الاستقراء الفكري فن يشبه السحر

للبحث عن الدلالات المساعدة في فهم ألغاز الحياة

الاستقراء الفكري فن يشبه السحر
TT

الاستقراء الفكري فن يشبه السحر

الاستقراء الفكري فن يشبه السحر

إذا ذهبتم إلى أحد العروض التي يقدمها جاكسون ريد، فقد يطلب منكم ومن آخرين في الجمهور وضع شيء ما من مقتنياتكم الشخصية في سلة. بعدها، سيعمد إلى اختيار واحد من تلك الأشياء الموضوعة الغامضة، ويدرس الجمهور، ويحدد الشخص الذي يعود له ذلك الشيء.
يعتمد هذا النوع من الأفعال على ما يُسمى «الحدس» أو «الاستقراء الفكري»؛ نوع فني شبيه بالسحر، ولكن يعتمد على الفطرة والانعكاس واللاوعي. حازت هذه الأفكار اهتمام ريد منذ صغره: من والده الذي كان من «الهيبيز» في كاليفورنيا والذي عرفه على قراءة الأفكار واستخدام الرقاص، ووالدته التي وُلدت في هونغ كونغ، وعلمته استكشاف «تبصر الذات (self – divination)» من خلال النص الصيني القديم «آي تشينغ». دفع هذا المزيج من والده ووالدته ريد إلى اعتناق الاستقراء على المسرح وخارجه.
* أبيغيل فاغان: ما الذي جذبك للسحر وجعلك دائم الاهتمام به؟ لماذا تحب هذه الأمور؟ ما الذي قد يجذب أي إنسان لهذه الحيل؟ لماذا نبحث عن الأحاجي؟ لماذا نحب الشعور الذي يوحي بأن شيئاً مستحيلاً سيحدث؟
- جاكسون ريد: أعتقد أن كثيراً من اللحظات «غير القابلة للشرح» و«المستحيلة» تحصل في حياتنا دون أن نستطيع ترتيبها أو معالجتها في الوقت الحقيقي. لهذا السبب؛ نبحث نحن البشر عن الدلالات التي من شأنها أن تساعد في فهم جميع هذه الألغاز الحياتية المحيطة بنا. قد نلجأ لكروت «التارو (tarot)»، وعلم الفلك، والعرافين، والتصوف، بوصفها أدوات لتحليل الوجود الذي نحياه، لعلنا نرى انعكاس أنفسنا في دور الساحر الموجود على المسرح؛ لأن نجاح أي شخص أو أي شيء في تقديم شرح منطقي لجميع هذه الألغاز والمفاجآت المستحيلة التي نصادفها في الحياة، يعني أننا قد نستطيع فعل ذلك أيضاً.
أقدم بعض قراءات «التارو» لأصدقائي. يحتاج الناس أحياناً إلى المساعدة للتحدث بوضوح عما يفكرون فيه، ولهذا السبب؛ لا يزال عمل العرافين مستمراً. هذا يعني أن الأمر ليس مرتبطاً بفكرة «العراف»؛ بل بالشخص الذي يطرح الأسئلة؛ لأن الأمر يتحول غالباً إلى عملية انعكاس ليخرج الشخص ما في داخله. وأقدم القراءات لنفسي أيضاً؛ خصوصاً في اللحظات التي أكون فيها غير واثق بالاتجاه الذي يجب أن أسلكه. انطلق من هذا الاتجاه من منظور العين الواحدة المفتوحة، حيث أسمح إما للشعائر وإما للإيمان بالسيطرة، ولكنني أعلم في الوقت نفسه أنها مسألة انعكاس.
يكون اتخاذ القرار غالباً أسهل عندما يكون لديك ما تتكلم عنه، إضافة إلى وجود ردود بإمكانك قبولها أو عدم قبولها. فإذا سمعت عبارة: «يجب أن تذهب بقوة في هذا الاتجاه» فقد يكون ردك على الشكل التالي: «ولكنني لا أريد ذلك. لا أريد أن أقوم بذلك».
يجب أن تشعروا بدافع محرض ينطلق من شيء أو أمر ما... إنها ذرة التراب الصغيرة تلك التي تتحول إلى لؤلؤة.
* «سايكولوجي توداي» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة
TT

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

أعلنت وحدة الابتكارات الدفاعية، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، أن ثلاث شركات ستُنتج برامج نموذجية للتحكم في أسراب الطائرات من دون طيار (الدرون) الضخمة التي تطوّرها حالياً مجموعة مبادرة «ربليكيتر» Replicator للإنتاج السريع.

تنسيق آلي لطائرات «الدرون»

وقالت الوحدة، في بيان لها، الأربعاء، إن العقود الممنوحة لشركات «Anduril Industries»، و«L3Harris Technologies»، و«Swarm Aero» هي جزء من جهودها التي تسعى إلى «التنسيق الآلي لأسراب من مئات أو آلاف الأصول غير المأهولة عبر مجالات متعددة».

وكانت نائبة مدير وحدة الابتكارات الدفاعية للاستراتيجية والسياسة والشراكات الأمنية الوطنية، أديتي كومار، قالت في وقت سابق من هذا الشهر في حديث مع «ديفنس وان» إنه في حين تحظى أجهزة «ربليكيتر» بالكثير من الاهتمام، فإن برنامجها مهم بالقدر نفسه. وأضافت أن الجدول الزمني القصير لوحدة الدفاع الجوي لاختبار منصات وبرامج تكامل الطائرات دون طيار الجديدة يشكّل تحدياً آخر.

هياكل مملوكة للحكومة

وتابعت أديتي كومار: «نحن نشتري هذه القدرة بشكل مستقل عن أنظمة الأجهزة، وبالتالي نحتاج إلى أن نكون قادرين على الحصول على هياكل مفتوحة، وهياكل مملوكة للحكومة؛ لضمان أن البرنامج الذي نحضره تجري ترقيته ثم دمجه في جميع أنواع أنظمة الأجهزة التي قد تتطلّب بعد ذلك إصلاحات الأجهزة الخاصة بها لتمكين ذلك».

اختبارات ميدانية متكاملة

وكانت منصة «لاتيس» Lattice من شركة «أندوريل» Anduril واحدة من الجهات الفائزة. وقالت الشركة، في بيان، إنها أكملت مجموعة متنوعة من الاختبارات في العالم الحقيقي مع الشركاء العسكريين:

* تمرين «مسائل المعارك المتكاملة 24.1»، Integrated Battle Problem 24.1 لأسطول المحيط الهادئ الأميركي؛ حيث استخدم مشغلو البحرية منصة «لاتيس» لدمج أكثر من اثني عشر نظاماً غير مأهول وموجزات بيانات.

* «حارس الصحراء 1.0» Desert Guardian 1.0، البرنامج التابع للقيادة المركزية الأميركية هو أيضاً من الأمثلة الأخرى؛ حيث دمجت الشركة 10 فرق استشعار مختلفة في «لاتيس»، كما دمجت تبادل البيانات في الوقت الفعلي، ونفّذت الاندماج وتعيين المهام عبر أنظمة استشعار متنوعة للكشف بشكل أسرع عن التهديدات المحمولة جواً وغيرها.

* اختبار «الحافة 23» EDGE23 للجيش، سمحت «لاتيس» لجندي واحد «بإدارة فريق متكامل من الطائرات غير المأهولة المتعددة لتحديد موقع صاروخ أرض - جو وتحديده وتدميره».

كما منحت وحدة الابتكارات الدفاعية عقوداً إلى شركات، بهدف تطوير نظم لضمان الاتصالات للطائرات دون طيار في بيئة حرب كهرومغناطيسية ثقيلة.

هل يمنع «ربليكيتر» الحرب العالمية الثالثة؟

أطلقت وزارة الدفاع «ربليكيتر» Replicator خصوصاً لردع العمل العسكري الصيني في المحيط الهادئ. وفي حدث لمؤسسة بالاس يوم الأربعاء، ناقش رئيس القيادة البحرية الأميركية في المحيط الهادئ، الأدميرال سام بابارو، الدور الذي يمكن أن تلعبه الأنظمة المستقلة في الردع؛ أي مثل الدور الذي تقدمه الطائرات من دون طيار البحرية الأوكرانية في البحر الأسود.

وقال بابارو: «لا يحتاج المرء في الواقع إلى تحقيق التفوّق الجوي والبحري الكامل على مساحة عندما يحاول الخصم الحصول عليها. ربما يحتاج المرء فقط إلى حرمان الطرف الآخر من ذلك، ويمكنه القيام بذلك بتكلفة منخفضة... لقد رأينا ذلك بالفعل في الممارسة العملية، وتعلمنا ذلك من أوكرانيا في البحر الأسود، حيث تم تدمير طرّاد (سلافا) وإغراقه -بواسطة طائرة من دون طيار بحرية أوكرانية- ومن المهم أن نتعلّم هذا الدرس من ذلك ومن البحر الأسود».

مهمات الردع والهجوم

كما أوضح بابارو كيف يمكنه استخدام مستويات مختلفة من الاستقلالية لمهام مختلفة بصفتها جزءاً من جهود الردع هذه. وقال إنه بالنسبة إلى المهام الهجومية، فإن الحفاظ على السيطرة البشرية أمر بالغ الأهمية. ولكن بالنسبة إلى الدفاع عن الأسطول، فإن مزيداً من الاستقلالية يمكن أن يساعد في تسريع وقت رد الفعل.

وأضاف: «على سبيل المثال، إذا كانت غارة من الصواريخ الباليستية تقترب من وحدتك، فهذا هو الوقت الذي قد ترغب فيه في تشغيل نظامك بالكامل، وحمل تلك الأسهم التي تُوجه نحوه من ناحية أخرى. أما إذا كنت تنفّذ هجوماً معقداً على نظام عدو، فهذه هي الحالة التي قد ترغب فيها في القيام بذلك بحذر شديد، لأنك بذلك تقتل أرواحاً».

* مجلة «ديفنس وان»: خدمات «تريبيون ميديا».