حملت إحدى ليالي الرياض الماطرة على متنها لحظات استثنائية وأمسية تكريمية لعطاء الفنان عبد الله الرويشد، سفير الأغنية العربية، ولمشواره الفنّي الطويل، ونظمت هيئة الترفيه «ليلة من بد الليالي» لتكريم الفنان، بمشاركة نخبة من رفقاء دربه وشركاء نجاحه وسط حضور الآلاف من محبيه.
وقال تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، إن الفنان الكبير الرويشد، هو أحد الأصوات التاريخية في الخليج، وأعمدة الفن العربي، والفنانَين الرويشد وعبد الكريم عبد القادر، من أوائل فناني الكويت، مُرحباً في حديث صوتي من نيويورك بُثّ مباشرة في مكان الحفل، بالضيوف من الكويت والخليج ممن يستمتعون بتفاصيل الأمسية.
وقبل انطلاق الحفل السخيّ بالمفاجآت، قدمت فرقة الفن الكويتي مجموعة من الوصلات الفلكلورية، طافت بالجمهور في جولة على العطاء الفني الكويتي، الذي طالما كانت له بصمته المختلفة، وترك تأثيره على دول الخليج والمنطقة.
وأطلّ الفنان الرويشد في أول ظهوره خلال الأمسية وسط ترحيب وتصفيق حار من الجمهور، ليطلق تفاصيل الأمسية التكريمية التي احتفت بمسيرته وعطائه، وظهر فنانون من الكويت والسعودية لمشاركته بعض الوصلات الغنائية.
ورحب الفنان الرويشد بالجمهور الكبير الذي ملأ مسرح «محمد عبده أرينا»، وعبّر عن سروره برؤية جمهور الرياض، بفضل الأمسية التي نظمتها هيئة الترفيه، وبدأ في غناء قائمته مع أغنية «رحلتي»، و«قلبي معك»، قبل أن ينضم إليه أصدقاؤه من الفنانين للاحتفال بمسيرة فنية في حفل تاريخي كبير.
وبدأت أولى الثنائيات الفنية لحفل الرويشد، مع الفنانة نوال الكويتية التي تألقت في تقديم أغنيات «حبيبة قلبي»، و«اعذريني»، وطافت بالجمهور في عالم من الدهشة والجمال، قائلة، إن الفنان الرويشد هو روح الكويت، مضيفة: «لا يمكن أن تتأخر عن حفل أبو خالد وتلبية دعوته لإحياء أمسيته وتكريمه».
وشهدت الأمسية بعد ذلك ظهور الفنان خالد الشيخ، الذي ارتبط اسمه طويلاً مع الفنان الرويشد، وتشاركا في بناء تجربة فنية متميزة، وقال الشيخ إن ليلة مثل هذه لا تكون إلا في السعودية، وهي تكريم لفنان عريق يمثل كل أهل الفن وناسه، وأصبح سفيراً فوق العادة للأغنية العربية. واستمرت بعد ذلك حكاية الطرب بغناء متناغم وأداء منسجم بين الشيخ والرويشد.
ومن ثمّ ظهر الفنان علي بن محمد، الذي وصف الرياض في بداية وصلته الغنائية بـ«أيقونة الفن»، وتشارك الغناء مع الرويشد بعناوين ظهرت قبل 3 عقود، ولا تزال حيّة وغضّة ومملوءة بطاقة الطرب والفرح.
وفي ثنايا الحفل، كرّمت هيئة الترفيه الفنان عبد الله الرويشد على ما قدمه طوال مسيرته الفنية، وقدم أحمد المحمادي نائب الرئيس التنفيذي للهيئة، درعاً تكريمية للفنان على خشبة المسرح، تقديراً وتثميناً لدوره الكبير في تطوير الأغنية الخليجية، كجزء من تفاصيل «ليلة من بد الليالي»، وللاحتفاء بسفير الأغنية العربية.
وظهر الرويشد بعد ذلك رفقة الفنان أصيل أبو بكر، وتشاركا في غناء إحدى الروائع التلحينية للفنان الراحل أبو بكر سالم، وقدما أغنية «ما في أحد مرتاح»، إلى جانب عدد آخر من العناوين التي جمعتهما في لحن مبتكر أو مفردة معبرة.
وكان آخر ظهور للفنان خالد الملا، وسط تصفيق الجمهور، وبدأ رفقة نجم الأمسية وبطلها، الفنان الرويشد، في تقديم مجموعة من الأغاني المشتركة التي بسطت شعوراً كبيراً من الأنس والفرح والتفاعل، وحولت المسرح إلى دنيا من الوله.
وفي ختام الليلة، قدم الفنان الرويشد تحية حب وتقدير وامتنان إلى السعودية، التي احتضنت ليلة تكريمه، ومسيرته التاريخية، ولجمهور مسرح «محمد عبده أرينا» الذي كان على مستوى الليلة من التفاعل والتواصل والحب.