23 مليار دولار هدراً اقتصادياً ناجماً عن التعديات البيئية في السعودية

السلطات تضبط 9 آلاف مخالفة في آخر 3 سنوات

السعودية تكثف من تعزيز منظومة حماية البيئة وإعادة التوازن الطبيعي... وفي الصورة منظر في إحدى المحميات المحلية (واس)
السعودية تكثف من تعزيز منظومة حماية البيئة وإعادة التوازن الطبيعي... وفي الصورة منظر في إحدى المحميات المحلية (واس)
TT

23 مليار دولار هدراً اقتصادياً ناجماً عن التعديات البيئية في السعودية

السعودية تكثف من تعزيز منظومة حماية البيئة وإعادة التوازن الطبيعي... وفي الصورة منظر في إحدى المحميات المحلية (واس)
السعودية تكثف من تعزيز منظومة حماية البيئة وإعادة التوازن الطبيعي... وفي الصورة منظر في إحدى المحميات المحلية (واس)

كشف مسؤول بيئي سعودي عن تسبب المخالفات البيئية والتعدي عليها بهدر اقتصادي يقدر بـ86 مليار ريال (23 مليار دولار) سنوياً، مشيراً إلى ضبط الجهات الأمنية لأكثر من 9200 مخالفة بيئية خلال آخر 3 سنوات، منها 3500 مخالفة بيئية خلال العام الحالي 2022م.
وأوضح مدير إدارة الإعلام والتواصل المؤسسي في القوات الخاصة للأمن البيئي، العقيد عبد الرحمن بن قعدان العتيبي، خلال مشاركته في ندوة بنادي الإبل، أخيراً، أن أبرز تلك المخالفات هو الصيد المخالف بواقع 12 مليون طائر في كل عام، والاحتطاب الذي يستنزف نحو 120 ألف هكتار من الأشجار والشجيرات سنوياً، وكذلك الرعي الجائر وتسببه في تدهور 70 في المائة من المراعي.
وأضاف العتيبي، أن من أبرز الضغوط والتعديات على البيئة في السعودية، الاستهلاك الجائر للمياه الجوفية غير المتجددة، وضعف معالجة النفايات التي تقل عن 10 في المائة، وارتفاع نسبة تعرض مجمل السكان للتلوث الهوائي بنسبة 90 في المائة بسبب تزايد الانبعاثات الملوثة.
وأشار العتيبي إلى أن السعودية كانت متأخرة في مؤشر الأداء البيئي في السنوات الماضية، بسبب أن الأنظمة البيئية كانت غير شاملة وغير رادعة في السعودية، كما كانت قدرات إنفاذ الأنظمة البيئية غير كافية لحماية البيئة، وكذلك البرامج التوعوية والمشاركة المجتمعية كانت تعاني من الضعف، لافتاً إلى أن المملكة في السنوات الأخيرة تقدمت كثيراً في الاهتمام البيئي بعد صدور نظام البيئة والإعلان عن المبادرات البيئية العالمية وإنشاء القوات الخاصة بالأمن البيئي.
وبيّن العقيد العتيبي، أن القوات الخاصة للأمن البيئي تنتشر في 7 محميات ملكية، وتعمل على توسيع انتشارها في تغطية مناطق ومحافظات المملكة كافة، وكذلك التوسع في المبادرات البيئية مثل حملات التشجير ومبادرات الإصحاح البيئي، كما تعمل على إنفاذ الأنظمة البيئية والمشاركة في التوعية البيئية، وردع المخالفات البيئية وتحقيق الالتزام البيئي للأفراد والمؤسسات، والمراقبة الأمنية للمناطق المهمة للتنوع البيئي والأحيائي.
وكانت السعودية قد تنبهت إلى تلك المخاطر البيئية وتأثيرها في التدهور البيئي؛ إذ أفردت «رؤية السعودية 2030» مستهدفات خاصة بحماية البيئة وتنمية الغطاء النباتي، كما أصدرت السعودية نظاماً جديداً خاصاً بالبيئة، وأطلقت الاستراتيجية الوطنية للبيئة التي تسعى لتوفير بيئة مزدهرة ومستدامة تحظى بأعلى درجات الرعاية من الجميع، كما تهدف إلى توفير الممكنات وإشراك جميع الأطراف لصياغة وتنفيذ سياسات واستراتيجيات وأنظمة ومعايير ومبادئ توجيهية شاملة تضمن حماية البيئة واستدامتها.
وتسعى الاستراتيجية إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاستدامة الاقتصادية والرفاه الاجتماعي والمشاركة البيئية، وكانت أبرز مخرجات الاستراتيجية، المتانة المؤسسية ومشاركة القطاع الخاص، وذلك بوضع إطار مؤسسي فعال ومستدام لقطاعي البيئة والأرصاد يخلق تكامل الأدوار بين وزارة البيئة والمياه ومراكز تنفيذية متخصصة وفعالة، وكذلك تفعيل مشاركة القطاع الخاص في قطاعي البيئة والأرصاد، والمحافظة على الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وذلك بتركيز الجهود على تنمية الغطاء النباتي الطبيعي ومكافحة التصحر، والمحافظة على الحياة الفطرية وتنميتها داخل وخارج المحميات، وتعزيز الامتثال البيئي والحد من تأثير الأنشطة القطاعية التنموية على البيئة، وكذلك التكيف مع التغير المناخي.
وتضمنت مخرجات الاستراتيجية أيضاً تطوير خدمات الأرصاد وتوسيع نطاقها لتلبية حاجات المملكة المتنامية، والتوعية والتعليم والابتكار برفع الوعي البيئي لدى جميع شرائح المجتمع، وتعميم التربية البيئية والابتكار في قطاعي البيئة والأرصاد.
وتستهدف الاستراتيجية تحقيق الارتقاء في قطاع البيئة عبر تنفيذ المبادرات المتعلقة بتعظيم فاعلية الأجهزة العاملة في قطاع البيئة، ورفع الالتزام والأداء البيئي للقطاعات التنموية، وتنظيم الرعي والتوسع في تنمية الحياة الفطرية والغطاء النباتي، ومكافحة التصحر، والإشراك الفعال للقطاع الخاص والمجتمع المدني في الشؤون البيئية، والتوسع في سلة خدمات الأرصاد.
وتستهدف الاستراتيجية أيضاً تحقيق الريادة في قطاع البيئة في المملكة؛ إذ تعمل على تنفيذ المبادرات المتعلقة بالإدارة المستدامة للمراعي والغابات والحياة الفطرية، ودعم الدراسات المتقدمة والبحث والابتكار والوصول بخدمات الأرصاد ومنظومة البيئة، إلى مصاف أفضل الممارسات العالمية، وتقديم الخبرات للدول الأخرى.
وتتميز بيئة السعودية بأنها ثرية بالتنوع النباتي والحيواني؛ إذ تتجاوز الأنواع النباتية فيها أكثر من 2500 نوع نباتي، كما تتصف الأنواع النباتية والحيوانية بتكيفها مع الظروف المناخية، ومع قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، كما تتوزع في وجودها بين المراعي والمرتفعات الجبلية والكثبان الرملية، والغابات والأراضي الرطبة الداخلية، والمناطق الساحلية؛ إذ ساهم ذلك التنوع البيئي في أن ترفع السعودية من جهودها في السياحة البيئية للاستفادة من تلك المقومات ورفع الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 في المائة بحلول 2030 بعد أن كان لا يتجاوز 3 في المائة.


مقالات ذات صلة

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة للعام المالي 2025

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ميزانية العام المالي 2025، التي تتوقع إيرادات بقيمة 1.184 تريليون ريال.

الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ20 عالمياً، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال لقاء الوزير الخطيب عدداً من المستثمرين ورواد الأعمال في الأحساء (حساب الوزير على منصة إكس)

دعم السياحة في محافظة الأحساء السعودية بمشاريع تتجاوز 932 مليون دولار

أعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب دعم السياحة بمحافظة الأحساء، شرق المملكة، بـ17 مشروعاً تتجاوز قيمتها 3.5 مليار ريال وتوفر أكثر من 1800 غرفة فندقية.

«الشرق الأوسط» (الأحساء)

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
TT

وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)
الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس، وستلعب دوراً مضاعفاً، كما يقول وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف. ويضيف أن هيئة المساحة الجيولوجية سيكون لها دور محوري خلال الـ25 عاماً المقبلة في تمكين قطاع التعدين، مشدداً على أن هناك عزماً على استمرار مشروعات المسح الجيولوجي والاستكشاف وتوفير البيانات للمستثمرين، خصوصاً أن الهيئة أطلقت جملةً من المبادرات تهدف إلى تحويل قطاع التعدين ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني.

كلام الخريف جاء خلال حفل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها، والذي انطلق تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة، بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية.

الأمير سعود بن مشعل نائب أمير مكة المكرمة خلال تكريم الشخصيات المشاركة ويبدو وزير الصناعة ورئيس هيئة المساحة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وفي ظل هذه النتائج والأرقام ونتائج المسح، سجَّلت السعودية تدفقاً كبيراً للاستثمار في قطاع التعدين، وهو ما أكده لـ«الشرق الأوسط» الوزير الخريف، قائلاً: «يوجد الآن كمٌّ كبيرٌ من طلبات الاستثمار في قطاع التعدين، وهناك عمل مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لضمان التنسيق لتخصيص المواقع للمستثمرين»، موضحاً أنه في كل يوم يجري التوقيع لمواقع جديدة سواء لمستثمرين حاليين فيما يتعلق بالتوسع، أو مستثمرين جدد.

وأشار الوزير إلى أن «النتائج التي نحصل عليها من المسح الجيولوجي والبيانات والمنصة، جعلت السعودية من أهم الدول التي يُنظر لها من شركات الاستثمار في قطاع التعدين للتوسع؛ لضمان مستقبلها في إمدادات التعدين»، مؤكداً: «إننا نعمل على التدقيق في المعلومات التي تصلنا، ونأخذ عينات إضافية، ونركز على مناطق محددة توجد فيها ثروات أكثر، وهذا يرفع مستوى مصداقية السعودية من حيث البيانات».

ونُفذت مشروعات عملاقة للمسح الجيولوجي غطت أكثر من 85 في المائة من أراضي المملكة ما بين أعمال مسح جيوفيزيائي وجيوكيميائي باستخدام تقنيات حديثة. كما أن هناك البرنامج العام للمسح الجيولوجي، ومبادرة بناء قاعدة المعلومات الوطنية لعلوم الأرض، وفقاً للخريف، الذي قال إن المبادرات أسهمت في ارتفاع قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة من 4.9 تريليون ريال في عام 2016، إلى 9.4 تريليون ريال مع بداية العام الحالي، 2024.

وزير الصناعة خلال إلقاء كلمته في حفل الهيئة الاثنين (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وخلال الحفل، دشّن نائب أمير منطقة مكة، شعار هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجديد، الذي يعكس الهوية الجيولوجية للهيئة، ويفصح عن جهودها المستمرة في مسح مناطق المملكة وتعزيز الوعي الثقافي والبيئي، كما كرّم أعضاء اللجنة المؤسسة للهيئة، ورعاة الحفل.

وقال الخريف، إن هيئة المساحة الجيولوجية أنجزت أكثر من 500 مشروع متخصص في مجالات علوم الأرض، تتضمّن الخرائط الجيولوجية بمقاييس الرسم المختلفة، والاستكشاف المعدني، والمسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي والبحري، وأعمال مراقبة ورصد المخاطر الجيولوجية، والحد من آثارها، والدراسات والأبحاث التعدينية، كما اهتمت الهيئة منذ نشأتها بتنمية مواردها البشري؛ إيماناً منها بأنهم أساس نجاحها، فبفضل جهودهم وتفانيهم، إلى جانب خبراتهم العلمية والعملية، حققت الهيئة إنجازات نوعية حظيت بإشادة الجميع.

شهد حفل هيئة المساحة تكريماً من نائب أمير مكة المكرمة للرواد في الهيئة وعدد من الشخصيات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

وأكد الوزير، في كلمته التي ألقاها بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس الهيئة، أن المملكة شهدت جهوداً وطنية حثيثة في مجال البحث والتنقيب عن الثروات المعدنية، وقد تكللت باكتشافات مهمة خلال الرُبع قرن الماضي، كان لها أثر كبير على مختلف الأصعدة، موضحاً أنه على صعيد قطاع التعدين، أسهمت هذه الاكتشافات في دعم الاستثمار وتطوير قطاع الثروة المعدنية، لا سيما مع اكتشاف عدد من المعادن الأساسية مثل الفوسفات والبوتاسيوم والذهب والفضة، بالإضافة إلى ركائز معدنية للمعادن الاستراتيجية، التي تكمن أهميتها في نمو القطاع وظهور شركات وطنية كبيرة مثل شركة «معادن».

وأضاف: «لم تقتصر إنجازات الهيئة على الاكتشافات المعدنية فحسب، بل امتدت لتشمل مجال المخاطر الجيولوجية، حيث أسهمت في توسيع شبكة الرصد الزلزالي لتعزيز قدرة المملكة في مراقبة النشاط الزلزالي، وإنشاء قاعدة بيانات (رواسي)، التي تضم آلاف التقارير والدراسات المتخصصة في المخاطر الجيولوجية، كما تشرفت الهيئة بالإشراف على استمرارية وديمومة مياه زمزم المباركة، وتعقيمها، والمحافظة على استدامتها، وأولت اهتماماً كبيراً بدرء مخاطر السيول، وإجراء كثير من الدراسات لتحديد المناطق المُعرَّضة للخطر، ودعم صنع القرار الحكومي بشأن إقامة المشروعات التنموية العملاقة».