تترقب الأوساط الفنية في العالم العربي عودة مسلسل «طاش ما طاش» خلال شهر رمضان المقبل بحلة جديدة تتوافق مع معطيات العصر، بعد أن توقف نجما الكوميديا والفن السعودي الثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان عن الاستمرار في طرح أجزاء هذا المسلسل قبل 8 أعوام، بعد أن حجز النجمان موقعيهما على خريطة الفن العربي.
وجاء إعلان عودة المسلسل عبر رسالة نصية بثها المستشار تركي آل الشيخ عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مرفقاً صورة للفنانين عبد الله السدحان وناصر القصبي يتحاوران إلى طاولة واحدة، معلقاً عليها: «التحضير لـ(طاش ما طاش) إن شاء الله رمضان القادم مع العملاقة (mbc)».
ويبدو أن هذا الإعلان سيرفع وتيرة التحضيرات في كواليس جميع المسلسلات الرمضانية لهذا العام، أو في أقل تقدير في السباق الخليجي الذي سيختلف هذا العام، خصوصاً أن المسلسل يشكل حالة في «وجدة» المتلقي بمنطقة الخليج والكثير من الدول العربية، بعد أن ذاع صيته على مدار 28 عاماً طرح فيها الثاني جل التفاصيل التي تحاكي المجتمع السعودي بأسلوب ساخر بعيداً من المبالغة في الطرح.
ويرى مختصون في الفن أن عودة المسلسل ستكون لها انعكاسات إيجابية على الوسط الفني، في حال انتهج الثنائي قوة الطرح في العمل الجديد مع الاتكاء على المشاهير في هذه المرحلة للخروج بقالب جديد، إضافة إلى أن العمل سيعتمد على خبرة القصبي والسدحان في طرح الحلقات بأسلوب ساخر بعيداً من المبالغة، مع الاعتماد على كتاب سعوديين جدد بهدف طرح أفكار جديدة.
وفور إعلان عودة مسلسل «طاش ما طاش»، انقسمت الآراء بين مؤيد ومتحفظ على عودة المسلسل بعد هذه السنوات واختلاف نمط المعيشة في المجتمعات الخليجية والعربية، الذي غلبت عليه التقنية والسرعة في الأداء والإنجاز، إلا إن المؤيدين يراهنون على الموضوعات التي ستطرح وكيفية معالجتها مع أداء النجمين، رغم أنه حتى هذه الساعة لم يفصَح عن طاقم العمل والكتاب، إلا إن المؤيدين يراهنون على ما اكتسبه النجمان من خبرة تمكنهما من تغطية هذه المرحلة بما يتوافق وأدواتها الفنية التي تتوافق مع الشباب.
القصبي والسدجان في حلقة من «طاش ما طاش»
وضجت مواقع التواصل مع هذا الإعلان، وبات المتلقي بين متفائل ومتحفظ خوفاً على سقوط المسلسل الذي أثر وبشكل مباشر في شباب التسعينات من القرن الماضي، وكان يحاكيهم بأسلوب كوميدي في كثير من مراحل حياتهم، خصوصاً أن المسلسل كان بوابة لإظهار نجوم المستقبل في حينه، وكان سبباً في حل كثير من القضايا الأسرية والمجتمعية من خلال حلقاته طيلة 18 جزءاً، مر فيها بمنعطفات كثيرة، إلا إنه صمد؛ ليفرز لنا نحو 500 حلقة طرح فيها النجمان القضايا كافة.
وقال المخرج ممدوح سالم لـ«الشرق الأوسط»: «في البداية لا بد من أن نعلم أن فكرة الثنائيات ناجحة، وهناك أمثلة كثيرة في الخليج والوطن العربي حققت نجاحات كبيرة، لذلك فعودة هذا العمل بوجود القصبي والسدحان، ستشكل قوة للدراما السعودية بشكل خاص في ظل ما تعيشه السعودية من انفتاح ثقافي وفني يدفع بهذا الحراك للبروز».
وتابع سالم أن مسلسل «طاش ما طاش» كان «الأكثر جرة في الطرح في تلك الحقبة، ونحن في حقبة زمنية مختلفة، وأتوقع أن نشاهد موضوعات وشكلاً جديداً للعمل ورؤية مختلفة؛ لأن المسلسل علامة سعودية ومتابع على مستوى العالم العربي، ولمسنا ذلك في سفرنا للعديد من الدول؛ إذ كان الحديث والسؤال عن ناصر وعبد الله؛ لأنهما صنعا هوية حقيقية للدراما السعودية».
وعن المتوقع من عودة المسلسل، قال: «إن المأمول أن يتوافق التناول والطرح مع المرحلة التي تعيشها السعودية، وأن يكونا بمستوى الجودة والجراءة نفسه الذي كان في السابق، وأن تكون قضايا الطرح متعلقة بالمجتمع السعودي، وأعتقد أن النجمين لديهما الموهبة والخبرة الكافيتان اللتان توهلهما لإخراج عمل مختلف في كل تفاصيله»، موضحاً «أهمية أن يتدارك صناع العمل الوقت، وأهمية طرح المحتوى في أقصر فترة ممكنة لكسب الجمهور الذي أصبح مشغولاً بكثير من المعطيات من حوله».
الفنانان عبد الله السدحان وناصر القصبي يتحاوران
وبالعودة إلى مسلسل «طاش ما طاش»؛ فقد انطلق في عام 1993، واستمر بثه كل تلك الأعوام على القناة السعودية الأولى حتى عام 2005، لينتقل بعد ذلك لأهم المنصات العربية؛ قناة «MBC»، حتى تاريخ توقفه في عام 2011. وقدم حينها الثنائي في تلك الفترة؛ وتحديداً في عام 2008، مسلسل «كلنا عيال قرية» بدلاً من «طاش ما طاش» الذي لم يعرض في ذلك العام.
وبعد الأجزاء الأولى وارتفاع سقف الطرح الذي يحاكي المجتمع السعودي وانتقاد الأخطاء في جميع النواحي، والذي وصف بالنقلة النوعية في الطرح والأفكار، أخذ المسلسل منحى تفرد به في تلك الحقبة، وبدأ العديد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية متابعة المسلسل وما يدور فيه من طرح كوميدي.