تخطط شركة ديزني استراتيجيّتها خلال هذه الأيام على استحواذ إيرادات الأسابيع الفاصلة بين الأسبوع الحالي وباقي أيام السنة التي تقترب من الرحيل. وسلاحها في ذلك فيلمان. واحد تم إشهاره قبل أسبوعين وهو Black Panther: Wakanda Forever والثاني قبل أربعة أيام وهو Strnage World.
الهدف هو استحواذ جمهور الفترة الحالية قبل أن يحط فيلم تونتييث سنتشري فوكس «أفاتار: طريق الماء» في السادس عشر من الشهر المقبل. لا ننسى أن «ديزني» اشترت شركة فوكس سنة 2017. بذلك تطوّق «ديزني» المشاهدين من كل حدب وصوب.
- مقارنة
«عالم غريب» ليس وصفاً لحيتان الشركات المتنافسة، لكنه فيلم أنيميشن جديد يتوخى تسجيل إيراد يخترق سقف الـ800 مليون دولار حول العالم، لكن العروض الجماهيرية المنتقاة بعناية لدراسة احتمالاته (والتي أقيمت في عدد من مدن الولايات المتحدة الكبرى) أفادت بأنه سيكون من الصعب تحقيق هذه الغاية لأن الفيلم ليس - بالتحديد - جيداً.
في كل الأحوال، ينضم هذا الفيلم إلى 91 فيلم أنيميشن تم عرضه في العام الذي أوشك على الانتهاء مع وجود فيلمين آخرين سينطلقان قبيل نهاية السنة.
العدد ضخم، ولتبيان ذلك يمكن مقارنة انتشار أفلام التحريك هذه بسنوات العقد الثامن من القرن الماضي عندما لم يزد عدد الأفلام المنتجة من هذا النوع عن 24 (آسيوية وأوروبية وأميركية) بينها 18 فيلماً يمكن القول عنها إنها كانت إما جيّدة أو متميّزة. قبل خمسين سنة (في السبعينات) كان هناك فيلم من الرسوم المتحركة فقط حقق النجاح نقدياً وتجارياً هو «القط فريتز» (Frtiz the Cat).
ضمن هذا الوضع تقدم سينما الأنيميشن على مواصلة حضور عددي كثيف بدأ - عملياً - في تسعينات القرن الماضي (37 فيلماً معظمها أميركي).
هذا العام لم تسيطر «ديزني» على قمّة الإيرادات لسينما الأنيميشن. الفيلمان الأول والثاني على قارعة أعلى الإيرادات هما من إنتاج «يونيفرسال». أولهما «مينيون: صعود غرو» (أنجز دون المليار دولار عالمياً بقليل) والثاني «السيئون» (The Bad Guys) الذي استحوذ على 250 مليون و422 ألف دولار حول العالم.
فيلم ديزني «لايتيير» (LightYear) جاء ثالثاً جامعاً 226 مليون و425 ألف دولار من عروضه العالمية أيضاً.
«مينيونز» ينتمي إلى سلسلة بدأت سنة 2015 وأنجزت حتى الآن أكثر من 4 مليارات دولار مجتمعة. والفيلم الأخير من السلسلة هو، لحين كتابة هذه السطور، يقف رابعاً بين كل الأفلام التي عرضت في سنة 2022 على اختلاف أنواعها.
في المركز الأول فيلم الأكشن ذي النبرة العسكرية Top Gun: Maverick (بإيراد تجاوز مليار و487 مليون دولار) ثم فيلم الحيوانات المتوحشة «جوراسيك وورلد: سيادة» (Jurassic World: Dominion) الذي سجل أقل من الميار ببضع مئات ألوف. ثم فيلم الكوميكس Doctor Strange in the Multiverse of Madness الذي جمع 952 مليون دولار.
- 7 أفلام
لم يبدأ العام الحالي بأفلام رسوم ناجحة. تجنّب الجمهور، في غالبه، مقالب تحت عناوين مثل «موريس المدهش» (The Amazing Maurice) وBeavis and Butt - Head Do the Universe وThe Bob›s Burgers Movie وحتى فيلم بعنوان لافت توخّى إيرادات أعلى مما حصده وهو Batman and Superman: Battle of the Super Sons لم يحظ بأي نجاح يُذكر.
بين الأفلام التي انتمت لهذا النوع النشط بضعة أعمال تستحق التوقف عندها جيداً. هذا ما يقودنا إلى تقديم قراءة لسبعة أفلام أنيميشن من بين ما شاهده الناقد من إنتاجات هذا النوع.
Pinocchio - 1 ****
الولايات المتحدة
فيلم رسوم آخر وعمل جديد للمخرج المكسيكي غويلرمو دل تورو. حكاية بينوكيو كلما كذب كبُر أنفه تم تقديمها سابقاً عشرات المرّات وفي أفلام روائية حيّة غالباً. والسبب هو ما توفره القصّة من فكرة تسعد الصغار والكبار. اهتمامات غويليرمو السياسية دفعته للانتقال من زمن غابر إلى التاريخ الحديث واضعاً الحكاية في عهد الفترة الفاشية لموسيليني.
The Island- 2 ***
رومانيا
رحلة روبنسون كروزو كما وضعها المؤلف دانيال دافو سنة 1719 وعاشت في الذاكرة وعلى الشاشة من مطلع القرن الماضي. الحكاية المعروفة هي وصول ذلك الأوروبي إلى الجزيرة بعد حطام السفينة التي كان يستقلها. بعد فترة من الوحدة يلتقي بمواطن سمّاه فرايداي، وكلاهما يمنح الآخر شيئاً من فكره وثقافته وذاته. من الإضافات المهمّة في هذا الفيلم أن كروزو ينطلق في بحث عن العالم المثالي الذي يتجاوز عقدة لون البشرة أو الثقافة الوطنية أو تلك الآتية من بعيد.
Yaya and Lennie: The Walking Liberty- 3 ***
إيطاليا
ينقلنا المخرج أليساندرو راك إلى زمن مستقبلي لا يُغادر الأرض، لكن أحداثه تقع بعد أن تغيّرت شروط الحياة عليها. في منطقة نابولي أدّت نهاية الحضارة كما نعرفها إلى انتشار كثيف لأدغال استوائية في إيطاليا وعلى الفتاة يايا والعملاق لَني (شخصيتان متناقضتان إلا في فهمهما لأهمية التصدي للأشرار) أن يواجها متاعب تلك الحياة التي تسعى السلطات إلى السيطرة على كل مقاديرها ومواطنيها سيطرة تصل إلى حد العبودية (على غرار يذكّر بتوقعات جورج أوروَل).
Little Nicholas- 4 ***
فرنسا، لوكسمبرغ
نفّذ المخرجان أماندين فريدو وبنجامين ماسوبري عملهما هذا بأسلوب سهل خالٍ من التعقيدات ومحاولات. هو عن كاتب يطبع على آلته الكاتبة حكاية بطله نيكولا ونشاهد نيكولا في تلك الحكايات التي ينصرف الفيلم لسردها. ينتقل المخرجان أماندين فريدو وبنجامين ماسوبري بين الكاتب وصوته معلّقاً خلال كتابته (يؤديه آلان شابات) وبين حكايات بطله (سيمون فاليو) بسهولة وبمعالجة متناسقة وملهمة. ليس أن الفيلم ملهاة للصغار. هناك ما ينضح به الفيلم من مشاعر إنسانية مثل ألم الوحدة ومتاعب الحياة العائلية
No Dogs or Italians Allowed- 5 ***
إيطاليا
هذا الفيلم هو قصّة شخصية إلى حد ما، فالمخرج الفرنسي لويجي أوغيتو من أصل إيطالي. عائلته نزحت من قريتها الشمالية (اسمها أوغيتيرا) إلى فرنسا سيراً على الأقدام فوق ثلوج جبال فيسو. لم تتألف العائلة من فردين أو ثلاثة ولا حتى أربعة أو خمسة، بل من الأب والأم وأحد عشر ولداً. يقص المخرج من خلال فيلمه مآسي النزوح والتموضع ثم التطبّع والاعتياد على القبول هنا والرفض هناك. وهو يأتي على ذكر الاحتلال الإيطالي لليبيا وبداية الحرب العالمية الأولى.
The Sea Beast- 6 ****
الولايات المتحدة
مغامرة ممتعة من البداية وحتى آخر دقيقة. تقع الأحداث في عصر مضى عندما كانت البحار ما زالت سرّاً غامضاً. الكابتن كرو ومساعدوه نذروا حياتهم لاصطياد وحوش البحر خصوصاً هذا التنين الأحمر الذي يهاجم السفن الشراعية الأخرى ويطيح بها. من بين شخصيات الفيلم الآسرة تلك الفتاة الصغيرة التي تحب مغامرات البحر وتصر على ركوب أهواله. ترتكز الحكاية على تاريخ أسطوري قديم، لكنها معالجة تبعاً لآخر تقنيات الرسوم المتحركة وبأسلوب عمل لا يعرف الهفوات.
Entergalactic- 7 ***
الولايات المتحدة
فيلم مختلف فناً ورسماً وحكاية عن معظم ما نراه في الأسواق الأميركية (أو على منصّاتها الإلكترونية). حكاية عاطفية رومانسية تقع أحداثها في نيويورك. لكن أكثر ما هو مثير هو تطبيق خرائط غوغل للمدينة بحيث تنقل، حال تحويلها إلى أنيميشن، نبض الحياة بصورة واقعية.