ناقش متخصصون وكُتاب وناشرون، في اليوم الأول من مؤتمر الخيال العلمي، الذي يُعقد في مركز «سوبر دوم» جدة، بالتزامن مع معرض جدة للكتاب، عدداً من القضايا المتعلقة بالخيال العلمي والأساطير العربية وتأثيرها على الفانتازيا العالمية، إضافةً إلى تأثير الخيال العلمي على الواقع الحالي، وحقوق الملكية الفكرية الدولية والثقافة المحلية، وتاريخ المانجا وتأثيرها وانعكاساتها على الأعمال السعودية، وجملة من الموضوعات والمحاور التي حظيت بها فعاليات المؤتمر الذي يقام على مدار يومين.
وحملت جلسة الافتتاح عنوان «كيف يلهم الخيال العلمي واقعنا»، تناول المشاركون خلالها مفهوم الخيال العلمي، وارتباطه بالواقع، مستشهدين بأمثلة واقعية لخيالات علمية كُتب عنها في الألفية الأولى، وتحققت في الألفية الثانية، حيث افتتحت الجلسة بمقدمة تعريفية عن الخيال العلمي، ونبذة عن سيرة الضيوف، قدّمتها الأكاديمية والمذيعة في قناة الشرق السعودية مايا حجيج، طارحة على المحاضرين عدداً من الأسئلة المتمحورة حول العلم والخيال العلمي.
وألقت الجلسة الثانية، التي كانت بعنوان «حقوق الملكية الفكرية الدولية والثقافة المحلية»، نظرة على الترجمة والمواءمة، حيث ناقش متخصصون واقع الترجمة في العالم العربي وحقوق الملكية الفكرية الدولية، منوّهين بأنه رغم ازدهار الترجمة في السنوات الخمس الأخيرة في العالم العربي، فإن ما يترجم في أوروبا يفوق ما يترجم في جميع الوطن العربي بخمسة أضعاف، لافتين النظر إلى أن ضعف المحتوى العربي كان سبباً في توجه دُور النشر لترجمة العناوين التي يقترحها القراء.
وأوضح متخصصون، في الجلسة الثالثة من جلسات المؤتمر، تأثر الكثير من أعمال الروائيين الغربيين بأساطير وحكايات وردت في ألف ليلة وليلة، مشيرين إلى أن الغرب وظَّف حكايات بساط الريح في ألف ليلة وليلة، في الخيال العلمي، مؤكدين تأثر أدب الخيال الغربي بالتراث العربي، وبالأساطير السومرية في بعض المؤلفات الغربية القائمة على الخيال العلمي.
وشارك، في الجلسة الرابعة من جلسات مؤتمر الخيال العلمي التي جاءت بعنوان «المانجا تجوب العالم»، كل من رئيس تحرير «محروسة سنتر للنشر» محمد فريد زهران، ومؤلف عمل «الولد الضب» عدي كرسوع، ورسّامة المانجا ميران بحيري، في حين أدار الندوة محمد النعامي.
وتطرّق المشاركون إلى أسباب انتشار المانجا، مشيرين إلى أنها ليست صدفة، وليست فناً حديثاً، بل ظهرت منذ القرن الثاني عشر، كما أن المانجا تتعامل مع مجالات مختلفة؛ من رومانسية، وأبطال خارقين، وتنوع بالنشر، مما يخلق قاعدة كبيرة من القراء، كلٌّ حسب ذوقه واهتمامه، ولهذا حظيت بانتشار كبير؛ لأنها تحمل رسالة أخلاقية، وهذا ما ساعدها على الانتشار حتى في البلاد العربية.
وفي الجلسة الخامسة، التي حملت عنوان «ما وراء مسلسل Moon Knight»، تحدّث مُخرج وكاتب العمل محمد ذياب عن تفاصيل العمل، وكيف تحدّى نفسه وبدأ من الصفر حتى وصل إلى عمل بحجم «مون نايت»، مضيفاً أن هذا العمل كان أصعب قرار اتخذه، ومبيّناً أن الوطن العربي فيه الكثير من المواهب، وأن ما ينقصها فقط هو النظام والاجتهاد أكثر من الموهبة.
وفي جلستين بعنوان «حوار مع كاتب»، تطرّق الكاتب والروائي أحمد آل حمدان إلى أن الكتابة ليست قراراً، بل هي اختيار، مبيّناً أنها طوق نجاة لصاحبها، فهي تُخرج الكلام الذي يعتمل في قلب الكاتب، مؤكداً أن الكاتب عليه أن يهتم بما يكتب، وليس بالشهرة والمال.
من جهته عزا الروائي السعودي أسامة المسلم ما يتعرض له من هجوم من البعض، إلى محاولته «اختراع قالب جديد للرواية»، مؤكداً حاجة الساحة الروائية إلى «هذه القوالب الجديدة بعيداً عن القوالب القديمة»، ومتناولاً، في حديثه، تفاصيل روايته «بساتين عربستان» ومراحل تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني بعنوانRise of the Witches، الذي يجري تصويره حالياً في مدينة نيوم بالمملكة.
وأُقيم، ضمن برنامج مؤتمر الخيال العلمي، ورشة عمل عنوان «الأساطير العالمية: جماهرية الخيال العلمي والفانتازيا عبر الأجيال»، أوضح خلالها الكاتب والسينمائي عاصم الطخيس أن هناك تأثيراً واضحاً للموروث الثقافي والأساطير والخرافات على تطور الخيال العلمي لدينا، وأن الخيال العلمي مصاحب لنا منذ الصغر، مبيناً أن هناك عوامل عدة أسهمت في الانجذاب نحو الخيال العلمي، وأوجزها قائلاً: «عندما تذهب الشخصيات لعوالم أخرى تجذب انتباه المشاهد أو القارئ لتأخذهما في رحلة غير معروفة، مع وجود احتمالية كبرى لرؤية التكنولوجيا المستقبلية ضمن حياتنا»، مضيفاً أن من أسباب الانجذاب للخيال العلمي كذلك الهروب من الواقع وضغوط الحياة اليومية،، معدداً في ثنايا الأمسية أنواع الفانتازيا وضروب الخيال العلمي.