روسيا تندد بـ«تسقيف» سعر نفطها

لوّحت بوقف تصدير الخام إلى أوروبا

ناقلة النفط «بيجاس» ترفع العلم الروسي وتتجه نحو شاطئ كاريستوس على جزيرة إيفيا باليونان (رويترز)
ناقلة النفط «بيجاس» ترفع العلم الروسي وتتجه نحو شاطئ كاريستوس على جزيرة إيفيا باليونان (رويترز)
TT

روسيا تندد بـ«تسقيف» سعر نفطها

ناقلة النفط «بيجاس» ترفع العلم الروسي وتتجه نحو شاطئ كاريستوس على جزيرة إيفيا باليونان (رويترز)
ناقلة النفط «بيجاس» ترفع العلم الروسي وتتجه نحو شاطئ كاريستوس على جزيرة إيفيا باليونان (رويترز)

نددت روسيا أمس بـ«الخطوة الخطيرة» التي اتخذها، أول من أمس، تحالف من الدول الغربية بقيادة «مجموعة السبع» بوضع سقف على سعر نفطها، وهددت بوقف صادرات الخام إلى أوروبا.
واتفق تحالف الدول الغربية على وضع سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحراً عند 60 دولاراً للبرميل بهدف الحد من قدرة موسكو على تمويل اجتياحها لأوكرانيا. وسوف يدخل الحد الأقصى على الأسعار حيز التنفيذ غداً. وأكد ميخائيل أوليانوف، سفير روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أن بلاده لن تزود الدول التي تطبق الحد الأقصى للسعر بالنفط. وتابع: «اعتباراً من العام الجاري، ستعيش أوروبا بدون النفط الروسي».
ونقلت وكالة {تاس} للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن موسكو «لن تقبل هذا السقف».
... المزيد


مقالات ذات صلة

أعضاء بـ«الدولة» الليبي يطالبون بالتحقيق في «شبهات فساد» بعقود النفط

شمال افريقيا الدبيبة وبجواره عون وبن قدارة وعادل جمعة وزير شؤون مجلس الوزراء في لقاء سابق (حكومة الوحدة)

أعضاء بـ«الدولة» الليبي يطالبون بالتحقيق في «شبهات فساد» بعقود النفط

دعا أعضاء بالمجلس الأعلى للدولة بليبيا النائب العام والأجهزة الرقابية إلى التحقيق بشكل فوري في «شبهات فساد» تتعلق بعقود نفطية أبرمت خلال السنوات الماضية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد قال الغيص إن الباب لا يزال مفتوحاً لعودة أنغولا إلى أسرة «أوبك» (رويترز)

الأمين العام لـ«أوبك»: حاجة العالم للنفط ستستمر لسنوات وعقود

جدّد الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص التأكيد على حاجة العالم للنفط التي ستستمر لسنوات وعقود عدة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو 0.5 % إلى 86.49 دولار للبرميل (أ.ف.ب)

أسعار النفط ترتفع مع قيام المستثمرين بإعادة تقييم بيانات المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بعد جلستين متتاليتين من الانخفاض حيث أعاد المستثمرون تقييم أحدث البيانات حول مخزونات النفط الخام والبنزين الأميركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد صهاريج تخزين النفط في مركز كاشينغ النفطي في كاشينغ بولاية أوكلاهوما الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات النفط الأميركية بأكبر من التوقعات

ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت نواتج التقطير في الأسبوع المنتهي في 22 مارس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل في حقل نفط بجنوب السودان (رويترز)

بنك الطاقة الأفريقي يستعد لبدء أعماله خلال العام الحالي

قال مسؤول إن بنك الطاقة الأفريقي المقترح الذي سيركز على الاستثمار في مشروعات النفط والغاز بأنحاء القارة من المقرر أن يبدأ أعماله بوقت لاحق هذا العام.

«الشرق الأوسط» (كيب تاون)

الأمن الجزائري يوقف المئات من الأشخاص بين مهربين ومهاجرين

الجيش يوقف تجار مخدرات (وزارة الدفاع)
الجيش يوقف تجار مخدرات (وزارة الدفاع)
TT

الأمن الجزائري يوقف المئات من الأشخاص بين مهربين ومهاجرين

الجيش يوقف تجار مخدرات (وزارة الدفاع)
الجيش يوقف تجار مخدرات (وزارة الدفاع)

بينما اعتقلت وحدات من الجيش والأمن الجزائريين، خلال الأسبوع 833 شخصاً بين مهربين ومهاجرين غير شرعيين، في عمليات متفرقة بمحافظات البلاد، صرَح قائد الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة، بأن سلاح الدرك «دعامة أساسية» في خطة محاربة الإرهاب.

مصادرة أسلحة وأغراض مهربين (وزارة الدفاع)

وأوضحت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان أنه تم إيقاف 293 مهرباً، وصُودر منهم 24 مركبة و96 مولداً كهربائياً و50 مطرقة ضغط، وجهاز كشف عن المعادن، بالإضافة إلى كميات من المتفجرات ومعدات تفجير وتجهيزات تستعمل في عمليات التنقيب غير المشروع عن الذهب، إلى جانب 524 طناً من المواد الغذائية الموجهة للتهريب.

اعتقال مهربين بجنوب الجزائر (وزارة الدفاع)

من جهة أخرى، أوقفت وحدات من حرس الحدود البحري 540 مهاجراً غير شرعي من جنسيات مختلفة عبر مدن الجزائر. وأشارت من جانب آخر إلى القبض على عنصري دعم للجماعات الإرهابية خلال عمليتين منفصلتين.

قائد الجيش خلال زيارته مقر قيادة سلاح الدرك (وزارة الدفاع)

إلى ذلك، أكد رئيس أركان الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة، اليوم (الخميس)، خلال تواجده بمقر قيادة سلاح الدرك بالعاصمة، أن القوات المسلحة «تبذل الجهد تلو الجهد من أجل كسب رهانات المرحلة الحالية، لا سيما بخصوص حفظ استقلال الجزائر وتثبيت أسس سيادتها الوطنية وسلامتها الترابية، والمحافظة على قوة ومتانة عرى وحدتها الشعبية، التي ختم عليها إلى الأبد الملايين من الشهداء الأبرار بدمائهم الزكية».

الدرك يحجز كمية كبيرة من المخدرات (وزارة الدفاع)

ووفق تصريحات شنقريحة التي نشرتها وزارة الدفاع بموقعها الإلكتروني: «يعدّ سلاح الدرك «دعامة أساسية من دعائم الأمن والاستقرار في بلادنا، حيث يساهم بشكل كبير، إلى جانب مصالح الأمن الأخرى، في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، كما يلعب دوراً مهماً في المناطق الريفية، وشبه الحضرية؛ لكونه يشكل همزة وصل واتصال مع الشعب، وهو ما يجعل من هذا السلاح أداة فعالة في غاية الأهمية، نعول عليها كثيراً في مجال خدمة القانون والوطن».


حسابات الساعات الأخيرة للانتخابات المحلية في تركيا

مؤيدو حزب «العدالة والتنمية» الحاكم خلال مهرجان انتخابي بإسطنبول (أرشيفية - رويترز)
مؤيدو حزب «العدالة والتنمية» الحاكم خلال مهرجان انتخابي بإسطنبول (أرشيفية - رويترز)
TT

حسابات الساعات الأخيرة للانتخابات المحلية في تركيا

مؤيدو حزب «العدالة والتنمية» الحاكم خلال مهرجان انتخابي بإسطنبول (أرشيفية - رويترز)
مؤيدو حزب «العدالة والتنمية» الحاكم خلال مهرجان انتخابي بإسطنبول (أرشيفية - رويترز)

أغلق الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الباب أمام التكهنات حول الدخول في حوار جديد لحل المشكلة الكردية في تركيا قبل يومين من الانتخابات المحلية التي تُجرى الأحد.

في الوقت ذاته، وبينما تشكل بلدية إسطنبول محور معركة الانتخابات المحلية، أظهر آخر استطلاع للرأي استمرار تقدم رئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو على أقرب منافسيه، مرشح حزب «العدالة والتنمية» الحاكم مراد كوروم. ويتنافس 49 مرشحاً على رئاسة بلدية العاصمة الاقتصادية للبلاد وأكبر مدنها على الإطلاق.

وقال إردوغان، خلال تجمع لأنصار حزبه في كوجا إيلي، غرب تركيا، الخميس، إن حزبه تمكن على مدى 21 عاماً في الحكم من تحويل تركيا إلى جزيرة استقرار وثقة في منطقتها، على الرغم من الحروب المحيطة بها.

محافظ إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال مهرجان انتخابي الأربعاء (رويترز)

ودعا إلى الحذر الشديد تجاه من قال إنهم يريدون توجيه التوتر السياسي المتصاعد خلال فترة الانتخابات إلى اتجاهات مختلفة، دون تسميتهم.

لا حوار مع الأكراد

وقال إردوغان إن أبواب تركيا مغلقة أمام «الإرهابيين» وأولئك الذين يمارسون السياسة تحت عباءة المنظمات الإرهابية. واتهم حزب «الشعب الجمهوري» بـ«إقامة علاقات مع الإرهابيين وتلقي تعليمات من أعداء تركيا».

وسادت تكهنات واسعة، في أجواء الاستعداد للانتخابات المحلية، حول إمكانية أن يفتح إردوغان بعد الانتخابات المحلية الحوار مجدداً حول المشكلة الكردية، الذي كان قد عقد في عام 2012 ثم أعلن إردوغان وقفه عام 2015 مؤكداً أن تركيا لا توجد بها مشكلة كردية.

إردوغان مع مرشحه مراد كوروم خلال مهرجان انتخابي

ولمح سياسيون أكراد بارزون، في مقدمتهم أحمد تورك مرشح حزب «المساواة الشعبية والديمقراطية» لرئاسة بلدية ماردين، جنوب تركيا، إلى إمكانية استئناف الحوار حول المشكلة الكردية بعد الانتخابات المحلية، وأن إردوغان هو الوحيد القادر بكل ما يمكله من سلطات على حلّها.

وظهرت مؤشرات على تقارب غير رسمي بين بعض نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم ومرشحيه في الانتخابات المحلية، مع الأكراد في مسعى للحصول على جزء من كتلتهم التصويتية المؤثرة.

وخلال كلمته في حشد من أنصار حزبه في بطمان، جنوب شرقي تركيا، الأربعاء، قال إردوغان: «نحن على استعداد للحوار مع الجميع وفي شتى المجالات، لكن بابنا مغلق أمام الإرهابيين، وأولئك الذين يمارسون السياسة تحت ستار المنظمات الإرهابية (في إشارة ضمنية إلى حزبي المساواة الشعبية والديمقراطية، المؤيد للأكراد، والشعب الجمهوري، اللذين يتهمهما بعقد (تحالف سري) في الانتخابات المحلية... لقد دفعت تركيا ثمن الإرهاب لمدة 40 عاماً، ولن نسمح باستمرار ذلك أكثر».

أنصار حزب «الرفاه الجديد» الإسلامي خلال مهرجان انتخابي بإسطنبول (أرشيفية - رويترز)

إمام أوغلو يتقدم في إسطنبول

وفي إطار المعركة الحامية حول إسطنبول، أظهر آخر استطلاع للرأي، أجرته شركة «بانوراماتر» قبل 4 أيام فقط من الانتخابات، استمرار تفوق رئيس بلدية إسطنبول الحالي، أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري على كوروم، الذي يعد أقرب منافسيه، وحصوله على 44.7 في المائة من أصوات الناخبين، في مقابل حصول كوروم على 37.5 في المائة.

وحصل مرشح حزب «النصر» القومي، عزمي كارا محمود أوغلو، على 3.8 في المائة من الأصوات، ومرشحة حزب «المساواة الشعبية والديمقراطية» ميرال دانيش بيشتاش على 3.6 في المائة، ومرشح حزب «الرفاه من جديد»، محمد ألتينوز، على 3 في المائة، ومرشح حزب «الجيد» محمد بوغرا كاونجو على 1.4 في المائة.

أنصار حزب «المساواة الشعبية والديمقراطية» المؤيد للأكراد خلال احتفال بديار بكر (أرشيفية - رويترز)

ويحظى كوروم بدعم كبير من الحكومة التركية، ويتحرك جميع وزراء الحكومة لدعمه في مواجهة إمام أوغلو، إلى جانب الحملة التي يقودها الرئيس رجب طيب إردوغان بنفسه.

وعدّ إمام أوغلو أن تجنيد كل إمكانات الحكومة لدعم منافسه يعكس ضعف الدولة، قائلاً في تصريحات على هامش إحدى جولاته الانتخابية في إسطنبول: «هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها الدولة التركية في مثل هذا الضعف، قد ترك الوزراء أعمالهم وتفرغوا لدعم مرشح الحزب في الانتخابات المحلية ظناً بأن ذلك سيحقق لهم فرقاً كبيراً في الانتخابات... ننتظر يوم الأحد حتى يغادروا مدينتنا ويعودوا إلى رشدهم وإلى أعمالهم حتى لا تتعطل مصالح الشعب».

وعن مشاركة وزير الداخلية، علي يرلي كايا، في حملات كوروم، قال إمام أوغلو: «أولاً وقبل كل شيء، أمن صناديق الاقتراع تابع لوزير الداخلية، كيف ستثق بك هذه الدولة، وأنت تقوم بالدعاية الانتخابية، وتطلب من الناخبين التصويت لكوروم؟!».


«كوكب القردة»... الجزء العاشر منه على الأبواب

 «مملكة كوكب القردة» (ديزني).
«مملكة كوكب القردة» (ديزني).
TT

«كوكب القردة»... الجزء العاشر منه على الأبواب

 «مملكة كوكب القردة» (ديزني).
«مملكة كوكب القردة» (ديزني).

القردة الكبيرة ستعود في العاشر من مايو (أيار) المقبل لتقف أمام الكاميرا في أدوار درامية معقّدة. هناك زعيم شرس يريد اصطياد كل البشر على سطح الأرض وغوريلا شاب يشعر بأن الوقت حان لإنقاذنا، نحن مساكين هذا الكوكب، من طغيان وسطوة ذلك الزعيم.

هذه هي حبكة الجزء العاشر من سلسلة «كوكب القردة» وسيعرض عالمياً تحت عنوان Kingdom of the Planet of the Apes تحت إدارة المخرج وس بول، الذي كان حقق الجزء التاسع من هذه السلسلة سنة 2017. يمكن إضافة أن الغوريلا الشاب شهد ما لم يعجبه وهو قيام القردة باختطاف فتاة من البشر لأنها أذكى من القردة. هذا جعله يسأل ويدرك بأن البشر، في هذه القراءة المستقبلية التي تم بعثها من الفيلم الأول قبل 56 سنة بفيلم «كوكب القردة» الذي أخرجه حينها فرانكلين شافنر (حقق «باتون» سنة 1970)، يستحقون الشفقة ومؤازرتهم ضد الاستبداد.

البشر ضد القردة في «ثورة كوكب القردة» (فوكس).

استبداد

من حينه، زارت هوليوود هذا الكوكب كل بضع سنوات فأنجزت خمسة أفلام حول الصراع بين البشر والقردة ما بين 1968 و1973 ثم عادت إلى المنوال سنة 2001 (إعادة صنع للفيلم الأول) ثم تم تفريخ ثلاثة أفلام بعد ذلك. الفيلم الجديد هو الرابع من الفئة الجديدة.

ببعض التمحيص تنقسم هذه الأفلام غالباً إلى قسمين: مع البشر ضد الغوريلات الكبيرة ومع الغوريلات ضد البشر. الحكاية في الأساس تدور حول كيف استبد البشر بالقردة وسخّروها كعبيد في فيلم ثم كيف ثارت القردة وسخّرت البشر كعبيد في فيلم آخر... ثم منذ ذلك الحين والكرة تنتقل من فريق لآخر. الفيلم الجديد سيحاول تقديم قرد حكيم واحد ليساعد البشر... إذن يمكن القول، ولو بحذر، إنه فيلم مع الإنسان ضد الحيوان.

لمعت الفكرة أساساً في بال الكاتب الفرنسي بيير بول تحت عنوان La Planète des Singes. يُقال إنه زار ذات مرّة، في عام 1963، حديقة الحيوان وأخذ يتمعّن في تصرفات وسلوكيات الغوريلا. عندما عاد إلى داره شرع في كتابة الرواية الأولى التي اعتمدتها هوليوود من سنة 1969 أفلاماً ورسوماً متحركة وإنتاجات تلفزيونية، بل وألعاب فيديو.

الصراع بحد ذاته لا يختلف عن صراع أهل الأرض ضد مخلوقات عديدة بعضها يخرج من تحت سطح الماء وبعضها يهبط من الكواكب البعيدة وأخرى تنفض عن نفسها أطناناً من الصخور والرمال وتخرج من تحت الأرض.

حسب المناسبة المنشودة، يفوز أهل الأرض بالمعركة ضد هذه المخلوقات مرّة ويخفقون مرّات لكن الصراع لا يتوقف. لسبب لا يعلمه أحد، هناك نيّة شريرة لدى تلك المخلوقات (خصوصاً تلك الهابطة من السماء) استعمار الإنسان وتحويل مدنه إلى دمار. فعل يستطيع البشر القيام به من دون مساعدة خارجية.

هيلينا بونام كارتر ومارك وولبرغ في «كوب القردة» (فوكس).

على ذلك سلسلة «كوكب القردة» Planet of the Apes تختلف في أن القردة ليست من مخلوقات بعيدة، بل هي حيوانات تعيش، في الأساس، فوق كوكب شبيه بالأرض يسكنه بشر، مما يمنح الفرصة لتصوير الصراع بين الفريقين. كون الأعداء قردة ساعد في تقريب احتمالات الصراع بين البشر وبين حيوانات يمكن زيارتها في حدائق الحيوان أو في بلاد أفريقية وآسيوية ولاتينية كثيرة تعيش في غاباتها وتنأى بنفسها عن صحبة الإنسان أو التمثّل به. هذا أقرب إلى القبول من مخلوقات برؤوس أخطبوطية أو على شكل مركبات فضائية تطلق أشعة تدمّر الحياة والجماد على حد سواء.

على أن الكوكب الشبيه بالأرض تطلّب دوماً تصاميم إنتاج غالية، مما أدّى بالمسلسل، بعد فصلين أولين، إلى الهبوط إلى كوكب الأرض ذاتها بدء من الفيلم الثالث من السلسلة.

هناك بعض الفلسفة لا في الحكاية الأصلية فقط، بل في معظم تلك الأفلام اللاحقة من المسلسل. شيء عن عالم مهزوز وغير ثابت يؤمن بالاستغلال والعبودية ثم يدفع ثمناً باهظاً نتيجة عمله. شيء ليس بعيداً عما يقع في أرجاء كوكبنا هذا.

ميزانيات صغيرةالفيلم الأول في هذه السلسلة ينتمي إلى الخيال العلمي ونهاية العالم. بشر يهبطون كوكب يماثل الأرض فيكتشفون أن القردة هي التي تمسك بزمام الكوكب. القردة تهاجمهم والصراع من هنا وصاعداً يدور حول كيف سيتمكن البشر من الهروب منهم.

في الفيلم التالي Beneath the Planet of the Apes («تحت كوكب القردة»، 1970) حاول المخرج تد بوست فعل المستحيل بميزانية لم تزد عن 3 ملايين و400 ألف دولار (رغم نجاح الفيلم السابق الذي جمع 33 مليون دولار متجاوزاً أضعاف ميزانية لم تزد عن 5 ملايين و600 ألف دولار).

الحكاية المنتخبة هنا هي وصول ملاح فضاء (جيمس فرانسيسكوس) إلى الكوكب ذاته بحثاً عن الملاح السابق تايلور (شارلتون هستون). سيجده سجيناً مع مجموعة من البشر تقوم بعبادة القنبلة النووية. على سذاجة ذلك ورغم المعيقات المادية صنع بوست حبكة جيدة مكتوبة لصالح الإنسان ضد حاكميه.

بعد ذلك، حان وقت الهروب من الكوكب المذكور والملجأ الوحيد هو الأرض ذاتها في وقت تم ضغط التكلفة مجدداً إلى ما يقرب من 3 ملايين دولار. المشكلة هنا هي أن هوليوود كانت لا تزال تعامل السلسلة بمستوى الأفلام الصغيرة، رغم أنها كانت لا تزال تحقق أرباحاً مرتفعة (نسبياً على الأقل).

دار الفيلم الثالث، Escape from the Planet of the Apes («هروب من كوكب القردة»، 1971) حول قيام الولايات المتحدة باستقبال ثلاثة قرود بالغي الذكاء بعدما تم نقلهم من كوكبهم السابق. بذلك تم زرع البذرة الأولى في تحويل الصراع من كوكب مجهول إلى كوكب الأرض. الإخراج كان لدون تايلور وهو مخرج تلفزيوني أنجز بضعة أفلام جيدة والاستقبال العام كان إيجابياً.

للجزء الرابع Conquest of the Planet of the Apes («قهر كوكب القردة»، 1972) تمت الاستعانة بالمخرج البريطاني ج. لي تومسون الذي دفع باتجاه تحقيق فيلم يدور حول العنصرية التي يمارسها البيض على القردة والتي قصد بها أن تماثل العنصرية التي يمارسها البيض على السود في الولايات المتحدة. من هنا وصاعداً ستبدأ مرحلة من الأفلام التي تصبح فيه القردة ضحايا للبشر الموصومين بالعنصرية والرغبة في الاستعباد.

بالانتقال إلى الجزء الخامس Battle for the Planet of the Apes («المعركة لأجل كوكب القردة»، 1973) ازداد اعتماد الفيلم على التماثل الاجتماعي، لكن الجميع كان يعلم أن هذا الجزء هو آخر الأجزاء والميزانية بدورها (نحو مليون ونصف دولار) لم تسمح بكثير من المغامرة وانتهى هذا الفيلم بين يدي جمهور استجاب قليلاً ونقاد لم يكترثوا للفيلم مطلقاً.

إعادة واستعادة

حتى مطلع القرن الحادي والعشرين بقي هذا الكوكب من الأفلام مهجوراً مثل كوخ في برية ما. لكن شركة فوكس انبرت من دون سابق إنذار لتبني سلسلة جديدة بدأت بنية الانتقال من مفهوم الفيلم الصغير إلى شروط الفيلم الضخم.

أدركت شركة فوكس أنه لم يعد هناك مبرر كافٍ للبقاء في نطاق الإنتاجات الصغيرة لمشروع من هذا النوع إذا ما أريد له النجاح. ميزانية فيلم العودة (تحت عنوان Planet of the Apes) بلغت 100 مليون دولار وعوض مخرجين منفذين جلبت للمشروع مخرجاً من أصحاب الرؤى الفكرية والفنية هو تيم بيرتون.

ما صنعه المخرج هو إعادة القصّة الأولى التي اعتمدها الفيلم الأول من السلسلة لكن المنظور والمعالجة والثقل الفني وتوظيف التكنولوجيا مختلف تماماً ومضاعف. ومع نجوم جدد (من بينهم هلينا بونهام كارتر ومارك وولبرغ وتيم روث وبول جياماتي) أنجز الفيلم قرابة 363 مليون دولار.

بعد عشر سنوات تم ابتداع حكاية جديدة بعنوان Rise of the Planet of the Apes («ثورة كوكب القردة»، 2011) الذي جلب قرابة 500 مليون دولار تحت إدارة روبرت وايات وبذا فتح هذا الجزء الباب لعودة مستمرة وقوية.

فيلمان بعد ذلك هما Dawn of the Planet of the Apes («فجر كوكب القردة»، 2014) وWar for the Planet of the Apes («حرب كوكب القردة»، 2017) حوّلا الصراع إلى محض قوى عسكرية تواجه كل منها الآخر مع ميزان قوى متغيّر تبعاً لمن سيفوز في نهاية مطاف كل فيلم.

رغم هذه الخلفية المشبعة فإن الغوريلات الخطرة صاحبت السينما منذ أن كانت لا تزال تحلم بصمت. هناك أفلام طرزان الأولى، ثم كل أفلامه الناطقة القديمة منها والحديثة حيث تلعب القردة أدواراً إيجابية فواحدة منهن أرضعت الطفل الأبيض عندما وجدته في إحدى غابات أفريقيا فتبنته، وعندما اشتد عوده حافظ على صداقته مع كل أنواع القردة، بل ومع حيوانات غير مفترسة يعرف لغاتها ويأمرها فتلبيه.

لكن صورة الغوريلا كوحش كاسر تجسدت في «كينغ كونغ» سنة 1933 بفضل ماريان س. كوبر من وحي الكاتب إدغار والاس. هناك فوق جزيرة مجهولة تحط سفينة تحمل أفراداً في رحلة علمية. بين هؤلاء جميلة شقراء اسمها آن (فاي راي) التي ذات يوم تجد نفسها وجهاً لوجه أمام ذلك الغوريلا الكبير. المشكلة هي أنه وقع في غرامها من النظرة الأولى وعندما يتم نقله مقيّداً بسلاسل إلى نيويورك بغاية عرضه للعموم لجني الأرباح يكسر القيود ويختطف آن من جديد ويصعد بها سطح مبنى إمباير ستايت حيث يواجه الطائرات التي تهاجمه كما واجه الجنرال كَستر هنود السيوكس في موقعة «ليتل بيغ هورن» الشهيرة. كلاهما، كستر وكينغ كونغ، حاربا وخسرا ولو لأسباب مختلفة. الفارق أن كينغ كونغ عاد للحياة في سلسلة من الأفلام الأخرى سيعرض آخرها أيضاً في الشهر المقبل تحت عنوان Godzilla X Kong.

سيكون ذلك ثاني لقاء بين البطلين غودزيلا الآتي من أعماق البحار وكينغ كونغ الذي كان دفن نفسه تحت سطح الأرض بالقرب من أهرامات الجيزة كما ينص السيناريو.

عشرة أفلام من بطولة غوريلات معظمها خطر

إسماعيل ياسين في بيت الأشباح

فطين عبد الوهاب ★★

واحدة من كوميديات الممثل يواجه

فيه غوريلا (1951)

Africa Screams | تشارلز بارتون ★★

بد أبوت ولو كوستيللو

وبينهما غوريلا (1949)

Congo | فرانك مارشال ★★★

فريق من المكتشفين يواجهون

غوريلات الكونغو (1995)

Gorilla at Large | هارمون جونز ★★

جريمة قتل في سيرك والمتهم غوريلا (1954)

Gorillas in the Mist | مايكل أبتد ★★★

سيغورني ويڤر تعيش سعيدة بين القردة

في أفريقيا (1988)

Jungle Woman | رينولد لو بورغ ★

تتحوّل امرأة فاتنة إلى غوريلا قاتلة (1944)

King Kong | بيتر جاكسون ★★★★

نسخة جديدة من الحكاية الأصلية

مع جسيكا لانغ (2005)

Mighty Joe Young | أرنست شودساك ★★

استعادة لأسطورة كينغ كونغ باسم آخر (1949)

Mighty Joe Young | رون أندروود ★★★

غوريلا ضخمة يتم نقلها إلى أميركا

لحمايتها إذا أمكن (1998)

Rampage | براد بيتون ★★

غوريلا مصابة بفيروس

يهدد حياة شيكاغو (2018)

2023: Anatomy of a Fallإخراج: جوستن ترييه (فرنسا) ★★★


إسرائيل تطالب مواطنيها المسافرين لحضور مسابقة «يوروفيجن» في السويد بإخفاء هوياتهم

إسرائيل تطالب مواطنيها المشاركين في مسابقة «يوروفيجن» بإخفاء هويتهم أثناء وجودهم هناك (أ.ف.ب)
إسرائيل تطالب مواطنيها المشاركين في مسابقة «يوروفيجن» بإخفاء هويتهم أثناء وجودهم هناك (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تطالب مواطنيها المسافرين لحضور مسابقة «يوروفيجن» في السويد بإخفاء هوياتهم

إسرائيل تطالب مواطنيها المشاركين في مسابقة «يوروفيجن» بإخفاء هويتهم أثناء وجودهم هناك (أ.ف.ب)
إسرائيل تطالب مواطنيها المشاركين في مسابقة «يوروفيجن» بإخفاء هويتهم أثناء وجودهم هناك (أ.ف.ب)

طلب مسؤول إسرائيلي من مواطني بلاده الراغبين بالسفر إلى مالمو بالسويد لحضور فعاليات مسابقة الأغنية الأوروبية «يوروفيجن» أن يحرصوا على إخفاء هويتهم أثناء وجودهم هناك.

وبحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قال المسؤول خلال مؤتمر صحافي: «لا ننصح بعدم السفر إلى هناك، ولكن ننصح الراغبين بالسفر إلى هناك بإخفاء هويتهم الصهيونية... فمثلاً، لا ننصح بالتجول رافعين الأعلام الإسرائيلية أو التحدث بالعبرية بصوت عال».

ومن المقرر أن يشارك المغني الإسرائيلي إيدن جولان في منافسات المسابقة التي تنطلق يوم 5 مايو (أيار) المقبل.

ويقول المسؤول إن موقع «يوروفيجن» نفسه سيكون آمناً، لكن مدينة مالمو لا تعد من المدن المرحبة بالإسرائيليين.

وأضاف المسؤول أنه لا توجد تهديدات في الوقت الحالي، ولكن المنظمات الإرهابية مثل «القاعدة» و«داعش» قد تستهدف اليهود والإسرائيليين هناك على وجه التحديد.

ويعتزم مجلس الأمن القومي، الذي أصدر التحذيرات اليوم الخميس، إلى تطبيق الأمر نفسه على بطولة أوروبا لكرة القدم في ألمانيا ودورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، حيث سيسافر إليها آلاف الإسرائيليين.

كما يشدد المجلس على ضرورة تجنب أربع دول تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية معها كوجهات سفر، وهي تركيا والمغرب والأردن ومصر، بما في ذلك شبه جزيرة سيناء، وهي وجهة شهيرة لقضاء العطلات خلال عيد الفصح.

وقال المسؤول إن إسرائيل لا تفكر في إغلاق المعبر مع مصر، لكنها قد تقوم بذلك في حالة وجود تهديد واضح.


أعضاء بـ«الدولة» الليبي يطالبون بالتحقيق في «شبهات فساد» بعقود النفط

الدبيبة وبجواره عون وبن قدارة وعادل جمعة وزير شؤون مجلس الوزراء في لقاء سابق (حكومة الوحدة)
الدبيبة وبجواره عون وبن قدارة وعادل جمعة وزير شؤون مجلس الوزراء في لقاء سابق (حكومة الوحدة)
TT

أعضاء بـ«الدولة» الليبي يطالبون بالتحقيق في «شبهات فساد» بعقود النفط

الدبيبة وبجواره عون وبن قدارة وعادل جمعة وزير شؤون مجلس الوزراء في لقاء سابق (حكومة الوحدة)
الدبيبة وبجواره عون وبن قدارة وعادل جمعة وزير شؤون مجلس الوزراء في لقاء سابق (حكومة الوحدة)

دعا أعضاء بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا النائب العام، والأجهزة الرقابية، إلى التحقيق بشكل فوري في «شبهات فساد»، تتعلق بعقود نفطية أبرمت خلال السنوات الماضية.

وتشهد الساحة الليبية تجاذبات ومشادات كلامية بين القائمين على قطاع النفط في ليبيا، وخصوصاً وزير النفط والغاز بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة محمد عون، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة.

وزير النفط والغاز بحكومة «الوحدة» المؤقتة محمد عون (الشرق الأوسط)

وقالت «كتلة التوافق الوطني» بالمجلس الأعلى للدولة، إنها تقدمت ببلاغ إلى النائب العام، المستشار الصديق الصور، مساء (الأربعاء) ضد بن قدارة، بداعي أنه «يحمل جنسية دولة أخرى»، ورأت أن ذلك «يفقده الجنسية الليبية».

وصعّد الأعضاء في بلاغهم مطالبين بالتحقيق فيما سموه «تضارب مصالح وشبهات فساد»، تتعلق بعقود النفط المبرمة خلال السنوات الماضية، مشيرين إلى أهمية «التدقيق في الصفقات التي جرى توقيعها دون مراعاة للتشريعات الليبية». لكن مؤسسة النفط تنفي أن تكون أقدمت على عقد صفقات تضر بالصالح العام.

الصديق الصور النائب العام الليبي (مكتب النائب العام)

غير أن «الكتلة» نوهت إلى أنها حركت شكوى رسمية للنائب العام «أرفقتها بمستندات تفيد بأن بن قدارة يحمل جنسية دولة أخرى؛ مما يفقده الجنسية الليبية وفقاً للقانون، ويمنعه من تقلد أي منصب أو وظيفة، ويعد مرتكباً لجرائم يعاقب عليها القانون».

كما أوضحت كتلة المجلس الأعلى أنها أرسلت إلى النائب العام للتحقيق بشأن «تضارب مصالح وراء صفقات وقعها بن قدارة مع شركات من بلد جنسيته الأخرى»، دون تسميتها. ودعت «الأطراف الوطنية» الليبية كافة إلى إدانة «أشكال الفساد جميعها، وإبعاد المؤسسة الوطنية للنفط عن دائرة الصراع والانقسامات»، وقالت إن «ملف الطاقة يتعرض لتهديد غير مسبوق».

وكانت النيابة العامة الليبية قد دخلت على خط الأزمة بين وزارة النفط والغاز، التي يرأسها محمد عون، ومؤسسة النفط الليبية، وأوقفت في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، «صفقة نفطية» أثار الإعلان عنها جدلاً متفاقماً داخل الأوساط السياسية.

وطلبت النيابة الليبية من مؤسسة النفط وقف المفاوضات الجارية حول عقد تطوير حقل «الحمادة الحمراء» النفطي بغرب البلاد «حتى صدور قرار قضائي فاصل في تحقيق انتظام إجراءات التعاقد».

ووزارة النفط والغاز على خلاف دائم مع مؤسسة النفط لأسباب تتعلق بسبل إدارة القطاع وتطويره ونفقاته. وكان مجلس النواب قد أعلن أن حكومة «الوحدة الوطنية» تعتزم منح عقد تطوير حقل «الحمادة الحمراء» إلى ائتلاف أجنبي، يضم شركتَي «إيني» الإيطالية، و«أدنوك» الإماراتية، ومؤسسة البترول التركية. وقال وقتها إن حكومة عبد الحميد الدبيبة «تعتزم التوقيع على الاتفاقية في بداية العام المقبل، وتشمل التنازل عن نحو 40 في المائة من إنتاج الحقل لصالح ائتلاف شركات أجنبية».

وفي البلاغ المقدم إلى النائب العام، رفضت «كتلة التوافق الوطني» بالمجلس الأعلى للدولة، ما وصفته بـ«محاولات ارتهان ملف الطاقة لدول بعينها عن طريق تعيينات وعقود مشبوهة»، وقالت إنها «تمثل تهديداً لأمن الطاقة الليبي».


شاشة الناقد: في فيلم لبناني جديد بوابات الأمل مفتوحة لكن الواقع صعب

 «ثالث» (سكرين برودكشن).
«ثالث» (سكرين برودكشن).
TT

شاشة الناقد: في فيلم لبناني جديد بوابات الأمل مفتوحة لكن الواقع صعب

 «ثالث» (سكرين برودكشن).
«ثالث» (سكرين برودكشن).

فيلمان عن الوضع الصعب واحد لبناني والآخر ألماني عن أحداث فرنسية. ثم فيلم ثالث لمخرج أميركي مستقل لا يوفّر كل ما كان مأمولاً منه.

ثالث ★★★★

إخراج: كريم قاسم | لبنان | 2023‫ ‬

العنوان الذي اختاره المخرج بالإنجليزية هو Thiiird مع ثلاثة أحرف I. كل حرف يمثّل باباً من ثلاثة أبواب يريد بطله فؤاد (فؤاد ماهولي) تركها في ثلاثة أماكن متفرقة. ما هو الرمز المقصود تحديداً؟ هو متروك لاستنتاج كل مشاهد لهذا الفيلم البديع لمخرج يهيم حبّاً باللقطة غير المستعجلة والإيقاع الطبيعي للحياة التي يعرضها.

وصف البعض الفيلم بـ«التسجيلي»، وهذا خطأ كبير وإلا لكان من الممكن وصف أفلام ثيو إنجيلوبولوس وأندريه تاركوڤسكي بالتسجيلية كونها أيضاً تتبع إيقاعاً تأملياً طبيعياً ينحاز للصورة على حساب الحركة. «ثالث» هو فيلم درامي كامل ذو منهج يقوم بمراقبة الشخصيات إثر توجيهها لما هو مطلوب منها. هذا وحده يجعله عملاً روائياً ولو مع تقليل النسبة الدرامية للحد الأدنى.

الفيلم يدور حول مصلح سيارات اسمه فؤاد يعيش ويعمل خارج قرية لبنانية. نتعرّف عليه وهو يعالج سيارة متوقفة. حين لا يفلح في معرفة العطب يقوم وعامله السوري محمد (محمد العليان) بدفعها إلى الخلف تارة وإلى الأمام تارة أخرى. لا شيء يفيد. لا شيء يعمل وهذا هو الإحساس السائد في مطرح العمل ثم على رقعة الحياة أيضاً.

حتى لا يبقى الفيلم (الذي لا يتودد صوب سرد قصصي معتاد) كناية عن رجلين يعيشان في كنف حياة مهملة يوفر المخرج شخصيات أخرى لن تتدخل في الحكاية الدائرة، بل هي أشبه بهامش ملاحظات على جانبها: المرأة التي تبكي وهي تتحدّث على الهاتف وقد خسرت زوجها وأموالها المحجوزة في أحد المصارف وعليها أن تعيل أولادها. الشبّان الأربعة الذين يتداولون الوضع المعيشي المتدهور، وشابان في سيارة أحدهما كاتب ومخرج والثاني ممثل يريد تغيير كلمة «عائدون» في حوار مسرحية مزمعة إلى كلمة «راجعون»، لأنه يجدها أكثر شعبية. الكاتب يعارض والممثل يصر.

هؤلاء ينتشرون في أرجاء ذلك المحل. سيارة تأتي وسيارة تذهب لكن الوضع سيء بالنسبة لفؤاد الذي عليه أن يغلق المحل. مساعده محمد يحفر قبراً ربما لنفسه أو ربما لمستقبله. فؤاد بدوره، وقد قرر إغلاق هذا المحل الكائن على كتف طريق في القرية (لا نراها سوى مرّة واحدة) يريد أن يستعير شاحنة صغيرة ليحمل الأبواب الثلاثة فوقها. أبواب ترمز لآمال مفتوحة على الهواء.

الفيلم ساحر بتصوير طلال خوري بالأبيض والأسود (باستثناء 5 دقائق ختامية). الكادرات تنتمي دائماً إلى شروط التعبير عن الوضع. التفاصيل الصغيرة لا تعد صغيرة لأنها تتحوّل أمام العين إلى أجزاء من الحياة. وهناك الكثير من الماء. نهر نراه أحياناً ونسمع خريره أحياناً أخرى. هناك دجاجات تخرج من القن عندما يفتح فؤاد الباب. تلحقه لإطعامها. في مشهد يوزع نتفاً من رغيف بين يديه لكن إحدى الدجاجات تنقر الرغيف ثم تطبق بمنقادها عليه وتسحبه من بين أصابعه. هذا لا يتطلب، كما يفعل مخرجون آخرون، لقطات إضافية، بل كل ما في الأمر أن على المشهد أن يتكون من لقطة واحدة تستوعب كل شيء. عينا المشاهد عليهما محاولة فهم الأسلوب وهضم الدلالات الموحى بها وفي كل لقطة دلالة.

لا يوجد تمثيل بالمعنى المتعارف عليه. ربما هذا سبب التباس بعض النقاد (وإحدى المؤسسات العربية) حين وصفوا الفيلم بالتسجيلي. الأداء طبيعي وما لا بد أن المخرج (لبناني يعيش في الولايات المتحدة) قام به هو تدريب الممثلين غير المحترفين على الحياة أمام الكاميرا من دون التفكير بها. يلتقط صدق تلك الآمال المنهارة والأحلام البائدة. لبنان ما عاد كما عرفناه، بل أصبح كله أشبه بمحل السيارات التي لا تعمل.

* عروض: مهرجان روتردام

‪DIRECT ACTION‬ ★★

إخراج: غواليرمو كايلو وبن راسل | تسجيلي | ألمانيا | 2024‫ ‬

يحمل العنوان معنى يبتعد عن فحوى الفيلم وطريقة تعامله. هو ليس «فعلاً مباشراً»، بل سبر غور وضع هو أوسع مجالاً من مجرد الحديث عن احتجاج هيئات اجتماعية وسياسية في منطقة في غربي فرنسا ضد إنشاء مطار جديد. الإطار الأكبر هو التركيبة الاجتماعية ذاتها وما يجمع وما يفرّق بين الناس الذين لا يواجهون المشروع وحده، بل العولمة ذاتها.

«فعل مباشر» (مهرجان برلين).

القضية ليست جديدة، بل تعود إلى مشروع تم التحضير له لإنشاء هذا المطار سنة 2009. جوانب هذا المشروع، من وجهة نظر سكان المنطقة، مضرة أكثر مما هي مفيدة. إنهم المزارعون الذين سيخسرون نحو 1650 هكتاراً من الأرض الخصبة وهيئات الدفاع عن البيئة والمعادون للعولمة الذين ألّفوا جبهة باسم ZAD (الأحرف الأولى من «منطقة الدفاع»، Zone À Défendre) وبعد سنوات من النضال الصعب ضد الحكومة تخللتها مواجهات مع الشرطة (تحوّلت إلى عنف وبطش أحياناً) أقلعت الحكومة الفرنسية عن مشروعها وقررت شطبه.

يأخذ المخرجان، الأميركي راسل والفرنسي كايلو، الطريق الطويل والمتعرّج عوض اختصار الموضوع في إطار محدد. هناك نحو أربع ساعات تمضي بطيئة تريد أن تسجّل كل شيء يمكن تسجيله حول وضع كان يمكن اختصاره من دون فقدان دلالاته. لكن كما أن العنوان خادع فيما يوحي به، كذلك المنهج الذي يعمد إليه المخرجان الذي يقود في بعض الأحيان إلى متابعة شؤون تأخذ وقتاً أطول مما يجب لكي تحفر في البال دلالاتها على نحو متكرر.

ليس أن الفيلم يفقد وجهته ومعناه السياسي المناوئ للحملات الرسمية لتغيير معالم الطبيعة والبيئة باختلاق المزيد من المشاريع الاقتصادية لها، بل يترك الكاميرا لدقائق طويلة تلاحق ما لم يعد ضرورياً. المشاهد المصوّرة بجمالية وإتقان تطول وهي تتابع الشيء ذاته طوال الوقت. في مواجهتها جمهور عليه أن يتحلّى بصبر قد لا يتجاوز طوله الساعات الأربع التي يتكوّن الفيلم منها.

على ذلك، رسالته تصل مترادفة طوال الوقت وهي حق الناس في حماية ما توارثوه من أرض وبيئة ومواجهة الاندفاع صوب المشاريع الاقتصادية التي عادة لا تأخذ في حسبانها الآثار السلبية للآخرين.

* عروض: مهرجان برلين.

‪MAY DECEMBER‬ ★★

إخراج: تود هاينز | دراما | ألولايات المتحدة | 2023‫ ‬

«ماي ديسمبر» فيلم محسوب جيداً ومصنوع بمهارة لكن محتواه يبقى دون القدرة على استحواذ الإعجاب. بعض ذلك مردّه التكرار في اعتماد رسم وتجسيد الشخصيات الثلاث الثلاث.

لدينا غرايس (جوليان مور) ربة بيت رحب في موقع جميل محاط بالأشجار والمياه وليس بعيداً عن ساحل البحر. زوجها جو (تشازلز ملتون) رجل طيّع، أليف، ودود ومحب لزوجته، ثم إليزابيث (ناتالي بورتمن) الممثلة التي تصل في زيارة تم ترتيبها بغاية التعرّف من كثب على شخصية وحياة غرايس تمهيداً لقيامها ببطولة فيلم عنها.

بورتمن ومور في «ماي ديسمبر» (نتفلكس).

تستند الحبكة هنا إلى أحداث حقيقية بطلتها امرأة أغوت تلميذاً في الثانية عشرة من عمره. المحكمة وجدت أنها قامت - عملياً - باغتصابه فأودعت السجن وحين خروجها بعد عدة سنوات تواصلت مع الطالب ذاته، وقد أصبح الآن في مطلع العشرينات من عمره وتزوّجته.

نقطة الاهتمام بالنسبة للمخرج هاينز ذات وجهين. الأول هو طرح الحدث المذكور من دون الالتزام بتفاصيله بذلك هو ليس سيرة حياة، بل دراما مبنية على واقعة فعلية تتخلص من الأحداث الفعلية بكاملها بابتداع مرحلة ما بعدها. الثاني هو الوقوف على ما أنتجته هذه العلاقة الزوجية حالياً. كيف ينصهر الماضي مع الحاضر على نحو لا يخلو من التوتر رغم ما يبدو، في الظاهر، وئام مستديم.

يتطرّق الفيلم إلى الماضي من خلال بعض الحوار وعبر مشهد لمقالات منشورة في مجلات ترفيه. الممثلة هي محققة تمارس عملاً صحافياً في جوهره وذلك عبر طرحها الأسئلة، لكنها في الوقت نفسه تعايش الأجواء الأسرية للزوجين وأولادهما. الفارق في العمر بين غرايس (في الأربعينات) وجو (في العشرينات) لا يبدو ذي قضية، لكن سريعاً ما نلاحظ أن جو شخصية منصاعة أكثر منها قيادية في هذا الزواج. غرايس تحبّه، كما تؤكد وهو يحبّها، كما يقول للممثلة حين تسأله، لكن الصورة الماثلة تكشف عن فتور رمادي يوحي بعكس ما يتردد.

غرايس ذات يد عليا وتتحدث بصرامة مع الجميع. هي ليست سهلة المنال حتى بالنسبة للممثلة التي تحل ضيفاً، لكن المخرج يُتيح لها وجهاً آخر أكثر جاذبية وألفة. إنها مثل الدجاجة التي تحمي صيصانها طوال الوقت وبطريقتها الخاصّة مع ابتسامة ودودة في الكثير من الأحيان.

رغم كل هذا التداول في حياتها والسيناريو المتفهم لشخصيتيه النسائيتين (كتبه المخرج بنفسه) وذلك السرد الهادئ والواضح، فإن الفيلم لا يحتوي على شيء مثير فعلياً. الدلالات واضحة والمنهج سردي ومباشر ولا يوجد غموض أو طرح لأسئلة.

ما نراه سهل القراءة ويمر جلياً وبقدر ملحوظ من الرتابة في بعض الأحيان. الجهد المبذول على صعيد التمثيل يُزين العمل بلا ريب، لكنه لا يكفي لمنحه مزايا خاصة. المفادات تتكرر معظم الوقت، مما يجعل المفاجآت القليلة (صوب النهاية) أقل تأثيراً مما يجب.

* عروض: «نتفلكس» 2024

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


سان جيرمان يستعيد ماركينيوس

ماركينيوس عاود تمارينه الجماعية مع فريقه (نادي باريس سان جيرمان)
ماركينيوس عاود تمارينه الجماعية مع فريقه (نادي باريس سان جيرمان)
TT

سان جيرمان يستعيد ماركينيوس

ماركينيوس عاود تمارينه الجماعية مع فريقه (نادي باريس سان جيرمان)
ماركينيوس عاود تمارينه الجماعية مع فريقه (نادي باريس سان جيرمان)

عاود القائد البرازيلي ماركينيوس، الذي عانى منذ أسابيع عدة من إصابة في وتر أخيل، تمارينه الجماعية مع فريقه باريس سان جيرمان بطل ومتصدر الدوري الفرنسي لكرة القدم، وذلك وفق ما علمت وكالة «الصحافة الفرنسية» من مصدر في النادي الباريسي.

وغاب البرازيلي عن سان جيرمان لست مباريات منذ الإصابة التي تعرض لها في 17 فبراير (شباط) ضد نانت (2 - 0) في الدوري المحلي، أبرزها في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال سوسييداد الإسباني (2 - 1).

وقد يكون ابن الـ29 عاماً الذي غاب عن منتخب بلاده في النافذة الدولية الأخيرة متاحاً للتواجد مع فريقه في زيارته إلى ملعب غريمه مرسيليا الأحد في الدوري، وفي مباراته الأربعاء ضد رين في نصف نهائي الكأس.

ويستمر افتقاد فريق المدرب الإسباني لويس إنريكي إلى خدمات بريسنيل كيمبيمبي والسلوفاكي ميلان شكرينيار للإصابة التي تحرمه أيضاً من الإسباني ماركو أسنسيو ولاعبين آخرين.

ويتصدر سان جيرمان ترتيب الدوري بفارق 12 نقطة عن بريست الثاني، ويستعد لمواجهة برشلونة الإسباني في الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى حملته في الكأس المحلية حيث يلتقي رين الأربعاء في دور الأربعة.


«كاف»: إياب نهائي أبطال أفريقيا 25 مايو المقبل

كأس دوري أبطال أفريقيا (غيتي)
كأس دوري أبطال أفريقيا (غيتي)
TT

«كاف»: إياب نهائي أبطال أفريقيا 25 مايو المقبل

كأس دوري أبطال أفريقيا (غيتي)
كأس دوري أبطال أفريقيا (غيتي)

حدد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» يومي 18 و25 مايو (أيار) المقبل موعداً لنهائي النسخة الحالية لبطولة دوري أبطال أفريقيا.

وذكر «كاف» عبر موقعه الإلكتروني الرسمي، اليوم الخميس، أنه تحدد لمواجهة الذهاب لنهائي دوري أبطال أفريقيا يوم 18 مايو المقبل على أن تقام مباراة الإياب في 25 من الشهر ذاته.

وأضاف: «ستقام مباراة ذهاب نهائي الكونفدرالية يوم 12 مايو 2024 والإياب في 19 من نفس الشهر».

يذكر أن الأهلي المصري يحمل لقب دوري أبطال أفريقيا، فيما توج اتحاد الجزائر بالنسخة الأخيرة للكونفدرالية.

ويحل الأهلي على سيمبا التنزاني غدا الجمعة، بينما يضرب الترجي التونسي موعداً قوياً مع ضيفه أسيك ميموزا الإيفواري السبت المقبل، حاملين راية إبقاء لقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم لدى الأندية العربية للموسم الثامن توالياً.


مصر تكشف موعد عمل «الضبعة النووية»

تركيب مصيدة قلب المفاعل في نوفمبر الماضي (هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر)
تركيب مصيدة قلب المفاعل في نوفمبر الماضي (هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر)
TT

مصر تكشف موعد عمل «الضبعة النووية»

تركيب مصيدة قلب المفاعل في نوفمبر الماضي (هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر)
تركيب مصيدة قلب المفاعل في نوفمبر الماضي (هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر)

كشفت مصر عن موعد تشغيل أول محطة نووية، تدشنها في مدينة الضبعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بالتعاون مع روسيا.

وقال الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر، في تصريحات له، نشرت (الخميس)، إن التشغيل التجريبي للمفاعل الأول بالمحطة سيبدأ خلال النصف الثاني من 2027، بينما ينتظر أن يبدأ التشغيل التجاري للمفاعل في سبتمبر (أيلول) 2028، على أن يتبعه تدشين باقي وحدات المفاعل.

وتتألف «محطة الضبعة» من 4 مفاعلات نووية، قدرة الواحد منها 1200 ميغاواط، بإجمالي قدرة 4800 ميغاواط.

وأوضح الوكيل، على هامش منتدى «Atom expo 2024» الذي يعقد في مدينة سوتشي بروسيا الاتحادية، أن المشروع سيوفر بين 7.2 و7.7 مليار متر مكعب غاز سنوياً عقب تشغيل كامل وحدات المحطة النووية.

وأشار المسؤول المصري إلى أن من عقود مشروع محطة الضبعة النووية المبرمة مع الجانب الروسي عقد التعامل مع الوقود النووي المستنفد، الذي بموجبه سيتم تخزين الوقود النووي في حاويات خاصة لذلك، والتي تصل مدة التخزين بها لأكثر من 60 عاماً.

وكانت مصر، وقّعت في عام 2015، مع شركة «روساتوم» الحكومية الروسية اتفاق تعاون لإنشاء المحطة بتكلفة تبلغ 25 مليار دولار، قدمتها موسكو قرضاً حكومياً ميسّراً للقاهرة. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2017 وقّع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاتفاقات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة الرئيس الروسي العاصمة المصرية.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، شهد السيسي وبوتين، مراسم صب الهيكل الخرساني لوحدة الكهرباء بمحطة الضبعة، عبر شبكة «الفيديو كونفرنس».


الكلاب المدرَّبة تكتشف إصابة البشر باضطراب ما بعد الصدمة

يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
TT

الكلاب المدرَّبة تكتشف إصابة البشر باضطراب ما بعد الصدمة

يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)
يمكن للأنوف الحساسة للكلاب المدرَّبة اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية (رويترز)

رصدت دراسة كندية قدرة الكلاب المدرَّبة على اكتشاف إصابة البشر بـ«اضطراب ما بعد الصدمة»، وهو اضطراب نفسي ينتج عادة عن التعرُّض لحدث صادم أو مرعب.

وأوضح الباحثون، أن دراستهم هي الأولى التي تثبت قدرة الكلاب على اكتشاف هذا الاضطراب عن طريق شمّ أنفاس البشر، وفقاً لنتائج الدراسة التي نُشرت، الخميس، بدورية «Frontiers in Allergy».

ويمكن للأنوف الحساسة للكلاب اكتشاف علامات الإنذار المبكر لعديد من الحالات الطبية التي يحتمل أن تكون خطرة، مثل نوبة قلبية وشيكة.

لكن الدراسة الجديدة، وجدت دليلاً على أن الكلاب قد تكون قادرةً على اكتشاف «اضطراب ما بعد الصدمة»، من خلال شمّ أنفاس الأشخاص الذين تم تذكيرهم بالصدمات.

وينجم هذا الاضطراب عن التعرض لحدث صادم أو مؤلم بشدة، مثل حادث سيارة أو كارثة طبيعية، أو تجربة عنيفة مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي، ويمكن أن تختلف أعراضه وشدتها من شخص لآخر، وتتضمن أعراضاً اقتحامية مثل الذكريات المزعجة والكوابيس، والهلاوس، أو الأفكار الملحة.

بالإضافة إلى ذلك، تجنب الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء التي تذكّر بالحدث الصادم، وتغييرات في المزاج، وفي اليقظة وردود فعل مثل صعوبة النوم، والشعور بالانفعال، أو سهولة الانزعاج.

ويمتلك جميع البشر «بصمة رائحة» فريدة تماماً مثل بصمات الأصابع، مكونة من مركبات عضوية متطايرة، هي جزيئات تنبعث من الجسم عبر إفرازات مثل العرق والتنفس وحتى الزهم (مادة زيتية تنتجها البشرة).

وهناك بعض الأدلة على أن الكلاب قد تكون قادرة على اكتشاف تلك المركبات المرتبطة بالإجهاد والتوتر البشري.

وخلال الدراسة راقب الباحثون 26 شخصاً عانوا من «اضطراب ما بعد الصدمة»، ورصدوا ردود فعلهم، والروائح التي تنبعث منهم عند تذكيرهم بالصدمة. ودرّبوا كلبين على اكتشاف الرائحة، ونجحا في التعرف على رائحة هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول التي تنبعث من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بنسبة دقة تصل إلى 90 في المائة.

وبين أشكال المساعدة الأخرى، يمكن للكلاب مساعدة المرضى من خلال تنبيههم ومقاطعة النوبات عندما يعاني رفاقهم من الأعراض. وإذا تمكّنت الكلاب من الاستجابة لعلامات التوتر عند التنفس، فمن المحتمل أن تتمكّن من مقاطعة النوبات في مرحلة مبكرة، مما يجعل تدخلاتها أكثر فعالية.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة من جامعة دالهوزي الكندية، الدكتورة لورا كيروجا لـ«الشرق الأوسط» إن «دراستهم تثبت أن الكلاب ليست قادرة فقط على اكتشاف بعض الحالات الصحية الجسدية لدى البشر، ولكن أيضاً بعض حالات الصحة العقلية، مثل (اضطراب ما بعد الصدمة)».

وأضافت أن «اكتشاف حالات اضطراب ما بعد الصدمة عن طريق الرائحة يسمح بالتدخل حتى قبل ظهور العلامات الجسدية المرئية، وهذا من شأنه أن يمكّن المرضى من استخدام المهارات المكتسبة في العلاج النفسي؛ لتعزيز فهم أعراض المرض ومنع تفاقمه».