النحل «يعدّ» من اليسار إلى اليمين

النحل قادر على تنسيق الأرقام كما يفعل البشر (شتوراستوك)
النحل قادر على تنسيق الأرقام كما يفعل البشر (شتوراستوك)
TT

النحل «يعدّ» من اليسار إلى اليمين

النحل قادر على تنسيق الأرقام كما يفعل البشر (شتوراستوك)
النحل قادر على تنسيق الأرقام كما يفعل البشر (شتوراستوك)

كشفت دراسة للمرة الأولى أن النحل يرتب الأعداد في اتجاه التزايد في الحجم من اليسار إلى اليمين، الأمر الذي يدعم دعماً نظرية ثار حولها جدل واسع، مفادها أن هذا الاتجاه متأصل في جميع الحيوانات، بما في ذلك البشر، حسب ما ذكرته صحيفة (الغارديان) البريطانية.
وتوصلت أبحاث غربية لأنه حتى قبل أن يتعلم الأطفال العد، فإنهم يبدأون في تنظيم كميات متزايدة من اليسار إلى اليمين فيما يسمى «خط الرقم الذهني». ومع ذلك، عثر العلماء على توجه معاكس في الأشخاص المنتمين إلى الثقافات التي تستخدم النص العربي الذي يقرأ من اليمين إلى اليسار.
في هذا الصدد، مارتن جيورفا، الأستاذ في مركز أبحاث الإدراك الحيواني بجامعة بول ساباتير في تولوز بفرنسا: «ما يزال الموضوع قيد المناقشة بين أولئك الذين يعتقدون أن خط الرقم العقلي له طابع فطري وأولئك الذين يقولون إنه ثقافي». ويذكر أن ثمة أدلة حديثة تشير إلى أن الأطفال حديثي الولادة وبعض الحيوانات الفقارية، ينظمون الأعداد من اليسار إلى اليمين.
وكان جيورفا قد تولى قيادة دراسة نشرت، الأسبوع الماضي، في دورية «بروسيدينغز أوف ذي ناشونال أكاديمي أوف ساينسيز»، وكانت تسعى لاكتشاف ما إذا كان الأمر ذاته ينطبق على الحشرات، وذلك من خلال تجربة على النحل.
وفي تصريحات لوكالة «الصحافة الفرنسية»، قال جيورفا: «لقد ثبت بالفعل أن النحل قادر على العد - لما يصل إلى خمسة على الأقل». وأضاف أن النحل يعالج المعلومات كذلك بشكل مختلف في نصفي الدماغ. وقال جيورفا إنه يبدو أن هذه السمة يشاركونها مع البشر، ويُعتقد أنها سبب محتمل لوجود «خط الرقم العقلي».
وأكدت التجربة التي أجراها فريق البروفسور جيورفا هذه الاكتشافات من خلال إثباتها وجود آلية مماثلة في نوع شهير من اللافقاريات هو النحل. وقال جيورفا: «سبق أن توصلنا إلى أن النحل قادر على العدّ، حتى خمسة على الأقل»، وأنه يعالج المعلومات في كلّ من نصفي الكرة المخية بشكل مختلف عن النصف الآخر. وهذا الفارق في المعالجة موجود أيضاً عند البشر، وهو «أحد الأسباب المعطاة لوجود الخط العقلي الرقمي».
وتساءل الباحث باختصار هل يمكن أن يكون دماغ النحل قادراً على تنسيق الأرقام كما يفعل البشر؟ وقال شارحاً: «إذا كنت أستخدم الرقم واحد كمرجع، فإن الرقم ثلاثة سيكون موجوداً على يميني، ولكن إذا كنت أستخدم الرقم خمسة كمرجع، فإن الرقم ثلاثة سيكون على يساري».


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق «مو دينغ» يُكثّف نجوميته (أ.ب)

أغنية رسمية بـ4 لغات لفرس النهر التايلاندي القزم «مو دينغ» (فيديو)

إذا لم تستطع رؤية فرس النهر التايلاندي القزم، «مو دينغ»، من كثب، فثمة الآن أغنية رسمية مميّزة له بعدما بات الحيوان المفضَّل لكثيرين على الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
يوميات الشرق عدد الفيلة في النوعين مجتمعين بلغ ما بين 415 ألف و540 ألف فيل حتى عام 2016 (رويترز)

انخفاض كبير في أعداد الأفيال الأفريقية خلال نصف قرن

واختفت الأفيال من بعض المواقع بينما زادت أعدادها في أماكن أخرى بفضل جهود الحفاظ عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
TT

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)

مع انطلاق فعاليات الدورة الـ17 من «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» في مصر، الاثنين، بدأ الفنانون المشاركون في التفاعل مع فضاء مدينة الأقصر (جنوب مصر) بحضارتها العريقة وطبيعتها المُشمسة، استعداداً للبدء في تنفيذ أعمالهم من وحي روح المدينة القديمة.

الملتقى الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية وينظمه صندوق التنمية الثقافية، يواصل أعماله حتى السابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويقول الفنان المصري ياسر جعيصة، القوميسير العام للملتقى، إن «دورة هذا العام يشارك فيها 25 فناناً من مصر ومختلف دول العالم، منهم فنانون من سوريا، والأردن، والسودان، وقطر، واليمن، والولايات المتحدة، والهند، وبلغاريا، وروسيا، وألبانيا، وبولندا، والسنغال».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتم تحديد ثيمة معينة ليعمل عليها الفنانون المشاركون في الملتقى؛ إذ نهدف إلى أن يلتقط كل فنان روح مدينة الأقصر بأسلوبه الفني الخاص وأسلوبه في التفاعل معها بشكل حُر، دون تقيّد بثيمة أو زاوية مُحددة، سواء كان التفاعل بطبيعتها، أو بوجهها الأثري، أو الخروج بانفعال فني ذاتي، وهذا يمنح للأعمال فرصة الخروج بصورة أكثر تنوعاً كنتاج للملتقى».

ويتابع: «بالإضافة إلى ذلك، فهناك اهتمام هذا العام بخلق حوار مع مجتمع مدينة الأقصر، عبر تنظيم أكثر من فعالية وورش عمل بين الفنانين والأطفال والأهالي لخلق حالة أكبر من التفاعل الفني».

عدد من الفنانين المشاركين في ملتقى الأقصر للتصوير (قوميسير الملتقى)

ومع اليوم الأول لانطلاق الملتقى بدأ الفنانون في الاندماج مع المدينة من خلال ورش عمل متخصصة، منها ورشة للفنان الهندي هارش أجراول الذي نظم ورشة عمل باستخدام خامة «الأكواريل» المعروف بتميزه في التعامل معها فنياً، وهي ورشة استقبلت عدداً من طلاب كلية الفنون الجميلة من قسم التصوير بالأقصر الذين سيحضرون على مدار أيام الملتقى للتفاعل مع الفنانين بشكل مباشر والاستفادة من خبراتهم الفنية، وفق القوميسير.

ويعتبر الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ثمة تغييرات تم استحداثها في برنامج الملتقى للخروج بنسخة مميزة لدورة هذا العام»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «توفير أفضل الظروف للفنانين من خامات، وإطالة مدة الجولات الفنية الخارجية داخل المدينة، والرسم في المواقع المفتوحة والأثرية... كان من أبرز الأفكار والموضوعات التي يسعى لتفعيلها قوميسير الملتقى ياسر جعيصة خلال تلك الدورة، في محاولة أن تخرج أعمال الملتقى أكثر انسجاماً وتعبيراً عن روح مدينة الأقصر».

ومن المنتظر أن تُعرض أعمال الملتقى في اليوم الختامي بمحافظة الأقصر، على أن يتم تنظيم عرض خاص آخر لها بالقاهرة مطلع العام المقبل.

ويرى الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين بمصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ملتقى الأقصر مناسبة لتبادل الخبرات بين الجنسيات والأجيال المختلفة، وكذلك مناسبة لتقديم حدث تشكيلي مميز للمجتمع الأقصري وزوار المدينة، واستلهام الفنانين لعالم فني مُغاير يستفيد من عناصر مدينة الأقصر وتاريخها العريق»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».

وتعد مدينة الأقصر من أبرز الوجهات السياحية العالمية التي تضم مواقع أثرية وثقافية بارزة منها: معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، ومقابر وادي الملوك، ووادي الملكات.