شويغو يتفقَّد قواته في الداخل الأوكراني... وكييف «ترافقه» بقصف الداخل الروسي

عودة الكهرباء والتدفئة إلى الملايين في العاصمة... وزيلينسكي يتهم موسكو بترحيل مليوني شخص

جنود أوكرانيون في باخموت (أ.ب)
جنود أوكرانيون في باخموت (أ.ب)
TT

شويغو يتفقَّد قواته في الداخل الأوكراني... وكييف «ترافقه» بقصف الداخل الروسي

جنود أوكرانيون في باخموت (أ.ب)
جنود أوكرانيون في باخموت (أ.ب)

تزامنت زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الأحد، مواقع تمركز قوات بلاده في أوكرانيا، مع استهداف منطقة روسية حدودية بقصف أوكراني أوقع قتيلاً وعدداً من الجرحى، بينما أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع قناتي «تي إف 1» و«إل سي 1» التلفزيونيتين الفرنسيتين، أن روسيا رحَّلت من الأراضي الأوكرانية نحو مليوني أوكراني، بينهم عدد كبير من الأطفال.
ونقلت «وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية» (يوكرينفورم) عن زيلينسكي، أن «الأرقام مختلفة؛ حيث يتراوح عدد من تم ترحيلهم بين 50 ألفاً و200 ألف طفل، بالإضافة إلى عدة ملايين من الأشخاص، من النساء والأطفال وكبار السن. ونعتقد أن مليوني شخص، من بينهم نسبة كبيرة من الأطفال، تم ترحيلهم، واحتجز كثير من الأطفال كرهائن».
وقال زيلينسكي: «ماذا كان هذا؟ ترحيل؟ رهائن؟ هذا إرهاب». وأضاف: «إن موظفي محطة زابوريجيا للطاقة النووية في إينرهودار تم ابتزازهم بأخذ أطفالهم إلى مراكز ترفيهية في روسيا، ومن ثم طلبوا منهم التعاون مع المحتلين، من أجل أخذ جوازات سفر روسية بدلاً من جوازات السفر الأوكرانية». وأكد: «إن هناك حالات كثيرة من هذا القبيل تتعلق بموظفي شركات مختلفة تقع في الأراضي التي تم احتلالها».
وقبل ذلك كان زيلينسكي قد أكد مساء السبت في رسالته المسائية عبر الفيديو من كييف، أن ما يقرب من 6 ملايين أوكراني استعادوا الكهرباء، بعد أعنف هجوم صاروخي روسي خلال أسابيع استهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وقال: «أعمال الإصلاح مستمرة» بعد «الهجوم الإرهابي» الذي وقع يوم الجمعة الماضي؛ حيث أطلقت روسيا أكثر من 70 صاروخاً على أوكرانيا. وقال: «توجد مشكلات في إمدادات الحرارة، ومشكلات كبيرة في إمدادات المياه».
وطالب زيلينسكي المجتمع الدولي بإعطاء أوكرانيا «الوسائل لحماية مجالها الجوي في ظل الأضرار الجسيمة»؛ مشيراً تحديداً إلى «نظام دفاع جوي فعال».
وقال: «يمكنكم القيام بذلك. يمكنكم توفير الحماية لشعبنا، حماية بنسبة 100 في المائة من هذه الضربات الروسية الإرهابية». ويأمل زيلينسكي -على سبيل المثال- في الحصول على أنظمة «باتريوت» الأميركية للدفاع الجوي.
وفي السياق ذاته، قال فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، الأحد: «إن نظام التدفئة عاد بالكامل إلى العاصمة الأوكرانية بعد القصف الروسي الأخير». وأوضح على موقع «تلغرام»: «المدينة تستعيد جميع الخدمات بعد القصف الأخير... على وجه التحديد، تم استعادة نظام التدفئة في العاصمة بالكامل. تعمل جميع مصادر إمدادات التدفئة بشكل طبيعي».
وكانت درجات الحرارة في كييف وكثير من الأماكن في جميع أنحاء أوكرانيا، أقل من درجة التجمد صباح الأحد، ومن المتوقع أن تنخفض إلى 6 درجات مئوية تحت الصفر بحلول المساء.

شويغو... وخسائر
بالإضافة إلى ذلك، زار وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو «مناطق تمركز أفراد القوات المسلحة، والوحدات الروسية على الخط الأمامي في منطقة العملية العسكرية الخاصة». ونشرت وزارة الدفاع في موسكو الخبر مصحوباً بمقطع فيديو يظهر شويغو على متن مروحية. وأوضحت أن الوزير «استمع لتقارير القادة، وتحدث مع الجنود، كما قدم لهم الشكر على أدائهم للخدمة بصورة مثالية».
وبالتزامن مع الزيارة، أعلنت كييف أن قواتها المسلحة قتلت منذ بدء الغزو الروسي للبلاد في 24 فبراير (شباط) الماضي، نحو 98 ألفاً و280 جندياً روسياً.
وجاء في بيان أصدرته «هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية»، ونشرته في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه «حتى 18 ديسمبر (كانون الأول) 2022، دمرت القوات الأوكرانية 2987 دبابة روسية، و5963 عربة قتال مدرعة، و1948 منظومة مدفعية، و410 منظومات صواريخ متعددة الإطلاق (إم إل آر إس)، و211 منظومة دفاعية مضادة للطائرات».
وأضاف البيان: «تم أيضاً إسقاط 281 طائرة حربية، و264 مروحية، و1649 طائرة مُسيَّرة، و174 من وحدات المعدات الخاصة، كما تم إسقاط إجمالي 653 صاروخ ( كروز)».
وبالتزامن مع زيارة شويغو التفقدية أيضاً، قُتل شخص وجُرح 5 آخرون، الأحد، في ضربات أوكرانية على منطقة بيلغورود الروسية المحاذية، على ما أعلن الحاكم فياتشسلاف غلاكوف على «تلغرام».
واستهدفت الضربات بيلغورود، كبرى مدن المنطقة، ما أدى إلى إصابة 4 أشخاص، كما طالت حياً قريباً؛ حيث «قُتل شخص وجُرح آخر»، وفق الحاكم. وأضاف أن أضراراً لحقت بـ14 منزلاً، ونوافد عدة مبانٍ تناثرت.
وبيلغورود واحدة من كثير من المناطق جنوب روسيا، تعرضت فيها أهداف مثل مستودعات الوقود والذخيرة للقصف مرات عدّة.

لا أمل!
وفي برلين، صرحت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بأنها ليس لديها «أي أمل» في التوصل لهدنة سريعة في أوكرانيا. وقالت لصحيفة «بيلد إم زونتاج» الأسبوعية، في عددها الصادر الأحد: «لا أحد غير (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بدأ هذه الحرب، وإذا أراد بوتين فستنتهي الحرب غداً».
وأضافت الوزيرة الألمانية أنه على الرئيس الروسي أن «يصدر -فقط- أمراً بسحب الجنود»؛ لكنها أشارت إلى أنه «ليست هناك إشارات صادقة لحدوث ذلك».
وعارضت بيربوك أن تكون هناك هدنة «بشروط روسية»، موضحة أن مثل هذه الخطوة «لن تنهي الرعب بالنسبة للمواطنين في أوكرانيا، ولكن العكس سيحدث».
وقالت وزيرة خارجية ألمانيا أيضاً، إن «الوضع بالنسبة للأوكرانيين في المناطق المحتلة هو الأسوأ... لا ينقصهم هناك الكهرباء والتدفئة فحسب، ولكن توريدات المساعدات الدولية لا تصل إلى هناك.
ويعيش المواطنون كل يوم في خوف من التعرض للاختطاف والتعذيب والقتل على أيدي قوات الاحتلال الروسية».


مقالات ذات صلة

واشنطن تقدم لكييف ضمانات «شبيهة بما يوفره الناتو»

أوروبا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يغادران قصر بيلفيو في برلين أمس (إ.ب.أ)

واشنطن تقدم لكييف ضمانات «شبيهة بما يوفره الناتو»

أعلن مسؤولون أميركيون، أمس، أنَّ بلادهم عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية أشبه بما يوفّره حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأبدت ثقة بأنَّ روسيا ستقبل بذلك.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوكرانيا ستطلب من واشنطن أسلحة بعيدة المدى إذا رفضت روسيا جهود السلام

أضاف زيلينسكي للصحفيين على تطبيق «واتساب» أن كييف تؤيد فكرة وقف إطلاق النار، لا سيما فيما يتعلق بالهجمات على الطاقة، خلال فترة عيد الميلاد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: نبحث ما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف النار بقتل قيادي في «حماس»

قال الرئيس الأميركي، الاثنين، إن إدارته تبحث فيما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار في قطاع غزة بقتلها، السبت، قيادياً في حركة «حماس» الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة جماعية للقادة الأوروبيين المجتمعين في برلين لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب) play-circle

أوروبا ترفض تنازل أوكرانيا عن أراضٍ من دون «ضمانات أمنية قوية»

قال قادة أوروبيون بعد محادثات سلام في برلين، الاثنين، إن القرارات بشأن احتمال تقديم تنازلات بشأن الأرض لا يمكن أن يتخذها سوى شعب أوكرانيا وبعد ضمانات أمنية قوية

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» تابعة للقوات الجوية التركية تقلع في مناورات جوية في شمال ألمانيا 9 يونيو 2023 (رويترز)

وزارة الدفاع التركية تعلن إسقاط طائرة مسيّرة فوق البحر الأسود

أعلنت وزارة الدفاع التركية إسقاط مسيّرة «خارج السيطرة»، الاثنين، بعدما اقتربت من المجال الجوي التركي من جهة البحر الأسود.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)

أطلَّ الإرهاب بوجهه مجدداً في أكثر من قارة وتحت أكثر من سبب، مع اقتراب أعياد نهاية السنة الميلادية؛ ففي وقت كُشف فيه أنَّ الاستخبارات الأسترالية سبق لها أن حقَّقت في ارتباط أحد منفذي هجوم شاطئ بونداي في سيدني بتنظيم «داعش»، أعلن هذا التنظيم المتطرف مسؤوليتَه عن هجوم على قوات الأمن السورية بمعرة النعمان في محافظة إدلب، غداة هجوم آخر تسبب في مقتل 3 أميركيين، ونفذه عضو «متطرف» في الأمن العام السوري.

وأفيد أمس بأنَّ منفذي هجوم سيدني الذي أوقع 15 قتيلاً خلال احتفال يهودي؛ هما ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم، في وقت كشفت فيه هيئة الإذاعة الأسترالية أنَّ الاستخبارات حقَّقت قبل 6 سنوات في صلات نافيد بـ«داعش». وتزامناً مع ذلك، وصف والدا أحمد الأحمد، السوري الذي صارع نافيد وانتزع منه سلاحه خلال هجوم سيدني، ابنهما، بأنَّه بطل.

وأعلن «داعش» أمس، مسؤوليته عن قتل 4 عناصر أمن سوريين بهجوم في محافظة إدلب، ما يشير إلى أنَّه يحاول إحياء نشاطه في سوريا.

وفي لوس أنجليس، أعلنت السلطات اعتقال 4 أشخاص يُشتبه في أنَّهم أعضاء في جماعة متطرفة، يُعتقد أنَّهم كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات منسقة في ليلة رأس السنة بكاليفورنيا. وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى أنَّ الشكوى الجنائية ضدهم ذكرت أنَّهم أعضاء في فصيل منشق عن جماعة مؤيدة للفلسطينيين. (تفاصيل ص 3)


ألبانيزي: اعتداء سيدني يبدو مدفوعا بـ«أيديولوجية تنظيم داعش»

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
TT

ألبانيزي: اعتداء سيدني يبدو مدفوعا بـ«أيديولوجية تنظيم داعش»

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الثلاثاء إن الهجوم على حشد كان يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني يبدو أنه «مدفوع بأيديولوجية تنظيم داعش».

وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على علمين لتنظيم داعش بالإضافة إلى قنابل. وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون لصحافيين، أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على «علمين محليي الصنع لتنظيم داعش» بالإضافة إلى عبوات ناسفة.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصا في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالا يهوديا بعيد حانوكا على الشاطئ الشهير مساء الأحد. ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

لكن ألبانيزي قدّم الثلاثاء أحد التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب «مذبحة جماعية» وقال «يبدو أن ذلك كان مدفوعا بأيديولوجية تنظيم داعش... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي».

وأوضح ألبانيزي أن نافيد أكرم البالغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين» لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها. وأشار إلى أنه «تم توجيه الاتهام إلى اثنين من الأشخاص الذين كان على صلة بهم وأودعا السجن، لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا محل اهتمام».

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاما وتقتله. أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة فنقل إلى المستشفى حيث يرقد في حالة حرجة.


زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن مسألة الأراضي لا تزال قضية شائكة في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه عبّر عن اعتقاده أن الولايات المتحدة ستساعد كييف في التوصل إلى حل وسط.

وأضاف في حديثه للصحافيين في برلين أن أوكرانيا مستعدة للعمل العادل الذي يؤدي إلى اتفاق سلام قوي، وأن مفاوضي كييف سيواصلون التحدث إلى نظرائهم الأميركيين، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعقدان مؤتمراً صحافياً في المستشارية ببرلين 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«قضايا معقّدة»

وتحدث الرئيس الأوكراني عن موقفين «مختلفين» بين بلاده والولايات المتحدة حول إمكان تنازل كييف عن أراضٍ لموسكو بهدف إنهاء الحرب.

وقال زيلينسكي إثر اجتماع بين مفاوضين أوكرانيين وأميركيين في برلين «هناك قضايا معقدة، خصوصاً تلك المتصلة بالأراضي... فلنقل بصراحة إن مواقفنا لا تزال مختلفة».

وأكد زيلينسكي أن المحادثات بين مفاوضي السلام الأميركيين والأوكرانيين لم تكن سهلة، لكنها كانت مثمرة، وإن روسيا تستخدم هجماتها على أوكرانيا كوسيلة ضغط في تلك المحادثات.
وأضاف زيلينسكي أنه لم تَسلَم محطة طاقة واحدة في أوكرانيا من الضربات الروسية على منظومة الطاقة في البلاد

«إحراز تقدم حقيقي»

من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة حول الخطة الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا، الاثنين «إحراز تقدم حقيقي»، وذلك إثر الاجتماع المغلق في برلين.

وكتب رستم عمروف على منصة «إكس» أن «المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة كانت بناءة ومثمرة، مع إحراز تقدّم حقيقي. نأمل أن نتوصل إلى اتفاق يقرّبنا من السلام بحلول نهاية هذا اليوم».

لكن المكتب الإعلامي لرستم عمروف عاد وأوضح للصحافيين أنه من غير المتوقع التوصل لأي اتفاق، الاثنين، وأن المقصود هو أنه «يأمل في مواءمة مواقفه» مع موقف الوفد الأميركي.

وقال عمروف إن الموفدين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر «يعملان بشكل بنَّاء جداً لمساعدة أوكرانيا في إيجاد طريق نحو اتفاق سلام دائم».

جاريد كوشنر (يمين) صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف (يسار) يغادران فندق أدلون في برلين في 15 ديسمبر 2025 لحضور اجتماع في المستشارية لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)

«ضمانات أمنية قوية»

إضافة إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة، الاثنين، إنها عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية أشبه بما يوفّره حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأبدت ثقة بأن روسيا ستقبل بذلك، بينما وصفته واشنطن بأنه اختراق على مسار إنهاء الحرب.

ووصف مسؤولون أميركيون المحادثات التي استمرت ساعات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في برلين بأنها إيجابية، وقالوا إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيتصل في وقت لاحق، الاثنين، بكلّ من زيلينسكي والأوروبيين للدفع قُدماً بالاتفاق.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي مع المفاوضين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال أليكسوس غرينكويتش من القوات الجوية الأميركية... في برلين 14 ديسمبر 2025 (رويترز)

ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أنه يتعيّن على أوكرانيا أيضاً القبول بالاتفاق الذي قالوا إنه سيوفّر ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة حلف «الناتو» التي تنص على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يُعد هجوماً على الجميع.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته إن «أسس ذلك الاتفاق تستند بشكل رئيسي إلى وجود ضمانات قوية حقاً، على غرار المادة الخامسة (من معاهدة الحلف)، إضافة إلى ردع قوي للغاية» بحجم الجيش الأوكراني.

وأضاف: «تلك الضمانات لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد. إنها مطروحة الآن إذا جرى التوصل إلى خاتمة جيدة».

وسبق أن استبعد ترمب انضمام أوكرانيا رسمياً إلى الحلف الأطلسي، وتماهى مع روسيا في اعتبارها أن تطلعات كييف للانضواء في التكتل هو أحد أسباب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في عام 2022.

خلال المفاوضات الأوكرانية الأميركية بحضور المستشار الألماني فريدريش ميرتس في قاعة مؤتمرات في المستشارية ببرلين 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«ثقة» بقبول روسي للاتفاق

وأعرب مسؤول أميركي آخر عن ثقته بقبول روسيا بالاتفاق. وقال هذا المسؤول: «أظن أن الأوكرانيين سيقولون لكم، وكذلك سيقول الأوروبيون، إن حزمة البروتوكولات الأمنية هذه هي الأكثر متانة التي اطلعوا عليها على الإطلاق. إنها حزمة قوية جداً جداً».

وتابع: «أعتقد، ونأمل، أن الروس سينظرون إليها ويقولون في قرارة أنفسهم، لا بأس، لأن لا نية لدينا لانتهاكها»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكنه شدّد على أن «أي انتهاكات ستُعالَج من خلال حزمة الضمانات الأمنية».

وأقرّ المسؤول الأول بعدم التوصل لاتفاق بشأن الأراضي. ويتحدّث ترمب عن حتمية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا، وهو ما يرفضه زيلينسكي تماماً.

وقال المسؤول الأميركي الأول إن الولايات المتحدة ناقشت مع زيلينسكي طرح «المنطقة الاقتصادية الحرة» في المنطقة المتنازع عليها عسكرياً في الوقت الراهن.

وأضاف: «أمضينا وقتاً طويلاً في محاولة تحديد ما سيعنيه ذلك وكيف سيُطبَّق. وفي نهاية المطاف، إذا تمكّنا من تحديد ذلك، فسيكون الأمر متروكاً للأطراف لحلحلة القضايا النهائية المتّصلة بالسيادة».

وقاد الوفد الأميركي المفاوض في برلين المبعوث الخاص لترمب ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر.