إذا كان عمرك يزيد على 30 عامًا، فمن المحتمل أن يكون القلق بشأن الإصابة بالخرف يومًا ما قد خطر ببالك. إذ يشعر الكثير بالقلق من الخرف ومرض ألزهايمر لأنه لا يوجد علاج له. وفي حين أن العلم لا يستطيع إيقاف هذا المرض المدمر، تشير دراسة جديدة إلى شيء جيد في حدود قدرتنا يقلل من مخاطره يتمثل بتقليص الأطعمة عالية المعالجة، كالصودا ورقائق البطاطا والهوت دوغ والكعك والبيرغر والخبز الأبيض والبيتزا وغيرها.
والدراسة، التي نُشرت أخيرًا في «JAMA Neurology»، جندت أكثر من 10000 شخص تتراوح أعمارهم بين 35 و 74 عامًا في 6 مدن برازيلية؛ حيث يأكل البرازيليون الكثير من الوجبات السريعة، على غرار الولايات المتحدة، وأن حوالى 20 % إلى 30 % من سعراتهم الحرارية اليومية تأتي من الأطعمة فائقة المعالجة، وفق ما ذكر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
فقد قام باحثون من كلية الطب بجامعة ساو باولو بإعطاء المشاركين اختبارات معرفية في بداية ونهاية الدراسة التي استمرت 10 سنوات، وقارنوا النتائج بالوجبات الغذائية التي أبلغ عنها المشاركون. وقد كشف التحليل أن الرجال والنساء الذين لديهم أعلى استهلاك للأطعمة فائقة المعالجة أظهروا معدلًا أسرع بنسبة 28 % من التدهور المعرفي العالمي وتراجعًا أسرع بنسبة 25 % للوظيفة التنفيذية في الدماغ مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا أطعمة سريعة أقل.
وتشير وظيفة الدماغ إلى نشاط واسع النطاق في جميع أنحائه، بينما تشمل الوظائف التنفيذية، التي تتم معالجتها في قشرة ما قبل الجبهية، الذاكرة وحل المشكلات والانتباه والتحكم في النفس من بين أمور أخرى.
وحسب أخصائية التغذية المسجّلة جولي أبتون «لم تثبت الدراسة القائمة على الملاحظة السبب والتأثير المباشرين لتناول الأطعمة فائقة المعالجة. ولكن من المرجح أن تفكر الجمعية في الأبحاث السريرية الأخرى؛ فنتائج الدراسة ليست مفاجئة لأننا نعلم أن الحميات الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة مرتبطة بمعدلات أعلى من السمنة ومرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية، وهذه أيضًا عوامل خطر مرتبطة بارتفاع خطر التدهور المعرفي» مؤكدة «ان الأطعمة التي تسبب زيادة الوزن وضارة لقلبك تميل إلى أن تكون ضارة لعقلك أيضًا».
من السهل تحديد الأطعمة فائقة المعالجة إذا نظرت إلى العبوة؛ فعادةً ما تكون قوائم مكوناتها طويلة جدًا وتحتوي على مواد حافظة وتلوين ومواد كيميائية يصعب نطقها. ثم هناك أطعمة معالجة للغاية يصعب التعرف عليها مثل الخبز غير المصنوع من الحبوب الكاملة والمخبوزات والزبادي المضاف إليه السكريات والحساء المعلب والصلصات.
كما أنه من المهم أيضًا ملاحظة أن ليس كل طعام معالج، يأتي في علبة أو صندوق، ضارا بالدماغ، حسب الدكتور توبي أميدور مؤلف كتاب «The Family Immunity Cookbook» الأكثر مبيعا، الذي يقول «إن الأطعمة فائقة المعالجة التي أبرزتها الدراسة البرازيلية هي التي يجب تناولها بكميات أقل».
وفي هذا الاطار، فإن الخبر السار بهذه الدراسة حول الأطعمة السيئة للدماغ هو أن الأشخاص الذين درسوا والذين تناولوا نظامًا غذائيًا صحيًا مع القليل من الأطعمة فائقة المعالجة لم تتراجع قوة دماغهم. لذا تقترح الدكتورة ليزا موسكوفيتز الرئيس التنفيذي لمجموعة «NY Nutrition Group» مؤلفة كتاب «خطة الأكل الصحي الأساسية 3» «إعطاء الأولوية للطعام الكامل الغني بالمغذيات والذي سيؤدي بطبيعة الحال إلى مزاحمة الأطعمة الأخرى التي لا تعزز الصحة».
ان الأكل مع مراعاة صحة الدماغ أمر لا يحتاج إلى تفكير. إنه مشابه للأكل من أجل صحة القلب كالتمسك بنظام غذائي صحي للنباتات غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة ونظام منخفض الدهون المشبعة والسكريات المضافة، كما تقول أبتون، التي تؤكد «أن من يقوم بذلك سوف يحافظ على الأوعية الدموية نظيفة لزيادة المغذيات والأكسجين إلى الدماغ للمساعدة بتجنب التدهور في الإدراك».
دراسة تحذر من أطعمة قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف!
دراسة تحذر من أطعمة قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف!
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة