محكمة مصرية تصدر حيثياتها في {تخابر قادة الإخوان} قبل يومين من ذكرى الإطاحة بهم

مصادر أمنية: رصدنا خطة الجماعة لاستهداف الضباط في منازلهم

محكمة مصرية تصدر حيثياتها في {تخابر قادة الإخوان} قبل يومين من ذكرى الإطاحة بهم
TT

محكمة مصرية تصدر حيثياتها في {تخابر قادة الإخوان} قبل يومين من ذكرى الإطاحة بهم

محكمة مصرية تصدر حيثياتها في {تخابر قادة الإخوان} قبل يومين من ذكرى الإطاحة بهم

قبل يوم من دعوة جماعة الإخوان المسلمين لأنصارها للخروج للميادين في الذكرى الثانية للإطاحة بحكمهم، أصدرت محكمة مصرية حيثيات حكمها على الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات الإخوان في قضية «التخابر مع حماس»، والتي أكدت فيها بأنهم أفشوا أسرار الدفاع عن مصر لجهات أجنبية بهدف زعزعة الأمن.
وفي محاولات وصفها مراقبون بأنها بروفة للتصعيد الذي أعلنت عنه الإخوان في الذكري الثانية لثورة «30 يونيو» غدا (الثلاثاء)، شهدت بعض محافظات مصر انفجارات بعبوات ناسفة بدائية، لم تسفر عن خسائر بشرية أو مادية جسيمة، وقالت مصادر أمنية مسؤولة: «رصدنا خطة الجماعة لاستهداف ضباط الجيش والشرطة في منازلهم.. وتحريض أطفال على التظاهر ورفع لافتات مناهضة للجيش».
ومنذ عزل مرسي في يوليو (تموز) من العام قبل الماضي إثر مظاهرات شعبية ضده بعد عام من حكمه، يتظاهر مؤيدو جماعة الإخوان، التي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيا، في عدة مدن وقرى مصرية يوم الجمعة من كل أسبوع، لكن هذه المظاهرات فقدت تأثيرها في الآونة الأخيرة.
وقالت محكمة جنايات القاهرة في حيثيات حكمها على مرسي وقيادات الإخوان في قضية «التخابر مع حماس» أمس، إن «المتهمين أفشوا أسرار الدفاع عن البلاد لجهات أجنبية». وكانت المحكمة قد قضت الشهر الماضي بمعاقبة مرسي بالسجن المؤبد 25 عاما و16 آخرين، كما عاقبت كلا من خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد، والقياديين محمد البلتاجي وأحمد عبد العاطي، بالإعدام شنقا.
وأسندت النيابة إلى المتهمين ارتكاب جرائم «اختلاس التقارير الصادرة عن جهازي المخابرات العامة والحربية، والقوات المسلحة، وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية، ومن بينها مستندات غاية في السرية تضمنت بيانات حول القوات المسلحة وأماكن تمركزها».
وقالت المحكمة إن «المتهمين بصفتهم موظفين عموميين أفشوا سرا من أسرار الدفاع عن البلاد بأن أفشوا مضمون تقارير سرية صادرة من المخابرات العامة إلى مؤسسة الرئاسة، دون صدور إذن كتابي من رئيس المخابرات العامة بنشر أو إذاعة التقارير السالفة البيان».
ولفتت المحكمة إلى أن «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومنذ فترة سابقة على عام 2006 وهو يقوم بالتخطيط والتوجيه لقيادات جماعة الإخوان بالداخل لتنفيذ أعمال إرهابية وعنف داخل البلاد مستهدفا استيلاء الجماعة على الحكم، وهو ما تصاعدت وتيرته منذ بداية عام 2010 مع تولي المتهم محمد بديع منصب المرشد العام لجماعة الإخوان».
وشهدت البلاد سلسلة انفجارات في أماكن متفرقة نفذتها الجماعات الإرهابية بواسطة أفراد أمس، بدأت التفجيرات بانفجار عبوتين ناسفتين أسفل برج كهرباء بمحافظة الفيوم دون إصابات، بينما نجح خبراء المفرقعات في إبطال مفعول عبوة ثالثة. وفى البحيرة، تمكن خبراء المفرقعات بالبحيرة من تفكيك عبوة ناسفة زرعها مجهولون بجوار وحدة صحية.
في ذات السياق، قالت السفارة البريطانية في القاهرة، أمس، إن «31 ضابطا في قطاع التخلص من الذخائر المتفجرة في الجيش المصري أنهوا دورة تدريبية مكثفة لمدة أسبوعين في بريطانيا على اكتشاف العبوات الناسفة ومكافحتها». وأضافت السفارة في بيان لها أن الدورة على التدريبات المتطورة في الجيش البريطاني استندت على البحث والاكتشاف و«صممت خصيصا لتلبي احتياجات القوات المسلحة المصرية والتحديات التي تواجهها».
في غضون ذلك، أعلن مصدر عسكري أمس «مقتل وإصابة 13 من العناصر التابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس خلال حملات أمنية جنوب الشيخ زويد ورفح».
وكثف متشددون من عمليات استهداف ضباط وأفراد ومنشآت الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء منذ عزل مرسي. وقال المصدر العسكري إن «قوات من الجيش والشرطة سوف تنتشر في مداخل ومخارج مدن شمال سيناء غدا (الثلاثاء) لتضييق الخناق على الجماعات المسلحة».
وتحاول السلطات الأمنية في البلاد التصدي لمحاولات الجماعات الإرهابية إرهاق الأمن قبل مظاهرات الغد، وراجع وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار مع عدد من مساعديه الخطط الأمنية للتصدي لدعوات نشر الفوضى في ذكرى 30 يونيو، وقالت مصادر أمنية مسؤولة، إن «الوزير شدد على ضرورة التصدي بكل حزم لأي تجمعات تخرج عن الشرعية والتعامل الفوري واستخدام القوة وفقا للقانون لصد الاعتداء على المنشآت»، مؤكدة أن عبد الغفار طالب بتوجيه ضربات قوية لـ«العناصر الإرهابية».
وأضافت المصادر أنه «تم رصد تجنيد أطفال من عدة مناطق للتظاهر ورفع صور للرئيس الأسبق وشارات رابعة (كف طويت إبهامه) وإثارة الشغب»، لافتة إلى أنه «تم إعداد مخطط لتأمين المواقع الهامة الحكومية والخاصة خلال ذكرى الثورة». وأضافت المصادر الأمنية المسؤولة أمس أن «التقارير الأمنية رصدت اتجاه الأوضاع في البلاد نحو الاستقرار، بفعل رفض المصريين جماعة الإخوان التي تتبنى سياسة العنف والقتل».
ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان فشلت فشلا ذريعا في دعوات تظاهرها ضد الدولة خلال الفترة الماضية، إلا أن مظاهرات الجماعة في ذكري ثورة «25 يناير» شهدت مصادمات بين عناصرها والشرطة في أحياء بالقاهرة، أوقعت قتلى ومصابين، وقالت المصادر الأمنية نفسها إن «خطة الداخلية تتضمن تكثيف الوجود الأمني ورفع درجة اليقظة والتمشيط المستمر بحثا عن أي متفجرات محتملة بجوار المواقع الهامة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.