موراتا... هل حان وقت تألقه في سن الثلاثين؟

موراتا خطف الأضواء بهدف التقدم لإسبانيا أمام ألمانيا (د.ب.أ)
موراتا خطف الأضواء بهدف التقدم لإسبانيا أمام ألمانيا (د.ب.أ)
TT

موراتا... هل حان وقت تألقه في سن الثلاثين؟

موراتا خطف الأضواء بهدف التقدم لإسبانيا أمام ألمانيا (د.ب.أ)
موراتا خطف الأضواء بهدف التقدم لإسبانيا أمام ألمانيا (د.ب.أ)

يمتلك ألفارو موراتا مهاجم إسبانيا وأتلتيكو مدريد سيرة ذاتية حافلة، حيث لعب للعديد من الأندية الأوروبية البارزة في مسيرته كريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وتشيلسي الإنجليزي، إلا أنه نادراً ما كان المهاجم الركيزة. صحيح أن موراتا حقق ألقابا بارزة في مسيرته كإحراز الدوري الإسباني مرتين، وكذلك الدوري الإيطالي، إضافةً إلى لقبي دوري أبطال أوروبا... لكن مع ذلك، وفي سن الثلاثين، يبدو أن موراتا مر بالعديد من اللحظات المخيبة للآمال.
خطف موراتا الأضواء الأحد بهدف التقدم لمنتخب بلاده أمام ألمانيا في المباراة التي انتهت بالتعادل 1 - 1 في كأس العالم الأحد، وهي قد تكون إشارة إلى أن وقت موراتا للتألق قد حان. «الآن هو كل شيء» هذا ما يسلط منظمو كأس العالم الضوء عليه في شعارات ملصقة في كل أرجاء العاصمة الدوحة، وهو الأمر الذي قد يكون عنوان موراتا في المونديال القطري بعد طول انتظار. تمكن موراتا بعد لحظات من دخوله كبديل لفيران توريس أن يسجل ببراعة ودقة إثر تمريرة عرضية منخفضة من جوردي ألبا، دون أن يترك أي فرصة للحارس التاريخي لـ«الماكينات» وقائده مانويل نوير.
سجل المهاجم، الذي شارك كبديل أمام كل من ألمانيا وكوستاريكا، في المباراة الافتتاحية أيضاً لإسبانيا 7 - 0، وصنع هدفاً ضد «لوس تيكوس». ورغم أن لويس إنريكي قد اختار حتى الآن الجناح ماركو أسينسيو قبله في مركز المهاجم الصريح، إلا أن موراتا يبدو واثقا من نفسه وقادراً على استغلال فرصه عندما تأتي. وقال موراتا في مؤتمر صحافي بعد أن اختير أفضل لاعب في المباراة ضد ألمانيا: «أشعر بالراحة في المنتخب الوطني، وأنا فخور لوجودي هنا». بدأ موراتا مسيرته في فريق الشباب بأتلتيكو لكنه انتقل إلى ريال مدريد وشارك لأول مرة في عام 2010 مع الفريق الأول بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. كانت السنوات التالية بطيئة بعض الشيء بالنسبة له، رغم دخوله من مقاعد البدلاء في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، حين فاز ريال مدريد على أتلتيكو في الوقت الإضافي.
في ذلك الصيف، وقع موراتا مع يوفنتوس، بحثاً عن دور أساسي ومنتظم، وتمكن من التسجيل في كلتا مباراتي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عندما تم إقصاء ريال مدريد، لكن برشلونة انتصر على فريق «السيدة العجوز» في نهائي برلين. فعل ريال مدريد بند إعادة الشراء في صيف 2016 وأصبح موراتا عنصراً مهماً مع النادي الملكي لمدة موسم، رغم أنه كان من الخيارات الرديفة في تشكيلة زين الدين زيدان، وتحديدا كبديل للفرنسي كريم بنزيمة. بعد تتويجه بثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا، قرر موراتا أن يجرب حظه في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشيلسي.
لم يرتق موراتا إلى حجم تطلعات مشجعي النادي اللندني الذين رأوا أنه يفتقر إلى القدرة على تعبئة الفراغ عند مقارنته بسلفه ومواطنه دييغو كوستا. خسر موراتا مكانه لمصلحة الفرنسي أوليفييه جيرو، وفي يناير (كانون الثاني) 2019، انتقل إلى أتلتيكو، ناديه الأول، على سبيل الإعارة لمدة 18 شهراً - رغم أنهم سرعان ما قرروا جعل الصفقة دائمة.
لكن بحلول صيف عام 2020، بعد موسم كامل مخيب للآمال، أعاره أتلتيكو إلى يوفنتوس. مدد الإيطاليون عقده الممتد لعام واحد إلى موسم آخر لكنهم لم يوقعوا معه بعد ذلك وعاد موراتا إلى أتلتيكو في يوليو (تموز) 2022. بدأ الموسم وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله، لكنه حصل على مكانه في تشكيلة سيميوني. حافظ إنريكي على ثقته به، رغم الصخب الداعي لضم لاعبين آخرين مثل ياغو أسباس أو بورخا إيغليسياس. في كأس أوروبا 2020، دافع المدرب عن موراتا في السراء والضراء، رغم أنه أضاع العديد من الفرص الكبيرة. لكن يبدو أنه حان وقت رد الجميل من قبل موراتا، وبعد عقد من الوعود التي لم تتحقق، ربما «الآن هو كل شيء» بالفعل.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».