«القاهرة» و«قرطاج» يحتفيان بالسينما السعودية

عبر ندوات وجلسات موسعة وعروض أفلام متنوعة

لقطة من الفيلم السعودي «مامي لامولا» الذي يشارك في مسابقة مهرجان قرطاج
لقطة من الفيلم السعودي «مامي لامولا» الذي يشارك في مسابقة مهرجان قرطاج
TT

«القاهرة» و«قرطاج» يحتفيان بالسينما السعودية

لقطة من الفيلم السعودي «مامي لامولا» الذي يشارك في مسابقة مهرجان قرطاج
لقطة من الفيلم السعودي «مامي لامولا» الذي يشارك في مسابقة مهرجان قرطاج

ستكون السينما السعودية موضح احتفاء في مهرجاني «قرطاج» و«القاهرة»، فبينما تطل المملكة كضيف شرف على الدورة الـ33 من المهرجان التونسي خلال الفترة من 29 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي حتى 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعروض أفلام وجلسات نقاشية، يبحث «القاهرة السينمائي» في دورته الـ44 من 13 حتى 22 نوفمبر المقبل في «صعود السينما السعودية»، من خلال ندوة موسعة يشارك فيها سينمائيون سعوديون وممثلو الهيئة الملكية للأفلام، كما يشهد «ملتقى القاهرة لصناعة السينما» مشاركة مشروع فيلم «عزيز هالة» للمخرجة السعودية جواهر العامري، ضمن الأفلام المتنافسة في مرحلة التطوير.
ويمثل فيلم «مامي لامولا» للمخرجة أنهار سالم، وإشراف المخرج العالمي بيلا تار، السعودية في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بمهرجان قرطاج، والفيلم قصة لربة منزل تعيش بأوروبا وتبدأ حياتها في الانهيار تدريجياً لتجد نفسها وحيدة مع طفلتها. كما تعرض أفلام «آخر زيارة»، «حد الطار»، «أربعون عاماً وليلة».
كانت مديرة أيام قرطاج السينمائية سنية الشامخي، قد أكدت أن اختيار السينما السعودية لتكون ضيف شرف الدورة الـ33 يأتي في ضوء التزام المهرجان باكتشاف تجارب ورؤى سينمائية جديدة. وأشادت الشامخي بتنوع تجارب السعودية وانفتاحها. وعبرت عن إعجابها بالتجارب السينمائية للمخرجات السعوديات، مشيرة إلى أن أول مدرسة لتدريس السينما فيها كانت للفتيات.
كما أشادت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية حياة قطاط، بالتطور الحاصل في السينما بالمملكة، معتبرة أنها «في مرحلة الإقلاع على المستوى الثقافي، وأن السينما التي عادت للمجتمع السعودي بعد حظر استمر عقوداً لا تعد تسلية بالمملكة؛ بل هي أحد أهم روافد الثقافة، حيث تظهر الجانب الإبداعي لدى السعوديين».
ويؤكد الإعلامي التونسي الحبيب الطرابلسي، رئيس تحرير مجلة «سكرين عربية»، أن «الثقافة السينمائية ظلت حاضرة دائماً حتى في ظل عدم وجود سينما سعودية، وأن ما نراه من أعمال حديثة لمخرجين سعوديين ومخرجات سعوديات، ظهرت بعدما فتحت الأبواب، وأصبح هناك إنتاجات سينمائية ودور عرض وحضور قوي في المهرجانات، وفي العام الماضي حصل فيلم (من يحرقن الليل) على جائزة قرطاج لسينما الوعد».
ويضيف الطرابلسي: «بالنسبة لأيام قرطاج السينمائية فقد اعتدنا أن تكتشف سينماءات جديدة واعدة وثقافات شعوب، وهذا العام كان مهماً وجود السينما السعودية بعدما باتت موجودة بالفعل في المهرجانات، وفي قرطاج كأقدم مهرجان عربي للسينما».
وتشهد «أيام القاهرة لصناعة السينما» في مهرجان القاهرة السينمائي حلقة نقاشية حول «صعود السينما السعودية وسبل تطوير المواهب ووسائل الدعم والتحفيز»، يتحدث فيها صناع أفلام سعوديون وممثلون للهيئة الملكية السعودية للأفلام. وتناقش هذه الجلسة وضع السينما السعودية اليوم والعوامل الكامنة وراء تطوراتها الملحوظة التي تحققت في الفترة القصيرة الماضية، ومن المقرر أن يتحدث ضيوف الجلسة عن البرامج الإبداعية التي خطط لها المتخصصون بهدف تطوير المواهب السعودية، وتمكين المبدعين من سرد القصص الأصلية، بالإضافة إلى مواقع التصوير المختلفة والحوافز المقدمة لتشجيع منتجي الأفلام الدوليين على التصوير في المملكة.
ويشير الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي، عضو اللجنة العليا لمهرجان القاهرة السينمائي، إلى أنه حينما يحتفي مهرجان عريق مثل قرطاج بالسينما السعودية، ويتواصل الاحتفاء بها في القاهرة، وقبل ذلك مهرجان مالمو للسينما العربية، فهذا يؤكد أن «السينما السعودية فرضت وجودها في السنوات الأخيرة، وقد شاركت في مهرجانات كبرى وحصدت جوائز، والغريب أن أغلبها لمخرجات، وهي ظاهرة مهمة»، كما أن «الأفلام أصبحت توجد بها مساحة نقد اجتماعي حول وضع المرأة والرجل كأب وزوج».
وأضاف الشناوي أن «الحراك الاجتماعي هو الذي يخلق مناخاً سينمائياً قوياً، لأن السينما أداة شعبية، وحينما تهتم المملكة بها، فهذا معناه أن الهدف واضح، وهو أن تكون السعودية أحد العناوين المهمة على المستوى الثقافي، وتظل السينما هي (رأس الحربة) في ذلك لأنها أكثر فن له بعد وتأثير اجتماعي».
ويلفت إلى أنه منذ رفع العلم السعودي على شاطئ «الريفيرا» قبل خمس سنوات في مهرجان كان، ثم الوجود في برلين وفينيسيا، اتضح أن «هناك حراكاً يؤسس لصناعة سينما قوية، تواكبه زيادة مطردة لعدد دور العرض، لتكون السعودية المحطة الأولى لتحقيق أكبر الإيرادات، إضافة لدعم جيد للأفلام، بما يمثل خطة طموحة على كل الأصعدة»، مشيراً إلى أن «السعودية لا تفكر فقط في السينما بالمملكة، بل في السينما العربية والعالمية أيضاً، بدليل اهتمامهم بترميم فيلمين مصريين عمرهما نصف قرن، وهما (خلي بالك من زوزو)، و(غرام في الكرنك) يعرضان خلال الدورة المقبلة لمهرجان البحر الأحمر، وقبل ذلك تم ترميم أفلام للمخرجين خيري بشارة ويوسف شاهين باعتبارها إرثاً سينمائياً عربياً».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
TT

مصر تُكرّم فنانيها الراحلين بالعام الماضي عبر «يوم الثقافة»

مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية
مصطفى فهمي في لقطة من أحد أعماله الدرامية

في سابقة جديدة، تسعى من خلالها وزارة الثقافة المصرية إلى تكريس «تقدير رموز مصر الإبداعية» ستُطلق النسخة الأولى من «يوم الثقافة»، التي من المقرر أن تشهد احتفاءً خاصاً بالفنانين المصريين الذي رحلوا عن عالمنا خلال العام الماضي.

ووفق وزارة الثقافة المصرية، فإن الاحتفالية ستُقام، مساء الأربعاء المقبل، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، من إخراج الفنان خالد جلال، وتتضمّن تكريم أسماء عددٍ من الرموز الفنية والثقافية الراحلة خلال 2024، التي أثرت الساحة المصرية بأعمالها الخالدة، من بينهم الفنان حسن يوسف، والفنان مصطفى فهمي، والكاتب والمخرج بشير الديك، والفنان أحمد عدوية، والفنان نبيل الحلفاوي، والشاعر محمد إبراهيم أبو سنة، والفنان صلاح السعدني، والفنان التشكيلي حلمي التوني.

أحمد عدوية (حساب نجله محمد في فيسبوك)

وقال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري في تصريحات الأحد، إن الاحتفال بيوم الثقافة جاء ليكون مناسبة وطنية تكرم صُنّاع الهوية الثقافية المصرية، مشيراً إلى أن «هذا اليوم سيُعبِّر عن الثقافة بمعناها الأوسع والأشمل».

وأوضح الوزير أن «اختيار النقابات الفنية ولجان المجلس الأعلى للثقافة للمكرمين تم بناءً على مسيرتهم المميزة وإسهاماتهم في ترسيخ الهوية الفكرية والإبداعية لمصر». كما أشار إلى أن الدولة المصرية تهدف إلى أن يُصبح يوم الثقافة تقليداً سنوياً يُبرز إنجازات المتميزين من أبناء الوطن، ويحتفي بالرموز الفكرية والإبداعية التي تركت أثراً عظيماً في تاريخ الثقافة المصرية.

وفي شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي، رحل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، عن عمر ناهز 81 عاماً، وقدم الفنان الراحل المولود في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943 أكثر من 200 عمل فني.

صلاح السعدني (أرشيفية)

كما ودّعت مصر في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2024 كذلك الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني عن عمر ناهز 90 عاماً، بعد رحلة طويلة مفعمة بالبهجة والحب، مُخلفاً حالة من الحزن في الوسط التشكيلي والثقافي المصري، فقد تميَّز التوني الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدّة، بـ«اشتباكه» مع التراث المصري ومفرداته وقيمه ورموزه، واشتهر برسم عالم المرأة، الذي عدّه «عالماً لا ينفصل عن عالم الحب».

وفي وقت لاحق من العام نفسه، غيّب الموت الفنان المصري حسن يوسف الذي كان أحد أبرز الوجوه السينمائية في حقبتي الستينات والسبعينات عن عمر ناهز 90 عاماً. وبدأ يوسف المُلقب بـ«الولد الشقي» والمولود في القاهرة عام 1934، مشواره الفني من «المسرح القومي» ومنه إلى السينما التي قدم خلالها عدداً كبيراً من الأعمال من بينها «الخطايا»، و«الباب المفتوح»، و«للرجال فقط»، و«الشياطين الثلاثة»، و«مطلوب أرملة»، و«شاطئ المرح»، و«السيرك»، و«الزواج على الطريقة الحديثة»، و«فتاة الاستعراض»، و«7 أيام في الجنة»، و«كفاني يا قلب».

الفنان حسن يوسف وزوجته شمس البارودي (صفحة شمس على فيسبوك)

وعقب وفاة حسن يوسف بساعات رحل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد صراع مع المرض.

وجدّدت وفاة الفنان نبيل الحلفاوي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، الحزن في الوسط الفني، فقد رحل بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

السيناريست المصري بشير الديك (وزارة الثقافة)

وطوى عام 2024 صفحته الأخيرة برحيل الكاتب والمخرج بشير الديك، إثر صراع مع المرض شهدته أيامه الأخيرة، بالإضافة إلى رحيل «أيقونة» الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية، قبيل نهاية العام.