بترايوس لـ {الشرق الأوسط}: «الميليشيات الشيعية» أكبر خطر على وحدة العراق من «داعش»

الجنرال الأميركي في أول حوار يجريه مع صحيفة عربية: الأمير محمد بن نايف قضى على «القاعدة» في السعودية.. والأمير محمد بن سلمان حمى حدودها بالغارات الجوية

بترايوس في حديث لـ {الشرق الأوسط} (تصوير: جيمس حنا)
بترايوس في حديث لـ {الشرق الأوسط} (تصوير: جيمس حنا)
TT

بترايوس لـ {الشرق الأوسط}: «الميليشيات الشيعية» أكبر خطر على وحدة العراق من «داعش»

بترايوس في حديث لـ {الشرق الأوسط} (تصوير: جيمس حنا)
بترايوس في حديث لـ {الشرق الأوسط} (تصوير: جيمس حنا)

أكد الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة الأميركية المركزية، السابق، في حوار مطول خص به «الشرق الأوسط»، أن دول التحالف لن تنشر قوات أجنبية، لا في العراق ولا في سوريا، قائلا «إنها مهمة العراقيين»، ودعا إلى ضرورة تشكيل قوات عربية سنّية على الأرض في سوريا.
وقال الجنرال بترايوس في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه لا مكان في العالم لتنظيم داعش المتطرف، مؤكدا أن لا بشار الأسد (الرئيس السوري) ولا «داعش» يمكن أن يكونا جزءا من الحل في سوريا. وأكد وجود مستشارين من قوات «فيلق القدس» الإيراني في اليمن مشيرا إلى أن «إيران تريد تحويل الهلال الشيعي إلى نصف القمر بهدف السيطرة على المنطقة».
ورأى إيجابيات في الاتفاق النووي «المتوقع مع إيران، لكن تساءل ماذا سيحصل بعد فترة 10 أو 15 سنة خصوصا أن إيران بين ثلاث دول تعتبرها أميركا داعمة للإرهاب. وأبدى تفاؤلا ملحوظا بالقوة العربية المشتركة، ورأى أن العدو المشترك دفع كل دول مجلس التعاون الخليجي لدعم المملكة العربية السعودية، وكذلك فعلت مصر التي أثنى على رئيسها عبد الفتاح السيسي وعلى جيشها، كما أثنى على الجيش اللبناني الذي قال إنه تابع مواجهته للإرهابيين في معارك «نهر البارد» ولا يزال يتابع عملياته حتى الآن. ورأى أنه من حق السعودية المحافظة على حصتها في سوق النفط وتجنب فقدان زبائنها.
وتذكر بترايوس سنواته في العراق. ويقول: «كنا شيوخ أكبر قبيلة هناك». وأثنى على الجيش العراقي الذي دافع عن بلاده بشراسة، لكن القادة خذلوه. وقال إنه وافق على إجراء هذه المقابلة المطولة لأهمية صحيفة العرب الدولية «الشرق الأوسط» وبسبب احترامه للمنطقة واهتمامه بها. وفي كل نقاط الحوار كان يشدد على وحدة العراق.. وقال «من يستطيع أن يقسّم ديالى أو الموصل أو بغداد حيث الاختلاط المذهبي أقوى من (القاعدة) و(داعش) و(الميليشيات الشيعية)». وعن هذه يعترف الجنرال بترايوس بأنها أنقذت بغداد، لكنها في المستقبل ستكون أخطر من «داعش» على وحدة العراق، إذا لم تعترف بالحكومة العراقية التي يجب أن تكون الكلمة الأخيرة لها. استقبلني الجنرال بترايوس بقوله باللغة العربية: «أنا من بلاد الرافدين»، أسأله هل فعلا تعتبر نفسك من هناك؟.. يجيب: «نعم أنا من بلاد ما بين النهرين». وهنا نص الحوار
* عندما غادرت بلاد ما بين النهرين، هل تركت جيشا مع إرادة للقتال؟ إذا كان ذلك صحيحًا فما الذي غيّر الوضع في العراق منذ «الصحوة»؟
- الجيش وقوات الأمن العراقية قاتلوا وماتوا من أجل بلادهم بأعداد كبيرة جدا خلال «الصحوة» وفي السنوات التي تلت، وبالتأكيد طوال السنين التي كنا فيها هناك ويستمرون بهذه المهمة.
لكن، منذ نهاية 2011 وحتى هجوم «داعش» العام الماضي، فإن الجيش لم يواصل تدريباته، بل صار يقف على نقاط التفتيش. القادة الذين أثبتوا أنفسهم خلال المعارك، حل محلهم وفي حالات كثيرة، موالون من مذهب محدد، كنت أنا شخصيا طردتهم خلال «الصحوة» قبل أن نقدم المساعدات العسكرية.
* من أبعد القادة؟
- الحكومة العراقية وسلسلة القيادة، ثم إن العرب السنّة الذين كانوا عادوا جزءًا من نسيج المجتمع خلال الصحوة وظلوا فاعلين أصيبوا بصدمة بعد أحداث أواخر عام 2011 و2012 عندما صدرت اتهامات كبيرة ضد شخصيات سنّية بارزة مثل نائب الرئيس طارق الهاشمي، وضد رافع العيساوي وزير المالية والنائب السابق لرئيس الحكومة نوري المالكي خلال «الصحوة».
* هل يمكننا القول إن كل تلك الاتهامات كانت من اختراع نوري المالكي؟
- ما أستطيع أن أؤكده، أننا راجعنا كل وثائقنا، ولم نجد شيئا يطال الدكتور رافع العيساوي، أما عن الآخرين فلا أستطيع أن أتكلم عن التفاصيل الأمنية وكانت كثيرة ربما قاموا بعمليات أمنية خلال تلك الفترة المضطربة هم وآخرون، قبل أن نحقق تقدمًا في «الصحوة».
كما تذكرين، إن «الصحوة» خففت العنف في العراق بنسبة 85 في المائة، ولاحقا أكثر. كان الهدف الرئيسي إعادة توحيد البلاد، وبالذات إعادة العرب السنّة إلى نسيج المجتمع العراقي، وإعطائهم الأسباب لدعم العراق والحكومة العراقية. أحب أن أشير إلى أننا لم نشترهم، احتجنا لستة أشهر من التفكير حول كيفية إعادة إدخالهم ومكافأتهم أيضا، بعد ذلك تسلمت الحكومة العراقية المسؤولية وتحطمت كل الوعود، لذلك كان هناك لدى الفئات السنّية شعور بالتهميش والخيانة خصوصا أنهم قاتلوا «القاعدة» في العراق، وقاتلوا المتمردين السنّة، غامروا بحياتهم، مات الكثير منهم ليكتشفوا أن الحكومة العراقية ليست مستعدة لدعمهم. وما حصل بحق السنّة، أدى إلى تهيئة أرض خصبة لنمو التطرف والتمرد من جديد. بعدها تنظيم القاعدة في العراق الذي كان تم تدميره في السنوات السابقة، اتجه نحو سوريا، استغل الحرب الأهلية ضد بشار الأسد، واستعاد قوة جديدة، صادر أسلحة جديدة ومعدات ووجد مصادر تمويل عبر تهريب النفط، والخطف والعمليات الإجرامية وفرض الخوّات والضرائب، ومن ثم عاد إلى العراق أولا إلى محافظة الأنبار وبعدها توجه نحو محافظة نينوى وعاصمتها الموصل.
* كيف تهاوى الجيش العراقي في الموصل، هل لأنه لم يتلق الأوامر من القادة أم لأن القادة عجزوا عن ذلك؟
- في بعض الحالات، هرب القادة قبل أفراد الجيش. الجنود العراقيون سيقاتلون ومستعدون للموت من أجل بلادهم، إنما يجب أن يشعروا بأن قيادتهم ستكون معهم، وأنه في حالات ما ستأتيهم الإمدادات، وأن حماية جوية متوفرة لهم، هم بحاجة إلى الشعور بأن ظهورهم محمية. إذا رأيت قائدك يخرج من الباب الخلفي وأنت مستمر في القتال من دون أوامر، وليس هناك من وسيلة للإنقاذ ولم تتدرب منذ أكثر من ثلاث سنوات، للأسف سينهار كل شيء ولن يكون هذا مفاجئًا.
هل تعرفين أن الجنود في الرمادي، قاتلوا بشدة، «الفرقة الذهبية» و«الفرق الخاصة» كانوا هناك لأكثر من شهر يقاتلون ببسالة، لكنهم اضطروا للانسحاب. لم ينهاروا، تركوا أسلحة نعم، لكن عرفوا أن لا خطة هناك لإعادة تنظيمهم.
عندما نواجه وضعا مثل هذا، يذكرنا أن العدو له دور. تذكري «داعش» كان بحالة الدفاع عن النفس، «أبعد عن الجدار حول بغداد، وعن محافظتي ديالى وصلاح الدين». لكن، لا يزال «داعش» يتمتع بقدرة عالية. أرسل مجموعات كبيرة من السيارات المفخخة، ولا يوجد جيش في العالم كله قادر على مواجهة هذه الموجة، إلا إذا كان يدرك أن قوة أخرى تتحرك لإنقاذه.
* هذا يعني أنك لا تزال تعتقد بالجيش العراقي، وليس بأن «الميليشيات الشيعية» ستتحول إلى الحرس الثوري العراقي؟
- أعتقد أنه من الواجب من أجل وحدة العراق ووحدة أراضيه، أن أي قوات أخرى، «الميليشيات الشيعية»، أو «الحرس الوطني السنّي»، أو الجيش العراقي، أو قوات الأمن العراقية، أو حرس الحدود، يجب أن تكون مرجعيتها الحكومة العراقية، ورئيس الوزراء العراقي المنتخب هو القائد الأعلى للجيش ومعه وزراء الدفاع والداخلية وهيئة القيادة.
«الميليشيات الشيعية» أنقذت بغداد ويجب الاعتراف لها بذلك، لكن القوة التي تحافظ على منطقة تم تطهيرها من «داعش» يجب أن تكون شرعية بنظر الناس، وأظن أن «الميليشيات الشيعية» تعرف أن أبناء الرمادي والموصل لن يرحبوا بها.
* عندما قال الرئيس باراك أوباما إنه ليس لديه استراتيجية للتغلب على «داعش» هل كان يلوم المؤسسة العسكرية لأنها لا تتجاوب معه، أم لأنه شعر بأن المؤسسة ليست في جو الحرب؟
- أعتقد أنه كان يقصد أن هناك قطعا إضافية تحتاجها الاستراتيجية، حيث أعلن فورًا أنه سيرسل 450 جنديا، وهناك تقارير أنه يدرس رفع العدد.
* إذا لم تكن هناك استراتيجية فعلى أي أساس يرسل هذه الأعداد؟
- هناك استراتيجية وهي واضحة، بأن الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي، يوفر للعراق: المراقبة الأمنية والاستطلاع، والمساعدة في التدريبات والآليات، وبرامج أمنية متعددة، وإصابة أهداف دقيقة من الجو، ومستشارين على مستوى الفرق، وهناك تفكير بترفيع المستوى إلى الألوية.
المفهوم موجود والرئيس كان يقصد القدرات المطلوبة في ظل الاستراتيجية القائمة. لن ننشر قوات قتالية في العراق، إنها مهمة العراقيين، وإذا عجزوا فيجب علينا أن ننتظر حتى يصبحوا قادرين، حتى ولو أن الوقت ليس إلى جانبنا، لأنه يجب أن نبقي «داعش» في حالة الدفاع عن النفس، ثم ونحن ندحر «داعش» إلى الوراء علينا أن نستعيد الرمادي.
من جهة ثانية، «داعش» في حالة هجوم في سوريا ويجب مع الوقت معالجة ذلك الوضع، لكن التركيز الآن هو على بلاد ما بين النهرين.
* لماذا؟
- لأنه لا تزال هناك القدرة على المحافظة على وحدة البلاد، وإبقاء العراق موحدًا. ثم هناك الركائز الأساسية لذلك: رئيس وزراء التزم علنًا بالمصالحة مع السنّة العرب، والتزم بعلاقة بناءة مع الحكومة الكردية، أعلن في بيان عن تشكيل «الحرس الوطني العراقي».
* لكنه حتى الآن لم يفعل أي شيء من كل ما ذكرته؟
- مجرد أن أعلن ذلك في بيانات أمر مهم جدًا، إنه يبذل جهدا لتحقيق ذلك. التقيت الأسبوع الماضي في واشنطن مع رئيس مجلس النواب العراقي سالم الجبوري، وهو سنّي وكان شديد القناعة بأن رئيس الوزراء حيدر العبادي ينوي تحقيق ما قاله، وبالإضافة إلى مساعدتنا في دحر «داعش» علينا أن نشدد على أمرين: الجبهة الأمامية والقتال ضد «داعش»، لكن مركز الثقل لكل الجهود العراقية هي بغداد، وهذا يستدعي من رئيس الوزراء أن يكسب دعما برلمانيا كافيًا، ودعمًا سياسيًا على مستوى البلاد، ليقود العراق في الاتجاه الذي يعترف به الجميع أي أن تكون هناك حكومة عراقية تمثل وتستجيب لكل العراقيين، وهذا يعني السنّة، والشيعة، والأكراد، والإيزيديين، والشبك، والتركمان، والمسيحيين.
* هناك من يقول إن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق وهادي العامري رئيس «منظمة بدر» يعملان خلف الكواليس لمنع عبادي من تحقيق أي نجاح؟
- السياسة في العراق صعبة، إنها ليست لضعفاء القلوب. رئيس الوزراء عبادي يعيش السياسة في العراق منذ البداية، وخطط لتحالف أتاح انتخابه رئيسًا للوزراء، ويعمل بجد لتحقيق ما يجب عمله أي إعادة توحيد المجتمع العراقي.
* لكن كما يقال، صار من الصعب إعادة النسيج العراقي، أو السوري، كما كانا في السابق. وهناك نظريات وأقاويل في العالم العربي أن كل الحدود المعروفة والمعترف بها ستتغير، وبعض الدول مثل العراق وسوريا سوف تتقسم وكأنه سيكون هناك مكان لقيام «داعش»، هل توافق على أي شيء من هذا؟
- إطلاقا. لا مكان في العالم العربي، أو في أي عالم لـ«داعش». إنها منظمة متطرفة، لا تقبل الآخرين الذين لا يرون العالم حسب وجهة نظرها، حتى من المسلمين. هذا ليس صراع حضارات، إنه صراع ضمن حضارة، وهناك صراع داخل العالم السنّي، وبكل تأكيد هناك اختلافات في العالم الشيعي، وبالطبع هناك اختلافات عرقية ومذهبية. وكما قلت مع بداية «الصحوة» عندما توليت قيادة العراق: الأمل ليس من دون أمل. وسيادة الأرض يمكن المحافظة عليها، إذا نجحت السياسة العراقية في تجميع العراق كدولة واحدة، تماما كما حصل خلال «الصحوة» واستمرت على هذا المنوال لسنوات بعد ذلك.
بالمناسبة إلى الذين يقولون إنه يجب تقسيم العراق، أسأل: أين سترسمون الحدود على الخريطة، ومن هو الذي سيفعل ذلك؟ ماذا سيحل بملايين العراقيين في المناطق المجاورة. ماذا سيحل بمحافظة ديالى مثلاً التي هي منقسمة بالتساوي تقريبا ما بين السنّة والشيعة وبعض الأكراد. ماذا سيحصل في بعض مناطق بغداد التي لا تزال متداخلة رغم كل التهجير العرقي من قبل «القاعدة» و«الميليشيات الشيعية». من الواضح أن «الميليشيات الشيعية» مع الوقت عليها أن تلبي الحكومة، ويجب جلبها إلى داخل هيكلية الدولة، لأن الحكومة العراقية يجب أن تحتكر وحدها استعمال القوة داخل حدودها.
* عندما سقطت الرمادي أخيرا، لم تسمح الحكومة للسنّة بالدخول إلى بغداد، ظلوا عالقين على الجسر قبل إرسالهم إلى كردستان. هذا يشعرنا بأن هناك نوعا من الكراهية ما بين السنّة والشيعة؟
- أعتقد أن الأمر كان مقلقًا، ومن حق العراقيين أن يشعروا بالقلق، كان هناك توضيح من الحكومة العراقية بأنهم متخوفون من وجود عناصر من «داعش» معهم.
* كانوا عجائز وأطفالا ونساء؟
- هذا صحيح، ويجب على الحكومة العراقية أن تعالج هذا وكذلك التحالف، لأن سقوط الرمادي كان ضربة استراتيجية مميزة. عمليًا العراق خسر مقر مقاطعة محافظة الأنبار، وخسر أيضا القاعدة العسكرية حيث مقر القيادة العسكرية للأنبار. إنها خسارة استراتيجية من حجم كبير، لأن السرد الذي كان سائدًا بأن «داعش» يتراجع ويخسر ولم يعد يحقق نجاحات، تشوه وظهر سطحيًا، ولذلك فإن كل الجهود يجب أن تنصب على إبعاد «داعش»، والعراقيون يفعلون ذلك، نشروا قوات، أظن بأنهم سيحيدون الفالوجة أولاً، لقد تحركوا من السامراء نزولاً باتجاه الجنوب الغربي لبحيرة «الثرثار» يجب أن تبذل الجهود لاعتقال أو قتل الإرهابيين الموجودين ضمن خلايا في المدن ويفجرون سيارات في بغداد والمدن الأخرى.
* هل يعني أنك تشجع أولاً على تحرير الأنبار قبل الموصل لأنها استراتيجيًا أهم؟
- أنا لست في موقع القيادة، الآن، لكن أرى أن التشديد يجب أن يكون حول استرجاع الفالوجة والرمادي.
* وماذا عن الموصل؟
- هناك خطة لذلك.
* هل يستطيع العراقيون استرجاع المحافظتين معًا؟
- أعتقد أنهم سيركزون على محافظة واحدة أولاً، ثم لا تنسي أن عليهم تحرير «بيجي» للوصول إلى الموصل، من بيجي عليهم الذهاب نحو الجبال، وبالتأكيد نحو حترة – خيارة وضواحي الموصل. في الواقع، الآن القوات العراقية وقوات البيشمركة نجحوا بتطويق الموصل قطعوا الطريق الأساسي الذي يأتي من سوريا إلى الموصل.
كنت في أربيل قبل أشهر قليلة، والتقيت الرئيس مسعود برزاني. هناك خطة فعالة، لكنه اعترف بأن من عليه تحرير الموصل والمحافظة عليها يجب أن يكون شرعيًا بنظر الشعب وهو أول من يعترف بأن البيشمركة ليست القوة التي يجب أن تحافظ على الموصل. قد تساعد في تطهير بعض المناطق، هو يعرف أن المناطق العربية السنّية يجب أن تسيطر عليها قوات محلية عربية سنّية.
* ماذا حدث بـ«الحرس الوطني» للسنّة؟
- قال رئيس الوزراء عبادي إنه ينوي تشكيله، قرر ذلك أخيرًا.
* هل بدأ ذلك؟
- هناك التدريبات قائمة في «قاعدة الأسد» وستجري التدريبات في «قاعدة التقادم» الجوية الواقعة ما بين الفالوجة والرمادي، كنا نسميها «تي كيو»، بالإضافة إلى التدريبات في التاجي، وبسمايا، وبغداد بالطبع.
* هل تشعر بالخيانة وأن نجاحاتك تحولت إلى هزيمة مع سقوط الموصل والرمادي وعودة الحياة إلى «القاعدة» وبروز «داعش» في سوريا والعراق؟
- أظن أن مشاعر كل من كان له الفخر بأن يخدم في العراق هي الأسف العميق على الشعب العراقي. عندما تركت العراق قلت: إن العراق والعراقيين سيبقون دائمًا في عقلي وقلبي. وكان هذا حقيقيا بالنسبة لكل واحد منا، خصوصا الذين فقدوا أصدقاء وشركاء عراقيين ومن التحالف، والذين عرفوا الشعب العراقي بكل دفئه وضيافته.
* هل تشعر بالخيانة؟
- شعرت بالحزن الشديد، كان حدثًا مأساويًا، نحن عملنا ما كان يجب عمله عندما طلبت دولنا منا ذلك.
* هل تلوم نوري المالكي؟
- نعرف ما حدث. نعرف أنهم حاولوا اعتقال الزعماء السياسيين للعرب السنّة، نعرف أن قوات الحكومة العراقية حاربت بالسلاح مظاهرة سنّية مسالمة. وضعوا هذه المشاهد على «يوتيوب»، وهذا ما أثار السنّة، وقد حدث هذا مرارًا. نعرف أن القادة الجيدين أبعدوا ليحل مكانهم مخلصون مذهبيون في بعض المناطق الأساسية مثل الموصل، ونعرف أن أفرادًا كثيرين كنت أصررت على طردهم في السابق، أعيدوا. ونعرف أن سلسلة القيادة كانت وظيفيا مختلة في الوقت الذي كان يجب أن تكون على كفاءة وفاعلية. وأيضا هجر القادة جيوشهم، وبعدها صار الانهيار معديًا.
أنا رأيت هذا في المعارك، عندما يلحظ العدو ذلك، يعتقد أن الطرف المقابل انهار، وهذا ما حدث في الموصل.
أحب أن أقول إنني مصلاوي (قالها بالعربية) أمضيت أول سنة لي في العراق في نينوى، كنت قريبا من أبناء الموصل، المدينة المتعددة الطوائف والمذاهب، فيها السنّة والشيعة والأكراد والشبك والمسيحيون. إنها مكان تاريخي، وأن تري «داعش» يحطم كل تلك الحضارات في حترا وسنجار أمر مأساوي. لقد ضحينا معًا، وتذكرين أن عدد القوات والشرطة العراقية الذين ماتوا وضحوا وهم يدافعون من أجل وطنهم في الجزء الأخير من «الصحوة» يفوق بأضعاف عدد ضحايا الحلفاء.
* كم من الوقت احتجت للتحضير لـ«الصحوة»؟
- بدأنا وضع المحتوى عام 2006، وفي ديسمبر 2006 أشرفت على الخطة في الولايات المتحدة الأميركية. ثم عدت إلى العراق في شهر فبراير (شباط) حيث توليت القيادة، وخضنا معارك ضارية لمدة ستة أشهر، وكنت قلت ستكون سيئة جدًا قبل أن يتحسن الوضع، لأننا كنا نسترجع الأراضي من «القاعدة» ومن المتمردين السنّة و«الميليشيات الشيعية»، ركزنا في السنة الأولى على «القاعدة» والأكثر عنفا من السنّة، وبعد تدميرهم في ربيع عام 2008 ركزنا بسبب قرار صدر من رئيس الوزراء المالكي واتجهنا نحو البصرة حيث دارت معركة حامية، أرسلنا الكثير من الإمدادات وشاركت طائرات هليكوبتر هجومية في المعركة وهزمناهم هناك، ثم هزمناهم في مدينة الصدر والكاظمية. نوري المالكي حارب «الميليشيات الشيعية» أيضًا.
* كأنكم بطريقة غير مباشرة ساعدتموه للتخلص من منافسيه؟
- لم نر الأمور هكذا في ذلك الوقت. كل ما رأيناه كان محاربة المتطرفين من الشيعة والسنّة. كل جهودنا كانت تطهير العراق من التطرف.
* يقول بعض الأميركيين إنه ما لم تعالج الولايات المتحدة النظام التعسفي السوري فإنها لن تستطيع الحد من التجنيد لصالح «داعش»، وإن «داعش» آجلاً أم عاجلاً سيقوم بعمليات داخل أميركا؟
- «داعش» أوحى بعمليات إرهابية ضد أميركا، وضد حلفائها في أوروبا وضد شركائها في منطقة الخليج. تذكرين تكساس، وبالطبع سافر أفراد من كل الدول للقتال في صفوف «داعش» والجاذب المغناطيسي هو بشار الأسد، الرجل الذي قضى على مظاهرة سلمية سنّية بالعنف. قتل ما يزيد على 250 ألف سوري، عدة ملايين تهجروا خارج البلاد، وملايين أخرى داخلها، وتم تدمير البنى التحتية لأجزاء كبيرة من سوريا. إنه الأداة الرئيسية للتجنيد، هو الذي يدفع الكثير من الأفراد إلى الانضمام إلى «داعش»...
* بسبب وحشيته؟
- نعم. لذلك لا يستطيع بشار الأسد أن يكون جزءًا من الحل. لا أعرف ما هو الحل الأقصى، ولا أعتقد أن هناك بدائل كثيرة، لكن لا بشار الأسد ولا «داعش» يمكن أن يكونا جزءًا من الحل.
* تقول مصادر الحكومة البريطانية إنه يجري العمل على صفقة مع روسيا، يتم خلالها نفي بشار الأسد شرط أن تبقى أسس الدولة قائمة، كالجيش والقوات الأمنية. أولاً هل تعتقد أن مثل هذه الصفقة ممكنة؟ وثانيًا: هل تقبل روسيا إيجاد حل وسط حول سوريا إذا لم تجر تهدئة فورية على أوكرانيا؟
- هذا أتركه للدبلوماسيين ولمستشاري الأمن القومي في الدول المعنية. لكن كما قلت، هناك عدة نتائج يمكن تصورها لسوريا، وكل ما يمكنني أن أقوله وبثقة إن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءًا من الحل النهائي، إذ طالما بقي هناك سيكون هناك سنّة عرب على استعداد للذهاب والقتال، لكن توجد عدة مسارات للوصول إلى الحل النهائي وكلها تتطلب قوات على الأرض يستطيع التحالف دعمها في قتالها ضد «داعش» أولاً، ثم تواجه العناصر الأخرى التي تعرقل الوصول إلى النتيجة المتفق عليها. وفي مرحلة ما قد تقرر عدة دول من التحالف ودول أخرى المشاركة.
* مثل روسيا؟
- لا يمكنك استبعاد ذلك، لأن ما يجري في أوكرانيا يمثل تحديًا في هذا الصدد. لكن لا يمكن استبعاد احتمال تدخل روسيا، فهي التي أشرفت على اتفاق تخلي سوريا عن أسلحتها الكيماوية.
* وماذا عن إيران؟
- الأمر هنا أكثر تعقيدًا، فإيران وقفت وبقوة إلى جانب بشار الأسد، أرسلت «قوات القدس» موّلته، زودته بالمستشارين، وكذلك ساعدته بحزب الله اللبناني الذي يخسر عددا كبيرًا من مقاتليه، ويتساءل المرء كيف ستتحمل أمهات جنوب لبنان وكيف سيدعمن موت أبنائهن للدفاع عن شخص، يعرفن جيدًا أنه مسؤول عن قتل ما يزيد على 250 ألف إنسان.
* الرئيس الإيراني حسن روحاني قال: سنعمل كل شيء للدفاع عن النظام السوري. هل تعتقد أن إيران قادرة على ذلك؟
- اسمعي، مسموح للزعماء السياسيين بتصريحات مبالغ بها وأعتقد أن ما قاله روحاني يصب في هذه الخانة.
* عندما سقطت بيجي مع مصفاتها بيد «داعش» من المؤكد أنها سببت موجات من الصدمات في سوق النفط..
- في الواقع، كانت هناك فترة قصيرة نسميها «زيادة المخاطر»، (عالمي الجديد الآن) بحيث أضيفت 10 دولارات على سعر البرميل الواحد، لكنها لم تستمر، لأن قليلاً من النفط كان يخرج آنذاك من شمال العراق، والتصدير كان نحو 100 إلى 200 ألف برميل في اليوم لأن خط إمدادات النفط كان قد قطع. عندما سقطت بيجي كان الخوف أكثر على الجنوب، لأن 90 في المائة من نفط العراق يصدر من البصرة ومحافظة ميسان.
* هذا يعني أن الذين يقولون إنه إذا تركنا «داعش» يتعمق أكثر في العراق فإن سعر برميل النفط قد يصل إلى ما فوق المائة دولار.
- هذا كان الخوف. سعر النفط الخام هو الذي سيُدفع بعد شهرين، حيث يتم الشراء لموعد لاحق. والخوف كان أنه عندما نصل إلى الوقت المحدد فإن عددًا من المنشآت النفطية للإنتاج والتصدير قد تكون تعطلت. بصراحة أنا لم أفكر هكذا وخمنت ذلك وأن «زيادة المخاطر» ليست ضرورية، وبالفعل بعد أسبوعين أكد السوق عدم جدوى المخاوف.
* قلت إن المملكة العربية السعودية تحاول المحافظة على حصتها في سوق النفط ولا تعتمد سياسة موجهة ضد المنتجين الأميركيين؟
- السعودية تحاول المحافظة على حصتها في السوق وتجنب فقدان زبائنها، تعرفين ذلك لأنها في حالات عدة تقبل بأسعار أقل للعقود الآجلة، ثم إنها لم تخفض من إنتاجها. في الولايات المتحدة، فإن منتجي النفط الرملي (Shale) استمروا في زيادة الإنتاج، ويقتربون من القمة. هدف السعودية المحافظة على حصتها، ولا تتوهم بأنها تستطيع شل الإنتاج الأميركي (Shale‪‬). المنتجون المؤثرون في العالم اليوم هم في الولايات المتحدة، في السابق كانوا في السعودية حيث كان لديها مليون برميل من الطاقة الفائضة. عندما فرضنا العقوبات على إيران ذهبنا وطلبنا من السعودية أن تضخ كل طاقتها النفطية لنؤكد للسوق وليعرف ماذا سنفعل قبل تطبيق العقوبات على إيران التي سحبت مليون برميل من السوق، ثم فقدنا مليونا آخر بسبب الأحداث في ليبيا، لكن في الفترة نفسها فإن الإنتاج الأميركي زاد إلى 3 ملايين في اليوم، وهذا تجاوز المشكلة، لأن الزيادة والطلب في العالم لم تتوافقا مع زيادة العرض. لهذا لدينا سوق طاقة مرحرحة حيث هناك أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا أكثر من الطلب.
* تعليقًا على ما قلت، رأى بعض المراقبين أن السعودية في توجهها النفطي تفكر بروسيا وإيران؟
- ما يهم السعودية هو أن تضخ النفط بكثرة للحصول على عائدات عالية، وأن تحافظ على حصتها في السوق. مرت بهذه التجربة سابقًا، وافقت بطلب من أعضاء منظمة «أوبك» على تخفيض إنتاجها، بالمقابل زاد أعضاء آخرون في «أوبك» الضخ وسيطروا على السوق. ولم تستطع السعودية استرجاع ذلك، وفي وقت تستورد الولايات المتحدة أقل كمية لأنها تنتج أكثر وتحصل أيضا على النفط من كندا، فإن من حق السعودية أن تحافظ على زبائنها في العالم.
* يقال إن أكبر خطر يهدد أسعار النفط وإمداداته هو الفوضى في الشرق الأوسط، يضاف إليها تردد الغرب في التدخل؟
- أولاً لا أرى ترددًا غربيًا في التدخل بعد تشكيل التحالف العسكري.
* والملاحظ أن الغرب يأخذ وقتًا طويلاً..
- لكن التدخل يتعاظم بالقرارات الأميركية الأخيرة والدول الأخرى ترسل قوات، وأظن أنه في مرحلة قريبة سيكون هناك التزام بمساعدات أكثر. ولا أظن أن لهذا علاقة بأسعار النفط، لأن الإنتاج النفطي يتزايد. العراق ينتج أكثر في الجنوب، والآن حكومة الإقليم الكردستاني تنتج أكثر وبعض إنتاجها يذهب للحكومة العراقية وبعضها لاستعمالها. ثم لا اختلال في النفط الكويتي، أو السعودي، أو الإماراتي، أو العماني.. الاختلال الوحيد كان في الإنتاج السوري، وفي السودان والقرن الأفريقي، وكلها كميات صغيرة بالأصل. هناك نقص المليون برميل من إيران بسبب العقوبات، والمليون الآخر من ليبيا بسبب العنف. وهذا تم تعويضه بالزيادات في العالم. أعتقد أن هؤلاء المراقبين على خطأ.
* تعهدت إيران بحماية المصالح الأمنية المشتركة بينها وبين اليمن. كاستراتيجي وعسكري هل يمكن أن توضح لي أين تكمن هذه المصالح المشتركة، وكيف ترى تقدم إيران في العالم العربي؟
- صار أمرا ثابتا في المنطقة والعالم أن إيران تريد أن تحول الهلال الشيعي إلى نصف القمر. وهدفها هو السيطرة على المنطقة. إنها تعمل بطريقة ملحوظة جدًا في سوريا، و«قوات القدس» تدعم الميليشيات الشيعية في العراق باستثناء جماعة مقتدى الصدر، إنها تدعم حزب الله اللبناني، في الماضي دعمت «حماس»، واليوم تدعم «الحوثيين» في اليمن وهذا تطور خطير جدًا. كان هناك وضع حساس من المشاركة في السلطة في اليمن بين السنّة والشيعة، مع العلم أن شيعة اليمن مختلفون عن الشيعة الإيرانيين، لكن مع هذا دعمتهم إيران، وهذا تم التحقق منه وإثباته؛ إذ يوجد مستشارون من «قوات القدس» في اليمن، ومن الخطر أن نرى ذلك يتحول إلى حرب أهلية بحيث يصبح من الصعب التحكم بالأوضاع كما الحال في سوريا والعراق وليبيا والآن اليمن، لأن المتطرفين يستغلون الوضع. وفي اليمن، أعتقد أن أخطر فرع لـ«القاعدة في العالم»، هو «قاعدة شبه الجزيرة العربية» حيث إبراهيم العسيري، الماهر بصنع القنابل والملتوي عقليا الذي أرسل شقيقه لتفجير نائب وزير الداخلية السعودي آنذاك الأمير محمد بن نايف (ولي العهد السعودي) ونشكر الله لأنه ظل حيًا. محمد بن نايف بطل حقيقي في السعودية حيث قاد المعركة التي هزمت «القاعدة» هناك، والآن يعالج أخطارًا جديدة متمثلة في «داعش» الذي يريد أن يأتي بالإرهاب والعنف إلى السعودية. لذلك، فإن التطور في اليمن خطير جدًا فـ«القاعدة» أطلقت سراح إرهابيين من السجن، وهي تمدد بصماتها، وللأسف اضطرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى المغادرة، والآن نرى الوضع الصعب جدًا. يمكن للمفاوضات الحالية في جنيف أن تعيد بعض ترتيبات لاقتسام السلطة كما في السابق، حيث كان هناك سلام في إحدى أفقر الدول في العالم. وهذا يشكل مشكلة كبيرة للسعودية.
* لكن في السابق لم يكن هناك وجود إيراني عندما كانت الأمور مستقرة نوعًا ما.
- بالطبع، ثم لا ننسى الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
* كيف تقنع إيران اليوم بأن لا مصالح أمنية مشتركة بينها وبين اليمن؟
- إذا كانت إيران تساعد بقوة الجانب الذي حرك هذا العنف، لا أرى أين هي المصالح المشتركة، إنها مصالح إيران. ومن حق السعودية أن تدافع عن نفسها ونلاحظ كيف أن وزير الدفاع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يدير حملة جوية ويدافع عن الحدود الجنوبية – الغربية للسعودية.
* قال هادي العامري (منظمة بدر) إن الولايات المتحدة بمفردها لا تستطيع أن تهزم «داعش»، وإن إيران لوحدها لا تستطيع ذلك، وإن عليهما أن يتفقا للتغلب على عدو مشترك. أولاً هل تتفق مع هذا المنطق؟ ثانيًا: إن التنافس الخفي بين أميركا وإيران حول العراق يساهم في عدم استقرار البلاد..
- أولاً صحيح أن الولايات المتحدة وإيران تريدان هزيمة «داعش»، وكذلك الأمر بالنسبة إلى كل دول مجلس التعاون الخليجي وكل دول التحالف، وبصراحة كل العالم باستثناء المتطرفين.
* هل يمكن إلحاق الهزيمة بـ«داعش»؟
- يجب إلحاق الهزيمة بالتنظيم، إذا كان لا بد من هذه المعركة، لكنها ستكون معركة طويلة وقاسية جدًا، وتتطلب ثباتًا هائلاً وعزيمة وصبرًا والتزاما.
* وتنسيقًا ما بين الولايات المتحدة وإيران؟
- هناك فرق بين المصلحة المشتركة والعدو المشترك. علينا أن نتذكر أن «قوات القدس» الإيرانية دعمت «الميليشيات الشيعية» التي قتلت الآلاف من القوات الأميركية والعراقية وقوات التحالف على مدى سنوات، وهذا أمر صعب. ثم من ناحية ثانية فإن هذه الميليشيات قد تكون خطرًا بعيد المدى، وأكبر على وحدة العراق من «داعش»، وإذا افترضنا أن السنّة العرب مع الوقت رفضوا «داعش»، إذا اقتنعوا بأن بغداد تريد إعادة بناء النسيج الحقيقي للمجتمع العراقي، فعلينا أن نقلق من «الميليشيات الشيعية» إذا لم تستجب أو تعترف بسلطة الدولة. من هنا القول إن «مركز الجاذبية» هو بغداد. بكل تأكيد، يجب إلحاق الهزيمة بـ«داعش» في ساحات الحرب وعلى الخطوط الأمامية خصوصًا أنها صارت قوات تقليدية الآن، لم تعد تمردًا. صحيح هناك عناصر إرهابية مزروعة في المدن، لكن «داعش» يجب دحره على جبهات القتال لأنه صار قوات تقليدية. لكن هذا لن يكون ممكنًا إذا لم تؤد السياسة في بغداد إلى دفع السنّة العرب لرفض «داعش». الآن لا يزال الوضع غير مؤكد عما إذا كانت اليد الممدودة من بغداد مخلصة، وعما إذا كانت ذات جوهر ومعنى.
البيانات السياسية لرئيس الوزراء العبادي لها معنى، وهذا مهم، لكن يجب ترجمتها. على كل بدأ تنفيذ البعض منها، كما يجري في «قاعدة الأسد»، وفي أماكن أخرى، أو في المناطق الكردية، أو في المساعدة على إنشاء قوات سنّية، وهذه يجب أن تكون قوات عراقية محض.
* هل ترى الجنرال قاسم سليماني كنسخة مكررة من صدام حسين بمعنى أن الاثنين يبالغان بشدة قبل أن يخسرا؟
- سوف نرى.
* قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إن أحدًا في المنطقة لا يصدق أن الاتفاق النووي مع إيران سيمنعها من إنتاج «قنابل» نووية، ثانيًا، انتقد طريقة المفاوضات بأن لا إسرائيل ولا دول الخليج تشارك فيها وهي المعنية. وقال: إذا لم تكن جالسًا حول الطاولة فمن المؤكد أنك على قائمة الطعام. هل توافق على هذه النقاط؟
- مرة ثانية، لا نعرف ماذا تتضمن الصفقة، لكن إذا اعتمدنا على ما أعلن في إطار العمل حول الترتيبات الانتقالية مع العلم أن ما جاء في الورقة الأميركية يختلف عما جاء في الورقة الإيرانية. لنفترض أنه تقريبًا ما أعلنه الأميركيون، أعتقد أن بعض الأمور الأساسية واضحة وهي: إن 20 في المائة من اليورانيوم الإيراني المخصب انتهى، تخفيض أعداد الطرد المركزي بشكل كبير، 3.5 في المائة من أكوام اليورانيوم المخفض تقلص بشكل كبير، مفاعل «أراك» أعيدت هندسته بحيث لا يؤدي إلى إنتاج قنبلة بلوتونيوم، المفاعل المحفور تحت الأرض بالقرب من قم لن يُستعمل للتخصيب، وسيكون هناك تحقيق فعال يمنح الثقة، وأيضا إطالة الوقت المطلوب لإنتاج القنبلة إلى ما لا يقل عن السنة. مع العلم أن بعض الإجراءات ستطبق لمدة 10 سنوات، وبعضها الآخر 15 سنة، يبقى السؤال: وماذا بعد هذه السنوات، ثم إن الحقيقة الأخرى، ولنفترض أن الصفقة أوقفت وأعادت إلى الوراء احتمالات البرنامج النووي الإيراني هذه إيجابيات لكن هناك سلبيات أخرى ومنها أن إيران سيعاد دمجها بالاقتصاد العالمي، وسوف تعيد إنتاج نفطها إلى المعدل السابق وربما أبعد وهي بين الدول الثلاث الأولى في العالم التي ثبت أن لديها احتياطيا نفطيًا وغازًا، سيكون لديها مبالغ ضخمة من المال، الخطر إذا استمرت في القيام بما تقوم به منذ سنوات كثيرة خصوصًا أنها واحدة من الدول الثلاث التي تعتبرها الولايات المتحدة داعمة للإرهاب عبر «قوات القدس» وحزب الله اللبناني. فهي وراء عمليات الأرجنتين، وبلغاريا، ولحسن الحظ أن الانتحاري في تايلاند فجر نفسه، إضافة إلى عمليات أخرى، كما أنها كلفت مجموعة لاستئجار قاتل من مكسيكو ليغتال السفير السعودي في واشنطن عادل جبير، الذي هو الآن وزير الخارجية، وفي نفس الوقت دبلوماسي موهوب جدًا، وبصراحة زميل مقرب من عدة مواقع كنت تسلمتها خلال الحرب.
هذا نوع من الأمور التي يجب أن نستعد لها. وعلينا أن نعترف بضرورة أن تكون لدينا خطة عما سنقوم به إذا توقف البرنامج النووي إنما استمرت إيران بدعمها للنشاطات الإرهابية.
* لكن نتنياهو يقترح جلوس إسرائيل ودول الخليج في المحادثات، متخوفًا من أنه إذا لم تكن جالسًا حول الطاولة فأنت ستكون على قائمة الطعام؟
- هذه مفاوضات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن وألمانيا مع إيران، وحسب معلوماتي فإن الدبلوماسيين الأميركيين بذلوا أقصى ما يستطيعون لتزويد إسرائيل والدول الخليجية بالمعلومات، ربما لم تكن بالسرعة المطلوبة إنما الجهود مستمرة ولهذا دعا الرئيس أوباما كل قادة دول مجلس التعاون إلى «كامب ديفيد» قبل أسابيع.
* يقول بعض المراقبين العسكريين إنه وعلى الرغم من أن الجيش المصري قوي لمواجهة أي عدو خارجي فإنه غير قادر على مواجهة العمليات الإرهابية داخل مصر؟
- علينا أن نتذكر أن «الإخوان المسلمين»، خلال حكمهم أساءوا جدًا لمصر، صحيح أن الرئيس (محمد مرسي) انتُخب لكنه فشل، كان حكما تقسيميا، يهمش الكثيرين، وتحدى التقاليد المصرية حيث عاشت كل المذاهب والأقليات معًا بسلام، ولهذا عاد الشعب المصري إلى الشوارع، وأعد الرئيس عبد الفتاح السياسي وحكومته دستورًا يشمل الجميع؛ إذ إنه ليس إسلاميًا صرفًا كما السابق. ومن المؤكد أن المؤسسة العسكرية المصرية تدرس بجدية كيفية مواجهة الإرهابيين والمتمردين الذين يحاولون تفجير المراكز العسكرية والأمنية التي تدعم الحكومة، كما يجري في سيناء، فالأمر هناك مقلق. ثم لأول مرة رأينا مصر تغلق حقيقة الأنفاق التي كانت تُستعمل لمد حماس وأعادت فتح معبر رفح. لنمسك الخشب هنا.
* هناك أيضا ليبيا؟
- بالطبع حيث يتم تهريب السلاح، ثم إن ليبيا هي المكان الذي يحاول المتطرفون مثل «قاعدة المغرب العربي»، و«أنصار الشريعة»، والآن «داعش» استغلال المناطق التي لا حكم فيها أو حيث الحكم فيها غير كفء، من أجل أهدافهم.
* هل ترى قوة عربية مشتركة تبرز في المستقبل القريب؟
- إني أراها الآن تحلق في الأجواء. أرى دول مجلس التعاون الخليجي تحلق معًا فوق اليمن، وتبدأ باتخاذ خطوات جديدة لدمج دفاعاتها الجوية، وتدرس احتمالات مجموعات عسكرية خليجية موحدة.. إن العدو المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي دفعها لدعم المملكة العربية السعودية كما تفعل دول أخرى في المنطقة مثل مصر.
* على المدى البعيد، هل ترى حزب الله في لبنان كقوة يحسب لها حساب؟ وهل يستطيع لبنان الدولة الكوزموبوليتانية الصغيرة، تحمل قوة آيديولوجية؟
- أعتقد أن حزب الله اللبناني قوة يحسب لها حساب حاليًا، يجب أن ننظر إلى العالم كما هو وليس كما نحبه أن يكون، ولا يمكن أن ننفي أن الحزب يحسب حسابه، ثم إنه قوة سياسية في البرلمان اللبناني حيث لديه العدد المعرقل بالإضافة إلى قوته العسكرية. وفي كل زمن توجد قوة عسكرية في بلاد لا تستجيب للحكومة تشكل مشكلة. الوضع في لبنان صعب، لكنه نوعًا ما عملي الآن لأنه سمح للبنان بالاستمرار من دون انفجار كبير منذ نهاية الحرب الأهلية إنه ليس بالوضع المثالي إنما في الوقت نفسه فالمنطقة ليست بالمكان المثالي. لكن هل يستطيع لبنان الاستمرار بالتعثر إلى الأمام أم أنه سيسقط ثانية في دوامة العنف. أظن أن السياسيين اللبنانيين يتطلعون أحيانا إلى الهاوية، أي استئناف العنف، ثم يتراجعون. أعتقد أن كل القوى في لبنان قلقة جدًا من «داعش» والمتطرفين الآخرين. وبصراحة فإن الجيش اللبناني واجه المتطرفين بقوة وشجاعة كما حصل في نهر البارد. عندما كنت على رأس «القيادة المركزية الأميركية» أعجبت جدًا بأداء الجيش اللبناني وهو مستمر بذلك مع العلم أن عليه أن يقوم بعمليات في أوضاع حساسة جدًا مع تغطية سياسية، ومع هذا أبحر الجيش عبر كل هذه الصعوبات، وقام بمهامه وهو مستمر بذلك، ونحن نقدم له المزيد من الدعم كما نفعل مع الأردن.
الأردن دولة مهمة أخرى في المنطقة، دولة ينظر شعبها إلى نتائج «الربيع العربي». بعدما نزلوا إلى الشوارع أدركوا أن ذلك الربيع لن يكون كما أملوا، ورأوا أن العائلة المالكة قد تقوم بمهمة حسنة، فانسحبوا من الشوارع وسمحوا للملك عبد الله الثاني الاستمرار في عملية الإصلاحات وساعد على إيجاد تفاعل سياسي بطريقة حكيمة.
وبمناسبة الحديث عن الدول التي تفاعلت بإيجابية، هناك تونس، وقد التقيت الرئيس الباجي قائد السبسي عندما زار واشنطن، والتقيت سابقًا السيد راشد الغنوشي. القادة لهم دور وتونس في هذا المجال محظوظة جدًا بأن يكون رئيسها السبسي وزعيم المعارضة الغنوشي، والاثنان اتفقا على التنازل من أجل مصلحة البلاد، هذا ما يحتاج أن يفهمه القادة في اليمن.
* إذا فشلت المحادثات النووية مع إيران ماذا سيحدث؟
- لقد كرر رئيس الولايات المتحدة أنه لن يسمح لإيران بأن تمتلك أسلحة نووية، وأستطيع أن أؤكد لك أن القدرات العسكرية لتحويل كلماته إلى أفعال جاهزة، المسرح تم إعداده إذا اضطررنا، صحيح أنه ليس بالنتيجة المفضلة، لكن الرئيس كان واضحًا، لم يكن ما قاله مجرد كلمات في مؤتمر صحافي، إنما التزام صارم ومحدد وواضح.
* بعض التقارير الفرنسية أشارت إلى أن التحالف نجح في اختراق «داعش»، هل نصدق هذا؟
- مع أنني لست في ذلك العالم الآن، إلا أن الكل يسعى لذلك، ولهذا هناك وحدات من عدة حكومات، قائمة لفعل هذا الشيء.
* روسيا لا تبني قدرات عسكرية هجومية في الخارج لكنها فقط ترد على التهديدات الأمنية للتوسع الأميركي على حدودها.
- من قال هذا؟
* الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هل يجب أن نصدقه أو كما قال أيضا إن روسيا والولايات المتحدة شركاء في قضايا عدة؟
- مما لا شك فيه أن هناك مصالح مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة منها مثلاً محاربة التطرف والإرهاب في دول آسيا الوسطى بما فيها أفغانستان، بحيث لا يمر هؤلاء عبر تركمنستان، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وكازاخستان، باتجاه روسيا.
من الواضح أنه من مصلحة الجميع أن لا تنجح صناعة المخدرات غير الشرعية بأن ترسل نتاجها كالهيروين إلى روسيا ومواطنيها، وأيضا من المصالح المشتركة رؤية دول آسيا الوسطى مزدهرة وهناك مصالح مشتركة أخرى.
* وفي الشرق الأوسط؟
- الهدف طبعًا الاستقرار، ولا أعتقد أن روسيا تحتفل لأن حروبًا أهلية كثيرة مشتعلة في الشرق الأوسط خصوصًا حيث لها مصلحة مثل سوريا. لكن، هذا لا يمنع من القول إن ما وقع في أوكرانيا غير مقبول، ولا يمكن أن نسمح لدولة بأن تغزو جاراتها وقد أكد هذا الموقف قادة أوروبا، والولايات المتحدة والحلف الأطلسي بتثبيتهم المقاطعة ودراسة خيارات أخرى وتأكيد إصرارهم على دعم أوكرانيا ماليًا بعشرات المليارات. يريدون أن تدرك روسيا أن خرق قواعد إجراءات ما بعد الحرب الباردة عمل مدمر غير بناء وحاليًا تدفع ثمن هذا، إنها تستعمل احتياطيها، بعض الشركات لم يعد باستطاعتها الاستدانة لإيفاء ديونها، الاقتصاد في حالة انكماش، وبصراحة الناس بدأوا يعانون بسبب هذا. إلى متى سيسمح بوتين باستمرار المعاناة، وهل يمكن إجراء مفاوضات صريحة وواضحة تعترف بمصالح روسيا في أوضاع جيرانها، إنما تعترف أيضا بأن غزو هؤلاء الجيران غير مقبول.
* مثل دول البلطيق؟
- كلا، إطلاقا، إن دول البلطيق أعضاء في الحلف الأطلسي.
* هل يستطيع الحلف الدفاع عن هذه الدول الصغيرة؟
- بكل تأكيد. قبل يومين التقيت الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ وليس هناك أدنى شك حول عزم الحلف على تطبيق الفصل الخامس.
اتفاق الدفاع الجماعي، ولهذا تستمر التمارين مع القوات الأميركية كالتي تجري في بولونيا، ويجري درس إعادة نشر معدات وموارد الحلف، إنما يجب أن نكون صريحين ونعترف بأن لروسيا مصالح تاريخية في أوكرانيا والإبحار في البحر الأسود، وفي شبه جزيرة القرم. يجب أن نعترف بذلك وأن ندير مفاوضات جادة وصريحة مع روسيا حول هذا. لكن لن نقبل بالتدخل الروسي أو بالتحريض على العنف.
* هناك في الإدارة الأميركية من يقول إنها قررت إدارة ظهرها للشرق الأوسط..
- لا أرى كيف يكون هذا ونحن نرى آلاف القوات في العراق، عشرات الآلاف في منطقة القيادة المركزية..
* والآن تريد إنشاء قاعدة جوية في أشبيلية في إسبانيا لدعم مهمات ضد «داعش» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
- هناك الكثير من المبادرات، قد يقول البعض إن التحالف يمكنه أن يفعل أكثر، بالطبع بعد سقوط الرمادي يجب أن نعيد دراسة الاستراتيجية، وما المصادر التي نحتاجها لتطبيق تلك الاستراتيجية والأهم نشر مستشارين من التحالف مع الألوية، إلخ.. ومضاعفة الجهود في بغداد «مركز الجاذبية»، حيث يجب أن يكون لدينا الهيكلية الصحيحة والعمل مع الدبلوماسيين هناك. أتذكر الآن الشراكة التي كان من حظي التمتع بها مع السفير الأميركي ريان كروكر، بالطبع الوضع الآن مختلف إذ ليس هناك 165 ألف جندي أميركي، لقد كنا شيوخ أكبر قبيلة في العراق. لكن يبقى للولايات المتحدة نفوذ واسع ولا تزال تعتبر وسيطا صادقًا تفكر بمصلحة كل العراقيين بمن فيهم الأكراد وكل الأقليات
* ألا ترى كردستان مشكلة؟
- أعتقد في يوم من الأيام سنرى ذلك، لكن القادة الأكراد يقيمون العلاقات مع بغداد حتى لو أنها غير مثالية، وكل طرف يعتقد أن الطرف الآخر لم يف بوعوده. قد تكون حكومة كردستان راجعت المواقف عندما منعت تركيا البشمركة من العبور لمساعدة كوباني. هذا خرق الثقة بين الطرفين، وأدركت القيادة الكردية أنها في حاجة إلى علاقة مع بغداد حتى وهي تحاول تحقيق علاقات أفضل مع أنقرة التي تأثرت بكوباني.
* هل تجاوب الحلف الأطلسي مع تركيا؟
- نشر صواريخ «باتريوت» الدفاعية، حصل تنسيق في برامج أخرى، وهناك محادثات مستمرة حول نشاطات مشتركة.
* إردوغان متهم بفتح حدوده لـ«داعش»؟
- كل الدول في المنطقة أدركت ضرورة دحر «داعش»، التنظيم تطور مع الأيام. أكرر من جديد من أجل دحر «داعش» وتحقيق الهدف المطلوب بغض النظر عما هو، يجب المساعدة في تشكيل قوات عربية سنّية معتدلة على الأرض. نستطيع أن ندعم ذلك بالطريقة نفسها التي دعمنا بها الأكراد في «كوباني» وما زلنا ندعمهم في مواقع أخرى.
* وتدعمون المعارضة السورية؟
- نعم هذا معروف، ندعم المعارضة السياسية والعسكرية لكنها أخذت وقتًا طويلاً. طبعًا هناك من يجادل بأن نسبة الدعم كانت كافية، لكن نتائج المعارك لا تشير إلى ذلك. الآن هناك أحد أفضل ضباط الجنرالات في الجيش الأميركي الجنرال مايكل فاغاتا قائد العمليات الخاصة في القيادة المركزية، يشرف على تدريب القوات السورية، وإلى جانبه ضابط بثلاث نجوم الملازم جيمس كيري يشرف على العمليات ضد «داعش» في العراق.
* هل شعرت بالحزن أو الغضب عندما رأيت الأسلحة الأميركية الحديثة بين أيدي «داعش»؟
- أنا لا أعرف من سلم هذه الأسلحة، وليس من مفاجأة أن بعض الأسلحة التي توفرت لبعض العناصر انتهت بين أيدي عناصر أخرى. أنا لا أعرف كيف حدث ذلك، هل سرقوها؟ هل هناك سوق سوداء، إنما الأمر مقلق.
* أي حياة تفضل أكثر، العسكرية أم المدنية ومن يعطي الأوامر اليوم للجنرال؟
- الكثير من الناس أعطوني أوامر في السابق والكثير اليوم أيضا. على كلٍ أشعر بالفخر كوني خدمت 37 سنة في الجيش الأميركي وفي مواقع قيادية منذ تفجيرات نيويورك 2001، وآخر ست مهمات لي كانت قيادية منها ثلاث في العراق وواحدة في أفغانستان وقبل ذلك أمضيت سنة في البوسنة.
وكان لي حظ أن أكون مديرًا لـ«سي آي إيه» لمدة سنة وأحببت ذلك الموقع، ومن حظي الآن أن أكون مع شركة (KKR) لأنني اكتشفت تحديات جديدة لأنها تحلل الأوضاع السياسية وأجواء الاستثمار. في السنة الماضية قمنا بأول استثمار في أفريقيا (إثيوبيا)، والبلقان (مقرنا بلغراد) وأول استثمار في المكسيك. في الأشهر الماضية زرت المنطقة عدة مرات وكنت في أغلب الدول الخليجية باستثناء البحرين، كما زرت إسرائيل وكردستان العراق، وأخيرًا الهند وسنغافورة وكندا. أشعر أنني محظوظ أن أفعل هذا إلى جانب الحياة الأكاديمية، كما ألقي المحاضرات وألتزم بمساعدة قدامى المحاربين.

بروفايل
* يمكن القول إن الجنرال ديفيد بترايوس غني عن التعريف.
تعود أصوله إلى هولندا، هاجرت عائلة والده سيكستوس بترايوس مع بداية الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة، ومن والده استمد الجنرال العزيمة الفولاذية، برع في التخصص في العلاقات الدولية (جامعة وودرو ويلسون) ولاحقا بدأ يتسلق السلم العسكري ليخدم في البوسنة في عداد قوة تحقيق الاستقرار التابعة للحلف الأطلسي. كتب أطروحته عن مكافحة العصيان في فيتنام، وعام 2003 قاد الفرقة المحمولة جوا (101) في بغداد، ومن ثم في الموصل، وعام 2007 خلف الجنرال جورج كايسي في قيادة القوات المتعددة الجنسيات في العراق. وضع خطة أطلق عليها لاحقا «عقيدة بترايوس». كسب العقول والقلوب وقاد «الصحوة»، أعاد سنّة العراق إلى قلب العراق فساعدوه في القضاء على «القاعدة». بعد دوره التاريخي في العراق تسلم قيادة «القيادة الأميركية المركزية» التي تنسق العمليات العسكرية الأميركية في العالم كله. بعدها صار مديرا لـ«سي آي إيه» ليغادر بعد سنة إلى العالم المدني بما فيه من تحديات جديدة ودقيقة.
يروي أنه منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي صار شريكا في شركة (KKR) (كولبرغ كرافيس وروبرتس)، وهي شركة استثمار عالمية تدير 100 مليار دولار فيما يزيد على 100 شركة في العالم، وتوظف نحو مليون شخص ومقرها الرئيسي نيويورك. إلى جانب هذا فإن الجنرال بترايوس أستاذ زائر في «سيتي يونيفيرستي» في نيويورك، حيث يدير ندوة «عقد شمال أميركا المقبل» وأستاذ (ويدني) (Widney) في جامعة جنوب كاليفورنيا وزميل متقدم في جامعة هارفارد.



«أسبيدس» تعزز وجودها في البحر الأحمر بفرقاطة بلجيكية

انضمام الفرقاطة البلجيكية إلى مهمة «أسبيدس» الأوروبية بالبحر الأحمر للمشاركة في حماية الملاحة (إكس)
انضمام الفرقاطة البلجيكية إلى مهمة «أسبيدس» الأوروبية بالبحر الأحمر للمشاركة في حماية الملاحة (إكس)
TT

«أسبيدس» تعزز وجودها في البحر الأحمر بفرقاطة بلجيكية

انضمام الفرقاطة البلجيكية إلى مهمة «أسبيدس» الأوروبية بالبحر الأحمر للمشاركة في حماية الملاحة (إكس)
انضمام الفرقاطة البلجيكية إلى مهمة «أسبيدس» الأوروبية بالبحر الأحمر للمشاركة في حماية الملاحة (إكس)

غداة تهديد الحوثيين بتوسيع هجماتهم ضد السفن إلى البحر الأبيض المتوسط، أعلنت مهمة «أسبيدس» التابعة للاتحاد الأوروبي تعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر بفرقاطة بلجيكية للمساهمة في حماية الملاحة إلى جانب القوات الأميركية والبريطانية.

وتهاجم الجماعة الحوثية المدعومة من إيران السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، ومحاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

وأبدت المهمة الأوروبية في تغريدة على منصة «إكس» حماسها للترحيب بالفرقاطة البلجيكية «لويز ماري»، وقالت إن انضمامها بخبراتها ومهاراتها «لا تقدر بثمن حيث سنتعامل مع التحديات التشغيلية معاً».

وتشارك في مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر دول فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها؛ إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي. كما عادت فرقاطة ألمانية إلى قواعدها في انتظار إرسال أخرى بديلة.

وبحسب بيانات جيوش الاتحاد الأوروبي، شاركت هذه السفن العسكرية في التصدي لكثير من الهجمات الحوثية، بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة غير المأهولة، لكنها لا تقوم بتوجيه ضربات مباشرة على الأرض ضد الحوثيين، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

وكانت الجماعة الحوثية أعلنت الجمعة، أنَّها ستبدأ استهداف السفن في البحر الأبيض المتوسط، ضمن ما سمَّته المرحلة الرابعة من التصعيد، تنفيذاً لتوجيهات زعيمها عبد الملك الحوثي.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، في بيان، إنَّ الحوثيين سيستهدفون كل السفن المرتبطة بإسرائيل والمتجهة إلى الموانئ في البحر الأبيض المتوسط.

مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر تقتصر على الدور الدفاعي لحماية السفن (إكس)

وتعني الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، بالمرحلة الرابعة من التصعيد مهاجمة السفن في البحر المتوسط، بعد مهاجمتها في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي.

وهدَّد المتحدث الحوثي بأنَّ قوات جماعته ستقوم، في حال اقتحام إسرائيل مدينة رفح، بمهاجمة جميع السفن التي لها علاقة بالإمدادات للدولة العبرية، وتلك التي تحاول الدخول إلى موانئ تل أبيب، من أي جنسية كانت، في تلويح واضح بتصعيد ما يوصف بـ«حرب السفن».

452 غارة

كان زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي أقر في خطبة الخميس الماضي، بتلقي 452 غارة أميركية وبريطانية منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، كما أقر بمقتل 40 من مسلحيه وإصابة 35 آخرين في هذه الضربات.

وتبنَّى الحوثي مهاجمة 107 سفن منذ بدء التصعيد البحري، وزعم أنَّ هناك 10 قطع بحرية حربية أميركية وأوروبية انسحبت من البحر الأحمر في ظل «الشعور باليأس والإخفاق» في منع عمليات جماعته أو الحد منها، على حد وصفه.

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية، كما ترى الحكومة اليمنية أن الحل ليس في الضربات الغربية لوقف هجمات الحوثيين، ولكن في دعم قواتها المسلحة لاستعادة الأراضي كافة من قبضة الجماعة، بما فيها الحديدة وموانئها.

وأثّرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر، ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

عناصر من الحوثيين خلال حشد في صنعاء دعا له زعيم الجماعة لتأييد الهجمات البحرية (أ.ف.ب)

وإلى جانب قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، تسببت إحدى الهجمات الحوثية، في 18 فبراير (شباط) الماضي، بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس». وفي مقابل ذلك، أقرّت الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.

وأطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، حيث شاركتها بريطانيا في 4 مناسبات.

وتسبب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.


مفاوضات القاهرة تنشد «صيغة نهائية» لـ«هدنة غزة»

فلسطينيون ينظرون إلى الدمار بعد غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون ينظرون إلى الدمار بعد غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة (أ.ب)
TT

مفاوضات القاهرة تنشد «صيغة نهائية» لـ«هدنة غزة»

فلسطينيون ينظرون إلى الدمار بعد غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون ينظرون إلى الدمار بعد غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة (أ.ب)

استضافت مصر، السبت، جولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى «هدنة» في قطاع غزة، يجري خلالها تبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة «حماس». ووسط «أجواء إيجابية»، وحديث عن «تقدم ملحوظ» في المباحثات، تنشد القاهرة «صيغة نهائية» لاتفاق طال انتظاره.

وبدأ وفد من حركة «حماس» مباحثاته مع المسؤولين المصريين في القاهرة، السبت. وقال مصدر مصري، إن «هناك تقدماً ملحوظاً في المفاوضات». وأضاف المصدر الذي وصفته قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية بـ«رفيع المستوى»، أن «الوفد الأمني المصري وصل إلى صيغة توافقية حول كثير من نقاط الخلاف». ووفق «رويترز»، يشارك مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، في المحادثات غير المباشرة في القاهرة.

وكانت «حماس» قد أكدت في بيان صحافي، الجمعة، أنها «تعاملت بروح إيجابية مع مقترح الهدنة»، مشددة على «عزمها إنضاج الاتفاق بما يحقق وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وإنجاز صفقة تبادل جادة». وأكد مسؤول في حركة «حماس»، السبت، أن «الجولة الأولى من المفاوضات ستكون بحضور وفود قطر، ومصر، وأميركا»، مضيفاً: «إذا تطورت الأمور فسيجري إحضار الوفد الإسرائيلي في قاعة منفصلة لمحاولة إنجاز الاتفاق»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال المسؤول الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه، إن «(حماس) تنظر بعقل منفتح للتغيرات في موقف الاحتلال والموقف الأميركي؛ لكنْ هناك أمور يجب أن يجري إحكامها».

وهو ما أكده مصدر عربي مطّلع على المفاوضات قال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، السبت، إن الاتفاق «بات وشيكاً» مع حدوث «تطورات جوهرية» في الساعات الماضية. وأضاف المصدر أن «(حماس) تعاملت بإيجابية مع المقترح المصري، وأن مناقشات (السبت) تعلقت بتفاصيل إضافية يجري النقاش بشأنها مع الجانب المصري على أمل وضع مزيد من اللمسات النهائية على الاتفاق».

مسعفون فلسطينيون يضعون الجثث داخل سيارة إسعاف بعد غارة جوية على منزل بمخيم المغازي في وقت سابق (رويترز)

وبينما ذكر مصدر أمني مصري لـ«رويترز»، السبت، أن نتائج هذه الجولة من المفاوضات «ستكون مختلفة عن كل مرة، حيث جرى التوصل إلى توافق في كثير من النقاط، وتتبقى نقاط قليلة»، أبدى مسؤول فلسطيني مطّلع على جهود الوساطة «تفاؤلاً حذراً». وقال لـ«رويترز» إن «الأمور تبدو أفضل هذه المرة؛ لكن اتفاقاً قريباً يعتمد على إقدام إسرائيل على تنفيذ ما هو مطلوب لتحقيق ذلك».

ولم ترسل تل أبيب وفداً إلى القاهرة. ونقلت «القناة 11» التلفزيونية الإسرائيلية عن مسؤول قوله، السبت، إن «إسرائيل لن ترسل وفدها إلى القاهرة؛ إلا بعد تسلم رد (حماس) على مقترح الهدنة». وأضاف المسؤول الإسرائيلي: «لن نقدم أي التزام؛ إلا إذا وجدنا مرونة في رد (حماس)».

وتنتظر دول الوساطة منذ نحو أسبوع رداً من «حماس» على مقترح نقلته القاهرة إلى وفد من الحركة خلال جولة مباحثات سابقة، وهو نفس المقترح الذي ناقشته مصر مع مسؤولين إسرائيليين خلال زيارة قام بها وفد أمني مصري إلى تل أبيب أخيراً.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بمصر وجامعة القاهرة، المتخصص في الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، أن «المفاوضات تمضي بصورة جيدة، وهناك شواهد كثيرة على ذلك»، مشيراً إلى أن «المباحثات الآن تتعلق باستيضاحات من قبل الطرفين وليس من قبل (حماس) فقط». وقال فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «وصول رئيس الاستخبارات الأميركية وفريقه، أحد الأدلة على أن الأمور تسير بشكل جيد»، موضحاً أن «الإدارة الأميركية تعمل على إتمام ما بدأته منذ (باريس 2) وهناك تنسيق واضح ولافت بين مصر وأميركاً مع عودة القطريين للوساطة». وأضاف أن «هناك مؤشرات إيجابية لالتفاف كل الأطراف الوسيطة، مصر وقطر والولايات المتحدثة، حول الاتفاق».

وكان موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي، قد قال إن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه»، ويليام بيرنز، وصل مساء الجمعة إلى القاهرة، ما قد «يؤشر إلى أن ساعة القرارات الأساسية قد تكون حانت».

دخان تصاعد في وقت سابق بعد الغارات الإسرائيلية على رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

عودة إلى المتخصص في الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، الذي أكد أنه «لا توجد خلافات الآن، وأن الحديث عن تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه من قبل»، مشيراً إلى أن «القاهرة نقلت ببراعة ما جرى عرضه في أطر الاتفاق، وما يتعلق بالنقاط الرئيسية الخاصة بعودة النازحين وإجراءات تلك العودة، إضافة إلى إعادة تموضع القوات الإسرائيلية وانتشارها».

ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي، يسعى الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة إلى إنجاز هدنة في غزة، لكن جولات المفاوضات الماراثونية الصعبة لم تسفر عن اتفاق حتى الآن بسبب تمسك كل من إسرائيل وحركة «حماس»، بمطالبهما.

وذكر طارق فهمي أن «المفاوضات وصلت إلى نقطة مهمة توافقية وليست خلافية، ومن الواضح حرص الطرفين على التوصل لاتفاق مدعومين بحركة الوسطاء».

أفراد عائلة نازحة يجلسون بجوار خيام في مخيم بالقرب من مستشفى ناصر بخان يونس (إ.ب.أ)

وتطالب واشنطن بالضغط على «حماس» للقبول بالمقترح الذي تعده «سخياً جداً». وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء الجمعة، إن «الواقع في هذه اللحظة أن العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف إطلاق نار، هي (حماس)». في حين ترفض إسرائيل إلى الآن، مطالب «حماس» بوقف دائم لإطلاق النار في غزة.

وبشأن الموقف الإسرائيلي، قال المتخصص في الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، إن «القاهرة والوسطاء يترقبون السلوك الإسرائيلي جيداً»، مشيراً إلى أنه «من الواضح وجود توافق في الموقف الإسرائيلي، وبالتالي لن تكون هناك خلافات حول ما هو مقبول وما هو محل اعتراض أو تحفظ كما اتضح من اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي، الخميس الماضي»، مؤكداً أن «المفاوضات انتقلت من مرحلة الأطر العامة إلى أجزاء خاصة بما سيحدث في مراحل التنفيذ»، مضيفاً أن «القاهرة تعمل على تحسين الاتفاق ليس في المرحلة الأولى فقط، ولكن في إلزام الطرفين مع توفير الضمانات لاستكمال هذه الخطوة، لا سيما مع وجود قوى متربصة من الجانبين تسعى لإفشال الاتفاق». وأشار إلى أن «دخول الولايات المتحدة يقوي حدود الوساطة، ويؤكدها ويعمل على إنجاحها»، معرباً عن اعتقاده أن «فرص النجاح والوصول إلى اتفاق باتت أكبر من نقاط الخلاف بين الطرفين».


سيول في المهرة تخلف أضراراً في البنى التحتية والممتلكات

السيول خلّفت دماراً واسعاً في الطرقات بمحافظة المهرة اليمنية (إكس)
السيول خلّفت دماراً واسعاً في الطرقات بمحافظة المهرة اليمنية (إكس)
TT

سيول في المهرة تخلف أضراراً في البنى التحتية والممتلكات

السيول خلّفت دماراً واسعاً في الطرقات بمحافظة المهرة اليمنية (إكس)
السيول خلّفت دماراً واسعاً في الطرقات بمحافظة المهرة اليمنية (إكس)

خلَّفت السيول الجارفة الناجمة عن مياه الأمطار في محافظة المهرة اليمنية أضراراً واسعة في البنى التحتية والطرقات والممتلكات الخاصة والعامة، وسط تدخل سعودي إغاثي وتوجيه رئاسي للحكومة بسرعة مساندة السلطات المحلية.

وشهدت المحافظة التي تقع في أقصى شرق اليمن منذ أيام منخفضاً جوياً أدى إلى هطول أمطار شديدة نجم عنها سيول ضربت الطرقات والمزارع والبنى التحتية وسط مساندة من قوات الجيش للسلطات المحلية في الإنقاذ.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

ونقل الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أجرى اتصالاً هاتفياً بمحافظ المهرة محمد علي ياسر، وذلك للاطمئنان على الأوضاع في المحافظة التي تشهد أمطاراً غزيرة، وسيولاً جارفة، بسبب المنخفض الجوي وحالة الطقس غير المستقرة.

وذكرت وكالة «سبأ» أن العليمي استمع من محافظ المهرة، إلى إيجاز أولي بشأن الأضرار التي خلفتها السيول والأمطار الغزيرة في الممتلكات العامة والخاصة، والحيازات الزراعية والطرقات والبنى التحتية، والخدمات الأساسية في مدينة الغيضة وأنحاء متفرقة من المحافظة.

كما استمع رئيس مجلس الحكم في اليمن إلى إحاطة حول الجهود المنسقة مع الجهات المعنية والمنظمات الإقليمية والدولية، وفي المقدمة تدخلات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، للحد من تداعيات المنخفض الجوي، وتقديم العون، وعمليات الإنقاذ والمساعدة للمتضررين والعائلات المنكوبة.

وفي حين أشاد العليمي بجهود قيادة السلطة المحلية، والمكاتب التنفيذية في محافظة المهرة، وما اتُخذ من إجراءات وتدابير للحد من آثار الكارثة الطبيعية، أصدر توجيهات لرئيس مجلس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، بتكليف وزارة الأشغال العامة والمؤسسات التابعة لها والجهات المعنية بالتدخل العاجل لفتح الطرق الداخلية والدولية، واستئناف تشغيل الخدمات الأساسية، والشروع في إعادة تأهيل البنى التحتية المدمرة.

السلطات المحلية في محافظة المهرة اليمنية تكافح لتجاوز آثار السيول (إكس)

وفي وقت سابق، أفادت السلطات المحلية في المهرة بأن قوات الجيش بمحور الغيضة تجري عملية إنقاذ ونقل السكان المحاصرة بيوتهم بالسيول ومن هم على الخطوط العامة إلى مراكز الإيواء.

وطلبت السلطة المحلية ولجنة الطوارئ من جميع الساكنين بمحاذاة الأودية ومجاري السيول مغادرة منازلهم والنزوح إلى أماكن آمنة، حيث يتوقع قدوم سيول كبيرة.

كما نبهت السلطات إلى ضرورة الابتعاد عن مجاري السيول وبطون الأودية والشعاب حرصاً على سلامتهم، وحذرت من خطورة الاقتراب من الكابلات والمحولات الكهربائية وخطوط الضغط العالي أثناء وبعد هطول الأمطار.

مساعدات سعودية

على وقع الأضرار التي ضربت محافظة المهرة اليمنية جراء السيول دشن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، توزيع المساعدات الإيوائية الطارئة للمتضررين في مديرية المسيلة.

وأشاد مدير مكتب مدير عام مديرية المسيلة محمد بن حويل، بتدخلات مركز الملك سلمان للإغاثة في مساعدة الأسر المتضررة جراء السيول والأمطار كأول جهة داعمة تتدخل لمساعدة الأهالي في المديرية.

من جهته، أوضح مدير مكتب ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية بمحافظة المهرة الشريك المنفذ للمشروع أيمن مزيون، أن التدخل يتضمن توزيع 121 خيمة و165 حقيبة إيوائية يستفيد منها نحو 1155 فرداً من المتضررين من السيول والأمطار في مديرية المسيلة.

ووفق الإعلام الرسمي اليمني حضر التدشين رئيس لجنة التخطيط والتنمية بمديرية المسيلة سالم مولى الدويلة، والمساعد اللوجيستي طلال ناصر بن حريز، ومساعد المتابعة والتقييم المهندس عوض سعيد كعيتي، وممثل الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مديرية المسيلة يونس باعباد.

وكان المركز قد وزع مساعدات إيوائية طارئة لمتضرري السيول والأمطار في عددٍ من المديريات بمحافظة حضرموت المجاورة، بسبب المنخفض الجوي الذي ضربها أخيراً، شملت 276 خيمة و1000 حقيبة إيوائية.

وأثنى وكيل محافظة حضرموت عمرو بن حبريش، بتدخلات مركز الملك سلمان للإغاثة، وتقديمه المساعدات الطارئة لمتضرري السيول، مشيراً إلى أن هذه المساعدات ستسهم في تخفيف معاناة الأسر المتضررة.

وتأتي تلك المساعدات في إطار الجهود الإغاثية التي تقدمها السعودية عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة، لتخفيف معاناة اليمنيين جراء الأزمة الإنسانية التي تعصف بهم.


صندوق النقد يحذر من آثار سلبية على اليمن جراء التصعيد البحري

ممثلو صندوق النقد الدولي مع المسؤولين اليمنيين في ختام اجتماعاتهم في عمان (إعلام حكومي)
ممثلو صندوق النقد الدولي مع المسؤولين اليمنيين في ختام اجتماعاتهم في عمان (إعلام حكومي)
TT

صندوق النقد يحذر من آثار سلبية على اليمن جراء التصعيد البحري

ممثلو صندوق النقد الدولي مع المسؤولين اليمنيين في ختام اجتماعاتهم في عمان (إعلام حكومي)
ممثلو صندوق النقد الدولي مع المسؤولين اليمنيين في ختام اجتماعاتهم في عمان (إعلام حكومي)

حذر صندوق النقد الدولي من آثار سلبية على اليمن بسبب التصعيد في البحر الأحمر، وأكد أن توقف صادرات النفط منذ هجوم الحوثيين على موانئ تصديره في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 حرم الحكومة من نصف عائداتها.

وذكر الصندوق أن التقديرات تشير إلى أن النمو في اليمن تقلص بنسبة 2 في المائة خلال العام الماضي، في حين بقي معدل التضخم مرتفعاً على الرغم من تراجع أسعار الأغذية عالمياً.

صندوق النقد الدولي حض الحكومة اليمنية على تسريع الإصلاحات المالية (إعلام حكومي)

وفي ختام اللقاء التشاوري السنوي بين السلطات اليمنية وصندوق النقد الدولي الذي استضافته العاصمة الأردنية عمّان، ومثَّل الجانب الحكومي فيه محافظ البنك المركزي أحمد غالب وسالم بن بريك وزير المالية، أكدت جويس وونج، رئيسة بعثة الصندوق أن النقاشات تناولت آخر المستجدات الاقتصادية والسياسية والنظرة المستقبلية والتقدم الذي حققته الإصلاحات الرئيسية.

وأوضحت وونج في بيان أن التقديرات تشير إلى أن الخسارة في الصادرات النفطية اليمنية، التي مثلت أكثر من نصف الإيرادات الحكومية (ما يعادل 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي)، قد عملت على اتساع العجز في المالية العامة إلى نسبة 4.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، «الأمر الذي فرض ضغوطات على الاحتياطات الأجنبية وعلى سعر الصرف».

وضع صعب

بيان بعثة صندوق النقد الدولي أكد أن الوضع الإنساني في اليمن يظل صعباً، مع وجود 17 مليون شخص يواجهون حالة انعدام الأمن الغذائي، وأشار إلى أن الدفعات المنصرفة من حزمة الدعم من بلدان مجلس التعاون الخليجي، واستقرار تحويلات المغتربين لا تزال تعد عوامل تسهم في تخفيف حدة الأوضاع، لكن البعثة نبهت إلى أنه في العام الحالي، قد يتفاقم الوضع الهش بفعل التوترات الإقليمية.

وقال الصندوق إن تصعيد التوتر في البحر الأحمر يمكن أن يؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي من خلال قنوات التجارة والقنوات المالية، إلى جانب تأثيره على انخفاض الدعم الخارجي، الذي يشمل المساعدات الإنسانية.

مسؤولون يمنيون ناقشوا مع صندوق النقد الدولي التحديات الاقتصادية والنقدية (إعلام حكومي)

ومع ذلك، بينت بعثة الصندوق أنه على الرغم من وضع اليمن الذي تكتنفه التحديات، فإن السلطات تبقى ملتزمة التزاماً ثابتاً بإجراء الإصلاحات، ومنها الاستمرار في القضاء على تعددية أسعار الصرف في تنفيذ المعاملات الحكومية، وتيسير نظام مزادات العملات الأجنبية. وذكر البيان أن السلطات اليمنية قامت بتعزيز إدارة السيولة النقدية مع ضبط الإنفاق، وترتيب الأولويات بطريقة أفضل.

ووفق ما جاء في بيان بعثة صندوق النقد الدولي، فقد أسهمت التدابير التي اتخذتها الحكومة اليمنية في الحد من العجز في الموازنة، واللجوء إلى التمويل النقدي، والضغوط التضخمية المصاحبة لها.

تسريع الإصلاحات

في خضم هذه الحال من ارتفاع مستوى انعدام اليقين، حث صندوق النقد الحكومة اليمنية على الاستمرار في تسريع الإصلاحات في المالية العامة، بما في ذلك، تحسين إدارة الإيرادات، والعمل في الوقت نفسه على تعزيز إعادة ترتيب أولويات الإنفاق والرقابة عليه.

ووفق بعثة الصندوق الدولي فإن ضمان اتساق مزادات العملات الأجنبية في اليمن، وقابلية التنبؤ بها سوف يساعد البنك المركزي اليمني على المحافظة على مصداقيته التي حققها بشق الأنفس في خضم موارد العملات الأجنبية المقيدة. وقالت إن تعزيز وظيفة الحوكمة لدى البنك المركزي اليمني، مع العمل في الوقت نفسه على تحسين عملية جمع البيانات، سوف يعزز الشفافية والمساءلة.

وشدد صندوق النقد على أهمية الاستمرار في المحافظة على استقرار القطاع المالي في اليمن، وتعزيز الامتثال مع المعايير الدولية ومنها معايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والتشريعات المحلية، والتي من شأنها تيسير ممارسة التجارة وحوالات المغتربين، وكلاهما يمثل شرايين الحياة الرئيسية للشعب اليمني.

تصعيد الحوثيين البحري يهدد بحدوث آثار سلبية على الاقتصاد اليمني والوضع الإنساني (إ.ب.أ)

وجزمت بعثة الصندوق أن الدعم المالي الخارجي سيظل عاملاً بالغ الأهمية في المساعدة على تخفيف شدة الضغوط المالية، والحد من التمويل النقدي، والمحافظة على استقرار الأسعار. وقالت إن التفاعل النشط مع المانحين لأجل تلبية الاحتياجات القائمة، مع تحسين توافر التمويل، والمحافظة على استمراره، تعد عوامل حاسمة في تحقيق تلك الغاية.

وفي حين تعهد صندوق النقد الدولي بأن يستمر في تقديم المساعدات الفنية الشاملة لليمن لكي يواصل عمليات تعزيز قدراته المؤسسية، قامت بعثته بعقد مباحثات مع الشركاء وأصحاب المصلحة الرئيسيين لتعزيز أوجه التعاون، وتحسين مستوى تنسيق المساعدات الخارجية.

وأعرب الصندوق عن تقديره العميق للسلطات اليمنية وللخبراء الفنيين ولجميع النظراء على ما أبدوه من التعاون الممتاز والمباحثات الصريحة، وتطلع إلى مزيد من التواصل الوثيق والمستمر.


تهكّم يمني من دعوة الحوثيين الطلبة الأميركيين للدراسة في صنعاء

المدخل الرئيسي لجامعة صنعاء الخاضعة للجماعة الحوثية (إعلام محلي)
المدخل الرئيسي لجامعة صنعاء الخاضعة للجماعة الحوثية (إعلام محلي)
TT

تهكّم يمني من دعوة الحوثيين الطلبة الأميركيين للدراسة في صنعاء

المدخل الرئيسي لجامعة صنعاء الخاضعة للجماعة الحوثية (إعلام محلي)
المدخل الرئيسي لجامعة صنعاء الخاضعة للجماعة الحوثية (إعلام محلي)

وسط موجة تهكّم يمنية من دعوة الجماعة الحوثية لطلبة الجامعات الأميركية للدراسة في جامعة صنعاء، أفادت مصادر أكاديمية باتساع الفساد المالي والإداري في الجامعة التي تتعرض مبانيها ومرافقها للإهمال والتهالك.

وكشفت مصادر في جامعة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن وقائع فساد مالي وإداري تتمثل باختفاء مبالغ كبيرة من النفقات التشغيلية لعدد من الكليات، مع زيادة في مصروفات القادة الحوثيين المعينين في مناصب عليا في الجامعة، في حين يتم تهديد الموظفين الإداريين بالفصل بسبب مطالبتهم بصرف مستحقاتهم المالية المتوقفة.

الجماعة الحوثية استخدمت جامعة صنعاء لاستقطاب وتجنيد المقاتلين بذريعة نصرة غزة (إعلام حوثي)

وذكرت المصادر أن القاسم محمد عباس، المُعيّن من قِبل الجماعة رئيساً للجامعة، خصص لنفسه ما يقارب ألفي دولار (مليون ريال شهرياً، والدولار يساوي 530 ريالاً في مناطق سيطرة الجماعة) كبدل مواصلات شهرياً، ومنح ما يقارب ثلث هذا المبلغ (600 دولار) لكل قيادي من المعيّنين عمداء لكليات الجامعة، وما يقارب 300 دولار لكل رئيس قسم.

ويتقاضى هؤلاء هذه المبالغ كبدل مواصلات، على الرغم من أنه يجري تعبئة سياراتهم بكميات متفاوتة من الوقود عبر محطة تعاقدت معها رئاسة الجامعة المُعيّنة من قِبل القيادي الحوثي أحمد حامد لتزويد مركبات الجامعة ومعداتها بالوقود.

وبحسب المصادر، فإنه لم يعرف مصير أكثر من 15 ألف دولار من النفقة التشغيلية لكلية الطب، مرجّحة وجود تواطؤ بين من ينتحلون صفات عميد الكلية وأمينها العام ومديرها المالي في إخفاء هذا المبلغ، خصوصاً مع رفضهم الرد على تساؤلات عدد من طاقم الكلية حول مصير هذا المبلغ، وتهديد الموظفين بإجراءات عقابية حال تداول معلومات أو وثائق حوله.

وأوضحت المصادر أن منتحل صفة المدير المالي للكلية يلزم الموظفين بإضافة ما يساوي 20 في المائة من ثمن المشتريات، ويعمل على استقطاعها من دون سندات لصالحه، في ظل صمت منتحلي صفتي العميد والأمين العام، وتجاهل الشكاوى التي تقدم بها عدد من موظفي وطاقم إدارة الكلية وأساتذتها، ورفض مناقشتها حتى داخل الاجتماعات.

إهمال وتَرَدٍ

إلى جانب كل ذلك، تعتزم الجماعة الحوثية رفع رسوم الخدمات في جامعة صنعاء، وتحويل إيرادات الكليات إلى حساب رئاسة الجامعة ونيابة شؤون الطلاب، والتحكم بجميع مصروفات الكليات والمراكز والرقابة عليها مركزياً، في حين يشكو أكاديميو وموظفو وطلاب الجامعة من تدهور المرافق وتردي الخدمات وعدم توفير الصيانة لها.

جانب من عرض في ساحات جامعة صنعاء للمقاتلين الذين جنّدهم الحوثيون (إعلام حوثي)

وأخيراً ،تعرضت أجزاء كبيرة من سور كلية الطب للانهيار جراء الأمطار والسيول الغزيرة، دون أن تجري الجماعة الحوثية أي جهود لتدارك الأمر، خصوصاً وأن الانهيار ألحق أضراراً بممتلكات السكان قرب الكلية، أو لمنع باقي أجزاء السور من الانهيار، رغم شكاوى السكان ومخاوفهم.

وأغرقت السيول فناءات كليات الجامعة ومبانيها، وتسببت بانتشار المستنقعات وتوسعها دون أن تبذل أي جهود لإصلاح الأضرار، في ظل اتهامات للجماعة الحوثية بإهمال جميع مرافق الجامعة.

وطال الإهمال المرافق الداخلية للجامعة وكلياتها، حيث يشتكي الأكاديميون من إهمال النظافة في عدد من المرافق، وحصرها على تلك التي يستخدمها عمداء الكليات.

ولفت أحد الأكاديميين لـ«الشرق الأوسط» أنه ينتقل غالباً من إحدى الكليات التي يدرس فيها إلى كلية مجاورة لاستخدام دورات المياه؛ بسبب عدم قدرته على احتمال الروائح التي تنبعث من دورات مياه كليته، رغم الشكاوى والمطالب بإصلاحها والاهتمام بها.

وأوضح الأكاديمي الذي طلب التحفظ على بياناته أن غالبية عمداء الكليات يعمدون إلى حصر النظافة على دورات المياه التي تتبع مكاتبهم، ويغلقونها أمام أي أكاديمي يحاول استخدامها، ويلزمون عمال النظافة بتنظيف مكاتبهم فقط، في حين يرفض غالبية العمال تنظيف باقي المرافق نظراً لعدم دفع مستحقاتهم.

الطلاب الأميركيون في صنعاء

أثار موقف الجماعة الحوثية بشأن مظاهرات طلاب الجامعات الأميركية المناهضة للحرب على غزة، سخرية وتهكّماً واسعين، بعد إعلان الجماعة عن فتح أبواب جامعة صنعاء للطلاب الأميركيين الذين تعرّضوا للفصل والقمع بسبب تلك المظاهرات.

وكان القيادي القاسم عباس أصدر إعلاناً باستعداده لاستقبال الطلاب والأكاديميين الأميركيين الذين تعرّضوا للفصل، واستيعابهم في جامعة صنعاء وفي جميع التخصصات، ونشر في إعلانه بريداً إلكترونياً لاستقبال طلبات الانضمام للجامعة.

بيان صادر عن الجماعة الحوثية بفتح أبواب جامعة صنعاء لاستقبال الطلاب المفصولين من الجامعات الأميركية (إكس)

وتنوعت مواقف اليمنيين الساخرة من الإعلان ما بين التساؤل عن مرتبات الأكاديميين اليمنيين التي أوقفتها الجماعة الحوثية منذ قرابة العقد، والتذكير بالتردي الذي أصاب الدراسة في جامعة صنعاء بسبب ممارسات الجماعة وإدخال أدبياتها الطائفية ضمن المقررات المفروضة على الطلاب، وإلزام الأكاديميين بتدريس تلك المضامين.

وتساءل عدد من رواد مواقع التواصل عمّا إذا كانت الجماعة ستتمكن من فتح تخصصات في الفيزياء النووية أو علوم الفضاء، وهل ستجبر الطلاب الأميركيين على دراسة ما يعرف بملازم حسين الحوثي مؤسس الجماعة، والاستماع إلى خطابات شقيقه الذي يتزعمها حالياً.

وذهبت التساؤلات إلى إمكانية سماح الجماعة الحوثية للطلاب والطالبات الأميركيين بالاختلاط داخل جامعة صنعاء، وهي التي أقرّت الفصل بين الجنسين داخل الجامعة، واتخذت عدداً من الإجراءات لذلك، وصلت حد بناء جدران داخل القاعات الدراسية للفصل بينهما، إلى جانب الملاحقة الأمنية والإجراءات التعسفية بحق الطلاب والطالبات لمجرد إجراء محادثات عابرة بينهم في أفنية الجامعة.

ومن بين الذين تهكّموا على القرار القيادي في الجماعة نائف القانص الذي سبق وجرى تعيينه سفيراً لها في دمشق، قبل أن تقوم السلطات السورية أخيراً بطرده مع طاقمه، وإعادة السفارة إلى الحكومة اليمنية.

وطالب القانص بنقل من كتب البيان إلى مستشفى الأمراض النفسية، منتقداً الوضع المعيشي والاقتصادي الذي يعيشه السكان في مناطق سيطرة الجماعة بسبب ممارساتها وفسادها.

من جهتها، ذكّرت منصة «واعي» الاجتماعية بنادي الخريجين الذي أنشأته الجماعة الحوثية للسيطرة على الأنشطة والفعاليات الطلابية، وإجبار الطلاب والطالبات على الالتزام بالضوابط والمعايير الأخلاقية التي أقرتها، ومارست تعسفاً بحقهم.

وعلى سبيل السخرية، أنذرت المنصة الطلاب الأميركيين بمواجهات إجراءات قاسية من قِبل هذا النادي، كما دعت الجماعة إلى ترجمة ملازم حسين الحوثي إلى الإنجليزية وضمّها إلى المناهج التي ستقدم لهؤلاء الطلاب.


نقاش يمني – غربي لدعم الاقتصاد والإصلاحات المالية والمصرفية

اختتام الاجتماعات التشاورية السنوية بين اليمن وصندوق النقد الدولي (سبأ)
اختتام الاجتماعات التشاورية السنوية بين اليمن وصندوق النقد الدولي (سبأ)
TT

نقاش يمني – غربي لدعم الاقتصاد والإصلاحات المالية والمصرفية

اختتام الاجتماعات التشاورية السنوية بين اليمن وصندوق النقد الدولي (سبأ)
اختتام الاجتماعات التشاورية السنوية بين اليمن وصندوق النقد الدولي (سبأ)

عقد مسؤولون يمنيون لقاءات في العاصمة الأردنية عمّان مع سفراء غربيين عقب اختتام الاجتماعات التشاورية السنوية مع صندوق النقد الدولي؛ وذلك سعياً لدعم الاقتصاد اليمني والإصلاحات المالية والمصرفية.

وكانت الاجتماعات مع مسؤولي صندوق الدولي في العاصمة الأردنية عمّان استمرت خمسة أيام بمشاركة وزير المالية اليمني سالم بن بريك ومحافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي، حيث تطرقت إلى التحديات التي يواجهها الاقتصاد اليمني في ظل الهجمات الحوثية وتوقف تصدير النفط.

محافظ البنك المركزي اليمني أجرى لقاءات مع سفراء غربيين في عمّان (سبأ)

وذكر الإعلام الرسمي أن محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب عقد لقاءات منفصلة مع سفراء الولايات المتحدة ستيفن فاجن، والمملكة المتحدة عبدة شريف، وفرنسا كاترين قرم كمون، وهولندا جانيت سيبن؛ وذلك لمناقشة آخر المستجدات الاقتصادية على الساحة اليمنية.

ونقلت وكالة «سبأ» أن اللقاءات تطرقت إلى التطورات في المجال المالي والمصرفي، والدعم المقدم للبنك المركزي في مجال بناء القدرات، وتعزيز الرقابة، والإشراف على القطاع المصرفي، والإجراءات الاحترازية المتخذة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

من جهته، ناقش وزير المالية اليمني سالم بن بريك، مع سفيرة المملكة المتحدة عبدة شريف، والسفير الأميركي ستيفن فاجن في لقاءين منفصلين التطورات الاقتصادية والمالية في بلاده، والجهود الحكومية للتعامل مع الأوضاع الصعبة الراهنة، وتنفيذ الإصلاحات الشاملة في الجوانب الاقتصادية والمالية والنقدية والإدارية بدعم إقليمي ودولي، من أجل تحسين الأوضاع العامة وتخفيف المعاناة الإنسانية.

وأورد الإعلام الرسمي أن اللقاءين تطرقا إلى مدى تفاقم معاناة اليمنيين والأوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية، في ظل استمرار حرب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران على اليمن واليمنيين، ومواصلة تصعيد حربها الاقتصادية، والتصعيد في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن تكريسها الانقسام المالي، واستغلالها الموارد المالية بمناطق سيطرتها لدعم ما يُسمى «المجهود الحربي».

مسؤولون يمنيون مجتمعون في عمّان مع السفيرة البريطانية (سبأ)

كما تناول النقاش جهود المجتمعَين الإقليمي والدولي والأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن، وسُبل تعزيز التعاون في الجوانب المالية والاقتصادية، وما تقدمه بريطانيا وواشنطن من دعم فني في مجالات بناء القدرات لتعزيز جهود وزارة المالية والمصالح التابعة لها.

واستعرض الوزير اليمني التحديات الكبيرة التي تواجه المالية العامة في بلاده، وجهود الحكومة في سبيل تنفيذ الإصلاحات الشاملة ومحاربة الفساد المالي والإداري، وتحقيق استقرار وتحسن الاقتصاد الوطني، بما يساهم في تمكين الحكومة من مواجهة التحديات والإيفاء بالتزاماتها الحتمية.

وأشار وزير المالية اليمني إلى انعكاسات التطورات الاقتصادية والمالية بشكل سلبي على الأوضاع في مختلف قطاعات ومجالات الحياة ومعيشة مواطنيه، وجهود الحكومة وخياراتها للتعامل مع الظروف الصعبة الراهنة، وبمقدمها الحرص على تعزيز موارد الدولة، وخصوصاً الموارد غير النفطية في المحافظات المحررة، والجهود الحكومية لتنفيذ حزمة الإصلاحات الشاملة ومحاربة الفساد.

وأكد بن بريك، أهمية مواصلة المانحين تقديم الدعم للإسهام بإسناد جهود الحكومة في مواجهة الظروف الصعبة للحرب الحوثية التي ألقت بظلالها السلبية القاتمة على مجمل الأوضاع اليمنية، مشيداً بالدعم الإقليمي والدولي، وخصوصاً من السعودية والإمارات.

تحديات نقدية

أفاد الإعلام الرسمي اليمني بأن نقاش الجانب الحكومي مع خبراء صندوق النقد الدولي برئاسة جويس وونغ، تناول مجمل الأوضاع والتحديات في القطاعات الاقتصادية والمالية والنقدية في ظل استمرار حرب الحوثيين المدعومين من إيران.

وطبقاً لوكالة «سبأ»، ناقشت الاجتماعات على مدى خمسة أيام، بمشاركة ممثلين عن وزارتَي المالية والنفط والمعادن، والبنك المركزي، والبنك الدولي وخبراء اقتصاديين، حزمة من القضايا المرتبطة بتفاقم الأوضاع العامة والخدمية والمعيشية للمواطنين بسبب مواصلة الحوثيين تصعيد حربهم الاقتصادية، وكذا التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن.

مسؤولون يمنيون ناقشوا مع صندوق النقد الدولي التحديات الاقتصادية بسبب تصعيد الحوثيين (سبأ)

وشملت النقاشات - بحسب الوكالة - السياسات الحكومية اليمنية في الجوانب المالية والنقدية، ومستوى سير تنفيذ الإصلاحات في الجوانب الاقتصادية والمالية والنقدية والإدارية بدعم من شركاء الحكومة اليمنية، وجهود الأخيرة في سبيل تعزيز موارد الدولة لتحسين الأوضاع العامة وتخفيف المعاناة الإنسانية، والاحتياج من الدعم المالي والفني لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والنهوض بمستوى العمل وبناء القدرات بالقطاعين المالي والنقدي.

وأكدت الاجتماعات اليمنية مع خبراء صندوق النقد الدولي أن توقف صادرات النفط مستمر في التأثير على النشاط الاقتصادي، وتقييد موازنة الحكومة والاحتياطيات الأجنبية، وذكرت أن سبب توقف تصدير النفط الخام الذي يشكّل ما نسبته 65 إلى 70 في المائة من إجمالي الموارد العامة للدولة، منذ نحو عام ونصف العام يعود، إلى إقدام ميليشيا الحوثي على استهداف المنشآت الحيوية لتصدير النفط.

إلى ذلك، أكدت الاجتماعات، أن تحسن الآفاق الاقتصادية مرتبط بالتقدم الإيجابي على صعيد محادثات السلام، واستمرار الالتزام بإجراء الإصلاحات الشاملة، وشددت على ضرورة استقرار القطاع المالي والالتزام بمعايير الدولة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وكذا تواصل التمويل الخارجي من أجل الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي، وتمويل الاحتياجات الإنسانية، واستقرار الأسعار، ودعم عملية الإصلاح.

وأشارت الاجتماعات اليمنية مع صندوق النقد الدولي إلى صعوبة الوضع الإنساني، خصوصاً وأن نحو 17 مليون يمني يواجهون حالة انعدام الأمن الغذائي.


تقرير أممي: 30 % من مخيمات النازحين اليمنيين عُرضة للسيول

منذ سنوات تتكرر معاناة النازحين في اليمن جراء الفيضانات (إعلام حكومي)
منذ سنوات تتكرر معاناة النازحين في اليمن جراء الفيضانات (إعلام حكومي)
TT

تقرير أممي: 30 % من مخيمات النازحين اليمنيين عُرضة للسيول

منذ سنوات تتكرر معاناة النازحين في اليمن جراء الفيضانات (إعلام حكومي)
منذ سنوات تتكرر معاناة النازحين في اليمن جراء الفيضانات (إعلام حكومي)

في الوقت الذي أكد فيه تقرير أممي أن 30 في المائة من مخيمات النزوح في اليمن معرَّضة لخطر الفيضانات، انتقد مسؤول حكومي أداء المنظمات الإغاثية، وقال إنه من المعيب أن يتم الحديث بعد ثمانية أعوام عن المخاطر التي تواجه هذه المخيمات بدلاً من وضع حلول ومعالجات. ورأى في ذلك دليلاً على فشل الأداء الإغاثي.

وعبَّر نجيب السعدي رئيس الوحدة الحكومية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن عن أسفه جراء مخاطر السيول والأمطار التي تهدد مخيمات النازحين، مع إن كان من المفترض أن يكون قد تم إيجاد حلول وبدائل فعَّالة وتمَّت معالجة المشكلة من جذرها خلال السنوات السابقة.

مسؤول يمني ينتقد أداء المنظمات الإغاثية في بلاده (إعلام حكومي)

ورأى السعدي في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن ذلك يمكن عدّه أحد الإخفاقات للمنظمات الدولية التي تقود العمل الإنساني، وأعاد المطالبة بالتفكير في حلول جذرية لهذه المشكلة وللنزوح بشكل عام، ومن ضمن ذلك التحول نحو الحلول الدائمة.

وقال إن هذا التوجه تم البدء به خلال العام الحالي، متمنياً أن يتم تلافي الأخطاء السابقة التي تسببت في تفاقم الأزمة الإنسانية.

وحسب المسؤول عن مخيمات النزوح في اليمن فإن أخطاء المنظمات تكمن في أنها تعمل بدلاً عن الدولة، وطالب بأن تقود مؤسسات الدولة العمل لمعالجة النزوح والمشكلات المرتبطة به، ويبدأ ذلك من تقديم الدعم الفني وبناء القدرات للجهات الحكومية لتصبح قادرة على أداء دورها في معالجة الأزمة الإنسانية.

وشدد السعدي على وجوب أن تقود مؤسسة الدولة العملية الإنسانية في جميع مراحلها من التخطيط وتحديد الأولويات والتنفيذ وتقييم التدخلات. وقال إنه من دون ذلك ستستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم، كما في خطر السيول على المخيمات.

وبيَّن المسؤول اليمني أنه حتى لا تصبح البلاد ثقباً أسود يلتهم كل المساعدات الإنسانية، فإنه يدعو المجتمع الدولي لمساعدة المؤسسات الحكومية لتؤدي دورها وأن يكون دور المنظمات هو مساعدة الحكومة على ذلك وفق الأولويات التي تحددها. كما دعا إلى ضرورة تقديم مزيد من التمويلات كون نسبة التمويل انخفضت بشكل كبير خلال هذا العام.

السيول في اليمن تتسبب موسمياً في أضرار مادية وبيئية (إ.ب.أ)

وأعاد السعدي التذكير بأن كثيراً من المخيمات أنشأها النازحون بأنفسهم بشكل عشوائي، خصوصاً ما قبل 2019، ولهذا أُقيمت على مجاري السيول، وذلك أصبح تحدياً كبيراً يتطلب البحث عن مناطق بديلة، لكنَّ ذلك يواجه انعدام التمويل لنقل المخيمات إلى جانب رفض النازحين الانتقال إلى مكان آخر لارتباطهم بمصالح مثل مكان العمل وكسب العيش.

ويشير المسؤول اليمني إلى جانب آخر، وهو أن معظم المخيمات لها بين ثماني وخمس سنوات منذ إقامتها، وأصبحت مهترئة وغير قادرة على مقاومة أي أمطار، وهذا ما ضاعف من الكارثة.

مخاطر عالية

كانت مجموعة إدارة وتنسيق المخيمات ومنظمة الهجرة الدولية ومبادرة «ريتش» ذكرت في تقرير مشترك عن مخاطر الفيضانات على مواقع النازحين في اليمن أن 672 موقعاً تستضيف ما مجموعة 747.143 ألف نازح في 17 محافظة ذات درجة «حرجة» أو «عالية» في التعرض لخطر الفيضانات خلال العام الجاري 2024.

ووفق ما أورده التقرير فإن 20 موقعاً تضم 11.778 ألف نازح صُنفت في مستوى «مخاطر حرجة»، و652 موقعاً يقيم فيها 735.365 ألف نازح تقع في مستوى «مخاطر عالية» لتأثيرات الفيضانات المدمّرة، فيما أن 318 موقعاً ذات مخاطر متوسطة، و840 موقعاً ذات خطر منخفض، بينما 455 موقعاً آخر لا تتوافر أي معلومات أو بيانات عنها.

وأكد التقرير أن مواقع النازحين المعرَّضة لمخاطر عالية للفيضانات خلال هذا العام تمثل نسبة 30 في المائة من إجمالي مواقع النزوح البالغ عددها 2285 موقعاً، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 5 في المائة مقارنةً بالعام الماضي، الذي كانت فيه نسبة المواقع المعرَّضة لخطر الفيضانات لا تزيد على 25 في المائة.

النازحون اليمنيون بنوا مخيماتهم بعد أن فروا من قمع الحوثيين (إعلام حكومي)

وحسب نتائج التقرير، فقد تصدرت محافظة شبوة قائمة 17 محافظة في عدد المواقع التي تواجه مخاطر عالية من الفيضانات، وبنسبة 82 في المائة من إجمالي المواقع الموجودة فيها، تليها محافظة إب (62 في المائة)، ثم الضالع (53 في المائة)، وذمار (47 في المائة)، وتعز (38 في المائة)، وأبين (36 في المائة)، ومأرب (34 في المائة)، وصنعاء وحضرموت (32 في المائة في كل منهما)، ولحج (31 في المائة)، وحجة (27 في المائة)، والحديدة (26 في المائة)، والجوف وصعدة (23 في المائة في كل منهما)، والبيضاء (22 في المائة)، وعمران (15 في المائة)، فيما كانت عدن أقل المحافظات خطراً على النازحين بنسبة 10 في المائة.

وطالب التقرير بإجراء مزيد من التحليل للمواقع المصنَّفة «حرجة» أو «عالية» لتحديد الأولويات للأنشطة المطلوبة والاستعدادات لمواجهة الفيضانات والإجراءات الاستباقية اللازمة لذلك، بسبب القيود على التمويل في هذا العام، مع توفير الإغاثة قصيرة المدى حالة الاستجابة للفيضانات الكبرى المفاجئة وغير المتوقَّعة.


ضربات غربية في الحديدة... والحوثيون تبنّوا هجمات ضد 107 سفن

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

ضربات غربية في الحديدة... والحوثيون تبنّوا هجمات ضد 107 سفن

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

خلال الشهر السادس من الهجمات الحوثية البحرية والضربات الغربية الدفاعية والاستباقية للحد من الهجمات، أقرّت الجماعة بتلقي خمس غارات في مطار الحديدة جنوب المدينة، الخميس، في حين تبنى زعيمها عبد الملك الحوثي مهاجمة 107 سفن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشنّ هجماتها نصرةً للفلسطينيين في غزة، عبر منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة وتسعى للهروب من استحقاقات السلام.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر جراء هجوم حوثي (رويترز)

إعلام الحوثيين أقرّ بخمس غارات قال إنها استهدفت مطار الحديدة وهو مطار خارج عن الخدمة، من دون إيراد تفاصيل حول نتائج الضربات التي وصفها بأنها «أميركية وبريطانية».

ولم يتبنّ الجيش الأميركي الغارات فوراً، لكنه أفاد بتدمير زورق حوثي مسيّر، وهي الضربة التي اعترفت الجماعة الحوثية بحدوثها في منطقة «رأس عيسى» شمال الحديدة على البحر الأحمر.

ومع حديث الجماعة عن تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاعي في أجواء محافظة الحديدة التي تتخذها منطلقاً لشنّ الهجمات في البحر الأحمر، تبنى زعيمها عبد الملك الحوثي مهاجمة 107 سفن في أحدث خطبة له الخميس.

وزعم الحوثي في خطبته التي بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة بأن هناك 10 قطع بحرية حربية أميركية وأوروبية انسحبت من البحر الأحمر في ظل «الشعور باليأس والإخفاق» في منع عمليات جماعته أو الحد منها على حد وصفه.

وتبنى زعيم الجماعة إطلاق 111 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، و606 صواريخ باليستية، ومجنحة وطائرات مسيّرة ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. كما ادعى تنفيذ ثماني عمليات خلال أسبوع واحد ضد السفن، استخدمت خلالها 33 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة.

طائرة من دون طيار أطلقها الحوثيون من مكان غير معروف لمهاجمة السفن (رويترز)

وتقول الحكومة اليمنية إن الحل ليس في الضربات الغربية لوقف هجمات الحوثيين، ولكن في دعم قواتها المسلحة لاستعادة الأراضي كافة من قبضة الجماعة، بما فيها الحديدة وموانئها.

ومنذ بدء التصعيد الحوثي تعرضت 107 سفن للهجمات وأصيب 17 منها بأضرار، وغرقت إحداها، وفي مقابل ذلك أقرّت الجماعة بمقتل 34 عنصراً من عناصرها خلال الضربات الغربية التي تقودها أميركا.

مصالح 55 دولة

أثّرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر، ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

وإلى جانب قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، تسببت إحدى الهجمات الحوثية، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس». وفي مقابل ذلك، أقرّت الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ونفذت الولايات المتحدة منذ تدخلها عسكرياً، أكثر 400 غارة على الأرض ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي؛ لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

وتسبب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في مأرب قرب خطوط التماس مع الحوثيين (سبأ)

وفي أحدث تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، التي أطلقها من مدينة مأرب هاجم الجماعة وتوعد بفرض السلام، كما ظهر على خطوط التماس في إحدى الجبهات المحيطة بالمدينة.

وشدّد رئيس مجلس الحكم اليمني على مضاعفة الجهود لتطوير القطاعات العسكرية كافة، وقال: «إن الميليشيا الحوثية أثبتت أنها ليست شريكاً جاداً لصنع السلام، وإنما تتخذ من الحديث عن السلام نوعاً من الخداع والتحضير لحروب جديدة؛ وهو ما يحتم العمل بكل جهد واستعداد لفرض السلام المنشود».

وخلال اجتماع آخر مع قيادة السلطة المحلية في مأرب خاطب العليمي الحاضرين بالقول: «نؤكد لكم أننا سننطلق من هنا ومن كل المحافظات لتحرير المناطق التي ما زالت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، وسيتحقق النصر من خلال القوات المسلحة بتشكيلاتها كافة، والمقاومة الشعبية المساندة لها».


القاهرة وأنقرة تتطلعان إلى تعزيز التعاون العسكري

محادثات عسكرية مصرية - تركية رفيعة في أنقرة (المتحدث العسكري المصري)
محادثات عسكرية مصرية - تركية رفيعة في أنقرة (المتحدث العسكري المصري)
TT

القاهرة وأنقرة تتطلعان إلى تعزيز التعاون العسكري

محادثات عسكرية مصرية - تركية رفيعة في أنقرة (المتحدث العسكري المصري)
محادثات عسكرية مصرية - تركية رفيعة في أنقرة (المتحدث العسكري المصري)

تتطلع مصر وتركيا إلى زيادة أوجه التعاون العسكري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة؛ وهو ما عدّه مصدر مصري «خطوة على طريق استعادة العلاقات وتطبيعها» بين البلدين، بعد سنوات من القطيعة.

وأنهى الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، زيارة رسمية إلى أنقرة، استمرت أياماً عدة، بدعوة من الجنرال متين غوراق، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية.

ووفق بيان للمتحدث العسكري المصري، الخميس، عقد الفريق عسكر جلسة مباحثات موسّعة مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية تناولت «علاقات التعاون العسكرية والأزمات الإقليمية والدولية المؤثرة على الأمن القومي لكلا البلدين، وتوافق الرؤى ووجهات النظر تجاهها»، وأكد الجانبان «تطلعهما إلى زيادة أوجه التعاون العسكري بين البلدين في الكثير من المجالات خلال المرحلة المقبلة».

التقى رئيس الأركان المصري، خلال الزيارة، يشار غولر، وزير الدفاع التركي، ونقل البيان المصري عن الوزير التركي «إشادته بتوافق الرؤى بين البلدين فيما يتعلق بتطوير التعاون العسكري المصري - التركي، وثمّن الدور المصري المؤثر والفاعل بمنطقة الشرق الأوسط». كما التقى رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، واستمع إلى عرض تقديمي لمجموعة من الشركات المتخصصة في الصناعات الدفاعية، وقام بجولة تفقدية شملت عدداً من الشركات، منها شركة «بايكار» للطائرات، وكذا زيارة مقرّ القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة التركية.

وأنهت مصر وتركيا التوتر الدبلوماسي، بسبب دعم أنقرة تنظيم «الإخوان» المحظور في مصر، عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، بشكل كامل في الأشهر الأخيرة، في حين صدرت تصريحات إيجابية مشتركة حول ملفات عدة كانت مثار خلاف بين البلدين.

وتعد زيارة رئيس الأركان المصري، التي بدأت الاثنين الماضي، أرفع زيارة لمسؤول عسكري مصري إلى تركيا منذ ما يزيد على عقد.

وبينما تحدثت تقارير إعلامية عن تحركات لتعزيز مسارات التعاون العسكري بين القاهرة وأنقرة. قال مصدر مصري لـ«الشرق الأوسط»: «إن التعاون العسكري بين البلدين ليس نقلة استراتيجية كبيرة، وإنما مجرد خطوة على طريق استعادة العلاقات وتطبيعها».

وفي فبراير (شباط) الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الموافقة على «تزويد مصر بالطائرات التركية المسيّرة التي تحظى بشعبية متزايدة»، مؤكداً «ضرورة أن ترتبط بلاده بعلاقات جدية مع مصر من أجل الأمن في البحر الأبيض المتوسط».

وتستبق المباحثاتُ العسكرية الأخيرة، زيارةً مرتقبةً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، الشهر الحالي، وفق مصادر تركية؛ تلبيةً لدعوة الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي زار مصر في فبراير الماضي.

وكانت من بين الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس التركي لمصر إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين بعد توقف دام لنحو 11 عاماً.


ارتفاع البطالة في اليمن إلى 3 أضعاف ما قبل الانقلاب

عاطلون عن العمل على رصيف أحد الشوارع في صنعاء (الشرق الأوسط)
عاطلون عن العمل على رصيف أحد الشوارع في صنعاء (الشرق الأوسط)
TT

ارتفاع البطالة في اليمن إلى 3 أضعاف ما قبل الانقلاب

عاطلون عن العمل على رصيف أحد الشوارع في صنعاء (الشرق الأوسط)
عاطلون عن العمل على رصيف أحد الشوارع في صنعاء (الشرق الأوسط)

يتجمع مئات من العمال عند تقاطعات شوارع في صنعاء صباح كل يوم تقريباً، أملاً في الحصول على ساعات من العمل تمكّنهم من تغطية احتياجاتهم لعدة أيام إلى حين الحصول على فرصة عمل أخرى؛ إذ فقد مئات الآلاف أعمالهم وارتفعت البطالة إلى ثلاثة أضعاف ما قبل الانقلاب الحوثي أواخر 2014.

يقول عبد الله ناجي، وهو عامل بالأجر اليومي، إنه وغيره يدورون على تقاطعات الشوارع كل يوم على أمل الحصول على فرصة عمل، لكنهم في الغالب لا يجدون.

الجبايات الحوثية تلاحق أصحاب كل المهن بمن فيهم الحرفيون (إعلام محلي)

«الناس تبحث عن لقمة العيش، ومجموعة بسيطة من المشرفين الحوثيين هم من يبنون عمارات شاهقة»، يذكر عبد الله ناجي أنه يجد فرصة عمل ليوم واحد ويظل ثلاثة أيام أخرى ينتظر فرصة مماثلة، وينفق ما كسبه في ذلك اليوم على متطلبات معيشته.

ومع انقضاء تسعة أعوام على الحرب التي فجرها الحوثيون، يتذكر العمال في اليمن المأساة التي يعيشونها جراء تلك المغامرة، حيث إن مئات الآلاف من الموظفين دون مرتبات، فيما فقد العاملون في القطاع الخاص وعمال اليومية مصادر أرزاقهم بسبب إيقاف كل المشاريع والتدمير الذي تعرض له القطاع التجاري.

وبحسب أحمد يحيى، وهو موظف حكومي في مناطق سيطرة الحوثيين، فإنه وغيره من العمال والموظفين لم يهتموا بعيد العمال لأنهم يعملون دون رواتب ويُهدَّدون من الحوثيين بالفصل من وظائفهم إذا انقطعوا عن العمل. وذكر لـ«الشرق الأوسط» أنه يعمل في إحدى ورش الزجاج في فترة المساء لتوفير الاحتياجات أسرته المكونة من خمسة أشخاص.

غير أن ناصر محمود، وهو عامل في أحد المطاعم، يرد ساخراً عند سؤاله عما يمثله عيد العمال له، ويقول إنه وزملاءه يعملون كل يوم حتى في هذا اليوم، ولا يعرفون شيئاً عن هذا العيد إلا في وسائل الإعلام، ويرى أنهم في وضع أفضل من الموظف الحكومي؛ لأنهم يحصلون على راتب نهاية كل شهر إلى جانب وجبات الطعام المجانية.

تقلص الفرص

بينت مصادر في الغرفة التجارية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن البطالة تضاعفت ثلاث مرات عما كانت عليه قبل الحرب خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، وأكدت أن مضاعفة الجماعة الجبايات على التجار والباعة اضطر الكثيرين إلى خفض عدد العمال، كما خفض الكثيرون منهم مبالغ المساعدات التي كانت توزع على الأسر الفقيرة؛ لأن عائداتهم أصبحت متدنية جداً، وبعضهم أعلن إفلاسه.

وذكرت المصادر أن قرار الحوثيين السيطرة على أرباح البنوك التجارية والديون المحلية بحجة مكافحة الربا ومنع الأنشطة المصرفية أدى إلى إصابة القطاع المصرفي بالشلل، وتوقف أي أنشطة للقطاع التجاري الذي كان يحصل على تسهيلات بنكية يعكسها في مشاريع تستوعب جزءاً كبيراً من العمالة، وتوفر أيضاً أرباحاً للمودعين.

ملايين اليمنيين يفتقدون للخدمات ويعيشون تحت طائلة الفقر ونقص الغذاء (إ.ب.أ)

هذه الأوضاع تأتي متزامنة مع تأكيد تقارير رسمية حديثة وأخرى تابعة للأمم المتحدة، أن الأزمة الاقتصادية الخانقة الناتجة عن الحرب، تسببت في ارتفاع معدل التضخم إلى نحو 40 في المائة، وارتفاع نسبة البطالة إلى 35 في المائة من 14 في المائة قبل الحرب.

كما توضح هذه البيانات أن الفقر ازداد إلى نحو 78 في المائة ليجد الشبان الذين يشكلون 70 في المائة من إجمالي السكان، البالغ عددهم 32.6 مليون، أنفسهم أمام طريق مسدود.

أرقام مأساوية

بحسب بيانات وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، فإن نسبة الفقر في البلاد، ارتفعت إلى 80 في المائة، كما انكمش الاقتصاد بنسبة 50 في المائة، في ظل الصراع الذي يشهده اليمن منذ 9 سنوات.

وتشير البيانات إلى أن اليمن يواجه أزمة متفاقمة في مختلف المجالات، حيث وصلت نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى 60 في المائة بين السكان، وهناك 80 في المائة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، فضلاً عن نزوح نحو 4.3 مليون إنسان، وهؤلاء يفتقرون إلى الخدمات الأساسية.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن المديونية الخارجية ارتفعت، وانكمش الاقتصاد بأكثر من 50 في المائة من الناتج المحلي، وتراجعت الإيرادات العامة، كما ارتفعت نسبة الفقر إلى نحو 80 في المائة.

وزاد من تفاقم الوضع المالي للحكومة استهداف الحوثيين موانئ تصدير النفط بالطيران المسير، ما أدى إلى تضرر الموانئ وتوقف تصدير النفط الذي يمثل ما نسبته 65 في المائة من الإيرادات العامة.