تضيق القوات الأوكرانية الخناق على خيرسون، بينما تقوم روسيا ببناء الدفاعات داخلها. يرى الجانبان أن المدينة الواقعة في جنوب البلاد مهمة ويجب السيطرة عليها. ومع ذلك، يقول الخبراء العسكريون إن المعركة من أجلها قد تكون مكلفة للغاية، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
أين تقع خيرسون ولماذا تعتبر مهمة؟
قبل الحرب، كان عدد سكان خيرسون حوالي 380 ألف نسمة. تقع المنطقة على ضفاف نهر دنيبرو بالقرب من ساحل البحر الأسود. كما أنها قريبة من شبه جزيرة القرم - وهي جزء من أوكرانيا ضمتها روسيا عام 2014 وتحتوي على عدد من قواعدها العسكرية.
تقول مارينا ميرون، الباحثة في الدراسات الدفاعية في كينغز كوليدج لندن: «خيرسون هي بوابة لشبه جزيرة القرم... استعادتها ستمهد الطريق لاستعادة شبه جزيرة القرم، وهو ما تهدف أوكرانيا إلى القيام به في هذه الحرب».
موقع خيرسون مهم أيضاً، كما يقول فوربس ماكنزي، ضابط سابق في مخابرات الجيش البريطاني. ويوضح: «إن السيطرة على نهر دنيبرو أمر مهم لأنه يمتد مباشرة إلى وسط أوكرانيا».
ما هي أهمية خيرسون الرمزية؟
خيرسون هي الوحيدة من بين عواصم أوكرانيا الإقليمية التي سقطت في أيدي القوات الروسية.
استولت عليها روسيا في أوائل مارس (آذار) وأعلنت مؤخراً أنها ضمت منطقة خيرسون، إلى جانب ثلاث مناطق أخرى في أوكرانيا.
تقول ميرون إن استعادة السيطرة على المدينة سترسل رسالة مفادها أن الحرب تتحول لصالح أوكرانيا.
وتابعت: «سيظهر للغرب أنه لا يزال من المجدي إنفاق الأموال على دعم أوكرانيا وتزويدها بالسلاح».
ومع ذلك، تتعرض القوات الروسية أيضاً لضغوط هائلة للدفاع عن خيرسون - لقد فقدوا 6 آلاف كيلومتر مربع (2317 ميلا مربعا) من الأراضي لصالح القوات الأوكرانية خلال هجومهم المضاد في شرق البلاد.
تقول ميرون: «روسيا بحاجة إلى الفوز... يجب أن تظهر أنها تقاوم».
متى يمكن أن تبدأ معركة خيرسون؟
قصفت القوات الأوكرانية الجسور عبر نهر دنيبرو بالصواريخ في محاولة لقطع خطوط الإمداد الروسية إلى المدينة من الشرق والجنوب. كما كانت قواتها تتقدم تدريجياً في المدينة من الشمال الغربي والشمال الشرقي.
تقول ميرون: «الهدف الرئيسي التالي لأوكرانيا هو مدينة بيريسلاف، عند المنبع على نهر دنيبرو... بمجرد أن يأخذوا تلك البلدة، عندها يمكنهم شن هجوم على خيرسون نفسها. يمكن أن يكون الأمر على بعد أسابيع فقط».
مع ذلك، يقول بن باري، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن القوات الأوكرانية تحرز تقدماً بطيئاً للغاية نحو مدينة خيرسون.
ويقول: «لا يزال يتعين عليهم اختراق الخطوط الأمامية الروسية شمال خيرسون... قد يتباطأ ذلك بسبب التضاريس الموحلة. قد لا يتمكنون من اختراقها للوصول إلى المدينة».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1589822518579195905?s=20&t=uk3IkVT8tBoGLmLgY8x2LQ
هل تنسحب روسيا من خيرسون؟
تقول روسيا إنها أجلت 70 ألف مدني من المدينة، وهناك مؤشرات على إجلاء المسؤولين أيضاً.
قال نائب الحاكم المدني الروسي لمنطقة خيرسون، كيريل ستريموسوف، إن القوات الروسية قد تنسحب من أجزاء من خيرسون على الجانب الغربي من دنيبرو.
وأضاف: «على الأرجح ستغادر وحداتنا جنودنا إلى الضفة (الشرقية) اليسرى». مع ذلك، قال الجيش الأوكراني إن الحديث عن سحب القوات قد يكون خدعة.
تقدر معلومات ماكنزي أن لدى روسيا ما بين 5 و10 آلاف جندي يدافعون عن المدينة، بما في ذلك وحدات قوات النخبة.
يقول بن باري: «هناك روايات متضاربة... روسيا تسحب مسؤوليها، لكنها في الوقت نفسه ترسل مظليين ومشاة من البحرية».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1588651048364904451?s=20&t=HvWuw_1yCkNVanxJHsGYnA
ما هي تكلفة معركة خيرسون؟
يقول فوربس ماكنزي إن الهجوم لاستعادة السيطرة على خيرسون سيكون مكلفاً للغاية للقوات الأوكرانية.
يوضح: «سيكون القتال من منزل إلى منزل وسيكون معدل الإصابات مرتفعاً للغاية... التوقعات مروعة».
ومع ذلك، فإن معركة ضارية من أجل المدينة ليست حتمية، كما يقول بن باري.
وتابع: «لكل جانب خيارات... القوات الروسية قد تقاتل لتأخير الأوكرانيين ثم تنسحب. قد يحاول الأوكرانيون تطويق المدينة وقطع خطوط الإمداد بدلاً من دخولها. من المستحيل التنبؤ باستراتيجياتهم».