شكوك بنجاح تدخل «المركزي» في ضبط سعر الليرة اللبنانية

أمام أحد محلات الصرافة التي انتشرت في المناطق اللبنانية (إ.ب.أ)
أمام أحد محلات الصرافة التي انتشرت في المناطق اللبنانية (إ.ب.أ)
TT

شكوك بنجاح تدخل «المركزي» في ضبط سعر الليرة اللبنانية

أمام أحد محلات الصرافة التي انتشرت في المناطق اللبنانية (إ.ب.أ)
أمام أحد محلات الصرافة التي انتشرت في المناطق اللبنانية (إ.ب.أ)

لم تفلح الأحجام القياسية للدولارات التي يضخها مصرف لبنان عبر منصة «صيرفة» في الكبح التام للمضاربات المستمرة على سعر العملة الوطنية. لكنها فرضت، وحتى إشعار آخر، سقفا أدنى لمبادلات الدولار الأميركي عند عتبة 43 ألف ليرة في الأسواق الموازية، بعدما لامس عتبة 50 ألف ليرة قبل التدخل الأخير لـ«المركزي»، قبيل عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، في أسواق القطع.
ومن الواضح، بحسب مصادر مصرفية وناشطين في عمليات الصرافة، أن الشكوك المبنية على التجارب السابقة لتدخلات البنك المركزي تطغى على تأكيداته بتلبية كامل الطلبات على الدولار، طالما لم يتم تعزيزها بتبدلات حاسمة في الأجواء السياسية القاتمة التي ترجّح استمرار الخلافات الداخلية واحتدامها بشأن الاستحقاقات الدستورية الداهمة بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية ومعالجة التباسات وضعية حكومة تصريف الأعمال وصلاحياتها.
وتكشف عمليات المبادلات النقدية، أنشطة متاجرة كثيفة يمكن أن تشكل سببا إضافيا ومؤثرا في تأخير التهدئة النسبية المنشودة. فقد لجأ الكثيرون من مخزّني الدولار النقدي في منازلهم إلى تسييل كميات كبيرة لدى الصرافين توخيا لأرباح سريعة محققة فعليا من خلال إعادة شراء الدولار النقدي من معروض البنك المركزي عبر المنافذ المصرفية كافة، بعدما اقتصرت استثنائيا على مصرف واحد فتح أبوابه خلال أيام العطلة الرسمية، ما أدى إلى ازدحامات خانقة.
وإلى جانب زيادة الطلب على الدولار المعروض من قبل المركزي بسعر 38 ألف ليرة عبر منصة «صيرفة»، أي بفارق سعري بنحو 5 آلاف ليرة عن السعر الساري لدى الصرافين، لفتت المصادر المعنية إلى التحسّن الموازي والمتزامن الذي طرأ على سعر صرف الليرة السورية، ما يشي بانتقال جزء وازن من وفرة الدولار المعروض إلى الأسواق السورية من خلال عمليات نقدية بحت يتم إنجاز أغلبها لدى شركات صرافة حدودية أو من خلال سداد أثمان سلع ومنتجات تحتاجها الأسواق اللبنانية.
وتترجم الحصيلة القياسية وغير المسبوقة لعمليات منصة «صيرفة» التي تعدّت 600 مليون دولار في 4 أيام، الدخول الفعلي لكميات كبيرة من الدولارات المخزنة في المنازل، والمقدرة بأكثر من 10 مليارات دولار، إلى أسواق القطع عبر المصارف وشركات الصرافة. فقد بلغ حجم التداولات نحو 310 ملايين دولار في أول يوم عمل من السنة الجديدة (الثلاثاء)، وهو يضاف إلى مبالغ ناهزت 290 مليون دولار تم تلبيتها في الأيام الثلاثة التالية لصدور تعميم مصرف لبنان الصادر يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ويفترض حسابيا أن تكفل هذه المبالغ امتصاص نحو 22.8 تريليون ليرة من الكتلة النقدية بالعملة الوطنية المتداولة خارج البنك المركزي، والتي يمثل تضخمها المفرط إلى سقف 80 تريليون ليرة، كما توثقه الميزانية الأحدث للبنك بنهاية العام الماضي، سببا رئيسيا للمضاربات النقدية ولتفلت التضخم إلى مستويات قياسية تخطت حصيلتها التراكمية ألفين في المائة منذ بداية الانهيارات النقدية والمالية وتفاقمها دون هوادة على مدى 40 شهرا من عمر الأزمة.
وريثما يتم الإفصاح عن تطور ميزانية مصرف لبنان منتصف الشهر الحالي، والكشف رقميا عن مدى نجاعة التدخل في تحجيم الكتلة النقدية بالليرة المتداولة في الأسواق، تشير مصادر مصرفية متابعة إلى عدم رصد نقص في احتياطات البنك المركزي يطابق رقم الكميات، أي نحو 600 مليون دولار، التي ضخها من قبله لتلبية الطلب على الدولار وفقا لتعميم التدخل. وهو ما يؤكد مجددا أن «المركزي» يلجا بدوره إلى سحب كميات من الأسواق الموازية متحملا الفارق السعري من ميزانيته.
ووفق الرصد الإحصائي، فقد شهد العام الماضي زيادة لافتة واستثنائية في حجم النقد المتداول خارج مصرف لبنان بأكثر من 60% أو بما يوازي 34 تريليون ليرة، إذ ارتفع من 46 تريليون ليرة في نهاية العام 2021 إلى ما يقارب 80 تريليون ليرة. ومردّ ذلك، بحسب تقرير مصرفي، إلى التضخم الملحوظ في حجم النقد المتداول في الأشهر الأخيرة من السنة، والمترجم، في المقابل، بارتفاع في احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي.
ولكن المفارقة، وفق المتابعة المصرفية، أنّ هذا التضخم في حجم النقد المتداول ترافق مع ارتفاع في كلفة النقد الورقي (الكاش) بالليرة في الأسواق، حيث زاد من 5.3% في بداية العام إلى 13% في نهايته بنتيجة بعض الإجراءات التقنية المتخذة من قبل السلطات النقدية للجم بعض الآثار التضخمية لزيادة حجم النقد المتداول، علماً أن كلفة النقد الورقي بالليرة كانت قد وصلت إلى مستوى قياسي نسبته 35% في أبريل (نيسان) من العام الماضي.
وفي المقابل، تقدّر احتياطيات العملات الصعبة لدى البنك المركزي بنحو 10 مليارات دولار. وهي انخفضت بمقدار 2.6 مليار دولار خلال العام الماضي. وكاد الانحدار يسجل أرقاما أعلى لو لم يلجأ مصرف لبنان إلى تغطية مبالغ زادت على 700 مليون دولار عبر عمليات خاصة مع شركات الصرافة وشركات تحويل الأموال التي تعرض على المستفيدين صرف المبالغ الواردة إليهم من الخارج بسعر السوق.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«سيطرة إسرائيل» على ثلثي محور «فيلادلفيا»... هل تفاقم التوتر مع مصر؟

دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)
دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)
TT

«سيطرة إسرائيل» على ثلثي محور «فيلادلفيا»... هل تفاقم التوتر مع مصر؟

دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)
دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)

تثير إسرائيل إعلامياً، مسألة تقدمها بـ«عمق» في مدينة رفح الفلسطينية، و«السيطرة» على ثلثي محور فيلادلفيا؛ المنطقة «العازلة» عن الأراضي المصرية، رغم التوتر الحالي في العلاقات مع القاهرة.

ويرى خبراء ودبلوماسي سابق في أحاديث منفصلة لـ«الشرق الأوسط»، أن الإعلانات الإعلامية حول محور فيلادلفيا، تطور «ينذر بتوسيع دائرة التوتر» مع القاهرة، ويمكن أن يحرك خطوات مصرية «لن تصل لتعطيل معاهدة السلام».

ومنذ 7 مايو (أيار) الحالي، سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في إطار عملية عسكرية بالمدينة قلبت طاولة مفاوضات الهدنة في غزة، قبل أن ترد مصر بتعليق التنسيق الفوري مع تل أبيب، واللحاق بجنوب أفريقيا في صراعها القانوني ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

بعدها، سارت إسرائيل على خط التوتر في علاقتها مع مصر، حتى وصلت مرحلة إعلان السيطرة على محور فيلادلفيا، رغم أن معاهدة «كامب ديفيد» (معاهدة السلام) بين البلدين لا تسمح بذلك. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي «رسمية»، أمس، إن «قواته تقدمت في عمق رفح، وسيطرت على ثلثي محور فيلادلفيا»، وهي تقارير تنفيها مصادر فلسطينية ميدانية، بحسب خبراء.

ما «محور فيلادلفيا» على الحدود بين غزة ومصر؟

محور «صلاح الدين»، أو فيلادلفيا الذي يمتد لـ14 كيلومتراً على الحدود بين غزة ومصر، تعده معاهدة السلام الموقعة عام 1979، «منطقة عازلة». وانسحبت إسرائيل منه تماماً في إطار خطة فك ارتباطها بقطاع غزة عام 2005.

في المقابل، تحدثت مصادر مصرية، عن «تعزيزات أمنية مصرية تشمل آليات وجنوداً على الحدود مع غزة»، في رد على «الخروقات» الإسرائيلية.

خروق وتصعيد

«السيطرة الإعلامية» على ثلثي محور فيلادلفيا، تعد وفق السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، بمثابة «تفجير للتوتر مع مصر».

ويقرأ الدبلوماسي المصري السابق، الخطوات الإسرائيلية في ذلك المحور، على أنها «محاولة للرجوع إلى ما قبل اتفاقية السلام وليس اتفاق المعابر الموقع عام 2005».

فلسطينيون يغادرون شمال القطاع عبر «محور فيلادلفيا» صلاح الدين جنوب مدينة غزة نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، يعد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وجود إسرائيل الحالي في محور فيلادلفيا، «مخالفة لاتفاقية السلام»، ويعد استمرار وجودها فيه في المستقبل «تحدياً جديداً لمصر وخلقاً لأزمات وخروقات جديدة». غير أنه يأمل في «انفراجة» لن يفسدها «إلا توتر أكبر يحدثه التصعيد الإسرائيلي».

وإزاء الخروقات الإسرائيلية، يرى الدبلوماسي المصري السابق، أن «مصر ستستمر في التشاور مع الأطراف ذات التأثير وشركاء إسرائيل مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للضغط على تل أبيب للتراجع». وحال لم تتراجع إسرائيل عن خروقها الأخيرة برفح، يلفت إلى إنه «ليس من الوارد تعليق معاهدة السلام»، قبل أن يستدرك: «لكن تبقى مسألة تخفيض العلاقات مع تل أبيب واردة في وقتها المناسب».

سيطرة إعلامية

بدوره، كشف الدكتور خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حديث إسرائيل عن احتلال ثلثي محور فلادلفيا، غير موجود على أرض الواقع وغير صحيح، وتم التأكد من مصادر داخل غزة من ذلك».

جنود من الجيش المصري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة (د.ب.أ)

وتابع: «إسرائيل تتحرك تحركات عادية في تلك المنطقة (رفح)، مشابهة لما حدث الأسبوع الماضي، وهي عبارة عن محاولات تطويق واستخدام مسارات جديدة واقتحام مناطق محددة، في إطار هجمات يومية لم تصل لاكتساح كامل بهدف إيجاد اختراقات».

ويعتقد الخبير المصري، أن الإعلانات الإعلامية المتكررة عن السيطرة والتقدم بعمق، «مجرد رسائل لإضعاف الروح المعنوية الفلسطينية، وزخم عسكري ليس مستهدفا منه مصر، في ظل تأكيد تل أبيب مؤخراً بأنها ملتزمة بمعاهدة السلام».

وبشأن ما يثار من تعزيزات أمنية مصرية على الحدود، يرى عكاشة، أن «الدولة المصرية لديها مجموعة سيناريوهات وبدائل وقائمة بخطوات تصعيد موجودة أمام صناع القرار».

غير أنه يأمل أن تسهم زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان الحالية للمنطقة، في تخفيف حدة التوتر، وإعادة إسرائيل إلى طاولة مفاوضات الهدنة في غزة.

تهديد مباشر

لكنّ اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات الاستراتيجية، يعتقد أن إسرائيل تريد «مزيداً من التوتر مع مصر». ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن الأمن القومي المصري «لن يمسه فقط ما يحدث في محور فيلادلفيا؛ ولكن يتأثر بكل شيء على أرض فلسطين، وبالتالي ستظل تلك الخروقات الإسرائيلية مرفوضة مصرياً بوصفها تهديداً مباشراً».

ويقرأ ما يثار عن تصعيد مصر عبر تعزيز قواتها الأمنية أو التحرك بمحكمة العدل الدولية، بوصفه «محاولة مصرية لإعادة إسرائيل لرشدها»، مؤكداً أن «مصر لا تريد الدخول في مواجهة مع تل أبيب، ولا التراجع عن معاهدة السلام».

ويضرب الخبير العسكري المصري، مثلاً بإيران عندما استهدفت إسرائيل قبل أسابيع، قائلاً: «العالم ترك دعم غزة في ذلك الوقت، وركزت القوى العالمية على تأكيد دعمها لإسرائيل. لا نريد تكرار ذلك السيناريو». ورغم التفاؤل بإمكانية العودة لمفاوضات الهدنة وأهمية ذلك، فإن اللواء ناصر سالم، يرى أنه «لا ضوء في نهاية النفق في ظل وجود حكومة بنيامين نتنياهو».


مصر تنفي أي تنسيق مع إسرائيل بشأن عمليتها في «رفح»

معبر رفح (رويترز)
معبر رفح (رويترز)
TT

مصر تنفي أي تنسيق مع إسرائيل بشأن عمليتها في «رفح»

معبر رفح (رويترز)
معبر رفح (رويترز)

نفت مصر، الثلاثاء، إجراء أي تنسيق مع إسرائيل بشأن عمليتها العسكرية في «رفح» الفلسطينية، مؤكدة تعمد وسائل الإعلام الإسرائيلية «نشر أخبار غير صحيحة لصرف الأنظار عن حالة التخبط التي تعاني منها داخلياً».

ويسيطر الجيش الإسرائيلي، منذ 7 مايو (أيار) الحالي، على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في إطار عملية عسكرية بالمدينة، رفضتها مصر، معلنة «تعليق التنسيق مع تل أبيب»، واللحاق بجنوب أفريقيا في صراعها القانوني ضد إسرائيل، بمحكمة العدل الدولية.

ونقل تلفزيون «القاهرة الإخبارية»، الثلاثاء، عن مصدر رفيع المستوى، نفي مصر «تماماً ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية بوجود أي تنسيق مع إسرائيل بشأن عمليتها العسكرية في رفح الفلسطينية»، مضيفاً أن «مصر رفضت أي تنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح وحذرت من تداعيات التصعيد في قطاع غزة».

وشدد المصدر على ما وصفه بـ«الموقف المصري الثابت تجاه العدوان الإسرائيلي»، منذ اللحظة الأولى، الذي «يضع الأمن القومي المصري وحقوق الشعب الفلسطيني في مقدمة أولوياته»، محذراً من «تداعيات التصعيد في قطاع غزة».

وزير الخارجية المصري سامح شكري، حمّل إسرائيل، مسؤولية عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، عقب سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر «رفح» البري، قبل أسبوعين.

وطالب شكري، خلال اتصال مع نظيرته الهولندية هانكه سلوت، الثلاثاء، إسرائيل، بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، بـ«توفير الظروف الآمنة لدخول المساعدات الإنسانية، وإنهاء العمليات العسكرية في محيط المعبر، فضلاً عن ضرورة توفير المناخ الآمن للعاملين بالمجال الإنساني».


مصر تشدد على تحمل إسرائيل مسؤولية منع دخول المساعدات إلى غزة

متطوعو الهلال الأحمر المصري يقومون باستقبال وفرز وتجهيز المساعدات الإنسانية على أمل إدخالها إلى غزة (الهلال الأحمر)
متطوعو الهلال الأحمر المصري يقومون باستقبال وفرز وتجهيز المساعدات الإنسانية على أمل إدخالها إلى غزة (الهلال الأحمر)
TT

مصر تشدد على تحمل إسرائيل مسؤولية منع دخول المساعدات إلى غزة

متطوعو الهلال الأحمر المصري يقومون باستقبال وفرز وتجهيز المساعدات الإنسانية على أمل إدخالها إلى غزة (الهلال الأحمر)
متطوعو الهلال الأحمر المصري يقومون باستقبال وفرز وتجهيز المساعدات الإنسانية على أمل إدخالها إلى غزة (الهلال الأحمر)

شددت مصر على ضرورة تحمل إسرائيل مسؤولية عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، عقب سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر «رفح» البري، قبل أسبوعين، فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، (الأونروا)، الثلاثاء، إن توزيع الطعام في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة «معلق حالياً» بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن.

متطوعو الهلال الأحمر المصري يقومون باستقبال وفرز وتجهيز المساعدات الإنسانية على أمل إدخالها إلى غزة (الهلال الأحمر)

وطالب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الثلاثاء، إسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، بـ«توفير الظروف الآمنة لدخول المساعدات الإنسانية، وإنهاء العمليات العسكرية في محيط المعبر، فضلاً عن ضرورة توفير المناخ الآمن للعاملين بالمجال الإنساني».

شكري يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزيرة خارجية هولندا (الخارجية المصرية)

وأعاد شكري، خلال اتصال مع نظيرته الهولندية هانكه سلوت، تأكيد «رفض مصر القاطع لسياسات تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية»، كما شدد على أهمية تضافر الجهود الدولية لوقف هذه الحرب وإطلاق عملية سياسية تهدف لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، بحسب بيان للخارجية المصرية.

ووفق البيان، حرص شكري على استعراض الموقف الحالي بشأن سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح البري، ما أدى لـ«الحيلولة دون وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع»، وشدد على «ضرورة تحمل إسرائيل مسؤولياتها الإنسانية بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، وتوفير الظروف الآمنة لدخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح، وإنهاء العمليات العسكرية في محيط المعبر، فضلاً عن ضرورة توفير المناخ الآمن للعاملين بالمجال الإنساني لتسلم وتوزيع المساعدات الإنسانية لسكان القطاع».

لافتة مدمَّرة في معبر كرم أبو سالم تشير إلى الاتجاه نحو رفح (رويترز)

ونقل البيان المصري عن الوزيرة الهولندية تقديرها للجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لحل أزمة قطاع غزة، والمخاطر الأمنية التي تواجهها على خلفية التصعيد الذي تشهده رفح الفلسطينية، مؤكدةً موقف بلادها الداعي إلى «الوقف الفوري لإطلاق النار بوصفه أولوية قصوى؛ بهدف زيادة حجم المساعدات التي تدخل القطاع، وكذلك للإفراج عن الرهائن».

كما أكدت المسؤولة الهولندية موقف بلادها «الداعم لحل الدولتين بما يسمح بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية».

واتفق الوزيران على «مواصلة اتصالاتهما مع مختلف الأطراف للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية، والحيلولة دون استمرار التصعيد والانزلاق بالمنطقة إلى صراع أوسع».

مستودع المساعدات الغذائية التابع لـ«الأونروا» تضرر بسبب الغارات الإسرائيلية على حي تل الهوى جنوب مدينة غزة (أ.ف.ب)

وكان تلفزيون «القاهرة الإخبارية»، نقل عن مندوب مصر بمجلس الأمن الدولي، أسامة عبد الخالق، قوله إن إسرائيل تهدف إلى «التلاعب» بالحقائق، وتحميل مصر والأمم المتحدة مسؤولية عدم نفاذ المساعدات إلى غزة.

ووصف عبد الخالق، الاثنين، ما يحدث في رفح الفلسطينية بأنه «جريمة إنسانية»، وحمّل المجتمع الدولي المسؤولية عنها. وأضاف أمام جلسة للمجلس عن الأوضاع في فلسطين، أن سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح جعلت من المستحيل استئناف العمل الإنساني.

في شأن متصل، أعلنت «الأونروا» في بيان على موقع «إكس»، أن سبعة مراكز صحية فقط تعمل من بين 24 تابعة لها، وأنها لم تتلق أي إمدادات طبية خلال الأيام العشرة الماضية بسبب «الإغلاقات/الاضطرابات» في معبري رفح وكرم أبو سالم. وشنت إسرائيل هجوماً جديداً في وسط غزة، الاثنين، حيث قصفت بلدات في شمال القطاع الفلسطيني وقالت إنها تعتزم توسيع عملياتها في رفح، على الرغم من التحذيرات الأميركية من مخاطر سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في المدينة الواقعة جنوب القطاع.


إسرائيل تدخل المسيرات المفخخة إلى معركة جنوب لبنان

مقاتلات إسرائيلية تحلق على علو منخفض شمال إسرائيل (إ.ب.أ)
مقاتلات إسرائيلية تحلق على علو منخفض شمال إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تدخل المسيرات المفخخة إلى معركة جنوب لبنان

مقاتلات إسرائيلية تحلق على علو منخفض شمال إسرائيل (إ.ب.أ)
مقاتلات إسرائيلية تحلق على علو منخفض شمال إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن تنفيذ عملية اغتيال جديدة لمسؤول في «حزب الله» يتولى قيادة وحدة صاروخية في منطقة ساحل جنوب لبنان، بموازاة تبادل متواصل للقصف، لا يزال محصوراً بالأهداف العسكرية، وبدا لافتاً خلاله استخدام إسرائيل لمسيرة متفجرة للمرة الأولى، استهدفت منزلاً كان سبق أن استُهدف في غارة جوية الاثنين.

وبعد إعلان «حزب الله» عن مقتل 7 من عناصره يوم الاثنين، من ضمنهم اثنان قتلا في سوريا، ومقاتل استهدفته مسيرة إسرائيلية ليل الاثنين، خلال تنقله على متن دراجة نارية في منطقة المنصوري، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو لاستهداف الدراجة، وقال إن المستهدف هو قيادي في الوحدة الصاروخية في الحزب.

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إن الجيش نفّذ ليل الاثنين غارة جوية في منطقة صور، هاجم فيها قاسم سقلاوي، قائلاً إنه «قائد الوحدة الصاروخية في منطقة الشاطئ في (حزب الله)».

وأضاف أدرعي أن سقلاوي «كان مسؤولاً عن التخطيط والتنفيذ لعمليات إطلاق قذائف صاروخية نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية، حيث عمل على تنفيذ وتخطيط عمليات إطلاق قذائف صاروخية، وأخرى مضادة للدروع نحو إسرائيل من منطقة الشاطئ في لبنان»، في إشارة إلى منطقة الساحل الجنوبي.

ونعى الحزب سقلاوي ليل الاثنين، وقال إنه يتحدر من بلدة دير قانون راس العين، وهي منطقة قريبة لموقع استهدافه.

وبدا لافتاً أن الجيش الإسرائيلي أدخل المسيرات الصغيرة الانتحارية في معركة جنوب لبنان، حيث تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن انفجار مسيرة صغيرة أطلقها الجيش الإسرائيلي على منزل في بلدة الناقورة، كان استهدفه يوم الاثنين، علماً أن المنزل تعرض لغارة جوية الاثنين، أسفرت عن مقتل عنصرين في «حزب الله»، حسبما قالت مصادر ميدانية.

في المقابل، أعلن «حزب الله» أنه استهدف «نقطة تموضع واستقرار لجنود العدو في موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ موجّه، وأصابها إصابة مباشرة، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها»، وذلك بعد أن أفاد الجيش الإسرائيلي بـ«اشتعال النيران في منطقة مزارع شبعا، إثر إطلاق صاروخين مضادين للدروع».

وفي عملية أخرى، قال الحزب، في بيان منفصل، إنه «بعد مراقبة تحركات العدو الإسرائيلي ومتابعة دقيقة في موقع الراهب وعند رصد مجموعة من جنوده تتحرك في محيط الموقع فجر الثلاثاء، استهدفها بالأسلحة الصاروخية والقذائف المدفعية».

كما أعلن عن استهداف تجمع ‏لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب بالأسلحة الصاروخية.

وحلّقت المقاتلات الإسرائيلية على علو متوسط فوق جبل الريحان، وذلك بعد ساعات على غارات نفّذها الطيران الحربي الإسرائيلي في منتصف الليل، استهدفت أطراف بلدتي بيت ليف ورامية، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والأحراج. كما أطلق الجيش القنابل الحارقة على الأحراج المتاخمة للخط الأزرق في المنطقة الحدودية قبالة بلدتي الناقورة وعلما الشعب.


«الصحة العالمية» تدعو إسرائيل إلى رفع القيود عن المساعدات إلى غزة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)
TT

«الصحة العالمية» تدعو إسرائيل إلى رفع القيود عن المساعدات إلى غزة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)

دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم (الثلاثاء)، إسرائيل إلى رفع القيود المفروضة على إدخال المساعدات إلى غزة، وقال إن الطريق الرئيسية لنقل المساعدات الطبية الطارئة من مصر إلى القطاع أُغلقت.

وأضاف غيبريسوس، بمؤتمر صحافي في جنيف: «في الوقت الذي يواجه فيه سكان غزة المجاعة، ندعو إسرائيل إلى رفع الحصار والسماح بمرور المساعدات. فدون تدفق مزيد من المساعدات إلى غزة، لا يمكننا الحفاظ على دعمنا المستشفيات لإنقاذ الأرواح».

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 35 ألفاً و647، بينما زاد عدد المصابين إلى 79 ألفاً و852. وقالت الوزارة في بيان إن 85 فلسطينياً قتلوا وأصيب 200 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف البيان أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.


«أونروا»: توزيع الطعام في رفح معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن

«أونروا» تقول إن توزيع الطعام في رفح معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن (رويترز)
«أونروا» تقول إن توزيع الطعام في رفح معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن (رويترز)
TT

«أونروا»: توزيع الطعام في رفح معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن

«أونروا» تقول إن توزيع الطعام في رفح معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن (رويترز)
«أونروا» تقول إن توزيع الطعام في رفح معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن (رويترز)

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الثلاثاء، إن توزيع الطعام في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة معلّق حالياً بسبب نقص الإمدادات وغياب الأمن.

وبحسب «رويترز»، تسببت الهجمات الإسرائيلية المتزامنة على شمال قطاع غزة وجنوبه هذا الشهر في نزوح جماعي جديد لمئات الآلاف من الأشخاص الفارين من ديارهم، وكذلك في تقييد شديد لتدفق المساعدات وتفاقم خطر المجاعة.


اشتباكات وقتلى وجرحى ودمار واسع في هجوم إسرائيلي على جنين

الدخان يتصاعد في جنين خلال هجوم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنين خلال هجوم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

اشتباكات وقتلى وجرحى ودمار واسع في هجوم إسرائيلي على جنين

الدخان يتصاعد في جنين خلال هجوم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنين خلال هجوم الجيش الإسرائيلي الثلاثاء (أ.ف.ب)

قتل الجيش الإسرائيلي 7 فلسطينيين على الأقل في عملية واسعة أطلقها في جنين شمال الضفة الغربية، الثلاثاء، وشهدت اشتباكات واسعة مع مقاتلين فلسطينيين، وخلّفت دماراً كبيراً في مخيم جنين.

واقتحم 1000 جندي إسرائيلي مدينة جنين ومخيمها في الهجوم الذي يُظهر تغييراً في أساليب عمل الجيش في الضفة، بعدما تحول إلى العمليات الواسعة التي تستمر أياماً، وتنتهي عادة بقتل عدد كبير من الفلسطينيين، واعتقال آخرين، وهدم مساكن، وتخريب بنى تحتية، بدل الغارات السريعة التي كانت تنتهي في غضون وقت قصير في نفس اليوم.

وصعّدت إسرائيل في الضفة بعد بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بدعوى كبح أي فرصة لتحولها إلى جبهة جديدة، لكنها بدأت تفتك بالمخيمات وبلدات أخرى تنشط فيها كتائب مسلحة.

جانب من تشييع معلّم فلسطيني قُتل خلال الهجوم الإسرائيلي على جنين الثلاثاء (رويترز)

ومنذ السابع من أكتوبر قتلت إسرائيل في الضفة 513 فلسطينياً، بينهم 127 من جنين وحدها.

واتهم الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إسرائيل بشن حرب إبادة واضحة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحذر أبو ردينة من خطورة استمرار هذه الحرب، وقال إنه على الرغم من قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه، فإن حكومة الاحتلال وجيشها يصران على «مواصلة جرائمهم، وذلك جراء الدعم الأميركي المستمر وغير المبرر لصالح الاحتلال».

وأضاف: «نحمّل الإدارة الأميركية مسؤولية هذه الأفعال الإسرائيلية الخطيرة التي تحرق المنطقة برمتها وتدفعها نحو الهاوية، فالدعم الأميركي بالمال والسلاح للاحتلال، وتوفير الغطاء لعدم محاسبته على جرائمه، يدفعان بقادة الاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم مثلما رأينا في شمال غزة ورفح، والثلاثاء، في جنين، تُنتهك الحرمات، ويُقتل الأبرياء والأطباء على مرأى ومسمع من العالم الذي يقف صامتاً تجاه هذه الجرائم التي تمس المدنيين، وكذلك تُدَمَّر البنية التحتية للمستشفيات والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية».

آليات إسرائيلية في جنين الثلاثاء (أ.ف.ب)

واقتحمت إسرائيل جنين بشكل واسع، ونشرت قواتها في المدينة، وحاصرت المخيم، ثم راحت تطلق النار على كل ما يتحرك في الشوارع، فقتلت 7 فلسطينيين في الساعات الأولى من العملية، بينهم طبيب ومعلم وطالب مدرسة، وأصابت 12 بجروح بينهم 2 في حال خطرة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية قتلت الطبيب أسيد جبارين (50 عاماً)، وهو اختصاصي جراحة عامة قُتل في محيط مستشفى جنين، والمعلم علام جرادات (48 عاماً)، المدرس في مدرسة «وليد أبو مويس الأساسية للبنين»، والطالب في الصف التاسع في مدرسة «ذكور الكرامة» الأساسية، ومحمود أمجد حمادنة (15 عاماً). ونعت وزارة الصحة بدورها الطبيب أسيد جبارين (50 عاماً)، مشيرة إلى أنه يعمل اختصاصي جراحة عامة منذ 17 عاماً في مستشفيات وزارة الصحة. وأضافت أن «جريمة قتل الشهيد الطبيب عمداً على يد قوات الاحتلال، تُضاف لسلسلة جرائم الاحتلال اليومية واعتداءاته المتواصلة على القطاع الصحي الفلسطيني بكل مكوناته، في قطاع غزة والضفة الغربية».

وكانت إسرائيل قد حاصرت إلى جانب مخيم جنين معظم مناطق المدينة بما في ذلك المستشفيات، قبل أن يتحول المخيم ومناطق أخرى في جنين إلى ساحات حرب. وقال الجيش الإسرائيلي إن عمليته التي قد تستمر أياماً عدة في جنين تستهدف «مكافحة الإرهاب».

آليات للجيش الإسرائيلي خلال الهجوم على جنين ومخيمها الثلاثاء (إ.ب.أ)

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن نحو 1000 جندي يعملون في جنين ومخيم جنين للاجئين بهدف القضاء على ضالعين بالعمل المسلح، وضرب البنية التحتية التابعة لهم.

وأعلنت فصائل فلسطينية أن مقاتليها يخوضون اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في جنين.

وأكدت حركة «الجهاد الإسلامي» أن «سرايا القدس - كتيبة جنين» تخوض اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم جنين.

كما أعلنت «كتائب الأقصى» التابعة لـ«فتح» أن مقاتليها يشتبكون مع القوات الإسرائيلية في مخيم جنين.

وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تعزيزات عسكرية هائلة في جنين، واشتباكات بالأسلحة، وانفجار عبوات ناسفة، وجرافات تخرب البنى التحتية، كما أظهرت دماراً واسعاً طال منازل وشوارع وبنايات وسيارات.

وفي أثناء العملية هدم الجيش منزل أحمد بركات الذي اغتيل بطائرة من دون طيار قبل نحو شهر ونصف، وتتهمه إسرائيل بأنه نفّذ عملية إطلاق النار في حرميش عام 2023، والتي قُتل فيها شخص إسرائيلي.

مسلح في جنين خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي الثلاثاء (أ.ف.ب)

وبينما وصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح ما يحدث في مدينة جنين، وكذلك في مخيم جباليا بغزة بـ«مذابح تصفوية تطهيرية وعدوان وحشي يشير إلى انفلات العنصرية اليمينية المتطرفة للاحتلال بكل صورها»، أدانت حركة «حماس» ما وصفته بـ«مجزرة الاحتلال في جنين»، وقالت إنها «لن تثني عزم شعبنا. مقاومتنا بالضفة ماضية ومتصاعدة مهما بلغت التضحيات».


جعجع ينتقد احتفال الحكومة بذكرى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان: استنسابية

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (موقع القوات)
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (موقع القوات)
TT

جعجع ينتقد احتفال الحكومة بذكرى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان: استنسابية

رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (موقع القوات)
رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (موقع القوات)

انتقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ما سماها «الاستنسابية» الحكومية اللبنانية تجاه قضايا تتعلق بسيادة لبنان، وذلك على خلفية مذكرة أصدرتها رئاسة مجلس الوزراء تقضي بإقفال الإدارات العامة والخاصة لمناسبة «عيد المقاومة والتحرير» في 25 مايو (أيار)، وهي ذكرى انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000.

وقال جعجع في بيان: «إذا كان من البديهي إيراد مناسبة خروج الجيش الإسرائيلي من الشريط الحدودي ضمن الأعياد الوطنية، فإنه من البديهي أيضاً إيراد مناسبة خروج الجيش السوري من قلب لبنان ضمن الأعياد الوطنية»، في إشارة إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان في 28 أبريل (نيسان) 2005. وأضاف جعجع: «الاحتلال هو احتلال سواء كان من عدو أم من (شقيق)، خصوصاً أن النظام السوري، ومن خلال جيشه، كان يضع يده كاملة على الدولة ومؤسساتها ويهيمن على معظم التراب اللبناني، وليس من الجائز مواصلة التعاطي باستنساب مع قضايا تتعلّق بسيادة لبنان».

ورأى جعجع في البيان أنه «كان المطلوب أن يشكّل خروج الجيش الإسرائيلي ومن ثم الجيش السوري من لبنان مناسبة لقيام الدولة الفعلية وعودة القرار الاستراتيجي إلى صلب الدولة التي يعود لها وحدها أن تدافع عن سيادة لبنان بواسطة الجيش اللبناني»، واستطرد: «لكن، للأسف، فإن محور الممانعة ما زال مصرّاً حتى اللحظة على مصادرة القرار العسكري والأمني للدولة؛ الأمر الذي يبقي السيادة منتقصة والوطن في حالة عدم استقرار، ويمنع قيام الدولة الفعلية، ويحُول دون تطبيق الدستور، ويعرِّض لبنان لحروب، ويقحمه في صراعات محاور خارجية».

وقال جعجع إن «الطلب من المدارس والمعاهد والجامعات تخصيص الحصة الأولى لشرح أهمية هذه المناسبة الوطنية يُعدّ تدخلاً في البرامج التربوية إلا إذا كان المقصود الرسمي منها فحسب، والذي يستدعي أيضاً تخصيص حصة تتعلّق بالمناسبة الوطنية المتمثلة بخروج الجيش السوري»، وتابع: «في الحالتين يجب الاتفاق على مضمون هذه الحصص بهدف تنشئة الأجيال تنشئة وطنية صحيحة عمادها الدولة فحسب كسلطة قرار والجيش كمنفِّذ حصري لهذا القرار في حماية السيادة والدفاع عن لبنان».

ويحيي لبنان في 25 مايو المقبل، الذكرى الـ24 لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي في العام 2000، ودرجت الحكومات المتعاقبة على اعتبار هذا اليوم، يوم عطلة رسمية تُقفل فيه الإدارات العامة والمدارس والجامعات والمعاهد.

وانسحبت إسرائيل في العام 2000، من معظم المناطق التي احتلتها في العامين 1978 و1982 في جنوب لبنان، وبقيت 13 نقطة حدودية عالقة، إضافة إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، وهي مناطق واقعة على السفح الغربي لجبل الشيخ.


«مخرج قانوني» لأزمة انتخابات كردستان

السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)
السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)
TT

«مخرج قانوني» لأزمة انتخابات كردستان

السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)
السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أ.ف.ب)

اهتدت الهيئة القضائية للانتخابات أخيراً إلى حلّ للخلاف الحاد الذي نشب بين أربيل والمحكمة الاتحادية في بغداد حول «كوتة» الأقليات في برلمان الإقليم، بعد قيامها في وقت سابق بإلغائها، والبالغ عددها 11 مقعداً مخصصة للمسيحيين والتركمان والإيزيديين.

ومن شأن القرار تسهيل إجراء انتخابات برلمان كردستان، المقررة في يونيو (حزيران) المقبل، لكن المرجح أن رئاسة الإقليم، بالاتفاق مع مفوضية الانتخابات، ستحدد موعداً جديداً حتى يتمكن الحزب «الديمقراطي» الكردستاني من تقديم لائحة مرشحيه للمفوضية بعد امتناعه عن ذلك خلال الفترة المحددة للتقديم سابقاً احتجاجاً على إلغاء «كوتة» الأقليات.

رئيس المحكمة الاتحادية جاسم العميري خلال استقباله نيجرفان بارزاني 14 مايو 2024 (إعلام القضاء)

5 مقاعد

وبغضّ النظر عن الجدل حول أحقية الهيئة القضائية بإلغاء قرارات المحكمة الاتحادية «الباتّة»، فإنها وجدت الحل في قرار أصدرته، الثلاثاء، يقضي بمنح مكونات الإقليم 5 مقاعد في برلمان كردستان، الذي حدّدته المحكمة الاتحادية في وقت سابق بـ100 مقعد، بعد أن قامت بإلغاء المقاعد الـ11 المخصصة للأقليات.

وسبق أن أشارت الهيئة القضائية في الانتخابات إلى عدم تخصص المحكمة الاتحادية في الحكم بقضية «كوتة» الأقليات، ما دفع الاتحادية إلى إصدار «توضيح» مقتضب، قالت فيه إنها تختص بـ«الرقابة على دستورية القوانين والأنظمة النافذة».

وبعد قرار سماح الهيئة القضائية بتخصيص 5 مقاعد للأقليات، أصدرت المحكمة الاتحادية، اليوم (الثلاثاء)، قراراً بردّ دعوى رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، وألغت «الأمر الولائي» بشأن عدم دستورية المادة 2 من نظام تسجيل المرشحين.

وتنص المادة 2 المشار إليها على أن «يتكون برلمان إقليم كردستان من (100) مقعد، موزعة على الدوائر الانتخابية الآتية: أربيل (34) مقعداً. محافظة السليمانية (38) مقعداً. دهوك (25) مقعداً. حلبجة (3) مقاعد».

وكانت دعوى رئيس وزراء الإقليم، مسرور البارزاني، تتعلق بإلغاء كوتة الأقليات المؤلفة من 11 مقعداً.

وقررت الهيئة منح مكونات الإقليم من المسيحيين والتركمان مقعدين في أربيل، ومثلهما في محافظة السليمانية، ومقعداً واحداً في دهوك، ما يعني أن الأقلية الإيزيدية لن تكون ممثلة في برلمان الإقليم.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات، جمانة الغلاي، في تصريحات صحافية، إن قرار الهيئة القضائية للانتخابات «نقض قرار مجلس المفوضين، الذي تضمن ردّ التظلم المقدم من ممثلي المكونات الدينية والقومية في (كردستان الخاص)».

وأشارت إلى أن مفوضية الانتخابات الاتحادية، التي ستتولى عملية إجرائها في كردستان «قسّمت الـ100 مقعد الموزعة على 4 دوائر انتخابية في كردستان، تتوزع على 43 مقعداً في أربيل، و38 مقعداً في السليمانية، و25 مقعداً في دهوك، و3 مقاعد في حلبجة».

وشددت المتحدثة باسم المفوضية على أن «مجلس المفوضين سيعقد جلسة خاصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الصدد، كون قرار الهيئة القضائية للانتخابات قراراً باتاً وغير قابل للطعن».

السوداني خلال لقائه نيجيرفان بارزاني 14 مايو 2024 (مكتب إعلام رئاسة الوزراء)

ارتياح كردي

قرار الهيئة القضائية المتعلق بالأقليات وجد ترحيباً وارتياحاً كردياً، واتفق الحزبان المتنافسان في الإقليم («الاتحاد الوطني» و«الديمقراطي الكردستاني») على أهميته بالنسبة لحالة الاستقرار وإنصاف المكونات في الإقليم.

وقال غياث السورجي، القيادي في حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني، الذي يهيمن على السليمانية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القرار جيد، وموضوع إلغاء كوتة الأقليات لم يكن بسبب حزب الاتحاد الوطني كما يزعم البعض. نعم، نحن قمنا برفع دعوى قضائية حول التوزيع السابق للكوتة المؤلفة من 11 مقعداً على الدوائر الانتخابية».

وأضاف أن «الإقليم أصبح 4 مناطق انتخابية بقرار المحكمة الاتحادية، لكننا لم نكن نطالب بإلغاء الكوتة، كان مطلبنا الأساسي توزيعها على الدوائر الانتخابية فقط، وليس لدينا أي اعتراض على قرار الكوتة الجديد، وسبق أن وجد بقرار ودعم من الحزب وزعيمه الراحل جلال طالباني، فيما كان بعض الأحزاب معارضة له بشكل غير علني».

وتابع السورجي: «نرى أن التوزيع الجديد للكوتة منصف وجيد، ويحقق العدالة للإخوة التركمان والمسيحيين، خاصة أنهم جزء أساسي من النسيج السكاني في السليمانية منذ تأسيسها».

ورغم الملاحظات التي ما زال يبديها أعضاء في الحزب «الديمقراطي» الكردستاني، فإنهم رحبوا بالقرار الجديد، ورأى عضو الحزب مهدي عبد الكريم أنه يمثل «جزءاً من الإنصاف للمكونات في كردستان».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «عدد الكوتة الجديد قليل جداً بالمقارنة مع العدد القديم، ومع ذلك فهو أفضل من لا شيء، خاصة ونحن نتحدث عن ضرورة تمثيل جميع المواطنين في برلمان الإقليم».

وقال العضو الآخر في الحزب الديمقراطي، شيرزاد قاسم، في تصريحات صحافية، إن «القرار خطوة باتجاه إقامة انتخابات برلمان كردستان، بعد توفر الشروط القانونية وتعديل الأخطاء السابقة، مع بقاء قضية أخرى، وهي عدم قانونية تسجيل الكيانات السياسية من قبل مفوضية الانتخابات، رغم أن التوزيع الجديد لمقاعد الكوتة ليست فيه عدالة كافية، كون أغلب أبناء المكونات هم من سكان أربيل ودهوك».


الرئيس القبرصي: المساعدات إلى غزة «تسلك مسارها»

الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس (أرشيفية - رويترز)
الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس (أرشيفية - رويترز)
TT

الرئيس القبرصي: المساعدات إلى غزة «تسلك مسارها»

الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس (أرشيفية - رويترز)
الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس (أرشيفية - رويترز)

أعلنت الحكومة القبرصية، اليوم (الثلاثاء)، أن 4 سفن من الولايات المتحدة وفرنسا بصدد نقل مساعدات من مرفأ لارنكا إلى قطاع غزة الذي يشهد أزمة إنسانية متصاعدة، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، للصحافيين، اليوم، إن جهود المساعدات المرسلة بحراً «تسلك مسارها».

وأضاف: «لدينا مساعدات كبيرة من دول ثالثة ترغب بالمساهمة في هذا الجهد». وتدخل المساعدات الآتية بحراً من قبرص إلى غزة عبر رصيف عائم مؤقت أنشأته الولايات المتحدة، تُفرّغ فيه الإمدادات قبل توزيعها.

وصرح فيكتور بابادوبولوس، من المكتب الإعلامي للرئاسة، للإذاعة الرسمية، بأن ألف طن من المساعدات أبحرت من قبرص إلى القطاع الفلسطيني المحاصر بين الجمعة والأحد.

وأضاف أن السفن تجري رحلات بين غزة والجزيرة الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط على بعد نحو 360 كيلومتراً.

ووصلت إلى ميناء لارنكا كميات كبيرة من المساعدات من بريطانيا ورومانيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى.

وحذرت الأمم المتحدة من مجاعة في غزة حيث يواجه السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نقصاً في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية والوقود وسط الحرب بين إسرائيل و«حماس»، التي دمرت القطاع الساحلي.

وتباطأت الإمدادات الإنسانية بالشاحنات إلى حد كبير منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر في أوائل مايو (أيار) الحالي.

وبدأت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، أدى الى مقتل أكثر من 1170 شخصاً على الأقل غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لـ«الوكالة» استناداً الى أرقام إسرائيلية رسمية.

وبعد يومين على اندلاع الحرب أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بفرض «حصار كامل» على القطاع.

وتوعّدت الدولة العبرية بـ«القضاء» على الحركة، وأدت عمليات القصف والهجمات البرية التي تنفذها في القطاع إلى مقتل 35647 شخصاً على الأقل غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».