تلميح إسرائيلي بالتوصل إلى تفاهمات تمنع المساس بالدروز في سوريا

قوى شبابية من الجيش الإسرائيلي يطالبون بالمشاركة في القتال

تلميح إسرائيلي بالتوصل إلى تفاهمات تمنع المساس بالدروز في سوريا
TT

تلميح إسرائيلي بالتوصل إلى تفاهمات تمنع المساس بالدروز في سوريا

تلميح إسرائيلي بالتوصل إلى تفاهمات تمنع المساس بالدروز في سوريا

ذكرت مصادر إسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو توصلت إلى تفاهمات مع عناصر المعارضة في سوريا تضمن عدم المساس بأبناء الطائفة المعروفية في سوريا، وقالت إن هذه التفاهمات تمت بواسطة الأردن والولايات المتحدة.
وقالت هذه المصادر إنه لا بد من بث الاطمئنان لدى الدروز، تم فتح ممر آمن من جبل العرب ومحافظة السويداء جنوب سوريا إلى الأردن، لينتقل عبره الدروز الراغبون بذلك، إلى الأردن في حال اضطرارهم للهرب من بلداتهم.
وجاء هذا الإعلان في تل أبيب، أمس، في محاولة لطمأنة القيادات الدينية والعسكرية للطائفة الدرزية في إسرائيل، التي واصلت أمس مظاهرات الاحتجاج في هضبة الجولان السورية المحتلة، والتي ارتفعت فيها شعارات ضد سياسة إسرائيل. فقد رفع المتظاهرون شعارات تتهم إسرائيل بالتعاون مع خصوم الدروز في سوريا، أمثال «داعش» وجبهة النصرة. وقال المقدم في جيش الاحتياط الإسرائيلي، سميح حلبي، إن النظام السوري يهمل الدروز بشكل متعمد عقابا لهم على رفضهم القتال في صفوفه ضد المعارضة، وإن إسرائيل تهمل الدروز بحجة عدم التدخل، مع أنها تتعاون مع «داعش» وجبهة النصرة وتقدم العلاج لجرحاهما في المستشفيات الإسرائيلية.
وتشهد الطائفة العربية الدرزية صراعا داخليا حادا حول هذا الموضوع، مع أن القلق على الدروز في سوريا يوحد جميع الأطراف، والخلاف هو حول الوسيلة التي ينبغي اتباعها لمناصرة إخوتهم. فالتيار الوطني فيهم، الذي يرفض الخدمة العسكرية للدروز في الجيش الإسرائيلي، يطالب بعدم التدخل الإسرائيلي في القضية. ويقول إن دروز سوريا يرفضون تلقي أي مساعدة من إسرائيل أو من أي طرف فيها. ويتهم هذا التيار إسرائيل بالتحالف مع «داعش» وغيرها ضد سوريا كلها وليس فقط ضد نظامها. بينما يرى التيار الموالي للسلطة، أن على إسرائيل أن تتدخل لصالح الدروز. وقال الشيخ نعيم إدريس إنه ورفاقه في الطائفة لا يريدون من إسرائيل أن تشارك في الحرب لصالح الدروز، بل أن تستخدم نفوذها لدى القوى الداخلية في سوريا بألا تعتدي على الدروز وأن توفر السلاح والمساعدات الإنسانية للدروز، حتى يصمدوا في المعركة. ولكن هناك أيضا قوى شبابية من خريجي الجيش الإسرائيلي يطالبون الحكومة الإسرائيلية بالسماح لهم أن ينتقلوا بأسلحتهم إلى الأراضي السورية حتى يشاركوا إخوتهم في القتال ضد «داعش».
وفي خضم هذا الصراع، تتجند بعض القوى اليهودية ما سمته «التضامن مع الدروز». وقد طلب رئيس المجلس الإقليمي «الجليل الأعلى»، غيورا زالتس، من الكيبوتسات التابعة لمنطقة نفوذه، الاستعداد لاحتمال استيعاب لاجئين دروز من سوريا. وكتب زالتس في رسالته أن «الفكرة التي نحاول دفعها هي العثور على أماكن سكن مؤقتة للاجئين الدروز السوريين كي يجدوا مكانا يلجأون إليه في حال اضطروا إلى ترك قراهم خشية التعرض للذبح».
وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية، ذكرت السبت، أن تغييرًا خطيرًا قد يطرأ على المشهد السوري على الحدود خلال ساعات، وهذا قد يوقع إسرائيل في أزمة عميقة ستضطر خلالها لاتخاذ قرار فوري بالتدخل المباشر في سوريا، عسكريًا بسلاح الجو، وميدانيًا بالتعامل مع النازحين وتوسعة المشافي الميدانية الحدودية.
وأضافت الصحيفة، في مقال موقع من محرر الشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، أن التصريحات الأخيرة التي صدرت عن مسؤولين إسرائيليين من المؤسسة العسكرية والأمنية، التي أفادت بأن الوضع الاستراتيجي على الحدود الشمالية جيد ومستقر، هي تصريحات مبسطة وسطحية ومبالغ فيها إلى حد ما. وأضافت: «فإذا كان الوضع جيدًا نسبيًا حتى صباح اليوم، فليس من المؤكد أبدًا أن يستمر كذلك غدًا أو الأسبوع القادم».
وهنا يرى هرئيل أن التناقض في التصريحات يدل على عمق الأزمة التي وضعت حكومة إسرائيل فيها، فهي تحاول إيجاد نقطة توازن بين أقطاب متناقضة. فهي من ناحية «ملزمة علنيًا وأخلاقيًا أمام ما سمّته (حلف الدم) مع الأقلية الدرزية التي تخدم بجيشها». لكن من ناحية أخرى سيشكل التدخل لصالح الدروز في سوريا انحرافًا خطيرًا من الخط الحذر الذي اتبعه نتنياهو منذ بداية الأحداث في سوريا قبل 4 سنوات، وهو أن يمتنع قدر الإمكان عن الغرق في مستنقع الرمال المتحركة في سوريا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».