فشل البرلمان اللبناني أمس في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إثر عدم اكتمال النصاب القانوني المطلوب لعقد الجلسة، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوعين، في ظل عدم اتفاق بين الأطراف السياسية على اسم واحد للرئاسة، وتحذيرات من الاتجاه نحو شغور رئاسي.
وحضر 71 نائباً إلى قاعة البرلمان، من أصل 128 نائباً، علما بأن النصاب القانوني يجب أن يكون بأكثرية الثلثين، أي بحضور 86 نائباً. وبلغ عدد الحاضرين إلى باحة المجلس 89 نائباً، لكن لم يدخل منهم إلى القاعة إلا 71 إثر انسحاب الآخرين، ما أدى إلى تأجيل الجلسة إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وكان نواب «التيار الوطني الحر» أبرز مقاطعي الجلسة لتزامنها مع ذكرى 13 أكتوبر 1990 حين دخلت القوات السورية إلى القصر الجمهوري الذي كان يقيم فيه العماد ميشال عون، كما قاطع نواب «حزب الله» الجلسة، باستثناء رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي حضر الجلسة، وذلك تضامناً مع حلفائهم في «التيار الوطني الحر»، إضافة إلى انسحاب آخرين.
والجلسة هي الثانية التي لم يكتمل فيها النصاب، وأثار هذا الأمر اعتراضا من نواب المعارضة، وصل إلى حد التحذير من فراغ رئاسي. وأكد النائب مروان حمادة، «إننا نتجه نحو الشغور الرئاسي بخطى ثابتة و(عيب) على (التيار الوطني الحر) الاحتفال بمثل هذا اليوم المعيب عليهم».
وقال نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان: «إننا جاهزون في أي لحظة لانتخاب رئيس للجمهورية، واليوم هناك أكثر من فريق غير جاهز لانتخاب رئيس». وأضاف «حرام في وضع البلد الحالي ألا نمارس كنواب مسؤوليتنا كما يجب، ولا عذر لعدم وجود مرشحين للكتل، ولا عذر لعدم طرح مرشح خياراته واضحة».
وأكد عدوان «نريد رئيساً للجمهورية ينتشل لبنان من هذا الوضع ويغير الأحوال»، مشيراً إلى «أننا نرى بالنائب ميشال معوض القدرة على إنجاز التغيير المنشود، وأدعو الكتل لتحديد خياراتها لتتمكن من مواجهة الرأي العام».
وقالت النائبة ستريدا جعجع: «أذكر اللبنانيين بأنه كان من حق (رئيس حزب القوات) سمير جعجع الترشح للانتخابات الرئاسية لكنه تراجع كي يوحد صفوف المعارضة، وذهبنا إلى خيار ميشال معوض لأنه لا يستفز قوى المعارضة والعملية الديمقراطية تقضي بترشيح أحد الأسماء».
من جهته، اعتبر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل بعد رفع الجلسة أن «تطيير الجلسة الثانية لانتخاب رئيس للجمهورية يدخل ضمن إطار الحجج التي يتذرع بها الفريق الآخر لأنه يشعر بالحرج في ظل عدم التوافق على مرشح واحد، وكل هذا حصل بالتوافق مع بعضهم البعض لأنهم لا يعلمون لمن سيمنحون أصواتهم».
وينظر «حزب الله» إلى النائب ميشال معوض على أنه «مرشح تحدٍ»، حسب ما قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله قبل الجلسة، ودعا إلى «التحاور ككتل كي نُحدد مرشحاً توافقيا».
وتابع: «طرح التحدي يؤدي إلى مزيد من الجلسات من دون نتيجة»، مشيرا إلى أن «الرئيس التوافقي هو القادر على الحصول على موافقة المجلس النيابي، ويجب أن نجمع اللبنانيين وأن نخرج من لغة التحدي، وليس علينا أن نحاسب الرئيس بري على النيات في تحديد موعد الجلسة، ولا يمكننا المبادرة تجاه كتلة تفرض مرشح التحدي وتأخذ البلد إلى الفراغ». وأضاف «لن نسمي أي مرشح الآن بل علينا أن نلتقي مع باقي الكتل على اسم الرئيس لأن البلد يحتاج إلى تفاهمات وتوافقات بين الكتل والتحدي يؤدي إلى الفراغ، ونذكر بأن الرئيس عون لم يأتِ في سياق تحد بل بتفاهمات».
إلى ذلك، قال عضو «اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور: «أعلنا مَن هو مرشحنا وعلى باقي الكتل القيام بالأمر عينه وحتى اللحظة رياح التوافق بين الكتل غير موجودة».
أما النائب ملحم خلف فقال: «لا يمكن إبقاء الجلسات شكلية لتمرير الوقت وإنتاج رئيس للجمهورية هو أمر جدي بالنسبة إلينا ونقوم بواجباتنا وتذليل الصعوبات مع كل الأطراف للوصول إلى رئيس».
البرلمان اللبناني يفشل مجدداً في انتخاب رئيس
لم يكتمل النصاب... و«الوطني الحر» و«حزب الله» أبرز المقاطعين
البرلمان اللبناني يفشل مجدداً في انتخاب رئيس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة