الأكراد يرفضون الانسحاب... وتركيا تحذر

أنقرة تتحدث عن بدء عمليتها «في أي لحظة» شمال سوريا

موقع لفصيل في «الجيش الوطني» الموالي لتركيا قرب أعزاز بريف حلب الشمالي أمس (أ.ف.ب)
موقع لفصيل في «الجيش الوطني» الموالي لتركيا قرب أعزاز بريف حلب الشمالي أمس (أ.ف.ب)
TT

الأكراد يرفضون الانسحاب... وتركيا تحذر

موقع لفصيل في «الجيش الوطني» الموالي لتركيا قرب أعزاز بريف حلب الشمالي أمس (أ.ف.ب)
موقع لفصيل في «الجيش الوطني» الموالي لتركيا قرب أعزاز بريف حلب الشمالي أمس (أ.ف.ب)

أعلن الأكراد السوريون أمس (الثلاثاء) رفضهم الانسحاب من مناطق جديدة في شمال سوريا على رغم تلقيهم «تحذيراً أخيراً» من أنقرة، نقله وفد روسي، بضرورة إخلاء منطقة بعمق 30 كلم على الحدود السورية - التركية إذا أرادوا تجنب عملية عسكرية ضدهم.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن «تركيا لا تأخذ إذناً من أي جهة لمعالجة مخاوفها الأمنية... العملية يمكن أن تكون غداً أو الأسبوع المقبل، أو في أي لحظة». وأضاف: «على المستوى الدولي، يقول الأميركيون إنهم غير مرتاحين، والروس كذلك أيضاً، وغيرهم يقولون شيئاً آخر... ربما هم فعلاً غير مرتاحين، ويمكن لهم أن يعبروا عن مواقفهم، إلا أن هذا لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على خطواتنا التي ننوي اتخاذها». وقال إن بلاده طالبت مراراً بإبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي القوة الأساسية في «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، عن الحدود السورية - التركية مسافة 30 كيلومتراً.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن قائد القوات الروسية في سوريا ألكسندر تشايكو نقل تحذيراً أخيراً لقائد «قسد»، مظلوم عبدي، بشأن العملية التركية. وأضافت أن المسؤول الروسي أخبر القيادي الكردي بأن تركيا مصرة على العملية البرية وأن موسكو غير قادرة على وقفها إذا لم تسحب «قسد» كامل قواتها ومؤسساتها من عين العرب (كوباني) ومنبج وتل رفعت وتسليم المنطقة للقوات الروسية وعودة جيش النظام إليها.
لكن عبدي قال أمس إن قواته لم يُطلب منها الانسحاب من أي مناطق أخرى في شمال سوريا وإنها سترفض إذا طُلب منها ذلك. وألقى باللوم على الحرب في أوكرانيا لعدم تنفيذ اتفاق 2019 الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا لطرد المسلحين الأكراد من المناطق الحدودية مقابل امتناع تركيا عن الغزو.
...المزيد



مصر ترفض التصعيد الإسرائيلي في رفح وتنتقد منع وصول المساعدات

دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)
دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)
TT

مصر ترفض التصعيد الإسرائيلي في رفح وتنتقد منع وصول المساعدات

دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)
دخان يتصاعد بعد قصف جوي إسرائيلي بالقرب من الجدار الفاصل بين مصر ورفح في 6 مايو (أ.ب)

تصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب على خلفية توغل الجيش الإسرائيلي في «رفح» الفلسطينية، على الحدود المصرية - الفلسطينية. وبينما أبلغت مصر وسطاء المفاوضات بـ«رفضها القاطع للتصعيد الإسرائيلي في رفح»، محمِّلة إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع، حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، من مخاطر مواصلة العمليات الإسرائيلية وما تشكله من «تهديد خطير» لاستقرار المنطقة.

ونقل تلفزيون «القاهرة الإخبارية»، الاثنين، عن مصدر رفيع، القول إن «مصر أبلغت وسطاء المفاوضات رفضها القاطع للتصعيد الإسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة»، مضيفاً أن القاهرة «حمَّلت إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع بقطاع غزة، ومسؤولية منع المساعدات عن المدنيين في القطاع».

تزامن ذلك مع اتصال بين الوزير شكري وبلينكن، ناقشا خلاله «الأبعاد الإنسانية والأمنية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وما اتصل بذلك من سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ومنع دخول المساعدات الإنسانية»، وفق المتحدث الرسمي باسم «الخارجية المصرية».

شكري يتلقى اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي (الخارجية المصرية)

وجدَّد شكري لنظيره الأميركي التأكيد على «العواقب الإنسانية الوخيمة التي ستطول أكثر من 1.4 مليون فلسطيني نتيجة غلق معبر رفح، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية واسعة النطاق»، كما شدد على «حتمية إعادة نفاذ المساعدات التي توقفت خلال الأيام الماضية إلى القطاع»، كما أشار البيان المصري.

وأكد شكري لنظيره الأميركي «المخاطر الأمنية الجسيمة الناجمة عن مواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وفي مدينة رفح الفلسطينية على وجه الخصوص، وما يرتبط بذلك من تهديد خطير لاستقرار المنطقة»، مشدداً على «أهمية فتح المعابر البرية بين إسرائيل وقطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بالقدر الكافي لتلبية الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع»، وأعرب مجدداً عن «رفض محاولات تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم».

واتفق الوزيران – وفق البيان - على «مواصلة التشاور والتنسيق من كثب بشأن مجمل تطورات الأزمة في قطاع غزة، ودعم السبل الكفيلة باحتواء تداعياتها، والحيلولة دون التصعيد وتوسيع رقعة العنف لأجزاء أخرى في المنطقة».

توقفت عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح منذ السيطرة الإسرائيلية عليه (الهلال الأحمر المصري)

وسبق أن حذرت مصر إسرائيل من اقتحام رفح، ورأت أن الأمر «يمس الأمن القومي المصري»، لكن إسرائيل توغلت شرق رفح، الأسبوع الماضي، في عملية وصفتها بـ«المحدودة»، سيطرت خلالها كذلك على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وفيما وُصف بـ«تصعيد مصري»، ردت القاهرة، الأحد، بالإعلان عن دعمها الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بتهمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وقالت وزارة الخارجية المصرية إن «التقدم بإعلان التدخل في الدعوى المشار إليها يأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة».

نازحون فلسطينيون يتجمعون برفح الفلسطينية قرب الحدود المصرية في أبريل الماضي (رويترز)

جاء الإعلان غداة تأكيد مصدر مصري رفيع المستوى، رفض القاهرة «التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح». كما ذكر مصدر إسرائيلي لقناة «آي 24» الإسرائيلية، أن مسؤولين عسكريين مصريين ألغوا اجتماعات مقررة مع نظرائهم الإسرائيليين، دون سابق إنذار، ما يشير إلى «تفاقم الأزمة بين البلدين».

ويرى المسؤولون المصريون أن أفعال إسرائيل هي السبب في توتر العلاقات الثنائية، وانهيار محادثات وقف إطلاق النار التي عُقدت في القاهرة بمشاركة وفود من «حماس» وإسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، وفق مصادر أمنية مصرية تحدثت إلى «رويترز».

ورغم المواقف التي وُصفت بـ«التصعيد»، حرصت مصر على إظهار تمسُّكها باتفاقية السلام مع إسرائيل، وقال وزير الخارجية سامح شكري، خلال مؤتمر صحافي، الأحد، إن «الاتفاقية خيار مصر الاستراتيجي منذ 40 عاماً، ولها آلياتها الخاصة التي تُفعّلها لبحث أي مخالفات، والتعامل معها إن وُجدت».


خريطة طريق أممية مدعومة عربياً وسعودياً للحل في اليمن

أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث حول الوضع في اليمن (أ.ف.ب)
أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث حول الوضع في اليمن (أ.ف.ب)
TT

خريطة طريق أممية مدعومة عربياً وسعودياً للحل في اليمن

أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث حول الوضع في اليمن (أ.ف.ب)
أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث حول الوضع في اليمن (أ.ف.ب)

أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ الاثنين أنه يعمل على ثلاثة محاور لوقف الحرب اليمنية والعودة إلى العملية السياسية عبر «خريطة طريق» أممية مدعومة عربياً، ولا سيما من المملكة العربية السعودية، في حين حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارتن غريفيث من أن الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر وما حوله «لا تزال تهدد بنشوب حريق أوسع نطاقاً» في المنطقة.

وكان غروندبرغ يقدم إحاطة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من عدن خلال جلسة لمجلس الأمن، فأشار إلى اجتماعاته مع كل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ونائب الرئيس عيدروس الزبيدي، ورئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، ووزير الخارجية شائع الزنداني، ومناقشاته في شأن «الحاجة الملحة إلى معالجة الأوضاع المعيشية المتدهورة لليمنيين وإحراز تقدم نحو تأمين اتفاق خريطة الطريق الذي ينهي الحرب ويفتح الطريق أمام السلام العادل»، مثنياً على «البيئة البنّاءة» التي سادت الاجتماعات. وذكّر بـ«الخطوة الشجاعة» التي اتخذتها الأطراف نحو الحل السلمي لليمن عندما اتفقت على مجموعة من الالتزامات التي «ستفعّل من خلال خريطة طريق الأمم المتحدة»، وهي «تنص على وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وضمان الإغاثة التي يحتاج إليها اليمنيون بشدة، وبدء عملية سياسية شاملة لإنهاء النزاع بشكل مستدام».

أعضاء مجلس الأمن يستمعون إلى إحاطة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ (أ.ف.ب)

هناك تحديات

ولكن غروندبرغ استدرك بأن «التحديات لا تزال تعرقل التقدم، وأهمها البيئة غير المستقرة في المنطقة على نطاق أوسع» على رغم انخفاض عدد الهجمات ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، فضلاً عن انخفاض عدد الضربات الجوية الأميركية والبريطانية ضد أهداف برية داخل اليمن. ونبّه إلى أن إعلان جماعة الحوثي توسيع نطاق الهجمات يمثل «استفزازاً مثيراً للقلق في وضع متقلب أصلاً». وكذلك عبّر عن «القلق» من استمرار النشاط العسكري على شكل القصف ونيران القناصة والقتال المتقطع والهجمات بالمسيّرات وتحركات القوات في الضالع والحديدة ولحج ومأرب وصعدة وشبوة وتعز، فضلاً عن «القلق» من «تهديدات الأطراف بالعودة إلى الحرب، بما في ذلك خطابات الحوثيين وأفعالهم فيما يتعلق بمأرب»، مكرراً أن «المزيد من العنف لن يحل هذا النزاع، بل على العكس من ذلك». وحض الأطراف على «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بالأفعال والكلمات خلال هذه الفترة الهشة».

الحل ممكن

وشدد على أنه «رغم هذه التحديات، أعتقد أن الحل السلمي والعادل لا يزال ممكناً»، مشيراً إلى أنه كثف اتصالاته في اليمن والمنطقة ومع المجتمع الدولي من أجل «التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وبدء عملية سياسية». وأفاد بأن النهج الذي يتبعه لتحقيق ذلك «يقوم على ثلاثة محاور»، موضحاً أن المحور الأول يتعلق بمواصلة اتصالاته مع الأطراف «لإحراز تقدم في شأن خريطة طريق الأمم المتحدة، بدعم من المجتمع الدولي والمنطقة، ولا سيما المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان». وأعلن أن المحور الثاني يتصل بالعمل على ما سماه «استكشاف سبل خفض التصعيد وبناء الثقة»، مؤكداً أن ذلك «يتطلب مشاركة دولية منسقة وحسن نية من الأطراف لاتخاذ خطوات أولية للعمل معاً للتخفيف من بعض أشد المصاعب»، مثل العمل مع اليمنيين لتسهيل إطلاق المعتقلين، وفتح الطرق، وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي. أما المحور الثالث، فيتعلق وفقاً للمبعوث الأممي بـ«الاستعدادات لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد واستئناف عملية سياسية شاملة»، لافتاً إلى أن مكتبه يتعاون مع جهات فاعلة متنوعة مثل ممثلي السلطة المحلية، والجهات الأمنية والمسؤولين العسكريين، وصانعي السياسات الاقتصادية، والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، والصحافيين، وقادة المجتمع، والوسطاء المحليين، وممثلي القطاع الخاص لهذه الغاية. وكرر أنه «مصمم على مواصلة توجيه كل جهودي نحو تمكين اليمنيين من التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني وبدء عملية سياسية شاملة تضع الأسس لسلام دائم»، معتبراً أن «هناك خطوات ملموسة وحاسمة يمكن للأطراف أن تتخذها الآن».

غريفيث

وكذلك استمع المجلس إلى إحاطة من غريفيث الذي أشار إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية «كانت هناك لحظات من الأمل الكبير»، ولا سيما بعد الحصول على الهدنة بوساطة الأمم المتحدة عام 2022. ولكنه استدرك أن «اليمن لم يخرج من الأزمة، بل إنه أبعد ما يكون عن ذلك». وقال إن «الجوع لا يزال، وهو التهديد الأبرز لهذه الأزمة، يطارد شعب اليمن» على رغم «التحسينات المتواضعة في معدلات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في أعقاب الهدنة» قبل أن تتلاشى مجدداً. وأضاف أن «مستويات الحرمان الشديد من الغذاء لا تزال مرتفعة بشكل مثير للقلق في كل أنحاء البلاد»، متوقعاً أن «تتفاقم أكثر عندما يبدأ موسم العجاف في يونيو (حزيران) المقبل». وعبّر عن «قلق عميق إزاء تفشي وباء الكوليرا الذي يتفاقم بسرعة»، مشيراً إلى «الإبلاغ حتى الآن عن 40 ألف حالة مشتبه بها وأكثر من 160 حالة وفاة - وهي زيادة حادة منذ تحديثنا الشهر الماضي. وتوجد غالبيتها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث يتم الإبلاغ عن مئات الحالات الجديدة كل يوم».

وأشاد غريفيث بإعادة التأكيد على التزام المجتمع الدولي ودعمه للشعب اليمني في الاجتماع السادس لكبار المسؤولين الذي عُقد في بروكسل الأسبوع الماضي، حين اغتنم العديد من المانحين هذه الفرصة للإعلان عن مساهمات مالية بلغ مجموعها 792 مليون دولار. وحذر من أن الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر وما حوله «أدت إلى تعطيل طرق التجارة العالمية، ولا تزال تهدد بنشوب حريق أوسع نطاقاً». وأكد أنه «يجب علينا ألا ندع التطورات في المنطقة والبحر الأحمر تقف في طريق السلام في اليمن»، معتبراً أن ذلك «سيكون ظلماً فظيعاً ومأساة لشعب اليمن».


حسام حسن يهاجم الدوري المصري: لا يوجد لاعب يستحق الانضمام للمنتخب

الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن (غيتي)
الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن (غيتي)
TT

حسام حسن يهاجم الدوري المصري: لا يوجد لاعب يستحق الانضمام للمنتخب

الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن (غيتي)
الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن (غيتي)

استنكر حسام حسن مدرب منتخب مصر أداء اللاعبين المحليين، الاثنين، وذلك قبل خوض مباراتين محوريتين بتصفيات كأس العالم لكرة القدم 2026 أمام بوركينا فاسو وغينيا بيساو الشهر المقبل، قائلاً إنه لا يجد لاعباً بالدوري المصري يستحق الانضمام لتشكيلته.

وأبلغ حسام حسن مؤتمراً صحافياً: «كرة القدم المصرية تعاني بالفعل، والنتائج الأخيرة في مختلف البطولات دليل على معاناتنا، نواجه أصعب مرحلة في تاريخ الكرة المصرية بسبب تراجعها أمام ارتفاع مستوى بقية المنافسين».

وأضاف هداف منتخب مصر التاريخي: «خريطة الكرة الأفريقية تغيرت، والفرق التي يسخر منها البعض هزمت الفرق الكبرى في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة. أنا متحفظ جداً على تهيئة الرأي العام بأننا تأهلنا بالفعل لكأس العالم، هناك رسائل سلبية تصدر من محللين تسهل من مهمة التأهل لكأس العالم، ولا أعرف كيف يتكلم هؤلاء ونحن نعاني كروياً بالفعل».

وتتصدر مصر مجموعتها بعد فوزين أمام جيبوتي وسيراليون، ويتأهل متصدرو المجموعات ببطاقات مباشرة إلى كأس العالم في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وتولى حسام حسن (57 عاماً) القيادة خلفاً للبرتغالي روي فيتوريا عقب الخروج من دور 16 بكأس الأمم الأفريقية هذا العام، وبدأ مشواره بفوز على نيوزيلندا، ثم خسارة أمام كرواتيا في بطولة ودية بمصر في مارس (آذار).

وأوضح مهاجم الأهلي والزمالك السابق: «نملك ثمانية لاعبين محترفين فقط مقابل 28 في بوركينا فاسو، يجب مصارحة الجماهير بصعوبة المواجهة، أقبل النقد لكنني أرفض السخرية أو الاستهزاء، أريد توعية الجماهير وليس خداعها».

وتابع: «75 في المائة من قوام منتخب مصر من لاعبي الأهلي والزمالك ويواجهون لاعبين لا يمثلون منتخباتهم، ما هو الشيء الجيد الذي يقدمه لنا الدوري المصري؟ لنتحدث بصراحة ولا أريد تصدير الإحباط، لكن يعرف الجميع تقييم مستوى الدوري».

وأردف: «أريد أن يخبرني أحد عن لاعب يستحق الانضمام للمنتخب من الدوري المصري؟ نجلس في مدرجات الملاعب وندعو الله أن نشاهد لاعباً واحداً يساعدنا، ما يهم البعض هو التوازن في الاختيار بين الأندية كما لو أنه فرض علينا ترضية الأندية على حساب المنتخب».

وواصل: «الكرة المصرية تعاني من هبوط حالياً ويجب الاعتراف بذلك، منذ فترة عندما كنا نسأل عن أفضل لاعب في مصر ونجد الكثير من الإجابات المختلفة، الآن نتحدث فقط عن اسمين، البعض يقول زيزو والبعض الآخر يقول إمام عاشور، ثم نسكت جميعاً. سنضم اللاعبين الذين يتمتعون بالشغف والحماس والروح للعب في المنتخب، شارك الجميع في صناعة الأزمة، أسعار اللاعبين في مصر يمكن وصفها ببضاعة تالفة».

وشدد على ضرورة «تغيير نظام الدوري» مضيفاً: «لا يوجد حل غير ذلك، مع تأسيس مرحلة جديدة تتناسب مع متطلباتنا».

وكشف عن اجتماعه مع البرازيلي روجيرو ميكالي مدرب المنتخب الأولمبي «من أجل تكوين رؤية غير موجودة من الأساس للكرة المصرية».


كوهين يعترف للمحكمة باستخدام الكذب والتهديد لحماية ترمب

المحامي السابق مايكل كوهين لدى مغادرة منزله متوجهاً الى محكمة نيويورك (أ.ب)
المحامي السابق مايكل كوهين لدى مغادرة منزله متوجهاً الى محكمة نيويورك (أ.ب)
TT

كوهين يعترف للمحكمة باستخدام الكذب والتهديد لحماية ترمب

المحامي السابق مايكل كوهين لدى مغادرة منزله متوجهاً الى محكمة نيويورك (أ.ب)
المحامي السابق مايكل كوهين لدى مغادرة منزله متوجهاً الى محكمة نيويورك (أ.ب)

دخلت محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الاثنين، منعطفاً حاسماً مع تأكيد محاميه السابق مايكل كوهين أمام المحكمة أنهما تآمرا مع آخرين لطمس القصص المؤذية لحملة ترمب الرئاسية عام 2016 من خلال دفعات مالية شملت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز وعارضة الأزياء السابقة لدى مجلة «بلاي بوي» كارين ماكدوغال، لقاء سكوتهما عن علاقات غير مرغوبة مع ترمب.

وبشهادة كوهين، الذي يعتبر «الشاهد الملك» في القضية التي صارت تعرف بـ«أموال الصمت»، أمام القاضي المشرف على القضية خوان ميرشان وهيئة المحلفين المؤلفة من 12 شخصاً و6 بدلاء في محكمة جنايات نيويورك، وصلت إلى الذروة محاكمة ترمب، الذي بات أول رئيس أميركي سابق يواجه محاكمة تتضمن 34 تهمة جنائية تتمحور حول تزوير سجلات تجارية لإخفاء دفع 130 ألف دولار لدانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، عبر كوهين خلال فترة حاسمة من انتخابات 2016 التي أوصلت ترمب إلى البيت الأبيض، ويصفه الادعاء بأنه محاولة للتأثير بشكل غير قانوني على السباق ضد المرشحة عن الحزب الديمقراطي عامذاك وزيرة الخارجية سابقاً هيلاري كلينتون.

وطبقاً للقرار الاتهامي الذي أصدره المدعي العام في مانهاتن، يعد كوهين إلى حد بعيد الشاهد الأكثر أهمية في هذه المحاكمة، نظراً إلى أنه كان محامي ترمب قبل أن يصير عدوه اللدود، وهو الذي دفع المبلغ لدانيالز ثم استعاده من ترمب. ويشير مثوله إلى أن المحاكمة تدخل مرحلتها النهائية. وأكد ممثلو الادعاء أنهم ربما ينتهون من تقديم الأدلة بحلول نهاية الأسبوع الحالي.

رسم لاستجواب المدعية العامة سوزان هوفينغر أمام القاضي خوان ميرشان بحضور الرئيس السابق دونالد ترمب في نيويورك (رويترز)

لم يدفع الفاتورة

وخلال استجوابه، عرض كوهين (57 عاماً) لعلاقته مع ترمب وتركه وظيفته في مكتب للمحاماة من أجل الانضمام إلى شركة «منظمة ترمب» العقارية في نيويورك عام 2007. وأفاد بأن ترمب عرض عليه وظيفة، بعدما قدم له فاتورة بقيمة 100 ألف دولار. وقال كوهين: «أتشرف. فاجأتني. ووافقت»، مضيفاً أن ترمب لم يدفع تلك الفاتورة قط. ورأى أنه من المنصف وصف دوره كمصلح لترمب، لأنه كان يعتني بكل ما يريده». وبدلاً من العمل محامياً تقليدياً للشركات، كان كوهين يقدم تقاريره مباشرة إلى ترمب ليصير أبرز المدافعين عنه من أجل حمايته من القصص الضارة، ولم يكن قط جزءاً من مكتب المستشار العام لمنظمة ترمب. وأوضح أن من مهماته إعادة التفاوض على مشروعات يقدمها شركاء الأعمال، والتهديد بمقاضاة الأشخاص، ونشر قصص إيجابية في الصحافة. وأكد أن ترمب كان يتواصل في المقام الأول عبر الهاتف أو شخصياً ولم ينشئ عنوان بريد إلكتروني على الإطلاق. وقال: «كان (ترمب) يعلق بأن رسائل البريد الإلكتروني تشبه الأوراق المكتوبة، وأنه يعرف الكثير من الأشخاص الذين سقطوا كنتيجة مباشرة لوجود رسائل بريد إلكتروني يمكن للمدعين العامين استخدامها في قضية ما».

خيوط المؤامرة

وبينما جلس ترمب مسترخياً على كرسيه وعيناه مغمضتان طوال هذه الشهادة، أفاد كوهين أمام هيئة المحلفين بأنه تآمر مع ترمب وناشر صحيفة «ناشونال إنكوايرير» الشعبية ديفيد بيكر لقمع القصص السلبية التي يمكن أن تضر بحملته الانتخابية لعام 2016، موضحاً أنه علم من الصحيفة الشعبية في يونيو (حزيران) 2016، أي قبل شهر من انعقاد المؤتمر العام للحزب الجمهوري، أن ماكدوغال كانت تسوق لقصة عن علاقة أقامتها لمدة عام مع ترمب. ونقل عن ترمب عبارة «تأكدوا من عدم نشر» الخبر. وادعى أن ترمب وبيكر اتفقا بالفعل على استخدام صحيفة «ناشونال إنكوايرير» لتعزيز ترشيح ترمب للرئاسة مع قمع أي قصص سلبية يمكن أن تضر بفرصه. ووصف كوهين مكالمة هاتفية أخبر فيها بيكر ترمب أن الصحيفة ستحتاج إلى دفع 150 ألف دولار لتأمين شراء قصة ماكدوغال. وأضاف كوهين: «رد عليه ترمب: لا مشكلة، سأهتم بالأمر».

وشهد بيكر سابقاً في المحاكمة حول دوره في الحصول على قصة ماكدوغال ضمن ما يسمى مخطط «القبض والقتل»، التي تقتضي دفع أموال لشراء مثل هذه القصص السلبية من أجل ضمان عدم نشرها.

وانتهت علاقة كوهين بترمب بعد بدء ولايته الرئاسية عام 2017 عنه عندما ركز المدعون الفيدراليون الذين يحققون في حملة ترمب الرئاسية لعام 2016 على كوهين.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قاعة محكمة نيويورك (أ.ب)

اعترافات كوهين

واعترف كوهين بالذنب عام 2018 بانتهاك قانون تمويل الحملات الفيدرالية من خلال دفع أموال لدانيالز. وشهد بأن ترمب أمره بدفع المبلغ. ولم يتهم المدعون الفيدراليون ترمب بأي جريمة عامذاك.

ويقول وكلاء الدفاع عن ترمب إن كوهين تصرف من تلقاء نفسه عندما دفع لدانيالز، في محاولة لإبعاد ترمب عن القضية.

واعترف كوهين بالكذب تحت القسم مرات عدة، مما وفّر مادة كبيرة للدفاع لتقويض صدقيته. واعترف بالكذب على الكونغرس عام 2017 في شأن مشروع عقاري لمنظمة ترمب في موسكو، لكنه يؤكد منذ ذلك الحين أنه فعل ذلك لحماية ترمب. كما اعترف بأنه مذنب في انتهاك قانون الضرائب عام 2018، لكنه يدعي الآن أنه لم يرتكب تلك الجريمة.

وكان ترمب قد وصل صباحاً إلى قاعة المحكمة، الاثنين، برفقة العديد من المشرعين الجمهوريين، وبينهم السيناتوران جيمس ديفيد فانس وتومي توبرفيل والنائبة نيكول ماليوتاكيس.

وأجرى وكلاء الدفاع عن ترمب استجواباً مؤلماً لكوهين. وأخبروا المحلفين خلال البيانات الافتتاحية أن الوسيط الذي تحول إلى عدو هو «كاذب معترف به» ولديه «هوس بالنيل من الرئيس ترمب».

وقال وكيل الدفاع عن ترمب المحامي تود بلانش إن كوهين «تحدث بشكل مكثّف عن رغبته في رؤية الرئيس ترمب يذهب إلى السجن. تحدث بشكل مكثف عن رغبته في رؤية عائلة الرئيس ترمب تذهب إلى السجن. تحدث باستفاضة عن إدانة الرئيس ترمب في هذه القضية».

وتعقد هذه المحاكمة قبل أقل من 6 أشهر من الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) حين يتواجه ترمب مع الرئيس الديمقراطي جو بايدن.


صندوق النقد والأرجنتين يتوصلان إلى اتفاق بشأن المراجعة الأخيرة لبرنامج بـ44 مليار دولار

أشاد صندوق النقد الدولي بالأداء الأفضل من المتوقع في الربع الأول بالأرجنتين (أ.ف.ب)
أشاد صندوق النقد الدولي بالأداء الأفضل من المتوقع في الربع الأول بالأرجنتين (أ.ف.ب)
TT

صندوق النقد والأرجنتين يتوصلان إلى اتفاق بشأن المراجعة الأخيرة لبرنامج بـ44 مليار دولار

أشاد صندوق النقد الدولي بالأداء الأفضل من المتوقع في الربع الأول بالأرجنتين (أ.ف.ب)
أشاد صندوق النقد الدولي بالأداء الأفضل من المتوقع في الربع الأول بالأرجنتين (أ.ف.ب)

توصل موظفو صندوق النقد الدولي والسلطات الأرجنتينية إلى اتفاق بشأن المراجعة الثامنة لترتيبات تسهيلات الصندوق الممتدة البالغة 44 مليار دولار في البلاد، حسبما ذكر الصندوق الذي يتخذ من واشنطن مقراً له يوم الاثنين.

وقال صندوق النقد الدولي إن القرار جاء في أعقاب أداء أفضل من المتوقع في الربع الأول بالأرجنتين.

وتولى الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي منصبه في ديسمبر (كانون الأول)، متعهداً معالجة التضخم الذي تجاوز 3 أرقام وانكماش النشاط الاقتصادي والاحتياطات في المنطقة الحمراء. وأطلق إصلاحاً مالياً شاملاً، مما أدى إلى شد حزام الحكومة الفيدرالية.

وقال صندوق النقد الدولي إن خطة مايلي «أدت إلى تقدم أسرع من المتوقع في استعادة استقرار الاقتصاد الكلي وإعادة برنامج (صندوق النقد الدولي) بقوة إلى المسار الصحيح». وأضاف أن السلطات اتفقت على أن الأرجنتين ستواصل العمل للوصول إلى التوازن المالي دون تمويل صافٍ من البنك المركزي. وفي الوقت نفسه، ستصبح سياسة الصرف الأجنبي أكثر مرونة عندما تسمح الظروف بذلك، من بين تعديلات أخرى على الاتفاقية.

وأوضح أن الشروط يجب أن تخضع الآن للموافقة عليها من قبل المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، الذي من المتوقع أن يناقش الموضوع في الأسابيع المقبلة.


البرلمان اللبناني يناقش الهبة الأوروبية وملف النازحين السوريين سعياً لـ«موقف موحد»

لاجئان سوريان قررا البقاء في لبنان يصوّران قافلةً من السوريين العائدين إلى بلادهم في منطقة عرسال الحدودية يوم 26 أكتوبر الماضي (أ.ب)
لاجئان سوريان قررا البقاء في لبنان يصوّران قافلةً من السوريين العائدين إلى بلادهم في منطقة عرسال الحدودية يوم 26 أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

البرلمان اللبناني يناقش الهبة الأوروبية وملف النازحين السوريين سعياً لـ«موقف موحد»

لاجئان سوريان قررا البقاء في لبنان يصوّران قافلةً من السوريين العائدين إلى بلادهم في منطقة عرسال الحدودية يوم 26 أكتوبر الماضي (أ.ب)
لاجئان سوريان قررا البقاء في لبنان يصوّران قافلةً من السوريين العائدين إلى بلادهم في منطقة عرسال الحدودية يوم 26 أكتوبر الماضي (أ.ب)

تسعى السلطات اللبنانية للخروج «بموقف موحد حيال ملف النازحين السوريين» في الجلسة البرلمانية المزمع عقدها، الأربعاء، لمناقشة حزمة المساعدات الأوروبية إلى لبنان، والبالغة قيمتها مليار دولار مقسطةً على أربع سنوات، وسط سجالات سياسية واتهامات للحكومة بـ«التقاعس في إعادة النازحين السوريين إلى سوريا».

وقال نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث بحثا في الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية، إن «أهمية الجلسة النيابية الأربعاء للخروج بموقف وطني جامع حيال ملف النازحين السوريين»، مجدداً دعوته كل الأطراف السياسية والكتل النيابية إلى «الحوار والتوافق من أجل انتخاب رئيس للجمهورية».

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً نائبه إلياس بوصعب (رئاسة مجلس النواب)

وأعرب بوصعب، في دردشة مع الإعلاميين، عن خشيته من أن «الاستمرار بالمكابرة والنكد ورفض الحوار والتلاقي سوف لا يوصل إلى حل على الإطلاق إنما العكس تماماً»، مؤكداً أن «المنطق الرافض لقواعد الحوار والتوافق في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية سيطيل أمد الفراغ، وقد تنتهي ولاية المجلس الحالي من دون رئيس للجمهورية، والنتيجة الخاسر الأكبر هو لبنان واللبنانيون».

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت مطلع الشهر الحالي من بيروت عن حزمة مساعدات بقيمة مليار دولار على مدى أربع سنوات، «لاستقرار» لبنان، كما حضت السلطات على «التعاون الجيد» من أجل مكافحة عمليات تهريب اللاجئين. وأثار هذا الإعلان سجالات سياسية داخلية اتهمت الحكومة بـ«التقصير»، مما دفع رئيسها نجيب ميقاتي للمطالبة بعقد جلسة برلمانية لمناقشة الملف.

وتشارك معظم القوى السياسية الممثلة في البرلمان، في الجلسة الأربعاء. وقال عضو تكتل «الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) النائب فادي كرم إن التكتل سيشارك في الجلسة «لأنها تختلف عن سابقاتها، وهي تقع في إطار ممارسة مجلس النواب لدوره الرقابي».

النازحون السوريون في لبنان تحولوا إلى مادة سجال داخلي (أ.ب)

ولفت كرم، في حديث إذاعي، إلى «ضرورة أن يكون موقف لبنان موحداً في مقاربة المساعدات الدولية التي قد تأتي للتخفيف من أعباء النزوح السوري، ومهما كانت وجهتها لا يجب أن تكون مقرونة بوجود المواطنين السوريين غير القانونيين على الأراضي اللبنانية»، مشدداً على أن «السيادة لا تباع ولا تشترى». وعن فحوى التوصية المرتقبة في جلسة الأربعاء، قال كرم: «المهم أن ننطلق من رؤية واحدة لا تطيل أمد بقاء النازحين السوريين».

وعن الضغوط التي يمكن أن يتعرض لها لبنان إذا رفضت الهبة، قال كرم: «إذا كنا موحدين في الدفاع عن سيادتنا وقوانيننا وحماية وجودنا، لا يمكن لأحد أن يضغط علينا».

وبدا أن هناك تبايناً سياسياً بين القوى المحلية على تفسير أغراض الهبة، ورأى عضو «تكتل الاعتدال الوطني» النائب أحمد الخير، أن «مسألة هبة المليار يورو جرى تضخيمها»، وأن جلسة الأربعاء النيابية «ستضع الأمور في نصابها الصحيح». وقال في حديث إلى قناة «الجديد»: «لا شك أن لبنان كمجتمع مضيف في أمسّ الحاجة إلى مساعدات شاملة بعدما اتضح للجميع أنها ليست برشوة لإبقاء النازحين، ولا شك أننا كلبنانيين متفقون على ضرورة تأمين عودتهم إلى بلدهم». وأشار الخير إلى «أن التنسيق قائم بين الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري من أجل التكامل بين المجلس النيابي والحكومة في هذا الملف».

مخيم للنازحين السوريين في بلدة عرسال في منطقة البقاع (أ.ب)

ولن تقتصر الجلسة على مناقشة الهبة، حسبما قال النائب ميشال معوض في مؤتمر صحافي عقده والنائب أشرف ريفي في البرلمان، الاثنين، أعلنا خلاله أن «كتلة تجدد» ستشارك في الجلسة. وقال معوض: «لن نناقش موضوع الهبة بل سنناقش بطريقة أوسع تواطؤ الحكومة في موضوع النزوح السوري، لأنه يشكل خطراً أساسياً على هوية لبنان واستقراره، ونحن نقارب الموضوع من منطلق السيادة اللبنانية ومصلحة لبنان العليا».

وأضاف معوض: «نحن لدينا أكثر من مليوني سوري، وهناك 500 ألف ولادة سورية ومئات الألوف نزحوا على أساس اقتصادي. ونسأل ماذا تفعل الحكومة، الدولة غائبة وضعيفة وقد أصبح النازحون يدخلون ويسرحون ويمرحون دون أن يتحمل أحدٌ المسؤولية». وقال: «إن من مسؤولية الحكومة أن تقوم بسياسة سيادية، وعملها هو الضغط على المجتمع الدولي والأوروبي لإيجاد حل يحمي هوية واستقرار لبنان ويتماشى مع الأولويات الأوروبية في المنطقة».

من جهته، دعا النائب ريفي إلى «عودة أهالي القصير والقلمون»، مشيراً إلى أنها «ليست مهمة وزارة شؤون المهجرين». وقال: «نقترح على الدولة اللبنانية إلغاء هذه الوزارة، وندعو لوضع خطة استراتيجية عن هذا الموضوع».


رسمياً أصبح لجدة أسبوعها الخاص... أزياء تعانق الصيف وتُراقص الموج

يعد هذا الموسم بأزياء تتوجه إلى الصيف والمنتجعات الصيفية (هيئة الأزياء)
يعد هذا الموسم بأزياء تتوجه إلى الصيف والمنتجعات الصيفية (هيئة الأزياء)
TT

رسمياً أصبح لجدة أسبوعها الخاص... أزياء تعانق الصيف وتُراقص الموج

يعد هذا الموسم بأزياء تتوجه إلى الصيف والمنتجعات الصيفية (هيئة الأزياء)
يعد هذا الموسم بأزياء تتوجه إلى الصيف والمنتجعات الصيفية (هيئة الأزياء)

مايو (أيار) هو شهر عروض الـ«كروز» أو الـ«ريزورت» السنوية. أزياء تتوجه إلى البحر وأجواء الصيف كما تشير أسماؤها. إلى الريفييرا الفرنسية أو ريو دي جانيرو أو كوبا أو سيول، وغيرها من الوجهات الجذابة والبعيدة، تحمل دور الأزياء العالمية في هذا الشهر من كل عام، عشرات التصاميم ومئات الضيوف لتُغذي حواسهم بكل ما طاب من إبداعات وتدليل. الهدف كسب ولائهم من جهة، وتأكيد مكانتهم كمؤثرين على الذوق العام من جهة ثانية.

هيئة الأزياء السعودية، وبعد سنوات من التحضيرات والتخطيطات، ارتأت أن يكون لها نصيب من هذا الخط. ولِمَ لا وهي أولى به وأكثر من يحتاج إليه نظراً لطقسها الدافئ؟ لكنها لم ترّ حاجة إلى أن تسافر أبعد من مدينة جدة، بما أن الريفييرا بين أقدامها والطبيعة الخلابة تعانقها من كل جهة وصوب.

يعد هذا الموسم بأزياء تتوجه إلى الصيف والمنتجعات الصيفية (هيئة الأزياء)

منذ ما يقرب من أسبوع، أعلنت هيئة الأزياء في بيان صحافي وزّعته على وسائل الإعلام أنها حجزت ثلاثة أيام، من 16 إلى 18 من مايو الحالي في منتجع سانت ريجيس البحر الأحمر الجديد. قالت إن هناك سيكون موعد عشاق الموضة مع أول نسخة من خط «الريزورت»، ليشهدوا على الفصل الأول الذي ستكتبه لقصة أبطالها سعوديون، أكدوا قدراتهم وكفاءتهم.

كان واضحاً من الإعلان أن هيئة الأزياء تطمح لتسجيل مكان للسعودية في الذاكرة وفي خريطة الموضة على حد سواء.

الصورة التي رافقت الإعلان، لمسرح الحدث، حرّكت الفضول وأدوات البحث. فالدعوة تعد بثلاثة أيام من المتعة والإبداع في منتجع يضاهي بصفاء مياهه الكريستالية، وشواطئه الرملية البيضاء، وغطائه النباتي الوفير من الشعاب المرجانية، أكبر المنتجعات العالمية إن لم يتفوق عليها.

مسرح الحدث لا يوصل إليه سوى عن طريق قارب خاص أو طائرة مائية وهو عبارة عن مساحة موزعة على محمية طبيعية تتوافر على كل عناصر الرفاهية والخصوصية إلى جانب الاستدامة (هيئة الأزياء)

تبدو الصورة ملتقطة بواسطة طائرة من دون طيار، لمناظر بانورامية مثيرة غابت فيها التفاصيل الدقيقة؛ الأمر الذي فتح الشهية على معرفة المزيد. بحث بسيط على موقع «غوغل»، أفاد بأن المنتجع يقع في جزيرة أمهات قبالة سواحل المملكة العربية السعودية. يتأجج الحماس أكثر.

فبعد قراءة أول سطر، نكتشف أن المتعة ستبدأ قبل الوصول إليه؛ كونها لا تتم سوى عن طريق قارب خاص أو طائرة مائية. تُضيف المعلومات أن مساحته موزعة على محمية طبيعية تتوفر على كل عناصر الرفاهية والخصوصية إلى جانب الاستدامة؛ وهو ما يتماشى مع توجه الموضة ويروق لشباب اليوم.

ينتهي البحث ونستخلص أن الضيوف الذين حظوا بدعوات خاصة لحضور هذا الحدث، لن يتمتعوا بالفُرجة والتعرف على لغة إبداع مختلفة سيكتبها شباب يتوقون للانطلاق إلى العالمية وأقدامهم راسخة في الهوية العربية والثقافة السعودية فحسب، بل سيكتشفون أيضاً تجربة مختلفة لمفهوم الرفاهية والضيافة العربية.

فالمنتجع يقدم مجموعة من الفيلات والغرف الموزعة على الشاطئ، ونوادي رياضية وصحية لخلق تجارب غامرة، فضلاً عن تجارب طعام في ثلاثة مطاعم، كل منها ينفرد بمفهوم خاص للطهي. وكأن هذا لا يكفي، يتوفر لكل ضيف مساعد خاص.

من عرض المصممة تيما عابد في أسبوع الموضة بالرياض في العام الماضي (لومار)

في هذه الأجواء الطبيعية، ولمدة ثلاثة أيام، نتوقع أن ينغمس عُشاق الموضة في تجارب من ألف ليلة، لكن بلغة العصر الجديد الذي تعيشه المملكة.

في هذه الأجواء أيضاً، يطمح الأسبوع بنسخته الأولى أن يُرسّخ أقدامه في الخريطة العالمية ويتحوّل محطة مهمة في مجال صناعة الأزياء في السعودية والاندماج في السوق العالمية والدخول في منافسة مبنية على الندّية؛ تماشياً مع «رؤية 2030» الهادفة إلى تنويع المجالات الاقتصادية وتطوير القطاعات الثقافية. التجارب أكدت الأسبوع سيتمتع بكل البهارات وعناصر الإبهار، من سحر المكان إلى عدد المواهب المحلية التي أثبتت موهبتها على المستوى العالمي.

في هذا الإطار، صرّح بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية: «مع أسبوع الموضة في البحر الأحمر، سعينا لإنشاء منصة متميزة وديناميكية، لا تُسلط الضوء فقط على الإبداع والمواهب التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية، بل ترفع أيضاً مكانتنا كلاعب رئيسي على المسرح العالمي للموضة».

ينوي الحدث تقديم عرض أزياء افتتاحي في اليوم الأول، يليه يومان من الفعاليات الجانبية وعروض أزياء متنوعة لكل المواسم والفصول من توقيع مصممين سعوديين وعالميين؛ وهو ما يعني أن الحضور، من ضيوف ووسائل إعلام ومشترين، سيكونون على موعد مع مشهد يحتفي بالتراث الثقافي المتنوع للبلد بلغة أبناء البلد، يحترمونه ويقدرونه، لكن يُدركون أن التطوير جزء من تقدم الحضارات. ومن هذا المنظور يستلهمون منه ما يُثبت هويتهم بينما أعينهم على المستقبل.

من عرض «لومار» في النسخة الأولى من أسبوع الموضة بالرياض (لومار)

هذا الاحترام أكدته مواسم سابقة لفعاليات مشابهة، نذكر منها أسبوع الرياض الذي سيشهد نسخته الثانية في الفترة الممتدة بين 17 و21 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، إضافة إلى فعاليات أخرى كان الهدف منها تمكين المصممين الشباب وتقديمهم للعالم، كذلك بناء أسس متينة، أو بالأحرى بنية تحتية، توفر لهم كل الأدوات المطلوبة لدخول سوق المنافسة عالمياً.

بدأت هذه العملية فعلياً بعد عام واحد من تأسيس هيئة الأزياء السعودية، بإطلاق برنامج 100 براند سعودي في عام 2021. يقوم البرنامج على توفير دورات تعليمية، وورش عمل، جلسات توجيه فردية وجلسات التطوير المهني مقدّمة من قِبل قادة وخبراء صناعة الأزياء.

لم يمر سوى وقت وجيز حتى حقق البرنامج نجاحاً لا يستهان به أكّدته مشاركاتهم في فعاليات أسابيع الموضة في نيويورك وباريس وميلانو، وشهادات صناع الموضة.

من عرض «أباديا» في أول أسبوع موضة شهدته الرياض

يغطي البرنامج عشر فئات مختلفة: الملابس الجاهزة، الأزياء المحتشمة، الأزياء التصورية، الأزياء الراقية، الأزياء نصف الراقية، أزياء العرائس، الحقائب، والمجوهرات، وابتداءً من هذا العام، تمت إضافة فئتي العطور والأحذية.

وأخيراً وليس آخراً، افتُتح منذ أيام قليل، «ذا لاب» وهو أول استوديو من نوعه في المملكة، مزود بأحدث التقنيات التي توفر كل الأدوات لخلق صناعة أزياء محلية نابضة بالحياة والاستدامة.

خطوة في غاية الأهمية تعكس التحول الكبير في هذه الصناعة والتزام الهيئة بتعزيز القدرات التصنيعية التي تُمكّن المصممين من تحويل رؤاهم الإبداعية منتجات عالية الجودة، تحمل شعار «صُنع في الرياض».

وبهذا لم يعد للمصممين حجة عدم توفر أرضية مناسبة يزرعون فيها بذرات أحلام تحمل هويتهم وتراثهم، يحصدون ثمارها في المستقبل، ولا للغرب حجة أن لا يتعاملوا معهم بندّية.


يوم قتلى إسرائيل... عائلات الأسرى تستقبل نتنياهو ووزراءه بإهانات

بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)
TT

يوم قتلى إسرائيل... عائلات الأسرى تستقبل نتنياهو ووزراءه بإهانات

بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)
بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)

أحدثت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة تشويشاً كبيراً، الاثنين، خلال إحياء إسرائيل ذكرى قتلى الحروب التي خاضتها. واتهم ذوو هؤلاء المحتجَزين حكومة بنيامين نتنياهو بعدم الصدق في الدفاع عن أرواح الجنود والمواطنين، مؤكدين أنها تهدر أرواح 132 جندياً ومواطناً أسرى لدى حركة «حماس».

ففي غالبية الفعاليات التي نظمتها الحكومة الإسرائيلية في 53 مقبرة عسكرية، حضر مندوبون عن عائلات جنود إسرائيليين قتلى أو أسرى، ووجَّهوا عبارات مهينة لوزراء حضروا إلى المراسم في المقابر العسكرية لإحياء ذكرى الجنود القتلى في الحروب، الاثنين. وغادر كثير من ذوي الجنود القتلى المراسم الرسمية التي أقيمت في القدس، خلال خطاب نتنياهو، ورفع أحد المشاركين علم إسرائيل وكتب عليه «7.10»، في إشارة إلى الإخفاق الأمني الإسرائيلي في عدم توقع هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وعندما قال نتنياهو في خطابه: «لا ننسى المخطوفين ولو للحظة. ونعمل دون هوادة من أجل إعادتهم جميعاً، الأحياء والشهداء، إلى الديار، ولن نتوقف (عن شن الحرب على غزة) حتى نقضي على حكم (حماس) الإرهابي، وسنحاسبهم جميعاً»، صرخ والد جندي قتيل نحوه قائلاً: «يا نِفاية، أخذت أولادي!».

وجرت مواجهات في المقبرة العسكرية في أشدود، حيث ألقى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، كلمة. وصرخت عائلات تجاه بن غفير: «انصرف من هنا، مجرم. دجال. نفاية، لم تخدم في الجيش دقيقة واحدة». ورفع ذوو جنود قتلى لافتات منددة بوزير الدفاع، يوآف غالانت، في أثناء إلقائه كلمة في المقبرة العسكرية بتل أبيب، تطالبه بالاستقالة، وتقول: «دم أبنائنا على يديك». كما رفع آخرون لافتات ضد وزيرة المواصلات ميري ريجف، جاء فيها: «أنتم شلة زعران لا حكومة». أما وزير الإسكان، يتسحاق غولدكنوبف، فتمت مواجهته في المقبرة العسكرية في رحوفوت: «أيها اللصوص، نهبتم أموال الدولة». واحتجت عائلات ضد خطاب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، في بلدة أوفاكيم بالنقب، وحاول نشطاء اليمين المتطرف التصدي لأفراد هذه العائلات، وصرخوا تجاههم: «اخجلوا. يساريون خائنون».

جنود إسرائيليون في غزة خلال إحياء مراسم ذكرى القتلى الاثنين (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

والمعروف أن إسرائيل تحيي عشية احتفالاتها بيوم الاستقلال من كل سنة، ذكرى قتلى «الحروب والأعمال العدائية»، بمهرجانات تأبين رسمية كبرى، وتحاول إضفاء أجواء رومانسية تعاطفاً معهم ومع العائلات المكلومة. ووفق إحصاءات الجيش يبلغ عدد القتلى 25040 شخصاً منذ سنة 1860 (تاريخ مولد ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية الحديثة)، بينهم 766 جندياً وضابطاً قُتلوا في السنة الأخيرة. لكن الحكومة كانت تتوقع أن يشوش أفراد من عائلات الأسرى وبعض عائلات القتلى على هذه الأجواء، فنظمتها بطريقة تختزل عدد الحضور، وقررت تصوير الحفل المركزي في القدس سلفاً، ومن دون جمهور، لتفادي الصدام؛ ولذلك، اختار كثير منهم عدم المشاركة في الاحتفالات الرسمية، وإقامة احتفالات خاصة مختلفة. وبدلاً من إضاءة الشموع، اختارت العائلات «حفل إطفاء الشموع حزناً على الأبناء المخطوفين الذين أهدرت الحكومة دماءهم»، وفق وصفها.

لكن هذا لم يمنع القادة الإسرائيليين من إلقاء خطابات نارية رددوا فيها شعارات الانتصار و«الوحدة الوطنية». وقال رئيس الدولة، يتسحاق هرتسوغ، إن «الشعب اليهودي يحلم دائماً بالسلام، ولكن ما دامت إسرائيل تحت الهجوم فلن نلقي سيوفنا». وأضاف هرتسوغ، الذي حضر بقميص ممزق الياقة دليلاً على الحداد: «أقف هنا، بجوار بقايا هيكلنا، بثياب ممزقة. هذا التمزيق – رمز الحداد اليهودي، هو رمز حداد وحزن شعب بأكمله في هذا العام. عام من الحداد الوطني. رمز للتمزق الملطخ بالدماء في قلوب الناس. دمعة في قلب دولة إسرائيل – المحطمة، الثكلى، التي تذرف دموعاً مريرة، وترفض أن تُعَزَّى على أبنائها وبناتها – جنوداً ومدنيين، مدنيين وجنوداً... لقد حلت بنا مأساة كبيرة». وتوجه إلى «إخواننا وأخواتنا المحتجزين كرهائن» وقال: «لن ننسى أبداً أنه لا توجد وصية أعظم من فداء الأسرى. الأمة كلها معكم. يجب أن نتحلى بالشجاعة، وأن نختار الحياة – ألا يهدأ لنا بال، وألا نتوقف حتى يعودوا جميعهم إلى الوطن».

وتكلم نتنياهو في مراسم «ياد لبانيم» (يد للأبناء) في القدس، فقال: «إن الالتزام القوي تجاه بلدنا يشمل جميع مقاتلينا في هذه الحرب الصعبة – اليهود والدروز والمسيحيين والمسلمين والبدو والشركس. وقد أنجزنا نحو نصف هدفنا من الحرب ضد «حماس» في غزة، لكننا ملتزمون بإكمال هذه المهمة المقدسة». ورد نتنياهو على منتقديه بخصوص الصفقة فقال: «هناك مباحثات تجري بشأن نفي قادة حركة (حماس) من قطاع غزة إلى الخارج، كشرط لاستسلام (حماس)».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع إكليل زهور خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (رويترز)

وتطرق نتنياهو إلى «اليوم التالي» بعد انتهاء الحرب على غزة، بالقول: «قبل كل شيء يجب القضاء على (حماس). نحن نأمل أن تكون إدارة القطاع مع أشخاص محليين لا يرتبطون بـ(حماس) إلى جانب مسؤولين في دول بالمنطقة، ولا يمكن لذلك أن يحدث ما دامت (حماس) هناك». وأضاف: «الحرب يمكن أن تنتهي غداً إذا استسلمت (حماس)، وألقت سلاحها». وعاد نتنياهو ليتحدث عن الاعتماد على الذات فقط فقال: «يجب أن ندافع عن أنفسنا بأنفسنا، نحن لا نطلب ذلك من جنود أميركيين أو آخرين. سنقضي على (حماس)، والهدف الثاني هو إعادة المختطفين، نحن ملتزمون بذلك، وبهذا السبب نمارس الضغط العسكري، كما أننا نواجه تحديات لم تواجه أي جيش حديث من قبل». وتابع: «هناك تحدٍّ يواجه التفوق الأميركي، ومن أجل مستقبل البشرية والمجتمع من المهم أن تحافظ الولايات المتحدة على هيمنتها بوصفها قوة عالمية. (حماس) وإيران تقولان (الموت لإسرائيل) و(الموت لأميركا)، إنه كفاح مشترك للحضارة ضد الهمجية». ورد نتنياهو على الانتقادات ضده بشأن عدم تعامله مع صفقة تبادل الأسرى بوصفها أولوية، بالقول: «لا يمكن قبول مطالب (حماس)، كما أن الولايات المتحدة قالت إنه لا توجد صفقة بسبب (حماس)».

جنود مشتركون في الحرب داخل قطاع غزة يظهرون في مراسم ذكرى قتلى حروب إسرائيل الاثنين (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

وفي خطاب عند حائط المبكى (البراق) في القدس، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، إلى أنه يتحمل مسؤولية تقديم الإجابات لعائلات القتلى. وقال: «بصفتي قائداً لقوات جيش الدفاع خلال الحرب، أتحمل مسؤولية حقيقة أن جيش الدفاع فشل في مهمته المتمثلة في حماية مواطني دولة إسرائيل في 7 أكتوبر. أشعر بالثقل على كتفي كل يوم، وفي قلبي، وأنا أفهم معناه بالكامل». وتوجه لعائلات الجنود القتلى، فقال: «أنا القائد الذي أرسل أبناءكم وبناتكم إلى المعركة التي لم يعودوا منها وإلى المواقع التي اختُطفوا منها. وأحمل معي كل يوم ذكرى الشهداء، وأنا مسؤول عن الإجابة عن الأسئلة الحادة التي تقض مضاجعكم».

وافتتح رئيس الكنيست أمير أوحانا مراسم يوم الذكرى في مبنى البرلمان بإضافة شمعة تذكارية مع والدي وأشقاء الرائد جمال عباس، الجندي الدرزي الذي قُتل أثناء القتال في غزة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال: «إن الطريقة الوحيدة لاستحقاق تضحيات الذين سقطوا هي إبعاد فيروس الفتنة والكراهية اللعين من البلاد؛ فهجوم (حماس) ذكّرنا بأهمية الوحدة».


«الفصول الأربعة» في ساعة «سيربنتي» الجديدة

جسّد المعماري الياباني الفصول الأربعة معتمداً على الأحجار الكريمة والملونة التي تتوفر عليها الدار الإيطالية وتعتمد عليها في مجوهراتها (بولغري)
جسّد المعماري الياباني الفصول الأربعة معتمداً على الأحجار الكريمة والملونة التي تتوفر عليها الدار الإيطالية وتعتمد عليها في مجوهراتها (بولغري)
TT

«الفصول الأربعة» في ساعة «سيربنتي» الجديدة

جسّد المعماري الياباني الفصول الأربعة معتمداً على الأحجار الكريمة والملونة التي تتوفر عليها الدار الإيطالية وتعتمد عليها في مجوهراتها (بولغري)
جسّد المعماري الياباني الفصول الأربعة معتمداً على الأحجار الكريمة والملونة التي تتوفر عليها الدار الإيطالية وتعتمد عليها في مجوهراتها (بولغري)

في بادرة هي الأولى من نوعها، تعاونت دار «بولغري» للمجوهرات والساعات الفاخرة مع المعماري الياباني الشهير تاداو آندو. طلبت منه إضفاء لمساته الهندسية على أيقونتها «سيربنتي».

فمنذ أن أطلقتها في الأربعينات وهي تنأى بها عن أي تدخل خارجي، ولم تُسلِمها حتى الآن لغير حرفيّي ومصممي الدار. لكن يبدو أن الدار اطمأنت لتاداو آندو بعد نجاح تجربتها معه في عامي 2020 و2021. كانت التجربة مع ساعة أوكتو فينيسيمو. أضفى عليها خطوطاً حلزونية دقيقة استمدها من مفهوم ميكازوكي الذي يرمز إلى الهلال.

هذه المرة أيضاً، عندما سلّمته «بولغاري» تصميمها الأيقوني «سيربنتي»، لم يُخيب آمالها. أضاف إليها بُعداً فنياً لم يكن متوقعاً.

ما يمكن أن يستغرب له البعض في هذا التعاون، هو الاختلاف الواضح بين أسلوب تاداو المعماري، وشكل «سيربنتي». فبينما يتميز هذا التصميم بفخامة فيها بعض الاستعراض، من ناحية أنه لافت لا تخطئ العين سواره الملتف حول معصم اليد، على بعد مسافات، فإن أسلوب المعماري في المقابل يتميز ببساطة، هدفها الأول والأخير الاحتفال بالطبيعة، ويحرص أن يجعلها تتماهى مع محيطها بشكل هادئ.

جسد المعماري الياباني الفصول الأربعة معتمداً على الأحجار الكريمة والملونة التي تتوفر عليها الدار الإيطالية وتعتمد عليها في مجوهراتها (بولغري)

لكن عندما يحصل التوافق والقبول، فإن التركيز يكون غالباً على القواسم المشتركة، وليس على الفوارق. وهذه القواسم موجودة بدءاً من علاقة مجموعة «سيربنتي توبوغاز» بعالم الحيوانات والطبيعة، إلى قدرتها على التجدد تماماً مثل الثعبان الذي يُبدَل جلده. هذا الرابط مع الطبيعة حسبما يوضح فابريزيو بوناماسا ستيجلياني، المدير التنفيذي لابتكار المنتجات الخاصة ببولغري «يتناغم مع جينات (سيربنتي). هي الأخرى ترمز لتغير الزمن من خلال تلون الأفعى». وأضاف أن الهدف من الاستعانة بالمعماري الياباني في هذا التصميم الأيقوني «هو الارتقاء بها فنياً، وهو ما توسَّمناه في تاداو آندو. فهو معروف بقدراته الإبداعية على تجسيد الطبيعة ومعالمها المتغيرة في أعماله».

أما كيف حقّق تاداو معادلة الالتزام بأساسيات تصميم أيقوني لم يفقد جاذبيته منذ الأربعينات، وفي الوقت ذاته حافظ على علاقته الحميمة مع الطبيعة، فبتوظيف الأحجار الكريمة مثل الأفينتورين الأخضر وعين النمر وعرق اللؤلؤ الأبيض أو الوردي، لتجسيد فصول السنة الأربعة.

لأول مرة تُسلِم «بولغري» هذا التصميم الأيقوني لمبدع من خارج محيطها (بولغري)

انطلق المعماري من نقطة تجدد الطبيعة في كل فصل، كيف تغير أوراقها وألوانها، ثم تتفتح مرة أخرى أكثر جمالاً ورونقاً، مركِّزاً على الضوء وتفاعله مع الخطوط الفنية الدقيقة. الأحجار الكريمة التي وفّرتها «بولغري» سهّلت مهمته. بعد أن تمت الموافقة عليها من قبل قسم التصميم الذي يرأسه فابريزيو، تولى حرفيّو بولغري تقطيعها بدقة لتعكس الضوء ثم ترصيع ميناء كل ساعة حسب لون الفصل الذي تنتسب إليه. الألماس المصفوف على طول رأس الثعبان هو القاسم المشترك بينها، إلى جانب عُلبة بتصميم منحني، يبلغ قطرها 35 مليمتراً مرصعة بـ38 حجرة ألماس (0.29 قيراط).

لكل ساعة لون ولكل فصل حجر:

الساعة التي تجسد فصل الصيف مرصعة بحجر الأفينتورين الأخضر بقطع الكابوشون (بولغري)

فصل الصيف جسّدته ساعة ناتسو، وتتميز بحجر أفينتورين الأخضر الذي غطّى الميناء، وعلبة وسوار، تم تصميمهما من الذهب الأصفر والفولاذ. من الناحية التقنية، تُميزها حركة كوارتز وعلبة بتصميم منحني من الفولاذ. أما التاج فمصمم من الذهب الأصفر ومرصع أيضاً بحجر الأفينتورين الأخضر بقطع الكابوشون.

ساعة الخريف بميناء مرصع بحجر عين النمر (بولغري)

فصل الخريف يبرز في ساعة بعنوان «الآكي 2». تتألق فيها أوراق الأشجار بألوان دافئة بدرجات بنية، اختار لها تاداو أحجار عين النمر، والذهب الوردي، فيما زيّن حجر الروبليت الوردي تاجها. من الناحية التقنية، تتميز الساعة مثل باقي الساعات بحركة كوارتز وعلبة من الذهب الوردي.

ساعة تجسد فصل الشتاء بميناء مرصع بعرق اللؤلؤ الأبيض (بولغري)

أما الإصدار الخاص بفصل الشتاء، وعنوانه فويو، فيعكس جمال الثلج وصفاءه. وظّف فيه عرق اللؤلؤ الأبيض على الميناء، بينما اختار الفولاذ للعلبة والسوار. تقنياً، تتميز هي الأخرى بحركة كوارتز، وعلبة من الفولاذ، وتاج أيضاً من الفولاذ، لكنه مرصع بعرق اللؤلؤ الأبيض بقطع الكابوشون.

تأتي ساعة الربيع تجسيداً للطبيعة اليابانية بميناء مغطى بتدرجات من عرق اللؤلؤ الوردي (بولغري)

وبما أن فصل الربيع يعني التجدد والحيوية، شكّل هذا الإصدار أهمية شخصية لتاداو، حيث احتفى بطبيعة اليابان، بلده الأم، من خلال تلك الصورة التي تتداولها المجلات وصفحات التواصل الاجتماعي لأزهار أشجار الكرز ساكورا، وهي تتفتح بسخاء. زُيّن ميناؤها بزخارف متدرجة من عرق اللؤلؤ الوردي، فيما جاءت علبتها من الفولاذ، وتاجها من الذهب الوردي، مرصعاً بحجر الروبليت الوردي بقطع الكابوشون.


مسؤولون عسكريون مصريون يلغون اجتماعات مع نظرائهم الإسرائيليين

جنود من الجيش المصري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة بداية الشهر الحالي (وكالة الأنباء الألمانية)
جنود من الجيش المصري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة بداية الشهر الحالي (وكالة الأنباء الألمانية)
TT

مسؤولون عسكريون مصريون يلغون اجتماعات مع نظرائهم الإسرائيليين

جنود من الجيش المصري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة بداية الشهر الحالي (وكالة الأنباء الألمانية)
جنود من الجيش المصري عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة بداية الشهر الحالي (وكالة الأنباء الألمانية)

ألغى مسؤولون عسكريون مصريون اجتماعات مقررة مع نظرائهم الإسرائيليين، من دون سابق إنذار، حسبما قال مصدر إسرائيلي لقناة «آي 24» الإسرائيلية.

وجاءت هذه الخطوة في أعقاب التصعيد الإسرائيلي في شرق رفح الذي جاء بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وقالت مصادر إسرائيلية إن الإلغاء المفاجئ، يشير إلى تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.

وكانت مصر حذرت إسرائيل مسبقاً من اقتحام رفح، عادّة الأمر يمس بشكل أو بآخر بالأمن القومي المصري، لكن إسرائيل توغلت شرق رفح، الأسبوع الماضي، في عملية قالت إنها محدودة سيطرت خلالها كذلك على الجانب الفلسطيني من المعبر، وهي خطوة ردت عليها مصر بالإعلان عن دعمها للدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بتهمة الإبادة الجماعية بقطاع غزة.

وقال التقرير الإسرائيلي إن «ما فعلته مصر كان بمثابة زلزال».

وأغضب إلغاء الاجتماعات العسكرية الجانب الإسرائيلي بشدة، خصوصاً بالنظر إلى التعاون الضروري، لا سيما في شبه جزيرة سيناء.

قوات إسرائيلية في رفح الأربعاء الماضي (الجيش الإسرائيلي - أ.ف.ب)

وعلى الرغم من أن أي مسؤول في مصر لم يتحدث صراحة عن إمكانية تعليق أو إلغاء اتفاق السلام، فإنه في إسرائيل رصدوا تهديدات صريحة من إعلاميين وباحثين مقربين من مركز صنع القرار بالقاهرة.

وكتب أوفير فينتر الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب أن «إعلان مصر انضمامها إلى الالتماس الذي تقدمت به جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، يعدّ تصعيداً في التوتر الذي يلاحظ مؤخراً بين البلدين منذ بدء عملية التوغل المحدود للجيش في رفح، يهدف إلى زيادة الضغط الدولي على إسرائيل لعدم توسيع العملية في رفح، ولإيصال رأي الجمهور المصري والعربي بأنها ليست شريكة بما يقوم به الجيش، ولتوضح لإسرائيل أن استمرار العملية في رفح سيكون له ثمن على العلاقات بين البلدين».

معبر رفح بات تحت سيطرة إسرائيل في جانبه الفلسطيني يوم 7 مايو (الجيش الإسرائيلي - رويترز)

وأضاف: «وبما أن العملية تطول وتتوسع دون موافقة مصر، حتى لو كانت هادئة، فإنها قد تلجأ إلى إجراءات احتجاجية إضافية».

وتابع: «بالفعل سمعت في الأيام الأخيرة بمصر تهديدات صريحة من إعلاميين وباحثين مقربين من النظام في القاهرة، للإضرار بالعلاقات بين البلدين إلى حد تعليق اتفاق السلام أو إلغائه. وغني عن القول أن مصر (كما إسرائيل) ستخسر الكثير في حال الانسحاب من اتفاق السلام، لكن التهديدات - حتى لو كانت خطابية فقط - قد تطبع الفكرة في الخطاب العام المصري، وتخلق ديناميكية خطيرة في فترة حساسة».

وأكد فينتر أن عملية رفح بمثابة اختبار للتنسيق العسكري الذي تم بناؤه في السنوات الأخيرة بين البلدين، على خلفية الحرب المشتركة ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، لكنه عدّ أن «المواجهة المصرية مع إسرائيل في محكمة لاهاي تلقي بظلال من الشك على علاقات الثقة الأمنية والسياسية التي بنيت بين البلدين، ولا تعزز المصلحة المشتركة في إيجاد حلول مستقرة وطويلة الأمد».