تحديد السبب المناعي الرئيسي لحالات «كورونا الشديدة»

بداية الانهيار تبدأ بفقدان «الخلايا المقيمة» بالرئة

عينة تُظهر انخفاضاً في خلايا الضامة المقيمة «اللون الوردي» (ساينس ترانسليشن ميدسين)
عينة تُظهر انخفاضاً في خلايا الضامة المقيمة «اللون الوردي» (ساينس ترانسليشن ميدسين)
TT

تحديد السبب المناعي الرئيسي لحالات «كورونا الشديدة»

عينة تُظهر انخفاضاً في خلايا الضامة المقيمة «اللون الوردي» (ساينس ترانسليشن ميدسين)
عينة تُظهر انخفاضاً في خلايا الضامة المقيمة «اللون الوردي» (ساينس ترانسليشن ميدسين)

حدد فريق بحثي من مدرسة طب بمستشفى «ماونت سيناي» بمدينة مانهاتن الأميركية، ما وصفوه بأنه «السبب المناعي الرئيسي لحالات كوفيد - 19 الشديدة». وخلال دراسة منشورة في العدد الأخير من دورية «ساينس ترانسليشن ميدسين»، رسم الفريق البحثي بدقة سيناريو الانهيار لدى حالات «كوفيد - 19» الشديدة، والذي يبدأ بفقدان الخلايا المناعية المسماة «الضامة» التي تعيش عادةً في الرئة وتنظم إصلاح الأنسجة، يليه تدفق خلايا الضامة الجديدة من الدم إلى الرئة مسببةً الالتهاب.
يقول الباحثون في تقرير نشره الموقع الرسمي لمستشفى «ماونت سيناي» في 4 أكتوبر (تشرين الأول): «قد يكون منع دخول هذه الخلايا التي تسبب الالتهاب ومنع فقدان الضامة المقيمة في الرئة بمثابة استراتيجية علاجية لعلاج المرض وأمراض الرئة الفيروسية الأخرى».
وخلال الدراسة، تم جمع عينات الدم وسوائل الرئة من عناصر تحكُّم صحية و583 مريضاً بـ«كوفيد - 19» تم قبولهم بمستشفى «ماونت سيناي». واستخدم الباحثون بروتينات المصل والتنميط الظاهري للخلايا المناعية لمقارنة الاستجابات المناعية للمجموعتين وتحديد الأسباب المحتملة لشدة المرض التي يمكن أن تتنبأ بالمرضى الأكثر تعرضاً للخطر وتوجيه بروتوكولات العلاج الجديدة.
ووجد الباحثون أن شدة «كوفيد - 19» كانت مرتبطة بتحول في الوظائف المتخصصة لمختلف مجموعات البلاعم في الرئة، وقد يفسر هذا جزئياً لماذا كبار السن، الذين لديهم عدد أقل من الضامة التعويضية المقيمة في الرئة، يمكن أن ينتجوا المزيد من البلاعم الالتهابية المشتقة من الدم، وقد يكونون عُرضة للإصابة بمرض شديد، كما يقول الباحثون.
وأكد الباحثون أن الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين قياسات جهاز المناعة لدى المرضى. تقول العالمة جزائرية الأصل مريم مراد، رئيسة معهد علم المناعة الدقيق بمدرسة الطب بمستشفى ماونت سيناي: «الاختبارات المناعية المتاحة سريرياً محدودة للغاية، وهو أمر مؤسف يجب علاجه، لأن فهم تكوين الخلايا المناعية المنتشرة في الدم، والجزيئات الالتهابية التي تنتجها، يمكن أن تكون مفيدة للغاية وتساعد في تحديد علاجات جديدة للكثير من الأمراض المختلفة».
وتضيف: «تُظهر دراستنا أن التنميط المناعي يمكن أن يساعد في تقسيم المرضى إلى طبقات وفقاً لأسباب المرض لديهم وتحديد الاستراتيجيات العلاجية المصممة لهذه الأسباب، وفي التحقيق الذي أجريناه، كان من الممكن أن تستفيد مجموعة فرعية من المرضى بشكل كبير من استعادة البلاعم المقيمة في الرئة، وكان استخدام دراسات التوصيف المناعي في العيادة سيساعد في إجراء هذه التدخل مبكرا قبل تطور المرض».
ويتتبع الباحثون الآن مجموعة «كوفيد - 19» الموضحة في هذه الدراسة لمقارنة التنميط المناعي الشامل للمرضى الذين أُصيبوا لفترة طويلة بـ«كوفيد - 19» مع أولئك الذين يتعافون تماماً، من أجل تحديد الدوافع واستراتيجيات العلاج لفيروس «كورونا» لفترات طويلة.



منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)
TT

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

يناقش منتدى المرأة العالمي دبي 2024، الذي ينطلق اليوم في دبي، محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي، كما يبحث اقتصاد المستقبل، والمسؤوليات المشتركة، والتكنولوجيا المؤثرة، وذلك خلال فعاليات المنتدى الذي تقام على مدى يومي 26 و27 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

ويسعى المنتدى إلى معالجة قضايا المرأة في ضوء التحديات العالمية المعاصرة، مع التركيز على تعزيز دورها شريكاً رئيسياً في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يسلط الحدث الضوء على دور المرأة في قيادة التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، ومواجهة التغير المناخي، إلى جانب تعزيز المساواة بين الجنسين وبناء الشراكات الدولية.

منصة استراتيجية لتمكين المرأة عالمياً

وأكدت منى المري، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المنتدى يسعى لإيجاد حلول للقضايا والتحديات التي تواجه المرأة على المستوى العالمي.

وأوضحت المرّي أن المنتدى يبحث قضايا المرأة الملحّة ذات العلاقة بالتحديات العالمية الماثلة، وقالت: «المنتدى يهدف إلى إلقاء الضوء على تلك القضايا بطرق متعددة، تأسيساً على ناقشه في دورتيه السابقتين، وما يطرحه في دورته الثالثة من محاور ذات أبعاد استراتيجية».

وأضافت: «في قلب النقاشات، تتجلى الأدوار الرائدة التي تلعبها المرأة في مختلف المجالات الحيوية، سواء من خلال تبوئها لمناصب صنع القرار، أو من خلال ممارستها التأثير الفعال في مجالات بارزة مثل قيادة التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتصدي للتغير المناخي، والسعي نحو تحقيق الأمن والسلام والازدهار العالمي». ووفقاً لها، فإن إسهام المرأة في رسم معالم المسؤوليات العالمية، يجعلها شريكاً أساسياً في تشكيل مستقبل الشعوب وصياغة سياسات التنمية المستدامة.

وأشادت المري بجهود ومبادرات حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين ورئيسة مؤسسة دبي للمرأة، التي عززت حضور المرأة في المناصب القيادية وزادت من تأثيرها في المجالات الحيوية.

اقتصاد المستقبل والتكنولوجيا المؤثرة

ولفتت المرّي إلى أن المنتدى يولي اهتماماً خاصاً للتعاون والشراكات الدولية؛ كونها تعد حجر الزاوية في استراتيجية التوازن بين الجنسين في دولة الإمارات، وأوضحت: «تحقيق أي تقدم ملموس في هذا المجال، سواء على الصعيدين الإقليمي أو العالمي، يتطلب مواصلة الجهود وتطوير شراكات متينة توفّر المنصة الضرورية للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الخامس الذي يُركز على تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات».

ويتناول المنتدى دور المرأة في صياغة اقتصاد المستقبل عبر استعراض تجارب رائدة ومناقشة قضايا ملحة مثل الابتكار وريادة الأعمال. كما يركز على التكنولوجيا بوصفها عنصراً أساسياً لتحقيق التغيير، مع تسليط الضوء على أهمية تمكين المرأة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

وأضافت المري أن المنتدى سيبرز مساهمة المرأة في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي والسلام العالمي، وقالت: «إشراك المرأة في صياغة السياسات العالمية يُعد خطوة محورية نحو بناء مجتمعات أكثر استدامة وعدلاً».

كما ركزت المري على أهمية الشراكات الدولية بوصفها ركيزة لتحقيق التوازن بين الجنسين، مشيرة إلى إطلاق مبادرات نوعية خلال المنتدى، أبرزها توقيع مجلس الإمارات مبادرة للتوازن بين الجنسين مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص لتعزيز نسبة النساء في المناصب القيادية إلى 30 في المائة بحلول عام 2025، وأوضحت: «تحقيق تقدم ملموس في المساواة بين الجنسين يتطلب تضافر الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص عبر شراكات مستدامة».

منى المري رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة

مشاركات ملهمة

وبحسب المعلومات الصادرة، فإن المنتدى يجمع نخبة من القيادات وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم، من بينهم أكثر من 25 وزيراً ووزيرة وشخصيات بارزة تشمل: الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون بدبي، التي ستناقش رؤيتها لدبلوماسية الثقافة، وأمينة إردوغان، حرم الرئيس التركي، التي ستشارك في جلسات تسلط الضوء على تمكين المرأة عالمياً، بالإضافة إلى سعيدة ميرضيائيفا، مساعدة رئيس أوزبكستان، وآصفة بوتو زرداري، السيدة الأولى في باكستان، وإليزا ريد، السيدة الأولى السابقة لآيسلندا، وإيرين فيلين، ممثل الناتو الخاص للمرأة والسلام والأمن.

كما تشارك شخصيات ملهمة من القطاع الخاص مثل كاميل فاسكيز، محامية النجم العالمي جوني ديب، وأشواريا راي، نجمة السينما العالمية.

التمكين

وفقاً لمنى المرّي، فإن تنظيم مؤسسة دبي للمرأة لهذا المنتدى العالمي الذي يجمع نخبة من القيادات الحكومية والمنظمات والهيئات الدولية والخبراء وأصحاب التجارب المُلهِمة من حول العالم، يؤكد التزام الإمارات بتمكين المرأة وريادتها في تعزيز الوعي بالقضايا والتحديات القائمة على الساحة العالمية.

وقالت: «دبي، بحضورها الدولي، تواصل تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للحوار والتنمية، حيث يقدم المنتدى فرصة لبناء شراكات استراتيجية تدعم تمكين المرأة عالمياً، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة».