مصر: استراتيجية وطنية لدعم الصحة النفسية للمواطنين... ماذا تعني؟

أعلنت عن دراسات ميدانية لرصد أسباب القلق والاكتئاب

وزير الصحة المصري خلال اجتماع المجلس القومي للصحة النفسية (صفحة وزارة الصحة على فيسبوك)
وزير الصحة المصري خلال اجتماع المجلس القومي للصحة النفسية (صفحة وزارة الصحة على فيسبوك)
TT

مصر: استراتيجية وطنية لدعم الصحة النفسية للمواطنين... ماذا تعني؟

وزير الصحة المصري خلال اجتماع المجلس القومي للصحة النفسية (صفحة وزارة الصحة على فيسبوك)
وزير الصحة المصري خلال اجتماع المجلس القومي للصحة النفسية (صفحة وزارة الصحة على فيسبوك)

أثيرت تساؤلات في مصر بشأن «الاستراتيجية الوطنية لدعم الصحة النفسية للمواطنين»، وآليات تنفيذها، بعدما أعلنت القاهرة إطلاقها، تنفيذاً لمبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وتهدف الاستراتيجية إلى «دعم الصحة النفسية للمصريين، وإجراء دراسات ميدانية لرصد أسباب انتشار الأمراض النفسية، خاصةً القلق والاكتئاب». ووفق الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة المصري، (الأربعاء) فإن «مصر تولي اهتماما كبيرا بملف الصحة النفسية، وتهدف الاستراتيجية التي تم وضعها وفق مقاييس عالمية إلى تطوير الرعاية الخاصة بالأمراض النفسية، بما يضمن تيسير حصول المواطن المصري على كافة خدمات الدعم النفسي». وأوضح خلال ترأسه اجتماع المجلس القومي للصحة النفسية أنه «تم وضع خطة تستهدف توسيع المدارك المجتمعية ونشر ثقافة الصحة النفسية وأهميتها، وتغيير الصورة الذهنية للمجتمع، والتي تنظر للمريض النفسي على أنه (وصمة)، من خلال تكثيف حملات التوعية خاصةً بين طلاب المدارس والجامعات».
ويبلغ عدد منشآت الصحة النفسية في مصر، بحسب وزارة الصحة «179 منشأة حكومية وخاصةً، تضم 10 آلاف و146 سريرا». و«تتبنى الاستراتيجية الجديدة اتجاها بزيادة الطاقة الاستيعابية لهذه المنشآت، والتوسع في إنشاء منشآت جديدة»، وفقاً للدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «سيتم إجراء مسح شامل لخدمات الصحة النفسية المقدمة لتحديث قاعدة البيانات المركزية للمجلس القومي للصحة النفسية، من خلال تقارير متابعة وتقييم، كما تم تفعيل آليات الرقابة على هذه المنشآت، ووضع معايير موحدة لاعتماد مراكز الصحة النفسية للتأكد من استيفائها الشروط الصحية».
وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة إلى أن «رسم خريطة متكاملة للصحة النفسية في مصر، سوف يساهم في وضع وتطوير الخطط المستقبلية التي تساعد على تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية، وسوف يتم قريباً إطلاق حملات توعية مجتمعية بوسائل مختلفة لتغيير النظرة السلبية للمريض النفسي».
وتتضمن الاستراتيجية أيضاً «إجراء الدراسات الميدانية لرصد خريطة الأمراض النفسية والوقوف على المؤثرات المسببة للقلق والاكتئاب، ووضع خطة محددة من شأنها التخفيف من حدة أعراض الأمراض النفسية، حفاظاً على الحالة الصحية للمواطنين». وبحسب المتحدث باسم «الصحة المصرية»، «تم وضع آليات لإجراء الدراسات الميدانية بالتعاون مع الجامعات المصرية والمؤسسات العلمية المختلفة».
ومن بين الآليات التي تم إقرارها لتنفيذ الاستراتيجية – وفق وزارة الصحة - «التنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتنظيم دورات تدريبية لطلاب الامتياز بكليات الطب، في تخصص الطب النفسي، بهدف زيادة خبراتهم في مجال الطب النفسي»، كما تم خلال اجتماع المجلس القومي للصحة النفسية طرح «مناقشة زيادة البدل المالي الذي يتم صرفه للأطباء القائمين على الرقابة والمرور على المنشآت النفسية بالقطاعين العام والخاص، وذلك لمساعدتهم على القيام بمهام الرقابة والمتابعة».
من جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب في مصر، لـ«الشرق الأوسط» إن «إطلاق (استراتيجية وطنية للصحة النفسية) يعني مبدئياً أنه سيكون لدينا في وقت قريب خريطة متكاملة وقاعدة بيانات مركزية للأمراض النفسية المنتشرة، وأسبابها، من خلال الدراسات والأبحاث الميدانية، وهو ما يساهم في فهم نفسية المجتمع بشكل عام، ونفسية الفرد بشكل خاص، ورصد المتغيرات التي طرأت على المجتمع والأفراد، والتي تؤدي إلى انتشار بعض الأمراض النفسية أكثر من غيرها».
وأوضح فرويز أن «المتغيرات الاجتماعية والثقافية التي طرأت على المجتمع المصري أثرت على خريطة الأمراض النفسية، فانتشرت بعض الأمراض أكثر من غيرها، وفي معظم الأحوال يكون المريض النفسي ضحية المجتمع الكبير ومجتمعه الصغير المحيط به، مثل العائلة والأصدقاء»، مضيفاً «من أبرز الأمراض المنتشرة في الوقت الراهن بمصر، مرض الاضطراب، وهو الشخص المضطرب بأشكال مختلفة، كأن يكون شخصية هستيرية أو تشككية أو سيكوباتية، وهؤلاء الأشخاص هم من يتسببون في إصابة من حولهم بأمراض نفسية، وهو ما يتضح في انتشار جرائم القتل الأسرية، أو قيام شاب بقتل فتاة لأنها رفضته».



تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.