الكنيسة الروسية تدعو {أطراف الصراع في أوكرانيا} إلى «هدنة في عيد الميلاد»

إردوغان طلب من بوتين إعلان وقف لإطلاق النار «من جانب واحد»

دبابات روسية مدمَّرة تُعرض أمام إحدى كنائس كييف (أ.ف.ب)
كيريل دعا جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار في عيد الميلاد حسب التقويم الذي تسير عليه روسيا (أ.ب)
دبابات روسية مدمَّرة تُعرض أمام إحدى كنائس كييف (أ.ف.ب) كيريل دعا جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار في عيد الميلاد حسب التقويم الذي تسير عليه روسيا (أ.ب)
TT

الكنيسة الروسية تدعو {أطراف الصراع في أوكرانيا} إلى «هدنة في عيد الميلاد»

دبابات روسية مدمَّرة تُعرض أمام إحدى كنائس كييف (أ.ف.ب)
كيريل دعا جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار في عيد الميلاد حسب التقويم الذي تسير عليه روسيا (أ.ب)
دبابات روسية مدمَّرة تُعرض أمام إحدى كنائس كييف (أ.ف.ب) كيريل دعا جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار في عيد الميلاد حسب التقويم الذي تسير عليه روسيا (أ.ب)

تزامَن إعلان موسكو وأنقرة أمس (الخميس)، عن جولة محادثات هاتفية جديدة أجراها الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان، مع توجيه الكنيسة الروسية دعوة إلى أطراف الصراع، لإعلان هدنة مؤقتة بمناسبة عيد الميلاد وفقاً للتقويم الشرقي. ودعا البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وعموم روسيا، «جميع الأطراف المنخرطة في الصراع حول أوكرانيا» إلى وقف إطلاق النار وإعلان هدنة تمتد من الساعة 12:00 يوم 6 يناير (كانون الثاني) حتى منتصف ليل اليوم التالي، الذي يصادف ذكرى الميلاد حسب التقويم الذي تسير عليه روسيا. وأفاد بيان نشره الموقع الإلكتروني للكنيسة الأرثوذكسية الروسية: «أتوجه إلى جميع الأطراف المشاركة في الصراع بمناشدة لوقف إطلاق النار... لكي يتمكن الأرثوذكس من حضور القداس عشية عيد الميلاد ويوم ميلاد المسيح».
وتشكل هذه أول دعوة تصدر عن جهة رسمية روسية لها نفوذ واسع لإعلان هدنة مؤقتة في الحرب الدائرة منذ 24 فبراير (شباط) الماضي. ولم يعلق الكرملين مباشرةً على الدعوة. واللافت أن الكنيسة استخدمت عبارة «الصراع حول أوكرانيا» لوصف الحرب الدائرة، متجاهلةً التسمية الرسمية التي تطلقها موسكو وهي «العملية العسكرية الخاصة».
وفي وقت سابق تجاهلت موسكو دعوات غربية لإعلان هدنة مؤقتة بمناسبة عيد الميلاد وفقاً للتقويم الغربي الذي يتم الاحتفال به في 25 ديسمبر (كانون الأول).
وفي حين أن الغالبية الكبرى من المسيحيين الروس يتبعون الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية فإن الأوكرانيين ينقسمون بين أتباع الكنيسة الأرثوذكسية التي انشقت عن بطريركية موسكو أخيراً، وأعلنت تأسيس كنيستها الأوكرانية التابعة مباشرةً لبطريركية القسطنطينية، واتّباع الكنيسة الكاثوليكية وهم في غالبيتهم من مناطق غرب البلاد.
وكانت الكنيسة الروسية قد دعمت في وقت سابق مواقف الكرملين، وحمَّلت الغرب المسؤولية عن اندلاع الأعمال القتالية، كما دعت المواطنين الروس إلى الالتفاف حول مواقف الرئاسة الروسية في مواجهة ما وصفتها بـ«مساعي الغرب لتقويض البلاد» ورأى البطريرك كيريل في خطبة ألقاها أخيراً في شرق البلاد، أن روسيا «تنفذ مهمة مقدسة للدفاع عن البشرية كما فعلت سابقاً عندما قوّضت سرطان الفاشية» في إشارة إلى الحرب العالمية الثانية.
وقال رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أخيراً، إن انخراط روسيا في الأعمال القتالية في دونباس كان «نتيجة لحقيقة أن جهود حفظ السلام قد تعرضت للتخريب من سلطات كييف والدول الغربية».
في السياق، قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان دعا خلال اتصال هاتفي نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى إعلان وقف لإطلاق النار «من جانب واحد» في أوكرانيا لدعم الدعوات إلى المفاوضات.
وحسب الرئاسة التركية، قال إردوغان خلال الاتصال الهاتفي (الخميس)، إن «الدعوات إلى السلام، والمفاوضات بين موسكو وكييف، يجب أن تكونا مدعومتين بوقف إطلاق نار أحادي الجان».
وبحث الرئيسان الروسي والتركي هاتفياً الأزمة السورية والوضع في أوكرانيا والعلاقات الثنائية. وأفادت الرئاسة الروسية في بيان بأن الرئيسين ناقشا خلال المحادثات الوضع حول أوكرانيا ومجريات العمل في محطة «أكويو» للطاقة النووية التي تبنيها روسيا في تركيا، ومشروع مركز تصدير الغاز الذي تم الاتفاق بخطوط عريضة على إنشائه أخيراً. ووفقاً لبيان الكرملين، فقد ركز الرئيس الروسي خلال المكالمة على «الدور التدميري للغرب، الذي يواصل ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا». وأوضح البيان أنه «تم التطرق إلى الوضع حول أوكرانيا. ومن الجانب الروسي، تم التأكيد على الدور التدميري للدول الغربية، حيث تم تزويد نظام كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية، وتزويده بالمعلومات العملياتية وتحديد الأهداف».
في غضون ذلك، هدد رئيس مجلس الدوما الروسي (البرلمان) فياتشيسلاف فولودين، بمصادرة الأصول الألمانية في حال أقدمت برلين على مصادرة الأصول الروسية لصالح إعادة الإعمار في أوكرانيا. وكتب فولودين في صفحته على موقع «تلغرام» أمس (الخميس): «بمجرد أن يتم اتخاذ هذا القرار، يكون لنا الحق في اتخاذ إجراءات مماثلة فيما يتعلق بأصول ألمانيا ودول أخرى».
يشار إلى أن الشركات الألمانية كانت قبل اندلاع الحرب على أوكرانيا من بين أكبر المستثمرين المباشرين في روسيا. وحَمَّل فولودين ألمانيا وفرنسا المسؤولية عن اندلاع الحرب، مشيراً إلى أن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي السابق فرنسوا أولاند، وقّعا على اتفاقية مينسك عام 2015 فقط لخداع روسيا والمجتمع الدولي، وقال إن الأوروبيين لم تكن لديهم أبداً النية في تنفيذ الاتفاقية.
وزاد: «الحكومة الألمانية قررت الآن تحويل المشكلات التي خلّفها أسلافها إلى بلادنا»، لافتاً إلى أن برلين تخطط لمصادرة الممتلكات الروسية وتخصيصها لإعادة إعمار أوكرانيا، وقال إن هذا سيتبعه إجراءات مضادة في روسيا.
يُذكر أن الحكومة الروسية حظرت على الأجانب الغربيين بيع ممتلكاتهم في روسيا من دون إذن خاص، وذلك بعد أن أوقفت الكثير من الشركات الغربية أنشطتها في روسيا في أعقاب اندلاع الحرب على أوكرانيا أواخر فبراير الماضي. ويجري في ألمانيا منذ فترة مناقشة إمكانية مصادرة الأصول الروسية لصالح إعادة إعمار أوكرانيا، وقد أبدى وزير العدل الألماني ماركو بوشمان عدم ممانعته لنزع ملكيات طبقة الأوليغارشية الروسية، لكنه قال إن هذا يستلزم تقديم إثبات للمحكمة أن هؤلاء الأشخاص ضالعون في جرائم حرب أو شن الحرب غير المشروعة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس (الخميس)، أن العمليات العسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 250 عسكرياً أوكرانياً وإسقاط مقاتلتين من نوع «سوخوي - 24» و«سوخوي - 25» خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقالت الوزارة في إيجاز يومي لمجريات المعارك إن القوات الروسية تمكنت من القضاء على أكثر من 40 جندياً أوكرانياً في محور جنوب إقليم دونيتسك في يوم واحد، مضيفةً أن الوحدات الروسية «تواصل عملياتها الهجومية بشكل ناجح». وفي محور مدينة دونيتسك أسفرت المعارك عن مقتل نحو 60 جندياً أوكرانياً. كذلك تكبّدت القوات الأوكرانية -وفقاً للبيان العسكري الروسي- خسائر في محور كراسنو - ليمان، حيث «تم القضاء على أكثر من 40 جندياً». وفي منطقة كوبيانسك قال البيان إن القوات الروسية: «قتلت نحو 30 جندياً أوكرانياً، كما استهدفت ما يعرف بكتيبة (الشيخ منصور)، وقتلت أكثر من 55 متطرفاً منهم».


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز)

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.