وصلت شعلة «دورة الألعاب السعودية 2022» إلى مدينة تبوك، بعد انطلاقها من مدينة الرياض، مروراً بالمدينة المنورة، في رحلة تجوب خلالها معالم المملكة التاريخية.
ونيابة عن الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، تسلم وكيل إمارة منطقة تبوك محمد الحقباني الشعلة بمشاركة أعضاء مجلس شباب منطقة تبوك وعدد من المتطوعين والمتطوعات بالمنطقة.
وجابت الشعلة صباح أمس شوارع مدينة تبوك انطلاقاً من قلعة تبوك التاريخية (بنيت عام 1559، وهي إحدى محطات الحج على الطريق القديم الواصل بين الشام والمدينة المنورة)، وعين السِكر، وصولاً إلى ميدان الراية، ومن ثم لإمارة تبوك، وحملها كل من بطل المبارزة عادل المطيري، وبطلة الملاكمة لميس البلوي، والغواص محمد البلوي، والمعلق الرياضي للهجن نايف البلوي، والمعمر خلف البلوي.
وكانت «الشعلة» قد انطلقت من مدينة الرياض يوم الأحد الماضي، لتصل إلى منطقة المدينة المنورة حيث حملها أسطورة السلة السعودية محسن خلف، ونجم المنتخب السعودي سابقاً سمير عبد الشكور، ومرت بمسجد قباء، ثم متحف «سكة القطار». ثم وصلت الشعلة إلى منطقة تبوك في رحلة تهدف لقطع مسافة 3500 كيلومتر، تتضمَّن زيارة 57 معلماً شهيراً في جميع أنحاء المملكة، استعداداً لانطلاق أكبر حدث رياضي سعودي، ستستضيفه العاصمة الرياض من الفترة 27 أكتوبر (تشرين الأول) حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي 2022م، بمشاركة أكثـر من 6 آلاف رياضي يمثلون 200 نادٍ، ويتنافسون في 45 رياضة أولمبية.
محسن خلف أسطورة السلة السعودية لدى تسلمه الشعلة في المدينة المنورة (الشرق الأوسط)
وتشكل دورة الألعاب السعودية في دورتها الأولى قفزة نوعية في مسيرة الرياضة، وخطوة أولى في طريق تأسيس جيل قادر على المنافسة في الدورات الأولمبية، ومدِّ المنتخبات السعودية باللاعبين المميزين والمواهب، حيث أتاحت الدورة الفرصة لأكثر من 20 ألف رياضي ورياضية للمشاركة في هذا الحدث الكبير من خلال التصفيات وتجارب الأداء. وستشهد نهائيات منافسات الدورة مشاركة أكثر من 6 آلاف رياضي و2000 مشرف فنِّي وإداري، يمثِّلون أكثر من 200 نادٍ من مختلف أنحاء المملكة، وفئة الأفراد الذين سيشاركون تحت علم اللجنة الأولمبية والبارالمبية، وسيتنافسون في 45 رياضة فردية وجماعية، تتضمَّن 5 ألعاب خصصت للرياضات البارالمبية، إضافة إلى الميداليات الممنوحة، وسيتنافس الرياضيون المشاركون في الدورة على جوائز، هي الأعلى في تاريخ المنطقة، إذْ يتجاوز مجموعها 200 مليون ريال، يحصل الفائز بالميدالية الذهبية في أي لعبة على مليون ريال، والفضية على 300 ألف ريال، والبرونزية على 100 ألف ريال.
وكان الأمير فهد بن جلوي نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية قد أطلق شعلة دورة الألعاب السعودية 2022 في المجمع الأولمبي بالرياض، بحضور عدد من اللاعبين السعوديين.
وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة وهيب السهلي في لقطة جماعية مع رياضيي المدينة بعد وصول الشعلة (الشرق الأوسط)
وأكد الأمير فهد بن جلوي أن الشعلة ستجوب جميع مناطق المملكة، تقطع خلالها أكثر من 3500 كيلومتر، للترويج للقيم الإيجابية للألعاب السعودية ونقل رسالة السلام والصداقة إلى الناس طوال مسيرة الشعلة، ومنح الفرصة لجميع أفراد المجتمع لرؤية الشعلة.
وأضاف بن جلوي: «سيتم نقل الشعلة برحلة تتابع من خلال الرياضيين الأبطال والمؤثرين، وستتضمن رحلة الشعلة زيارة 57 معلماً، من أبرز المعالم الثقافية والسياحية داخل السعودية».
ووصلت مرحلة تجارب الأداء المؤهلة لدورة الألعاب السعودية 2022 إلى أمتارها الأخيرة، استعداداً لأكبر حدث رياضي وطني في المملكة، وتستمر مراحل تجارب الأداء للبطولة حتى يوم 10 سبتمبر (أيلول) الحالي؛ حيث تستمر منافسات التنس في الخبر والرياض، ومنافسات الملاكمة التايلاندية في الرياض، ومنافسات رفع الأثقال في جدة، ومنافسات كرة الطاولة في جدة، ومنافسات الألعاب الإلكترونية التي تقام عن بُعد.
وفي أجواء رياضية حماسية، اختتمت منافسات تجارب الأداء في الشطرنج، التي جرت في الدمام والرياض، والبلياردو للسيدات في جدة، والتايكوندو في الرياض، والسباق الثلاثي في جدة والرياض والخبر، ومنافسات الملاحة الشراعية في الجبيل، والتزلج اللوحي، والتجديف داخل الصالات في الجبيل والخبر، والدراجات في الرياض والدمام، والبادل في الرياض، ومنافسات السهام في جدة، وألعاب القوى في الرياض.
وحجز 60 لاعباً ولاعبة مقاعدهم في النسخة الأولى لدورة الألعاب السعودية في منافسات التايكوندو، في أوزان تحت 80 كيلوغراماً وتحت 63 كيلوغراماً للرجال، ووزن تحت 67 كيلوغراماً، وتحت 53 كيلوغراماً للسيدات، كما تأهل 24 لاعباً ولاعبة من المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية إلى نهائيات منافسات الشطرنج، كما انضمت 15 لاعبة إلى قائمة المتأهلين إلى نهائيات منافسات البلياردو، وتأهل 28 لاعباً ولاعبة إلى نهائيات منافسات السهام، وحسم 15 لاعباً بطاقة تأهلهم لنهائيات منافسات التزلج اللوحي، فيما أبحر 15 متنافساً نحو نهائيات منافسات الملاحة الشراعية.
وتسعى السعودية لاستضافة مزيد من الأحداث الرياضية، وتسعى لإحداث تنظيم استثنائي مميز لـ«دورة الألعاب الآسيوية 2034»، وذلك بعد استضافتها لرياضتي «الفورمولا واحد» و«الغولف».
وسابقاً، قال الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة السعودي رئيس اللجنة الأولمبية لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تركيزنا الرئيسي الآن هو على دورة الألعاب الآسيوية 2034» التي ستقام بعد عامين من استضافة بريزبين الأسترالية لدورة عام 2032.
ويُعد الاستثمار في الرياضة جزءاً من استراتيجية متعددة الجوانب تمت الموافقة عليها قبل 6 سنوات لتنويع الاقتصاد، في إطار المشروع الطويل الأمد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حيث «رؤية 2030»، التي قفزت بالبلاد لتكون قوة اقتصادية كبرى، وحققت حتى الآن نجاحات هائلة على الأصعدة كافة.
وفي عام 2034، ستستضيف العاصمة الرياض دورة الألعاب الآسيوية، وهو حدث متعدد الرياضات واسع النطاق، يرى الفيصل أنه يمكن أن ينذر باستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية.
ويقول الفيصل: «نحن منفتحون على النقاش مع اللجنة الأولمبية الدولية حيال هذه (الألعاب الأولمبية) في المستقبل، أعتقد أن المملكة أظهرت أنه يمكننا استضافة أحداث مماثلة».
ويضيف: «بالتأكيد، ستكون الألعاب الأولمبية المبتغى بالنسبة لنا، لكننا منفتحون على ذلك، وأعتقد أننا نستطيع ذلك».
ويشدد الأمير الفيصل: «إن السعودية تتقدم، وتتحرك لنوعية حياة أفضل، وبلد يريد أن يكون الأفضل، من أجل المستقبل». ويتابع أن «الحقائق تدل على أن استضافة هذه الفعاليات تعود بالفائدة على شعبنا، وعلى الحياة في السعودية».