بهدف التركيز على التقاطعات بين أزمات المناخ والتنوع البيولوجي وندرة المياه، انضمت مونيكا ميدينا، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون المحيطات والبيئة والعلوم الدولية، والمبعوث الخاص للتنوع البيولوجي والموارد المائية، إلى وفد الولايات المتحدة الأميركية المشارك في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب 27»، الذي تجري فعالياته حالياً في مدينة شرم الشيخ المصرية، وأكدت ميدينا أن «أمن المياه يجب أن يكون محل اهتمام في العمل المناخي».
وفي غرفة صغيرة، ملحقة بمقر البعثة الأميركية لمؤتمر المناخ، تحدثت ميدينا لـ«الشرق الأوسط» عن «تأثير تغيرات المناخ على الموارد المائية، حيث تعاني بعض الدول من ارتفاع منسوب سطح البحر، كما تتعرض أخرى لفيضانات وعواصف، في حين يعاني البعض من ندرة المياه»، مؤكدة أن «أي حلول مناخية مبنية على الطبيعة والتكيف لا بد أن تأخذ المياه في الاعتبار».
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن «ثلثي سكان العالم سيعانون من ندرة مائية بحلول عام 2025»، وهنا تؤكد مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية على «ضرورة إيجاد حلول للمشكلات المائية، كونها تؤثر على الاستقرار»، لافتة إلى «ارتباط أمن المياه بالأمن الغذائي». وتقول «دون مياه لن نستطيع توفير احتياجاتنا الغذائية عبر الزراعة، ووجود خلل في أمن المياه والغذاء، يتسبب في حالة من عدم الاستقرار».
وتأمل ميدينا في أن «يسهم مؤتمر المناخ في إلقاء الضوء على هذه القضية، لا سيما وهو ينعقد في دولة مثل مصر، تحتل المياه فيها أهمية كبيرة، في ظل ما يحيط بها من توتر ومشكلات»، مشيرة إلى أن «بلادها سوف تواصل مناقشة هذه القضية، في ضوء فهم متنامٍ لضرورة العمل على تحسين كفاءة استخدام وإدارة المياه، كخطوة جوهرية في مواجهة التحديات المناخية».
وأطلقت الولايات المتحدة الأميركية خطة عالمية لأمن المياه. وتقول ميدينا إن «بلادها تعمل بكثافة لخلق تفاهم عابر للحدود بشأن قضية المياه، حتى لا تكون مصدراً للنزاعات بين الدول».
حول دور الولايات المتحدة الأميركية في حل النزاع المائي بين مصر وإثيوبيا، على خلفية أزمة «سد النهضة»، الذي تبنيه أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتخشى القاهرة أن «يوثر على حصتها من مياه النهر». أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، أن «الإدارة الأميركية عينت مبعوثاً خاصاً للقرن الأفريقي، وهو يعمل بجهد لإيجاد حل للنزاع المائي بين القاهرة وأديس أبابا»، معربة عن «أملها في أن يكون دور واشنطن (فاعلاً) في هذه القضية».
وتشير مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية إلى «ضرورة توفير التوعية الكافية بشأن عدم إهدار المياه، إلى جانب توفير حلول تكنولوجية قليلة التكلفة لتحسين كفاءة الاستخدام»، لافتة إلى أن «هيئة المعونة الأميركية لديها برامج متنوعة لمساعدة المزارعين في أفريقيا على إدارة الموارد المائية».
وتُلخص ميدينا رؤية بلادها لمواجهة التغيرات المناخية في «التقدم للأمام ومضاعفة الجهود»، موضحة أن «واشنطن اتخذت خطوات فعلية على المستوى المحلي لتلبية مستهدفاتها الوطنية في مجال المناخ، عبر تشريع جديد طموح سيمكن البلاد من تحقيق أهدافها فيما يتعلق بخفض الانبعاثات». كما تشير إلى «سعي بلادها لمضاعفة جهودها من خلال زيادة تمويل التكيف مع التغيرات المناخية».
وتؤمن مساعدة وزير الخارجية الأميركية أن «الاستعداد هو أفضل الطرق لتجنب الآثار الضارة للتغيرات المناخية، وذلك عبر الاستثمار في نظم الإنذار المبكر لتقليل خسائر وأضرار المناخ على الأرواح والممتلكات».
وأعربت ميدينا عن سعادتها بضم ملف «الخسائر والأضرار» إلى أجندة «كوب 27». وتقول إن «أميركا بصفتها واحدة من أكبر المصدرين للانبعاثات الكربونية، تدرك أن عليها تكون جزءاً (فاعلاً) في المناقشات حول هذا الملف»، مؤكدة أن «كل دولار ينفق في الإعداد والتكيف مع المناخ، يوفر 7 دولارات من الخسائر والأضرار».
وترى ميدينا أن مؤتمرات المناخ «فرصة» للعمل والتعاون، مؤكدة أنه «من خلال الطبيعة يمكن تحويل الأزمة المناخية إلى أمل، عبر تنمية وحماية الموارد الطبيعية»، مختتمة حديثها بمطالبة «دول العالم بتحمل مسؤولياتها تجاه المناخ، وأن يعمل الملوثون الكبار على خفض الانبعاثات».
مساعدة وزير الخارجية الأميركي: نعمل لحل نزاع «سد النهضة»
مونيكا ميدينا قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الأمن المائي جزء من العمل المناخي
مساعدة وزير الخارجية الأميركي: نعمل لحل نزاع «سد النهضة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة