كأس العالم: الإكوادور تعطل الطاحونة الهولندية بالتعادل

بددت بصيص الأمل «القطري» في المنافسة على بطاقة التأهل

من مباراة الإكوادور وهولندا في مونديال قطر (أ.ف.ب)
من مباراة الإكوادور وهولندا في مونديال قطر (أ.ف.ب)
TT

كأس العالم: الإكوادور تعطل الطاحونة الهولندية بالتعادل

من مباراة الإكوادور وهولندا في مونديال قطر (أ.ف.ب)
من مباراة الإكوادور وهولندا في مونديال قطر (أ.ف.ب)

تعادل المنتخب الإكوادوري مع نظيره الهولندي 1/ 1 ضمن منافسات الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى في كأس العالم 2022، ليتأكد خروج منتخب قطر الذي كان قد تلقى الهزيمة الثانية على التوالي في المونديال أمام السنغال بنتيجة 1/ 3.
ويحتل المنتخب القطري المركز الأخير دون رصيد من النقاط، حيث خسر في الجولة الأولى كذلك من الإكوادور صفر/2 فيما رفع المنتخب الهولندي رصيده إلى أربع نقاط متشاركا في الصدارة مع الإكوادور، فيما يحتل المنتخب السنغالي المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط قبل جولة واحدة على نهاية دور المجموعات.
ويحتاج المنتخب الإكوادوري للتعادل أو الفوز على السنغال في الجولة الأخيرة لضمان العبور لدور الستة عشر، وهو الأمر ذاته بالنسبة للمنتخب الهولندي الذي سيواجه نظيره القطري بالجولة ذاتها.
وتقدم المنتخب الهولندي عن طريق كودي جاكبو في الدقيقة السادسة، قبل أن يدرك إينر فالنسيا التعادل للمنتخب الإكوادوري في الدقيقة 49.
ودخل المنتخب الهولندي مهاجما بشكل قوي، فيما حاول نظيره الإكوادوري مجاراته في الهجمات، معتمدا في ذلك على إينر فالنسيا الذي سجل هدفين في شباك قطر في المباراة الافتتاحية.
وفي الدقيقة السادسة نجح المنتخب الهولندي في تسجيل الهدف الأول عن طريق كودي جاكبو، الذي تسلم كرة خارج منطقة الجزاء، وسدد كرة قوية في أقصى الزاوية اليمنى لمرمى الحارس هيرنان جالينديز.
وبعد الهدف حاول منتخب الإكوادور تعويض تأخره بهدف، لكنه لم يبادر إلى الهجوم بل اعتمد بشكل أكبر على الدفاع حتى لا يتلقى هدفا ثانيا في شباكه يعقد مهمته.
وتحسن أداء الإكوادور وتبادل لاعبوه الكرات فيما بينهم وحاولوا تشكيل بعض الخطورة على مرمى أندرياس نوبيرت حارس مرمى هولندا.
وسدد فالنسيا كرة قوية من على حدود منطقة الجزاء، ليتصدى لها نوبيرت ببراعة في الدقيقة 32 لتضيع أخطر فرص الإكوادور في الشوط الأول.
وفي الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الأول سجل إستوبينان هدفا للمنتخب الإكوادوري، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل، ثم أطلق صافرة نهاية الشوط بتقدم هولندا بهدف نظيف.
وفي الشوط الثاني، بادر المنتخب الإكوادوري بالهجوم، ونجح في تسجيل هدف التعادل عن طريق إينر فالنسيا، الذي تابع كرة مرتدة من الحارس نوبيرت، ليضعها في الشباك في الدقيقة 49.
وبعد التعادل أصبح المنتخب الإكوادوري هو الطرف الأخطر، وسدد لاعبه جونزالو بلاتا كرة قوية داخل منطقة الجزاء، لكنها اصطدمت بالعارضة في الدقيقة 59.
وأضاع كاجبو فرصة تسجيل الهدف الثاني للمنتخب الهولندي في الدقيقة 73، حينما انفرد بمرمى جالينديز، حيث سدد الكرة بعيدا عن المرمى.
وتواصلت المباراة ما بين شد وجذب بين الفريقين، وبمرور الوقت بدأ الإرهاق يظهر واضحا على أداء الفريقين، واكتفى اللاعبون بتمريرات في وسط الملعب، والتحضير لهجمات دون شن هجمات خطيرة.
وفي الدقائق الأخيرة من المباراة، عادت الإثارة لتفرض نفسها من جديد، لتتوالى المحاولات على المرميين، لكنها لم تسفر عن جديد ليطلق الحكم صافرة نهاية المباراة بالتعادل.



سوريون اعتقلوا في سجون المخابرات العسكرية يصفون «اليأس» من زنزانات الماضي

سوري يسير على طول ممر الزنازين في «فرع فلسطين» التابع للمخابرات العسكرية السورية (أ.ف.ب)
سوري يسير على طول ممر الزنازين في «فرع فلسطين» التابع للمخابرات العسكرية السورية (أ.ف.ب)
TT

سوريون اعتقلوا في سجون المخابرات العسكرية يصفون «اليأس» من زنزانات الماضي

سوري يسير على طول ممر الزنازين في «فرع فلسطين» التابع للمخابرات العسكرية السورية (أ.ف.ب)
سوري يسير على طول ممر الزنازين في «فرع فلسطين» التابع للمخابرات العسكرية السورية (أ.ف.ب)

بعد أيّام من سقوط بشار الأسد، عاد محمد درويش إلى الزنزانة رقم 9 في «فرع فلسطين» أحد فروع المخابرات العسكرية السورية في دمشق؛ حيث أوقف قيد التحقيق لأكثر من 120 يوماً قبل سنوات، متحدثاً عن «اليأس» الذي راوده خلف القضبان.

في الزنزانة الواقعة تحت الأرض في المبنى الكبير المؤلف من طوابق عدة، تنتشر رائحة العفن ومياه الصرف الصحي الجارية في الأروقة بين الزنزانات.

الصحافي السوري محمد درويش عاد ليزور زنزانته في «فرع فلسطين» (أ.ف.ب)

لا نافذة تُدخل الضوء من الجدران السوداء المليئة بالبق في الغرفة الضيقة التي بالكاد اتسعت لأكثر من 100 شخص.

وهذا الفرع الذي يخشاه السوريون كثيراً، كان يستقبل خصوصاً موقوفين بتهم «الإرهاب»، لكنّ كثراً يدخلونه على قيد التحقيق وتنقطع أخبارهم تماماً عن ذويهم.

ودخل الصحافي محمد درويش (34 عاماً) إلى السجن في فرع فلسطين لمدة 120 يوماً قيد التحقيق في عام 2018 بتهمة «تمويل الإرهاب بالمعلومات، والترويج للإرهاب»، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

سوريون يدمرون لافتة تصور بشار الأسد ووالده حافظ الأسد في «فرع فلسطين» (أ.ف.ب)

«تهمة الإعلام»

في الزنزانة رقم 9، يتذكّر البقعة الضيقة التي حُجز فيها مع 50 آخرين لإصابتهم بالسلّ. يتذكّر الشاب التركي الذي كان موقوفاً معهم وأصيب بـ«الجنون» على حدّ قوله من كثرة الضرب.

ويروي الشاب: «أنا من أكثر الأشخاص الذين حققوا معهم؛ لأن تهمتي بالنسبة لهم كانت كبيرة جداً، تهمة الإعلام، كانوا يحققون معي مرة في الصباح ومرة في المساء».

ويضيف: «كانوا يقولون لي إن المسلح برصاصة يقتل شخصاً واحداً، بينما أنا بكلمتي أقتل الآلاف»، بينما يقول إنه كان يصور تقارير عن الواقع الخدمي في دمشق. وبعدما نُقل إلى سجن آخر، خرج بعد عام وأكثر من «التوقيف العرفي».

سوريون يتجمعون في «فرع فلسطين» التابع للمخابرات العسكرية السورية (أ.ف.ب)

ويصف الشعور خلف القضبان «بشعور فقدان الأمل واليأس، عندما يغلقون هذا الباب عليك، تفقد الأمل بالغد، هذه البقعة شهدت مآسي، عائلات فقدت مُعيلها، فقدت أبوها، فقدت أخوها».

ويتابع: «يكفي كنتيجة لهذه الثورة كلها، إنهاء الاعتقال القسري والعرفي من دون أي تهمة واضحة».

وفرع «فرع فلسطين» أو الفرع 235 في المخابرات العسكرية، تماماً من كلّ العناصر الأمنية التي كانت موجودة فيه منذ الأحد. لكنّ زواره الآن على غرار محمد، هم موقوفون سابقون جاءوا تحدياً للألم الذي عانوه هنا، أو تحدياً للخوف.

«اليائس يبحث عن أي خيط»

آخرون قرروا زيارة المكان للبحث في الوثائق والأوراق والملفات التي تُركت فيه علّهم يجدون قريباً لهم فُقد في السجون السورية ولم يسمعوا عنه خبراً، كما فعل كثر منذ سقط حكم «حزب البعث» قبل أيام.

سوريون يبحثون في الملفات داخل «فرع فلسطين» التابع للمخابرات العسكرية السورية (أ.ف.ب)

في غرفة سوداء توزعت فيها آلاف الأوراق والملفات، وقفت امرأة وهي تقلب بين بطاقات هوية بحثاً عن قريب لها. وتقول وهي تغطي وجهها بوشاح رمادي إن «اليائس يبحث عن أي خيط» يوصله إلى ما يريد، مفضلة عدم كشف اسمها.

آلاف فعلوا مثلها منذ الأحد، حين فتحت أبواب السجون والمقرات الأمنية في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما سجن صيدنايا السيئ الصيت.

عند مدخل «فرع فلسطين»، شاحنة عسكرية متوقفة، وفرش مبعثرة، وأوراق خضراء وصفراء صغيرة رُميت على الأرض. تركت بعض البدلات العسكرية والأحذية في مكانها.

«نخرج الموتى من الزنزانات»

عاد أدهم بجبوج (32 عاماً) أيضاً لزيارة زنزانته السابقة، الزنزانة رقم 7.

ويقول الشاب المتحدر من درعا، الذي سُجن في 2019 لانشقاقه عن الجيش مع بداية خروج المظاهرات المناهضة للسلطة في عام 2011: «قيل لنا إن دخولنا هنا إلى (فرع) فلسطين، من الشرطة العسكرية، لن يتعدى السؤال والجواب، لكنني بقيت 35 يوماً، أو 32 يوماً، لم أعد أذكر، في الزنزانة هذه».

سوري يتجول في «فرع فلسطين» التابع للمخابرات العسكرية السورية (أ.ف.ب)

يقاطعه شقيقه الذي كان يقف قربه قائلاً: «دخل وزنه 85 كيلوغراماً، وخرج 50 كيلوغراماً».

كانت وظيفة القابعين في هذه الزنزانة تحديداً هي «السخرة»، وفق أدهم. ويقول: «نخرج من الخامسة صباحاً، نمسح الأرضيات، ننظف مكان التعذيب، نخرج الموتى من الزنزانات، ننظف الحمامات والمكاتب».

ويضيف أدهم النحيل الجسد أنه عاد إلى هنا الآن تحدياً للخوف الذي كان يشعر به من هذه الأروقة. ويروي الرجل: «بعدما خرجت من هنا... بتّ أخاف أن أمرّ من قربه، حتى لو كان على طريقي، أبدّل الطريق وأختار طريقاً أطول لكيلا أمر من أمامه».

ويتذكر اللحظة الأولى التي دخل فيها الفرع قائلاً: «ضربونا ضربتين أو ثلاثاً بالكرباج... يحتاج المرء لعلاج يومين من بعدها من شدّة قوتها».

«مأساة»

في الطابق الأعلى، «غرف التعذيب» كما يصفها المساجين السابقون. غرف معتمة رمادية، على أحد جدرانها نافذة زجاجية كبيرة، لكن «كانوا يعذبوننا في الرواق أيضاً»، وفق قول أحدهم.

في الجناح الآخر من المبنى الضخم، مكاتب وغرف الضباط والمسؤولين التي حُرقت بالكامل. تنبعث رائحة دخان قوية من المكان الذي خُلّعت أبوابه وتحوّل أثاثه إلى رماد.

مكتب مدير «فرع فلسطين» التابع للمخابرات العسكرية السورية يظهر محترقاً بعد اقتحامه (أ.ف.ب)

في غرفة بالكاد فُتح بابها، تظهر رفوف وُزّعت عليها آلاف الأوراق المحروقة التي يعتقد زوار المقر أنها أوراق «مهمة» و«سرية» أحرقها المسؤولون قبل فرارهم.

من بين تلك الأوراق، رسالة من القيادة العامة للجيش إلى «النيابة العامة المختصة بمعالجة قضايا الإرهاب» تحتوي على تفاصيل توقيف مجند في الجيش لملاحقته «بجرم علاقته بالمجموعات الإرهابية المسلحة وبكل جرم يظهر بحقه خلال مرحلتي التحقيق والمحاكمة»، موقعة من رئيس شعبة المخابرات في عام 2022.

يقول وائل صالح (42 عاماً) الذي جاء أيضاً لزيارة زنزانته رقم 9: «جرّموني بالإرهاب، حتى اللحظة أنا مجرم بالإرهاب».

ويضيف الرجل وهو يحدّق بسجنه السابق: «كانت مأساة، حتى هذه اللحظة أتذكر الأيام التي كنا فيها هنا، كنا 103 أشخاص، كنا نقف نحن ونترك الكبار في السن ينامون».