قال مسؤول كبير بالشرطة، اليوم الأربعاء، إن عدد قتلى هجوم بسيارتين ملغومتين في منطقة هيران بوسط الصومال ارتفع إلى 35، بينما تبنّت حركة «الشباب» المتطرفة الهجومين، وادعت في المقابل ارتفاع عدد الضحايا إلى 87 قتيلاً وإصابة 130 من عناصر الجيش والميليشيات المساعدة.
ونُفذ الهجومان في بلدة محاس الواقعة على بُعد نحو 300 كيلومتر من العاصمة مقديشو في محافظة حيران؛ حيث بدأ هجوم واسع ضد حركة «الشباب» قبل أشهر بقيادة قوات من العشائر والجيش الصومالي. وقال مومن حلني، رئيس مديرية محاس، إن «الهجمات الإرهابية تسببت في سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين». وأبلغ إذاعة مقديشو الحكومية، أن «القوات الحكومية أحبطت هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين على المدينة بإقليم هيران وسط البلاد». وأوضح أن التفجير الأول وقع قرب منزله، بينما وقع الآخر على بعد أمتار من منزل يقيم فيه نائب في البرلمان، لم يكن موجوداً لحظة وقوع التفجير، الذي تسبب في خسائر بشرية معظمها مدنيون، لم يكشف عددهم.
بدوره، أعلن عثمان نور، قائد شرطة محاس، أن «مدنيين» قتلوا في التفجيرين، متهماً حركة «الشباب» باستهداف المدنيين بعد أن مُنيت بهزائم في القتال مع قوات الجيش. وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن «الأماكن التي استهدفتها التفجيرات مناطق تجارية (مطاعم وأسواق)». ودعا رئيس حكومة إقليم هيرشبيلي، علي غودلاوي، الشعب الصومالي إلى «الوحدة والتكاتف للقضاء على (الإرهاب) الذي يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار وترويع المواطنين الأبرياء».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبد الله آدم، مسؤول الأمن المحلي، أن «الإرهابيين هاجموا بلدة محاس مستخدمين مركبتين مفخختين، واستهدفوا منطقة مدنية وتأكدنا من أن تسعة أشخاص، جميعهم مدنيون، قتلوا في الانفجارين». وبحسب شهود عيان، وقع الانفجاران قرب مطعم مجاور لمبنى تابع لإدارة منطقة محاس. وأعلنت «الشباب»، في بيان، مسؤوليتها عن الهجومين. وزعمت مقتل 87 وإصابة 130 من عناصر الجيش والميليشيات المساعدة وحرق 13 مركبة مزودة بمدافع.
وتزامن الهجوم الدامي الجديد، مع اجتماع موسع عقده حمزة عبدي بري، رئيس الحكومة الصومالية، أمس، في العاصمة مقديشو، لمناقشة الوضع الأمني وحظر الأسلحة المفروض على الصومال لفترة طويلة. ونقلت الوكالة الرسمية عن مسؤولين من وزارتي الدفاع والأمن الداخلي أن عمليات التحرير التي حققت انتصارات كبيرة خاصة في محافظات غلغدود وهيران وشبيلي الوسطى، وأدت إلى مقتل أكثر من 2000 من العناصر والقيادات الإرهابية في الأشهر الأربعة الماضية.
وأكد حمزة أن «حكومته ملتزمة بالقضاء على (الإرهابيين)، ومواصلة جهود محاربة (الإرهاب)». وقال إن «وقت (الإرهابيين) ينفد الآن»، مشيراً إلى أن «الحكومة ستبذل قصارى جهدها لرفع حظر الأسلحة المفروض على البلاد». واقترح الاجتماع تشكيل لجنة تنفيذية وأخرى فنية لتنفيذ الأهداف المخططة للحكومة الصومالية لضمان رفع حظر الأسلحة بالكامل في غضون عام.
ويتعرض متمردو حركة الشباب لضغوط منذ أغسطس (آب) الماضي، عندما شنّ الرئيس حسن شيخ محمود هجوماً عسكرياً بعد وقت قصير من توليه منصبه. وتقول الحكومة إنها قتلت المئات من مقاتلي الشباب واستعادت السيطرة على عشرات التجمعات السكنية. كما تلقت القوات الحكومية وقوات العشائر دعماً من قوات الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي. ونفذت حركة الشباب هجمات متكررة في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك هجمات على منشآت حكومية وفنادق في العاصمة مقديشو، علماً بأن تقييد إيصال المساعدات الدولية على أيدي متمردي حركة الشباب أدى إلى تفاقم أسوأ موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الأفريقي منذ أربعة عقود.
وأدانت مصر الهجومين الإرهابيين في بلدة محاس وسط الصومال. وأعربت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، اليوم (الأربعاء)، عن خالص التعازي والمواساة لحكومة وشعب جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، ولذوي ضحايا هذا الهجوم المشين، متمنية الشفاء العاجل للمصابين. وأكدت مصر «تضامنها ودعمها الكامل لدولة الصومال الشقيقة في مواجهة جميع أشكال التطرف والإرهاب»، داعية إلى «تضافر جهود المجتمع الدولي للتصدي للإرهاب وتجفيف منابعه».
الصومال: قتلى وجرحى في هجومين لحركة «الشباب»
الحكومة أكدت مواصلة جهود محاربة «الإرهاب»
الصومال: قتلى وجرحى في هجومين لحركة «الشباب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة