أعلنت وزارة الخارجية الروسية مقتل موظفَين في سفارتها بالعاصمة الأفغانية أمس (الاثنين)، في اعتداء انتحاري بقنبلة قرب مقر البعثة الدبلوماسية الروسية في كابل.
وأفادت الخارجية الروسية في بيان بأن شخصاً لم يتم التعرف عليه، فجّر عبوة ناسفة في الجوار المباشر للسفارة الروسية بكابل، ما أدى إلى مقتل موظّفين في البعثة الدبلوماسية الروسية، مشيرة إلى سقوط «جرحى بين المواطنين الأفغان». وأضافت أن السفارة الروسية «على اتصال وثيق بأجهزة الأمن الأفغانية التي باشرت تحقيقاً». وسارع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى التصريح في مؤتمر صحافي عبر الهاتف: «نتحدث هنا عن اعتداء إرهابي. هذا مرفوض».
وفي البداية، نقل صحافيون في المنطقة عن شاهد، القول إن الانفجار وقع عندما كان يقرأ موظف في السفارة أسماء مواطنين أفغان كانوا ينتظرون عند البوابة من أجل الحصول على تأشيرات سفر.
وسارعت وزارة الخارجية السعودية إلى إدانة «الهجوم الإرهابي الغادر» على السفارة الروسية، وأكدت «رفض المملكة التام لكل الأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء والبعثات الدبلوماسية في كل مكان»، مجددةً دعم المملكة لكل الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره وتجفيف منابع تمويله.
وكانت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أعلنت في وقت سابق الاثنين، نقلاً عن مصدر لم تعرّف عنه، أن «ما بين 15 و20 شخصاً قتلوا أو أصيبوا في الانفجار».وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية سيارات الإسعاف وهي تهرع نحو المنطقة. وقال مولوي صابر قائد الشرطة بالمنطقة التي وقع فيها الهجوم لـ«رويترز»: «تعرف حراس السفارة الروسية (من طالبان) على الانتحاري قبل أن يصل إلى الهدف وأطلقوا النار عليه». فيما قال المتحدث باسم شرطة كابل، خالد زدران، إن انتحارياً أراد تفجير نفسه وسط حشد من الناس بالقرب من السفارة في حي الشرطة السابع بالمدينة. وأضاف زدران أن «القوات الأمنية استهدفت الانتحاري قبل أن يتمكن من الوصول إلى هدفه المقصود، ما تسبب في وقوع الانفجار». وقال مسؤول الشرطة إنه تم تطويق المنطقة، وإن «ثمة تحقيقات موسعة جارية الآن».
من جهتها، قالت وزارة الداخلية الأفغانية لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان اعتداء انتحارياً، ولكن قبل أن يتمكن الانتحاري من بلوغ هدفه، قامت فرقنا بتحييده». وأضاف المصدر نفسه أن الانتحاري كان يستهدف السفارة الروسية.
وروسيا من الدول القليلة التي احتفظت بسفارة في كابل بعد سيطرة «طالبان» على البلاد منذ أكثر من عام. وعلى الرغم من أن موسكو لا تعترف رسمياً بحكومة «طالبان»، فهي تجري محادثات معها حول اتفاقية لتوريد البنزين وسلع أخرى.
وتراجع العنف بشكل كبير بعد عودة «طالبان» إلى السلطة العام الماضي، لكن البلد شهد خلال الأشهر الأخيرة عدة اعتداءات بالقنبلة استهدف بعضها أقليات، وتبنى تنظيم «داعش» كثيراً منها.
وحاول المسؤولون الحكوميون في كل مرة التقليل من خطورة الهجمات. وقُتل 18 شخصاً على الأقلّ الجمعة، في انفجار عنيف استهدف أحد أكبر المساجد في هرات بغرب أفغانستان، بينهم إمام المسجد النافذ مجيب الرحمن أنصاري الموالي لحركة «طالبان».
والإمام الذي دعا قبل أسابيع إلى قطع رأس كل من يعارض نظام «طالبان»، هو ثاني رجل دين من أنصار الحركة يقتل في انفجار في أقل من شهر، بعد عملية انتحارية في 11 سبتمبر (أيلول)، أودت برحيم الله حقاني وشقيقه في مدرسته القرآنية بكابل، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها. واستهدفت هجمات عدة مساجد هذه السنة في أفغانستان، تبنى بعضها تنظيم «داعش».
وفي 17 أغسطس (آب)، قتل ما لا يقل عن 21 شخصاً، وأصيب العشرات بجروح في عملية تفجير بأحد مساجد كابل خلال صلاة العشاء.
وضربت سلسلة تفجيرات البلاد نهاية أبريل (نيسان)، خلال شهر رمضان ونهاية مايو (أيار)، قتل فيها عشرات الأشخاص. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن غالبية هذه الهجمات.
قتلى وجرحى بتفجير انتحاري استهدف السفارة الروسية في كابل
السعودية تدين «الهجوم الإرهابي الغادر» وتجدد دعمها جهود «القضاء على الإرهاب والتطرف»
قتلى وجرحى بتفجير انتحاري استهدف السفارة الروسية في كابل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة