ألمانيا: اعتقالات جديدة مرتقبة في صفوف «جماعة الرايخ»

دعوات للنظر في مدى اختراق مؤسسات الدولة من اليمين المتطرف

المستشار الألماني يشارك في اجتماع مع قادة الولايات في برلين أمس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني يشارك في اجتماع مع قادة الولايات في برلين أمس (أ.ف.ب)
TT

ألمانيا: اعتقالات جديدة مرتقبة في صفوف «جماعة الرايخ»

المستشار الألماني يشارك في اجتماع مع قادة الولايات في برلين أمس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني يشارك في اجتماع مع قادة الولايات في برلين أمس (أ.ف.ب)

غداة كشف السلطات في ألمانيا عن شبكة إرهابية من اليمين المتطرف كانت تعدّ لتنفيذ انقلاب في البلاد واعتقال 25 مشتبهاً به، أكد رئيس المخابرات الداخلية في ألمانيا توماس هالدنفنغ، أنه لم يكن هناك خطر داهم من المجموعة، ولكنه شدد على أن الخطر «كان حقيقياً».
وأضاف هالدنفنغ أن «الوضع كان تحت سيطرة المخابرات طوال الوقت»، وأن المجموعة كانت تحت المراقبة منذ الربيع الماضي. وأكد أن المخابرات كانت لديها «فكرة جيدة عن مخططاتهم» التي قال إنها «أصبحت أكثر واقعية عندما بدأوا بشراء الأسلحة». وخلال المداهمات التي طالت قرابة 150 موقعاً في 11 ولاية ألمانية، عثرت الشرطة على كميات من الأسلحة في 50 موقعاً وصادرتها.
وفي الربيع الماضي، كشفت السلطات الأمنية عن مخطط لاختطاف وزير الصحة كارل لاوترباخ، من أشخاص ينتمون لـ«جماعة الرايخ»، وهي الجماعة نفسها التي شكَّلت المجموعة الإرهابية للانقلاب على النظام في ألمانيا والتي استهدفتها السلطات في المداهمات الأخيرة. والتحقيقات مع المعتقلين في تهمة التخطيط لاختطاف وزير الصحة، قادت آنذاك إلى المشتبه الرئيسي في المجموعة الإرهابية التي خططت للانقلاب، وهو هاينريش رويس، ما أدى إلى كشف تلك الخطط.
ويؤمن «مواطنو الرايخ» بنظريات المؤامرة، ويرفضون مثلاً لقاحات فيروس «كورونا» والإجراءات التي فُرضت للحد من انتشار الوباء، وهذا ما دفعهم للتخطيط لاختطاف وزير الصحة في الربيع الماضي. كما يرفضون الاعتراف بالدولة الألمانية بحدودها الحالية، ويتمردون على المؤسسات العامة التي يرفضون الانصياع لها.
وألمحت وزيرة الداخلية نانسي فايزر، إلى أن وباء «كورونا» والنقاش الذي تلاه حول إجبارية اللقاحات، قد يكون أسهم «في زيادة التطرف» في المجتمع. وكان لاوترباخ من الذين روّجوا لإجبارية اللقاح في ألمانيا، ولكن البرلمان رفض مشروع القرار.
وأعادت الاعتقالات والكشف عن المجموعة اليمينية المتطرفة التركيز على اختراق الجماعات المتطرفة للقوات المسلحة، خصوصاً أن 3 جنود حاليين مشتبه بانتمائهم للمجموعة اعتُقل أحدهم وهو ينتمي للقوات الخاصة في الجيش. كما أن هناك عدداً من الجنود السابقين يشكّلون «جناحاً عسكرياً» للمجموعة، حسب المدعي العام، بهدف تنفيذ الانقلاب بقوة السلاح.
وقبل سنوات، هزت فضائح متتالية الجيش الألماني بعد الكشف عن وجود عدد كبير من الذين يحملون أفكاراً يمينية متطرفة داخل الجيش والقوات الخاصة. وكان من المفترض تطبيق خطوات للكشف عن أولئك الجنود وتأهيلهم أو طردهم. ويريد حزب الخضر الآن إعادة فتح هذا النقاش داخل «البوندستاغ» لدراسة الخطوات التي اتُّخذت ومدى فاعليتها.
وغداة الكشف عن المجموعة، قالت وزيرة الداخلية فايزر، إن هناك حاجة «للنظر عن قرب» في المؤسسات الأمنية في ألمانيا ومدى اختراقها من اليمين المتطرف. وأكدت فايزر أنها تؤيد «فحصاً عن كثب» بحثاً عن الأفكار المتطرفة داخل القوات الأمنية الألمانية.
وتوقع رئيس الشرطة الفيدرالية تنفيذ المزيد من الاعتقالات في الأيام المقبلة تستهدف متشبهاً بهم إضافيين. وقال هولغر مونش، في تصريحات للقناة الألمانية الثانية، إن 54 شخصاً هم محل تحقيق. في المقابل، قال المدعي العام الألماني بيتر فرانك الذي أصدر مذكرات التوقيف أمس (الخميس)، إن المشتبه بهم كانوا مصممين على تنفيذ خططهم التي تتضمن الهجوم على البوندستاغ بالقوة، وأنه «كان على السلطات أن تتحرك» لوضع حد لمحاولاتهم.
وأعادت العملية أيضاً تركيز الأضواء على حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف الذي نجح في دخول البوندتساغ (البرلمان الفيدرالي) للمرة الأولى عام 2015 مستفيداً من أزمة اللاجئين، بعد اعتقال أحد أعضائه ضمن الخلية. والمعتقلة بيرجيب بارزات - فيلكمان هي قاضية في محكمة برلين الإقليمية وكانت عضواً في البوندستاغ حتى عام 2021 عن حزب «البديل لألمانيا». ورغم أن دورها لم يتضح كلياً في الخطط التي كانت المجموعة ترسمها، فإنها كانت تتمتع بحق دخول البرلمان في أي وقت كونها عضواً سابقاً، ما يشير إلى الدور الذي كان منتظراً منها في حال تنفيذ عملية الهجوم على البرلمان.
وحاول حزب اليمين المتطرف إبعاد نفسه عنها، وأصدر الزعيمان المشتركان للحزب بياناً يؤكدان فيه رفضهما للعنف ويتعهدان بطردها من الحزب في حال ثبوت التهم عليها. وبدأت كذلك ولاية برلين إجراءات قانونية بحقها لطردها كلياً وبشكل نهائي من السلك القضائي، رغم محاولات سابقة فاشلة لوزير العدل في الولاية لطردها بعد الاشتباه بغياب ولائها للمؤسسات الحكومية.


مقالات ذات صلة

برلين: اعتقالات جديدة في قضية «محاولة الانقلاب»

العالم برلين: اعتقالات جديدة في قضية «محاولة الانقلاب»

برلين: اعتقالات جديدة في قضية «محاولة الانقلاب»

حدد ممثلو ادعاء ألمان هويات خمسة مشتبه بهم آخرين، لهم صلة بحركة «مواطني الرايخ» اليمينية المتطرفة، في أعقاب مداهمات وقعت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ووفق وكالة الأنباء الألمانية، قالت متحدثة باسم مكتب المدعي العام الاتحادي، في كارلسروه، إن مداهمات جرت اليوم الأربعاء واستهدفت خمسة مشتبه بهم من بافاريا وساكسونيا السفلى وساكسونيا وسويسرا، حيث يشتبه أنهم يدعمون منظمة إرهابية. بالإضافة إلى ذلك، تم تفتيش منازل 14 آخرين، لا ينظر إليهم على أنهم مشتبه بهم. وأجريت عمليات تفتيش للمنازل أيضا في سويسرا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم مظاهرة ضد السياسي السويدي الذي أحرق القرآن خارج سفارة السويد في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

استنكار واسع لإحراق نسخة من المصحف في استوكهولم

تسبب قيام سياسي دنماركي سويدي متطرف بإحراق نسخة من القرآن الكريم خلال احتجاج أمام مبنى السفارة التركية في ستوكهولم، بمزيد من العقبات في طريق حصول السويد على موافقة تركيا على طلب انضمامها إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ إذ ردّت أنقرة بإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي في 27 يناير (كانون الثاني) الحالي إليها، لبحث موقف تركيا من مسألة الانضمام، وذلك بعد أن ألغت تركيا زيارة رئيس البرلمان السويدي، بسبب فعالية لأنصار حزب «العمال الكردستاني» أهانوا فيها الرئيس رجب طيب إردوغان. وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لسماح السلطات السويدية بإحراق نسخة من المصحف ال

العالم مظاهرة ضد السياسي السويدي الذي أحرق القرآن خارج سفارة السويد في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

تنديد بإحراق القرآن الكريم أمام سفارة تركيا في استوكهولم

أضاف قيام سياسي دنماركي سويدي متطرف بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في استوكهولم، مزيداً من العقبات في طريق حصول السويد على موافقة تركيا على طلب انضمامها إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ إذ ردت أنقرة بإلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي في 27 يناير (كانون الثاني) الحالي إليها، لبحث موقف تركيا من مسألة الانضمام، وذلك بعد أن ألغت تركيا زيارة رئيس البرلمان السويدي، بسبب فعالية لأنصار حزب «العمال الكردستاني» أهانوا فيها الرئيس رجب طيب إردوغان. ونددت وزارة الخارجية التركية، بشدة، بسماح السلطات السويدية لرئيس حزب «الخط المتشدد» الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالو

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم السعودية تدين سماح السويد لمتطرف بحرق المصحف

السعودية تدين سماح السويد لمتطرف بحرق المصحف

أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة تركيا في استوكهولم. وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان أمس موقف بلادها الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف. كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات العمل الدنيء الذي أقدم عليه نشطاء من اليمين المتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم في استوكهولم، وبترخيص من السلطات السويدية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا خلال حديثه اليوم مع الصحافيين في برازيليا (د.ب.أ)

لولا يؤكد أن أبواب القصر الرئاسي شُرّعت أمام المتظاهرين من الداخل

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليوم (الخميس) اقتناعه بأن المتظاهرين الذين اقتحموا القصر الرئاسي في برازيليا الأحد، تلقوا مساعدة من الداخل، معلناً عملية «تدقيق عميقة» بالموظفين. ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال الزعيم اليساري خلال مأدبة الفطور الأولى مع الصحافيين منذ تنصيبه في الأول من يناير (كانون الثاني): «أنا مقتنع بأن أبواب قصر بلانالتو فتحت ليتمكن الناس من الدخول لأنه لم يتم خلع أي باب». وأوضح: «هذا يعني أن أحدهم سهل دخولهم إلى هنا».

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.