مداهمات أمنية تستهدف «عشيرة الزين» في ألمانيا

جانب من مداهمة أمنية سابقة في فرانكفورت في 7 ديسمبر (رويترز)
جانب من مداهمة أمنية سابقة في فرانكفورت في 7 ديسمبر (رويترز)
TT

مداهمات أمنية تستهدف «عشيرة الزين» في ألمانيا

جانب من مداهمة أمنية سابقة في فرانكفورت في 7 ديسمبر (رويترز)
جانب من مداهمة أمنية سابقة في فرانكفورت في 7 ديسمبر (رويترز)

استفاقت ألمانيا مرة جديدة على مداهمات واسعة شارك فيها قرابة ألف شرطي، بعد أيام على مداهمات استهدفت جماعة من اليمين المتطرف كانت تعد «لانقلاب» في البلاد، حسب الادعاء العام. ولكن هذه المرة لم تكن المداهمات تتعلق بقضايا إرهابية أو تطرف، بل بجرائم احتيال وتهريب أموال، واستهدفت عائلة الزين، المعروفة في ألمانيا على أنها واحدة من كبرى «العشائر العربية». وتركزت المداهمات في ولاية شمال الراين فستفاليا، إضافةً إلى ولايات هيسن وبرلين وساكسونيا السفلى.
واستهدفت المداهمات قرابة 50 شخصاً من العشيرة، يُشتبه بسرقتهم أموالاً قدمتها الدول كمساعدات أيام الإقفال بسبب الجائحة، وتُعرف بـ«مساعدات كورونا». ويُتهم المشتبه بهم بتقدمهم للحصول على المساعدات من دون وجه حق ثم استخدام عائداتها في عمليات إجرامية، من بينها سرقة سيارات وبيعها بلوحات جديدة.
وعندما أغلقت ألمانيا لأشهر لاحتواء فيروس «كورونا»، وافقت الحكومة على دفع تعويضات لمن يعملون في وظائف معينة خصوصاً من هم في العمل الحر، لتعويضهم عن خسارة مدخولهم الذي تسببت بها الإغلاقات. ومنحت كل فرد 14 ألف يورو من دون الحاجة لتقديم أي إثباتات على خسارة العمل. وتنفذ الشرطة من حين لآخر مداهمات تستهدف من تقول إنهم استغلوا النظام وحصلوا على المساعدات من دون وجه حق. لكن المداهمات التي استهدفت عائلة الزين، هي أوسع من مجرد سرقة أموال الدولة وتتعلق أيضاً باستخدامها في أعمال إجرامية.
و«عشيرة الزين» غالباً ما تتصدر عناوين الصحف في ألمانيا بسبب تطور أعضائها في عمليات إجرامية واسعة، وعدم قدرة الشرطة والادعاء في أحيان كثيرة على ملاحقة أفرادها. والعائلة من أصل كردي، لجأت إلى لبنان من تركيا في الثلاثينات ثم إلى ألمانيا. ولا يمتلك الكثير من أفراد العائلة أوراقاً رسمية في ألمانيا بسبب قدومهم إليها من لبنان من دون أوراق رسمية. ويقول المختصون في دراسة «العشائر العربية» في ألمانيا، إن إقصاءهم عن المجتمع وعدم منحهم أوراقاً رسمية دفع بهم إلى التورط في الجريمة المنظمة لعدم قدرتهم على العمل وكسب الأموال بطرق شرعية.
ومنذ عام 2018 صعّدت الشرطة عملياتها التي تستهدف العشائر العربية، وفي أبريل (نيسان) العام الماضي، صدر تقرير «عن وضع العشائر الإجرامي»، ذكر أنه منذ بدء العمليات ضدهم عام 2018 صودر أكثر من 5 آلاف غرض في 2000 مداهمة وسيقت 3200 تهمة إجرامية ضد أفراد العائلات التي من بينها أيضاً عائلتا رمو وأبو شاكر.
وتحاول السلطات الألمانية منذ مدة ترحيل بعض أفراد العائلات العربية الكبرى إلى لبنان كونهم قَدِموا إليها منه في السبعينات، لكنها تصطدم بعدم امتلاك هؤلاء أوراقاً رسمية من بيروت.
وقبل شهر، نجحت السلطات في إقناع السلطات اللبنانية بأخذ عبد الله أبو شاكر، أحد الأفراد الناشطين في العمليات الإجرامية من عائلة أبو شاكر. وألقت الشرطة القبض عليه في أثناء تنزهه في أحد شوارع برلين، وأرسلته مباشرةً إلى المطار حيث تم ترحيله إلى لبنان، من دون أن تبقيه حتى ليلة واحدة خوفاً من أن تمنع السلطات القضائية ترحيله. ويبدو أن ألمانيا دفعت 20 ألف يورو للبنان مقابل أن يوافق على إصدار أوراق له وتسلمه.
وأجرت صحف ألمانية مقابلات مع أبو شاكر من أحد الفنادق الفخمة التي يمكث فيها ببيروت، تعهَّد فيها بأنه سيعود إلى ألمانيا، واشتكى من أنه لا علاقة تربطه بلبنان وأنه لا يتحدث حتى العربية. وقبل بضعة أشهر، رحَّلت ألمانيا عضواً آخر من العائلة إلى لبنان لكنه عاد عن طريق التهريب.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».