كيف تنظر القاهرة إلى التوقيفات التركية لعناصر من «الإخوان»؟

جولة المباحثات الاستكشافية الأولى بين مصر وتركيا في القاهرة العام الماضي (الخارجية المصرية)
جولة المباحثات الاستكشافية الأولى بين مصر وتركيا في القاهرة العام الماضي (الخارجية المصرية)
TT

كيف تنظر القاهرة إلى التوقيفات التركية لعناصر من «الإخوان»؟

جولة المباحثات الاستكشافية الأولى بين مصر وتركيا في القاهرة العام الماضي (الخارجية المصرية)
جولة المباحثات الاستكشافية الأولى بين مصر وتركيا في القاهرة العام الماضي (الخارجية المصرية)

«ماذا يعني توقيف السلطات التركية لعدد من عناصر تنظيم (الإخوان)»؟ السؤال بات يشغل خبراء ومراقبين؛ لأنه يتعلق بمستقبل عناصر «الإخوان»، وخصوصاً في «جبهة إسطنبول» بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للتنظيم. كما يأتي بينما يتهم الأمن المصري «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً»، بـ«نشر ادعاءات حول تجمعات في مصر».
وأعلنت القاهرة «توقف مسار المباحثات مع أنقرة». وقال مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية الأسبق، السفير علي الحفني، إن «مثل هذه التوقيفات لعناصر (الإخوان)، ليست هي التي ستعيد العلاقات بين مصر وتركيا إلى مسارها الطبيعي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا بد من تسوية الخلافات العالقة في العلاقات بين البلدين».
وعلى الرغم من مرور أكثر من عام تقريباً على آخر «جولة استكشافية» جمعت علناً بين مسؤولين مصريين وأتراك، واستضافتها أنقرة في سبتمبر (أيلول) 2021، فإنه لم يعقب ذلك تطور «لافت». وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إنه «لم يتم استئناف مسار المحادثات مع تركيا؛ لأنه لم تطرأ تغيرات في إطار الممارسات من قبل أنقرة». وأضاف في تصريحات متلفزة مساء الجمعة، أن «الأمر يرجع مرة أخرى إلى ضرورة الالتزام بالمعايير والقواعد الدولية».
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أشار مطلع الشهر الجاري إلى أن العلاقات مع مصر «تتطور على أساس المصالح المشتركة».
ووفق الحفني، فإن «تصريحات وزير الخارجية المصري بشأن العلاقات مع تركيا، في محلها تماماً»، لافتاً إلى أن «تطور العلاقات يستدعي قيام أنقرة باتخاذ إجراءات وقرارات تتوقعها القاهرة؛ لأنها تعيد العلاقات السياسة إلى مسارها الطبيعي». وبرزت إشارات تركية خلال العامين الماضيين، بشأن الرغبة في «استئناف العلاقات»، وأعقبتها خطوات من جانب أنقرة تمثلت في «وقف عمل بعض المحطات التلفزيونية» التي تعمل لديها ويديرها داعمون ومنتمون لـ«الإخوان»، ما اعتبرته القاهرة «إيجابياً».
وفي مايو (أيار)، وسبتمبر 2021، استضافت القاهرة وأنقرة على الترتيب جولتين «استكشافيتين» من المحادثات، برئاسة نائبي وزيري خارجية البلدين، للبحث في «العلاقات الثنائية، فضلاً عن عدد من الملفات الإقليمية».
وفي يونيو (حزيران) 2021 رهن وزير الخارجية المصري مضي بلاده في مسار «تطبيع العلاقات» مع تركيا، بإقدامها على «تغيير المنهج»، ومراعاة آراء القاهرة بشأن سياسات أنقرة المتصلة بالمصالح المصرية. وقال شكري إن مصر «خلال الحوار الاستكشافي الذي تم على مستوى نواب الخارجية، أبدت كل ما لديها من آراء متصلة بالسياسات التركية، وما نتوقعه من تغيير في المنهج».
وتزامناً مع استمرار تنظيم «الإخوان» في التحشيد الإلكتروني من قبل عناصره بشأن دعوات تحريضية للتظاهر، نفى مصدر أمني مصري صحة «ما ادعاه عناصر (الإخوان) حول وجود تجمعات في بعض المحافظات المصرية». وأضاف أن «التنظيم نشر بعض الصور والفيديوهات القديمة، في محاولة لخداع المواطنين بعدما فشل التنظيم في دعواته التحريضية». وأكد المصدر -حسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية في مصر مساء الجمعة- «هدوء الحالة والاستقرار الكامل في كل المحافظات المصرية، بما يبرهن على حالة الإفلاس التي يعانيها التنظيم، وعدم وجود تأثير له في الشارع». كما شدد على أنه ستتخذ «الإجراءات القانونية حيال مروجي تلك المزاعم».


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.