شوربات رمضانية للإفطار.. وأخرى للسحور

تلعب دورها في كبح جماح الرغبة العارمة في تناول الطعام وإمداد الجسم بالعناصر الغذائية أثناء النهار

شوربات رمضانية للإفطار.. وأخرى للسحور
TT

شوربات رمضانية للإفطار.. وأخرى للسحور

شوربات رمضانية للإفطار.. وأخرى للسحور

في جانب الأولويات، وبالنظر إلى ساعات عدد الصوم خلال فترة الليل الممتدة من بعد مغيب الشمس إلى طلوع الفجر، هناك أولويات لوجبة الإفطار وأولويات لوجبة السحور. وفي جانب تلقي التغذية بطريقة مريحة للجسم والجهاز الهضمي خلال فترة الليل هناك نظام مريح لهما في وجبة الإفطار ونظام مختلف في وجبة السحور.

وجبتا رمضان

العنوان الأبرز لوجبة الإفطار هو إمداد الجسم بما يُقيم حالة بعد الانقطاع لساعات عن تناول الطعام، والعنوان الأبرز لوجبة السحور تزويد الجسم بما يُقيم حاله أطول فترة ممكنة لتغطية حالة الانقطاع عن تناول الطعام والماء خلال ساعات الصوم.
مائدة الإفطار استفتاح لعملية إعادة تغذية الجسم وإمداده بالسوائل والعناصر الغذائية الرئيسية وهي البروتينات وسكريات الكربوهيدرات والدهون إضافة إلى المعادن والفيتامينات. وإضافة إلى تلقي الطعم اللذيذ للطعام والشراب. والمطلوب من هذه الوجبة أن تقوم بمهمتين، وهما أولاً: تغذية الجسم بما يحتاجه من تلك العناصر بترتيب الأولويات، وثانيها تلقيها بطريقة مريحة للجهاز الهضمي ومريحة للجسم. هذان هما الأمران المهمان صحيًا.
وفي كل ما تقدم لوجبة الإفطار ووجبة السحور، تبقى الهيئة الأفضل والهيئة المناسبة والهيئة الأكثر حضورًا من بين جميع هيئات طرق طهو الأطعمة وتقديمها هي حساء الشوربة. والشوربة جزء مهم من وجبة الإفطار كما أنها جزء مهم من وجبة السحور، وهي قادرة على خدمة تغذية الجسم في وجبة الإفطار وخدمته في وجبة السحور. كيف ذلك؟ هذا ما سنحاول من المنظور الصحي عرضه.

أهمية الشوربة

الشوربة بالأصل هي طعام يُقدم بطريقة سائلة بشكل كامل أو تحتوي على القليل من القطع الصلبة الصغيرة، كقطع اللحم أو قطع الخضار السابحة في سائل يحتوي إما ماء، أو خضار ولحوم مطحونة معًا و«مضروبة في الخلّاط»، أو مرق غلي الدجاج أو اللحوم الأخرى. والمهم فيها أنها سائلة سهلة المضغ والبلع.
والشوربة على نوعين، شوربة مائية شفافة نسبيًا وشوربة سميكة غير شفافة مائيًا. وفي الشوربة الشفافة إما أن يستخدم ماء مرق غلي أحد أنواع اللحوم، أو نوعية أخرى من المرق المصنوع بغلي قطع العظم وقليل من اللحوم Stock مع بعض الخضار والمخدومة بطريقة تعطيها نكهة عالية وتجعلها تحتوي كميات أعلى من الجيلاتين. وفي الشوربة السميكة تختلف الإضافة التي تعطي الشوربة سماكة مثل إضافة النشا أو البيض أو الخضار المطحونة أو دقيق الأرز أو مهروس العدس أو بذور الشوفان أو بذور القمح أو غيرهم.
وفي وجبة الإفطار، يكون الجوع هو الشعور المسيطر، وبالتالي قد يدفع الصائم إلى عدم التحكم في عملية إمداد الجسم بالغذاء بطريقة تلبي أولويات احتياجاته وبطريقة أيضا لا ترهق الجهاز الهضمي. وهنا يأتي دور تناول الشوربة بعد تناول أطعمة غنية بالسكريات البسيطة السهلة الهضم مثل الرطب أو التمر، وبعد شرب كمية من الماء. ذلك أن مطلوب الجهاز الهضمي كي لا يتم إرهاقه وكي لا يُتخم وكي لا يتسبب للمرء بعسر الهضم والثقل، هو كبح جماح الرغبة العارمة في تناول الطعام دون قدرة للتحكم في سد الجوع.

كبح الجوع

ووفق نتائج دراسة قديمة للباحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا، تم إلقاؤها ضمن فعاليات مؤتمر التجارب البيولوجية بواشنطن العاصمة في مايو (أيار) 2007، تمت ملاحظة أن تناول الشوربة في بدايات أنشطة تناول الأطعمة خلال وجبة الطعام يُؤدي إلى خفض كمية كالوري السعرات الحرارية المُتناولة تاليًا في بقية أطباق الوجبة بنسبة 20 في المائة مقارنة بعدم تناول طبق الشوربة في بدايات وجبة الطعام.
والشوربة التي أعطت هذه النتيجة هي الشوربة السائلة الشفافة وليست الشوربة السميكة، وتحديدًا شوربة الخضار المحتوية على مرق الدجاج. ولذا فإن تناول طبق من الشوربة الخفيفة، الغنية بخلاصة غلي اللحوم وخصوصا بالبروتينات والمعادن والفيتامينات، والمحتوية على خضار خفيفة والقليلة الدسم، يعمل على تهدئة عملية العشوائية في مليء المعدة بالأطعمة لأن البروتينات تهدئ الشعور بالجوع مقارنة بالسكريات أو الدهون، وهو ما يُعطي راحة للجهاز الهضمي وفي نفس الوقت يُمد الجسم بعناصر غذائية سهلة الهضم وسريعة الامتصاص.
ثم بعد أداء صلاة المغرب، ومرور نحو عشرين دقيقة على الأقل من بدء وقت الإفطار، يكون الإقبال على تناول بقية أطباق وجبة الإفطار أكثر تعقلاً في العمل على تناول طعام مفيد للجسم وغير مرهق للجهاز الهضمي وذلك بعد برود الشعور بالجوع.
ومن أنواع الشوربة المناسبة لوجبة الإفطار شوربة الخضار الممزوجة بمرق الدجاج، وشوربة العدس، وشوربة الشعرية، وشوربة الحريرة، وشوربة البطاطا وغيرها، والمهم أن تكون خفيفة وتحتوي على خضار ومرق لحم دجاج أو لحم أحمر.

وجبة السحور

وفي وجبة السحور يختلف الحال، لأن المطلوب هو تزويد الجسم بطعام يمتاز بأنه يحتوي على نشويات الكربوهيدرات في هيئاته المعقدة كيميائيًا كي يستغرق الجهاز الهضمي وقتًا طويلاً في هضمها، وبالتالي تطول عملية امتصاص الأمعاء لتلك السكريات المتحللة من النشويات، ومن ثم يتم تزويد الدم بنسبة من السكريات لفترات طويلة خلال نهار رمضان، وهو ما يعني عدم حصول انخفاضات شديدة في نسبة السكر بالدم. وإضافة إلى النشويات المعقدة، هذا الطعام الذي في وجبة السحور يجب أن يحتوي بروتينات لكي تقلل من الشعور بالجوع. وأفضلها هي شوربة حبّ القمح أو شوربة الشوفان أو شوربة الفريك. إن أنواع الشوربة المصنوعة من أحد أنواع الحبوب المسلوقة، هي مصدر غني بالألياف والمعادن والفيتامينات والنشويات المعقدة.

• استشارية في الباطنية



10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
TT

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)
ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

لا يمكن تجاهل أعراض أزمة ارتفاع ضغط الدم، مثل ألم الصدر، وعدم وضوح الرؤية، والارتباك، وضيق التنفس. ولكن ارتفاع ضغط الدم نفسه (تكون قوة خلايا الدم التي تندفع في الشرايين مرتفعة باستمرار) يصيب واحداً من كل 4 منا.

وتقول الدكتورة سيميا عزيز، الطبيبة العامة في «هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية»، إن ارتفاع ضغط الدم «قاتل صامت»، ويمكن أن تسبب هذه الحالة كل شيء؛ من «زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، إلى الخرف الوعائي ومشكلات الكلى»، وفقاً لما ذكرته لصحيفة «تلغراف» البريطانية.

لهذا السبب ينصح الأطباء كل من تجاوز الأربعين من العمر بفحص ضغط الدم مرة واحدة على الأقل كل 5 سنوات. ولكن مع بعض العوامل، مثل زيادة الوزن السريعة أو الإجهاد، التي تزيد خطر الإصابة، من المهم معرفة العلامات التحذيرية بين الفحوصات.

وفيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

زيادة الوزن

لقد ثبت أن السمنة تسبب ما بين 65 و78 في المائة من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم الأساسي، حيث يكون ضغط الدم مرتفعاً بشكل خطر دون سبب واضح، ولا يكون ناتجاً بشكل مباشر عن حالة صحية أخرى، مثل انقطاع النفس في أثناء النوم أو مشكلة الغدة الدرقية.

لحسن الحظ، تقول الدكتورة عزيز: «يختفي خطر ارتفاع ضغط الدم الناجم عن زيادة الوزن بعد أن يفقد الشخص ما يكفي من وزنه والعودة إلى نطاقه الصحي».

التدخين

يتسبب أيضاً في زيادة خطر إصابتك بارتفاع ضغط الدم، حيث يجعل الشرايين ضيقة ومتصلبة.

وتقول الدكتورة عزيز: «نعلم أن النيكوتين الموجود في السجائر يرفع ضغط الدم، ويمكن أن يتلف جدران الأوعية الدموية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بالتزامن مع ارتفاع ضغط الدم».

وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين ما زالوا يدخنون هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وأشارت إلى أن «الإقلاع عن التدخين لا يزال وسيلة فعالة للحد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل عام».

أنت أكبر من 60 عاماً

تتصلب الشرايين في جسمك بشكل طبيعي مع تقدم العمر، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، حتى لدى أولئك الذين عاشوا دائماً أنماط حياة صحية للغاية.

ويعاني ما يصل إلى 60 في المائة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً من ارتفاع ضغط الدم، وهو رقم يرتفع إلى 65 في المائة لدى الرجال و75 في المائة لدى النساء فوق سن 70 عاماً.

وبينما لا يوجد كثير مما يمكنك فعله لمواجهة تقدمك في السن، لكن من المهم بالطبع أن تفحص ضغط دمك بانتظام. وتحذر الدكتورة عزيز: «من الشائع أن تشعر باللياقة والصحة ومع ذلك فلا يزال لديك ضغط دم مرتفع بشكل خطر. والطريقة الوحيدة التي يمكنك عبرها معرفة ذلك هي قياسه بشكل دائم».

تتناول الأطعمة المصنعة

سواء أكنت نحيفاً أم تعاني من زيادة الوزن؛ «فإذا كنت تتناول الأطعمة المصنعة، فإنها تزيد من علامات الالتهاب لديك، مما يسبب التهاباً منخفض الدرجة يؤثر على نظامك الأيضي بالكامل؛ بما في ذلك ضغط الدم»، كما تقول الدكتورة عزيز.

ربطت دراسات متعددة بين النظام الغذائي الغني بالأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع ضغط الدم. ووجدت إحدى الدراسات، التي شملت 10 آلاف امرأة أسترالية، أن أولئك الذين تناولوا أكبر قدر من الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنحو 40 مرة.

ولعلاج هذا، توصي عزيز بتناول نظام غذائي «يحتوي كثيراً من البروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، بالإضافة إلى الفاكهة والخضراوات، ويفضل أن يكون منخفض الصوديوم»، كما تقول، فالنظام الغذائي الغني بالملح يمكن أن يزيد أيضاً من خطر ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.

الكحول

تقول الدكتورة عزيز إن تناول الكحول «سبب معروف لارتفاع ضغط الدم».

ولحسن الحظ، يمكن خفض ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الشرب عندما يمتنع الشخص من تناول الكحول أو يقلل منه.

تشعر بالإغماء والدوار

تقول الدكتورة عزيز: «قد يشكو بعض الأفراد الذين يعانون من ارتفاع الضغط من الشعور بالدوار أو الإغماء». وبينما قد يكون من السهل عَدُّ هذا أمراً طبيعياً.

في بعض الحالات، فإنه يمكن أن تتضرر الأوعية الدموية الضيقة في أذنيك بسبب ارتفاع ضغط الدم، مما يتسبب في انخفاض تدفق الدم عبر تلك المناطق، ثم ضعف التوازن.

ومع ذلك، يمكن أن تكون الدوخة المفاجئة أيضاً علامة على نوبة قلبية أو سكتة دماغية. إذا كانت الدوخة مفاجئة أو جاءت مع ألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، وشعور بالقلق أو الهلاك، فمن المهم الاتصال بسيارة إسعاف على الفور.

ألم الصدر

ألم الصدر أحد أعراض ارتفاع ضغط الدم الذي قد يتداخل مع أعراض النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

وتوضح عزيز: «يمكن أن يشير الضيق المستمر أو الضغط أو الشعور بالإجهاد في صدرك إلى ارتفاع ضغط الدم؛ لأن هذه أعراض الذبحة الصدرية، حيث يحدث انخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى القلب، مما يسبب ألماً في الصدر».

ومع ذلك، يمكن أن يشير ألم الصدر الشديد والمفاجئ إلى نوبة قلبية تتطلب عناية طارئة.

لديك صداع مستمر

من السهل تجاهل الصداع بوصفه مرضاً بسيطاً، لكن بعض أنواع الصداع المستمر يمكن أن تشير إلى أن ضغط دمك مرتفع للغاية.

وتقول عزيز إن الصداع المتكرر، مع الألم المستمر النابض الذي يبدأ في أسفل الجمجمة، يمكن أن يشيرا إلى ارتفاع ضغط الدم.

قد يكون هذا النوع من الألم في رأسك مختلفاً تماماً عن الصداع أو الصداع النصفي.

طنين الأذن

لقد ارتبط طنين أو رنين الأذن بارتفاع ضغط الدم، خصوصاً لدى المرضى الأكبر سناً. يشير بعض الأبحاث إلى أن نحو 44 في المائة من جميع المصابين بطنين الأذن يعانون أيضاً من ارتفاع ضغط الدم.

وتقول الدكتورة عزيز إن طنين الأذن الجديد أو الذي يحتوي صوتاً نابضاً، مثل ضربات قلبك، «يمكن أن يرتبط بمستويات ضغط دم مرتفعة للغاية».

رؤيتك ضبابية

إن الاضطرابات البصرية، أو ما يسمى «اعتلال الشبكية»، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة، «يمكن أن تحدث بسبب تلف الأوعية الدموية في العين بسبب ارتفاع ضغط الدم».

قد تشمل التغيرات الأخرى في الرؤية الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم «العوامات» في العين، وهي بقع صغيرة تطفو عبر رؤية الشخص، وفي بعض الحالات فقدان الرؤية، الذي قد يكون مفاجئاً.

التغيرات المفاجئة في الرؤية هي علامة أخرى على أن أعراضك وصلت إلى مستوى الطوارئ وتحتاج إلى العلاج في المستشفى.

وهناك بعض النصائح التي تقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو تخفضه إلى مستوى أقل؛ وهي:

- تناول نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي كمية قليلة من الملح والصوديوم (لا تزيد على 6 غرامات من الملح يومياً).

- مارس الرياضة بانتظام لمدة ساعتين ونصف على الأقل كل أسبوع.

- فكر في إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن.

- حد من تناول الكافيين بحيث لا يزيد على 4 أكواب من الشاي أو القهوة يومياً.

- اتخذ التدابير اللازمة لخفض مستويات التوتر لديك، مثل ممارسة تمارين التنفس، أو ممارسة تمارين التقوية، مثل اليوغا أو الـ«تاي تشي» وهو فن قتالي يعمل على تعزيز التنفس والاسترخاء والصحة عموماً.

- احصل على 7 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة.