمكتبة العربية أعمالاً خالدة مثل «الأيام»، و«دعاء الكروان»، و«في الشعر الجاهلي»، و«مع أبي العلاء في سجنه»، و«على هامش السيرة». وتولّى منصب وزير التّعليم في مصر وهو صاحب مقولة «التعليم كالماء والهواء، حقٌ لكل إنسان».

وسبق ليوسف زيدان أن أثار الجدل الشديد في مواقف عديدة منها تصريحاته حول شخصية صلاح الدين الأيوبي ووصفه لـ«الغزوات» في التاريخ العربي بـ«الاحتلال». وفي حين ناصره بعضهم معتبرين أنه يمارس حقه في إعادة قراءة التاريخ، رأى آخرون أنه «يعبث بثوابت لا يجب المساس بها».

وفي عام 2019 تعرض الروائي المصري الشاب أحمد مراد لموجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بسبب ما نُسب إليه من وصفه لروايات الأديب المصري الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ، بأنها «لا تُناسب العصر».

ويُعدّ الخميسي «بعض مشاهير الأدب والفكر والفن من الذين بزغوا في منتصف القرن الماضي في مصر، رموزاً لا يجب السخرية منها، لأنهم رفعوا سقف المجالات التي عملوا بها وصعّبوا المهمة على من خلفهم، على غرار نجيب محفوظ (أديب نوبل)، ومحمود عباس العقاد، وطه حسين، وأم كلثوم وغيرهم».


«أرامكو» تسلّط الضوء على أهمية الابتكار والاستثمار في الموارد البشرية

الجعفري أثناء إلقاء كلمته في المؤتمر (أرامكو)
الجعفري أثناء إلقاء كلمته في المؤتمر (أرامكو)
TT

«أرامكو» تسلّط الضوء على أهمية الابتكار والاستثمار في الموارد البشرية

الجعفري أثناء إلقاء كلمته في المؤتمر (أرامكو)
الجعفري أثناء إلقاء كلمته في المؤتمر (أرامكو)

أكد النائب التنفيذي للرئيس للخدمات الفنية في «أرامكو السعودية»، وائل الجعفري، على أهمية الابتكار في مجال هندسة العمليات.

وشدّد خلال كلمته في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط لهندسة العمليات (ميبك 2024) في نسخته السادسة، على ضرورة الاستثمار في الموارد البشرية التي تسهم في ابتكار التقنيات المتطوّرة بهدف مواكبة التغيرات المتسارعة في بيئة الأعمال.

وقال الجعفري: «في (أرامكو السعودية)، نؤمن بأن هناك مبتكرين متميزين خلف الابتكارات العظيمة، ولذلك نواصل تقديم برامج تدريبية وتعليمية تستمر طوال مسار الحياة المهنية، وتدريب مهندسينا وموظفينا بهدف تطويرهم لمواكبة تحديات المتغيرات المتسارعة في مجال هندسة العمليات. كما نتطلع إلى نمو وازدهار أعمالنا، ونطمح في الوقت نفسه إلى تحقيق استدامة أكبر. وفي ظل ما يحيط بهذين المطلبين من تحديات لتحديث منشآتنا والمحافظة عليها، فإننا بحاجة إلى مزيد من الجهود لإعادة هندسة العمليات باعتماد أحدث التقنيات لتحقيق السلامة، وتعزيز الموثوقية التي نطمح إليها».

يُذكر أن «أرامكو السعودية» تشارك في هذا المؤتمر باعتبارها الراعي الرسمي والمضيف الحصري لنسخة هذا العام 2024 من المؤتمر والذي تستضيفه المملكة للمرة الأولى.

ويُعد مؤتمر الشرق الأوسط لهندسة العمليات فعالية رائدة في مجال هندسة العمليات تجمع القادة في مجالات الطاقة والبتروكيميائيات والمنافع العامة بهدف تبادل الأفكار والخبرات وأفضل الممارسات الهندسية الرائدة، واستكشاف الابتكارات التقنية.

كما يُعد المؤتمر فرصة لربط قادة الصناعة بالخبراء الأكاديميين ومراكز البحوث لتبادل المعرفة ورسم الآفاق المستقبلية.


نحن في حاجة إلى روايات تخبرنا بالحقيقة

فلاديمير نوباكوف
فلاديمير نوباكوف
TT

نحن في حاجة إلى روايات تخبرنا بالحقيقة

فلاديمير نوباكوف
فلاديمير نوباكوف

عندما كنت في الكلية، وقعت بالصدفة على رواية «البحر والسم»، من تأليف شوساكو إندو، التي تعود أحداثها إلى خمسينات القرن العشرين. وتحكي قصة طبيب في اليابان ما بعد الحرب، شارك، كمتدرب قبل سنوات، في تجربة تشريح على أسير أميركي. من المنظور الأخلاقي، لا تعدّ عدسة إندو سهلة؛ فهو لا يسهب في الحديث عن معاناة الضحية، وإنما اختار بدلاً عن ذلك، استكشاف عنصر أكثر إثارة للانزعاج: الجانب الإنساني للجناة.

جون أبدايك

وعندما أقول «الإنساني» أعني ارتباكهم ومبرراتهم الذاتية واستعدادهم للكذب على أنفسهم. من جهته، يرى إندو أن الفظائع لا تنبع من الشر فحسب، وإنما تنبع كذلك من المصلحة الذاتية، والجبن، واللامبالاة، والرغبة في المكانة. وأظهرت لي روايته كيف أنني شخصياً، في بوتقة مجموعة معينة من الضغوط الاجتماعية، قد أخدع نفسي في اتخاذ خيار تنتج منه فظائع. ولعل هذا السبب الذي جعل الكتاب يطاردني على امتداد ما يقرب من عقدين، لدرجة أنني عاودت قراءته مرات عدة.

تذكرت هذه الرواية في الثانية فجراً في أحد الأيام القريبة، عندما كنت أتصفح حساباً على وسائل التواصل الاجتماعي، مخصصاً لجمع آراء القراء الغاضبين. لفت انتباهي شخص يدعى ناثان، الذي كان رأيه في «الفردوس المفقود» أن: «ميلتون كان فاشياً غبياً». على الجانب الآخر، أذهلني قارئ آخر، يدعى ريان، بتعليقه على كتاب جون أبدايك الذي يحمل عنوان «أيها الأرنب، اجرِ». وطالعت أحد التعليقات يقول: «هذا الكتاب جعلني أعارض حرية التعبير». ومن هنا، وصلت إلى مخزون من المراجعات النقدية لرواية «لوليتا»: كان القراء مرعوبين، ومحبطين، وغاضبين. وطالعت تعليقات من عينة: «يا له من رجل مثير للاشمئزاز!» و«كيف سُمح لفلاديمير نابوكوف بتأليف هذا الكتاب؟» و«من سمح للمؤلفين بكتابة مثل هذه الشخصيات المنحرفة وغير الأخلاقية على أي حال؟».

كنت أضحك بينما أمرّ على التعليقات، لكن سرعان ما صُدمت بإدراكي أن أقرأ على شاشتي خلاصة مرض أميركي: أن بداخلنا ميلاً عميقاً وخطيراً للخلط بين الفن والتوجيهات الأخلاقية، والعكس صحيح.

شوساكو إندو

وباعتباري وُلدت في الولايات المتحدة، لكن ترعرعت، بصورة جزئية، في عدد من البلدان الأخرى، لطالما وجدت أن القوة المطلقة الصلبة للأخلاق الأميركية ساحرة ومرعبة. ورغم تعدد مؤثراتنا ومعتقداتنا، تبدو شخصيتنا الوطنية في مجملها متأثرة، على نحو حتمي، بمفاهيم العهد القديم عن الخير والشر. ويندرج تحت هذا البناء القوي كل شيء، بدءاً من حملاتنا الإعلانية، وصولاً إلى حملاتنا السياسية، حتى تسرّب اليوم إلى أعمالنا الفنية ودورها.

ربما لأن خطابنا السياسي يتأرجح، يومياً، بين المخبول والبغيض، نحمل بداخلنا رغبة حثيثة في محاربة شعورنا بالعجز، عبر الإصرار على البساطة الأخلاقية في القصص التي نرويها ونستقبلها.

أو ربما يكون ذلك بسبب الكثير من التجاوزات التي مرّت دون أن يلتفت إليها أحد عبر الأجيال السابقة - ممارسات كراهية النساء والعنصرية وكراهية المثلية الجنسية. في الواقع، إن إساءة استخدام السلطة، على المستويين الكلي والجزئي، يجري الآن كشفها بشكل مباشر.

واليوم، يتملكنا انبهار شديد بقدرتنا على تسمية هذه العلل علانية، لدرجة أننا بدأنا العمل في ظل فكرة خاطئة مفادها أن الاعتراف بتعقيدات بعضنا بعضاً، على مستوى مجتمعاتنا وكذلك أعمالنا الفنية، بمثابة تغاضٍ عن وحشية بعضنا بعضاً.

قيم الشخصية وقيم الكاتب

عندما أعمل مع كتّاب أصغر سناً، كثيراً ما يدهشني مدى السرعة التي تتحول بها جلسات التعرف على آراء الزملاء، إلى عملية تحديد الشخصيات التي فعلت أو قالت أشياء قاسية. بعض الأحيان، يندفع الكتّاب للدفاع عن الشخصية، لينحرف النقاش نهاية الأمر إلى كيفية إصلاح أخلاقيات النص. إن الاقتراح القائل بأن قيم الشخصية لا يمكن أن تكون قيم الكاتب، ولا الهدف العام للنص، يبدو غائباً اليوم عن أذهان - ويثير انزعاج الكثيرين لدى طرحه.

ورغم أنني عادةً ما أشارك طلابي وجهات النظر السياسية التقدمية، لا يسعني سوى الشعور بالانزعاج من اهتمامهم بالصلاح والاستقامة، بدلاً عن الاهتمام بتعقيد النفس البشرية. إنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم باعتبارهم يمثلون أي قيم لا يحملونها شخصياً. والنتيجة أنه في لحظة لم يعايش فيها عالمنا من قبل مثل هذا التغيير السريع والمحير، أصبحت قصصنا أبسط وأقل دقة وأقل قدرة على التعامل مع الحقائق التي نعيشها. لا أستطيع أن ألوم الكتّاب الشباب لاعتقادهم أن مهمتهم نقل الأخلاق العامة الصائبة. وينطبق هذا التوقع نفسه على جميع الأنماط الفنية التي أعمل فيها: الروايات والمسرح والتلفزيون والسينما.

لقد عملت داخل غرف كتّاب التلفزيون، حيث جاءت «ملاحظات الإعجاب» بمجرد ظهور شخصية معقدة على الصفحة - خاصة عندما تكون الشخصية أنثى. وغالباً ما عكس القلق بخصوص مدى إعجاب الآخرين بها، قلقاً حول أخلاقها: هل يمكن أن يُنظر إليها باعتبارها فاسقة؟ أنانية؟ عدوانية؟ هل كانت صديقة سيئة أم زوجة سيئة؟ ما مدى سرعة إعادة تأهيلها لتصبح مواطنة نموذجية للمشاهدين؟

لا نحتاج إلى وعظ أخلاقي

لا يقف التلفزيون وحيداً في هذا الأمر، على سبيل المثال. عرض أحد المخرجين الذين أعمل معهم، حديثاً، سيناريو خاصاً بنا على الاستوديو الذي نتعاون معه. وأخبرنا المديرون التنفيذيون، اعتراضهم لأن الشخصيات كانت غامضة للغاية من الناحية الأخلاقية، وجرى تكليف فريق العمل بالبحث عن مواد يكون الدرس الأخلاقي فيها واضحاً؛ تجنباً لإثارة انزعاج قاعدة القراء. أما ما لم يتفوه به هؤلاء المسؤولون صراحة، ولم يكونوا في حاجة إلى قوله من الأساس، أنه في ظل غياب التمويل الفيدرالي الكافي للفنون، أصبح الفن الأميركي مرتبطاً بالسوق. ولأن الأموال محدودة، لا تود الكثير من الشركات دفع ثمن قصص قد يعترض المشاهدون عليها، إذا كان بوسعهم شراء مادة يمكنها التحرك بلطف في خلفية حياتنا.

بيد أنه في واقع الأمر ما يقدمه لنا الفن بالغ الأهمية؛ تحديداً لأنه لا يكتفي بالعمل كخلفية لطيفة، أو منصة لتوجيه إرشادات مبسطة. الحقيقة أنه بمقدور كتبنا ومسرحياتنا وأفلامنا وبرامجنا التلفزيونية أن تقدم لنا الكثير، عندما لا تكون بمثابة كتيبات لإرشادات أخلاقية، وإنما تسمح لنا بإلقاء نظرة أعمق على قدراتنا الخفية، والعقود الاجتماعية الزلقة التي نعمل داخلها، والتناقضات التي تعتمل بداخلنا جميعاً.

نحن في حاجة إلى المزيد من الروايات التي تخبرنا بالحقيقة حول مدى تعقيد العالم الذي نعيش فيه. إننا في حاجة إلى قصص تساعدنا على تسمية المفارقات وقبولها، وليس تلك التي تمحوها أو تتجاهلها. وغالباً ما يسهم ذلك، في نهاية المطاف، في جعل تجربتنا في العيش داخل مجتمعات مع بعضنا بعضاً أكثر مرونة وقابلية للتغيير، عنها إذا التزمنا برؤية صارمة تقوم على الأبيض والأسود. وكلما زاد عدد الجماهير التي تؤمن بأن وظيفة الفن هي التوجيه، بدلاً عن التحقيق، وإصدار الأحكام بدلاً عن طرح التساؤلات، والبحث عن الوضوح السهل، بدلاً عن الشكوك، وجدنا أنفسنا أكثر داخل ثقافة جامدة، تفتقر إلى الفضول، وتقوم على الأحكام الفورية الجاهزة.

وفي ظل هذا العالم المثير للإدانة والانقسام والعزلة، يصبح الفن - وليس الوعظ الأخلاقي - أكثر أهمية عن أي وقت مضى.

* مؤلفة وكاتبة مسرحية وأحدث منشوراتها رواية «ستكون هناك مشكلة»

خدمة «نيويورك تايمز»


« أيام في المكسيك»... رحلة لاكتشاف عوالم دييغو ريفيرا

من أعمال دييغوا ريفيرا
من أعمال دييغوا ريفيرا
TT

« أيام في المكسيك»... رحلة لاكتشاف عوالم دييغو ريفيرا

من أعمال دييغوا ريفيرا
من أعمال دييغوا ريفيرا

عن دار «ذات السلاسل»، صدر للكاتبة والمترجمة المصرية هايدي عبد اللطيف كتاب «أيام في المكسيك» الذي يتناول عن قرب ومن خلال المعايشة المباشرة تجربة أحد أهم التشكيليين المتخصصين في فن الجداريات بالقرن العشرين في العالم وهو دييغو ريفيرا. وينتمي الكتاب الذي يقع في 362 صفحة من القطع المتوسط إلى لون أدبي مشوق هو «أدب الرحلات» عبر لغة بسيطة، سريعة الإيقاع، تشبه كتابة اليوميات، وهو الكتاب الثاني في هذا السياق للمؤلفة بعد كتابها الذي نال إشادة لافتة وهو «على خطى همنجواى في كوبا».

تشير المؤلفة إلى أن هناك سبباً آخر لشهرة دييغو ريفيرا (1886 - 1957) يتمثل في زواجه من الفنانة التشكيلية الشهيرة فريدا كالو؛ وما أثير من مشاكل في حياتهما الزوجية سبّبت لها معاناة نفسية شديدة، وتؤكد أنها ذهبت إلى المكسيك وكلها رغبة في الاقتراب من عالم فريدا كالو التي رسمت آلامها في لوحات بديعة فصنعت منها أيقونة فنية، إلا أنها وقعت في غرام العالَم المذهل لـريفيرا الذي يعد واحداً من الذين أعادوا فن الجداريات إلى الصدارة مجدداً في مطلع القرن العشرين، وربما للمرة الأولى بعد عصر النهضة مع زميليه خوسيه أورسكو وديفيد سيكيروس الذين يُطلق عليهم «الثلاثة الكبار» في المشهد الفني المكسيكي.

وتقارن هايدي عبد اللطيف بين صور الجداريات التي كانت تطالعها عبر الوسائط المختلفة وبين تلك التي رأتها بعينها، فتؤكد أن الأخيرة تبدو أروع وأعظم مما كانت تطالع عبر الصور، لا سيما على صعيد التفاصيل والألوان والقدرة المذهلة في رصد ومتابعة تاريخ المكان والبشر. وهنا قفزت إلى ذهنها مقولة الناقد التشكيلي الفرنسي إيلي فور: «إن جداريات ريفيرا تستحق أن تسافر إلى نصف الكرة الأرضية لتشاهدها»، جملة قرأتها منذ زمن وظلت عالقة في ذهنها وعندما بدأت التخطيط لرحلتها للمكسيك تذكرتها؛ فوضعت رسوم التشكيلي العالمي التي تزيّن أغلب المباني العامة والحكومية في العاصمة المكسيكية ضمن لائحة مزاراتها.

الفن الاجتماعي

ويعد ريفيرا أحد مؤسسي ما يسمى «الفن الاجتماعي»، وهو التوجه الذي انتهجه عندما شعر في مرحلة ما من مسيرته المهنية بأن الفن لا يجب أن يكون مقصوراً على الأثرياء الذين يملكون ثمن لوحة أو المثقفين الذين يذهبون إلى الصالونات والمعارض، بل يجب أن يكون حقاً طبيعياً لفئات الشعب كافة التي تستحق أن تحاط بها الفنون في كل مكان. وكلما تمعنت «عبد اللطيف» في سيرته وقرأت عنه، تبين لها أن ريفيرا لم يكن فقط عملاقاً في حجم جسده أو في مستوى موهبته وعبقريته الفنية فقط، بل أيضاً صاحب قدرة استثنائية على العمل المتواصل لساعات طويلة حتى في أواخر أيامه وقد ناهز السبعين من العمر آنذاك ليستحق لقب «مايكل أنجلو القرن العشرين».

كانت بداية الرحلة مع جدارية «الخلق» التي تزيّن حائطاً ضخماً بإحدى الكليات التابعة للحكومة. عبرت المؤلفة بوابة المدخل الخشبية الضخمة فوجدت على يسارها منضدة طويلة وقد جلست خلفها ثلاث موظفات وأمامهن تناثر عدد من الكتيبات عن الكلية. توجهت إليهن وسألتهن عن مكان الجداريات فأشرن إلى ممر على اليمين يفضي إلى فناء واسع يحيط به مبنى متعدد الطوابق ذو أقواس تزيّنها أعمال جدارية.

توقفتْ أمام إحداها، لكنها اكتشفت أنها ليست الجدارية التي تبحث عنها. عادت إليهن مرة أخرى وسألت تحديداً عن جدارية «الخلق» لريفيرا فأجابت إحداهن بأنها توجد في مدرج سيمون بوليفار، لكنه مغلق ولا يُسمح بزيارته حالياً. كان جوابها صادماً. بمجرد ما أنهت الموظفة جملتها، اختنق صوتها وهى تتحدث عن إحباطها الذي أكدته ملامح وجهها. قالت: «إنني جئت من بلادي البعيدة لمشاهدة أعمال ريفيرا، ومنذ وصلت والأبواب مغلقة كلها في وجهي» ورويت لهن ما حدث مع جداريات «القصر الوطني» التي فشلت في رؤيتها بسبب عطلة وطنية، فاكتست وجوههن بالأسى من أجلها وطلبت إحداهن منها الانتظار قبل أن تعود بعد أن تحدثت إلى مديرها وتزف إليها البشرى بأن القاعة سوف يتم فتحها لها خصيصاً.

تتابع المؤلفة: في الداخل رأيت الجدارية وقد امتدت على مساحة مائة متر مربع تقريباً، أسفل قوس «آرش» كبير في صدارة المسرح. انتشيت لوجودها في حضرة أولى جداريات ريفيرا. سألت مرافقتها عن إمكانية التصوير فأجابت بأنه غير مسموح، لكن يمكنها التقاط صورة أو اثنتين من دون موافقتها وأنهت جملتها بابتسامة المتواطئ، ثم سارت باتجاه فتاة تتدرب على الرقص الإيقاعي. تختلف جدارية «الخلق» التي رسمها ريفيرا عام 1922 عن لوحة «حلم عصر يوم أحد» الموجودة في منتزه «ألاميدا»، فهي تشبه كثيراً الرسوم الكلاسيكية الإيطالية، لكن بلمسة مكسيكية يصور فيها الفنان شخصياته بملامح محلية وأحجام ضخمة.

ملحمة الشعب المكسيكي

وفي مبنى وزارة التعليم العام، تجولت المؤلفة بين اللوحات التي تغطي جميع الجدران وتفصلها عن بعضها أبواب الغرف والمكاتب، وقد تمتد إحدى الجداريات حول الأبواب وتغطي تفاصيلها الإفريز على الباب لتبدو من بعيد كتلة واحدة تسقط عليها أشعة الشمس أحياناً فتمنحها وهجاً يضاعف تأثير موضوعها، أو تلقي عليها ظلال الأعمدة مزيداً من الظلمة والغموض. وتصور كل جدارية، مشهداً مختلفاً لعمال المناجم وعمال النسيج والصباغة ومصانع تكرير السكر وحصاد الذرة وبائعات الفاكهة أو فلاحات في طريقهن إلى السوق. في عام 1922 أعلن وزير التعليم العام خوسيه فاسكونسيلوس عن المشروع الأضخم لانطلاقة فن الجداريات في البلاد وهو تجميل جدران أروقة مبنى الوزارة الذي كان في السابق ديرا لرهبان الفرنسيسكان تمت توسعته وإعادة بنائه وافتتح في عام 1921. وقع الاختيار على دييغو ريفيرا لتنفيذ المهمة وكان هذا يعني أن يغطي برسوماته مساحة قدرها 1600 متر مربع من جدران مباني فناءين؛ مما شكل تحدياً للفنان الموهوب حيث كانت جداريته الأولى على حائط واحد وفي قاعة مغلقة في حين أن المهمة الجديدة تمتد عبر ثلاثة طوابق في ساحتين متتاليتين.

وتعدّ جدارية «ملحمة الشعب المكسيكي» واحدة من التكليفات الحكومية لريفيرا، حيث طُلب منه تزيين حوائط الدرج في الفناء الرئيسي لأحد المباني وبدأ العمل في مايو (أيار) 1929 وانتهى في نوفمبر (تشرين الثاني) 1935 قاطعاً عمله لرسم جداريتين أخريين في المكسيك، كما انتشرت لوحاته الجدارية في الولايات المتحدة وكانت هذه السنوات هي الفترة التي اكتسب فيها أسلوبه اعترافاً دولياً.

وفي الفترة بين 1942 و1951 عاد ريفيرا إلى العمل مجدداً في «القصر الوطني» ليستكمل مشروعه برسم تاريخ الأمة ويصور في الطابق العلوي من الفناء الداخلي ثقافة ما قبل كولومبوس بناء على دراساته التحضيرية لمخطوطات ما قبل الاستعمار الإسباني. وفي مجموعة من الجداريات الرأسية المنفصلة، رسم شكل الحياة في المكسيك القديمة وصور وصول القائد الإسباني لحملة الغزو إرنان كورتيس. وفي كل أعماله تحول تاريخ المكسيك مرآة تعكس أحلام البشر في العدل والجمال والحرية.


عن المنجز النقدي لعباس عبد جاسم

عن المنجز النقدي لعباس عبد جاسم
TT

عن المنجز النقدي لعباس عبد جاسم

عن المنجز النقدي لعباس عبد جاسم

عن مؤسسة «دار الصادق الثقافية» في بابل، صدر كتاب بعنوان «النقد العابر للتخصصات - المنجز النظري للناقد عباس عبد جاسم» 2024، وهو بالأصل رسالة ماجستير للباحث بلاسم حامد عدّاي، وقد نوقشت بإشراف الدكتور عبد العظيم السلطاني في جامعة بابل.

وقد تضمن الكتاب مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة. حمل الفصل الأول عنوان «مرتكزات النقد العابر للتخصصات» وقد قسّمه إلى مبحثين، أولهما يعنى بـ«عبور الصيغ الفنية والحقول المعرفية» والآخر تناول فيه مسألة «عبور الأحادية المنهجية»، أما الفصل الثاني فقد بحث فيه «مواضع العبور في اشتغال الناقد عباس عبد جاسم» وتناول فيه الكيفية التي فهم بها الناقد مسألة العبور في القصيدة والقصة والكتابة السردية، وحمل الفصل الثالث عنوان «مرجعيات الوعي وأسئلة النظرية لدى الناقد عباس عبد جاسم»، وتضمن هذا الفصل مبحثين، الأول «مرجعيات الوعي وتاريخه لدى الناقد»، والمبحث الآخر بعنوان «أسئلة النظرية وسعة الفضاء».

جاء في مقدمة الباحث عن منهج الكتاب: «أما طبيعة المنهج الذي اعتمدته، فهو منهج وصفي تحليلي يقدّم فرشة واسعة لفكرة العبور كما جاءت مبثوثة في مجمل النقد العالمي ثم استقرأت منجز الناقد عباس عبد جاسم الخاص بمسألة العبور من دون غيرها من الموضوعات النقدية التي يمكن تناولها في منجز الناقد؛ لذا أؤكد بأن هذه الدراسة ليست معنية بمجمل منجز الناقد درساً وتحليلاً، إنما هي معنية بمسألة محددّة هي فكرة العبور النقدية، وخاصة عبور الأحادية المنهجية، وغايته توضح كيفية هدم الأسيجة وعبور المنهج الأحادي إلى مناهج أخرى، ومن ثم وضع مفهوم لبعض المصطلحات النقدية المقاربة من النقد العابر للتخصصات، وبذا يُعدّ منجز الناقد العراقي عباس عبد جاسم – أول كتاب عربي في (النقد العابر للتخصصات)».


توقيف مطرب مهرجانات مصري بعد دهسه شاباً

عصام صاصا (فيسبوك)
عصام صاصا (فيسبوك)
TT

توقيف مطرب مهرجانات مصري بعد دهسه شاباً

عصام صاصا (فيسبوك)
عصام صاصا (فيسبوك)

أوقفت الشرطة المصرية مطرب المهرجانات المصري الشاب عصام صاصا، بتهمة «دهس رجل أعلى الطريق الدائرية»، صباح الاثنين، ورحلته إلى سراي نيابة العمرانية بالجيزة للتحقيق معه.

ووفقاً لتحريات المباحث، فإن مطرب المهرجانات عصام صاصا صدم سائقاً يبلغ عمره 39 عاماً لدى مروره بالطريق، وقد فارق الحياة بعد دقائق من الحادث.

وتم تداول صور لحادث عصام صاصا أعلى كوبري «الدائري» بمنطقة الطالبية، وظهرت في الصور سيارته التي تحطمت من الجهة الأمامية نتيجة الاصطدام القوي بالشاب، ثم الارتطام بالحاجز الخرساني وسط الطريق، وتم التحفظ على السيارة من قبل الأجهزة الأمنية.

ووفق وسائل إعلام محلية، فقد قررت النيابة عرض مطرب المهرجانات عصام صاصا على مصلحة الطب الشرعي، لإجراء تحليل مخدرات.

وقالت والدة الضحية في تصريحات صحافية، إن نجلها الذي لديه 4 أولاد، كان متجهاً إلى عمله في الصباح الباكر قبل دهسه.

وتنص المادة 238 من قانون العقوبات على أن «من تسبب خطأ في موت شخص بأن كان ذلك ناشئاً عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تتجاوز 200 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين».

وتكون العقوبة هي الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 5 سنوات وغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه، أو بإحدى العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلالاً جسيماً بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطياً مسكراً أو مخدراً عند ارتكابه الخطأ الذي نجم عنه الحادث، أو امتنع وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة أو عن طلب المساعدة له مع تمكنه من ذلك.

ويبلغ عصام صاصا المولود بمحافظة الجيزة 26 عاماً، وكانت له تجربة سينمائية أخيراً في فيلم «أسود ملون»، من بطولة رنا رئيس، وبيومي فؤاد، وأحمد فتحي.

وبشأن موقف نقابة الموسيقيين من المطرب، قال محمد عبد الله المتحدث باسم نقابة الموسيقيين، في تصريحات صحافية، إن «عصام صاصا ليس عضواً بالنقابة، ويعمل بتصريح سنوي، وإنه مدرج بقوائم التصاريح المنتسبة من النقابة التي يتم تجديدها كل 3 شهور»، مشيراً إلى «أنه ليس من الأعضاء العاملين».

وتسبب مشاهير مصريون في حوادث دهس مماثلة سابقة، من بينهم الفنان مصطفى هريدي وأبو الليف، وخالد أيمن الذهبي، ابن الفنانة أصالة.


تنفيذ حكم الإعدام بحق 11 شخصاً أدينوا بتهمة «الإرهاب» في العراق

علَم العراق (إ.ب.أ)
علَم العراق (إ.ب.أ)
TT

تنفيذ حكم الإعدام بحق 11 شخصاً أدينوا بتهمة «الإرهاب» في العراق

علَم العراق (إ.ب.أ)
علَم العراق (إ.ب.أ)

أعدمت السلطات العراقية اليوم (الاثنين) 11 مداناً بـ«جرائم إرهابية»، وفق ما أفادت مصادر أمنية وصحية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، لتكون المجموعة الثانية التي يُحكم عليها بالإعدام منذ أواخر أبريل (نيسان).

وأكد مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، أن عمليات الإعدام تمّت في سجن «الحوت» في مدينة الناصرية جنوباً في محافظة ذي قار حيث أُعدم الشهر الماضي 11 شخصاً آخرين أُدينوا أيضاً بـ«جرائم إرهابية».


اكتشاف مجموعة فرعية خطرة من حالات ألزهايمر ناجمة عن نسختين من جين واحد

جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)
جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)
TT

اكتشاف مجموعة فرعية خطرة من حالات ألزهايمر ناجمة عن نسختين من جين واحد

جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)
جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)

في خطوة مهمة، كشف باحثون عن الشكل الجيني المسؤول عن مرض ألزهايمر في أواخر العمر، للأشخاص الذين يرثون نسختين من جين محدد يثير القلق.

وأشارت الدراسات السابقة إلى أن جين «APOE4» هو أحد الجينات العديدة التي يمكن أن تزيد من خطر إصابة الأشخاص بمرض ألزهايمر، بما في ذلك التقدم في العمر، لكنّ الأبحاث الجديدة تشير إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين يحملون نسختين من الجين نفسه، ليس مجرد عامل خطر، بل سبب أساسي للمرض الذي يسرق العقل. حسبما أفادت «وكالة أسوشييتد برس» للأنباء.

قاد الدكتور خوان فورتيا، من معهد سانت باو للأبحاث في برشلونة هذه الدراسة الجديدة، حيث أظهرت النتائج آثاراً عميقة تجاه فهم مرض ألزهايمر.

ومن بين النتائج الملحوظة: تبدأ أعراض مرض ألزهايمر قبل سنوات من ظهورها الطبيعي لدى كبار السن الذين يحملون نسختين من جين «APOE4».

ويُقدر أن نحو 15 في المائة من مرضى ألزهايمر يحملون نسختين من هذا الجين، مما يبرز أهمية تطوير علاجات تستهدف هذا الجين بشكل خاص.

وتُشير الباحثة المشاركة في الدراسة، الدكتورة ريسا سبيرلينغ من جامعة هارفارد، إلى أن بعض العلاجات قد لا تكون ملائمة للأشخاص الذين يحملون هذه النسخ المزدوجة، مما يبرز ضرورة فهم أفضل للوراثة وتأثيرها على المرض.

ويصنف جين «APOE4»، منذ فترة طويلة على أنه أكبر عامل خطر وراثي لمرض ألزهايمر في مرحلة متأخرة من الحياة، حيث تكون نسختان منه أكثر خطورة من نسخة واحدة.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 2 في المائة من سكان العالم ورثوا نسخة من أحد الوالدين.

ورغم أهمية الاكتشافات الجديدة، يجب التنويه إلى أن جميع الأشخاص الذين يحملون جين «APOE4» ليسوا بالضرورة عُرضة للإصابة بمرض ألزهايمر، ولا يعني ذلك أن على الناس أن يتسابقوا لإجراء اختبار الجينات، بل من المهم عدم تخويف كل من لديه تاريخ عائلي من مرض ألزهايمر؛ لأن هذا الثنائي الجيني ليس مسؤولاً عن معظم الحالات، مما يتطلب المزيد من الأبحاث لفهم هذه الديناميات بشكل أفضل.

تُعزز هذه الاكتشافات الحاجة الملحة لتطوير علاجات موجهة جينياً وفهم أفضل للوراثة لمكافحة مرض ألزهايمر وتأخير ظهوره أو منعه تماماً.

بالإضافة إلى ذلك، يشير البحث إلى أنه ينبغي استكشاف تأثيرات جين «APOE4» على مجموعات سكانية متنوعة، بما يشمل تأثيرات الجين على الأشخاص من خلفيات ثقافية وجينية مختلفة، لتحديد أفضل الاستراتيجيات العلاجية.

ورغم التقدم الهائل في فهم مرض ألزهايمر، يبقى البحث والابتكار ضروريين لتطوير علاجات أكثر فعالية ضد هذا المرض الذي يشكل تحدياً كبيراً للصحة العامة.


رئيس شركة «آي دريم سكاي» للألعاب الإلكترونية: الرياض ملهمتي

ليندون خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»
ليندون خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»
TT

رئيس شركة «آي دريم سكاي» للألعاب الإلكترونية: الرياض ملهمتي

ليندون خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»
ليندون خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»

أكد جيف ليندون، رئيس شركة «آي دريم سكاي» للألعاب الإلكترونية، أن اختياره العاصمة السعودية (الرياض) لإطلاق لعبته الجديدة «سترينوفا» يأتي لأنها «مدينة مُلهمة تتلاءم مع أحلامي وطموحاتي».

وقال ليندون في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كلاعب ومؤسس فإنني أملك أحلاماً كبيرة وعديدة، وصادف أن رأيت (رؤية المملكة 2030) وعلمت بتفاصيلها، وساعدني الأمير فيصل بن بندر، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، في شرح الكثير عن أنشطتهم وفعالياتهم».

وأضاف ليندون: «إذا أردت تحقيق حلمي في الرياضات الإلكترونية، يتوجب عليّ أولاً تحقيق تجربة جيدة في هذا المجال، وتجربة لعب جيدة بشكلٍ عامٍ، في عالم الألعاب التنافسية، الأهم من جودة اللعبة ذاتها هو جودة الاتصال بخوادم اللعبة».

كانت شركة «آي دريم سكاي» أعلنت خلال إقامتها مؤتمر الطرح العالمي للعبة «سترينوفا» في العاصمة السعودية (الرياض)، عن خطة لتوسعها في سوق الشرق الأوسط.

وشارك في المؤتمر، الذي طُرح بعنوان «أحلام التوسع العالمي والرؤية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، بحضور الأمير فيصل بن بندر، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، ويين ليجون، السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية، وكل من تشن شيانغيو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «آي دريم سكاي»، وجيف ليندون، المؤسس المشارك ورئيس الشركة.

ويمثل هذا الحدث محطة دخول للشركة إلى المنطقة والطرح التمهيدي العالمي للعبة المرتقبة «سترينوفا» في الربع الرابع من العام الحالي.

وألقى جيف ليندون، المؤسس المشارك ورئيس «آي دريم سكاي»، كلمةً في حفل الطرح العالمي التمهيدي للعبة الجديدة، أشار فيها إلى أحدث التوجهات في قطاع الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط، وكشف عن خطط استراتيجية للمنطقة تضعها الشركة لأول مرة. وقال إن الأجواء الشبابية والديناميكية التي تتمتع بها السعودية «تجعلها المكان المثالي لنا للانطلاق في مسيرتنا بمنطقة الشرق الأوسط»، وأضاف: «يتيح قطاع الألعاب المزدهر في البلاد إمكانات كبيرة للنمو، مدعومة بمشهد أعمال مواتٍ شكلت ملامحه (رؤية 2030) التي مهدت الطريق أمام مطوري الألعاب في المملكة».

الأمير فيصل بن بندر والسفير الصيني وشيانغيو وليندون في لقطة جماعية بعد المؤتمر (الشرق الأوسط)

وتُعد لعبة «سترينوفا» أبرز لعبة تنتجها «آي دريم سكاي»، وهي أول لعبة تقدم ميزة التصويب من منظور شخص ثالث وأسلوب اللعب الخيطي، مما يتيح للاعبين تجربة لا مثيل لها.

ومن المتوقع أن يسهم قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بما قيمته 13 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وأن يسهم في توليد 39 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030. وتمثل هذه الأرقام مستهدفات طموحة يتعزز تحقيقها بقاعدة المستخدمين الشباب الواسعة والبنية التحتية المتينة والقدرة الكبيرة على الإنفاق الاستهلاكي في البلاد.

وتشير دراسات السوق إلى أن المملكة تضم ما يقرب من 21 مليون لاعب، ما يمثل حوالي 60 في المائة من إجمالي عدد السكان.

وكانت تجربة اللعبة الجديدة بدأت في شهر أبريل (نيسان)، في اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا والولايات المتحدة، فيما تخطط الشركة للطرح العالمي في الربع الرابع من هذا العام، الذي يشمل أجهزة الحاسوب الشخصية والأجهزة المحمولة وأجهزة اللعب.


الإسكندرية تستقبل زوار «شمّ النّسيم» بمعارض الزهور والفنون وماراثون دراجات

احتفالات عيد «شم النسيم» في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)
احتفالات عيد «شم النسيم» في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)
TT

الإسكندرية تستقبل زوار «شمّ النّسيم» بمعارض الزهور والفنون وماراثون دراجات

احتفالات عيد «شم النسيم» في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)
احتفالات عيد «شم النسيم» في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)

قرّر المصري أحمد شاكر، اصطحاب زوجته وطفلتيه من القاهرة إلى الإسكندرية لقضاء عيد «شمّ النّسيم» على ساحل البحر، وذلك بعد أن قرأ ما أعلنته هيئة سكك حديد مصر من قيام رحلة قطار اليوم الواحد بين المدينتين، الاثنين، لقضاء «شمّ النّسيم»، والاحتفال بأعياد الربيع بين أحضان الطبيعة، حيث المغادرة في السابعة صباحاً والعودة في السادسة من مساء اليوم نفسه.

وتُعد شواطئ عروس المتوسط الخيار المفضل للسياحة الداخلية لدى كثير من أبناء القاهرة ومحافظات الدلتا لقضاء إجازة «شمّ النّسيم»، و«أعياد الربيع»، بما تضمه من شواطئ ممتدة، وحدائق ومتنزهات متعددة في مقدمتها حدائق قصر المنتزه، إلى جانب سهولة السّفر إليها، وانخفاض تكاليف الزيارة مقارنة بغيرها من المدن الأخرى، مع توفّر جميع المرافق والخدمات.

وقال الشاب الأربعيني، الذي يعمل موظفاً إدارياً في إحدى شركات المقاولات، لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتردّد عندما علِمت برحلة القطار، فهي فرصة لزيارة الإسكندرية وقضاء ساعات عدّة على شاطئ البحر، وبين معالم المدينة، هروباً من ضغوط الحياة وأعبائها»، لافتاً إلى أنه حمل معه مأكولات «شمّ النّسيم» وفي مقدمتها الفسيخ والرنجة، لتناولها على الشاطئ، لزيادة الاستمتاع بالرحلة.

محافظ الإسكندرية يطلق شعلة ماراثون الدراجات الهوائية احتفالاً بأعياد الربيع (محافظة الإسكندرية)

وفضلت آلاف العائلات والأسر والمجموعات السياحية التوجه إلى الإسكندرية منذ نهاية الأسبوع الماضي، للاستمتاع بأيام العطلة الرسمية المتتالية في البلاد، التي امتدت إلى 4 أيام (من الجمعة حتى اليوم الاثنين)، وفق قرار رئيس الوزراء المصري باعتبار الأحد إجازة رسمية، بمناسبة عيد العمال.

وقال مصدر في هيئة السكة الحديد، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك إقبالا كبيرا منذ الأسبوع الماضي على حجز تذاكر القطارات بجميع أنواعها المكيفة والروسية، من مختلف المحافظات إلى الإسكندرية، وذلك لرغبة المواطنين في استغلال أيام العطلة في التنزه.

الأمر نفسه، يؤكده رئيس غرفة شركات السياحة في الإسكندرية، علي المناسترلي، وفق تصريحات صحافية، مبيّناً أن نسب الإشغال الفندقي في المدينة الساحلية ارتفعت منذ الأسبوع الماضي وتجاوزت 95 في المائة، وهناك ضغط غير طبيعي على جميع الفنادق، كما أن جميع شوارع وميادين الإسكندرية تشهد حالياً زحاماً ملحوظاً، الأمر الذي يساعد على إحداث رواج كبير في المطاعم والمقاهي والكافتيريات، بما يُعدّ بروفة حقيقية لبدء موسم الاصطياف.

مع وصول القطار إلى غايته؛ انتشر ركابه بين الشواطئ، التي شهدت زحاماً منذ الصباح، حيث استمتع بها آلاف المواطنين، حسب الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في الإسكندرية، في حين انتشرت مشاهد تناول البيض الملوّن وأنواع الأسماك المملحة بين مرتادي الشواطئ بوصفها عادة أصيلة لهم، بينما رُفعت الرايات الحمراء في كل الشواطئ، التي تعني أنّ السباحة ممنوعة تماماً بسبب ارتفاع أمواج البحر وسرعة الرياح.

معرض الزهور داخل حديقة مدخل الإسكندرية (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية)

خارج الشواطئ، شهدت الإسكندرية، كثيراً من الفعاليات؛ احتفالاً بـ«أعياد الربيع» و«شمّ النّسيم»، حيث أطلق محافظ الإسكندرية، اللواء محمد الشريف، صباح الاثنين، برفقة القيادات التنفيذية والشعبية والبرلمانية، شعلة ماراثون الدراجات الهوائية بدءاً من استاد الإسكندرية الرياضي الدولي بمشاركة 30 مصوراً من أعضاء نادي «عدسة للتصوير»، الذين يتجوّلون بالدراجات في شوارع الإسكندرية العريقة، ومنها: (شارع فؤاد - وشارع النبي دانيال - وميدان محطة مصر)، لتصوير وإظهار جمالياتها، وإبراز أعمال التطوير التي تمت بها.

حديقة أنطونيادس في الإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)

وتضمّنت الاحتفالات عروضاً فنية وثقافية ورياضية، بدأت بافتتاح معرض للزهور والشجيرات الصغيرة في حديقة مدخل الإسكندرية، وافتتاح معرض للفنون التشكيلية باستاد الإسكندرية، بمشاركة 23 فناناً تشكيلياً، ومعرض فوتوغرافي فني، بتنظيم الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة.

ثم جاء انطلاق موكب السيارات المزينة بالورود والأعلام لتجوب شوارع الإسكندرية وعلى طول الكورنيش، فضلاً عن تسيير الأتوبيس ذي الطابقين الشهير في المدينة، الذي انتهى بشاطئ ستانلي، حيث يقام معرض خيري على الشاطئ بمشاركة الجمعيات والمجتمع المدني والهيئات الحكومية.

جانب من معرض الزهور (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية)

من جانب آخر، فضل العشرات من زائري الإسكندرية الاحتفال بيوم «شمّ النّسيم» في الحدائق والمتنزهات العامة في المحافظة، وشهدت حديقة الحيوان إقبالاً كبيراً مع بداية اليوم، وتفاعل الأطفال مع العروض والألعاب الترفيهية في الحديقة، وفق تأكيدات الدكتور محمد جلال، مدير عام حدائق الحيوان في وزارة الزراعة، في حين حرصت إدارة الحديقة على عرض فصائل جديدة من الحيوانات التي استُقبلت مؤخراً منها.

ماراثون الدراجات يمر في شوارع الإسكندرية لإظهار جمالياتها (الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالإسكندرية)

وبالمئات التفت الأسر المصرية حول وجبات الفسيخ والرنجة في المتنزهات الأخرى، لا سيما حديقة أنطونيادس، وحدائق المنتزه، التي تُعدّ من الأماكن المُفضّلة للتنزه لدى عشاق الإسكندرية.