تحت شعار «اضحك للسينما» أطلق مهرجان «الإسكندرية السينمائي» لدول البحر المتوسط دورته الـ38 (من 5-10 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري)، التي يحتفي فيها بفن الكوميديا ونجومه الذين نجحوا في رسم البسمة على وجوه المشاهدين عبر عقود طويلة، ترجم ذلك بوستر الدورة الذي صممه رسام الكاريكاتير عمرو فهمي على شكل مركب صيد يستقله نجوم الكوميديا، بجانب استفتاء أفضل مائة فيلم كوميدي في تاريخ السينما المصرية، والذي أثار موجة كبيرة من الجدل.
غلبت روح الكوميديا على حفل افتتاح المهرجان الذي أقيم مساء (الأربعاء) بمكتبة الإسكندرية، حيث استهلت الفقرات بأوبريت «ضحكة من القلب» من إخراج محمد مرسي، الذي قدم عبر لقطات غنائية واستعراضية مع مشاهد فيلمية، نجوم الكوميديا من (شارلي شابلن ولوريل وهاردي إلى نجيب الريحاني وإسماعيل يس، وثلاثي أضواء المسرح وعادل إمام).
وجاء فيلم الافتتاح مواكباً للاحتفاء بالكوميديا وتاريخها الممتد في السينما المصرية، التي أكد عليها فيلم «برسوم يبحث عن وظيفة» لرائد السينما المخرج محمد بيومي، واحتفى المهرجان بمرور نحو مائة سنة على إنتاجه (1923)، وهو فيلم صامت تم تصويره بالأبيض والأسود، وأعيد ترميمه قبل فترة، وتدور أحداثه من خلال صديقين عاطلين عن العمل، يحاول كل منهما البحث عن وظيفة في أحد البنوك، ولتوضيح الأحداث يقوم المخرج بكتابة عبارات تعبر عنها حتى يستوعب الجمهور المعنى المقصود.
جانب من حضور حفل الافتتاح
وبحسب الناقد عصام زكريا المدير الفني للمهرجان، فإن «اختيار هذا الفيلم جاء مرتبطاً بالتنمية الأساسية للدورة، كما أن فيلم الافتتاح يتعرض عادة للظلم ولا يشاهد بشكل جيد، لذا جاء هذا العمل مناسباً لأن مدة عرضه 16 دقيقة، كما أنه يعد أول فيلم مصري، وعرضه يعد نوعاً من الإنصاف لبعض الأفلام القصيرة، التي لم يتم ضمها لاستفتاء أفضل مائة فيلم كوميدي الذي ركز فقط على الأفلام الطويلة.
وحول معايير اختيار الأفلام المشاركة بالمهرجان، يقول زكريا: «أهم شيء أن يكون الفيلم على مستوى جيد، وهناك اعتبارات أخرى مثل التنوع في الدول المختلفة وفي نوعية الأعمال، وأن تعكس ثقافة البحر المتوسط، منوهاً إلى أن الاختيار يكون حسب الميزانية المتاحة»، مؤكداً: «نحن المهرجان الوحيد الذي لا يدفع مقابل للأفلام المشاركة به، والتحدي هو أن نجلب أفلاماً جيدة دون أعباء كبيرة، وهذا ما حرصنا عليه في كافة الأفلام المشاركة في مسابقات المهرجان المختلفة».
ومنح المهرجان وسام البحر المتوسط، خلال حفل الافتتاح للمخرج الكبير محمد عبد العزيز، الذي قدم الشكر لـ«الإسكندرية السينمائي» ولاحتفائه بالكوميديا، مؤكداً أنه سعى لتقديم عدد من القضايا عبر أفلامه الكوميدية التي أخرجها.
وعبر الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان في كلمته، عن سعادته بأن تحمل هذه الدورة اسم الفنان محمود حميدة، مشيراً إلى أنه قامة سينمائية كبيرة، إذ قدم نحو 65 فيلماً وأنتج أفلاماً دون البحث عن ربح، كما أصدر واحدة من أهم المجلات السينمائية «الفن السابع»، فيما وصف الفنان محمود حميدة تكريمه بالمهرجان بأنه «لحظة تاريخية وشرف عظيم». وشارك في الاحتفاء به على المسرح الفنان محيي إسماعيل، الذي دخل في وصلة مزاح عندما قال: «اشمعنى دي دورة محمود حميدة مش محيي إسماعيل، يمكن عشان حميدة بيحب السينما وعشان بيحب الإنتاج، وعاأن بيحب البلياردو... محمود حميدة طول بعرض وبيهز الأرض، بس برده أنا القيصر».
دنيا سمير غانم تتسلم تكريم والديها الراحلين
كما كرم المهرجان الفنانة دنيا سمير غانم التي حظيت بتصفيق الحضور، وعبرت عن سعادتها بالتكريم وسط الأساتذة الكبار محمود حميدة ومحمد عبد العزيز والمخرج سعيد حامد أول من قدمها للسينما، وشاركت الممثلة شيرين في تقليدها وسام الكوميديا لاسم والديها الراحلين سمير غانم ودلال عبد العزيز، مؤكدةً أن اسم شهرتها صار «شيرين صرصار» بعد مشاركتها في مسرحية «المتزوجون» مع سمير غانم.
وجاء تكريم المخرج السوداني سعيد حامد باعتباره أكثر مخرج قدم نجوم الكوميديا الجدد وعلى رأسهم محمد هنيدي، كما تم تكريم ثلاثا من نجمات سينما البحر المتوسط، وهن: اليونانية الكسيتس بروتوبسالتي، والفرنسية ماريان بورجو والأرمينية المصرية الفرنسية نورا أرماني، كما تم تكريم الإذاعي إمام عمر أول من قدم برنامجاً إذاعياً عن السينما.
تكريم الإذاعي إمام عمر
وأعلن الإعلامي عمرو الليثي خلال توزيع جوائز «مسابقة ممدوح الليثي للسيناريو» عن تشكيل مجلس أمناء للجائزة بمناسبة مرور عشر سنوات على إطلاقها لتحويل السيناريوهات الفائزة إلى أعمال درامية.
بالإضافة إلى ذلك، قدم المهرجان خلال حفل الافتتاح لمسة وفاء للفنانين الذين رحلوا عنا خلال عام 2022 ومن بينهم (مها أبو عوف، أحمد حلاوة، عايدة عبد العزيز، جلال الشرقاوي، علي عبد الخالق، هشام سليم) الذي حظي بتصفيق كبير بمجرد ظهور صورته على الشاشة.
تشارك في هذه الدورة 29 دولة، ويحتفي المهرجان بمئوية السينما التونسية التي تعد ضيف شرف الدورة الـ38، ويعرض بعض أفلامها ويكرِّم عدداً من أبرز السينمائيين التونسيين، كما يحتفي بالمخرج الإسباني الكبير كارلوس ساورا ويعرض ثلاثة من أهم أفلامه (مربي الغربان، إليسا حياتي، وأه كارميلا).
الممثلة الفرنسية ماريان بورجو لحظة تكريمها
وتشهد مسابقات المهرجان منافسات عديدة، ففي الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط يتسابق 14 فيلماً، ويرأس لجنة تحكيمها المخرج خيري بشارة، فيما يتنافس 21 فيلماً في مسابقة الأفلام القصيرة وترأس لجنة تحكيمها الناقدة مايا بوجوجفيتش من الجبل الأسود، وفي مسابقة نور الشريف للفيلم العربي الطويل يتنافس 11 فيلما ويرأس لجنة تحكيمها المخرج التونسي رشيد فرشيو، وتشهد مسابقة أفلام الطلبة مشاركة 30 فيلماً ويتولى رئاسة لجنة تحكيمها الناقد مجدي الطيب.