في خطوة للاستثمار في الإرث الثقافي والصحافي لمجلات الآداب والفنون، أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عن خطوة لإحياء ذلك الإرث وإعادة بث الحياة فيه من جديد، والرهان على المحتوى التاريخي الذي رصدته وشهدت خلاله على نمو الحركة الأدبية والفكرية في السعودية.
وقررت الهيئة دعم مجلات الآداب والفنون، في مبادرة تركز على رقمنة صناعة مجلات الآداب والفنون؛ وإنشاء منصة إلكترونية شاملة، تُمكن المجلات من عرض نسخها الرقمية مجاناً، وبيع حقوق الوصول وعرض الإعلانات على المنصة، في خطوة تهدف إلى تعزيز جودة المحتوى الأدبي وتنوعه، وتعميق قيمة الأدب في حياة الفرد، وإيجاد بيئة محفزة على الإنتاج الأدبي.
وثمن المؤرخ الثقافي السعودي حسين بافقيه، إطلاق المبادرة، وعدها جزءاً من نشاط الوزارة التي اتسعت جهودها لكل المجالات الثقافية، وحولت المشهد الثقافي السعودي إلى وجه حيوي، وإشعاع مؤسس بطريقة تضمن نضجه واستمراره واكتشاف المواهب وتقدير المبدعين، الأمر الذي يعكس بالنسبة إليه جدية الوزارة وعنايتها بالتفاصيل، وعلى العقل الذي يفكر في مطبخ الوزارة.
ودعا بافقيه في هذا الصدد، أن تسهم المبادرة في إنقاذ مجلة المنهل التي تأسست منذ ما يقرب من 90 عامًا، على يد الموسوعي عبد القدوس الأنصاري، معتبراً المنهل أعرق وأقدم مجلة أدبية عربية تقاوم من أجل البقاء، وقيمة مهمة ورأس مال رمزي لحركة الثقافة السعودية، وذاكرة أدبية وخزان لذكريات المجتمع السعودي خلال تحولاته الأدبية في الفنون المختلفة.
وأضاف: «أناشد وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان، بما عرف عنه من مبادرات قوية نوعية، أن ينقذ مجلة المنهل وتاريخها، التي تعاني منذ سنوات مصاعب مادية حالت دون استمرارها، وهي لم تتوقف ولكنها تعثرت، رغم عدم صدور عدد منها منذ سنوات، وكلي أمل أن توليها المبادرة ما يعيد إليها مجدها وقيمتها على النحو الذي يكون ملائماً لمجلة عريقة في عصر ثقافي مختلف، وأن تشارك في جعل الثقافة قوة فاعلة، لا سيما أن السعودية من أكبر بلدان المنطقة في النشاط الثقافي، والمثقف السعودي أضحى يتصدر المشهد العربي منذ سنوات».
وسبق إطلاق المبادرة، دراسة مستفيضة لواقع المجلات الثقافية في السعودية، وإجراء مقارنات معيارية مع عدة دول، واستحداث نموذج عمل يراعي أفضل الممارسات العالمية في هذا الصدد، ومراقبة هذا التحول بهدف تكوين دراسة حالة لعرض هذه الآلية كنموذج استثماري يعزز الاستدامة في هذه الصناعة، ويرسم نظاماً حيوياً ثرياً ومستداماً.
وبدأت (الخميس) المرحلة الأولى من الخط الزمني للمشروع، بإطلاق المنصة وبداية التسجيل، وتعقبها مرحلة الفرز الأولي والترشيح، والإعلان عن المجلة المختارة لبدء مرحلة التحول الرقمي، من خلال برنامج يستمر لمدة 9 أشهر، يتم خلالها تقديم خدمات متنوعة، تشمل دراسة حالة المجلة وبحث سبل تطوير الهوية البصرية للمجلة والموقع الإلكتروني وفق أعلى المواصفات العالمية، من خلال استراتيجية تسويقية، وتدريب الطاقم الإداري الحالي، وتوفير فريق عمل متخصص للمجلة بعد التحول الرقمي.
من جهته، قال الكاتب الصحافي صادق الشعلان، إِن المجلات الثقافية أسهمت في تنمية الوعي العربي وصقل وتغذية العقل في المنطقة والخليج، وكانت واحدة من أهم الأدوات التي طورت تجربة فكرية ثمينة تزامنت مع توهج المدارس الفكرية والأدبية العربية، قبل أن تواجه الصناعة تحديات، قللت من دورها وحضورها.
وأضاف: «تركز المبادرة السعودية على فكرة إعادة إحياء التجربة الصحافية، ورفد المشهد الثقافي العربي، ببناء نموذج عمل حديث يأخذ في الاعتبار التوجهات العالمية، ويستثمر في الإمكانات الرقمية والابتكار والذكاء الاصطناعي، التي يمكن أن تلبي حاجة الثقافة إلى جسور موصولة بين عناصر الإنتاج والاستهلاك وتعيد إلى المجلات العريقة وهجها».
مبادرة سعودية لاستئناف دور مجلات الآداب والفنون
تشمل رقمنة صناعة المجلات وتعزيز جودة المحتوى الأدبي وتنوعه
مبادرة سعودية لاستئناف دور مجلات الآداب والفنون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة