إردوغان يلمح إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تكون الأخيرة له

الرئيس التركي يخاطب أعضاء حزبه في البرلمان الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس التركي يخاطب أعضاء حزبه في البرلمان الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يلمح إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تكون الأخيرة له

الرئيس التركي يخاطب أعضاء حزبه في البرلمان الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس التركي يخاطب أعضاء حزبه في البرلمان الأربعاء (أ.ف.ب)

جمدت المحكمة الدستورية العليا في تركيا، مؤقتاً، الحسابات البنكية التي يتلقى فيها حزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للأكراد الدعم المقدم من خزينة الدولة. في الوقت الذي لمح فيه الرئيس رجب طيب إردوغان إلى تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل، مشيراً إلى أن طلبه الدعم من الناخبين للمرة الأخيرة «فهم خطأ»، وأنه يقصد فقط «الدعم في الانتخابات المقبلة وليس لآخر مرة».
وقررت المحكمة، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد، تجميد الحسابات الخاصة بالحزب الذي يعد ثاني أكبر أحزاب المعارضة وثالث أكبر حزب بالبرلمان التركي، بناء على طلب المدعي العام الجمهوري، بكر شاهين، ضمن دعوى إغلاق الحزب التي قدمها إلى المحكمة في مارس (آذار) 2021.ورفضت المحكمة الدعوى لأخطاء في الأصول، ثم قبلتها في يونيو من العام ذاته، وطلب فيها أيضاً فرض حظر على ممارسة 451 من قياداته وأعضائه العمل السياسي لمدة 5 سنوات؛ لاتهامه بأنه أصبح ذراعاً سياسية لحزب العمال الكردستاني، المصنف تنظيماً إرهابياً، وبأنه بات يقع في مركز الأنشطة التي تستهدف وحدة البلاد وشعبها.
وعقدت المحكمة جلسة، الخميس، للنظر في الطلب العاجل للمدعي العام بكر شاهين، الذي تقدم به الأسبوع الماضي بفرض حجز احترازي على حسابات الحزب التي يتلقى من خلالها دعم خزينة الدولة القانوني للأحزاب الممثلة في البرلمان، وذلك لحين إصدار المحكمة قرارها في الدعوى المقدمة منه لإغلاق الحزب، بدعوى استخدام الحزب تلك الأموال في تمويل حزب العمال الكردستاني. ومن المقرر أن تتلقى الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان التركي هذا العام دعماً يزيد بواقع 3 أضعاف عن الدعم المعتاد كل عام؛ لأن العام الحالي سيشهد انتخابات برلمانية. وتقدر حصة حزب الشعوب الديمقراطية من الدعم بمبلغ 539 مليون ليرة تركية (نحو 317 ألف دولار)، وكان سيتسلم الدفعة الأولى منها يوم الاثنين المقبل، وقدرها 179 مليون ليرة تركية.
وصدر قرار المحكمة الدستورية العليا بتجميد حسابات حزب الشعوب الديمقراطي، في جلسة استغرقت نحو 3 ساعات ونصف الساعة، بموافقة 8 أعضاء من أصل 15 يشكلون الهيئة العامة للمحكمة، فيما رفضه 7 أعضاء.
وبحسب محاميي حزب الشعوب الديمقراطي، يمنح الحزب مهلة شهر لتقديم دفاعه ضد القرار للمحكمة الدستورية، التي ستتخذ بدورها قراراً إما بالتجميد النهائي للحسابات وإما برفع التجميد المؤقت.
وذكر المدعي العام في مذكرة طلب التجميد المؤقت «بشكل عاجل» لحسابات الحزب، والواقعة في 11 صفحة، أن «الشعوب الديمقراطي» لا يزال على علاقة عضوية مع «العمال الكردستاني»، مطالباً بتقييد استخدام الحزب للمساعدات المقدمة من خزينة الدولة في الفعاليات الخارجية، وهو ما يتطلب تجميد الحسابات.
ويسبق الإجراء موعد تقديم المدعي العام مرافعته الشفهية في قضية إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي يوم الاثنين المقبل، والذي تتيح المحكمة بعده للحزب المرافعة الشفهية للرد على مرافعة الادعاء، وفي المرحلة الأخيرة من القضية يقوم مقرر المحكمة بتقييم الدعوى من حيث قبولها أو رفضها، حيث يتم تحديد موعد للبت بالتقرير، وإصدار الحكم في القضية بوقت لاحق. ولا يحمل تقرير المقرر صفة الإلزام لهيئة المحكمة.
وسبق أن قدم كل من المدعي العام والحزب مرافعتيهما مكتوبتين إلى المحكمة الدستورية عقب قبولها الدعوى في يونيو 2021. ويتطلب القرار بإغلاق الحزب موافقة 10 من أعضاء هيئة المحكمة.
في الوقت ذاته، ووسط الجدل المتصاعد حول احتمال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 18 يونيو المقبل بشكل مبكر أو تقديم موعدها، لمح الرئيس رجب طيب إردوغان إلى احتمالات تقديم موعد الانتخابات بسبب موسم الحج والعطلات. وقال إردوغان، رداً على سؤال حول موعد الانتخابات عقب اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في البرلمان، الأربعاء، «لدينا تقييم لتقديمه.. كل ما يتم التحدث عنه علناً هو على جدول أعمالنا».
وكان المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية»، عمر تشيليك، قال الاثنين الماضي، إن الحزب يجري مناقشات حول الموعد الأمثل للانتخابات المقبلة، لأن هناك امتحانات وعطلات وتنقلات للمواطنين إلى الأرياف، فضلاً عن موسم الحج. وذكرت تقارير في وسائل الإعلام التركية أن إردوغان بحث في اجتماع مع دولت بهشلي رئيس حزب «الحركة القومية»، الذي يشكل «تحالف الشعب» مع حزب «العدالة والتنمية»، مسألة تقديم موعد الانتخابات إلى 30 أبريل (نيسان) المقبل، حتى يتسنى إجراء الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في 14 مايو (أيار) حال عدم حسم إردوغان أو مرشح المعارضة المحتمل الانتخابات من الجولة الأولى.
في السياق ذاته، أشار إردوغان إلى أن تصريحه الذي طلب فيه دعم الناخبين للمرة الأخيرة في الانتخابات المقبلة، عندما قال: «نريد دعماً أقوى بكثير للمرة الأخيرة في عام 2023»، أُسيء فهمه من جانب البعض، موضحاً أنه قال ذلك بشأن هذه الانتخابات، وليس بمعنى أنها ستكون الانتخابات الأخيرة. وبحسب الدستور التركي، لا يحق لإردوغان الترشح في الانتخابات للمرة الثالثة، إلا إذا تم وضع دستور جديد للبلاد خلال الفترة الرئاسية المقبلة، وتوجهت البلاد إلى انتخابات مبكرة عقب وضع الدستور الجديد.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


الجيش الإسرائيلي يعلن مصادرة مزيد من الصواريخ داخل سوريا

TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مصادرة مزيد من الصواريخ داخل سوريا

الجيش الإسرائيلي يعلن مصادرة مزيد من الصواريخ داخل سوريا

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه صادَرَ صواريخ، خلال عمليته المستمرة في سوريا، بعد انهيار نظام بشار الأسد.

وأضاف الجيش، في بيان نقلته «وكالة الأنباء الألمانية»، أن الجنود يواصلون تعزيز الدفاعات الإسرائيلية في المنطقة العازلة بين مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وسوريا. وقال إن قوات المظلات الإسرائيلية قامت بتأمين صواريخ مضادة للدبابات وذخيرة في المنطقة.

وكانت الوحدات الإسرائيلية قد عثرت، بالفعل، على أسلحة مختلفة هناك، في غضون الأيام الأخيرة. يُشار إلى أنه بعد استيلاء المعارضة على السلطة في سوريا، الأسبوع الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي قواته في المنطقة الحدودية السورية.

وانتقد المجتمع الدولي توغل إسرائيل في الأراضي السورية، بَيْد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن هذه الخطوة تُعدّ إجراء مؤقتاً. ويُعدّ «ضمان عدم وقوع الأسلحة في الأيادي الخطأ» هو الهدف الإسرائيلي المُعلَن وراء تدمير كل الأسلحة المتبقية في المستودعات والوحدات العسكرية التي كانت تحت سيطرة نظام الأسد.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الجيش الإسرائيلي نشر حتى الآن جنوداً على مساحة 300 كيلومتر مربع تقريباً من الأراضي السورية. وتشمل المنطقة العازلة في سوريا، التي جرى الاتفاق عليها في عام 1974، 235 كيلومتراً مربعاً، وفق وسائل الإعلام الإسرائيلية.