عبد اللطيف رشيد... فصل جديد من فصول الرئاسة العراقية

عبد اللطيف جمال رشيد
عبد اللطيف جمال رشيد
TT

عبد اللطيف رشيد... فصل جديد من فصول الرئاسة العراقية

عبد اللطيف جمال رشيد
عبد اللطيف جمال رشيد

تضاربت الأنباء، أمس (الأربعاء)، بشأن الاتفاق السياسي حول اعتماد ترشيح السياسي الكردي عبد اللطيف جمال رشيد لمنصب رئاسة جمهورية العراق.
ويتصارع الحزبان الكرديان الرئيسيان، منذ نحو عام، على منصب الرئيس من خلال تمسُّك كل منهما بمرشحه، حيث يتمسك حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني بإعادة ترشيح الرئيس الحالي برهم صالح، فيما يصرّ الحزب «الديمقراطي» على ترشيح العضو البارز فيه ووزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد لشغل المنصب.
ومعروف أن رشيد الذي شغل منصب وزير الموارد المائية (2003 - 2010) قدّم نفسه مرشحاً مستقلاً في الدورة البرلمانية الأخيرة، رغم انتمائه السابق لـ«حزب الاتحاد الوطني»، وهو بالوقت ذاته عديل (زوج شقيقة) رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني.
ولعل المفارقة في بروز اسم رشيد بقوة أنه صدر عن ائتلاف «دولة القانون» وسط نفي «الحزب الديمقراطي»، وذلك أمر يُعد طبيعياً في سياق الحراك السياسي العراقي «الملتبس»، الذي غالباً ما يستند إلى أسس بعيدة إلى حد ما عن السياقات المعتمدة في تشكيل الحكومات الطبيعية في الأنظمة التي يفترض أنها ديمقراطية؛ فقد أصدر ائتلاف «دولة القانون»، الذي يتزعمه نوري المالكي، أمس (الأربعاء)، بياناً قال فيه: «نرحب بمبادرة (الحزب الديمقراطي الكردستاني) لحلحلة الأزمة السياسية، عبر سحب مرشحه الرئاسي (ريبر أحمد)، ودعم السيد عبد اللطيف رشيد مرشحاً توافقياً داخل البيت الكردي».
وأضاف: «نقدر عالياً هذه المبادرة التي تعبر عن تغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية، بما يحقق التوافق الوطني المنشود لاستكمال الاستحقاقات الدستورية، وفي مقدمتها انتخاب رئيس الجمهورية في جلسة البرلمان المقررة، غداً (اليوم الخميس)».
وأكد الائتلاف «دعمه الكامل لهذه الخطوة، وندعو الجميع إلى التعاطي معها كونها السبيل الوحيد لإنهاء حالة الانسداد السياسي التي أخرت تشكيل الحكومة، وأدخلت البلاد بمنزلقات خطيرة».
وبمجرد صدور بيان «دولة القانون»، سارع «الحزب الديمقراطي الكردستاني» إلى نفي ذلك، عبر النائبة فيان صبري، التي قالت في تصريح صحافي: «لم يتم التوصل لغاية الآن إلى مرشح تسوية بين (الحزب الديمقراطي الكردستاني)، و(حزب الاتحاد الوطني)».
وأضافت: «إلى الآن، لا يزال مرشح (الحزب الديمقراطي الكردستاني) لمنصب الرئيس، ريبر أحمد، والمناقشات مع جميع الأحزاب السياسية العراقية، مستمرة».
وفي مقابل تسريبات صحافية تشير إلى قيام «الحزب الديمقراطي» بسحب ترشيح مرشحه، ريبر أحمد، لمنصب رئاسة الجمهورية، نفت مصادر مطلعة في البرلمان الاتحادي ذلك، واعتبرت أن الأمر لا يتجاوز حدود «التأويلات التي يطلقها (ائتلاف دولة القانون)».
وكان «الاتحاد الوطني الكردستاني»، وجه، أول من أمس، نداءً إلى مجلس النواب؛ بأن يكون قراره الفيصل في انتخاب رئيس الجمهورية، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع خصمه (الحزب الديمقراطي)، وفي ذلك إشارة إلى اعتماد صيغة الدخول بمجموعة مرشحين لرئاسة الجمهورية، ويترك أمر اختيار الرئيس لأعضاء البرلمان، ولما كان «حزب الاتحاد» حليف قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، فربما كان يعول على انتخاب مرشحه المحدد.
ومهما كان حجم التعقيد المرتبط بحل مشكلة الاتفاق على رئيس للجمهورية من بين الحزبيين الكرديين، فإن جلسة انتخاب الرئيس (اليوم «الخميس») ربما لن تمر بيسر وبسهولة، نتيجة التهديدات والتعهدات الضمنية التي تطلقها شخصيات ومنصات إعلامية صدرية بالحيلولة دون انعقاد الجلسة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
TT

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف مجرى نهر الليطاني، في محاولة لفصل النبطية عن قضاء مرجعيون.

وفيما انتقل هوكستين إلى واشنطن من دون الإدلاء بتصريحات حول زيارته إسرائيل، أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أنَّ الموفد الأميركي «بقيَ على تواصل مع المفاوضين اللبنانيين»، مشيرة إلى أنَّ المحادثات لوقف النار «تتقدم ببطء، لكن بثبات في اتجاه إيجابي».

ميدانياً، وصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة ديرميماس، انطلاقاً من بلدة كفركلا، ما يعني أنَّها سارت على طريق لنحو 5 كيلومترات في العمق اللبناني، لتصل إلى مشارف الليطاني، بعد تمهيد ناري بالمدفعية وغارات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيّرات. وقال «حزب الله»، في المقابل، إنَّه استهدف تلك القوات في النقاط التي وصلت إليها.

بالموازاة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية، واستهدفت الأحياء المسيحية المقابلة للضاحية في عين الرمانة والحدت، وهي خطوط التماس السابقة في الحرب اللبنانية، وذلك عقب إنذارات وجهها الجيش للسكان بإخلاء الأبنية.