الرئاسات العراقية تشدد على الحوار وتحذر من مخاطر الانسداد السياسي

الرؤساء صالح والكاظمي والحلبوسي مع الحكيم خلال مشاركتهم في مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة في بغداد أمس (الرئاسة العراقية)
الرؤساء صالح والكاظمي والحلبوسي مع الحكيم خلال مشاركتهم في مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة في بغداد أمس (الرئاسة العراقية)
TT

الرئاسات العراقية تشدد على الحوار وتحذر من مخاطر الانسداد السياسي

الرؤساء صالح والكاظمي والحلبوسي مع الحكيم خلال مشاركتهم في مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة في بغداد أمس (الرئاسة العراقية)
الرؤساء صالح والكاظمي والحلبوسي مع الحكيم خلال مشاركتهم في مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة في بغداد أمس (الرئاسة العراقية)

تحول مؤتمر مناهضة العنف ضد المرأة، الذي عقد في بغداد أمس السبت، بمشاركة الرئاسات العراقية الثلاث وعدد من أبرز قادة الصف الأول في البلاد، إلى مناسبة للتشديد على التمسك بالحوار الوطني، مع التحذير من إمكانية انزلاق البلاد نحو المجهول في حال بقيت الأوضاع على ما هي عليه.
وفيما أكد الرئيس برهم صالح أن تعثر الحوار الوطني لن يصب في مصلحة أحد، فإن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي كشف عن أن الدولة لن تتمكن من الإنفاق نهاية العام الحالي في حال بقيت الأزمة بلا حل، في حين أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تمسكه بمبادرته للحوار الوطني، معلناً تطويرها دون الكشف عن أي تفاصيل.
ووجه زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم رسالة عاطفية إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، داعياً إياه إلى التعاطي مع المبادرات الداعية إلى حل الأزمة.
ودعا الرئيس العراقي برهم صالح، الذي منحته المحكمة الاتحادية استثناء للبقاء في منصبه بعد تعذر انتخاب رئيس للجمهورية منذ شهر فبراير (شباط) الماضي، القوى السياسية، إلى إنهاء الأزمة والاحتكام إلى العقل والدستور لإنهاء الانسداد. وقال في كلمته خلال «المؤتمر الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة»، إن «البلد يمر بظرف دقيق وحساس وتحديات جسيمة، والتعثر السياسي الراهن في إنجاز الاستحقاقات الوطنية الدستورية بعد مضي عشرة أشهر على إجراء الانتخابات هو أمر غير مقبول».
ودعا صالح إلى ما سماه الانتصار «لخيار الحوار مهما بلغت درجة الأزمة والخلاف»، مضيفاً أنه «لا بد من الإصلاح ومعالجة مكامن الخلل القائمة وصولاً إلى حلول جذرية تُمكّن العراقيين في بناء حقيقي لدولة حامية وخادمة لمصالح كل العراقيين»، معتبراً أن «الحراك السياسي وتعدد مساراته يجب ألا يتحول إلى خلاف يهدد سلامة المشروع الوطني».
من جهته، حذر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من أن «الأزمة السياسية تهدد المنجز الأمني والاستقرار».
الكاظمي الذي تعقد عليه القوى السياسية الآمال في استكمال مبادرة الحوار الوطني، يقود منذ 9 شهور حكومة ناقصة الصلاحيات لكونها حكومة تصريف أعمال، ويخوض صراعاً بين إمكانية إدارة الدولة وحاجياتها المتفاقمة في ظل صلاحيات إنفاق محدودة، وبين قوى سياسية ترى فيه المستفيد من بقاء هذه الأزمة.
وأكد الكاظمي أن «الأزمة السياسية تهدد المنجز الأمني واستقرار البلد والناس بدأت تشعر بالقلق».
وأضاف أنه «من غير المعقول أن تبقى الأزمات السياسية في العراق بلا حلول»، معتبراً أن «مفتاح حل الأزمة السياسية يكمن بالجلوس إلى طاولة حوار وطني».
أما رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، الذي بات يجد نفسه في موقف صعب في التوفيق بين إرادتين شيعيتين متصارعتين (التيارالصدري والإطار التنسيقي) فقد فجر قنبلة من العيار الثقيل حين أكد أن الدولة سوف تكون عاجزة عن الإنفاق نهاية العام الحالي في حال استمرار الأزمة السياسية.
وفيما اتفق الحلبوسي مع رئيسي الجمهورية برهم صالح والوزراء مصطفى الكاظمي على أهمية الجلوس إلى مائدة حوار وطني لحل الأزمة، إلى جانب المضي في إجراء انتخابات مبكرة، فإنه أكد أنه «في نهاية العام لن تتمكن الدولة من الإنفاق، وأن مصالح الناس ستتوقف، ولا رواتب مطلع العام المقبل»، مضيفاً أن «ما وصلنا إليه اليوم يمثل تراجعاً عمّا كنا عليه، لاسيما تعطيل المؤسسات التشريعية والدستورية، ولا يمكن السكوت عن استمرار إغلاق البرلمان».
من جهته، وجه زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم رسالة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، داعياً إياه إلى الجلوس إلى مائدة الحوار لأجل التفاهم بشأن الأزمة الحالية التي وصلت إليها البلاد.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
TT

إسرائيل تملأ غياب هوكستين بالغارات والتوغلات

دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)
دبابة إسرائيلية على مثلث مرجعيون - ديرميماس - القليعة قرب نهر الليطاني بجنوب لبنان (متداول)

تملأ إسرائيل غياب الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكستين الذي يحمل مبادرة أميركية لوقف إطلاق النار، بالغارات العنيفة، وتوسعة رقعة التوغل البري الذي وصل إلى مشارف مجرى نهر الليطاني، في محاولة لفصل النبطية عن قضاء مرجعيون.

وفيما انتقل هوكستين إلى واشنطن من دون الإدلاء بتصريحات حول زيارته إسرائيل، أكدت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أنَّ الموفد الأميركي «بقيَ على تواصل مع المفاوضين اللبنانيين»، مشيرة إلى أنَّ المحادثات لوقف النار «تتقدم ببطء، لكن بثبات في اتجاه إيجابي».

ميدانياً، وصلت القوات الإسرائيلية إلى بلدة ديرميماس، انطلاقاً من بلدة كفركلا، ما يعني أنَّها سارت على طريق لنحو 5 كيلومترات في العمق اللبناني، لتصل إلى مشارف الليطاني، بعد تمهيد ناري بالمدفعية وغارات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيّرات. وقال «حزب الله»، في المقابل، إنَّه استهدف تلك القوات في النقاط التي وصلت إليها.

بالموازاة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على ضاحية بيروت الجنوبية، واستهدفت الأحياء المسيحية المقابلة للضاحية في عين الرمانة والحدت، وهي خطوط التماس السابقة في الحرب اللبنانية، وذلك عقب إنذارات وجهها الجيش للسكان بإخلاء الأبنية.