علاوي : النصر السياسي يجب أن يرافق الانتصارات العسكرية في الأنبار

دعوات إلى حماية المدنيين في المعارك.. واستقبال النازحين

علاوي : النصر السياسي يجب أن يرافق الانتصارات العسكرية في الأنبار
TT

علاوي : النصر السياسي يجب أن يرافق الانتصارات العسكرية في الأنبار

علاوي : النصر السياسي يجب أن يرافق الانتصارات العسكرية في الأنبار

دعا نائب رئيس الجمهورية العراقية الدكتور إياد علاوي إلى تحقيق النصر السياسي في المعركة ضد تنظيم داعش بالتزامن مع تحقيق الانتصارات العسكرية على الأرض، مشددا على ضرورة حماية المدنيين العزل في الفلوجة وباقي مدن الأنبار.
وقال علاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه «يجب أخذ الحرص الشديد على أن لا تذهب التضحيات الجليلة سدى، وذلك بالتأكيد على أهمية تحقيق النصر السياسي بالتزامن مع الانتصارات المتحققة في كل صفحات المعارك العسكرية التي تخوضها قواتنا الأمنية ضد عصابات داعش الإرهابي، والتأكيد على تجسيد وتفعيل المصالحة والوحدة الوطنية كضمانات لدعم وتحقيق استمرارية وديمومة النصر العسكري بنصر سياسي». وأشار علاوي إلى أنه «يجب التشديد على حماية أرواح الأبرياء من المدنيين العزل المحاصرين في مدن الفلوجة والرمادي وباقي مدن الأنبار التي وقعت تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، والمسارعة بمعالجة أوضاع النازحين بشكل فوري وعاجل وتقديم المساعدات لهم بما يضمن لهم العيش في حياة كريمة بعيدة عن المخاطر، والإسراع بإعادة الخدمات إلى المناطق التي يتم تحريرها إعادة الخدمات للمناطق المحررة».
من جانبه، قال نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي النائب حامد المطلك في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «وضع النازحين في الأنبار وضع مأساوي لا يوصف فأبناء الأنبار وخصوصًا أهالي الفلوجة ينزحون من منطقة إلى أخرى منذ سنوات، فيما نرى أن هناك تقصيرا واضحا من الحكومة لإغاثة هؤلاء النازحين من مدينة الفلوجة تحديدًا وباقي مدن الأنبار»، مشيرا إلى «عدم قبول العائلات النازحة القادمة من مدينة الفلوجة وهم يقفون الآن على جسر بزيبز أملاً في الدخول إلى بغداد، لكن السلطات تمنعها».
وأشار المطلك إلى العمليات العسكرية الجارية حاليًا في الأنبار بالقول: «إن طريقة معالجة تنظيم داعش من قبل القوات الحكومية في مدينتي الرمادي والفلوجة هي طريقة خاطئة جدًا، والعمليات العسكرية الجارية حاليًا في مدينة الفلوجة هي من أجل إحراق المدينة بالكامل حيث لا يوجد هناك تفريق بين الضحية والقاتل أو بين الجلاد والمجلود وبين البريء والمجرم، وأدعو الحكومة إلى تأمين حياة المواطنين الأبرياء في هذه المدينة المنكوبة وأن تعيد خططها بشكل مدروس لإخراج المدنيين ثم القضاء على مجرمي داعش».
وفي ذات السياق، قال النائب رعد الدهلكي، رئيس لجنة المهجرين والمهاجرين في البرلمان العراقي، لـ»الشرق الأوسط»: «اليوم لدينا في الفلوجة والرمادي وباقي مدن الأنبار مواطنون أبرياء هم في قبضة المسلحين فعلينا توخي الحذر، هذا من جانب، ومن جانب آخر لدينا عدد كبير من النازحين اليوم من مدينة الفلوجة يضافون إلى الأربعة ملايين نازح وهناك انهيار كبير في الأموال المخصصة لهؤلاء النازحين من قبل الحكومة، ولا أرمي المسؤولية على وزارة الهجرة أو اللجنة العليا لإغاثة النازحين بل المسؤولية اليوم كلها تقع على عاتق القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي وكل الوزارات».
المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أعلنت من جانبها بأنها طالبت الحكومة الاتحادية والقوات الأمنية بحماية المدنيين. وقال عضو المفوضية مسرور أسود لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليست لدينا إحصائية دقيقة عن عدد النازحين من الفلوجة، ولكن تقديراتنا تؤكد أنها بحدود 700 - 800 أسرة نازحة، وتشير المعلومات المتوفرة لدينا أن هناك نقاط تفتيش أقامها تنظيم داعش تمنع خروج الأسر، وبالتالي أصبحوا في مرمى نار الهجوم بينما يتخذهم تنظيم داعش كسواتر ودروع».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.