تأكيد سعودي - بريطاني على تعزيز علاقات البلدين

خادم الحرمين هنّأ الملك تشارلز الثالث باعتلاء العرش

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

تأكيد سعودي - بريطاني على تعزيز علاقات البلدين

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، هاتفياً اليوم (الخميس)، عن تعازيه للعاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث والأسرة المالكة والشعب البريطاني في وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
وهنأ خادم الحرمين في اتصال هاتفي، الملك تشارلز الثالث باعتلاء العرش، متمنياً له التوفيق في خدمة مصالح شعب المملكة المتحدة الصديق، ومتطلعاً لتعزيز العلاقات بين البلدين.
بدوره، عبّر العاهل البريطاني عن شكره وامتنانه العميق للملك سلمان على ما أبداه من مشاعر نبيلة، مؤكداً حرصه واهتمامه بتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.


مقالات ذات صلة

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

يوميات الشرق مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

تنفيذ حكم الإعدام بحق 11 شخصاً أدينوا بتهمة «الإرهاب» في العراق

علَم العراق (إ.ب.أ)
علَم العراق (إ.ب.أ)
TT

تنفيذ حكم الإعدام بحق 11 شخصاً أدينوا بتهمة «الإرهاب» في العراق

علَم العراق (إ.ب.أ)
علَم العراق (إ.ب.أ)

أعدمت السلطات العراقية اليوم (الاثنين) 11 مداناً بـ«جرائم إرهابية»، وفق ما أفادت مصادر أمنية وصحية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، لتكون المجموعة الثانية التي يُحكم عليها بالإعدام منذ أواخر أبريل (نيسان).

وأكد مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، أن عمليات الإعدام تمّت في سجن «الحوت» في مدينة الناصرية جنوباً في محافظة ذي قار حيث أُعدم الشهر الماضي 11 شخصاً آخرين أُدينوا أيضاً بـ«جرائم إرهابية».


اكتشاف مجموعة فرعية خطرة من حالات ألزهايمر ناجمة عن نسختين من جين واحد

جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)
جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)
TT

اكتشاف مجموعة فرعية خطرة من حالات ألزهايمر ناجمة عن نسختين من جين واحد

جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)
جزء من دماغ بشري مصاب بمرض ألزهايمر في متحف التشريح العصبي في جامعة «بوفالو نيويورك» (أ.ب)

في خطوة مهمة، كشف باحثون عن الشكل الجيني المسؤول عن مرض ألزهايمر في أواخر العمر، للأشخاص الذين يرثون نسختين من جين محدد يثير القلق.

وأشارت الدراسات السابقة إلى أن جين «APOE4» هو أحد الجينات العديدة التي يمكن أن تزيد من خطر إصابة الأشخاص بمرض ألزهايمر، بما في ذلك التقدم في العمر، لكنّ الأبحاث الجديدة تشير إلى أنه بالنسبة للأشخاص الذين يحملون نسختين من الجين نفسه، ليس مجرد عامل خطر، بل سبب أساسي للمرض الذي يسرق العقل. حسبما أفادت «وكالة أسوشييتد برس» للأنباء.

قاد الدكتور خوان فورتيا، من معهد سانت باو للأبحاث في برشلونة هذه الدراسة الجديدة، حيث أظهرت النتائج آثاراً عميقة تجاه فهم مرض ألزهايمر.

ومن بين النتائج الملحوظة: تبدأ أعراض مرض ألزهايمر قبل سنوات من ظهورها الطبيعي لدى كبار السن الذين يحملون نسختين من جين «APOE4».

ويُقدر أن نحو 15 في المائة من مرضى ألزهايمر يحملون نسختين من هذا الجين، مما يبرز أهمية تطوير علاجات تستهدف هذا الجين بشكل خاص.

وتُشير الباحثة المشاركة في الدراسة، الدكتورة ريسا سبيرلينغ من جامعة هارفارد، إلى أن بعض العلاجات قد لا تكون ملائمة للأشخاص الذين يحملون هذه النسخ المزدوجة، مما يبرز ضرورة فهم أفضل للوراثة وتأثيرها على المرض.

ويصنف جين «APOE4»، منذ فترة طويلة على أنه أكبر عامل خطر وراثي لمرض ألزهايمر في مرحلة متأخرة من الحياة، حيث تكون نسختان منه أكثر خطورة من نسخة واحدة.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 2 في المائة من سكان العالم ورثوا نسخة من أحد الوالدين.

ورغم أهمية الاكتشافات الجديدة، يجب التنويه إلى أن جميع الأشخاص الذين يحملون جين «APOE4» ليسوا بالضرورة عُرضة للإصابة بمرض ألزهايمر، ولا يعني ذلك أن على الناس أن يتسابقوا لإجراء اختبار الجينات، بل من المهم عدم تخويف كل من لديه تاريخ عائلي من مرض ألزهايمر؛ لأن هذا الثنائي الجيني ليس مسؤولاً عن معظم الحالات، مما يتطلب المزيد من الأبحاث لفهم هذه الديناميات بشكل أفضل.

تُعزز هذه الاكتشافات الحاجة الملحة لتطوير علاجات موجهة جينياً وفهم أفضل للوراثة لمكافحة مرض ألزهايمر وتأخير ظهوره أو منعه تماماً.

بالإضافة إلى ذلك، يشير البحث إلى أنه ينبغي استكشاف تأثيرات جين «APOE4» على مجموعات سكانية متنوعة، بما يشمل تأثيرات الجين على الأشخاص من خلفيات ثقافية وجينية مختلفة، لتحديد أفضل الاستراتيجيات العلاجية.

ورغم التقدم الهائل في فهم مرض ألزهايمر، يبقى البحث والابتكار ضروريين لتطوير علاجات أكثر فعالية ضد هذا المرض الذي يشكل تحدياً كبيراً للصحة العامة.


رئيس شركة «آي دريم سكاي» للألعاب الإلكترونية: الرياض ملهمتي

ليندون خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»
ليندون خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»
TT

رئيس شركة «آي دريم سكاي» للألعاب الإلكترونية: الرياض ملهمتي

ليندون خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»
ليندون خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»

أكد جيف ليندون، رئيس شركة «آي دريم سكاي» للألعاب الإلكترونية، أن اختياره العاصمة السعودية (الرياض) لإطلاق لعبته الجديدة «سترينوفا» يأتي لأنها «مدينة مُلهمة تتلاءم مع أحلامي وطموحاتي».

وقال ليندون في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كلاعب ومؤسس فإنني أملك أحلاماً كبيرة وعديدة، وصادف أن رأيت (رؤية المملكة 2030) وعلمت بتفاصيلها، وساعدني الأمير فيصل بن بندر، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، في شرح الكثير عن أنشطتهم وفعالياتهم».

وأضاف ليندون: «إذا أردت تحقيق حلمي في الرياضات الإلكترونية، يتوجب عليّ أولاً تحقيق تجربة جيدة في هذا المجال، وتجربة لعب جيدة بشكلٍ عامٍ، في عالم الألعاب التنافسية، الأهم من جودة اللعبة ذاتها هو جودة الاتصال بخوادم اللعبة».

كانت شركة «آي دريم سكاي» أعلنت خلال إقامتها مؤتمر الطرح العالمي للعبة «سترينوفا» في العاصمة السعودية (الرياض)، عن خطة لتوسعها في سوق الشرق الأوسط.

وشارك في المؤتمر، الذي طُرح بعنوان «أحلام التوسع العالمي والرؤية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، بحضور الأمير فيصل بن بندر، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، ويين ليجون، السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية، وكل من تشن شيانغيو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «آي دريم سكاي»، وجيف ليندون، المؤسس المشارك ورئيس الشركة.

ويمثل هذا الحدث محطة دخول للشركة إلى المنطقة والطرح التمهيدي العالمي للعبة المرتقبة «سترينوفا» في الربع الرابع من العام الحالي.

وألقى جيف ليندون، المؤسس المشارك ورئيس «آي دريم سكاي»، كلمةً في حفل الطرح العالمي التمهيدي للعبة الجديدة، أشار فيها إلى أحدث التوجهات في قطاع الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط، وكشف عن خطط استراتيجية للمنطقة تضعها الشركة لأول مرة. وقال إن الأجواء الشبابية والديناميكية التي تتمتع بها السعودية «تجعلها المكان المثالي لنا للانطلاق في مسيرتنا بمنطقة الشرق الأوسط»، وأضاف: «يتيح قطاع الألعاب المزدهر في البلاد إمكانات كبيرة للنمو، مدعومة بمشهد أعمال مواتٍ شكلت ملامحه (رؤية 2030) التي مهدت الطريق أمام مطوري الألعاب في المملكة».

الأمير فيصل بن بندر والسفير الصيني وشيانغيو وليندون في لقطة جماعية بعد المؤتمر (الشرق الأوسط)

وتُعد لعبة «سترينوفا» أبرز لعبة تنتجها «آي دريم سكاي»، وهي أول لعبة تقدم ميزة التصويب من منظور شخص ثالث وأسلوب اللعب الخيطي، مما يتيح للاعبين تجربة لا مثيل لها.

ومن المتوقع أن يسهم قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بما قيمته 13 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وأن يسهم في توليد 39 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030. وتمثل هذه الأرقام مستهدفات طموحة يتعزز تحقيقها بقاعدة المستخدمين الشباب الواسعة والبنية التحتية المتينة والقدرة الكبيرة على الإنفاق الاستهلاكي في البلاد.

وتشير دراسات السوق إلى أن المملكة تضم ما يقرب من 21 مليون لاعب، ما يمثل حوالي 60 في المائة من إجمالي عدد السكان.

وكانت تجربة اللعبة الجديدة بدأت في شهر أبريل (نيسان)، في اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا والولايات المتحدة، فيما تخطط الشركة للطرح العالمي في الربع الرابع من هذا العام، الذي يشمل أجهزة الحاسوب الشخصية والأجهزة المحمولة وأجهزة اللعب.


الإسكندرية تستقبل زوار «شمّ النّسيم» بمعارض الزهور والفنون وماراثون دراجات

احتفالات عيد «شم النسيم» في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)
احتفالات عيد «شم النسيم» في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)
TT

الإسكندرية تستقبل زوار «شمّ النّسيم» بمعارض الزهور والفنون وماراثون دراجات

احتفالات عيد «شم النسيم» في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)
احتفالات عيد «شم النسيم» في حديقة أنطونيادس بالإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)

قرّر المصري أحمد شاكر، اصطحاب زوجته وطفلتيه من القاهرة إلى الإسكندرية لقضاء عيد «شمّ النّسيم» على ساحل البحر، وذلك بعد أن قرأ ما أعلنته هيئة سكك حديد مصر من قيام رحلة قطار اليوم الواحد بين المدينتين، الاثنين، لقضاء «شمّ النّسيم»، والاحتفال بأعياد الربيع بين أحضان الطبيعة، حيث المغادرة في السابعة صباحاً والعودة في السادسة من مساء اليوم نفسه.

وتُعد شواطئ عروس المتوسط الخيار المفضل للسياحة الداخلية لدى كثير من أبناء القاهرة ومحافظات الدلتا لقضاء إجازة «شمّ النّسيم»، و«أعياد الربيع»، بما تضمه من شواطئ ممتدة، وحدائق ومتنزهات متعددة في مقدمتها حدائق قصر المنتزه، إلى جانب سهولة السّفر إليها، وانخفاض تكاليف الزيارة مقارنة بغيرها من المدن الأخرى، مع توفّر جميع المرافق والخدمات.

وقال الشاب الأربعيني، الذي يعمل موظفاً إدارياً في إحدى شركات المقاولات، لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتردّد عندما علِمت برحلة القطار، فهي فرصة لزيارة الإسكندرية وقضاء ساعات عدّة على شاطئ البحر، وبين معالم المدينة، هروباً من ضغوط الحياة وأعبائها»، لافتاً إلى أنه حمل معه مأكولات «شمّ النّسيم» وفي مقدمتها الفسيخ والرنجة، لتناولها على الشاطئ، لزيادة الاستمتاع بالرحلة.

محافظ الإسكندرية يطلق شعلة ماراثون الدراجات الهوائية احتفالاً بأعياد الربيع (محافظة الإسكندرية)

وفضلت آلاف العائلات والأسر والمجموعات السياحية التوجه إلى الإسكندرية منذ نهاية الأسبوع الماضي، للاستمتاع بأيام العطلة الرسمية المتتالية في البلاد، التي امتدت إلى 4 أيام (من الجمعة حتى اليوم الاثنين)، وفق قرار رئيس الوزراء المصري باعتبار الأحد إجازة رسمية، بمناسبة عيد العمال.

وقال مصدر في هيئة السكة الحديد، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك إقبالا كبيرا منذ الأسبوع الماضي على حجز تذاكر القطارات بجميع أنواعها المكيفة والروسية، من مختلف المحافظات إلى الإسكندرية، وذلك لرغبة المواطنين في استغلال أيام العطلة في التنزه.

الأمر نفسه، يؤكده رئيس غرفة شركات السياحة في الإسكندرية، علي المناسترلي، وفق تصريحات صحافية، مبيّناً أن نسب الإشغال الفندقي في المدينة الساحلية ارتفعت منذ الأسبوع الماضي وتجاوزت 95 في المائة، وهناك ضغط غير طبيعي على جميع الفنادق، كما أن جميع شوارع وميادين الإسكندرية تشهد حالياً زحاماً ملحوظاً، الأمر الذي يساعد على إحداث رواج كبير في المطاعم والمقاهي والكافتيريات، بما يُعدّ بروفة حقيقية لبدء موسم الاصطياف.

مع وصول القطار إلى غايته؛ انتشر ركابه بين الشواطئ، التي شهدت زحاماً منذ الصباح، حيث استمتع بها آلاف المواطنين، حسب الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في الإسكندرية، في حين انتشرت مشاهد تناول البيض الملوّن وأنواع الأسماك المملحة بين مرتادي الشواطئ بوصفها عادة أصيلة لهم، بينما رُفعت الرايات الحمراء في كل الشواطئ، التي تعني أنّ السباحة ممنوعة تماماً بسبب ارتفاع أمواج البحر وسرعة الرياح.

معرض الزهور داخل حديقة مدخل الإسكندرية (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية)

خارج الشواطئ، شهدت الإسكندرية، كثيراً من الفعاليات؛ احتفالاً بـ«أعياد الربيع» و«شمّ النّسيم»، حيث أطلق محافظ الإسكندرية، اللواء محمد الشريف، صباح الاثنين، برفقة القيادات التنفيذية والشعبية والبرلمانية، شعلة ماراثون الدراجات الهوائية بدءاً من استاد الإسكندرية الرياضي الدولي بمشاركة 30 مصوراً من أعضاء نادي «عدسة للتصوير»، الذين يتجوّلون بالدراجات في شوارع الإسكندرية العريقة، ومنها: (شارع فؤاد - وشارع النبي دانيال - وميدان محطة مصر)، لتصوير وإظهار جمالياتها، وإبراز أعمال التطوير التي تمت بها.

حديقة أنطونيادس في الإسكندرية (صفحة الحديقة على فيسبوك)

وتضمّنت الاحتفالات عروضاً فنية وثقافية ورياضية، بدأت بافتتاح معرض للزهور والشجيرات الصغيرة في حديقة مدخل الإسكندرية، وافتتاح معرض للفنون التشكيلية باستاد الإسكندرية، بمشاركة 23 فناناً تشكيلياً، ومعرض فوتوغرافي فني، بتنظيم الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة.

ثم جاء انطلاق موكب السيارات المزينة بالورود والأعلام لتجوب شوارع الإسكندرية وعلى طول الكورنيش، فضلاً عن تسيير الأتوبيس ذي الطابقين الشهير في المدينة، الذي انتهى بشاطئ ستانلي، حيث يقام معرض خيري على الشاطئ بمشاركة الجمعيات والمجتمع المدني والهيئات الحكومية.

جانب من معرض الزهور (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية)

من جانب آخر، فضل العشرات من زائري الإسكندرية الاحتفال بيوم «شمّ النّسيم» في الحدائق والمتنزهات العامة في المحافظة، وشهدت حديقة الحيوان إقبالاً كبيراً مع بداية اليوم، وتفاعل الأطفال مع العروض والألعاب الترفيهية في الحديقة، وفق تأكيدات الدكتور محمد جلال، مدير عام حدائق الحيوان في وزارة الزراعة، في حين حرصت إدارة الحديقة على عرض فصائل جديدة من الحيوانات التي استُقبلت مؤخراً منها.

ماراثون الدراجات يمر في شوارع الإسكندرية لإظهار جمالياتها (الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالإسكندرية)

وبالمئات التفت الأسر المصرية حول وجبات الفسيخ والرنجة في المتنزهات الأخرى، لا سيما حديقة أنطونيادس، وحدائق المنتزه، التي تُعدّ من الأماكن المُفضّلة للتنزه لدى عشاق الإسكندرية.


أنغام تودع البدر بكلمات مؤثرة في حفلها بدبي

أنغام (إنستغرام)
أنغام (إنستغرام)
TT

أنغام تودع البدر بكلمات مؤثرة في حفلها بدبي

أنغام (إنستغرام)
أنغام (إنستغرام)

ودعت الفنانة المصرية أنغام، الشاعر السعودي الراحل بدر بن عبد المحسن بكلمات مؤثرة، خلال حفلها الذي أقيم مساء الأحد في دبي الإماراتية، في أول حفل لها بعد وفاة الأمير.

وظهرت الفنانة المصرية وهي متأثرة في أثناء حديثها عن الراحل في الحفل، حيث قالت: «خبر وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن كان صدمة كبيرة لنا جميعاً، لم يكن أحد يعلم ما يمر به في أيامه الأخيرة، فهو لم يخبر أحداً، بدر بن عبد المحسن هو شاعر كبير ورائع واستثنائي، هو قيمة ثقافية عربية غير عادية لن تعوض أبداً من وجهة نظري، هو الشاعر الوحيد الذي عشت زمنه، ورأيت أن له جماهيرية شعبية كبيرة مثل الفنانين، له قبول وحب من الجماهير لا يضاهيه فيه أي شاعر آخر، خبر رحيله أحزنني للغاية».

واستهلت أنغام حفلها بالغناء من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن عبر أغنيتها الخليجية الشهيرة «مزح» التي حملت اسم آخر ألبوماتها الخليجية الغنائية، وقدمتها قائلة: «تشرفت في مسيرتي بالغناء أكثر من مرة بكلمات بدر بن عبد المحسن، اسمحوا لي أن أقدم لكم أغنية أفتخر بغنائها وهي أغنية (مزح)».

وغنّت أنغام 4 أغنيات من كلمات الأمير الشاعر الراحل؛ من بينها «سلامة رماحك»، و«يا ترى وينك»، و«سهر»، و«سلامة رماحك».

كانت أنغام قد صعدت لحفلها في دار أوبرا دبي على نغمات أغنيتها الشهيرة «حالة خاصة جداً»، تحت قيادة المايسترو هاني فرحات، وهي مرتدية فستاناً أسود اللون.

وقدّمت الفنانة المصرية خلال حفلها عشرات الأغنيات التي تفاعل معها الجمهور الخليجي والمصري الذي ملأ جنبات المسرح؛ من بينها «ولا دبلت»، و«مطمنة»، و«يا ريت فاهمني»، و«بعتلي نظرة»، و«قلبك»، و«سيدي وصالك»، و«فنجان النسيان»، و«أستنى إيه».

يذكر أن الفنانة أنغام كانت قد أطلقت خلال الفترة الماضية أغنيتين دعائيتين وهما «الساعات الحلوة ما بتخلصش» التي قدمتها مع الفنان محمد رمضان لصالح إحدى شركات الاتصالات المصرية، والثانية «أكبر قلب» التي كانت قد قدمتها لصالح معهد مجدي يعقوب للقلب.

أنغام نعت الأمير الشاعر الراحل في حفلها في دبي (إنستغرام)

كشف الشاعر المصري أمير طعيمة عن تعاونه مع الفنانة أنغام في أكثر من عمل فني خلال الفترة المقبلة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «التعاون بيني وبين أنغام، لا يعتمد على شكل محدد، فنحن ثنائي اعتدنا النجاح مع بعضنا، ولدينا أكثر عمل فني جديد جاهز للطرح خلال الفترة المقبلة».

وأضاف: «بعد النجاح الكبير الذي حققناه في أغنية (سيبك أنت) مع الملحن وليد سعد، توجد أغنية رومانسية جديدة من المقرر أن تطرح خلال الفترة المقبلة ولكن ليس بإمكاني الكشف عن اسمها، بسبب رغبة أنغام».

وقال الموزع الموسيقي طارق مدكور إن هناك أكثر من عمل فني يجمعه بالفنانة أنغام خلال الفترة المقبلة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أنغام لديها أكثر من أغنية من توزيعي في جعبتها، لكن ليست لدي المعلومة النهائية حول الأغنية التي سيتم إطلاقها أولاً».

أنغام في حفل سابق لها (حسابها على فيسبوك)

وعن قيامه بجمع أنغام ومحمد رمضان في أغنية واحدة، قال مدكور: «منذ فترة أرى أن هناك تناغماً فنياً بين أنغام ومحمد رمضان، وحينما جاءت فكرة الإعلان والديو الغنائي، فكرت في أهمية تقديم مفاجأة فنية للجمهور، وأبديت الرغبة في جمع النجمين معاً، والاثنان وافقا على الفكرة، واستطعنا خلال التصوير والتسجيل التأكيد على وجود هذا التناغم بين الثنائي، وأكثر ما ميّز الأغنية والإعلان هو اللحن الرائع الذي وضعه الفنان عزيز الشافعي؛ حيث إن اللحن ساعدني على تقديم موسيقى جيدة».


الأحمر والأخضر يتنافسان على جذب الشابات

المنافسة على أشدها بين الزمرد والياقوت لجمالهما ورمزيتهما في ثقافات متعددة (جيمفيلدز)
المنافسة على أشدها بين الزمرد والياقوت لجمالهما ورمزيتهما في ثقافات متعددة (جيمفيلدز)
TT

الأحمر والأخضر يتنافسان على جذب الشابات

المنافسة على أشدها بين الزمرد والياقوت لجمالهما ورمزيتهما في ثقافات متعددة (جيمفيلدز)
المنافسة على أشدها بين الزمرد والياقوت لجمالهما ورمزيتهما في ثقافات متعددة (جيمفيلدز)

في الوقت الذي تراجع فيه الألماس نسبياً، تحتدم المنافسة على دور البطولة بين الياقوت والزمرد. الأول يستمد قوته من قدرته على جلب الحظ ولونه الأحمر المتوهج، والآخر من جمال لونه الأخضر وقدرته على الشفاء وبث السكينة في النفس. أُلّفت فيهما كتب وسُنَّت قوانين، وارتفعت أسهمهما بشكل ملحوظ في العقد الأخير. الأخبار الرائجة حالياً بين تجار الأحجار الكريمة أن الزمرد من بين أكثر الأحجار طلباً من قِبل العرائس وجيل الشابات؛ الأمر الذي بات يثير قلق شركات الألماس. ما يؤكد هذا الرأي أن ماريا تاش التي تخصصت في تزيين كل جزئية من الأذن بمجوهرات ناعمة تخاطب الصبايا والشابات من كل أنحاء العالم، واعتمدت في بداياتها على الذهب والألماس، طرحت مؤخراً مجموعة تضج بالألوان وعلى رأسها الأخضر.

ماريا تاش طرحت مؤخراً أقراطاً لتزيين الأذن باللون الزمردي الأخضر تلبية لرغبة زبونة شابة (ماريا تاش)

دُور مجوهرات أخرى، مثل «شوبارد» و«بولغري» و«ريبوسي» وغيرهم، لا تتوقف عن البحث عن كل ما هو نادر من الأحجار الملونة لترصيع قطع تتعدى الأناقة إلى الاستثمار. وإذا كانت هذه الدُور تتعامل مع مناجم معينة للتأكد من مصادرها وطرق استخراجها وما شابه من أمور تراعي الاستدامة والتعامل العادل مع العاملين في مجالها، فإن شركة «جيمفيلدز» (Gemfields) تعدّ واحدة من أهم الشركات في مجال استخراج الأحجار الكريمة بطرق مسؤولة تراعي المجتمعات المحلية. مثلاً تملك الحصة الأكبر من منجم للزمرد في زامبيا وآخر لحجر الياقوت في الموزمبيق، وفي كليهما تحرص أن تعم الفائدة على العاملين في هذه المناجم والقرى المجاورة. مؤخراً تعاونت مع مصممتين من آسيا. الأولى من الهند والأخرى من الصين. رغم انتمائهما الآسيوي، تختلف نظرتهما الفنية وكذلك علاقتهما بالأحجار.

أقراط على شكل أزهار الزنبق الصغيرة من علامة «شروتي سوشما» (جيمفيلز)

علامة «شروتي سوشما» (Shruti Sushma)، مثلاً، والتي تتّخذ من الهند مقرّاً لها، وتديرها الأم سوشما والابنة شروتي، أعلنت ميلها للزمرّد من خلال مجموعة بنكهة هندية. منذ تأسيسها وهي تستوحي تصاميمها من التاريخ الهندي العريق، ومن إيمانها أن الزمرّد يتمتع بطاقة الشاكرا وبالتالي الشفاء؛ لما يبثُه في النفس من طاقة سلام وتجدّد. ثمرة تعاونها مع شركة «جيمفيلدز» كانت مجموعة غنية بالألماس والتنزانيت وطبعاً الزمرّد، شملت أقراطاً وعقوداً يطغى عليها نمط أزهار الزنبق الصغيرة أو الأشكال المستوحاة من عصر المغول في الهند. حرصت الأم وابنتها على صياغتها بشكل يناسب العصر. فهي قطع تأتي بوزن خفيف وأشكال تناسب امرأة تريد استعمال مجوهراتها في كل الأوقات، وليس فقط في الأعراس والمناسبات الكبيرة.

علامة «شروتي سوشما» تستوحي تصاميمها من التاريخ الهندي العريق ومن إيمانها أن الزمرد يتمتع بطاقة الشاكرا وبالتالي الشفاء (جيمفيلدز)

تجدر الإشارة إلى أن علامة «شروتي سوشما» تأسست قبل 25 عاماً، على يد سوشما، التي نشأت في عائلة هندية متخصصة في تجارة الأقمشة. كان من الممكن أن تسلك الطريق السهلة، وتعمل في المجال نفسه، إلا أنها فضّلت صياغة المجوهرات على الرغم من التحديات، وهي كثيرة. فبالإضافة إلى أنها لم تدرس أو تتخصص في هذا المجال، كان إلى عهد قريب حكراً على الرجال. ومع ذلك تسلّحت بالعزيمة والموهبة الفطرية وافتتحت محال خاصة بها. بعد سنوات، انضمت إليها ابنتها شروتي، التي عوّضت الأم عما كانت تفتقده بالدراسة. فقد تخرّجت في المعهد الأميركي للأحجار الكريمة (GIA) عام 2006؛ الأمر الذي منحها ثقة أن تبتكر تصاميم أكثر جرأة وحداثة.

أما مصمّمة المجوهرات الصينية ساندي ليونغ، فتميل إلى الياقوت أكثر. بقي متوهجاً في مخيلتها وذكرياتها منذ الطفولة. وهذا ما تختزله مجموعة «لونار» Lunar.

تستند المصممة الصينية ساندي ليونغ إلى الياقوت لدلالاته في الثقافة الصينية ورمزيته في الاحتفالات (جيمفيلدز)

أطلق عليها هذا الاسم تيمّناً بالسنة القمرية لعام 2024 الذي يُصادف عام التنّين. كان من البديهي بالنسبة لها أن تستند إلى الياقوت لدلالاته في الثقافة الصينية على مدى قرون، من ازدهارها إلى احتفالاتها. تشرح ساندي أن الصينيين يتفاءلون باللون الأحمر «لأنه يرمز إلى الحياة والحيوية والصحة والثروة والحظّ الجيّد».

في كل قطعة في هذه المجموعة، وهي تسع، يتألّق الياقوت المستخرج بطريقة مسؤولة من منجم مونتيبويز في موزمبيق. وتشير إلى أنّها أيضاً مصمّمة من الذهب الأصفر مُعاد التدوير عيار 18 قيراطاً، ومرصّعة بالألماس الشفّاف المستخرج من مناطق خالية من النزاعات؛ تماشياً مع فلسفة الاستدامة التي تعتمدها كل من المصممة وشركة «جيمفيلدز».

كل من سوشما وساندي تؤكدان أن من بين أهم الأسباب التي شجعتهما على التعاون مع «جيمفيلدز»، احترامها للمجتمعات المحلية، بحرصها على استخراج الزمرّد والياقوت من مناجم تتمتع بشرعية ومصداقية، كما على أن تصبّ الأرباح من أعمال التعدين في صالح مجتمعات الدول الأفريقية. وهذا ما تُعلّق عليه سوشما قائلة: «أعتقد بأنّ تعدين الأحجار الكريمة لا يقتصر على استخراجها فحسب، بل يشمل الالتزام بحماية الأنظمة البيئية، واحترام المجتمعات، وضمان إرث مستدام للطبيعة ولأجيال المستقبل».

تراعي ساندي ليونغ استعمال الياقوت المستخرج بطريقة مسؤولة تماشياً مع فلسفة الاستدامة التي تعتمدها (جيمفيلدز)

توافقها ساندي ليونغ الرأي، حيث سبق لها في المجموعات الأربع السابقة التي صمّمتها بالتعاون مع «جيمفيلدز» أن خصّصت نسبة من أرباحها في تمويل إعادة إعمار مدرسة في أحد أرياف مدغشقر. في هذه المجموعة أيضاً سيعود ريع 10 في المائة من صافي إيراداتها لجمعية تعمل بشكل مباشر في تمويل المشروعات المجتمعية ومشروعات الحفاظ على البيئة في القرى الأفريقية المجاورة للمناجم.


الرياض ولندن... نحو تعاون مشترك للاستجابة لاحتياجات التنمية

د. الربيعة وميتشل والمرشد عقب توقيع الاتفاقية في الرياض (واس)
د. الربيعة وميتشل والمرشد عقب توقيع الاتفاقية في الرياض (واس)
TT

الرياض ولندن... نحو تعاون مشترك للاستجابة لاحتياجات التنمية

د. الربيعة وميتشل والمرشد عقب توقيع الاتفاقية في الرياض (واس)
د. الربيعة وميتشل والمرشد عقب توقيع الاتفاقية في الرياض (واس)

أبرم «الصندوق السعودي للتنمية» مع وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، الاثنين، اتفاقية تعاون تنموي مشترك للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الدولية، وذلك على هامش الحوار الاستراتيجي الثاني بشأن التنمية الدولية والمساعدات الإنسانية بين السعودية وبريطانيا، في مقر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» بالعاصمة الرياض.

وتهدف اتفاقية التعاون إلى تعزيز فاعلية التنمية المشتركة، نحو تقديم أوجه الدعم للاستجابة لاحتياجات التنمية الدولية، وسد الفجوات في موضوعات التنمية على المستوى الدولي، إذ تأتي هذه الاتفاقية في إطار جهود الصندوق الإنمائية الهادفة إلى دعم نمو الفرص الحيوية في مختلف الدول النامية حول العالم، للوصول إلى الازدهار الدولي للمجتمعات الأقل نمواً والأشد فقراً.

وشهد توقيع الاتفاقية الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، وأندرو ميتشل نائب وزير الخارجية وزير الدولة البريطاني للتنمية والشؤون الأفريقية، وسلطان المرشد الرئيس التنفيذي للصندوق سلطان بن عبد الرحمن المرشد.

يشار إلى أن «الصندوق السعودي للتنمية» يعمل منذ عام 1975م على دعم إيجاد الفرص الإنمائية المتنوعة، للإسهام في تعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي، نحو تحسين الظروف المعيشية، والتمكين من مواكبة التطور في مجال المعرفة، وبناء القدرات وتوفير الفرص الوظيفية لملايين المستفيدين، بالإضافة إلى تعزيز ركائز التنمية المستدامة في نطاقاتها المختلفة وأشكالها المتعددة في الدول النامية حول العالم، إذ قدّم الصندوق على مدى 49 عاماً التمويل لأكثر من 800 مشروع وبرنامج إنمائي بقيمة إجمالية تُقدَّر بأكثر من 20 مليار دولار في أكثر من 100 دولة نامية، وشملت تلك المشروعات مختلف القطاعات التنموية والحيوية التي تلامس المجتمعات بشكل مباشر.


موسكو تدعم «منبر جدة» لوقف القتال في السودان

تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)
تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)
TT

موسكو تدعم «منبر جدة» لوقف القتال في السودان

تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)
تصاعدت أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية جراء قصف بالطيران (رويترز)

أعرب السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو عن الأمل في أن يتجنب الجيش السودان و«قوات الدعم السريع» توسيع رقعة الصراع. ونقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، يوم الاثنين، عنه قوله موسكو تدعم استئناف مفاوضات جدة لوقف القتال في السودان، مشدداً في الوقت نفسه على أن موسكو لا تحدد للسودانيين ما ينبغي أن يكون عليه شكل الحكم، ولا تتدخل في اختياراتهم للحكومة سواء كانت مدنية أم عسكرية.

في غضون ذلك، شن الطيران الحربي للجيش، صباح يوم الاثنين، غارات على مدينتي الرهد وأمروابة في ولاية شمال كردفان بغرب البلاد، أسفرت عن وقوع إصابات وسط المدنيين، ودمرت عدداً من المنازل في الأحياء السكنية. وأفاد شهود عيان من الرهد بأن إحدى الغارات استهدفت بشكل مباشر منزل مواطن، ما أسفر عن وقوع إصابات متفاوتة وسط أفراد الأسرة، وتدمر المنزل تماماً.

محتجّون من قبيلة «الهوسا» في مدينة الأُبَيض حاضرة إقليم كردفان (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال مقيمون في البلدة لــ«الشرق الأوسط» إن طائرة من طراز «أنتنوف» حلقت على مستوى منخفض، وقصفت بالبراميل المتفجرة داخل الحي السكني، على الرغم من أن المنطقة المستهدفة لا وجود لـ«قوات الدعم السريع».

ووفق المصادر نفسها، أثارت الضربات الجوية حالة من الرعب والذعر الشديدين وسط سكان البلدة جراء أصوات الانفجارات المدوية التي هزت المنازل في أرجاء المدينة.

وهُرع المواطنون إلى الاختباء في المنازل ساعات طويلة خوفاً من تجدد الغارات الجوية في أي لحظة.

وهذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها مدينة الرهد لهجمات جوية منذ عدة أشهر.

ومن جهة ثانية، أفادت مصادر ميدانية محلية بأن طيران الجيش نفذ 3 ضربات في مناطق تقع جنوب وشمال مدينة أمروابة، دون وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات، لكنها أكدت أن الغارات التي جاءت متتالية لم تستهدف أي مواقع عسكرية تابعة لـ«الدعم السريع».

وتشهد أمروابة باستمرار قصفاً جوياً من قبل طيران الجيش لوقف زحف «قوات الدعم السريع» إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش في الولاية، خصوصاً عاصمتها مدينة الأُبيّض. وأكد شهود أنه عقب الضربات الجوية مباشرة أغلقت جميع الأسواق والمحال التجارية في المدينتين، وخلت الشوارع من المارة.

وتسبب القصف الجوي في مقتل وإصابة المئات من المدنيين، وتدمير للممتلكات الخاصة والعامة في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة.

وأفادت المصادر من المدينتين اللتين قُصفتا، الاثنين، بازدياد حالات الاعتداءات والنهب والسرقة لأملاك المواطنين. والأسبوع الماضي، شن طيران الجيش غارات على مدينة مليط الواقعة على مسافة 65 كيلومتراً من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب البلاد، خلَّفت 7 قتلى من المواطنين ونفوق مئات من رؤوس الإبل، ما عده أهالي المنطقة استهدافاً مباشراً من الجيش للمدنيين في تلك المناطق. وبعد أشهر من اندلاع الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، تسيطر الأخيرة على عدد من المدن بولاية شمال كردفان، وتحاصر عاصمتها من 3 جهات.

سوق مدمرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور جراء المعارك (أ.ف.ب)

ومن جانبها، أعلنت «قوات الدعم السريع» تضامنها مع ضحايا القصف الجوي الغادر على مدينتي الرهد وأمروابة في ولاية شمال كردفان، عبر غارات عشوائية استهدفت الأحياء السكنية والمنشآت العامة لترويع المواطنين العُزل.

وأضافت في بيان على منصة «إكس» قائلة: «ظلت طائرات الإرهاب تسقط البراميل المتفجرة على منازل المواطنين، وراح ضحية عدوان سلاح الجو المئات من الأطفال والنساء وكبار السن، في دارفور وكردفان والجزيرة ومناطق في النيل الأبيض».

واندلعت الاشتباكات بين الجيش السودان و«الدعم السريع» في منتصف أبريل (نيسان) 2023، إثر خلافات حول خطط دمج قوات «الدعم السريع» في الجيش.


الاتحاد الأوروبي والصين يسعيان لتخطي خلافاتهما الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ مع زوجتيهما في «الإليزيه» الاثنين (إ.ب.أ)
الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ مع زوجتيهما في «الإليزيه» الاثنين (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي والصين يسعيان لتخطي خلافاتهما الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ مع زوجتيهما في «الإليزيه» الاثنين (إ.ب.أ)
الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ مع زوجتيهما في «الإليزيه» الاثنين (إ.ب.أ)

سارع الرئيس الصيني، شي جينبينغ، منذ أن حطّت طائرته في مطار أورلي الواقع جنوب العاصمة الفرنسية، إلى توجيه رسالة للدولة المضيفة شدد فيها على رغبته في توثيق العلاقات الصينية - الفرنسية التي عدّها «نموذجاً يحتذى به للمجتمع الدولي في التعايش السلمي والتعاون المثمر بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة». وأكملت صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني رسالته، وفق ما نقلت عنها وكالة «الصحافة الفرنسية»، بتأكيدها أن الصين «ترغب في تعزيز التواصل والتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وتكثيف التعاون وحل الخلافات من خلال الحوار».

ومنذ أول اجتماع استضافه قصر الإليزيه للرئيسين؛ الفرنسي إيمانويل ماكرون، والصيني، بمشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حرص الثلاثة على تأكيد الرغبة بالتعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين، مع التركيز على الجوانب الإيجابية؛ ولكن من غير التغطية على الصعوبات التي تعترضهما؛ إن على المستوى السياسي - الاستراتيجي أو على المستوى الاقتصادي - التجاري.

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ في «الإليزيه» الاثنين (رويترز)

وفي مستهل الاجتماع الذي نقل مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقصر الإليزيه، حرص الرئيس ماكرون على تأكيد جو «الصداقة والثقة» المخيم على المحادثات، بالنسبة «لأوجه التقارب بيننا، وأيضاً بالنسبة لمخاوفنا» السياسية أو الاقتصادية.

وقال ماكرون، إن الوضع الدولي «يتطلب أكثر من أي وقت مضى الحوار الصيني - الأوروبي بسبب الوضع الدولي»، خصوصاً أن العالم موجود اليوم «في نقطة تحول بتاريخنا، مما يعني أنه علينا أن نواجه الصعوبات الهيكلية ونتغلب عليها». ودعا ماكرون، الرئيس الصيني، إلى «التنسيق» بين الطرفين، الذي وصفه بـ«الحاسم بشكل مطلق»، بخصوص «الأزمات الكبرى» التي يواجهها العالم، وأولاها الحربان في أوكرانيا وغزة، عادّاً هذا التنسيق «سيكون حاسماً بشكل مطلق». وبخصوص الخلافات التجارية التي كانت الطبق الرئيسي في الاجتماع الثلاثي، فقد رسم الرئيس الفرنسي الطريق لحلها وعنوانها «العمل بقواعد منصفة بالنسبة للجميع».

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ وبجانبهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل محادثاتهم في «الإليزيه» الاثنين (د.ب.أ)

بيد أن وزير الاقتصاد والمال برونو لومير، نبه، بمناسبة مشاركته في اجتماع مجلس الأعمال الفرنسي - الصيني الذي التأم الاثنين، على هامش زيارة شي، إلى أن العلاقة الاقتصادية والتجارية الفرنسية - الصينية «غير متوازنة»، حيث إن باريس تعاني من عجز تجاري بلغ 46 مليار يورو لصالح الصين.

وأشاد ماكرون بالتقارب بين فرنسا والصين، «كما برز في السنوات الأخيرة، وهو قادر على التوصل إلى نتائج ملموسة للغاية». وعدد ما يريد بحثه بحيث يتناول «قضايا التجارة والوصول إلى الأسواق وشروط المنافسة العادلة والاستثمار والتنمية المتناغمة، وفي مرحلة ثانية، سنناقش أوكرانيا والشرق الأوسط، وهما أزمتان كبيرتان حيث التنسيق بيننا أمر بالغ الأهمية». وذهب في خلاصته إلى اعتبار أن «مستقبل قارتنا (الأوروبية) سيعتمد بشكل واضح جداً على قدرتنا على مواصلة تطوير العلاقات مع الصين بشكل متوازن، وهذه هي إرادتنا».

شي: تعزيز التنسيق الاستراتيجي مع أوروبا

كان من الطبيعي أن يرد شي جينبينغ التحية بأحسن منها، وأن يشيد بالتعاون بين بلاده وأوروبا التي تنظر إليها الصين «نظرة استراتيجية بعيدة المدى وكوجهة مهمة لدبلوماسيتنا». وقال: «يجب على الصين والاتحاد الأوروبي، وهما قوتان رئيسيتان في العالم، التمسك بشراكتهما ومواصلة الحوار والتعاون وتعميق التواصل الاستراتيجي وتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة وبناء التقارب الاستراتيجي وتطوير التنسيق الاستراتيجي، وذلك بهدف تعزيز التنمية المستقرة والصحية للعلاقات الصينية - الأوروبية وتقديم مزيد من المساهمة في السلام والتنمية بالعالم». وإذ رأى أن «عامنا ولج مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول»، شدد مرة أخرى على ضرورة التحادث والحوار سبيلاً لارتقاء العلاقات بين الجانبين.

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ خلال محادثاتهم في «الإليزيه» الاثنين (أ.ف.ب)

وكعادتها، لم تتوانَ فون دير لاين عن توجيه انتقادات حادة للصين. ففي مرحلة أولى من كلمتها، أكدت على إرادة الطرفين (الأوروبي والصيني) «إقامة علاقات جيدة»، وذلك بالنظر إلى «وزن الصين العالمي»، مضيفة أن الحوار «ضروري لضمان الاحترام المتبادل، ومنع سوء الفهم وإيجاد حلول مشتركة للتحديات العالمية». ونوهت المسؤولة الأوروبية بأن «للصين والاتحاد الأوروبي مصلحة مشتركة في تعزيز السلام والأمن ووجود نظام دولي قائم على القواعد ويعمل بشكل جيد».

وإذ أبدت دير لاين تخوفها من «الاضطراب الكبير في أوروبا والشرق الأوسط وشرق آسيا»، فإنها عبرت عن «تصميم أوروبا على وضع حد للحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا ولإيجاد سلام عادل ودائم». وفي السياق الاقتصادي - التجاري، عدّت أيضاً أن الصين «مهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات العالمية الكبرى، مثل مكافحتنا المشتركة للتغير المناخي أو تصميمنا على حماية التنوع البيولوجي وتنفيذ حوكمة المحيطات».

ولم تتردد فون دير لاين، المتشددة إزاء الصين بالمسائل التجارية، في تحذير شي من «الاختلالات» التي تهدد العلاقات التجارية بين الطرفين؛ مثل «الطاقة الإنتاجية الزائدة التي تتحكم فيها الدولة والوصول غير العادل (للأوروبيين) إلى الأسواق...».

وخلاصة فون دير لاين أن أوروبا «لا يمكن أن تقبل مثل هذه الممارسات المشوهة للسوق التي يمكن أن تؤدي إلى إلغاء التصنيع في أوروبا، ولذا علينا العمل على التأكد من أن المنافسة عادلة وغير مشوهة». ويجد الأوروبيون أنفسهم «محشورين» بين حمائيتين: صينية وأميركية، ولذا عمدت المفوضية الأوروبية إلى إطلاق عدة تحقيقات حول المساعدات الكبيرة التي تقدمها بكين لصناعة السيارات الكهربائية التي تضر بنظيرتها الأوروبية.

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ يستعرضان حرس الشرف في باحة قصر «الإنفاليد» الاثنين (أ.ف.ب)

وبعد انتهاء الاجتماع، كررت فون دير لاين مخاوفها. لكنها بالمقابل، أكدت أن الاتحاد الأوروبي «لن يتردد في اتخاذ قرارات حازمة» لحماية اقتصاده وأمنه بالاستفادة من «أدوات الدفاع التجاري المتاحة لنا، إذا كان ذلك ضرورياً».

ويمكن فهم كلام المسؤولة الأوروبية بأن الرئيس الصيني لم يبدِ مرونة في التجاوب مع مطالب الأوروبيين، لا بل إن مصدراً أوروبياً وصف المحادثات بأنها «كانت متوترة في بعض مراحلها».

حرب أوكرانيا

وقالت فون دير لاين إن باريس وبروكسل تعولان على الصين «لاستخدام كل تأثيرها على روسيا» لوقف حرب أوكرانيا، منوهة بالدور المهم الذي أداه شي «للحد من التهديدات النووية غير المسؤولة لروسيا، وأنا واثقة من أنه سيواصل القيام بذلك».

وقالت المسؤولة الأوروبية إنها والرئيس ماكرون طلبا من الرئيس الصيني بذل «مزيد من الجهود للحد من تسليم السلع ذات الاستخدام المزدوج لروسيا»، وهي سلع يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية «والتي ينتهي بها الأمر في ساحة المعركة» بأوكرانيا.

وتريد باريس تشجيع الصين على «استخدام الأوراق التي في حوزتها» للضغط على الرئيس الروسي والمساهمة في إيجاد مخارج لهذا النزاع. وتعد باريس أن الصين هي الجهة الوحيدة القادرة على التأثير على بوتين لحمله على إعادة النظر في حربه على أوكرانيا. بالمقابل، تؤكد بكين أنها «محايدة» وتسعى لحل سلمي طرحت خطته قبل أكثر من عام، وهو ما رفضه الغربيون وكذلك كييف. غير أن الكثيرين يشكون في قدرة ماكرون أو الأوروبيين على حمل شي على التخلي عن بوتين الذي من المرتقب أن يزور العاصمة الصينية قبيل نهاية الشهر الحالي.

وبعد ظهر أمس، كرمت فرنسا الرئيس الصيني باحتفال رسمي في باحة قصر «الإنفاليد»، حيث وصل إليه الرئيسان معاً، وقد عُزف نشيدا البلدين وحيّا الرئيسان الرسميين والدبلوماسيين الذين دعوا إلى الاحتفال. بعدها عاد ماكرون إلى قصر الإليزيه ليلحق به الرئيس الصيني مصحوباً بخيالة الحرس الجمهوري وبكوكبة من الدراجين. وفي قصر الإليزيه، بدأت سلسلة جديدة من الاجتماعات التي خصصت للعلاقات الثنائية وللمسائل الدولية بما فيها ملف الحرب في غزة وملف تايوان والمخاوف من التوسع الصيني في بحر الصين الجنوبي والمحيط الهادي والخلافات مع عدد من البلدان المشاطئة. كذلك كان من المنتظر أن يثير ماكرون 3 ملفات تزعج بكين؛ وهي ملف الإيغور المسلمين وملف التبت وملف هونغ كونغ وحقوق الإنسان.


الرئاسة تحذّر من أكبر إبادة جماعية في «رفح» وتطالب واشنطن بالتدخل

طفلة نازحة تستعد مع عائلتها للنزوح بطلب من الجيش الإسرائيلي استعداداً لهجوم بري على رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
طفلة نازحة تستعد مع عائلتها للنزوح بطلب من الجيش الإسرائيلي استعداداً لهجوم بري على رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

الرئاسة تحذّر من أكبر إبادة جماعية في «رفح» وتطالب واشنطن بالتدخل

طفلة نازحة تستعد مع عائلتها للنزوح بطلب من الجيش الإسرائيلي استعداداً لهجوم بري على رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
طفلة نازحة تستعد مع عائلتها للنزوح بطلب من الجيش الإسرائيلي استعداداً لهجوم بري على رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

اتهمت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بإطلاق أكبر عملية إبادة جماعية محتملة في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، مع إجبار الجيش الإسرائيلي آلاف الغزيين على إخلاء مناطق واسعة شرق المدينة، وفي حين حذّرت حركة «حماس» بأن الهجوم الإسرائيلي لن يكون نزهة وسيوقف مفاوضات التبادل، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها ستبقى هناك ولن تشارك في أي عمليات إجلاء.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن اجتياح رفح يعني أن مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني سيتعرّضون لمذبحة إبادة جماعية ومحاولات تهجير، محذراً من أن سلطات الاحتلال بدأت فعلياً التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس مستقبلاً وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون والوفد المرافق لها في رام الله مساء الأحد (وفا)

وحمّلت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية مسؤولية اجتياح رفح كونها توفر الدعم المالي والعسكري للاحتلال، وتقف بوجه المجتمع الدولي لتمنع تطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف العدوان، وتشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادته بالاستمرار بمجازرهم ضد الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

وأعلنت الرئاسة أنها تُجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية خاصة الأميركية، لوقف مجزرة اجتياح رفح. وأضافت في بيان ثانٍ: «نطالب الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لمنع وقوع هذه المجزرة التي نحذر من تداعياتها الخطيرة».

وجدّدت الرئاسة التأكيد، على أن السلام والأمن في المنطقة بأسرها، لن يتمّا من دون حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وجاءت بيانات الرئاسة الفلسطينية بعدما بدأ الجيش الإسرائيلي فعلياً إجبار عشرات آلاف الفلسطينيين على مغادرة مناطق واسعة شرق رفح، وقد شوهدت عائلات فلسطينية تغادر فعلاً هذه المناطق، تحت وقع قصف إسرائيلي وبيانات تطالبهم بذلك قبل شن هجوم محتمل.

الجيش الإسرائيلي، أسقط، الاثنين، منشورات في شرق رفح، وأرسل رسائل نصية وأجرى مكالمات هاتفية مع فلسطينيين قاطنين هناك؛ لإبلاغهم بمغادرة المنطقة وبالطرق التي يجب اتباعها للذهاب إلى مناطق محددة.

ويستهدف الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 ألف فلسطيني يقيمون في الأحياء الشرقية لرفح. وقال الجيش في بيان إنه «وفقاً لموافقة المستوى السياسي، يدعو الجيش الإسرائيلي السكان الخاضعين لسيطرة (حماس)، إلى الإخلاء مؤقتاً من الأحياء الشرقية لرفح إلى المنطقة الإنسانية الموسعة».

فلسطينيون يفرّون يوم الاثنين من رفح باتجاه المواصي بخان يونس بطلب من الجيش الإسرائيلي قبل الهجوم البري (رويترز)

وحدد الجيش في خرائط مرفقة «بلوكّات» يجب مغادرتها إلى منطقة «المواصي»، حيث «تم توسيع المنطقة الإنسانية لتشمل مستشفيات ميدانية وخياماً وكميات كبيرة من المواد الغذائية والمياه والأدوية ومستلزمات أخرى». وأضاف البيان: «هذا الأمر سوف يتقدم بشكل تدريجي وفقاً لتقييمات الوضع المستمرة التي ستجري في كل وقت».

في شأن متصل، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاثنين، إن أمر إسرائيل للمدنيين بإخلاء رفح في جنوب غزة «غير مقبول».

وقال بوريل في تغريدة على منصة «إكس»: «إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية للمدنيين في رفح تنذر بالأسوأ، ألا وهو المزيد من الحرب والمجاعة. إنه أمر غير مقبول ويجب على إسرائيل (التخلي) عن شنّ أي هجوم بري على المدينة». واستطرد قائلاً: «يمكن للاتحاد الأوروبي، بل وينبغي عليه، العمل مع المجتمع الدولي، لمنع حدوث مثل هذا السيناريو».

فلسطينيون يغادرون مناطق في شرق رفح بعد أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها (رويترز)

طريق مسدودة

التحرك الإسرائيلي شرق رفح، جاء ساعات بعد وصول المفاوضات حول هدنة إنسانية وصفقة تبادل إلى طريق شبه مسدودة. وتبادلت إسرائيل و«حماس» الاتهامات، يوم الاثنين، بإفشال المفاوضات.

ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة «ادعاء مسؤول إسرائيلي»، أشار إلى أن رئيس الوزراء كان مسؤولاً عن نسف الجولة الأخيرة من المحادثات مع حركة «حماس» في القاهرة، بشأن صفقة رهائن وهدنة محتملة.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أن هذه التلميحات «كذب مطلق وتضليل متعمد للجمهور».

نازحة فلسطينية على كرسي متحرك في منطقة المواصي بخان يونس تفرّ مع عائلتها من رفح بعد أن إجلاء الجيش الإسرائيلي المدنيين من جنوب مدينة غزة الاثنين (رويترز)

وتابع البيان الصادر عن مكتب نتنياهو: «(حماس) هي التي تخرب أي صفقة من خلال عدم التحرك مليمتراً واحداً عن مطالبها المتطرفة التي لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية قبولها، على رأسها، انسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحرب».

وكان المسؤول الإسرائيلي الذي لم يذكر اسمه، قد أشار لصحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن تصريحات نتنياهو يوم الأحد بشأن المضي قدماً في الهجوم البري في رفح، أدت إلى تشديد «حماس» موقفها في محادثات الرهائن والهدنة.

وقال المسؤول للصحيفة في وقت متأخر من يوم الأحد، إن المفاوضات أصبحت الآن في «أزمة» وإن «حماس» تستخدمها لمحاولة ضمان عدم قيام القوات الإسرائيلية بشن هجوم بري في المدينة الواقعة جنوب غزة.

واتهم زعيم «حماس»، إسماعيل هنية، نتنياهو «بتخريب» المحادثات، مؤكداً أن الحركة حريصة على التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل ينهي العدوان الإسرائيلي، ويضمن انسحاب إسرائيل من غزة، ويحقق صفقة جدية للتبادل.

وحمّل هنية، رئيس الوزراء الإسرائيلية مسؤولية «استمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء ومختلف الأطراف».

طائرات إسرائيلية ألقت منشورات على منطقة رفح تدعو السكان للمغادرة بشكل فوري باتجاه ما أسمته «المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي» (أ.ب)

وردّد موسى أبو مرزوق، المسؤول الكبير في «حماس»، أقوالاً مماثلة في تصريحات لـ«نيويورك تايمز»، قائلاً: «كنا قريبين جداً، لكن ضيق الأفق لدى نتنياهو أجهض التوصل إلى اتفاق».

النقطة التي أدت إلى انهيار كبير، كانت متعلقة بوقف الحرب. وأكد مسؤول فلسطيني مطلّع لـ«الشرق الأوسط»، أن كل القضايا متفق عليها بشكل كبير، لكن الوصول إلى صيغة مقبولة لدى «حماس» وإسرائيل بشأن وقف الحرب، كان معقداً وفجّر المحادثات.

وقال مسؤول إسرائيلي كذلك لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، إن إصرار «حماس» المتكرر على موافقة إسرائيل على إنهاء الحرب تسبب في انهيار الجهود الأخيرة. وزعم المسؤول إن ««حماس» تريد إعلان النصر، وهذا هو هدفها الكامل في المحادثات. من المستحيل أن توافق إسرائيل على ذلك».

وفي حين تحاول الولايات المتحدة ومصر وقطر، «إنقاذ» المفاوضات، وبينما مكث مدير وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، في قطر يوم الاثنين كذلك؛ لمنع المحادثات من الانهيار، بدلاً من أن يصل إلى إسرائيل كما كان مخططاً، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نظيره الأمريكي لويد أوستن، أنه لم يعد أمام إسرائيل «أي خيار» سوى بدء عملية عسكرية في رفح؛ لأن «(حماس) ترفض في هذه المرحلة أي اقتراح» لصفقة الهدنة وإطلاق سراح المختطفين.

أطفال فلسطينيون بانتظار الإجلاء من رفح (أ.ف.ب)

في السياق، أكد مصدر إسرائيلي الاثنين لـ«i24NEWS»، أن «هناك تشاؤماً كبيراً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقات في المفاوضات؛ ولذلك، الاتجاه هو التقدم بالعملية في رفح. وقد أبلغت الولايات المتحدة الليلة الماضية، بقرار إخلاء السكان من المنطقة».

وأكد مصدر في كابينت حكومة الحرب لـ«القناة13» الإخبارية، أن القرار بتنفيذ العملية اتخذ بالإجماع متوقعاً أن تبدأ الأسبوع الحالي.

لكن «حماس» حذّرت إسرائيل من أن أي هجوم على رفح «لن يكون نزهة وسيعني إنهاء المحادثات». وقال القيادي في «حماس» عزت الرشق، إن «أي عملية عسكرية للاحتلال في رفح ستضع المفاوضات في مهب الريح ولن يكون نزهة للعدو».

أحد موظفي «أونروا» خلال توزيع أجولة الطحين على النازحين في غزة (حساب أونروا على إكس)

وأكدت «حماس» في بيان أن «المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها (كتائب القسام)، على أتَمِّ الاستعداد للدفاع عن شعبنا ودحر هذا العدو وإجهاض مخططاته وإفشال أهدافه». ودعت «حماس» «المنظمات والهيئات الإنسانية، وعلى رأسها وكالة (أونروا)، إلى البقاء في أماكنها في مدينة رفح وعدم مغادرتها».

وأكدت وكالة «أونروا» أن طواقمها لن تغادر مدينة رفح لأطول فترة ممكنة، وأنها لن تشارك في الإجلاء القسري للسكان في رفح أو في أي مكان آخر في قطاع غزة.

وقالت الوكالة إن الحياة في رفح محفوفة بالمخاطر والظروف المعيشية رهيبة بالفعل، ويمكن أن تتفاقم أكثر.

وأن التهديد الذي يلوح في الأفق بالنزوح الإضافي، قد يدفع المجتمع إلى تجاوز نقطة الانهيار مما يزيد من المخاطر على مئات الآلاف من السكان. وأكدت «أونروا» أن العواقب ستكون مدمرة على 1.4 مليون فلسطيني بالمدينة.