تركيا تدعو الغرب إلى عدم «حرق الجسور» مع روسيا

أعلنت إخراج 13 مليون طن من الحبوب الأوكرانية منذ أغسطس

تركيا أكدت إخراج أكثر من 13 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا منذ بدء تطبيق «اتفاقية إسطنبول» (أ.ف.ب)
تركيا أكدت إخراج أكثر من 13 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا منذ بدء تطبيق «اتفاقية إسطنبول» (أ.ف.ب)
TT

تركيا تدعو الغرب إلى عدم «حرق الجسور» مع روسيا

تركيا أكدت إخراج أكثر من 13 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا منذ بدء تطبيق «اتفاقية إسطنبول» (أ.ف.ب)
تركيا أكدت إخراج أكثر من 13 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا منذ بدء تطبيق «اتفاقية إسطنبول» (أ.ف.ب)

دعت تركيا، الغرب، إلى عدم «حرق الجسور» مع روسيا والتوصل إلى تسوية بين الجانبين، كما أعلنت، من جهة أخرى، إخراج أكثر من 13 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا منذ بدء تطبيق اتفاقية إسطنبول الموقعة في 22 يوليو (تموز) في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، ضرورة التسوية بين روسيا والغرب، مشيراً إلى تجدد الحرب الباردة بين موسكو والغرب منذ بدء الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي. وقال أكار، في مقابلة تلفزيونية أمس الاثنين: «نشهد الآن الحرب الباردة الثانية... لقد بدأت مع الأزمة الأوكرانية، لكنها بالتأكيد ستستمر بطريقة مختلفة من خلال الحرب غير المتكافئة والحرب المختلطة وأنواع أخرى كثيرة، حتى تجتمع الأطراف الرئيسية وتضع معايير لصفقة جديدة». ودعا كالين إلى عدم «حرق الجسور» مع روسيا، مشيراً إلى أن بلاده تواصل العمل على عقد مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد اتهم الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، بالهجوم على روسيا دون قيود، قائلاً إنه يتعين على الأخيرة أن تقاوم، وإن تصرفات موسكو في أوكرانيا لم تنبع من فراغ لأن ذلك سبقته خطوات من حلف شمال الأطلسي (ناتو).
من ناحية أخرى، قال إردوغان إن تركيا تجري الأعمال التحضيرية لمشروع «محور الغاز» الذي اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال إردوغان، في لقاء مع مجموعة من شباب حزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية شانلي أورفا جنوب البلاد ليل الأحد - الاثنين: «لا ينتهي العمل بالغاز فقط مع تطوير الحقول في البحر الأسود والبحر المتوسط... كما تعلمون، اقترح الرئيس بوتين أن ننشئ مركزاً للغاز في تركيا لتوزيعه على أوروبا، ونحن الآن نستعد لذلك».
وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، قد كشف في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن أن تركيا تتوقع بدء العمل في تنفيذ مشروع منصة توزيع الغاز الذي اقترحته روسيا اعتباراً من بداية عام 2023، وقال إنه بحلول نهاية العام، نعتزم اتخاذ قرار بشأن خريطة الطريق، ومع بداية عام 2023 سنبدأ بتنفيذ العمل. ولفت إلى أن تركيا تجري سلسلة من المفاوضات مع موردي الغاز المحتملين لضمان أمن الطاقة في أوروبا وتوازن السوق من خلال هذا المشروع.
وكان بوتين قد شدد خلال لقاء مع إردوغان في سوتشي في أكتوبر (تشرين الأول)، على أهمية فكرة إنشاء منصة ومركز للغاز في تركيا بحيث لا يكون للتسليم فقط، بل أيضاً لتحديد الأسعار.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن إجمالي كميات الحبوب التي تم شحنها من الموانئ الأوكرانية منذ مطلع أغسطس (آب) الجاري، موعد بدء تطبيق اتفاقية إسطنبول بشأن الممر الآمن للحبوب بالبحر الأسود، تجاوز 13 مليون طن. وقالت الوزارة، في بيان، إن نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية مستمر كما هو مخطط لها بموجب الاتفاقية.
وفي 22 يوليو الماضي، وقّعت تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة «وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية» خلال اجتماع استضافته إسطنبول. وتضمن الاتفاقية، التي تم تمديدها في 17 نوفمبر الماضي لمدة 120 يوماً إضافية، تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود إلى العالم.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.