ألمانيا: اعتقالات جديدة مرتقبة في صفوف «جماعة الرايخ»

دعوات للنظر في مدى اختراق مؤسسات الدولة من اليمين المتطرف

المستشار الألماني يشارك في اجتماع مع قادة الولايات في برلين أمس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني يشارك في اجتماع مع قادة الولايات في برلين أمس (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا: اعتقالات جديدة مرتقبة في صفوف «جماعة الرايخ»

المستشار الألماني يشارك في اجتماع مع قادة الولايات في برلين أمس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني يشارك في اجتماع مع قادة الولايات في برلين أمس (أ.ف.ب)

غداة كشف السلطات في ألمانيا عن شبكة إرهابية من اليمين المتطرف كانت تعدّ لتنفيذ انقلاب في البلاد واعتقال 25 مشتبهاً به، أكد رئيس المخابرات الداخلية في ألمانيا توماس هالدنفنغ، أنه لم يكن هناك خطر داهم من المجموعة، ولكنه شدد على أن الخطر «كان حقيقياً».
وأضاف هالدنفنغ أن «الوضع كان تحت سيطرة المخابرات طوال الوقت»، وأن المجموعة كانت تحت المراقبة منذ الربيع الماضي. وأكد أن المخابرات كانت لديها «فكرة جيدة عن مخططاتهم» التي قال إنها «أصبحت أكثر واقعية عندما بدأوا بشراء الأسلحة». وخلال المداهمات التي طالت قرابة 150 موقعاً في 11 ولاية ألمانية، عثرت الشرطة على كميات من الأسلحة في 50 موقعاً وصادرتها.
وفي الربيع الماضي، كشفت السلطات الأمنية عن مخطط لاختطاف وزير الصحة كارل لاوترباخ، من أشخاص ينتمون لـ«جماعة الرايخ»، وهي الجماعة نفسها التي شكَّلت المجموعة الإرهابية للانقلاب على النظام في ألمانيا والتي استهدفتها السلطات في المداهمات الأخيرة. والتحقيقات مع المعتقلين في تهمة التخطيط لاختطاف وزير الصحة، قادت آنذاك إلى المشتبه الرئيسي في المجموعة الإرهابية التي خططت للانقلاب، وهو هاينريش رويس، ما أدى إلى كشف تلك الخطط.
ويؤمن «مواطنو الرايخ» بنظريات المؤامرة، ويرفضون مثلاً لقاحات فيروس «كورونا» والإجراءات التي فُرضت للحد من انتشار الوباء، وهذا ما دفعهم للتخطيط لاختطاف وزير الصحة في الربيع الماضي. كما يرفضون الاعتراف بالدولة الألمانية بحدودها الحالية، ويتمردون على المؤسسات العامة التي يرفضون الانصياع لها.
وألمحت وزيرة الداخلية نانسي فايزر، إلى أن وباء «كورونا» والنقاش الذي تلاه حول إجبارية اللقاحات، قد يكون أسهم «في زيادة التطرف» في المجتمع. وكان لاوترباخ من الذين روّجوا لإجبارية اللقاح في ألمانيا، ولكن البرلمان رفض مشروع القرار.
وأعادت الاعتقالات والكشف عن المجموعة اليمينية المتطرفة التركيز على اختراق الجماعات المتطرفة للقوات المسلحة، خصوصاً أن 3 جنود حاليين مشتبه بانتمائهم للمجموعة اعتُقل أحدهم وهو ينتمي للقوات الخاصة في الجيش. كما أن هناك عدداً من الجنود السابقين يشكّلون «جناحاً عسكرياً» للمجموعة، حسب المدعي العام، بهدف تنفيذ الانقلاب بقوة السلاح.
وقبل سنوات، هزت فضائح متتالية الجيش الألماني بعد الكشف عن وجود عدد كبير من الذين يحملون أفكاراً يمينية متطرفة داخل الجيش والقوات الخاصة. وكان من المفترض تطبيق خطوات للكشف عن أولئك الجنود وتأهيلهم أو طردهم. ويريد حزب الخضر الآن إعادة فتح هذا النقاش داخل «البوندستاغ» لدراسة الخطوات التي اتُّخذت ومدى فاعليتها.
وغداة الكشف عن المجموعة، قالت وزيرة الداخلية فايزر، إن هناك حاجة «للنظر عن قرب» في المؤسسات الأمنية في ألمانيا ومدى اختراقها من اليمين المتطرف. وأكدت فايزر أنها تؤيد «فحصاً عن كثب» بحثاً عن الأفكار المتطرفة داخل القوات الأمنية الألمانية.
وتوقع رئيس الشرطة الفيدرالية تنفيذ المزيد من الاعتقالات في الأيام المقبلة تستهدف متشبهاً بهم إضافيين. وقال هولغر مونش، في تصريحات للقناة الألمانية الثانية، إن 54 شخصاً هم محل تحقيق. في المقابل، قال المدعي العام الألماني بيتر فرانك الذي أصدر مذكرات التوقيف أمس (الخميس)، إن المشتبه بهم كانوا مصممين على تنفيذ خططهم التي تتضمن الهجوم على البوندستاغ بالقوة، وأنه «كان على السلطات أن تتحرك» لوضع حد لمحاولاتهم.
وأعادت العملية أيضاً تركيز الأضواء على حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف الذي نجح في دخول البوندتساغ (البرلمان الفيدرالي) للمرة الأولى عام 2015 مستفيداً من أزمة اللاجئين، بعد اعتقال أحد أعضائه ضمن الخلية. والمعتقلة بيرجيب بارزات - فيلكمان هي قاضية في محكمة برلين الإقليمية وكانت عضواً في البوندستاغ حتى عام 2021 عن حزب «البديل لألمانيا». ورغم أن دورها لم يتضح كلياً في الخطط التي كانت المجموعة ترسمها، فإنها كانت تتمتع بحق دخول البرلمان في أي وقت كونها عضواً سابقاً، ما يشير إلى الدور الذي كان منتظراً منها في حال تنفيذ عملية الهجوم على البرلمان.
وحاول حزب اليمين المتطرف إبعاد نفسه عنها، وأصدر الزعيمان المشتركان للحزب بياناً يؤكدان فيه رفضهما للعنف ويتعهدان بطردها من الحزب في حال ثبوت التهم عليها. وبدأت كذلك ولاية برلين إجراءات قانونية بحقها لطردها كلياً وبشكل نهائي من السلك القضائي، رغم محاولات سابقة فاشلة لوزير العدل في الولاية لطردها بعد الاشتباه بغياب ولائها للمؤسسات الحكومية.


مقالات ذات صلة

برلين: اعتقالات جديدة في قضية «محاولة الانقلاب»

العالم برلين: اعتقالات جديدة في قضية «محاولة الانقلاب»

برلين: اعتقالات جديدة في قضية «محاولة الانقلاب»

حدد ممثلو ادعاء ألمان هويات خمسة مشتبه بهم آخرين، لهم صلة بحركة «مواطني الرايخ» اليمينية المتطرفة، في أعقاب مداهمات وقعت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ووفق وكالة الأنباء الألمانية، قالت متحدثة باسم مكتب المدعي العام الاتحادي، في كارلسروه، إن مداهمات جرت اليوم الأربعاء واستهدفت خمسة مشتبه بهم من بافاريا وساكسونيا السفلى وساكسونيا وسويسرا، حيث يشتبه أنهم يدعمون منظمة إرهابية. بالإضافة إلى ذلك، تم تفتيش منازل 14 آخرين، لا ينظر إليهم على أنهم مشتبه بهم. وأجريت عمليات تفتيش للمنازل أيضا في سويسرا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم مظاهرة ضد السياسي السويدي الذي أحرق القرآن خارج سفارة السويد في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

استنكار واسع لإحراق نسخة من المصحف في استوكهولم

تسبب قيام سياسي دنماركي سويدي متطرف بإحراق نسخة من القرآن الكريم خلال احتجاج أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم، بمزيد من العقبات في طريق حصول السويد على موافقة تركيا على طلب انضمامها إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ إذ ردّت أنقرة بإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي في 27 يناير (كانون الثاني) الحالي إليها، لبحث موقف تركيا من مسألة الانضمام، وذلك بعد أن ألغت تركيا زيارة رئيس البرلمان السويدي، بسبب فعالية لأنصار حزب «العمال الكردستاني» أهانوا فيها الرئيس رجب طيب إردوغان. وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لسماح السلطات السويدية بإحراق نسخة من المصحف ال

العالم مظاهرة ضد السياسي السويدي الذي أحرق القرآن خارج سفارة السويد في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

تنديد بإحراق القرآن الكريم أمام سفارة تركيا في استوكهولم

أضاف قيام سياسي دنماركي سويدي متطرف بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في استوكهولم، مزيداً من العقبات في طريق حصول السويد على موافقة تركيا على طلب انضمامها إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ إذ ردت أنقرة بإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي في 27 يناير (كانون الثاني) الحالي إليها، لبحث موقف تركيا من مسألة الانضمام، وذلك بعد أن ألغت تركيا زيارة رئيس البرلمان السويدي، بسبب فعالية لأنصار حزب «العمال الكردستاني» أهانوا فيها الرئيس رجب طيب إردوغان. ونددت وزارة الخارجية التركية، بشدة، بسماح السلطات السويدية لرئيس حزب «الخط المتشدد» الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالو

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم السعودية تدين سماح السويد لمتطرف بحرق المصحف

السعودية تدين سماح السويد لمتطرف بحرق المصحف

أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة تركيا في استوكهولم. وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان أمس موقف بلادها الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف. كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات العمل الدنيء الذي أقدم عليه نشطاء من اليمين المتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم في استوكهولم، وبترخيص من السلطات السويدية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال حديثه اليوم مع الصحافيين في برازيليا (د.ب.أ)

لولا يؤكد أن أبواب القصر الرئاسي شُرّعت أمام المتظاهرين من الداخل

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم (الخميس) اقتناعه بأن المتظاهرين الذين اقتحموا القصر الرئاسي في برازيليا الأحد، تلقوا مساعدة من الداخل، معلناً عملية «تدقيق عميقة» بالموظفين. ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال الزعيم اليساري خلال مأدبة الفطور الأولى مع الصحافيين منذ تنصيبه في الأول من يناير (كانون الثاني): «أنا مقتنع بأن أبواب قصر بلانالتو فتحت ليتمكن الناس من الدخول لأنه لم يتم خلع أي باب». وأوضح: «هذا يعني أن أحدهم سهل دخولهم إلى هنا».

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

الحراك الطلابي في فرنسا يتوسع دعماً لفلسطين

طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)
طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)
TT

الحراك الطلابي في فرنسا يتوسع دعماً لفلسطين

طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)
طلاب مؤيدون لغزة لدى اعتصامهم خارج مبنى جامعة السوربون في باريس الاثنين (إ.ب.أ)

القرار اتخذ والمظاهرات لن تفيد: هذا ما يُفهم من المواقف التي أعرب عنها المسؤولون الفرنسيون، و«الهيئة الفرنسية المنظمة للألعاب الأولمبية واللجنة الأولمبية الدولية» بخصوص مشاركة الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب التي تستضيفها فرنسا ما بين 26 يوليو (تموز) و11 أغسطس (آب). فمنذ عدة أسابيع، أطلقت دعوة تحث باريس واللجنة الأولمبية على معاملة الرياضيين الإسرائيليين كما سيعامل الرياضيون الروس الذين منعوا من المشاركة باسم بلادهم أو أن يسيروا في ظل علمها.

ويوم الثلاثاء، جرى تجمع ضم عدة مئات من المتظاهرين المؤيدين قريباً من مقر اللجنة المنظمة للألعاب في ضاحية سان دوني الواقعة على مدخل باريس الشمالي، وحيث أقيمت «القرية الأولمبية»، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات ضد «المشاركة المؤسسية» للرياضيين الإسرائيليين على خلفية حرب غزة، والعدد المريع من القتلى والجرحى والتدمير المنهجي في القطاع على أيدي القوات الإسرائيلية.

سيحضرون

كلمة السر جاءت بداية على لسان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ففي مقبلة مع قناة «بي إف إم» الإخبارية الفرنسية يوم 15 أبريل (نيسان)، سُئل عن هذه المسألة وجاء في رده أن الوضعين الروسي والإسرائيلي مختلفان. وقال ما حرفيته: «يمكن أن نكون على خلاف مع إسرائيل بخصوص ردها (على هجمات غزة) وكيفية حماية نفسها، ولكن لا يمكننا القول إنها كانت الجهة المهاجمة، إذ إن التمييز واضح. ولذا، فإن العلم الإسرائيلي سيكون موجوداً والرياضيين أيضاً، وآمل بأن يكونوا عامل سلام لأنهم سيخوضون منافسات (رياضية) مع كثير من اللاعبين من المنطقة (الشرق الأوسط)».

القوات الأمنية خلال مواجهتها لمجموعات الشغب التي عادة ما تندس في صفوف المتظاهرين (رويترز)

بيد أن هذه الحجة لم تقنع المتظاهرين، ونقلت «رويترز» عن أحد المتظاهرين واسمه نيكولا شاهشاهاني، العضو في مجموعة الناشطين الأوروبيين، الثلاثاء: «لم يحتاجوا إلى أكثر من أربعة أيام ليقرروا منع روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في الأولمبياد بعد غزو أوكرانيا». لكنهم مستعدون للترحيب بالوفد الإسرائيلي.

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا الرسمية غير مدعوة للمشاركة في الاحتفال الافتتاحي، كما أن الرياضيين الروس لن يسيروا وراء علمهم في الافتتاح ولن يعزف النشيد الوطني الروسي في حال فوزهم بعدد من المنافسات.

احتجاجات رغم العنف

جاءت المطالبة الرياضية بالتوازي، من جهة، مع الحراك الطلابي الجامعي للتعبير عن دعم غزة والمطالبة بوقف الحرب ووضع حد للشراكات القائمة بين الجامعات الفرنسية وإسرائيل، وتحديداً جامعتين في القدس وتل أبيب، ومن جهة ثانية، بعد استدعاء الشرطة لاستجواب رئيسة مجموعة نواب حزب «فرنسا الأبية» في البرلمان الفرنسي، ورغم لجوء السلطات إلى القوى الأمنية، الاثنين، لفض الاعتصام الذي قام به طلاب مناصرون لغزة في جامعة السوربون التاريخية بطلب مباشر من رئيس الحكومة غابريال أتال.

وأفادت الشهادات ومقاطع الفيديو المصورة بأن الإخلاء تم أحياناً باللجوء إلى العنف، خصوصاً لدى سحب عشرات الطلاب من الخيام التي نصبت داخل الحرم الجامعي.

استخدام القنابل الدخانية والقنابل المسيلة للدموع خلال المناوشات (إ.ب.أ)

وسبق لرجال الأمن أن استدعوا إلى معهد العلوم السياسية، ليل 24 - 25 أبريل (نيسان) للسبب نفسه. ونقلت صحيفة «لو موند» عن رئاسة الحكومة أن أتال «طلب ردة فعل سريعة لإعادة فرض النظام العام وهو يتابع الوضع من كثب والتواصل مع مديرية الشرطة» في باريس.

وجاء حراك السوربون بدعوة من «تنسيقية لجان الدعم لفلسطين» وبدعم من الاتحاد الطلابي وبعض النقابات. وبررت إحدى الطالبات الحراك بقولها: «ما نقوم به عمل ملموس يظهر تضامن الطلاب مع غزة. وقبل سنوات، أغلقت السوربون احتجاجاً على حرب فيتنام، واليوم حراكنا مماثل ونحن نطالب بتحرير الرهائن بالسلام للجميع». أما سبب المطالبة بوقف التعاون مع الجامعتين المذكورتين، فإن الطالبة ألكسندرين فيتري تعزو ذلك لكون 5 آلاف من طلابهما شاركوا في حرب غزة.

اتساع الحراك الطلابي

وفي اليومين الأخيرين، اتسعت رقعة المشاركة والدعم. فقد صدر عن الاتحاد الطالبي وعن الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا بيانات تدعو لتعزيز التعبئة في الجامعات الفرنسية كافة، على غرار ما يحصل في الولايات المتحدة الأميركية وللتنديد بردود فعل السلطات المتهمة بالتعاطي «البوليسي» مع «طلاب مسالمين يناضلون من أجل السلام».

وندد الاتحاد الوطني بـ«ممارسة الرقابة والقمع» من جانب السلطات. بيد أن السياسة الحكومية جاءت بنتائج عكسية، إذ إن جامعة «جان مونيه» في مدينة سان إتيان مضربة «من أجل السلام ووقف إطلاق النار في غزة»، فيما تتهيأ معاهد العلوم السياسية في مدن ستراسبورغ ورين وبوردو وليون وتولوز وسان جيرمين ــ أون لي وريمس وغرنوبل وجامعة تولبياك في باريس، وغيرها، لأعمال شبيهة بما حصل في السوربون.

متظاهرون يتسلقون تمثال ساحة «لا ناسيون» في باريس التي شهدت أقسى المواجهات بين الأمن وبعض المتظاهرين (أ.ب)

ونشر على مدخل معهد العلوم السياسية في تولوز لافتة كتب عليها: «دعم فلسطين ليس جريمة».

أما طلاب المعهد نفسه في مدينة مونتون الساحلية فقد أصدروا بياناً يدعو للعمل على تنفيذ قرار «محكمة العدل الدولية» بشأن حرب إسرائيل على غزة واحتمال حصول مجزرة ضد المدنيين، مشددين على ضرورة وضع حد للضغوط التي تمارس على الطلاب وانتهاج ازدواجية المعايير في التعاطي مع حربي غزة وأوكرانيا. وكانت النتيجة أن مدير معهد مونتون، واسمه يوسف حلاوة، أمر بإغلاقه حتى إشعار آخر ومتابعة التعليم عن بعد.

وفي غرونوبل، طالبت النقابات الطلابية بتجميد الشراكة مع جامعة بن غوريون في النقب؛ لأنها ّتقدم منحاً ومساعدات مالية للطلاب الذين يشاركون في الحرب.

اليمين المتطرف

بيد أن الحراك لصالح فلسطين الذي يحظى بدعم اليسار موضع انتقادات شديدة من اليمين واليمين المتطرف.

فرئيسة منطقة باريس وضواحيها «إيل دو فرانس» فاليري بيكريس، قررت تجميد المساعدات المالية المخصصة لمعهد العلوم السياسية «إلى حين استعادة الأمن والصفاء في المعهد». ولم تتردد بيكريس المنتمية لحزب «الجمهوريون» اليميني التقليدي في التنديد بـ«أقلية راديكالية تسوق لمعاداة السامية الحاقدة ويحركها حزب فرنسا الأبية وحلفاؤه من اليساريين الإسلامويين الساعين لفرض قوانينهم على مجمل الأسرة التعليمية».

رئيس الحكومة الفرنسية غابريال أتال متبنياً الخط المتشدد في التعاطي مع حراك طلاب المعاهد والجامعات خلال زيارة له الأربعاء لمنطقة لواريه (أ.ف.ب)

كذلك، فإن نقابة طلابية يمينية «UNI» هاجمت ما سمته «اشتعال الجامعات الفرنسية» متهمة التنظيمات السياسية اليسارية المتشددة بالوقوف وراءها. ودعت النقابة المذكورة إلى معاقبة الطلاب الضالعين في الحراك أو الذين يشاركون في تعطيل الدراسة، عادة أنه قد «حان الوقت لكي تعمد الحكومة لقرع جرس نهاية الفرصة بالنسبة للمناضلين الداعمين للفلسطينيين والذين يعمدون لتعطيل المعاهد».

عيد العمال

وأمس، كان ملف غزة حاضراً في المسيرات والتجمعات التي شهدتها فرنسا بمناسبة عيد العمال، حيث انضم المئات من الطلاب والنقابيين الداعين لوقف الحرب والتنديد بما تقوم به إسرائيل.

وفي العديد من المدن الفرنسية التي شهدت المسيرات بدعوة من النقابات العمالية، حصلت مشادات ومناوشات بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين حشدتهم وزارة الداخلية بقوة، إن في باريس أو في مدن مثل ليون أو سان إتيان ونيس ومرسيليا... وفي باريس، شهدت ساحة «ناسيون»؛ حيث انتهت المسيرة العمالية، اشتباكات وكرّاً وفرّاً بين رجال الأمن وفرق مكافحة الشغب من جهة، ومن جهة أخرى مجموعات من الملثمين. ولجأت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المشاغبين الذين عمدوا إلى رمي ما تيسر لهم على القوى الأمنية، بما في ذلك المفرقعات، وقبضت على 29 شخصاً من بينهم، فيما أفيد بجرح 12 رجل أمن.


موجة حر تقتل 9 أشخاص بالهند

مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)
مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)
TT

موجة حر تقتل 9 أشخاص بالهند

مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)
مكتب الأرصاد الهندي توقع تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (إ.ب.أ)

شهدت منطقة شرق الهند ارتفاعاً في درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في شهر أبريل (نيسان)، إذ اجتاحت موجة حر بعض أجزاء من البلاد وسط انتخابات عامة، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، وتوقع مكتب الأرصاد الجوية اليوم (الأربعاء) تسجيل درجات حرارة أعلى من المعتاد في شهر مايو (أيار) أيضاً.

وأشار محللون سياسيون إلى أن الحرارة الشديدة أحد أسباب انخفاض نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات البرلمانية التي تجرى على سبع مراحل بدأت في 19 أبريل ومن المقرر أن تظهر النتائج في الرابع من يونيو (حزيران).

ومع ذلك، من المتوقع أن تنحسر موجة الحر تدريجياً في الأيام المقبلة.

وبلغ متوسط درجات الحرارة في شرق الهند 28.12 درجة مئوية في أبريل، وهو الأعلى على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في عام 1901.

وسجلت ولاية البنغال الغربية بشرق الهند أكبر عدد من أيام الموجات الحارة في أبريل خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، تليها ولاية أوديشا الساحلية المجاورة التي شهدت أسوأ موجات حر منذ تسع سنوات.

وأعلنت السلطات أيضاً عن موجة حارة نادرة في ولاية كيرالا الساحلية بجنوب غربي البلاد، حيث سُجلت حالتا وفاة على الأقل بسبب ارتفاع درجات الحرارة.


بكين تسخر من تعامل واشنطن مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
TT

بكين تسخر من تعامل واشنطن مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات

قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)
قوات الأمن تعتقل امرأة خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة تكساس الأميركية (رويترز)

نالت طريقة تعامل السلطات الأميركية مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تشهدها الكثير من الجامعات الأميركية انتقادات في الصين على خلفية الانتقادات التي تواجهها واشنطن إلى بكين في ملف حقوق الإنسان وقمع المعارضين.

من حركة الاحتجاج الطلابية في أميركا

وأعربت وسائل الإعلام الحكومية في الصين عن دعمها للاحتجاجات وأدانت ما وصفته بحملة القمع الصارمة التي تمارسها السلطات الأميركية ضد حرية التعبير، بحسب الإذاعة الأميركية.

وقالت صحيفة «الشعب» اليومية، المملوكة للدولة في الصين، في مقطع فيديو إن الطلاب الأميركيين يحتجون؛ لأنهم «لم يعد بإمكانهم تحمل المعايير المزدوجة للولايات المتحدة».

وشاركت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في توجيه الانتقادات إلى الحكومة الأميركية، حيث نشرت مقطع فيديو للشرطة الأميركية وهي تعتقل المتظاهرين وعلقت عليه بسؤال: «هل تتذكرون كيف كان رد فعل المسؤولين الأميركيين عندما حدثت هذه الاحتجاجات في مكان آخر؟».

وقالت الإذاعة الأميركية إن هذه الانتقادات تتناقض مع حملة القمع التي تشنّها السلطات الصينية على المعارضة الداخلية وأي شكل من أشكال الاحتجاج في الشوارع.

وأضافت أن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الصين للتخلص من فيروس كورونا والرقابة على الأصوات الناقدة أثناء الوباء إلى تحفيز احتجاجات الشوارع في الكثير من المدن الصينية في 2022 والتي أصبحت تُعرف باسم «حركة الكتاب الأبيض»، حيث كان المتظاهرون يحملون أوراقاً بيضاء للرمز إلى دعم الاحتجاجات، بينما لا يقولون أو يفعلون أي شيء؛ على أمل عدم الوقوع في مشاكل، ومع ذلك، ألقت الشرطة الصينية القبض على المتظاهرين، واتهم السفير الصيني لدى فرنسا لو شايه «قوى خارجية مناهضة للصين» بالوقوف وراء الاحتجاجات ووصفها بأنها «ثورة ملونة».


كيف أثر اعتراف «أسترازينيكا» على سمعة لقاحات «كورونا»؟

جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
TT

كيف أثر اعتراف «أسترازينيكا» على سمعة لقاحات «كورونا»؟

جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)
جرى توزيع مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» في أكثر من 150 دولة (رويترز - أرشيفية)

أثار اعتراف شركة «أسترازينيكا» رسمياً بأن لقاحها ضد فيروس «كورونا» قد يسبب آثاراً جانبية نادرة، مثل جلطات الدم وانخفاض الصفائح الدموية، مخاوف من إمكان إحجام الناس عن تلقي اللقاحات بشكل عام.

وجاء الاعتراف في وثائق لمحكمة بريطانية ضمن دعوى جماعية تزعم أن اللقاح الذي طُور بالتعاون مع جامعة أكسفورد تسبب في وفاة وإصابة عشرات الأشخاص. وطالبت الدعوى بتعويضات تصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني لنحو 50 ضحية، وفق وسائل إعلام بريطانية.

أثارت هذه الأنباء قلقاً يفتح باباً واسعاً للتساؤلات حول تأثيرها على سمعة لقاحات «كورونا» بشكل عام. وقال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، رغم أن اعتراف «أسترازينيكا» بإمكان حدوث آثار جانبية للقاح «كورونا» لم يكن مفاجئاً للمجتمع العلمي، فإنه «يمكن أن يؤثر سلباً على سمعة اللقاحات بشكل عام، وليس فقط على لقاح (أسترازينيكا)؛ وهذا ما يثير قلق المتخصصين في هذا المجال».

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، شدد على ضرورة عدم الخوف من اللقاحات بشكل عام، وليس فقط من لقاحات «كورونا»، مشيراً إلى أن كل لقاح تجري الموافقة عليه من قبل هيئات الدواء العالمية يخضع لتقييم دقيق للمخاطر والفوائد. وفي سياق الجائحة، تبين أن فوائد اللقاحات تفوق بكثير المخاطر النادرة؛ لذا، أفادت هذه الهيئات بأن اللقاحات، بما في ذلك لقاح «أسترازينيكا»، آمنة للاستخدام العام رغم الآثار الجانبية النادرة التي قد تظهر.

وأوضح عنان أن «هذا ينطبق على جميع اللقاحات، بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال»، مشيراً إلى أن «الآثار الجانبية شديدة الندرة لا تنفي الأهمية الكبيرة للقاحات في الحفاظ على صحة السكان».

وأكد أنه «لم يكن هناك تستر على آثار لقاح (أسترازينيكا) الجانبية؛ فالشركة أعلنت بالفعل عن بعض الآثار الجانبية النادرة، كالتجلط الدموي المناعي الناتج عن نقص الصفيحات (VITT)».

ويمكن للجلطات أن تؤدي لفقدان تدفق الدم في مناطق محددة من الجسم مثل الدماغ أو البطن، وتشمل الأعراض صداعاً شديداً أو مستمراً، وعدم وضوح الرؤية، وضيق التنفس، وألماً في الصدر، وتورماً في الساق، أو ألماً مستمراً في البطن، وتظهر عادة بين 4 إلى 42 يوماً بعد التطعيم.

ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يجري تصنيف هذه الحالة بناءً على موقع الجلطة الدموية وشدة الأعراض.

وشدد عنان على أن وجود آثار جانبية نادرة جداً لا ينفي الأهمية الكبيرة للقاحات في الحفاظ على صحة المواطنين، مشيراً إلى أن هذه الآثار النادرة يجب ألا تمنع الأشخاص من الحصول على اللقاحات، خصوصاً أن دراسات قد أظهرت أنه دون اللقاحات كان من الممكن أن تزيد الوفيات نتيجة «كورونا»، بمقدار 50 مليون حالة عالمياً.

وبالنسبة للأشخاص الذين تلقوا اللقاح، نوه عنان إلى أنه لا يوجد إجراء خاص يحتاجون إلى القيام به بسبب الندرة الشديدة لهذه الآثار الجانبية، ففي الماضي، كانت هناك أدوية مثل «النوفالجين» تستخدم على نطاق واسع على الرغم من احتمالية حدوث آثار جانبية نادرة، وكانت مقبولة لأن حالات حدوث الآثار الجانبية المبلغ عنها كانت قليلة جداً.

وطالب الجمهور أن يثق بالتقييمات العلمية والموافقات الرسمية التي تُعطى للقاحات، حيث تجري هذه العمليات بدقة، مع الاحترام الشديد لمعايير الأمان والفاعلية.

ووفق الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» وعضو «الجمعية العالمية للحساسية»، فإن مئات الملايين من جرعات لقاح «أسترازينيكا» جرى توزيعها عالمياً في أكثر من 150 دولة، ما أسهم في تقليل انتشار الوباء وإنقاذ حياة الملايين.

وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاح أسهم في تغيير مسار الجائحة، وتقليل ظهور المتحورات الشرسة للفيروس. وأضاف: «من الطبيعي أن تحمل اللقاحات آثاراً جانبية، لكن آثار لقاح (كوفيد - 19) كانت نادرة، بما في ذلك حالات الجلطات الدموية»، مشدداً على ضرورة التشخيص المبكر والتدخل السريع؛ لتجنب مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة.

ونوه بأن إعلان «أسترازينيكا» عن الآثار الجانبية يمكن أن يؤثر في سمعة اللقاحات، لكنه أكد أهمية الشفافية والنزاهة في الممارسات الطبية. وأشار إلى أن الآثار الجانبية النادرة لا تعكس بالضرورة خطأً طبياً، مدللاً على ذلك بأن حوادث الطيران النادرة لا تمنع الناس من السفر جواً.

بينما أشار الدكتور راجيف جاياديفان، الرئيس المشارك لفريق عمل «كوفيد» التابع للجمعية الطبية الهندية، إلى أن تجلط الدم المناعي الناجم عن نقص الصفيحات يتضمن تكوين جلطات دموية في الأوعية الدموية بالدماغ أو مناطق أخرى، مع انخفاض في عدد الصفائح الدموية، وهذا يحدث نادراً بعد تلقي بعض اللقاحات.

وأضاف لصحيفة «هيندو بيزنس لاين» الهندية، أن لقاحات «كوفيد» منعت كثيراً من الوفيات، لكن جرى أيضاً نشر تقارير عن هذه الحالات النادرة والخطيرة في مجلات علمية مرموقة.


غوتيريش يدعو إلى تحقيق «مستقل» في مقابر غزة الجماعية

أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)
أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)
TT

غوتيريش يدعو إلى تحقيق «مستقل» في مقابر غزة الجماعية

أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)
أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة 18 أبريل 2024 (أ.ب)

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، عن «قلقه العميق» إزاء اكتشاف مقابر جماعية في المستشفيين الرئيسيين في قطاع غزة، ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل.
وأضاف «من الضروري أن يُسمح لمحققين دوليين مستقلين بالوصول الفوري إلى المواقع لتحديد الظروف الدقيقة التي فَقد فيها الفلسطينيون حياتهم ودُفنوا أو أُعيد دفنهم».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن «تقدماً تدريجياً» أحرز نحو تجنب «مجاعة من صنع الإنسان كلية» في شمال قطاع غزة، لكن هناك حاجة ملحة إلى بذل مزيد من الجهد. ودعا غوتيريش إسرائيل على وجه التحديد إلى الوفاء بتعهدها بفتح «نقطتي عبور بين إسرائيل وشمال غزة حتى يتسنى إدخال المساعدات إلى غزة من ميناء أسدود والأردن».

وقال غوتيريش للصحافيين أيضاً إن العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة، هي انعدام الأمن لموظفي الإغاثة والمدنيين.


لازاريني: 267 مليون دولار مساعدات «الأونروا» المعلقة

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني (أ.ف.ب)
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني (أ.ف.ب)
TT

لازاريني: 267 مليون دولار مساعدات «الأونروا» المعلقة

المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني (أ.ف.ب)
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني (أ.ف.ب)

أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، اليوم (الثلاثاء)، أن إجمالي المساعدات التي تم تجميدها للوكالة الأممية يبلغ حالياً 267 مليون دولار.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أشار المفوض إلى أنه تم تعليق ما مجموعه 450 مليون دولار في الأساس.

وبفضل استئناف بعض المانحين لتمويلهم، ومساهمة بلدان جديدة وجمع أموال من القطاع الخاص، قال المفوض العام: «نحن اليوم في وضع أفضل مما كنا عليه قبل ثلاثة أشهر».

واتهمت إسرائيل التي تقصف غزة بلا هوادة وتنفذ عمليات برية منذ الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على أراضيها، «الأونروا» بتوظيف «أكثر من 400 إرهابي» في قطاع غزة والسماح للحركة بإخفاء الأسلحة في مدارسها والمباني الأخرى التي تديرها في القطاع.

وهي اتهامات تنفيها جملة وتفصيلاً الوكالة التي تعد الجهة الرئيسية التي تنظم المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

ودفع ذلك كثيراً من الدول المانحة، بينها الولايات المتحدة، إلى تجميد تمويلها للوكالة الأممية، ما هدد قدرتها على التدخل في القطاع المحاصر، بينما حذرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.

وأشار إلى أن «الولايات المتحدة أوضحت أنها ستبقي على تجميد التعليق حتى مارس (آذار) 2025، بسبب الحظر الذي فرضه الكونغرس».

كذلك، أشار إلى أن المملكة المتحدة والنمسا لم تبتا بعد بشأن استئناف تمويلهما. ومن المتوقع صدور قرار الحكومة السويسرية قريباً.

مانحون خاصون

وأوضح المسؤول الأممي أن دولاً جديدة، من بينها الجزائر والعراق، أعربت عن نيتها مساعدة الوكالة التي جمعت «أكثر من 115 مليون دولار خلال ستة أشهر بفضل مانحين خاصين».

ولذلك يعد لازاريني أن الوكالة ستكون قادرة على الصمود مالياً «حتى نهاية يونيو (حزيران)».

وفي رده على سؤال للصحافيين، قال: «إذا سألتني عما إذا كنت مطمئناً حتى شهر يوليو (تموز) أو لا، فسأقول إنه على مدى السنوات الأربع الماضية نادراً ما اتضحت الرؤية بالنسبة لي لأكثر من شهرين أو ثلاثة».

في 26 أبريل (نيسان)، قالت الأمم المتحدة إن مكتب الرقابة الداخلية «حقق مع 19 موظفاً في الأونروا»، وهم أول 12 موظفاً اتهمتهم إسرائيل في يناير (كانون الثاني) وتم «إنهاء» عقودهم، بالإضافة إلى سبعة آخرين تم الإبلاغ عنهم لاحقاً.

وأوضح لازاريني أنه «من بين الأشخاص التسعة عشر، تمت تبرئة شخص واحد وإعادته إلى منصبه»، مشيراً إلى أن «التحقيق معلق حالياً مع أربعة آخرين» بسبب نقص المعلومات.

وأكد لازاريني أن فريقه على الأرض أبلغ عن «صدمة راسخة بين السكان»، وأن قوافل الأونروا الراغبة في الذهاب من جنوب إلى شمال غزة «يتم رفضها بشكل منهجي».


«العدل الدولية»: لا إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل

«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)
«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)
TT

«العدل الدولية»: لا إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل

«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)
«العدل الدولية» تقضي بعدم اتخاذ إجراءات طارئة بشأن تصدير أسلحة ألمانية لإسرائيل (رويترز)

قضت محكمة العدل الدولية، اليوم (الثلاثاء)، بعدم اتخاذ إجراءات طارئة لوقف صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، مضيفة أنها ما زالت تشعر بقلق بالغ إزاء الأوضاع في غزة.

وبحسب «رويترز»، رفضت المحكمة طلباً ألمانياً بوقف نظر القضية، وهو ما يعني أنها ستمضي قدماً.

من جانبها، رحبت ألمانيا بالحكم، وجاء في بيان لوزارة الخارجية الألمانية على منصة «إكس»: «لا أحد فوق القانون. وهذا ما يوجه تصرفاتنا».

ورفضت محكمة العدل الدولية طلباً قدّمته نيكاراغوا تطالبها فيه باتخاذ إجراءات عاجلة بعد اتهام ألمانيا بانتهاك اتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية بتزويدها إسرائيل أسلحة تستخدمها في حربها مع «حماس» في غزة.

لم تبت المحكمة بعد في جوهر الدعوى التي رفعتها ماناغوا، ما يمكن أن يستغرق أشهرا أو حتى سنوات.

وقال رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام: «ترى المحكمة أن الظروف ليست على النحو المطلوب لكي تمارس سلطتها بطلب إجراءات احترازية».

وبمواجهة الحرب المدمرة المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، رفعت نيكاراغوا دعوى ضد ألمانيا أمام أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة.

وأصدرت المحكمة اليوم (الثلاثاء) قرارها بشأن طلب إجراءات عاجلة قدمته هذه الدولة الواقعة في أميركا الوسطى التي كانت تأمل خصوصا أن يلزم القضاة برلين بوقف إمداد الدولة العبرية أسلحة ومساعدات أخرى.

وأوضح محامو نيكاراغوا أن الدعوى تستهدف ألمانيا وليس الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، لأن واشنطن لا تعترف بصلاحية المحكمة في هذه القضية.

ينتظرون «أكثر من ذلك»

وبعد ترحيب ألمانيا بقرار القضاة، قالت وزارة الخارجية إن «ألمانيا ليست طرفا في الصراع في الشرق الأوسط، بل على العكس: نحن ملتزمون ليل نهار في العمل من أجل حل الدولتين... لكننا نرى أيضا أن إرهاب 7 أكتوبر أثار هذه الدوامة الجديدة من المعاناة التي يجب على إسرائيل أن تدافع عن نفسها منها».

وكانت برلين أعلنت الأسبوع الماضي عن استئناف قريب للتعاون مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة، بعدما فشل تحقيق في تقديم أدلة على وجود صلات مفترضة مع منظمات إرهابية.

من جهته قال ممثل نيكاراغوا كارلوس أرغيو في ختام الجلسة إن «الفلسطينيين كانوا ينتظرون ما هو أكثر من ذلك». وأضاف: «لكن المحكمة أشارت إلى أن ما يحصل في فلسطين أمر رهيب وأن الناس يقتلون وأن على الدول أن تأخذ ذلك في الاعتبار». وتابع: «على أي حال، إذا استمرت الأمور على حالها أو تطورت فإن نيكاراغوا ستلفت انتباه المحكمة إلى هذه المسألة مجددا».

تصوير «منحاز» للوضع

عدّت نيكاراغوا في جلسة سابقة هذا الشهر أن إمداد ألمانيا إسرائيل أسلحة بموازاة تقديمها مساعدات لقطاع غزة أمر «مؤسف».

غير أن الوفد الألماني عدّ أن هذا التصوير للوضع ينم عن «انحياز فاضح»، مؤكدا أن أمن إسرائيل «في صلب» سياسة برلين الخارجية.

وقالت ممثلة ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية المحامية تانيا فون أوسلار-غليشين إن «ألمانيا لا توفر أسلحة إلا بعد دراسة دقيقة تتجاوز بكثير شروط القانون الدولي».

وأكدت أن توفير أسلحة ومعدات عسكرية أخرى لإسرائيل «يخضع لتقييم مستمر للوضع الميداني».

في انتظار البت الكامل بالقضية والذي يمكن أن يستغرق أعواما، كانت ماناغوا طلبت خمسة إجراءات موقتة لا سيما أن تقوم ألمانيا «بتعليق مساعداتها لإسرائيل فورا وخصوصا مساعدتها العسكرية بما يشمل المعدات العسكرية».

وتحظى القضايا المطروحة أمام محكمة العدل الدولية المتعلقة بالنزاع في قطاع غزة باهتمام كبير.

في شكوى منفصلة، اتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وهو ما نفته الدولة العبرية. وفي هذه القضية، دعت المحكمة إسرائيل إلى بذل كل ما في وسعها لمنع أي عمل من أعمال الإبادة الجماعية، وأمرت في الآونة الأخيرة بإجراءات إضافية تطالب إسرائيل بزيادة إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية.

لكن رغم أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة، فإنها لا تملك آلية لتنفيذها. فقد أمرت روسيا على سبيل المثال بإنهاء غزوها لأوكرانيا لكن دون جدوى.

في السابع من أكتوبر، نفذت «حماس» هجوماً على إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.

ورداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على «حماس» التي تعدها الدولة العبريّة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «منظّمة إرهابيّة». وأدّى هجومها على غزّة إلى مقتل 34535 شخصاً، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس».


انطلاق مؤتمر دولي حول أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل في فيينا

يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)
يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)
TT

انطلاق مؤتمر دولي حول أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل في فيينا

يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)
يناقش المؤتمر المخاوف الناجمة عن تطور الأسلحة ذاتية التشغيل (أ.ف.ب)

انطلق في فيينا، الاثنين، مؤتمر دولي يستمر يومين بشأن الأسلحة ذاتية التشغيل، بتحذيرات من استخدام «العناصر الإرهابية» و«مجرمي الحرب» لمثل هذه الأنظمة.

ووفق وكالة الأنباء الألمانية، حذرت ميريانا سبولجاريك إيجر، رئيسة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر»، خلال المحادثات، من أنه لا يوجد في الوقت الحالي ضمانات تفيد بأن هذه الأنظمة التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي، لن تقع في أيدٍ غير أمينة.

وقالت: «لذلك، فإنه من المهم للغاية التصرف، والتصرف بسرعة كبيرة».

ونظمت النمسا المؤتمر الذي يحمل اسم «الإنسانية عند مفترق الطرق: أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل وتحدي الضوابط»، بعد أن فشلت مفاوضات خبراء تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف على مدار الأعوام العشرة الماضية في أن تؤدي إلى محادثات على المستوى الدبلوماسي.

ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر ممثلون عن نحو 130 دولة، إلى جانب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية ومعاهد أبحاث.

وتمثل أنظمة الأسلحة التي تختار الأهداف، وتضربها بشكل مستقل باستخدام الذكاء الاصطناعي صلب اهتمام المشاركين في المؤتمر، خصوصاً في ظل الصراعات المستمرة في قطاع غزة وأوكرانيا.

وتقول القوات المسلحة الإسرائيلية إنها تستخدم نظاماً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لاختيار الأهداف بسرعة عالية.

وتنشر أوكرانيا طائرات مسيرة يمكنها تحديد أهداف باستخدام الذكاء الاصطناعي حتى عندما تخضع للتشويش الإلكتروني الروسي، وفقاً لما ذكرته تقارير إعلامية ومعلومات من دوائر دبلوماسية.

وتؤدي هذه التطورات التكنولوجية إلى إنتاج أسلحة ذاتية التشغيل بشكل كبير مع مدخلات بشرية منخفضة.

ويناقش المؤتمر في فيينا المدى الضروري للسيطرة البشرية على مثل هذه الأسلحة. كما سيكون استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من قبل الإرهابيين ومخاطر حدوث سباق التسلح مدعوماً بالذكاء الاصطناعي على جدول الأعمال.

وسوف يعدّ المشاركون في المؤتمر تقريراً لتقديمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي سيعرضه على الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة.

وفي حين أشارت دول عدة إلى استعدادها لوضع مدونة سلوك غير ملزمة بشأن هذه المسألة، فقد عارضت روسيا اتخاذ قرار سريع بشأن فرض قيود.


أمين عام «الناتو»: لم يفت الأوان بعد لتنتصر أوكرانيا في الحرب

زيلينسكي وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في كييف اليوم (أ.ف.ب)
زيلينسكي وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في كييف اليوم (أ.ف.ب)
TT

أمين عام «الناتو»: لم يفت الأوان بعد لتنتصر أوكرانيا في الحرب

زيلينسكي وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في كييف اليوم (أ.ف.ب)
زيلينسكي وستولتنبرغ بمؤتمر صحافي مشترك في كييف اليوم (أ.ف.ب)

عدَّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، ينس ستولتنبرغ، خلال زيارته إلى كييف، اليوم الاثنين، أنه «لم يفُت الأوان بعدُ لتنتصر أوكرانيا» على روسيا، رغم الانتكاسات الأخيرة لجيشها على الجبهة، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن «مزيداً من المساعدات في الطريق»، قائلاً إنه يتوقع إعلانات جديدة في هذا الاتجاه «قريباً».

من جانبه، دعا زيلينسكي حلفاءه الغربيين إلى تسريع إمدادات الأسلحة إلى كييف «لإفشال» هجوم جديد تُحضّر له روسيا. وقال زيلينسكي: «معاً علينا أن نُفشل الهجوم الروسي»، مضيفاً أن «سرعة الإمدادات تعني حرفياً استقرار خط الجبهة».

من جهتها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قوات البلاد تقدمت في عدة مناطق على طول خط المواجهة في أوكرانيا، الاثنين، إذ سيطرت على قرية في منطقة دونيتسك وحققت تقدما في مواقع استراتيجية في منطقة خاركيف وصدت عددا من الهجمات الأوكرانية.وتسيطر روسيا على حوالي 18 بالمائة من الأراضي الأوكرانية في المناطق الشرقية والجنوبية، وتواصل التقدم منذ فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف عام 2023 في تحقيق تقدم كبير ضد القوات الروسية.

وفي فبراير (شباط)، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الروسية بالتوغل بشكل أكبر داخل أوكرانيا بعد السيطرة على بلدة أفدييفكا إذ قال إن القوات الأوكرانية اضطرت إلى الفرار وسط الفوضى فيما أعلنت أوكرانيا انسحابها من أفدييفكا.وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على قرية سيمينيفكا شمال غرب أفدييفكا. وقالت روسيا إنها هزمت القوات الأوكرانية والمرتزقة الأجانب في عدد من القرى الأخرى بالمنطقة.وأعلنت روسيا عن هزيمة القوات الأوكرانية في مناطق سينكيفكا في منطقة خاركيف وفي عدد من النقاط الأخرى على طول خط المواجهة. وقالت أيضا إنها استهدفت ورش الطائرات المسيرة الأوكرانية.وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها تصدت لهجمات العدو بالقرب من سيمينيفكا مضيفة أن جنودها صدوا عددا من الهجمات الروسية الأخرى.وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 في مقتل آلاف الأشخاص وتسبب في أسوأ أزمة علاقات لروسيا مع الغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.


ديناميكيّة العالم... من الصورة الكبرى إلى الصغرى

جندي أوكراني يطلق مسيّرة مخصصة للتجسس (أرشيفية - أ.ف.ب)
جندي أوكراني يطلق مسيّرة مخصصة للتجسس (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

ديناميكيّة العالم... من الصورة الكبرى إلى الصغرى

جندي أوكراني يطلق مسيّرة مخصصة للتجسس (أرشيفية - أ.ف.ب)
جندي أوكراني يطلق مسيّرة مخصصة للتجسس (أرشيفية - أ.ف.ب)

تقوّم وتُصنّف الدول بناء على ما تملك من ثروات وقدرات، وبناءً عليها يُرسم سلّم التراتبيّة في النظام العالميّ. يُحدّد بعض الخبراء أن هناك عوامل أربعة ترتكز عليها الدول لبناء مجدها، أو للحفاظ على ديمومة كيانها، وهي: القدرة العسكريّة، السياسيّة، الاقتصاديّة والتكنولوجيّة. لكن لا يكفي للدولة أن تملك العناصر الأربعة هذه؛ إذ لا بد لها من رسم الاستراتيجيات الكبرى لحفظ دورها، وحتى فرضه في النظام العالمي إذا لزم الأمر. هكذا تتصرّف القوى العظمى. أما الدول المُصنّفة عادية في النظام العالمي، فهي تسعى قدر الإمكان لحفظ دورها، وذلك عبر التموضع لتقديم الخدمات الاستراتيجية التي تحتاج إليها القوى المهيمنة. إذن، استراتيجيّة التموضع، هي فعل جيو - سياسيّ وبامتياز.

قد تُعلن دولة ما عن نواياها للعظمة كرسالة تحذير للآخرين. هكذا فعل الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت، عندما حضّر الأسطول الأبيض العسكري الأميركي العظيم، وجعله يدور حول العالم من عام 1907 وحتى عام 1909. سُمي بالأبيض لأن لون القطع البحرية كان أبيض؛ كون هذا اللون يعكس النوايا السلميّة. لكن في الوقت نفسه كانت الرسالة أن الولايات المتحدة الأميركية أصبحت قوّة بحريّة عالميّة وهي جاهزة للعب دور عالميّ. ألا تقوم السياسة على شعائر وإيحاءات خاصة بها؟

تحاول الصين حالياً تبوُّء مركز الصدارة في العالم. هذا هو حلم الرئيس الصيني. هو ضدّ الهيمنة والمهيمنين. فالهيمنة تهدّد الاستقرار والسلم العالميين. وحسب فكر الرئيس الصيني، شي جينبينغ، يتشارك العالم ككلّ بالمستقبل نفسه، والذي من المفروض أن يكون مزدهراً ومستقرّاً.

الرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بكين (أرشيفية - رويترز)

وزير الخارجيّة الأميركيّ أنتوني بلينكن في الصين لطلب وقف المساعدات الصينيّة الحربيّة لروسيا. بعدها يزور بلينكن إسرائيل للنظر في شأن الحرب المستمرّة على غزّة.

تكثّفت اللقاءات العلنيّة بين مسؤولين رفيعيّ المستوى، من كل روسيا، بلاروسيا، الصين، إيران وكوريا الشماليّة. ألا يوحي هذا الأمر بتشكّل محور جديد مناهض للغرب وهيمنته؟ في هذه المعادلة، تخوض روسيا الحرب على أوكرانيا. تزوّد إيران روسيا بالأسلحة خاصة المُسيّرات. تزوّد الصين روسيا بالتكنولوجيا اللازمة لتحديث المسيّرات الإيرانيّة. تزوّد كوريا الشماليّة روسيا بالذخيرة والأسلحة. لتردّ روسيا الجميل بتخطّي العقوبات الغربيّة على كوريا الشماليّة.

نشرت مجلّة «فورين افيرز» في العدد الأخير لها مقالاً، تشرح فيه تشكّل هذا المحور الثوريّ والذي يضمّ الدول المذكورة أعلاه. لا يرى المقال، أن هناك تحالفاً رسميّاً بين هذه الدول. لكن الأكيد، أنهم كلّهم متّفقون على تقويض أسس النظام العالمي الذي شكّلته أميركا بعد الحرب العالميّة الثانية.

في المقابل، تزّود الهند الفلبين بثلاث بطاريات بحريّة متنقّلة لصواريخ براهموس الفرط - صوتيّة والمضادة للسفن. مع الوعد بتسليم الفلبين قريباً صواريخ بريّة من النوع نفسه.

من مناورات عسكرية مشتركة بين الفلبين وأميركا (أرشيفية - إ.ب.أ)

تعدّل الولايات المتحدة الأميركيّة تموضعها العسكريّ في الشرق الأقصى، وتُحدّثه في الوقت نفسه. تعزّز تواجدها في اليابان، وتزوّدها بأحدث الصواريخ من نوع توما هوك. كما شكّلت أميركا فوجاً جديداً من بحريّة المشاة الأميركيّة، والذي سيتمركز في جزيرة أوكيناوا، خاصة وأن هذه الجزيرة سوف تلعب دور حاملة طائرات عائمة، بدل تعريض الحاملات الأميركيّة لخطر الصواريخ الصينيّة. وإذا ما أضفنا هذا التعزيز مع اليابان، إلى التواجد الأميركيّ المهم في كوريا الجنوبيّة. فقد يمكننا القول إن هذا التحالف يسيطر على بحر اليابان، كما يسيطر على الجهّة الشرقيّة للبحر الأصفر، ضمناً الممر البحريّ بين اليابان وكوريا الجنوبيّة ذي القيمة الاستراتيجيّة الكبرى.

حصلت أميركا مؤخراً من الفلبين على حق استعمال الكثير من القواعد البحريّة العسكريّة، كما القواعد الجويّة. وإذا ما أضفنا دور أستراليا في اللعبة الأميركيّة الجيو - سياسيّة (ضمن تحالف الأوكوس)، كما إضافة حركيّة أميركا في منطقة الأندو - باسفيك. فقد يمكننا القول إن أميركا تسعى إلى تشكيل طوق بحريّ حول الصين بهدف احتوائها. من هنا تضمّنت حزمة المساعدات العسكريّة الأميركيّة الأخيرة والتي اقرّها الكونغرس، مبلغ 8.1 مليار دولار للحلفاء في شرق آسيا ضمنا تايوان ومنطقة الاندو - باسفيك.

في الختام، يقول الكاتب الأميركيّ غريغ ايب، في مقال له في «وول ستريت جورنال» إن حال الاقتصاد الأميركيّ هو على الشكل التالي: الدولار قويّ، العجز كبير، نمو اقتصادي مهمّ، وذلك بالإضافة إلى تبوّء الدخل القومي الأميركي المركز الأوّل بنسبة 26.3 في المائة من الدخل القوميّ العالميّ والمقدّر بـ88 تريليون دولار. احتلّت أوروبا ككل، مع بريطانيا المركز الثاني. حلّت الصين في المركز الثالث. اليابان، والهند في المركزين الرابع والخامس. غابت روسيا عن التصنيف.