موسكو «تستكمل» إجلاء المدنيين من خيرسون أمام تقدم القوات الأوكرانية

«الشيشاني» قديروف يقر بخسائر فادحة في صفوف قواته

جندي روسي في أحد شوارع منطقة خيرسون الأوكرانية (أ.ب)
جندي روسي في أحد شوارع منطقة خيرسون الأوكرانية (أ.ب)
TT

موسكو «تستكمل» إجلاء المدنيين من خيرسون أمام تقدم القوات الأوكرانية

جندي روسي في أحد شوارع منطقة خيرسون الأوكرانية (أ.ب)
جندي روسي في أحد شوارع منطقة خيرسون الأوكرانية (أ.ب)

يستعدّ الجيش الأوكراني لشنّ معركة شرسة لاستعادة مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا والمناطق المحيطة بها على ضفة من نهر دنيبر، فيما أعلنت موسكو، الجمعة، أن عملية إجلاء المدنيين من المنطقة الاستراتيجية التي تتعرض لهجوم مضادّ منذ أسابيع، قد «استكملت». وكانت قد أعلنت السلطات التي عيّنتها موسكو في خيرسون، في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، أنها بصدد إجلاء السكان من الضفة المكشوفة على نهر دنيبر إلى الضفة الأخرى، ومن ثم إلى مناطق في روسيا أمام تقدم القوات الأوكرانية.
وكتب رئيس سلطات القرم المعيّن من موسكو سيرغي أكسيونوف، في حسابه على «تلغرام»، مساء الخميس، أن «عملية تنظيم نقل سكان... نحو مناطق آمنة في روسيا استكملت... أنا سعيد لأن أولئك الذين أرادوا مغادرة المنطقة التي قصفتها القوات المسلّحة الأوكرانية، قد تمكّنوا من القيام بذلك، بسرعة وبكل أمان»، ناشراً صورة له إلى جانب نائب مدير الإدارة الرئاسية الروسية سيرغي كيريينكو.
وكان المسؤول في الاحتلال الروسي لخيرسون فلاديمير سالدو قد أكد، الأربعاء، أن 70 ألفاً من السكان على الأقل غادروا منازلهم في المنطقة خلال أقل من أسبوع. وتعتبر كييف أن إجلاء السكان هو «عمليات ترحيل» قسري، من المدينة، التي كان يبلغ عدد سكانها 288 ألف نسمة تقريباً قبل الحرب، والتي سيطرت عليها روسيا منذ مارس (آذار) الماضي. وتعهدت موسكو بجعل المدينة «حصناً» لمقاومة الهجوم الأوكراني في المنطقة بأكملها، التي أعلن «الكرملين» ضمّها رسمياً في استفتاء أُدين من قِبل معظم دول العالم.
وأشارت القيادة العسكرية الأوكرانية، في تقريرها اليومي الذي نُشر، الجمعة، إلى أن «ما يسمّى إخلاء الأراضي المحتلّة مؤقتاً في منطقة خيرسون يتواصل». وقالت كييف إن القيادة الروسية في خيرسون تحاول «إخفاء الخسائر الحقيقية للجنود» من أجل «تجنّب إثارة الذعر».
وتحدثت عن «تعزيز تشكيلات العدو على الضفة اليمنى» في منطقة خيرسون. وأعلنت، أمس، أن روسيا فقدت 69 ألفاً و700 جندي، من بينهم 480، الخميس فقط، وذلك منذ بدء الاجتياح الروسي للبلاد في 24 فبراير (شباط) الماضي، وحتى اليوم الجمعة.
جاء ذلك في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، وأوردته، الجمعة، وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية. لكن يتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وفي إشارة إلى تكبّد موسكو خسائر فادحة، أقر حاكم جمهورية «الشيشان» الروسية رمضان قديروف بخسائر فادحة في صفوف قواته، التي تدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، بعد قصف مدفعيّ من قِبل قوات أوكرانية. وكتب رمضان قديروف، في حسابه على قناة «تليغرام»، الخميس: «لقي 23 مقاتلاً حتفهم وأصيب 58».
وكانت مصادر أوكرانية قد تحدثت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن أن وحدة شيشانية في منطقة «خيرسون» جنوب أوكرانيا كشفت عن موقعها عبر صور على شبكات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تعرضها لقصف مدفعي. وفي العادة لا ينشر مسؤولون روس أرقاماً حول ضحاياهم. وفي تلك الحالة ربما كان قديروف يتحدى الأرقام الأعلى، التي أعطاها الجانب الأوكراني.
كما دعا الزعيم الشيشاني رفاقه لأن يحشدوا صفوفهم للحرب في أوكرانيا. ومنذ بدء الحرب الروسية، قبل أكثر من 8 سنوات، وصف قديروف نفسه بأنه واحد من أشرس المؤيدين في الصراع وأرسل أيضاً وحداته لأوكرانيا.
من جهة أخرى، قارن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القتال الذي تخوضه بلاده ضد روسيا، بمقاومة النازية في الحرب العالمية الثانية، قائلاً إن روسيا تسعى لتحقيق نفس المكاسب، التي سعت النازية لتحقيقها سابقاً.
وقال زيلينسكي، في رسالة عبر الفيديو، جرى بثها في كييف، الليلة الماضية: «شكل الشر تغيّر، لكن الأساس لم يتغير». وأضاف أن روسيا تحوّلت من دولة مجاورة إلى معتدية إلى إرهابية، وهي مذنبة بالتورط في جرائم حرب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح، في خطاب في موسكو في الذكرى الـ77 لانتصار الاتحاد السوفياتي السابق على النازية في ألمانيا، بأن الحرب التي تخوضها بلاده في أوكرانيا شبيهة بالحرب ضد النازية في الحرب العالمية الثانية.
وفي منطقة دونيتسك، شرق أوكرانيا، قُتل 5 أشخاص، وأُصيب 9 آخرون بجروح في الساعات الـ24 الأخيرة، ولا سيما في باخموت، وهي بقعة ساخنة أخرى على الجبهة تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ الصيف، بحسب حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو.
وأعلن المسؤولان الروسيان سيرغي أكسيونوف، وسيرغي كيرينكو، مساء الخميس، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية، أنهما زارا محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية منذ مارس. وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف هذه المحطة التي أعلنت موسكو ضمّها، في وقت سابق من أكتوبر، بالإضافة إلى 4 مناطق أوكرانية محتلّة جزئياً من قِبل الروس في سبتمبر (أيلول). وفي الأسابيع الأخيرة كثّفت روسيا قصفها الذي استهدف منشآت الطاقة الأوكرانية، بحيث يجري تقنين الكهرباء في معظم أنحاء البلاد.


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.